4 مصاحف

حمل المصحف

مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

الأربعاء، 11 مايو 2022

مجلد 1.التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان

 

1.

مجلد 1.التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان
وتمييز سقيمه من صحيحه ، وشاذه من محفوظه
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني (المتوفى : 1420هـ) عملنا في الكتاب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد إخواني إني أحمد الله عز وجل أن منَّا علينا بخدمة سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -
مرة أخرى "1"_,وها نحن اليوم نقدم لأهل السنة هذا الكتاب العظيم وهو كتاب:
التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان
وتمييز سقيمه من صحيحه ، وشاذه من محفوظه
للعلامة المحدث الإمام
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ تغمده الله برحمته ـ
يُعَدُّ هذا الكتاب العُجاب من أواخر الكتب العلمية الحديثية ـ المسندة ـ التي خرَّجها ـ وصنفها ـ فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ ؛ ذلكم أنه ابتدأ بتخريجه بتاريخ :
(25 محرم سنة 1413هـ)_كما ذكر الناشر_
وهوـ كذلك ـ أكبرها وأضخمها ـ ولله الحمد ـ ؛ فقد بلغ عدد أحاديثه (7448) حديثا ؛ وهذا ما لا يوجد في سواه .وقد قارب عدد صفحات الكتاب _ماعدا الفهارس_حوالي 5000 صفحة,في عشرة مجلدات,وقد استغرق إعداد هذا العمل الضخم منا حوالي سنتين.
أما عن عملنا في هذا الكتاب فكان كالآتي:
1-كتابة أحكام الشيخ الألباني على أحاديث الكتاب,وتخريجاته لها.وهذا هو العمل الأهم,ليصبح مرجعا لطلاب علم السنة النبوية في التخريج والحكم على الأحاديث,وجعلنا الكتاب بصيغة المكتبة الشاملة,لنستفيد من خاصية البحث فيها._جزى الله القائمين عليها خير الجزاء- .
2-كتابة جميع الهوامش في الكتاب وخصوصا هوامش الشيخ الألباني وما تحويه من فوائد حديثية قيمة.وجعل كل هامش أسفل الحديث المتعلق به.
3-كتابة مقدمة الكتاب كاملة_مع موافقتها للمطبوع_
والتي تحتوي على مقدمات:الناشر+الشيخ أحمد شاكر+الشيخ الألباني+الأمير علاء الدين._ننصح بقراءتها لفهم رموز الكتاب_.
4-ترقيم الكتاب حسب طبعة الشيخ الألباني وإضافة ترقيم طبعة المؤسسة
ـ إذا كان بينهما تفاوت ـ ، وذلك بين هلالين : ( ),وبذلك يصير الكتاب مرجعا لكلا الطبعتين ,ثم أثبتنا رقم التقاسيم والأنواع.
5-حرصنا على ضبط نصوص الأحاديث_وتشكيل بعض الكلمات_ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
6-ما كان من قفز بين الأرقام أبقيناه كما هو في المطبوع.
7-جعلنا كل حديث من أحاديث الكتاب في صفحة مستقلة مع رقمه لتسهيل الرجوع إليه.
8-اعتمدنا في عملنا هذا على نسخة مصورة من ((التعليقات الحسان))موجودة على موقع المكتبة الوقفية.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=536
9-عملنا بطاقة للكتاب فيها نبذة بسيطة عنه وعن المؤلف رحمه الله.
10-جعلنا الكتاب مُقسم في عشرة مجلدات كما في المطبوع .
تنبيهات هامة جدا:
1-هذا العمل جهد بشري،يعتريه النقص والخطأ،وما تُوقِعُ به السرعة_مع العلم أن هذا العمل استغرق منا حوالي عامين_،وقد وقع فيه بعض ذلك و لاريب...!
والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه،فمرحى ثم مرحى ، لمن وقف على خطأٍ ،أو خللٍ ، فنصح وأصلح،ونبهنا عليه,واعتذر عنا ولنا، بحسن النية والضعف البشري .
2-ذكر الناشر في مقدمته ص31 مايلي:
((وقع ابن حبان ـ رحمه الله ـ في بعض المخالفات العقائدية ؛ كتأويل كثير من صفات الباري
ـ جل و علا ـ ؛ مُغايراً في ذلك منهج السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ .
و لم يتعقَّبْه الشيخ ـ رحمه الله ـ بشيء من ذلك ـ و لا نحن ـ ؛ وإلا لطال الكتاب ، و خرج عن مقصوده ؛ مُكتفين بهذه الإشارة العلمية ـ هنا ـ ؛ التي تكفي اللبيب ، وتغني الأريب .))
هذا ما وفقنا الله ـ تعالى ـ إليه ؛ في هذا العمل العلمي الجليل ؛ سائلين الله ـ عز وجل ـ أن يرحم مؤلف الكتاب ، و مُرتِّبَهُ ، و مُخرِّجَهُ ، و ناشره و كل من كانت له يد فيه ـ إنه سميع مجيب ـ .
إخواني :لا تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب بالعلم النافع والعمل الصالح والذرية الصالحة.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . محبكم :خليل الراوي.
__________
(1) بعد عملنا في المجلد السابع من السلسلة الصحيحة.


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الناشر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله ـ وحده لا شريك له ـ .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
فلم نجد مدخلا علمياً ـ متميزاً ـ لهذا الكتاب الجليل :ـ أعلى وأكملَ ـ مما كتبه محدث الديار المصرية الأستاذ العلامة الشيخ أحمد بن محمد شاكر ؛ المتوفى سنة (1377هـ ) ـ تغمَّده الله برحمته ـ .
ولقد كانت كتابته المشار إليها ـ هذه ـ مقدمة حافلة لذلك المجلد الصغير الذي حققه و أخرجه ـ رحمه الله ـ من ((صحيح ابن حبان )) قبل أكثر من نصف


قرن من الزمان .
ولما كانت الصلات بين أهل الحديث ـ علماء وكبراء ـ منذ قديم الزمان ـ (متصلة) و(مسلسلة) : كان (صحيحاً ) جداً ـ فيما نرى ـ البدء بهذا المدخل ؛ قوة ، وجودة ومعرفة .
وبخاصة أنه كانت تربط الشيخ العلامة أحمد بن محمد شاكر ـ رحمه الله ـ مع مؤلف هذا الكتاب : أستاذنا الجليل الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ علاقة علمية منهجية رائقة ـ وعلى وجوه عدة ـ ؛ سواء في اللقاء الشخصي(1) ، أم في التوجه السلفي ، أم في البحث العلمي ، أم في التخصصِ الحديثي .
000فهاكم عيون فوائد مقدمة (2) الأستاذ العلامة المحدث أحمد بن محمد شاكر ـ لهذا الكتاب ـ ؛ بكل ما أَوْقَرَهُ فيها ـ تغمده الله برحمته ـ من علمٍ حقٍّ صواب(3) :

__________
(1) انظر كلام شيخنا العلامة الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في بعض ذلك ـ في كتابه (( تمام
المنة)) (ص75) .
(2) مع تلخيص يسير لبعض ما لم نرَ فائدة (عظمى) في إثباته ـ هنا ـ مما هو ذو فائدة قيمةٍٍٍٍ
في نفسهِ ـ هناك ـ .
(3) ثم نتناول بعدها ـ إن شاء الله ـ بمبحث منفرد ـ الكلام حول ((التعليقات الحسان 000)) ، وما يتعلق به من تفصيلٍ وتأصيلٍ .
ونُتْبِعُ ذلك ـ بتوفيق من الله ـ بإيراد نماذج متعددة من تعليقات شيخنا المؤلف ـ رحمه الله ـ ، وحواشيه ، وتخريجاته ـ بخطه ـ .
والموفق الله .


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العزيز القهار، الصمد الجبار، العالم بالأسرار، الذي اصطفى سيد البشر محمد بن عبد الله بنبوته ورسالته ، وحذر جميع خلقه مخالفته ، فقال عز من قائل : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ـ صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين ـ .
أما بعد :
فإن الله ـ تعالى ذكره ـ أنعم على هذه الأمة بإصطفائه بصحبة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخيار خلقه في عصره ، وهم الصحابة النجباء ، البررة الأتقياء ، لزموه في الشدة والرخاء ، حتى حفظوا عنه ما شَرعَ لأمته بأمر الله ، ثم نقلوه إلى أتباعهم ، ثم كذلك ـ عصراً بعد عصرٍ ـ إلى عصرنا هذا ؛ وهو هذه الأسانيد المنقولة إلينا : بنقل العدل عن العدل ، وهي كرامة من الله لهذه الأمة ، خصهم بها دون سائر الأمم .


ثم قيض الله لكل عصر جماعة من علماء الدين ، وأئمة المسلمين ، يُزَكُّون رواة الأخبار ، ونقلة الآثار ، ليذبوا به الكذب عن وحي الملك الجبار .
فمن هؤلاء الأئمة : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي (1) ، وأبو الحسينِ مسلم بن حجاج القشيري ـ رضي الله عنهما ـ : صَنَّفَا في صحيح الأخبار : كتابين مهذبين ، انتشر ذكرهما في الأقطار (2) .
وقد التزم الشيخان ـ البخاري ومسلم ـ أن يخرجا في كتابيهما الصحيح من الحديث ، بل أعلى أنواع الحديث درجة ، ولم يلتزما ـ ولا واحد منهما ـ استيعاب الصحيح كله ، بل تركا كثيراً من الصحيح الذي على شرطهما ، والصحيح الذي هو أقل درجة من شرطهما .
وتبعهما في صنع كتب تقتصر على صحيح الحديث كثير من الحفَّاظ الأئمة الكبار ؛ منهم :
ابن خزيمة ، الحافظ الكبير، إمام الأئمة ، شيخ الإسلام ، أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري ، ولد سنة 223هـ ، وتوفي سنة 311 هـ ، عن89 سنة .
صنَّف كتابه المشهور ((صحيح ابن خزيمة )) ولم نره قط ، ولا ندري ! لعله

__________
(1) هو البخاري ـ رحمه الله ـ .
(2) من أول الخطبة إلى هنا : هو نص خطبة الحاكم أبي عبد الله [ المتوفى سنة (405هـ )]، في كتاب ( المستدرك على الصحيحين ) ـ المطبوع في حيدر آباد بالهند سنة 1334 هـ .


يوجد منه نسخ مخطوطة لم تصل إلينا ، ولم يصل إلينا خبرها ، وعسى أن يجده من يُعنى بتحقيقه و نشره نشرا علميا صحيحاً(1) .
ثم تبعه تلميذه : ابن حبان ، الإمام الحافظ العلامة ، أبو حاتم محمد بن حبان التميمي البستي ، مات سنة 356هـ ، عن نحو 80 سنة .
صنف كتابه الذي سماه (( المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع ، من غير وجود قطعٍ في سندها ، ولا ثبوت جرح في ناقليها )) ، الذي عُرف بين علماء الحديث باسم : (( التقاسيم والأنواع )) ، و اشتهر بينهم ـ وعلى ألسنة الناس ـ باسم : (( صحيح ابن حبان )) .
ثم تبعه تلميذه : الحاكم أبو عبد الله ، الحافظ الكبير الحجة ، إمام المحدثين في عصره ، أبو عبد الله محمد بن عبدالله الضبي النيسابوري ، المشهور بالحاكم ، والمعروف بابن البَيِّعِ، ولد في ربيع الأول سنة 321هـ ، ومات في صفر سنة 405 هـ .
صنَّف كتاب ((المستدرك على الصحيحين)) ، وهو معروف مطبوع ، كما أشرنا إلى ذلك ـ آنفاً ـ .
وهذه الكتب ـ الثلاثة ـ هي أهم الكتب التي أُلِّفَتْ في الصحيح المجرد ، بعد ((الصحيحين )) ـ للبخاري ومسلم ـ .
ولطالما فكَّرت في طبع الأولين منها : (( صحيح ابن خزيمة )) ، و((صحيح ابن حبان ))

__________
(1) وقد وجدت منه قطعة حسنة ، طبعت في أربعة مجلدات ، حققها الدكتور محمد مصطفى الأعظمي ، وراجع تخريج أحاديثها ،واستدرك كثيراً من أحكامها : شيخنا الإمام ـ مؤلف هذا الكتاب ـ الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ .


ثم أُحجم ؛ لأن لا أجد الفرصة المواتية ، وأن لا أجد نسخاً منهما ـ أو من أحدهما ـ .
وكنت أعرف ـ منذ عهدي بطلب الحديث وخدمته ـ منذ أول الشباب ـ أن الأمير علاء الدين الفارسي رتب (( صحيح ابن حبان )) على الأبواب ، وسماه : (( الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان)) ، وأن نسخته كاملة بدار الكتب المصرية ، في 9 مجلدات كبيرة .
فلما تهيأت الفرصة ـ بعون الله وتوفيقه ـ فكرت في طبع ((ترتيبِ)) الأمير علاء الدين ، على كراهيتي للتصرف في كتب الأئمة القدماء (1) ، وحرصي على أن تخرج للناس على الوضع الذي صنعه عليه مؤلفوها ـ رحمهم الله ـ ، ولكن لم أجد بُدًّا مما ليس منه بد : أنَّ كتاب ابن حبان ـ الأصلي ـ غير موجود فيما وصل إلينا من العلم بالكتب ومظانِّ وجودها (2)
أما بعد :
فهذا ((صحيح ابن حبان )) (3) ، وهو الاسم الذي اخترته له ، وأن لم يكن أحد

__________
(1) وهذا أمر اجتهادي ؛ لأهل العلم فيه طرائق ـ و((الأنظار تختلف )) ـ كما قاله الشيخ أحمد شاكر ـ نفسه ـ فيما سيأتي (ص 14) ـ .
(2) ثم قد ذكر الأستاذ شاكر ـ رحمه الله ـ في (مقدمته) (ص7) ـ هنا ـ وقوفه على بعض قطع من مخطوطة ((التقاسيم والأنواع)) ـ هذا ـ ، ووصفها .
(3) ومعه تعليقات العلامة المحدث الألباني ـ رحمه الله عليه ـ المسماة : ((التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان )) ، وهو هذا الكتاب ـ والحمد لله ـ .


الاسمين الذين أطلقهما عليه المؤلفان ؛ فإن لكتابنا هذا ـ كما عرفت ـ مؤلفين :
أحدهما : الراوي والجامع والمختار ،والمصنف ـ على نمط معين ، ونظام مبتدع ـ .
والآخر : المُرَتِّبْ على الوضع الحالي ، على الكتب والأبواب ، التي صنفت عليها أكثر دواوين العلم ، في الحديث والفقه ، منذ عهد مالك في (( الموطَّإ )) ، ثم من تبعه من الأئمة والعلماء ,على تباين آرائهم في التقسيم والتبويب ، وطرق اختيارهم في التقديم والتأخير .
و إنما اخترت هذا الاسم ـ ((صحيح ابن حبان )) ـ دون الاسمين الآخرين ؛ لأنه المطابق للكتاب ـ على الحقيقة ـ ؛ فعلى أي ترتيب كان ؛ فهو ((صحيح ابن حبان)) ، وهو الاسم الأشهر والأَسْيَرُ على ألسنة المحدثين والفقهاء والمخرِّجين ، وعلى ألسنة الناس كافة ، يقولون ـ إذا نسبوا إليه حديثاً ـ : ( أخرجه ابن حبان في ((صحيحه)) ) ، أو : (صححه ابن حبان) ، أو نحو ذلك من العبارات ، فهو في لسانهم ـ أبداً : ـ ((صحيح ابن حبان)) يريدون : أنه رواه وأخرجه ، واختاره وصححه ، فسواء تقدم الحديث أو تأخر ـ في ترتيب ابن حبان الذي صنع ـ فهو
حديث رواه في كتابه ، مختاراً له على شرطه ، و مصححاً .
هذا إذا ما خَرَّجُوا منه حديثاً ، أو نسبوه إليه ، على الأكثر الغالب ، الذي يندُرُ أن يقولوا غيره .
أما أذا ما تحدَّثُوا عن الكتاب نفسه ، في كتب المصطلح ، أو كتب التراجم ـ ونحوها ـ فإنهم أكثر ما يقولون في تسميته : " التقاسيم و الأنواع " ، وهذا


الاسم هو الذي كنا نعرف به الكتاب من أقوالهم قبل أن نراه ، وكنا نظن ـ بكثرة ما كرروه و قالوه ـ أنه اسمه العلم الذي وضعه له مؤلفه الحافظ الكبير .
و في الندرة النادرة أن يطلقوا عليه اسم "الأنواع " ـ فقط ـ ؛ كما صنع الحافظ الذهبي في ترجمة ابن حبان في كتاب (( تذكرة الحافظ )) (3/126) ، قال : (قال ابن حبان في كتاب " الأنواع ") ، أو (( كتاب الأنواع و التقاسيم )) ! كما صنع صاحب ((كشف الظنون)) (1) !
ثم كان من توفيق الله أن وقَعَتْ لي القطعة الأولى من الكتاب ، وهي قطعةٌ أستطيع أن أثق بها ؛ فوجدت فيها عنوان الكتاب ـ هكذا ـ :

__________
(1) من عجب أن صاحب ((كشف الظنون)) اضطرب قوله في اسم الكتاب ، فذكره ثلاث مرات في ثلاثة مواضع بثلاثة أسماء :
ـ سماه في ( حرف التاء ) : ((التقاسيم و الأنواع في الحديث)) ، (1/317 من طبعة الأستانة بمطبعة ((العالم)) سنة 1310ـ1311هـ) ، و (1 : 463 من طبعة الأستانة بالمطبعة الحكومية سنة 1360ـ1362هـ) .
ـ و سماهُ في ( حرف الصاد ) : ((صحيح ابن حبان)) ، (2 : 77 من الطبعة الأولى ) ، و (2 : 1075 من الطبعة الثانية ) .
ـ و سماه في ( حرف الكاف ) : ( كتاب ((الأنواع و التقاسيم)) لابن حبان .... وهو المعروف بـ ((صحيح ابن حبان)) ) ، ( 267:2 ) ، ( 1400:2) .
و هذا الاضطراب يدلنا على أن صاحب ((كشف الظنون)) لم يَرَ الكتاب ، و إنَّما وصف عما نقل من الكتب !


( المسند الصحيح على التقاسيم و الأنواع ،
من غير وجود قطع في سندها ،
ولا ثبوت جرح في ناقليها ) :
فَرَجَحَ عندي ـ بل استيقنت ـ أن هذا هو الاسم الصحيح للكتاب ، الاسم الذي سماه به مؤلفه ، وزادني بذلك ثقة : أن الحافظ الذهبي نقل في ترجمة ابن حبان في ((تذكرة الحفاظ )) (3/126) بعض ما قال أبو سعيد الإدريسي (1) في الثناء على ابن حبان قال :((كان على قضاء سمرقند زمانا ، وكان من فقهاء الدين ، وحُفَّاظِ الآثار ، عالما بالطب والنجوم ، وفنون العلم ، صنَّفَ (( المسند
الصحيح )) ، و ((التاريخ)) 000)) إلخ .
فهذا حافظ قديم ، معاصر لابن حبان ، سمع من شيوخ أقدم منه ، مثل أبي العباس الأصم ، المتوفى سنة 346هـ قبل ابن حبان بنحو 8 سنوات ـ ، وهو من طبقة الحاكم تلميذ ابن حبان .
هذا المؤرخ القديم ـ المعاصر ـ سمى الكتاب بأول الاسم ـ على القطعة

__________
(1) هو الحافظ العالم أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن ادريس ، محدث سمرقند ، ومصنف ((تاريخها )) كان حافظا جليل القدر ، كثير الحديث ، توفي مع الحاكم أبي عبد الله في سنة واحدة ، سنة 405هـ .
ترجمَهُ الذهبي في (( تذكرة الحفاظ )) (3/249ـ250) ، والسمعاني في ((الأنساب )) (( ورقة22)) .
قلنا : وفي ((سير أعلام النبلاء )) (7/226) ـ للذهبي ـ : (( أبو سعد )) ، وهو الأرجح ـ إن شاء الله ـ .


التي أشرنا إليها ـ .
والظاهر أنه قال هذا في كتابه الذي صنفه في (( تاريخ سمرقند )) .
وما يُدرينا ! لعل الحافظ الذهبي اختصر اسم الكتاب ، فذكر أوَّلَهُ ـ فقط ـ ((المسند الصحيح)) ، إذا كان أبو سعيد الإدريسي ذكره كاملا !
لكن القرائن تكاد تقطع بصحة ما اسْتَيْقَنَّا ، لذكر كلمة (( المسند الصحيح )) في كلام الإدريسي ولذكر اسم (( التقاسيم و الأنواع )) على ألسنة المحدثين عامة ، فهما جزءان من اسم الكتاب ، وليس واحد منهما بمفرده اسمًا كاملا له .
و الأمير علاء الدين الفارسي لم يصنع في كتاب ابن حبان غير الترتيب و التبويب المستحدث ، لم يَخْرِمَ منه كلمة ، ولم يُسْقِطْ منه حرفاً (1) ، أثبت الكتاب ـ كُلَّهُ ـ بنصِّهِ ـ في مواضعه في الكتاب الجديد ، حتى الخطبة ، وما بعدها ، وخواتيم الأقسام ؛ أثبتها ـ كلها ـ في مقدمة ((الإحسان)) ؛ فكان كتابه كما كان أصلُهُ ((صحيح ابن حبان)) .

__________
(1) وهذا تنبيهٌ مهمٌّ جداً .
وقارن بما سيأتي (ص25 ـ 26 )


((صحيح ابن حبان))
ـ ومنزلته بين ((الصحاح))
و ((صحيح ابن حبان)) كتاب نفيس ، جليل القدر ، عظيم الفائدة ، حرَّرَهُ مؤلفه أدق تحرير ، وجوَّده أحسن تجويد ، وحقق أسانيده ورجاله ، وعلل ما احتاج إلى تعليل من نصوص الأحاديث و أسانيدها ، وتوثق من صحبة كل حديث اختاره على شرطه ، ما أظنه أخل بشيء مما إلتزم ، إلا ما يخطئُ فيه البشر ، وما لا يخلو منه عالم محقق .
وقد رتب علماء هذا الفن ونقاده هذه الكتب الثلاث ـ التي إلتزم مؤلفوها رواية الصحيح من الحديث وحده ـ أعني : الصحيح المجرد ـ بعد (( الصحيحين )) : البخاري و مسلم ـ على الترتيب الآتي :
(( صحيح ابن خزيمة )) .
((صحيح ابن حبان)).
(( المستدرك )) ـ للحاكم ـ .
ترجيحاً منهم لكل كتاب منها على ما بعده ، في إلتزام الصحيح المجرد ، وإن


وافق هذا ـ مصادفة ـ ترتيبهم الزمني ، عن غير قصد إليه (1).
ولست أدري ! أيَسْلَمُ لهم ما ذهبوا إليه من تقديم (( صحيح ابن خزيمة )) في درجة الصحة على ((صحيح ابن حبان )) ؟! فلعله ؛فإني لم أرَ (( صحيح ابن خزيمة )) ، حتى أتأمله ، و أقطع فيه برأي ، أو أُرَجِّحَ ، و الأنظار تختلف .
ولكني أستطيع أن أجزم ـ أو أرجح ـ أن ابن حبان لتصحيح الحديث في كتابه شروطا دقيقة واضحة بينة ، وأنه وَفَّى بما اشترط ـ كما قال الحافظ ابن حجر (2) ـ إلا ما لا يخلو منه عالم أو كتاب ، من السهو والغلط ، أو من اختلاف الرأي في الجرح و التعديل ، و التوثيق و التضعيف ، و التعليل و الترجيح.
وسترى شروطه في مقدمة كتابه ـإن شاء الله ـ ؛ فقد ساقها الأمير علاء الدين الفارسي بنصها ـ حرفاً حرفاً ـ .
وهو ـ فيما رأينا من كتابه ـ قد أخرج كتابه مستقلاً ، لم يبنه على (( الصحيحين )) ولا على غيرهما ، إنما أخرج كتابا كاملا .
وفي ((الشذرات)) ـ في ترجمة ابن حبان ـ : ((وأكثر نُقَّادِ الحديث على أن

__________
(1) وقد ساق الشيخ أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ في المقدمة (ص11ـ 14 ) ـ هنا ـ في أكثر من ثلاث صفحات ـ نقولا عن عدد من أهل الحديث ـ في تقرير هذا الترتيب ، ومناقشته ؛ مما لم نر ـ في هذا المقام ـ فائدة (عُظمى) في إثباته .
(2) فيما نقله عنه السيوطي في ((تدريب الراوي )) (ص31 ـ32 ) ، وحاجي خليفة في ((كشف الظنون )) (2/77) ـ في نقل الشيخ شاكر في (مقدمته ) (ص13) ـ .
وأصل النص في ((النكت على ابن الصلاح )) (1/290) للحافظ ـ رحمه الله ـ .


((صحيحه)) أصحُّ من (( سنن ابن ماجه)) ).
وأما الحاكم أبو عبد الله ؛ فإنه بنى كتابه ((المستدرك )) على ((الصحيحين )) ؛ التزم فيه إخراج أحاديث لم يُخَرِّجْهَا واحد منهما ،على أن تكون على شرطهما ، أو شرط أحدهما ـ كما هو ظاهر من صنيعه ، ومن اسم كتابه ـ .
وعندي : أنه لم يتساهل في التصحيح ـ كما نبزه كثير من العلماء ـ؛ و إنما خَرَّجَ كتابه مُسَوَّدَةٌ لم تُبَيَّضْ (1) ، ولم تحرر ! فكان فيه ما كان من تصحيح أحاديث ضعاف ، ومن إخراج أحاديث أخرجها الشيخان ، أو أحدهما .
وقد استدرك عليه الحافظ الذهبي في ((تلخيصه)) كثيرا مما أخطأ فيه ، ولم يَخْلُ استدراك الذهبي (2) ـ نفسه ـ أيضا ـ من خطإ في التصحيح أو التضعيف ، والجرح أو التعديل ؛ كما يتبين ذلك لمن مارس الكتاب ، وتتبع كثيرا منه .
وليس هذا مقام تفصيل ذلك (3) .
__________
(1) انظر كلام الحافظ ابن حجر ـ في ذلك ـ في ((لسان الميزان )) (5/233)
(2) فقد قال الذهبي في ((السير )) (17/176) ـ عن ((تلخيصه )) هذا ـ : (( ويعوز عملا و تحريرا )) .
(3) ثم قال الشيخ أحمد شاكر في مقدمته (ص15) :
((ثم إن ابن حبان بنى كتابه على ترتيب غير معهود لأهل العلم : بناه على خمسة أقسام ، تنطوي على أربع مئة نوع ، وتفنَّنَ ماشاء في التقسيم و التنويع ).
ثم نقل عن بعض أهل العلم ما يبين ذلك ؛ مشيرا ـ رحمه الله ـ إلى أن قصد ابن حبان ـ في ترتيبه ـ لتسهيل حفظه ـ لم يتحقق له !! بل العكس هو الذي جرى ؛ تعسيراً و صعوبة !! ـ قائلاً ـ : ((ولعل هذا أحد العوامل في ندرة نسخه )) .


((الإحسان000))
ـ للأمير علاء الدين ـ
وعن ذلك : كان ترتيب الأمير علاء الدين الفارسي إياه ـ على الكتب و الأبواب ـ عملاً جليلاً ـ حقًّا ـ ؛ قرَّبَ الكتاب لطالبيه ، وحافظ على أصله ، بدقة الرجل العالم الثقة الأمين .
وخير ما فيه أنه أثبت عناوين الأحاديث التي كتبها ابن حبان ، بنصها ـ كاملة ـ .
وفي هذه العناوين فقه ابن حبان وعلمه بالسنة ـ على المعنى الكامل التام ـ .
وأثبت ـ أيضاً ـ كل ماكتب ابن حبان بعقب الأحاديث ، وهو شيء كثير ، بعضه في الكلام على الرجال ، وبعضه تفسير دقيق لمعاني الحديث ، وبعضه تعليل فني من وجهة النظر الحديثية ، إلى غير ذلك من النفائس و الطرائف .
ـ ( الإحسان ) فهرس حقيقي لـ (( صحيح ابن حبان)) :
وشيء آخر دقيق عجيب نادر ، صنعه الأمير علاء الدين ، لم أكن لأظن أن أجده في شيء من كتب المتقدمين ، وهو الفهرس الحقيقي الكامل :


فقد يعلم بعض القارئين أني تحدثت في مقدمات بعض كتبي ـ وغيرها ـ ، ـ كمقدمة شرحي لـ (( سنن الترمذي )) ـ في شأن الفهارس ، وغلط أهل هذا العصر في ظنهم أنها عمل إفرنجي طبَّقه المستشرقون على كتبنا التي قاموا بنشرها وبيَّنت أن فكرة الفهارس فكرة عربية إسلامية ، لم يعرفها الإفرنج ، ولاخطرت ببالهم إلا في عصور متأخرة ، وأن العرب سبقوهم بقرون طوال في ترتيب اللغة على الحروف في المعاجم ، وفي كتب التراجم ـ وغيرها ـ على الحروف ، كما صنع الخليل بن أحمد ـ ومن تبعه ـ في اللغة ـ (1) ، وكما صنع البخاري ـ ومن تبعه ـ في التراجم ـ (2).
وبينت أن هذه محاولات للفهارس ،لم يمنعهم عن جعلها فهارس حقيقية إلا عدم وجود المطابع .
أما هذا الكتاب ـ (( الإحسان )) ـ ؛ فقد وجد مؤلفه الأمير علاء الدين الفارسي أمامه كتابا منظما على التقاسيم والأنواع ، و لأقسامه و أنواعه أرقام ، فواتته الفكرة السليمة ، وأسعفه العقل النير ، فجعل كتابه فِهْرِساً حقيقيا لكتاب ابن حبان ؛ فوضع بإزاء كل حديث رقم النوع الذي رواه فيه ابن حبان ، وبين القسم الذي فيه النوع (3) .

__________
(1) في كتابه : (( العين )) .
(2) في كتابه :(( التاريخ الكبير)) .
(3) وقد ساق الشيخ أحمد شاكر في مقدمته (ص18) نص كلام الأمير علاء الدين في بيان طريقة فهرسته ، وترتيبه ، وهي ـ تامة ـ هنا ـ فيما يأتي من مقدمة الأمير (ص140)


فهذا فهرس حقيقي ، صنعه عقل منظم دقيق ، نافذ لماح .
ولا أذكر أني رأيت فهرساً ـ على هذا النحو ـ لمؤلف أقدم من الأمير علاء الدين (1) .
و بعد ـ مرة أخرى ـ (2) :
فسأبذل كل ما أستطيع من جهد ومعرفة ـ إن شاء الله ـ في تحقيق ((صحيح ابن حبان )) ـ بترتيب الأمير علاء الدين ـ ؛ لعلي أوفَّق لإخراجه صحيحاً معتمدا عند أهل العلم (3)

__________
(1) وقد ذكر الشيخ أحمد شاكر في (مقدمته ) (ص18) صنيع بعض علماء القواعد الفقهية ـ في بعض الكتب ـ شيئا من ذلك ، ثم قال : ( وما ندري ! لعل في علمائنا الأقدمين من أمثال هذا كثير ؛ خصوصا للكتب التي رتبها مؤلفوها على أقسام أو أنواع مرقمة معدودة ،كما صنع ابن حبان في ((التقاسيم)) ، وابن رجب في ((القواعد)) ) .
(2) وكان الشيخ شاكر ـ رحمه الله ـ قد كتب في ( المقدمة ) ـ قبل هذا ـ (ص19 ـ 20) ـ فصلا صغيرا حول ( الكتب التي ألفت على ((صحيح ابن حبان)) ) ـ بعد كتاب ((الإحسان)) ) ـ ؛ فذكر منها :((موارد الضمآن)) ـ للهيثمي ـ ،و ((مختصر ابن الملقن )) ـ لـ (( الصحيح )) ـ ، ثم كتاب ابن الملقن في تراجم رجال ابن حبان ـ مع رجال كتب أخرى ـ، واسمه : ((إكمال تهذيب الكمال)) .
وكتاب (( الموارد )) ـ المشار إليه ـ خَدَمَهُ خِدمةً جُلى شيخنا الإمام مؤلف (( التعليقات الحسان )) ـ رحمه الله ـ ، وذلك في كتابيه :( صحيح ((موارد الضمآن)) ) ، و( ضعيف ((موارد الضمآن)) ) ـ و ضِمنهما المستدرك عليهما : ((الزوائد على الموارد )) ـ وهما مطبوعان سائران .
(3) وقد ذكر الشيخ أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ في (مقدمته ) (ص21) نبذة موجزة عن منهجه في تحقيق الكتاب ،وتراجم رجاله ، وما يتصل به .
ثم توفي ـ تغمده الله برحمته ـ دون إكمال أي مجلد آخر غير هذا المجلد ـ الأول ـ الصغير ـ الذي يبلغ عدد صفحاته نحوا من ثلاث مئة صفحة .


وسنجعل لأحاديث الكتاب ـ ((الإحسان )) ـ أرقاما متتابعة من أول الكتاب إلى آخره ـ إن شاء الله ـ بجوار أول كل حديث ،كعادتي في كتبي .
وأما أرقام الأنواع ،التي وضعها الأمير علاء الدين ، فإننا سنثبتها بجوار كل عنوان من عناوينه ، ـ كما سيجيء ـ ؛ فنجمع بين الفائدتين ، ونحرص على الميزتين ـ إن شاء الله ـ .
وأسأل الله ـ سبحانه ـ الهدى والسداد ـ و التوفيق والعون ، و أن يجنبنا مزالق القلم و اللسان ، وأن ينصر الإسلام و المسلمين .


ترجمة
الأمير علاء الدين الفارسي (1)
ـ مؤلف ((الإحسان)) ـ
(675ـ739هـ)
هو الأمير علاء الدين أبو الحسن ، علي بن بلبلان بن عبدالله ، الفارسي ، المصري ، الحنفي ، الفقيه النحوي المحدث .
كان من أول المتبحرين أصولا وفروعا ، عديم النظير ، فقيد المثيل .

__________
(1) مصادر الترجمة :
(( الجواهر المضية في طبقات الحنفية)) ـ لعبد القادر بن أبي الوفاء القرشي المصري ـ ، ولد سنة 696 هـ ، وتوفي سنة 775 هـ ، طبعة حيدر آباد بالهند سنة 1332هـ (1/354 ، 355 ) ، ((الدرر الكامنة )) ـ للحافظ ابن حجر العسقلاني ـ (3/32) ، ((السلوك)) ـ للمقريزي ـ ( 2/2/470) ، ((النجوم الزاهرة )) ـ لابن تغري بردي ـ ، طبعة دار الكتب المصرية (9/321) ، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين و النحاة )) ـ للسيوطي ـ (ص331) ، ((حُسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة )) ، ـ للسيوطي طبعة مصر سنة 1299هـ (1/267) ، ((الفوائد البهية في طبقات الحنفية )) ـ للعلامة محمد عبد الحي اللكنوي الهندي ـ ، طبعة مصر سنة 1324هـ (ص 118) .


ولد سنة 675هـ
وأخذ الفقه عن الفخر بن التركماني ، وشمس الدين أبي العباس أحمد السروجي ، وقرأ النحو على أبي حيان ، و الأصول على العلاء القونوي ، وسمع الحديث من الحافظ الدمياطي ، ومحمد بن علي بن ساعد ، وبهاء الدين بن عساكر ، ـ وغيرهم ـ .
وقال الحافظ الذهبي في ((المعجم المختص )) :
(( سمع بقراءتي من البهاء بن عساكر ، وكان تركيا عالما وقورا )) .
وقال الذهبي ـ أيضاً ـ :
((كان جيد الفهم ، حسن الذاكرة ، مليح الشكل ، وافر الجلالة)) .
وقال الحافظ ابن حجر :
((صحب أرغون النائب ، وعظُمت منزلته في أيام المظفر بيبرس000وكان قد عُيِّنَ مرة للقضاء ؛لسكونه وعلمه وتصونه )) .
ووصفه معاصرُهُ ابن أبي الوفاء القرشي ـ وهو من طبقة تلاميذه ـ بأنه :
((الأمير الفقيه الإمام , تفقه على السروجي ـ وغيره ـ ؛ كقاضي القضاة القونوي الشافعي ، ورشيد الدين بن المعلم ، ونجم الدين بن اسحاق الحلبي .
وأفتى ، وحصَّلَ من الكتب جملة ، وجمع وأفاد )) .
وقال ـ أيضاً ـ : (( رتب ((التقاسيم و الأنواع )) لابن حبان ، ورتب ((الطبراني )) ترتيباً حسناً على أبواب الفقه )) .


وقال الحافظ ابن حجر :(( رتَّبَ ((صحيح ابن حبان )) ،و ((معجم الطبراني الكبير)) ، بإشارة القطب الحلبي )) .
وتوفي الأمير علاء الدين ((بمنزله على شاطئ نيل مصر ، في 9شوال سنة (739هـ) تسع و ثلاثين وسبع مئة ، ودُفِنَ بتربته خارج باب النصر )) ـ كما قال ابن أبي الوفاء القرشي ـ .
وأطبقت مصادر ترجمته ـ كلها ـ على أن وفاته كانت في سنة 739هـ ، حتى الكتب المؤرخة على السنين ، ذكرت وفاته فيها في وفيات تلك السنة .
ولكن أخطأ السيوطي في ((حسن المحاضرة )) ! فأَرَّخَ وفاته سنة731هـ ، قال : ((مات بالقاهرة ، في شوال سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة )) .
وقد ظننت بادئ بدء أن هذا خطأ طابع أو ناسخ ،خصوصا و أن السيوطي ـ نفسه ـ أرَّخَهُ في (( بغية الوعاة)) : ((سنة تسع وثلاثين وسبع مئة )) ! إلا أنه رجَّح عندي ـ أن الخطأ سهو من السيوطي ـ أن العلامة اللكنوي حكى عنه الروايتين ، وعقَّبَ عليه بالتصحيح ، فلم يكن الخطأ خاصًّا بالنسخ التي طبع عنها ((حُسن المحاضرة )) ـ كما هو واضح ـ .
رحمهم الله جميعاً وإيانا ، وتجاوز عنا و عنهم ، والحمد لله رب العالمين .
كتب
أحمد محمد شاكر
عفا الله عنه
َِِِ بِمَنِّهِ
الأربعاء 3 جمادى الأولى سنة 1371
30 يناير سنة 1952


(( التعليقات الحسان على ((صحيح ابن حبان))
وتمييز سقيمه من صحيحه ، وشاذه من محفوظه ))
للعلامة المحدث الإمام
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
ـ تغمده الله برحمته ـ
يُعَدُّ هذا الكتاب العجاب من أواخر الكتب العلمية الحديثية ـ المسندة ـ التي خرَّجها ـ وصنفها ـ فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ ؛ ذلكم أنه ابتدأ بتخريجه ـ كما هو مثبت بخطه ـ بتاريخ : (25 محرم سنة 1413هـ)
وهوـ كذلك ـ أكبرها وأضخمها ـ ولله الحمد ـ ؛ فقد بلغ عدد أحاديثه (7448) حديثا ؛ وهذا ما لا يوجد في سواه .
ولقد أراد ـ رحمه الله ـ ابتداء ـ تسمية كتابه هذا بـ (( مختصر الإحسان في تقريب (1) صحيح ابن حبان ، وتمييز سقيمه من صحيحه ، وشاذه من محفوظه )) ـ كما هو ثابت بخطه ـ.
ثم كأنه ـ رحمه الله ـ غيَّرَ أول العنوان ـ والاختصار ـ إلى (( التعليقات الحسان على ( صحيح ابن حبان) ))؛ فعزا إليه في مواضع كثيرة من

__________
(1) وقع اسمه في ( الطبعة اللبنانية ) التي اتخذها الشيخ رحمه الله ـ أصلاً لعمله ـ ويسميها : ( الأصل ) ـ : ((بترتيب)) ثم صححها الشيخ بخطه ؛ نقلا عن مقدمة المؤلف .


كتبه التي طبعت في حياته ـ بهذا العنوان ـ .
حتى في هذا الكتاب نفسه ؛ عزا إليه ـ في أواخره ـ بهذا العنوان ؛ كما في حديث رقم (6662) و(7284) ـ وغيرهما ـ بخطه ـ .
كتب الشيخ ـ رحمه الله ـ على غلاف الصفحة الأولى ـ الداخلي ـ من المجلد الأول ـ بخطه ـ نبذة من منهجه في التخريج ؛ فقال :
(( 1ـ إذا لم يُخَرَّجِ الحديث في شيء من كتبي ؛ اكتفيت بإعطاء الحكم عليه بمثل قولي : صحيح الإسناد ، أو : حسن ، أو : ضعيف 00
وإذا كان في ((الصحيحين)) أو أحدهما ـ ؛ قلت صحيح ثم رمزتُ إليهما (1) ، أو أحدهما .
2ـ وإذا قلت : حسن صحيح ؛ فأعني أنه : حسن لذاته ، صحيح لغيره ، أي بشواهده )) .
من طريقة الشيخ ـ أثناء عمله العلمي ـ أن كل صفحة كان ينتهي من مراجعتها ، وضبطها : يكتب على رأسها ـ بخطه ـ كلمة : (تمت) (2).
وهذه الكلمة كما أنها موجودة في أول صفحة من الكتاب ؛ فإنها

__________
(1) والرمز إليهما بـ (ق) ، أي : متفق عليه ، و البخاري : خ ، و مسلم : م .
(2) وكان يكتب ـ أحياناً ـ : (انتهت) .


ولله الحمد ـ موجودة في آخر صفحة من الكتاب ؛ دلالة على إنهائه ـ رحمه الله ـ مراجعة أحاديث الكتاب ـ كله ـ .
النسخة المخطوطة التي اعتمد عليها محقق ( الطبعة اللبنانية ) التي اتخذها الشيخ أصلا ـ قبل وقوفه على الطبعة الثانية منشورة (1) ـ هي نفسها المتخذة لتحقيق (طبعة المؤسسة ) ـ كما كتب الشيخ ـ رحمه الله ـ ذلك ـ بخطه ـ .
ومع ذلك ؛ فقد حصل تفاوت في الترقيم بين الطبعتين (2) ؛ أثبت الشيخ ـ رحمه الله ـ محصلته ـ بخطه ـ في آخر صفحة من الكتاب(3) ؛ قائلاً :
(( الرقم في (طبعة المؤسسة ) (7291) ؛ فالفرق (43) حديثا ؛ فليُتَنبَّه لهذا )) .
للشيخ ـ رحمه الله ـ كلمة في (( السلسلة الصحيحة )) (5/337 ـ 338 ) ـ حول ((الإحسان)) ـ عند تخريجه حديث : ( ما ملأً آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنه 00) ، قال فيها :
(( ( تنبيه ) : سقط من (( الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان )) ـ للأمير علاء الدين ـ الطريق الأولى الصحيحة لهذا الحديث ، بخلاف الطريق الثالثة اللينة ، فهي ثابتة فيه برقم (5213) ، مع ثبوت الطريقين ـ معا ـ في (( موارد

__________
(1) وهي التي يسميها الشيخ : (طبعة المؤسسة ) ، وتلك ـ ( اللبنانية ) ـ يسميها : (الأصل) .
وفي ((السلسلة الصحيحة)) (7/1/370) إشارة إلى الطبعتين ؛ وشيء من المفاضلة بينهما .
(2) و أول ذلك :رقم (329) من نسختنا ـ هذه ـ .
(3) وذلك على آخر حديث ، وهو برقم (7448) .


الظمآن )) ، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك برقميها ، فلا أدري إذا كان السقط من مرتِّبه ، أو ناسخه ، أو طابعه !
فإن كان الأول ؛ فهل كان ذلك منه قصداً ، أو سهواً ؟!
فإن كان الأول ؛ فهل كان ذلك عن منهج التزمه فيه ، منه حذف المكرر منه ؟ أم كان ذلك سهوا منه ؟
فإن كان الأول ـ وهذا ما أستبعدُهُ ـ ؛ فَيَرِدُ عليه شيئان :
الأول : أننا في الحالة لا نستطيع أن نعتقد أن (( الإحسان )) يغني (1) عن أصله : (( صحيح ابن حِبَّان )) .
والآخر : أنه يجب في هذه الحالة (2) الاحتفاظ بالمتن الصحيح إسناده ، وحذف اللين إسناده ، وليس العكس ، كما وقع في هذا الحديث ، والله أعلم . ) .
قلنا : بل الطريقان موجودان ، ولكن متباعد ما بين موضعيهما :
ـ فالطريق الأولى موجودة برقم : 673ـ ( الطبعة اللبنانية ) /674 ـ (طبعة المؤسسة) .
ـ والطريق الثانية موجودة برقم : 5213 ـ (الطبعة اللبنانية ) /5236 ـ طبعة المؤسسة) .

__________
(1) قارن بما تقدم (ص12) .
(2) أي : على مرتب ((الصحيح )) ـ وهو الأمير علاء الدين الفارسي ـ .


وَجَلَّ من لا يسهو 000( لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ) .
000 وها هنا تنبيهات متعددة على طريقة عملنا في نشر هذا الكتاب المبارك ؛ نجعلها بما يأتي :
1ـ قابلنا ـ مقابلة دقيقة ـ (الطبعة اللبنانية) ـ وهي (الأصل) ـ الذي اعتمد عليه الشيخ ـ رحمه الله ـ على (طبعة المؤسسة) ـ التي هي أدق منها وأضبط .
بحيث استدركنا مواضع التحريف ، والخلل ، والسقط .
ولم تَخْلُ ( طبعة المؤسسة ) من بعض ذلك ـ أيضاً ـ ؛ مُنبِّهين ـ حَسْبُ ـ على ما رأينا فائدة جُلَّى في التنبيه عليه .
2ـ حَرَصْنَا على ضبط الأسماء و الأنساب ، و الكنى ، والألقاب ـ التي في الأسانيد ـ ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ـ مُتحرِّين في ذلك أعلى وجوه الصواب ـ إن شاء الله ـ .
3ـ كان بداية التفاوت في الترقيم بين الطبعتين هو الحديث رقم (331) .
4ـ أثبتنا الترقيم الأصلي لأحاديث الكتاب من (الطبعة اللبنانية ) ؛ لكونها (الأصل) الذي اعتمده الشيخ في التخريج ، وجعله عمدته في العزو .
وحتى تكتمل الفائدة ـ مجموعة ـ من الطبعتين ـ معاً ـ أثبتنا عقب كل حديث رقمه من (طبعة المؤسسة ) ـ إذا كان بينهما تفاوت ـ ، وذلك بين هلالين : ( ) .


5 ـ ثم جعلنا بعد هذا الرقم ـ الذي هو بين هلالين ـ مباشرة ـ رقم ( التقاسيم و الأنواع )(1) ؛ الذي أثبته ابن بلبان في ((الإحسان)) ـ جاعلينه بين معقوفين : [ ](2) ـ ربطا بين ترتيبه ـ هو ـ و بين الكتاب الأصل : ( التقاسيم و الأنواع ) ـ كما بين ذلك في مقدمته ـ .
6 ـ لم يُوَحِّد القائمون على ( طبعة المؤسسة ) موضع إثبات رقم

__________
(1) و ذلك نقلا عن ( طبعة المؤسسة ) ؛ فإن ( الطبعة اللبنانية ) ـ ( الأصل ) ـ لم تُثبِتْ شيئاً من ذلك ـ أصلا .. !
و ثمة مواضع ـ من هذه ـ في ( طبعة المؤسسة ) وضعت بين المعقوفين فيها نقاط ـ هكذا ـ [ .. : .. ] ؛ أشارة إلى عدم وجود رقم ( التقاسيم و الأنواع ) ـ .
و هناك ـ أيضاً ـ مواضع أخرى خالية من أي رقم أو أشارة ! فراجعنا هذه المواضع فيما عزاه لابن حبان ـ في ( التقاسيم و الأنواع ) ـ الحافظ ابن حجر في كتابه العظيم : (( إتحاف المهرة )) ـ و قد طبع منه إلى الآن سبعة عشر مجلدا ـ ؛ مُثبتين ما نجده منها ـ وهو الأكثر ـ ولله الحمد ـ .
فأما ما لم نجده منها ؛ فهو قليل جدا ؛ لا يكاد يُتِمُّ عشرة أحاديث ...
وهاكم أرقامها في نسختنا من (( الإحسان )) ـ (( التعليقات الحسان )) ـ ، مع ما يقابلها من مواضعها في (( الإتحاف )) ؛ ـ لعل الله ـ تعالى ـ ييسر لنا ـ أو لغيرنا من أهل العلم وطلابه ـ وِجْدانَهَا .
وتكاد تكون ـ جميعاً ـ ساقطة من (( الإتحاف )) ـ إما من المؤلف ، أو من المحقق ـ ؛ وهي هذه :
حديث ( 3827 ـ (( الإحسان )) :7/ 312 (( الإتحاف )) ) ، و ( 4054 : 4/558 ) ، و ( 5342: 9 /53 ) ، و ( 2751 : 4/642 ) ، و ( 5518 :17/266 ) ، و ( 1045: 15/66 ) ، و ( 1808: 6/48 ) و (2183: 6/168 ) ، و ( 7199 : 15/66 ) ، و{ فوق كل ذي علم عليم } .
و انظر ما تقدم ( ص 17) ، و ما سيأتي (ص140) .
(2) ولتمييز ما أضفناه ـ و استدركناه ـ من أرقام (التقاسيم و الأنواع) ـ نقلا عن ((إتحاف المهرة )) ـ جعلنا استدراكاتنا بين معقوفين مكررين : [[ ]] .


( التقاسيم و الأنواع ) ؛ فمرة يجعلونه في نهاية الحديث ، ومرة يجعلونه في نهاية تعليق أبي حاتم !
ولقد وحَّدْنا النسق العلمي في ذلك ؛ بأن جعلناها ـ جميعا ـ في سطر مستقل ـ نهاية كل حديث ـ ؛ مع سَبْقها بإشارة = ؛ للتنبيه .
7 ـ و مما لاحظناه على كتاب ((الإحسان)) ـ نفسه ـ أنه يوجد فيه كتب لا أبواب لها ، ولكن لها فروع .
وأنه يوجد كتب لا أبواب لها ، و لكن لها فصول ، ثم الفروع .
و لقد جعلنا ـ على ضوء ذلك ـ أرقام الأبواب متسلسلة مع أرقام الفصول ـ على نسقٍ واحد ـ ؛ لأنهما في معنى واحد .
8 ـ خلت (الطبعة اللبنانية ) ـ ( الأصل ) ـ من ترقيم الكتب ، فضلاً عن ترقيم الأبواب ـ و الفصول .
ولقد فعلنا ذلك ـ كلّه ـ على وجه الصواب ـ إن شاء الله ـ .
وأما فروع الأبواب ـ والفصول ـ فلم نهتد إلى ضبط دقيق يُسَهِّلُ من ترقيمها ؛ فأبقيناها كما هي ـ بدون أيِّ ترقيم ـ .
و الله الهادي .
9 ـ هنالك مجموعة قليلة جدا ـ من الأحاديث ـ ساقطة في ( الطبعة اللبنانية ) ، و هي ثابتة في ( طبعة المؤسسة ) (1) ؛ فاستدركناها ـ جميعا ـ ،

__________
(1) و ما كان مكرراً من الأحاديث ـ فيها ـ فإنه ـ في الغالب ـ مقصود من مُرتَبِهِ الأمير علاء الدين ؛ لكونه يحمل رقمين مختلفين لـ ( التقاسيم و الأنواع ) .
مع وجود أحاديث ـ أخرى مكررة في ( طبعة المؤسسة ) لم يتميز حالها لنا ؛ هل هي من خطأ الناشر أو من اضطراب الناسخ ، أو من مقصود المرتب !! فأبقيناها ـ كما هي ـ مع الإشارة و التنبيه .


جاعلِينها بين معقوفين ، آخذين أحكامها من ((صحيح الموارد)) ـ و (( ضعيفه )) ـ ، فضلا عن كتب الشيخ ـ الأخرى ـ رحمه الله ـ عند عدم وجودها في ذينك الكتابين ـ .
10 ـ ما حصل من أخطاء مطبعية في الترقيم ـ في الطبعتين ـ جميعاً ـ أصلحناه بحسب الاستطاعة :
أ ـ ما كان من قفز بين الأرقام أبقيناه كما هو ؛ مع التنبيه على موضع الخلل .
ب ـ ما كان من خطإ سهل استدراكه ؛ كتكرار ـ أو نحوه ـ أصلحناه ، مع التنبيه و البيان .
11 ـ ما كان لنا من تعليقات ـ يسيرة جدا ـ على شي من السقط ، أو الترقيم ـ أو نحوه ـ جعلنا في أخره اسم ( الناشر ) .
و ما كان خِلْوًّا من ذلك : فهو من تعليق الشيخ ـ رحمه الله ـ .
12 ـ هناك أحاديث لها أكثر من إسناد ، دون سياق المتن ؛ جعلت أرقامها في ( الطبعة اللبنانية ) نقاطا بين معقوفين : [ ... ] ، ونحن ـ تمييزاً ـ كررنا عليها رقم الحديث السابق لها و بجانبه رمز ( @ ) ؛ هكذا : [ 3576 / @ ] ـ مثلا ـ .


و هي في (طبعة المؤسسة ) بدون أي من ذلك ؛ لا رقما و لا نقاطا ....
13 ـ أما الأحاديث الساقطة من ( الطبعة اللبنانية ) ـ و التي استدركناها من ( طبعة المؤسسة ) ـ فقد أعطينا الحديث الساقط ـ المستدرك ـ رقم الحديث الذي قبله ، مع إضافة رمز (م) (1) ؛ إشارة إلى أنه مكرر ؛ كل ذلك بين معقوفين ؛ هكذا : [ 1698 / م ] ـ مثلا ـ .
14 ـ و ما كان موجودا ـ بالمتن و السند ( 2) ـ دون رقم ـ كذلك ـ في ( الطبعة اللبنانية ) ـ مجعولا فيه نقاط بين معقوفين [ ... ] : كررنا عليها ـ للتمييز ـ رقم الحديث السابق لها ، و بجانبه رمز (@) ؛ هكذا : [ 6457 /@] ـ مثلا ـ .
15 ـ وقع ابن حبان ـ رحمه الله ـ في بعض المخالفات العقائدية ؛ كتأويل كثير من صفات الباري ـ جل و علا ـ ؛ مُغايراً في ذلك منهج السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ .
و لم يتعقَّبْه الشيخ ـ رحمه الله ـ بشيء من ذلك(3) ـ و لا نحن ـ ؛ وإلا لطال الكتاب ، و خرج عن مقصوده ؛ مُكتفين بهذه الإشارة العلمية ـ هنا ـ ؛ التي تكفي اللبيب ، وتغني الأريب .
__________
(1) فإذا كان أكثر من حديث ـ على التوالي ـ جعلنا الرمز مرتبطا برقم مكررـ بجنبه ـ ؛ مثل : ( 5567 / م 1) و ( 5567 / م 2 ) ـ و هكذا ـ .
(2) و هي ـ في الغالب ـ أحاديث مكررة .
(3) مع أن له ـ رحمة الله ـ كلمة جيدة ـ في التنبيه على هذه المخالفات ـ في مقدمته على ((صحيح موارد الظمآن)) ( 1/9) .


مع أن الشيخ ـ رحمه الله ـ ناقشَهُ ـ لِمَاماً ـ في بعض مسائل الفقه والاستنباط ؛ كما في حديث رقم (3527) .
16 ـ على وجازة تعليقات الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا الكتاب ـ إلا أن عددا جيدا منها متميز فريد ؛ حتى قال الشيخ ـ نفسُهُ ـ في حديث رقم (2910) :
(( فاغتنم هذا التحقيق ؛ فإنك قد لا تراه في مكان آخر ، و بالله التوفيق )) .
17 ـ و لقد يسر الله ـ تعالى ـ خدمة لهذا الكتاب ـ صنع مجموعة من الفهارس العلمية الفنية ـ المتنوعة ـ ؛ التي تقرب بعيده ، و تيسر على الباحث فيه مقصوده ؛ و هي عشر فهارس .
... هذا ما وفقنا الله ـ تعالى ـ إليه ؛ في هذا العمل العلمي الجليل ؛ سائلين الله ـ عز وجل ـ أن يرحم مؤلف الكتاب ، و مُرتِّبَهُ ، و مُخرِّجَهُ ، و ناشره و كل من كانت له يد فيه ـ إنه سميع مجيب ـ .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الناشر
الخامس من شهر ذي القعدة
ـ سنة 1423 هـ ـ


صورة العنوان الأول للكتاب ـ بخط الشيخ ـ رحمه الله
صورة ما كتبه الشيخ بخطه حول منهجه في الكتاب
صورة تاريخ ابتداء الشيخ تخريج الكتاب ـ بخطه ـ


صورة ما أثبته ـ بخطه ـ فيما يتعلق بالنسخة المخطوطة
كلمة (تمت) التي كان الشيخ يثبتها على رأس كل صفحة ينتهي
من تخريجها و مراجعتها
وهذه هي الصفحة الأولى للكتاب


كلمة (تمت) التي كان الشيخ يثبتها على رأس كل صفحة ينتهي
من تخريجها و مراجعتها وهذه هي الصفحة الأخيرة للكتاب
وفي وسط الصفحة ما أثبته الشيخ بخطه من ذكر الفرق بين ترقيم الطبعتين
وأحيانا كان يكتب الشيخ ـ بخطه ـ : (انتهت ) بدل : (تمت )
وهذه صورتها


صورة من بعض استدراكات الشيخ ـ وتصحيحاته ـ
على الطبعة اللبنانية ـ ((الأصل ))
صورة من استدراكات الشيخ ـ وتصحيحاته ـ
على الطبعتين :((الأصل )) و ((المؤسسة))


تسمية الشيخ ـ رحمه الله ـ للكتاب ـ بخطه ـ في الكتاب نفسه ـ
باسم : ((التعليقات الحسان ))
صور بعض الملاحظات الخاصة للشيخ ـ بخطه ـ
على الغلاف الداخلي للكتاب


صورة من بعض تعليقات الشيخ ، واستدراكاته ، وتخريجاته ـ بخطه ـ
صورة من بعض تعليقات الشيخ ، وتخريجاته ـ بخطه ـ


صورة من بعض تعليقات الشيخ ، وتخريجاته ـ بخطه ـ


صورة من بعض إلحاقات التخريج ـ بخط الشيخ ـ


صورة من استدراك الشيخ ، على ((فهرس )) (الطبعة اللبنانية )
ـ ( الأصل ) ـ بخطه ـ



رَبِّ يَسِّر بخيرٍ
الحمد لله على ما علَّم من البيان ,وألهم من التِّبيان وتَّمم من الجود والفضل والإحسان .
والصلاة والسلام ـ الأتَّمان الأكملان ـ على سيِّد وَلَدِ عدنان المبعوث بأكمل الأديان المنعوت في التوراة والإنجيل والفرقان وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان صلاةً دائمةً ما كَرَّ الجديدان وعبد الرحمن .
وبعدُ :
فإنَّ من أجمع المُصنَّفات في الأخبار النبويَّة وأنفع المؤلفات في الآثار المُحمديَّة وأشرف الأوضاع وأطرف الإبداع : كتاب ((التقاسيم والأنواع)) للشيخ الإمام حسنة الأيام حافظ زمانه وضابط أوانه مَعدِن الإتقان أبي حاتم محمد بن حبَّان , التميميِّ البُستيِّ ـ شَكَرَ الله مَسعاهُ وجعل الجنة مثواه ـ ؛ فإنه لم يُنسَج له على منوال في جمع سُنن الحرام والحلال لكنه لبديع صُنعه ومنيع وضعه قد عزَّ جانبه فكثُرَ مُجانِبُه تَعسَّر اقتناص شواهده فتعذَّر الاقتباس من فوائده وموارده .
فرأيت أن أتسبَّب لتقريبه وأتقرَّب إلى الله بتهذيبه وترتيبه وأسهِّلَه على طُلابه بوضع كلِّ حديث في بابه الذي هو أولى به لِيَؤُمَّهُ مَنْ هَجرَه ويُقدِّمَه مَن أهمله وأخَّرَه .


وشَرعتُ فيه مُعترفاً بأنَّ البضاعة مُزجاة وأنْ لا حول ولا قوة إلا بالله فحصَّلتُه في أيسرِ مُدَّة وجعلتُه عُمدةٌ للطلبة وعُدَّة فأصبح ـ بحمد الله ـ موجوداً بعد أنْ كان كالعدم مقصوداً كنارٍ على أرفعِ عَلَم , معدوداً ـ بفضل الله ـ مِنْ أكمل النِّعم قد فُتِحَت سماء يُسرِه فصارت أبواباً وزُحزِحَت جبال عُسرِه فكانت سراباً وقُرِنَ كُلُّ صِنوٍ بصنفه فآضَت أزواجاً وكُلُّ تِلْوٍ بإلفِه فضاءت سراجاً وهَّاجاً .
وسمَّيتُه :
الإحسان في تقريب ((صحيح ابن حبان))
والله أسأل أن يجعله زاداً لُحسنِ المصير إليه وعَتاداً ليُمنِ القُدُوم عليه إنه بكلِّ جميل كفيل وهو حسبي ونعم الوكيل .
وها أنا أذكر مُقدِّمةً تشتمل على ثلاثة فُصولٍ :
الفصل الأول : في ذكر ترجمته ؛ لِيُعرَف قَدرُ جلالته .
والفصل الثاني : في نَصِّ خُطبته وما نَصَّ عليه في غُرَّةِ ديباجته وخاتمته ليُعلَم مَضنون قراره ومكنون مَصونه وأسراره .
والفصل الثالث(1) : في ذكر ما رُتِّبَ عليه هذا الكتاب , من الكتب والفصول والأبواب ؛ قصداً لتكميل التهذيب , وتسهيل التقريب .
__________
(1) لم يُصرح بهذا فيما يأتي , والظاهر أنَّه البحث الآتي (ص 128) .
قلنا : وقد سقط ذكر [ الفصل الثالث ] من موضعه ـ فيما يأتي ـ (ص 128) ـ , واستدركناه ـ ثَمَّة ـ (الناشر) .


( الفصل الأول )
أقول وبالله التوفيق :
هو(1) الإمام الفاضل المتقن المحقق الحافظ العلامة محمد بن حبان بن أحمد بن حبان ـ بكسر الحاء المهملة وبالباء الموحدة ـ فيهما ـ ابن معاذ بن معبد ـ بالباء الموحدة ـ بن سعيد بن سَهِيدٍ ـ بفتح السين

__________
(1) قال الشيخ أحمد شاكر - رحمَهُ الله - في (مُقدِّمتِهِ) (ص 43) :
(( لابن حبان تراجم حافلة في مصادر التاريخ المعتمدة واستيعابها يطول به الكلام .
ولم أجد نصًّا في تاريخ مولده , إلا قولهم : أنَّه مات في عشر الثمانين .
وأكثر مايريدون بهذا أنَّهُ قارب أن يبلغ عمره 80 سنة , فيغلب على الظَّنِّ أنَّه وُلِدَ سنة 280 هـ ـ أو فيما يقاربها ـ .
وقد ترجم له الأمير علاء الدين الفارسي في مقدمة هذا الكتاب ((الإحسان)) ترجمة متوسطة أرى أنها كافية مع الإشارة إلى مصادر ترجمته التي وصلت إليَّ فأَوْسَعُ ترجمة رأيتها :
ترجمته في ((معجم البلدان)) لياقوت ـ في مادة ((بُسْت)) : البلد الذي يُنسبُ إليه ابن حبان البُسْتِيِّ ـ (2/171 ـ 178) .
وترجم له ـ أيضاً ـ الحافظ الذهبي في ((تذكرة الحفَّاظ)) (3/125 ـ 129) وفي ((الميزان)) (3/39) , والحافظ ابن كثير في ((تاريخه)) (11/259) , والسمعاني في ((الأنساب)) (الورقة 80) , وابن الأثير في ((اللباب)) (1/122 ـ 123) وفي ((التاريخ)) (8/203) والحافظ ابن حجر في ((لسان الميزان)) (5/112 ـ 115) , والصلاح الصَّفدي في ((الوافي بالوفيات)) (2/317 ـ 318) , وابن السُّبكي في ((طبقات الشافعية)) ( 2/141 ـ 143) , وابن تَغْرِي بَرْدِي في ((النجوم الزاهرة)) (3/342 ـ 343) , وابن العماد في ((شذرات الذهب)) (3/16) .


المهملة وكسر الهاء ـ ويقال : ابن معبد بن هَدِيَّةَ ـ بفتح الهاء وكسر الدال وتشديد الياء آخر الحروف ـ بن مُرَّة بن سعد بن يزيد بن مُرَّةَ بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مَنَاةَ بن تميم بن مُرِّ بن أُدِّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن مَعَدِّ بن عدنان أبو حاتم التميمي البُسْتِيُّ القاضي .
أحد الأئمَّة الرَّحَّالين والمُصنِّفين ذكره الحاكم أبو عبد الله فقال :
كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ من عقلاء الرجال .
وكان قَدِمَ نيسابور فَسَمِعَ بها من عبد الله بن شيرويه ثم إنَّه دخل العراق فأكثر عن أبي خليفة القاضي وأقرانه وبالأهواز وبالموصل وبالجزيرة وبالشام وبمصر وبالحجاز وكتب بهراة ومرو وبخارى .
ورحل إلى عمر بن محمد بن بجير ـ وأكثر عنه ـ وروى عن الحسن بن سفيان وأبي يعلى الموصلي
ثم صنَّف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يُسبَق إليه .
ووَلِيَ القضاء بسمرقند وغيرها من المدن بخراسان .
ثم وردَ نيسابور سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة وخرج إلى القضاء إلى ( نَسَا ) ـ وغيرها ـ وانصرف إلينا سنة سبع وثلاثين فأقام بنيسابور وبنى الخانقاه


وسمع منه خلق كثير روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الهروي وأبو بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن سلم وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله النُّوقاتي وأبو معاذٍ عبد الرحمن بن محمد بن علي بن رِزْقٍ السجستاني وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد الزَّوْزَنِيُّ .
وقال أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الإدريسي :
أبو حاتم البُسْتِيُّ كان من فقهاء الناس وحفَّاظ الآثار المشهورين في الأمصار والأقطار عالماً بالطب والنجوم وفنون العلوم ألَّف : (( المسند الصحيح )) , و (( التاريخ )) , و (( الضعفاء )) , والكتب المشهورة في كل فنٍّ وفقَّهَ الناس بسمرقند ثم تحوَّل إلى بُسْتٍ .
ذكره عبد الغني بن سعيد في ( البُسْتِي ) .
وذكره الخطيب وقال : (( وكان ثقةً ثبتاً فاضلاً فَهِماً )) .
وذكره الأمير في ( حِبَّان ـ بكسر الحاء المهملة ـ ) .
وَلِيَ القضاء بسمرقند وكان من الحفاظ الأثبات .
توفي بسجستان ليلة الجمعة لثمان ليال بقين من شوال سنة أربع وخمسين وثلاث مئة وقيل ببست في داره التي هي اليوم مدرسة لصحابه ومسكن للغرباء الذين يقيمون بها من أهل الحديث والمتفقِّهةِ منهم ولهم جرايات يستنفقونها وفيها خزانة كتب .


( الفصل الثاني )
قال - رحمه الله - :
الحمد لله المستحقِّ الحمد لآلائه المتوحِّد بعزِّه وكبريائه القريب من خلقه في أعلى عُلُوِّه البعيد منهم في أدنى دُنوِّه العالم بكَنِينِ مكنون النجوى والمُطَّلع على أفكار السر وأخفى وما استجنَّ تحت عناصر الثرى وما جال فيه خواطر الورى الذي ابتدع الأشياء بقدرته وذرأ الأنام بمشيئته من غير أصل عليه افتعل ولا رسمِ مرسومٍ امتثل ثم جعل العقول مسلكاً لذوي الحِجا وملجأ في مسالك أولي النُّهى وجعل أسباب الوصول إلى كيفية العقول ما شقَّ لهم من الأسماع والأبصار والتكلُّف للبحث والاعتبار فأحكم لطيف ما دَبَّر وأتقن جميع ما قَدَّرَ .
ثم فضَّل ـ بأنواع الخطاب ـ أهل التمييز والألباب ثم اختار طائفة لصفوته وهداهم لزوم طاعته من اتباع سُبُلِ الأبرار في لزوم السنن والآثار فزيَّن قلوبهم بالإيمان وأنطق ألسنتهم بالبيان من كشف أعلام دينه واتباع سنن نبيه بالدُّؤُوب في الرَّحَل والأسفار وفراق الأهل والأوطار في جمع السنن ورفض الأهواء والتفقُّه بترك الآراء .
فتجرَّد القوم للحديث وطلبوه ورحلوا فيه وكتبوه وسألوا عنه وأحكموه وذاكروا به ونشروه وتفقَّهوا فيه وأصَّلوهُ وفرَّعوا عليه وبذلوه وبينوا المرسل من المُتَّصل والموقوف من المنفصل والناسخ من المنسوخ والمحكم من المفسوخ


والمفسر من المجمل والمستعمل من المهمل والمختصر من المتقصَّى والملزوق من المتفصَّى والعموم من الخصوص والدليل من المنصوص والمباح من المزجور والغريب من المشهور والفرض من الإرشاد والحتم من الإيعاد والعدول من المجروحين والضعفاء من المتروكين وكيفية المعمول والكشف عن المجهول وما حُرِّف عن المخزول وقُلِب من المنحول من مخايل التدليس وما فيه من التلبيس ....
حتى حفظ الله بهم الدين على المسلمين وصانه عن ثلب القادحين وجعلهم عند التنازع أئمة الهدى وفي النوازل مصابيح الدجى فهم ورثة الأنبياء ومأنسُ الأصفياء وملجأ الأتقياء ومركز الأولياء .
فله الحمد على قَدَرِه وقضائه وتَفضُّله بعطائه وبِرِّه ونعمائه ومَنِّه بآلائه .
أشهد أن لا إله إلا الذي بهدايته سَعِدَ من اهتدى وبتأييده رَشَدَ من اتعظ وارعوى وبخذلانه ضَلَّ من زلَّ وغوى وحاد عن الطريقة المثلى .
وأشهد أن محمَّداً عبده المصفى ورسوله المرتضى بعثه إليه داعياً وإلى جنانه هادياً فصلى الله عليه وأزلفه في الحشر لديه وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين .
أما بعد :
فإن الله ـ جل وعلا ـ انتخب محمداً صلى الله عليه و سلم لنفسه وليًّا وبعثه إلى خلقه نبيًّا ليدعوا الخلق من عبادة الأشياء إلى عبادته ومن اتباع السُّبُلِ إلى


لزوم طاعته حيث كان الخلق في جاهلية جهلاء وعصبية مُضلَّةٍ عمياء يهيمون في الفتن حيارى ويخوضون في الأهواء سكارى يتردَّدون في بحار الضلالة ويجولون في أودية الجهالة شريفهم مغرور ووضيعهم مقهور .
فبعثه الله إلى خلقه رسولاً وجعله إلى جنانه دليلاً فبلَّغ صلى الله عليه و سلم عنه رسالاته وبيَّن المراد عن آياته وأمر بكسر الأصنام ودحض الأزلام حتى أسفر الحق عن محضه وأبدى الليل عن صُبحه وانحط به أعلام الشقاق وانهشم بيضة النفاق .
وإن في لزوم سُنَّتِه تمام السلامة وجُمَّاعَ الكرامة لا تُطفأ سُرُجُها ولا تُدحض حُجَجُها مَنْ لَزِمَها عُصِمَ ومن خالفها نَدِمَ إذ هي الحصن الحصين والركن الركين الذي بان فضله ومَتُنَ حبله من تمسك به ساد ومن رام خلافه باد فالمتعلقون به أهل السعادة في الآجل والمغبوطون بين الأنام في العاجل .
وإني لمَّا رأيت الأخبار طُرُقُها كَثُرَت ومعرفة الناس بالصحيح منها قلَّت لاشتغالهم بكتبة الموضوعات وحفظ الخطإ و المقلوبات حتى صار الخبر الصحيح مهجوراً لا يُكتب والمنكر المقلوب عزيزاً [ لا](1) يُستغرب وأن من جمع السنن من الأئمة المرضيين وتكلم عليها من أهل الفقه والدين أمعنوا في ذكر الطرق للأخبار وأكثروا من تكرار المعاد للآثار قصداً منهم لتحصيل الألفاظ على من رام حفظها من الحُفَّاظ فكان ذلك سبب اعتماد المتعلم على

__________
(1) زيادة مهمة غير موجودة في ((الأصل)) , ولا في ((طبعة المؤسسة)) !! والسياق يقتضيها .


ما في الكتاب وتَرْكِ المقتبس التحصيل للخطاب فتدبَّرتُ الصِّحاح لأسهِّل حفظها على المتعلِّمين وأمعنت الفكر فيها لئلا يصعُب وَعيُها على المقتبسين فرأيتها تنقسم خمسة أقسام متساوية مُتَّفقة التقسيم غير مُتنافيةٍ :
فأوَّلها : الأوامرُ التي أمر الله عبادَه بها .
والثاني : النواهي التي نهى الله عباده عنها .
والثالث : إخباره عما احتيج إلى معرفتها .
والرابع : الإباحات التي أُبيح ارتكابها .
والخامس : أفعال النبي صلى الله عليه و سلم التي انفرد بفعلها .
ثم رأيت كل قسم منها يتنوَّع أنواعاً كثيرة ومن كل نوعٍ تتنوَّع علوم خطيرة ليس يَعقِلُها إلا العالمون الذين هم في العلم راسخون دون من اشتغل في الأصول بالقياس المنكوس وأمعن في الفروع بالرأي المنحوس .
وإنَّا نُملِي كل قسم بما فيه من الأنواع وكل نوع بما فيه من الاختراع الذي لا يخفى تحصيره على ذوي الحجا ولا تتعذَّرُ كيفيَّتُه على أُولِي النهى .
ونبدأ منه بأنواع تراجم الكتاب ثم نملي الأخبار بألفاظ الخطاب بأشهرها إسناداً وأوثَقِها عماداً من غير وجود قطع في سندها ولا ثبوت جرح في ناقليها لأن الاقتصار على أتم المتون أَولى والاعتبار بأشهر الأسانيد أحرى من الخوض في تخريج التكرار وإن آل أمرُه إلى صحيح الاعتبار .
والله الموفق لما قصدنا بالإتمام وإياه نسأل الثبات على السُنَّةِ


والإسلام وبه نتعوَّذُ من البدع والآثام والسبب الموجب للانتقام إنه المعين لأوليائه على أسباب الخيرات والموفق لهم سلوك أنواع الطاعات وإليه الرغبة في تيسير ما أردنا وتسهيل ما أومأنا إنه جوادٌ كريم رؤوف رحيم .


القسم الأول من أقسام السنن ؛
وهو : الأوامر
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ :
تدبَّرتُ خطاب الأوامر عن المصطفى صلى الله عليه و سلم لاستكشاف ما طواه في جوامع كَلِمهِ فرأيتها تدور على مائة نوع وعشرة أنواع يجب على كل منتحل للسُّنَنِ أن يعرف فصولها وكل منسوب إلى العلم أن يقف على جوامعها لئلا يضع السُّنن إلا في مواضعها ولا يزيلها عن موضع القصد في سننها :
فأما النوع الأول : من أنواع الأوامر فهو لفظ الأمر الذي هو فرض على المخاطبين كافة في جميع الأحوال وفي كل الأوقات حتى لا يَسعَ أحداً منهم الخروج منه بحالٍ .
النوع الثاني : ألفاظ الوعد التي مرادها الأوامر باستعمال تلك الأشياء .
النوع الثالث : لفظ الأمر الذي أُمِرَ به المخاطبون في بعض الأحوال ـ لا الكلِّ ـ .
النوع الرابع : لفظ الأمر الذي أُمِرَ به بعض المخاطبين في بعض الأحوال ـ لا الكلِّ ـ .
النوع الخامس : الأمر بالشيء الذي قامت الدلالة من خبر ثان على فَرْضِيَّتِه وعارضه بعض فعله ووافقه البعض .


النوع السادس : لفظ الأمر الذي قامت الدلالة من خبر ثان على فَرْضِيَّتِه قد يسع ترك ذلك الأمر المفروض عند وجود عشر خصال معلومة فمتى وجد خصلة من هذه الخصال العشر كان الأمر باستعمال ذلك الشيء جائزاً تركه ومتى عُدِمَ هذه الخصال العشر كان الأمر باستعمال ذلك الشيء واجباً .
النوع السابع الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في اللفظ :
ـ الأول ـ منها ـ : فرضٌ يشتمل على أجزاء وشُعَبٍ تختلف أحوال المخاطبين فيها .
ـ والثاني : وَرَدَ بلفظ العموم والمراد منه استعماله في بعض الأحوال لأنَّ ردَّه فرض على الكفاية .
ـ والثالث : أَمرُ ندبٍ و إرشاد .
والنوع الثامن : الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في اللفظ :
ـ الأول ـ منها ـ : فرض على المخاطبين في بعض الأحوال
ـ والثاني فرض على المخاطبين في جميع الأحوال .
ـ والثالث أمر إباحةٍ لا حتمٍ
النوع التاسع : الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في الذِّكرِ :
ـ أحدها فرض على جميع المخاطبين في جميع الأحوال .
ـ والثاني والثالث أمرُ ندبٍ وإرشادٍ لا فريضة وإيجاب .


النوع العاشر : الأمر بشيئين مقرونين في اللفظ :
ـ أحدُهما فرض على بعض المخاطبين على الكفاية
ـ والثاني أمر إباحة لا حتم
النوع الحادي عشر : الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في اللفظ :
ـ الأول ـ منها ـ : فرض على المخاطَبين في بعض الأحوال .
ـ والثاني : فرض على المخاطَبين في بعض الأحوال .
ـ والثالث : فرض على المخاطَبين في جميع الأوقات .
النوع الثاني عشر : الأمر بأربعة أشياء مقرونة في الذِّكر :
ـ الأول ـ منها ـ : فرضٌ على جميع المخاطَبين في كل الأوقات .
ـ والثاني : فرض على المخاطَبين في بعض الأحوال .
ـ والثالث : فرض على بعض المخاطَبين في بعض الأوقات .
ـ والرابع : ورد بلفظ العموم وله تخصيصان اثنان من خبرين آخرين .
النوع الثالث عشر : الأمر بأربعة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ الأول ـ منها ـ : فرض على جميع المخاطَبين في كل الأوقات .
ـ والثاني : فرض على المخاطبين في بعض الأحوال .
ـ والثالث فرض على بعض المخاطبين في بعض الأحوال .


ـ والرابع : أمر تأديب وإرشاد أُمِرَ به المخاطب إلا عند وجود علَّةٍ معلومة وخصال معدودة . النوع الرابع عشر : الأمر بالشيء الواحد للشخصين المتباينين والمراد منه : أحدهما لا كلاهما .
النوع الخامس عشر : الأمر الذي أُمِرَ به إنسان بعينه في شيء معلوم لا يجوز لأحد بعده استعمال ذلك الفعل إلى يوم القيامة وإن كان ذلك الشيء معلوماً يوجد .
النوع السادس عشر الأمر بفعل عند وجود سبب لعلة معلومة .
وعند عدم ذلك السبب الأمر بفعل ثان لعلَّةٍ معلومة خلاف تلك العلة المعلومة التي من أجلها أُمِرَ بالأمر الأول .
النوع السابع عشر : الأمر بأشياء معلومة قد كرَّر بذكر الأمر بشيء من تلك الأشياء المأمور بها على سبيل التأكيد .
النوع الثامن عشر : الأمر باستعمال شيء ـ بإضمار سبب ـ لا يجوز استعمال ذلك الشيء إلا باعتقاد ذلك السبب المضمر في نفس الخطاب .
النوع التاسع عشر : الأمرُ بالشيء الذي أُمِرَ به على سبيل الحَتْمِ مراده استعمال ذلك الشيء مع الزَّجْرِ عن ضدِّه .
النوع العشرون : الأمرُ بالشيء الذي أُمرَ به المخاطبون في بعض


الأحوال عند وقتين معلومين على سبيل الفرض والإيجاب قد دلَّ فِعلُه على أن المأمور به في أحد الوقتين المعلومين غير فرض وبقي حكم الوقت الثاني على حالته .
النوع الحادي والعشرون ألفاظ إعلام مرادها الأوامر التي هي المفسِّرة لمجمل الخطاب في الكتاب .
النوع الثاني والعشرون : لفظة أمر بشيء يشتمل على أجزاء وشعب فما كان من تلك الأجزاء والشُّعَبِ بالإجماع أنه ليس بفرض فهو نفل وما لم يَدُلَّ الإجماع ولا الخبر على نفليَّتِه فهو حتم لا يجوز تركه بحال .
النوع الثالث والعشرون : الأوامر التي وردت بألفاظ مُجملةٍ تفسير تلك الجُمَلِ في أخبار أُخرَ .
النوع الرابع والعشرون : الأوامر التي وردت بألفاظ مجملة مختصرة ذُكِرَ بعضها في أخبار أُخر .
النوع الخامس والعشرون : الأمر بالشيء الذي بيان كيفيته في أفعاله صلى الله عليه و سلم .
النوع السادس والعشرين : الأمر بشيئين مُتضادَّين على سبيل الندب خير المأمور به بينهما حتى إنه ليفعل ما شاء من الأمرين المأمور بهما والقصد فيه الزجر عن شيء ثالث .
النوع السابع والعشرون : الأمر بشيئين مقرونين في الذِّكر :


المراد من أحدهما : الحتم والإيجاب مع إضمار شرط فيه قد قُرِنَ به حتى لا يكون الأمر بذلك الشيء إلا مقروناً بذلك الشرط الذي هو المضمر في نفس الخطاب .
والآخر أمر إيجاب على ظاهره يشتمل على الزجر عن ضدِّهِ .
النوع الثامن والعشرون : لفظ الأمر الذي ظاهرُه مستقلٌّ بنفسه وله تخصيصان اثنان : أحدهما : من خبر ثان والآخر من الإجماع
وقد يُستعمل الخبر مرَّةً على عمومه وتارة يخصُّ بخبر ثان وأخرى يخصُّ بالإجماع .

النوع التاسع والعشرون : الأمر بشيئين مقرونين في الذِّكر خُيِّرَ المأمور به بينهما حتى إنَّهُ موسَّعٌ عليه ؛ يفعل أيُّهما شاء منهما .
النوع الثلاثون : الأمر الذي ورد بلفظ البدل حتى لا يجوز استعماله إلا عند عدم السبيل إلى الفرض الأول .
النوع الحادي والثلاثون : لفظة أمرٍ بفعلٍ من أجل سببٍ مُضمرٍ في الخطاب فمتى كان السبب للمضمر ـ الذي من أجله بذلك الفعل ـ معلوماً بعلمٍ : كان الأمر به واجباً وقد عُدِمَ علمُ ذلك السبب بعد قَطْعِ الوحي ؛ فغير جائز استعمال ذلك الفعل لأحد إلى يوم القيامة .
النوع الثاني والثلاثون : الأمر باستعمال فعل عند عدم شيئين معلومين فمتى عُدِمَ الشيئان اللذان ذُكرا في ظاهر الخطاب : كان استعمال


ذلك الفعل مُباحاً للمسلمين كافَّةً ومتى كان أحدُ ذيْنِكَ الشيئين موجوداً :
كان استعمال ذلك الفعل منهياً عنه بعض الناس وقد يباح استعمال ذلك الفعل تارةً لمن وُجِدَ فيه الشيئان اللذان وصفتُهما كما زُجِرَ عن استعماله تارةً أُخرى مَنْ وُجدا فيه .
النوع الثالث والثلاثون : الأمر بإعادة فعلٍ قَصَدَ المؤدِّي لذلك الفعل أداءه فأتى به على غير الشرط الذي أُمِرَ به .
النوع الرابع والثلاثون : الأمرُ بشيئين مقرونين في الذكر عند حدوث سببين :
ـ أحدهما : معلومٌ يُستعملُ على كيفيِّتِه .
ـ والآخرُ : بيان كيفيِّته في فعله وأَمره .
النوع الخامس والثلاثون : الأمر بالشيء الذي أُمِرَ به بلفظ الإيجاب والحتم وقد قامت الدلالة من خبر ثان على أنه سُنَّةٌ والقصد فيه علة معلومة أُمِرَ من أجلها هذا الأمر المأمور به .
النوع السادس والثلاثون : الأمر بالشيء الذي كان محظوراً فأُبيحَ به ثم نُهِيَ عنه ثم أُبِيح ثم نُهِي عنه فهو مُحَرَّمٌ إلى يوم القيامة .
النوع السابع والثلاثون : الأمر الذي خُيِّرَ المأمور به بين ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر عند عدم القدرة على كل واحد منها حتى يكون المقترض عليه عند العجز عن الأول له أن يؤدي الثاني وعند عجز الثاني له أن يؤدي الثالث .


النوع الثامن والثلاثون لفظ الأمر الذي خُيِّرَ المأمور به بين أمرين بلفظ التخيير على سبيل الحتم والايجاب حتى يكون المفترض عليه له أن يؤدي أيهما شاء منها .
النوع التاسع والثلاثون : لفظ الأمر الذي خُيِّرَ المأمور به بين أشياء محصورة من عدد معلوم حتى لا يكون له تعدِّي ما خُيِّرَ فيه إلى ما هو أكثر منه من العدد .
النوع الاربعون : الأمر الذي هو فرض خُيِّرَ المأمور به بين ثلاثة أشياء حتى يكون المفترَضُ عليه له أن يؤدي أيما شاء من الأشياء الثلاث .
النوع الحادي والأربعون : الأمر بالشيء الذي خُيِّرَ المأمور به في أدائه بين صفات ذوات عدد ثم نُدِبَ إلى الأخذ منها بأيسرها عليه .
النوع الثاني والأربعون : الأمر الذي خُيِّرَ المأمور به في أدائه بين صفات أربع حتى يكون المأمور به له أن يؤدي ذلك الفعل بأي صفة من تلك الصفات الأربع شاء والقصد فيه الندب والارشاد .
النوع الثالث والأربعون : الأمر الذي هو مقرونٌ بشرط فمتى كان ذلك الشرط موجوداً كان الأمر واجباً ومتى عُدِمَ ذلك الشرط بَطَلَ ذلك الأمر .
النوع الرابع والأربعون : الأمرُ بفعلٍ مقرونٍ بشرطٍ حُكْمُ ذلك الفعل على الإيجاب وسبيل الشرط على الإرشاد .


النوع الخامس والأربعون : الأمر الذي أُمِرَ بإضمار شرط في ظاهر الخطاب فمتى كان ذلك الشرط المضمر موجوداً كان الأمر واجباً ومتى عُدِمَ ذلك الشرط جاز استعمال ضد ذلك الأمر .
النوع السادس والأربعون : الأمر بشيئين مقرونين في الذكر :
ـ أحدهما : فرضٌ قامت الدلالة من خبر ثان على فرضيَّتِه .
ـ والآخر نفلٌ دلَّ الإجماع على نَفْلِيَّتِه .
النوع السابع والأربعون : الأمرُ بشيئين في الذِّكرِ .
ـ أحداهما : أراد به التعليم .
ـ والآخر : أمر إباحة لا حتمٍ .
النوع الثامن والأربعون : الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في الذَّكر .
ـ أحداهما : فرضٌ على جميع المُخاطَبين في كل الأوقات .
ـ والثاني : فرضٌ على بعض الخاطَبين في بعض الأحوال .
ـ والثالث : له تخصيصان اثنان من خبرين آخرين حتى لا يجوز استعماله على عموم ما ورد الخبر فيه إلا بأحد التخصيصين اللذين ذكرتهما .
النوع التاسع والأربعون : الأمرُ بثلاثة أشياء مقرونة في الذكر المراد من اللفظتين الأُولَيَيْنِ : أمر فضيلة وإرشاد والثالث أمر إباحة لا حتم .


النوع الخمسون : الأمرُ بثلاثة أشياء مقرونة في الذِّكرِ :
ـ الأول ـ منها ـ : فرضٌ لا يجوز تركُه .
ـ والثاني والثالث : أمران لعلَّةٍ معلومةٍ مُرادُها الندب والإرشاد .
النوع الحادي والخمسون : الأمرُ بأربعة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ الأول والثالث : أمرا ندب وإرشادٍ .
ـ والثاني : قُرِنَ بشرط فالفعل المشار إليه في نفسه نفلٌ والشرط الذي قُرِنَ به فرضٌ .
ـ والرابع : أمر إباحةٍ لا حتمٍ .
النوع الثاني والخمسون : الأمر بالشيء بذكر تعقيب شيء ماض والمراد منه بدايته فأطلق الأمر بلفظ التعقيب والقصدُ منه : البداية لعدم ذلك التعقيب إلا بتلك البداية .
النوع الثالث والخمسون : الأمرُ بفعلٍ في أوقات معلومة من أجل سبب معلوم فمتى صادف المرء ذلك السبب في أحد الأوقات المذكورة : سقط عنه ذلك في سائرها وإن كان ذلك أمر ندب وإرشاد .
النوع الرابع والخمسون : الأمرُ بفعل مقرون بصفة معينةٍ عليها يجوز استعمال ذلك الفعل بغير تلك الصفة التي قُرِنَت به .
النوع الخامس والخمسون : الأمرُ من أجلِ عِلَلٍ مُضمَرةٍ في نفس الخطاب لم تُبيَّن كيفيتها في ظواهر الأخبار .


النوع السادس والخمسون : الأمرُ بخمسة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ الأول ـ منها ـ : بلفظ العموم والمراد منه الخاصُّ .
ـ والثاني والثالث : لكلِّ واحدٍ منهما تخصيصان اثنان كل واحد منهما من سُنَّةٍ ثابتةٍ .
ـ والرابع : قُصِدَ به بعض المخاطَبين في بعض الأحوال .
ـ والخامس : فرضٌ على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين فرضُه .
النوع السابع والخمسون : الأمر بستة أشياء مقرونة في اللفظ :
ـ الثلاثة الأُوَلُ : فرض على المخاطبين في بعض الأحوال .
ـ والثلاثة الأُخَرُ : فرض على المخاطبين في كل الأحوال .
النوع الثامن والخمسون : الأمر بسبعة أشياء مقرونةٍ في الذِّكرِ .
ـ الأول والثاني ـ منهما ـ : أَمرَا ندبٍ وإرشادٍ .
ـ والثالث والرابع : أُطلِقَا بلفظ العموم والمراد منه : البعضُ ـ لا الكلُّ ـ .
ـ والخامس والسابع : أَمرَا حتمٍ وإيجاب في الوقت دون الوقت .
ـ والسادسُ : أُمِرَ باستعماله على العموم والمراد منه : استعمالُه مع المسلمين دون غيرهم .


النوع التاسع والخمسون : الأمر بفعلٍ عند وجود شيئين معلومين والمراد منه : أحدُهما لا كلاهما لعدم اجتماعهما ـ معاً ـ في السبب الذي من أجله أُمِرَ بذلك الفعل .
النوع الستُّون : الأمر بترك طاعة المرء بإتيانها من غير إرداف ما يُشبِهُها أو تقديم مثلها .
النوع الحادي والستون : الأمر بشيئين مقرونين في الذكر :
ـ أحدهما : فرضٌ لا يَسَعُ رفضُه .
ـ والثاني : مرادُه التغليظُ والتشديدُ دون الحكم .
النوع الثاني والستون : لفظةُ أَمرٍ قُرِنَ بزجر عن ترك استعمال شيء قد قُرِنَ إباحتُه بشرطين معلومين ثم قُرِنَ أحد الشرطين بشرطٍ ثالثٍ حتى لا يُباح ذلك الفعل إلا بهذه الشرائط المذكورة .
النوع الثالث والستون : الأمر بالشيء الذي مُرادُه التحذير مما يُتوقَّع في المُتعقَّب مما حُظِرَ عليه .
النوع الرابع والستون : الأمرُ بالشيء الذي مُرادُه الزَّجر عن سبب ذلك الشيء المأمور به .
النوع الخامس والستون : الأمر بالشيء الذي خرج مخرج الخصوص والمراد منه إيجابه على بعض المسليمن إذا كان فيهم الآلة التي من أجلها أُمِرَ بذلك الفعل موجودة .


النوع السادس والستون : لفظةُ أمرٍ بقولٍ مرادها استعماله بالقلب دون النطق باللسان .
النوع السابع والستون : الأوامر التي أَمَرَ باستعمالها قصداً منه للإرشاد وطلب الثواب .
النوع الثامن والستون : الأمر بشيء يُذْكَرُ بشرط معلوم زاد ذلك الشرط ـ أو نقص عن تحصيره ـ كان الأمرُ ـ حالَتَهُ ـ واجباً بعد أن يوجد من ذلك الشرط ما كان ـ من غير تحصير معلومٍ ـ .
النوع التاسع والستون : الأمر بالشيء الذي أُمِرَ من أجل سبب تقدَّمَ والمرادُ منه التأديب لئلا يرتكب المرء ذلك السبب الذي من أجله أُمِرَ بذلك الأمر من غير عُذرٍ .
النوع السبعون : الأوامر التي وردت مرادها الإباحة والإطلاق دون الحكم والإيجاب .
النوع الحادي والسبعون : الأوامر التي أُبِيحَت من أجل أشياء محصورة على شرط معلوم للسَّعة والترخيص .
النوع الثاني والسبعون : الأمر بالشيء عند حدوث سببٍ بإطلاق اسم المقصود على سببه .
النوع الثالث والسبعون : الأوامر التي وردت مرادها التهديدُ والزجر عن ضدِّ الأمر الذي أُمر به .


النوع الرابع والسبعون : الأمر بالشيء عند فعل ماض مرادُه جواز استعمال ذلك الفعل المسؤول عنه مع إباحة استعماله مرة أخرى .
النوع الخامس والسبعون : الأمر باستعمال شيء قُصِدَ به الزجر استعمال شيء ثان والمراد منهما ـ معاً ـ عِلَّةٌ مُضمَرةٌ في نفس الخطاب لا أن استعمال ذلك الفعل مُحرَّمٌ وإن زُجِرَ عن ارتكابه .
النوع السادس والسبعون : الأمر بالشيء الذي مراده التعليم حيث جهل المأمور به كيفية استعمال ذلك الفعل لا أنه أمر على سبيل الحتم والإيجاب .
النوع السابع والسبعون : الأمر الذي أُمِرَ به والمراد الوثيقة ليحتاط المسلمون لدينهم عند الإشكال بعده .
النوع الثامن والسبعون : الأوامر التي أُمِرَتْ مرادها التعليم .
النوع التاسع والسبعون : الأمر بالشيء الذي أُمِرَ به لعلة معلومة لم تذكر في نفس الخطاب وقد دل الإجماع على نفي إمضاء حكمه على ظاهره .
النوع الثمانون : الأمر باستعمال شيء بإطلاق اسمٍ على ذلك الشيء والمراد منه ما تولَّد منه لا نفس ذلك الشيء .
النوع الحادي والثمانون : ألفاظ الأوامر التي أُطلِقَت بالكنايات دون التصريح .
النوع الثاني والثمانون : الأوامرُ التي أُمِرَ بها النساء في بعض الأحوال دون الرجال .


النوع الثالث والثمانون : الأوامر التي وردت بألفاظ التعريض مرادها الأوامر باستعمالها .
النوع الرابع والثمانون : لفظةُ أَمرٍ بشيء بلفظِ المسألة مراده استعماله على سبيل العتاب لمرتكب ضدَّه .
النوع الخامس والثمانون : الأمر بالشيء الذي قُرِنَ بذكر نفي الاسم عن ذلك الشيء لنقصه عن الكمال .
النوع السادس والثمانون : الأمر الذي قُرِنَ بذكر عدد معلوم من غير أن يكون المراد من ذكر ذلك العدد نفياً عما وراءه .
النوع السابع والثمانون : الأمر بمجانبة شيء مرادُه الزجر عمَّا تولَّد ذلك الشيء منه .
النوع الثامن والثمانون : الأمر الذي ورد بلفظ الردِّ والإرجاع مراده نفي جواز استعمال الفعل دون إجازته وإمضائه .
النوع التاسع والثمانون : ألفاظ المدح للأشياء التي مرادها الأوامر بها .
النوع التسعون : الأوامر المعلَّلَة التي قُرِنَت بشرائط يجوز القياس عليها .
النوع الحادي والتسعون : لفظ الإخبار عن نفي شيء ـ إلا بذكر عدد محصور ـ مراده الأمر على سبيل الإيجاب قد استثني بعض ذلك العدد المحصور بصفة معلومة فأُسقِطَ عنه حكم ما دخل تحت ذلك العدد المعلوم


الذي من أجله أُمِرَ بذلك الأمر .
النوع الثاني والتسعون : ألفاظ الإخبار للأشياء التي مرادها الأوامر بها .
النوع الثالث والتسعون : الإخبار عن الأشياء التي مرادها الأمر بالمداومة عليها .
النوع الرابع والتسعون : الأوامر المضادة التي هي من اختلاف المباح .
النوع الخامس والتسعون : الأوامر التي أُمِرَت لأسباب موجودة وعلل معلومة .
النوع السادس والتسعون : لفظةُ أمر بفعل مع استعماله ذلك الأمر المأمور به ثم نَسَخَها فعل ثان وأمر آخر .
النوع السابع والتسعون : الأمر الذي هو فرض خُيِّرَ المأمور به بين أدائه وبين تركه مع الاقتداء ثم نُسِخَ الاقتداء والتخيير جميعاً وبقي الفرض الباقي من غير تخيير .
النوع الثامن والتسعون : الأمر بالشيء الذي أُمِرَ به ثم حُرِّم ذلك الفعل على الرجال وبقي حكم النساء مباحاً لهنَّ استعماله .
النوع التاسع والتسعون : ألفاظُ أوامر منسوخة نُسِخَت بألفاظ أخرى من ورود إباحة على حَظْر أو حظر على إباحة .
النوع المئة : الأمر الذي هو المستثنى من بعض ما أُبِيحَ بعد حظره .
النوع الحادي والمئة : الأمر بالأشياء التي نُسِخَت تلاوتها وبقي حكمها .


النوع الثاني والمئة : ألفاظ أوامر أُطلِقَت بألفاظ المجاورة من غير وجود حقائقها .
النوع الثالث والمئة : الأوامر التي أمَرَ بها قصداً لمخالفة المشركين وأهل الكتاب .
النوع الرابع والمئة : الأمر بالأدعية التي يتقرب العبد بها إلى بارئه جل وعلا .
النوع الخامس والمئة : الأمر بأشياء أُطلِقَت بألفاظ إضمار القصد في نفس الخطاب .
النوع السادس والمئة : الأمر الذي أُمِرَ لعلة معلومة فارتفعت العلة وبقي الحكم على حالته فرضاً إلى يوم القيامة .
النوع السابع والمئة : الأمر بالشيء على سبيل الندب عند سبب مُتقدِّمٍ ثم عُطِفَ بالزجر عن مثله مراده السبب المتقدم لا نفس ذلك الشيء المأمور به .
النوع الثامن والمئة : الأمر بالشيء الذي قُرِنَ بشرط معلوم مراده الزجر عن ضد ذلك الشرط الذي قُرِنَ بالأمر .
النوع التاسع والمئة : الأمرُ بالشيء الذي قُصِدَ به مخالفة أهل الكتاب قد خُيِّرَ المأمور به بين أشياء ذوات عددٍ بلفظ مجمل ثم استثني من تلك


الأشياء شيء فزُجِرَ عنه وثبتت الباقية على حالتها مباحاً استعمالها .
النوع العاشر والمئة : الأمر بالشيء الذي مراده الإعلام بنفي جواز استعمال ذلك الشيء لا الأمر به(1) .
__________
(1) انظر (ص 123) .


القسم الثاني من أقسام السنن ؛
وهو : النواهي
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ :
وقد تتبعتُ النواهي عن المصطفى صلى الله عليه و سلم وتدبَّرت جوامع فصولها وأنواع ورودها لأن مجراها في تشعُّب الفصول مجرى الأوامر في الأصول فرأيتها تدور على مائة نوع وعشرة أنواع .
النوع الأول :الزجر عن الاتكال على الكتاب وترك الأوامر والنواهي عن المصطفى صلى الله عليه و سلم .
النوع الثاني : ألفاظ إعلام لأشياء وكيفيتها مرادها الزجر عن ارتكابها .
النوع الثالث : الزجر عن أشياء زُجِرَ عنها المخاطبون في كل الأحوال وجميع الأوقات حتى لا يسع أحداً منهم ارتكابها بحال .
النوع الرابع : الزجر عن أشياء زُجِرَ بعض المخاطبين عنها في بعض الأحوال ـ لا الكل ـ .
النوع الخامس : الزجر عن أشياء زُجِرَ عنه الرجال دون النساء .
النوع السادس : الزجر عن أشياء زُجِرَ عنه النساء دون الرجال .


النوع السابع : الزجر عن أشياء زُجِرَ عنها بعض النساء في بعض الأحوال ـ لا الكل ـ .
النوع الثامن : الزجر عن أشياء زُجِرَ عنها المخاطبون في أوقات معلومة مذكورة في نفس الخطاب والمراد منها بعض الأحوال في بعض الأوقات المذكورة في ظاهر الخطاب .
النوع التاسع : الزجر عن الأشياء التي وردت بألفاظ مختصرة ذُكِرَ نقيضها في أخبارٍ أُخَرَ .
النوع العاشر : الزجر عن أشياء وردت بألفاظ مجملة تفسير تلك الجمل في أخبار أخر .
النوع الحادي عشر : الزجر عن الشيء الذي ورد بلفظ العموم وبيان تخصيصه في فعله .
النوع الثاني عشر : الزجر عن الشيء بلفظ العموم من أجل علة لم تُذكر في نفس الخطاب وقد ذُكِرَت في خبر ثان فمتى كانت تلك العلة موجودة كان استعماله مزجوراً عنه ومتى عًدمت تلك العلة جاز استعماله .
وقد يباح هذا الشيء المزجور عنه في حالتين أخريين وإن كانت تلك العلة أيضاً موجودة والزجر قائم .
النوع الثالث عشر : الزجر عن الشيء بلفظ العموم الذي استُثنِيَ


بعض ذلك العموم فأُبيح بشرائط معلومة في أخبار أخر .
النوع الرابع عشر : الزجر عن الشيء بلفظ العموم الذي أُبيح ارتكابه في وقتين معلومين :
ـ أحدهما : منصوص من خبر ثان .
ـ والثاني : مستنبط من سنة أخرى .
النوع الخامس عشر : الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ الأول والثاني : قُصِدَ بهما الرجال دون النساء .
ـ والثالث : قُصِدَ به الرجال والنساء جميعاً من أجل علة مضمرة في نفس الخطاب قد بُيِّنَ كيفيتها في خبر ثان .
النوع السادس عشر : الزجر عن الشيء المخصوص في الذكر الذي قد يشارك مثله فيه والمراد منه التأكيد .
النوع السابع عشر : الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ أحدها : قُصِدَ به الندب والإرشاد .
ـ والثاني : زُجِرَ عنه لعلة معلومة فمتى كانت تلك العلة التي من أجلها زَجَرَ عن هذا الشيء موجودة كان الزجر واجباً ومتى عُدمت تلك العلة كان استعمال ذلك الشيء المزجور عنه مباحاً .
ـ والثالث : زُجر عن فعل في وقت معلوم مراده ترك استعماله في ذلك الوقت


ـ وقبله وبعده ـ .
النوع الثامن عشر : الزجر عن الشيء بلفظ التحريم الذي قُصِدَ به الرجال دون النساء وقد يَحِلُّ لهم استعمال هذا الشيء المزجور عنه في حالتين لعلتين معلومتين .
النوع التاسع عشر : الزجر عن الأشياء التي وردت في أقوام بأعيانهم يكون حكمهم وحكم غيرهم من المسلمين فيه سواء .
النوع العشرون : الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر المراد من الشيئين الأولين الرجال دون النساء والشيء الثالث قُصِدَ به الرجال والنساء جميعاً في بعض الأحوال لا الكل .
النوع الحادي والعشرون : الزجر عن الشيء الذي رُخِّصَ لبعض الناس في استعماله لسبب متقدم ثم حُظِرَ ذلك بالكلية عليه وعلى غيره والعلة في هذا الزجر القصد فيه مخالفة المشركين .
النوع الثاني والعشرون : الزجر عن الشيء الذي زُجِرَ عنه إنسان بعينه والمراد منه بعض الناس في بعض الأحوال .
النوع الثالث والعشرون : الزجر عن الأشياء التي قُصِدَ بها الاحتياط حتى يكون المرء لا يقع ـ عند ارتكابها ـ فيما حُظِرَ عليه .
النوع الرابع والعشرون : الزجر عن أشياء زُجِرَ عنها بلفظ العموم وقد أُضمِرَ كيفية تلك الأشياء في نفس الخطاب .


النوع الخامس والعشرون : الزجر عن الشيء الذي مخرجه مخرج الخصوص لأقوام بأعيانهم عن شيء بعينه يقع الخطاب عليهم وعلى غيرهم ممن بعدهم إذا كان السبب الذي من أجله نُهِيَ عن ذلك الفعل موجوداً .
النوع السادس والعشرون : الزجر عن الشيء بلفظ العموم الذي زُجِرَ عنه الرجال والنساء ثم استُثنيَ منه بعض الرجال وأُبيح لهم ذلك وبقي حكم النساء وبعض الرجال على حالته .
النوع السابع والعشرون : الزجر عن أن يُفْعَلَ بالمرء بعد الممات ما حُرِّمَ عليه قبل موته لعلة معلومة من أجلها حُرِّمَ عليه ما حُرِّمَ .
النوع الثامن والعشرون : الزجر عن الشيء الذي ورد بلفظ الإسماع لمن ارتكبه قد أُضمر فيه شرط معلوم لم يُذكَرُ في نفس الخطاب .
النوع التاسع والعشرون : الزجر عن الشيء الذي قُصِدَ به المخاطبون في بعض الأحوال وأُبيح للمصطفى صلى الله عليه و سلم استعماله لعلة معلومة ليست في أُمَّتِه .
النوع الثلاثون : الزجر عن شيئين مقرونين في الذكر بلفظ العموم :
ـ أحدهما : مستعمل على عمومه .
ـ والثاني : بيان تخصيصه في فعله .
النوع الحادي والثلاثون : لفظ التغليط على من أتى بشيئين من الخبر


في وقتين معلومين قُصِدَ به أحد الشيئين المذكورين في الخطاب مما وقع التغليط على مرتكبهما ـ معاً ـ .
النوع الثاني والثلاثون : الإخبار عن نفي جواز شيء بشرط معلوم مراده الزجر عن استعماله إلا عند وجود إحدى ثلاث خصال معلومة .
النوع الثالث والثلاثون : لفظة إخبار عن شيء مراده الزجر عن شيء ثان قد سُئِلَ عنه فزُجِرَ عن الشيء الذي سُئِلَ عنه بلفظ الإخبار عن شيء آخر .
النوع الرابع والثلاثون : الزجر عن سبعة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ الأول ـ منها ـ : حتمٌ على الرجال دون النساء .
ـ والثاني والثالث : قُصِدَ بهما الاحتياط والتورُّعُ .
ـ والرابع والخامس والسادس : قُصِدَ بها بعض الرجال دون النساء .
ـ والسابع : قُصِدَ به مخالفة المشركين على سبيل الحتم .
النوع الخامس والثلاثون : الزجر عن استعمال فعل من أجل علة مضمرة في نفس الخطاب قد أبيح استعمال مثله بصفة أخرى عند عدم تلك العلة التي هي مضمرة في نفس الخطاب .
النوع السادس والثلاثون : الزجر عن الشيء الذي هو منسوخ بفعله وترك الإنكار على مرتكبه عند المشاهدة .
النوع السابع والثلاثون : الزجر عن الشيء عند حدوث سبب مراده متعقب ذلك السبب .


النوع الثامن والثلاثون : الزجر عن الشيء الذي قُرِنَ به إباحة شيء ثان والمراد به الزجر عن الجمع بينهما في شخص واحد لا انفراد كل واحد منهما .
النوع التاسع والثلاثون : الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ الأول والثاني : بلفظ العموم قُصِدَ بهما المخاطبون في بعض الأحوال .
ـ والثالث : بلفظ العموم ذكر تخصيصه في خبر ثان من أجل علة معلومة مذكورة .
النوع الأربعون : الزجر عن الشيء الذي هو البيان لمجمل الخطاب في الكتاب ولبعض عموم السنن .
النوع الحادي والأربعون : الزجر عن الشيء عند عدم سبب معلوم فمتى كان ذلك السبب موجوداً كان الشيء المزجور عنه مباحاً ومتى عُدِمَ ذلك السبب كان الزجر واجباَ .
النوع الثاني والأربعون : الزجر عن الشيء الذي قُرِنَ بشرط معلوم فمتى كان ذلك الشرط موجوداً كان الزجر حتماً ومتى عُدِمَ ذلك الشرط جاز استعمال ذلك الشيء .
النوع الثالث والأربعون : الزجر عن أشياء لأسباب موجودة وعلل معلومة مذكورة في نفس الخطاب .
النوع الرابع والأربعون : الأمر باستعمال فعلٍ مقرونٍ بترك ضِدِّهِ


مرادهما الزجر عن شيء ثالث استُعمِلَ هذا الفعل من أجله .
النوع الخامس والأربعون : الزجر عن الشيء الذي نُهِيَ عن استعماله بصفة ثم أُبيح استعماله بعينه بصفة أخرى غير تلك الصفة التي من أجلها نُهِيَ عنه إذا تقدَّمه مثله من الفعل .
النوع السادس والأربعون : الزجر عن أشياء معلومة بألفاظ الكنايات دون التصريح .
النوع السابع والأربعون : الزجر عن استعمال شيء عند حدوث شيئين معلومين أُضمِرَ كيفيتهما في نفس الخطاب والمراد منه إفرادهما واجتماعُهما ـ معاً ـ .
النوع الثامن والأربعون : الزجر عن الشيء الذي هو منسوخ نَسَخَهُ فعلُه وإباحتُه ـ جميعاً ـ .
النوع التاسع والأربعون : الزجر عن أشياء قُصِدَ بها الندب والإرشاد لا الحتم والإيجاب .
النوع الخمسون : لفظة إباحة لشيء سُئِلَ عنه مراده الزجر عن استعمال ذلك الشيء المسؤول عنه بلفظ الإباحة .
النوع الحادي والخمسون : الزجر عن الشيء الذي قُصِدَ به الزجر عما يتولَّد من ذلك الشيء لا أن ذلك الشيء الذي زُجِرَ في ظاهر الخطاب عنه منهي عنه إذا لم يكن ما يَتولَُّد منه موجوداً .


النوع الثاني والخمسون : الزجر عن أشياء بإطلاق ألفاظ بواطنها بخلاف الظواهر منها .
النوع الثالث والخمسون : الزجر عن فعل من أجل شيء يُتوقَّعُ فما دام يتوقع كون ذلك الشيء كان الزجر قائماً عن استعمال ذلك الفعل ومتى عُدِمَ ذلك الشيء جاز استعماله .
النوع الرابع والخمسون : الزجر عن الأشياء التي أُطلقت بألفاظ التهديد دون الحكم قُصِدَ الزجر عنها بلفظ الإخبار .
النوع الخامس والخمسون : ألفاظ تعبير لأشياء مرادها الزجر عن استعمالها تورُّعاً .
النوع السادس والخمسون : الإخبار عن الشيء الذي مراده الزجر عن استعمال فعل من أجل سبب قد يُتوقَّعُ كونه .
النوع السابع والخمسون : الزجر عن إتيان طاعة بلفظ العموم إذا كانت منفردة حتى تُقرن بأخرى مثلها قد يباح تارة أخرى استعمالها مفردةً في حالة غير تلك الحالة التي نُهِيَ عنها مُفردةً .
النوع الثامن والخمسون : الزجر عن الشيء الذي نُهِيَ عنه لعلة معلومة فمتى كانت تلك العلة موجودة كان الزجر واجباً وقد يبيح هذا الزجر شرط آخر وإن كانت العلة التي ذكرناها معلومة.
النوع التاسع والخمسون : الإعلام للشيء الذي مراده الزجر عن شيء ثان .


النوع الستون : الأمر الذي قُرِنَ بمجانبته مُدَّةٌ معلومة مراده الزجر عن استعماله في الوقت المزجور عنه والوقت الذي أُبيح فيه .
النوع الحادي والستون : الزجر عن الشيء بإطلاق نفي كون مرتكبه من المسلمين والمراد منه ضد الظاهر في الخطاب .
النوع الثاني والستون : الزجر عن أشياء وردت بألفاظ التعريض دون التصريح .
النوع الثالث والستون : تمثيل الشيء الذي أُرِيدَ به الزجر عن استعمال ذلك الشيء الذي يُمَثَّلُ من أجله .
النوع الرابع والستون : الزجر عن مجاورة شيء عند وجوده مع النهي عن مفارقته عند ظهوره .
النوع الخامس والستون : لفظة إخبار عن فعل مرادها الزجر عن استعماله قُرِنَ بذكر وعيدٍ مراده نفي الاسم عن الشيء للنقص عن الكمال .
النوع السادس والستون : الأمر بالشيء الذي سُئِلَ عنه بوصفٍ مراده الزجر عن استعمال ضِدِّهِ .
النوع السابع والستون : الزجر عن الشيء بذكر عدد محصور من غير أن يكون المراد من ذلك العدد نفياً عما وراءه أُطلق هذا الزجر بلفظ الإخبار .
النوع الثامن والستون : لفظة إخبار عن فعل مرادها الزجر عن ضد ذلك الفعل .


النوع التاسع والستون : لفظة استخبار عن فعل مرادها الزجر عن استعمال ذلك الفعل المستخبر عنه .
النوع السبعون : لفظة استخبار عن شيء مرادها الزجر عن استعمال شيء ثان .
النوع الحادي والسبعون : الزجر عن الشيء بذكر عدد محصور من غير أن يكون المراد فيما دون دون ذلك العدد المحصور مباحاً .
النوع الثاني والسبعون : الزجر عن استعمال شيء من أجل عِلَّةٍ مُضمرة في نفس الخطاب فأوقع الزجر على العموم فيه من غير ذكر تلك العلة .
النوع الثالث والسبعون : فِعْلٌ فُعِلَ بأمته صلى الله عليه و سلم مراده الزجر عن استعماله بعينه .
النوع الرابع والسبعون : الزجر عن الشيء الذي يكون مرتكبه مأجوراً حكمه في ارتكابه ذلك الشيء المزجور عنه حكم من ندب إليه وحثَّ عليه .
النوع الخامس والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عما نُهِيَ عنه من الأشياء التي غير جائز ارتكابها .
النوع السادس والسبعون : الإخبار عن ذَمِّ أقوام بأعيانهم من أجل أوصاف معلومة ارتكبوها مراده الزجر عن استعمال تلك الأوصاف بأعيانها .


النوع السابع والسبعون : لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن استعماله لأقوام بأعيانهم عند وجود نعت معلوم فيهم قد أُضمِرَ كيفية ذلك النعت في ظاهر الخطاب .
النوع الثامن والسبعون : لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن استعمال بعض ذلك الشيء ـ لا الكل ـ .
النوع التاسع والسبعون : لفظة عن نفي فعل مرادها الزجر عن استعماله لعلة معلومة .
النوع الثمانون : الإخبار عن نفي شيء عند كونه والمراد منه الزجر عن بعض ذلك الشيء ـ لا الكل ـ .
النوع الحادي والثمانون : ألفاظ إخبار عن نفي أفعال مرادها الزجر عن تلك الخصال بأعيانها .
النوع الثاني والثمانون : ألفاظ إخبار عن نفي أشياء مرادها الزجر عن الركون إليها أو مباشرتها من حيث لا يجب .
النوع الثالث والثمانون : الإخبار عن الشيء بلفظ المجاورة مرادها الزجر عن الخصال التي قُرِنَ بمرتكبها من أجلها ذلك الاسم .
النوع الرابع والثمانون : ألفاظ إخبار عن أشياء مرادها الزجر عنها بإطلاق استحقاق العقوبة على تلك الأشياء والمراد منه مرتكبها لا نفسها .


النوع الخامس والثمانون : الإخبار عن استعمال شيء مراده الزجر عن شيء ثان من أجله أخبر عن استعمال هذا الفعل .
النوع السادس والثمانون : ألفاظ الإخبار عن أشياء بتباين الألفاظ مرادها الزجر عن استعمال تلك الأشياء بأعيانها .
النوع السابع والثمانون : ألفاظ التمثيل لشياء بلفظ العموم الذي بيان تخصيصها في أخبار أُخَرَ قُصِدَ بها الزجر عن بعض ذلك العموم .
النوع الثامن والثمانون : لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن استعمال بعض الناس ـ لا الكل ـ .
النوع التاسع والثمانون : ألفاظ الاستخبار عن أشياء مرادها الزجر عن استعمال تلك الأشياء التي استُخبر عنها قُصِدَ بها التعليم على سبيل العَتْبِ .
النوع التسعون : لفظة إخبار عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر بلفظ العموم :
ـ المراد من أحدها : الزجر عنه لعلة مضمرة لم تُذْكَر في نفس الخطاب .
ـ والثاني والثالث : مزجورٌ ارتكابهما في كل الأحوال على عموم الخطاب
النوع الحادي والتسعون : الإخبار عن أشياء بألفاظ التحذير مرادها الزجر عن الأشياء التي حُذِّرَ عنها في نفس الخطاب .


النوع الثاني والتسعون : الإخبار عن نفي جواز أشياء معلومة مرادها الزجر عن إتيان تلك الأشياء بتلك الأوصاف .
النوع الثالث والتسعون : الزجر عن الشيء الذي زُجِرَ عنه بعض المخاطبين في بعض الأحوال وعارضَه ـ في الظاهر ـ بعض فعله ووافقه البعض .
النوع الرابع والتسعون : الزجر عن الشيء بإطلاق الاسم الواحد على الشيئين المختلفي المعنى فيكون أحدهما مأموراً به والآخر مزجوراًَ عنه .
النوع الخامس والتسعون : الإخبار عن الشيء بلفظ نُفِيَ استعماله في وقت معلوم مراده الزجر عن استعماله في كل الأوقات ـ لا نفيُه ـ .
النوع السادس والتسعون : الزجر عن الشيء بلفظةٍ قد اسْتَعْمَلَ مثلَه صلى الله عليه و سلم قد أُدِّي الخبران عنه بلفظة واحدة معناها غير شيئين .
النوع السابع والتسعون : الزجر عن استعمال شيء بصفة مطلقة يجوز استعماله بتلك الصفة إذا قُصِدَ بالأداء غيرُها .
النوع الثامن والتسعون : الزجر عن الشيء بصفة معلومة قد أُبِيحَ استعماله بتلك الصفة المزجور عنها بعينها لِعلَّة تحدث .
النوع التاسع والتسعون : الزجر عن الشيء الذي هو البيان لمجمل الخطاب في الكتاب
النوع المئة : الإخبار عن شيئين مقرونين في الذِّكر ؛ المراد من أحدهما


الزَّجرُ عن ضِدِّهِ , والآخر أَمرُ ندب وإرشاد .
النوع الحادي والمئة : الزجر عن الشيء الذي كان مباحاً في كل الأحوال ثم زُجِرَ عنه بالنسخ في بعض الأحوال , وبقي الباقي على حالته مباحاً في سائر الأحوال .
النوع الثاني والمئة : الزجر عن الشيء الذي مراده الزجر عنه على سبيل العموم وله تخصيص من خبر ثانٍ .
النوع الرابع والمئة : الزجر عن الشيء الذي أباح لهم ارتكابه ثم أباح لهم استعماله بعد هذا الزجر مدة معلومة ثم نهى عنه بالتحريم فهو مُحرَّمٌ إلى يوم القيامة .
النوع الخامس والمئة : الزجر عن الشيء من أجل سبب معلوم ثم أُبيحَ ذلك الشيء بالنسخ وبقي السبب على حالته مُحرَّماً .
النوع السادس والمئة : الزجر عن الشيء الذي عارضه إباحة ذلك الشيء بعينه من غير أن يكون بينهما في الحقيقة تضادٌّ و لا تهاتر .
النوع السابع والمئة : الأمر بالشيء الذي مراده الزَّجر عن ضِدِّ ذلك الشيء المأمور به لعلَّةٍ مُضمَرةٍ في نفس الخطاب .
النوع الثامن والمئة : الزجر عن الأشياء التي قُصِدَ مخالفة المشركين وأهل الكتاب .


النوع التاسع والمئة : ألفاظ الوعيد على أشياء مُرادها الزجر عن ارتكاب تلك الأشياء بأعيانها .
النوع العاشر والمئة : الأشياء التي كان يكرهها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , يُستحَبُّ مجانبتها , وإن لم يكن في ظاهر الخطاب النَّهي عنها مُطلقاً(1) .

__________
(1) انظر (ص 123) .


( القسم الثالث من أقسام السنن وهو إخبار المصطفى صلى الله عليه و سلم عما احتيج إلى معرفتها )
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ :
وأما إخبار النبي صلى الله عليه و سلم عما احتيج إلى معرفتها فقد تأمَّلتُ جوامع فصولها وأنواع ورودها لأسهِّل إدراكها على من رام حفظها فرأيتها تدور على ثمانين نوعاً :
النوع الأول : إخباره صلى الله عليه و سلم عن بدء الوحي وكيفيته .
النوع الثاني : إخباره عمَّا فُضِّلَ به على غيره من الأنبياء ـ صلوات الله عليه وعليهم ـ .
النوع الثالث : الإخبار عما أكرمه الله وجل وعلا وأراه إياه وفضَّلَهُ به على غيره .
النوع الرابع : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي مضت مُتقدِّمة من فصول الأنبياء بأسمائهم وأنسابهم .
النوع الخامس : إخباره صلى الله عليه و سلم عن فصول الأنبياء كانوا قبله من غير ذكر أسمائهم .
النوع السادس : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأمم السالفة .


النوع السابع : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أمره الله جل وعلا بها.
النوع الثامن : إخباره صلى الله عليه و سلم عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم .
النوع التاسع : إخباره صلى الله عليه و سلم عن فضائل أقوام بلفظ الإجمال من غير ذكر أسمائهم .
النوع العاشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أراد بها تعليم أمته .
النوع الحادي عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أراد بها تعليم بعض أمته .
النوع الثاني عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي هي البيان عن اللفظ العام الذي في الكتاب وتخصيصه في سُنَّتِه .
النوع الثالث عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بلفظ الإعتاب أراد به التعليم .
النوع الرابع عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أثبتها بعض الصحابة وأنكرها بعضهم .
النوع الخامس عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أراد بها التعليم .
النوع السادس عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء المعجزة التي هي من علامات النبوة .


النوع السابع عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن نفي جواز استعمال فعل إلا عند أوصاف ثلاثة فمتى كان أحد هذه الأوصاف الثلاثة موجوداً كان استعمال ذلك الفعل مباحاً .
النوع الثامن عشر : إخباره عن الشيء بذكر علة في نفس الخطاب قد يجوز التمثيل بتلك العلة ما دامت العلة قائمة والتشبيه بها في الأشياء وإن لم يُذكَر في الخطاب .
النوع التاسع عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن أشياء بنفي دخول الجنة عن مرتكبها بتخصيص مضمر في ظاهر الخطاب المطلق .
النوع العشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن أشياء حكاها عن جبريل عليه السلام .
النوع الحادي والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء الذي حكاه عن أصحابه .
النوع الثاني والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي كان يتخوَّفها على أمته .
النوع الثالث والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق اسم كُلِّيَّةِ ذلك الشيء على بعض أجزائه .
النوع الرابع والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن شيء مجمل قُرِنَ بشرط مضمر في نفس الخطاب والمراد منه نفي جواز استعمال الأشياء التي لا


وصول للمرء إلى أدائها إلا بنفسه قاصداً فيها إلى بارئه جل وعلا دون ما تحتوي عليه النفس من الشهوات واللذات .
النوع الخامس والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق اسم ما يُتوقَّعُ في نهايته على بدايته قبل بلوغ النهاية فيه .
النوع السادس والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق اسم المُستَحِقِّ لمن أتى ببعض ذلك الشيء الذي هو البداية كمن أتاه مع غيره إلى النهاية .
النوع السابع والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق الاسم عليه والغرض منه الابتداء في السرعة إلى الإجابة مع إطلاق اسم ضدِّه مع غيره للتثبُّط والتلكؤ عن الإجابة .
النوع الثامن والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي تَمثَّل بها مثلاً .
النوع التاسع والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بلفظ الإجمال الذي تفسير ذلك الإجمال بالتخصيص في أخبار ثلاثة غيره .
النوع الثلاثون إخباره صلى الله عليه و سلم عما استأثر الله عز وعلا بعلمه دون خلقه ولم يُطْلِعْ عليه أحداً من البشر .
النوع الحادي والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن نفي شيء بعدد محصور من غير أن يكون المراد أن ما وراء ذلك العدد يكون مباحاً والقصد فيه جواب خرج على سؤال بعينه .


النوع الثاني والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي حَصَرَها بعددٍ معلوم من غير أن يكون المراد من ذلك العدد نفياً عما وراءه .
النوع الثالث والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء هو المُستثنى من عددٍ محصور معلوم .
النوع الرابع والثلاثون : إخباره - صلى الله عليه وسلم - عن الأشياء التي أراد أن يفعلها فلم يفعلها لعلة معلومة .
النوع الخامس والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء الذي عارضه سائر الأخبار من غير أن يكون بينهما تضاد لا تهاتر .
النوع السادس والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء الذي ظاهره مستقلٌّ بنفسه وله تخصيصان اثنان :
ـ أحدهما : من سُنَّةٍ ثابتةٍ .
ـ والآخر : من الإجماع .
قد يُستعملُ الخبر مرَّةً على عمومه وأخرى يُخَصُّ بخبر ثان وتارة يخصُّ بالإجماع .
النوع السابع والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بالإيماء المفهوم دون النُّطق باللسان .
النوع الثامن والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق الاسم الواحد على الشيئين المختلفين عند المقارنة بينهما .


النوع التاسع والثلاثون : إخباره عن الشيء بلفظ الإجمال الذي تفسير ذلك الإجمال في أخبار أخر .
النوع الأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء من أجل علة مضمرة لم تُذكَر في نفس الخطاب فمتى ارتفعت العلة ـ التي هي مُضمَرةً في الخطاب ـ : جاز استعمال ذلك الشيء ومتى عُدِمَت بَطَلَ جواز ذلك الشيء .
النوع الحادي والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن أشياء بألفاظ مضمرة بيان ذلك الإضمار في أخبار أخر .
النوع الثاني والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن أشياء بإضمار كيفية حقائقها دون ظواهر نصوصها .
النوع الثالث والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الحكم للأشياء التي تحدث في أمته قبل حدوثها .
النوع الرابع والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق إثباته وكونه باللفظ العام والمراد منه كونه في بعض الأحوال ـ لا الكل ـ .
النوع الخامس والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بلفظ التشبيه مراده الزجر عن ذلك الشيء لعلة معلومة .
النوع السادس والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بذكر وصف مُصرِّحٍ مُعَلَّلٍ يدخل تحت هذا الخطاب ما أشبهه إذا كانت العلة التي من أجلها أُمِرَ به موجودة .


النوع السابع والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق اسم الزوج على الواحد من الأشياء إذا قُرِنَ بمثله وإن لم يكن في الحقيقة كذلك .
النوع الثامن والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي قُصِدَ بها مخالفة المشركين وأهل الكتاب .
النوع التاسع والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أُطلِقَ الأسماء عليها لقُربها من التمام .
النوع الخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن أشياء بإطلاق نفي الأسماء عنها للنقص عن الكمال .
النوع الحادي والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن أشياء بإطلاق التغليظ على مرتكبها مرادها التأديب دون الحكم .
النوع الثاني والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أطلقها على سبيل المجاورة والقرب .
النوع الثالث والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي ابتدأهم بالسؤال عنها ثم أخبرهم بكيفيتها .
النوع الرابع والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق استحقاق ذلك الشيء الوعد والوعيد والمراد منه مرتكبه ـ لا نفس ذلك الشيء ـ .
النوع الخامس والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق اسم العصيان على الفاعل فعلاً بلفظ العموم وله تخصيصان اثنان من خبرين آخرين .


النوع السادس والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء الذي لم يحفظ بعض الصحابة تمام ذلك الخبر عنه وحَفِظَهُ البعض .
النوع السابع والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء الذي أراد به التعليم قد بقي المسلمون عليه مُدَّةً ثم نُسِخَ بشرط ثان .
النوع الثامن والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أُرِيَهَا في منامه ثم نُسِّيَ إبقاءً على أمته .
النوع التاسع والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عما عاتب الله جل وعلا أمته على أفعال فعلوها .
النوع الستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الاهتمام لأشياء أراد فعلها ثم تركها إبقاء على أمته .
النوع الحادي والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بصفة معلومة مرادها إباحة استعماله ثم زُجِرَ عن إتيان مثله بعينه إذا كان بصفة أخرى .
النوع الثاني والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أطلقها بألفاظ الحذف عنها مما عليه مُعَوَّلُها .
النوع الثالث والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء الذي مراده إباحة الحكم على مثل ما أخبر عنه لاستحسانه ذلك الشيء الذي أخبر عنه .
النوع الرابع والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أنزل الله من أجلها


آيات معلومة .
النوع الخامس والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم بالأجوبة عن أشياء سُئِلَ عنها .
النوع السادس والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم في البداية عن كيفية أشياء احتاج المسلمون إلى معرفتها .
النوع السابع والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن صفات الله جل وعلا التي لا يقع عليها التكييف .
النوع الثامن والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الله جل وعلا في أشياء مُعيَّن عليها .
النوع التاسع والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عما يكون في أمته من الفتن والحوادث .
النوع السبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الموت وأحوال الناس عند نزول المنية بهم .
النوع الحادي والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن القبور وكيفية أحوال الناس فيها .
النوع الثاني والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن البعث وأحوال الناس في ذلك اليوم .
النوع الثالث والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الصراط وتباين الناس في الجواز عليه .


النوع الرابع والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن محاسبة الله جل وعلا عباده ومناقشته إياهم .
النوع الخامس والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الحوض والشفاعة ومن له منهما حظ من أمته .
النوع السادس والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة وحجب غيرهم عنها .
النوع السابع والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عما يُكرِمُه الله جل وعلا في القيامة بأنواع الكرامات التي فَضَّلَهُ بها على غيره من الأنبياء ـ صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ـ .
النوع الثامن والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الجنة ونعيمها واقتسام الناس المنازل فيها على حسب أعمالهم .
النوع التاسع والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن النار وأحوال الناس فيها ـ نعود بالله منها ـ .
النوع الثمانون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن المُوحِّدين الذين استوجبوا النيران وتَفَضُّلهِ عليهم بدخول الجنة ـ بعد ما امتُحِشُوا وصارُوا فحماً ـ(1) .

__________
(1) انظر (ص 124) .


( القسم الرابع من أقسام السنن وهو الإباحات التي أبيح ارتكابها )
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ :
وقد تفقدت الإباحات التي أبيح ارتكابها ليحيط العلم بكيفية أنواعها وجوامع تفصيلها بأحوالها ويسهُلَ وَعْيُها على المتعلمين ولا يصعب حفظها على المقتبسين فرأيتها تدور على خمسين نوعاً
النوع الأول ـ منها ـ : الأشياء التي فعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم تؤدي إلى إباحة استعمال مثلها .
النوع الثاني : الشيء الذي فعله صلى الله عليه و سلم عند عدم سببٍ مُباحٍ استعمال مثله عند عدم ذلك السبب .
النوع الثالث : الأشياء التي سُئِلَ عنها صلى الله عليه و سلم فأباحها بشرط مقرون .
النوع الرابع : الشيء الذي إباحه الله جل وعلا بصفة وأباحه رسول الله صلى الله عليه و سلم بصفة أخرى غير تلك الصفة .
النوع الخامس : ألفاظ تعريضٍ مرادها إباحة استعمال الأشياء التي عَرَّضَ من أجلها .
النوع السادس : ألفاظ الأوامر التي مرادها الإباحة والإطلاق .


النوع السابع : إباحة بعض الشيء المزجور عنه لعلَّةٍ معلومة .
النوع الثامن : إباحة تأخير بعض الشيء المأمور به لعلَّةٍ معلومةٍ .
النوع التاسع : إباحة استعمال الشيء المزجور عنه الرجال دون النساء لعلَّةٍ معلومةٍ .
النوع العاشر : إباحة الشيء لأقوامٍ بأعيانهم من أجل علة معلومة لا يجوز لغيرهم استعمال مثله .
النوع الحادي عشر : الأشياء التي فعلها صلى الله عليه و سلم مباح للأئمة استعمال مثلها .
النوع الثاني عشر : الشيء الذي أُبِيحَ لبعض النساء استعماله في بعض الأحوال وحُظِر ذلك على سائر النساء والرجال جميعاً .
النوع الثالث عشر : لفظةُ زجرٍ عن فعل مرادها إباحة استعمال ضد الفعل المزجور عنه .
النوع الرابع عشر : الإباحات التي أُبيح استعمالها وتركها معاً خُيِّر المرء بين إتيانها واجتنابها جميعاً .
النوع الخامس عشر : إباحة تخيير المرء بين الشيء الذي يُباح له استعماله بعد شرائط تَقدَّمَتْهُ .
النوع السادس عشر : الإخبار عن الأشياء التي مُرادها الإباحة والإطلاق .


النوع السابع عشر : الأشياء التي أُبيحت ناسخة لأشياء حُظِرَت قبل ذلك .
النوع الثامن عشر : الشيء الذي نُهِي عنه لصفةٍ معلومة ثم أُبِيحَ استعمال ذلك الفعل بعينه بغير تلك الصفة .
النوع التاسع عشر : تَركُ النبي صلى الله عليه و سلم الأفعال التي تؤدِّي إلى إباحة تركها .
النوع العشرون : إباحة الشيء الذي هو محظور قليله وكثيره وقد أُبيح استعماله بعينه في بعض الأحوال إذا قَصَدَ مرتكبه فيه بنيَّتِه الخير دون الشر وإن كان ذلك الشيء محظوراً في كل الأحوال .
النوع الحادي والعشرون : الشيء الذي هو مباح لهذه الأمة وهو مُحرَّمٌ على النبي صلى الله عليه و سلم وعلى آله .
النوع الثاني والعشرون : الأفعال التي تؤدي إلى إباحة استعمال مثلها .
النوع الثالث والعشرون : ألفاظ إعلام مرادها الإباحة لأشياء سُئِلَ عنها .
النوع الرابع والعشرون : الشيء المفروض الذي أُبيح تركُه لقومٍ من أجل العذر الواقع في الحال .
النوع الخامس والعشرون : إباحة الشيء الذي أُبيح بلفظ السؤال عن شيء ثان .


النوع السادس والعشرون : الأمر بالشيء الذي مراده إباحة فعل مُتقدِّمٍ من أجله أُمِرَ بهذا الأمر .
النوع السابع والعشرون : الإخبار عن أشياء أنزل الله جل وعلا في الكتاب إباحتها .
النوع الثامن والعشرون : الإخبار عن أشياء سُئِلَ عنها فأجاب فيها بأجوبةٍ مرادها إباحة استعمال تلك الأشياء المسؤول عنها .
النوع التاسع والعشرون : إباحة الشيء الذي حُظِرَ من أجل علَّةٍ معلومةٍ يلزم في استعماله إحدى ثلاث خصال معلومة .
النوع الثلاثون : الشيء الذي سُئِلَ عن استعماله فأباح تركه بلفظه تعريض .
النوع الحادي والثلاثون : إباحة فعل عند وجود شرط معلوم مع حظره عند شرط ثان قد حُظِرَ مرة أخرى عند الشرط الأول الذي أُبيح ذلك عند وجوده فأبيح مرة أخرى عند وجود الشرط الذي حُظِرَ من أجله المرَّةَ الأولى .
النوع الثاني والثلاثون : الشيء الذي كان مباحاً في أول الإسلام ثم نُسِخَ بعد ذلك بحكم ثان .
النوع الثالث والثلاثون : ألفاظ استخبار عن أشياء مرادها إباحة استعمالها .


النوع الرابع والثلاثون : الأمر بالشيء الذي هو مقرون بشرط مراده الإباحة فمتى كان ذلك الشرط موجوداً كان الأمر الذي أُمِرَ به مباحاً ومتى عُدِمَ ذلك الشرط لم يكن استعمال ذلك الشيء مباحاً .
النوع الخامس والثلاثون : الشيء الذي فعله صلى الله عليه و سلم مرادُه الإباحة عند عدم ظهور شيء معلوم لم يَجُزِ استعمال مثله عند ظهوره كما جاز ذلك عند عدم الظهور .
النوع السادس والثلاثون : ألفاظُ إعلامٍ عند أشياء سُئِلَ عنه مرادها إباحة استعمال تلك الأشياء المسؤول عنها .
النوع السابع والثلاثون : إباحة الشيء بإطلاق اسم الواحد على الشيئين المختلفين إذا قُرِنَ بينهما في الذكر .
النوع الثامن والثلاثون : استصوابُه صلى الله عليه و سلم الأشياء التي سُئل عنها واستحسانه إياها يُؤدِّي ذلك إلى إباحة استعمالها .
النوع التاسع والثلاثون : إباحة الشيء بلفظ العموم وتخصيصه في أخبارٍ أُخَرَ .
النوع الأربعون : الأمر بالشيء الذي أُبيح استعماله على سبيل العموم لعلَّةٍ معلومةٍ قد يجوز استعمال ذلك الفعل عند عدم تلك العلة التي من أجلها أُبيح ما أُبيح .
النوع الحادي والأربعون : إباحة بعض الشيء الذي حُظِرَ على بعض المخاطبين عند عدم سبب معلوم فمتى كان ذلك السبب موجوداً كان


الزجر عن استعماله واجباً ومتى عُدِمَ ذلك السبب كان استعمال ذلك الفعل مباحاً .
النوع الثاني والأربعون : الأشياء التي أُبيحت من أشياء محظورة رُخِّصَ إتيانها ـ أو شيء منها ـ على شرائط معلومة للسعة والترخيص .
النوع الثالث والأربعون : الإباحة للشيء الذي أُبيح استعماله لبعض النساء دون الرجال لعلَّةٍ معلومةٍ .
النوع الرابع والأربعون : الأمر بالشيء الذي كان محظوراً على بعض المخاطبين ثم أُبيح استعماله لهم .
النوع الخامس والأربعون : إباحة أداء الشيء على غير النعت الذي أُمر به قبل ذلك لعلَّة تحدث .
النوع السادس والأربعون : إباحة الشيء المحظور بلفظ العموم عند سببٍ يحدُث .
النوع السابع والأربعون : إباحة تقديم الشيء المحصور وقتُه قبل مجيئه أو تأخيره عن وقته لعلَّة تحدث .
النوع الثامن والأربعون : إباحة ترك الشيء المأمور به عند القيام بأشياء مفروضةٍ غير ذلك الشيء الواحد المأمور به .
النوع التاسع والأربعون : لفظة زجر عن شيء مرادها تعقيب إباحة شيء ثان بعده .


النوع الخمسون : الأشياء التي شاهدها رسول الله صلى الله عليه و سلم أو فُعِلت في حياته فلم يُنكر على فاعليها تلك مباح للمسلمين استعمال مثلها(1) .

__________
(1) انظر (ص 125) .


( القسم الخامس من أقسام السنن
وهو أفعال النبي صلى الله عليه و سلم التي انفرد بها )
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ :
وأما أفعال النبي صلى الله عليه و سلم فإني تأمَّلت تفصيل أنواعها وتدبَّرت تقسيم أحوالها لئلا يتعذر على الفقهاء حفظها ولا يصعب على الحُفَّاظ وعيها فرأيتها على خمسين نوعاً .
النوع الأول : الفعل الذي فُرِضَ عليه صلى الله عليه و سلم مدة ثم جُعِلَ له ذلك نفلاً .
النوع الثاني : الأفعال التي فُرِضَت عليه وعلى أمته صلى الله عليه و سلم .
النوع الثالث : الأفعال التي فعلها صلى الله عليه و سلم يُستحب للأئمة الاقتداء به فيها .
النوع الرابع : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم يُستحب لأمته الاقتداء به فيها .
النوع الخامس : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم فعاتبه جل وعلا عليها .
النوع السادس : فعل فعله صلى الله عليه و سلم لم تقم الدلالة على أنه خُصَّ باستعماله دون أمته مباح لهم استعمال مثل ذلك الفعل لعدم وجود تخصيصه فيه .


النوع السابع : فعلٌ فعله صلى الله عليه و سلم مرة واحدة للتعليم ثم لم يَعُد فيه إلى أن قُبِضَ صلى الله عليه و سلم .
النوع الثامن : أفعال النبي صلى الله عليه و سلم التي أراد بها تعليم أمته .
النوع التاسع : أفعاله صلى الله عليه و سلم التي فعلها لأسباب موجودة وعلل معلومة .
النوع العاشر : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم تؤدي إلى إباحة استعمال مثلها .
النوع الحادي عشر : الأفعال التي اختلفتِ الصحابة في كيفيتها وتباينوا عنه في تفصيلها .
النوع الثاني عشر : الأدعية التي كان يدعو بها صلى الله عليه و سلم بها يستحب لأمته الاقتداء به فيها .
النوع الثالث عشر : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم قصد بها مخالفة المشركين وأهل الكتاب .
النوع الرابع عشر : الفعل الذي فعله صلى الله عليه و سلم ولا يُعلَمُ لذلك الفعل إلا علتان اثنتان كان مراده إحداهما دون الأخرى .
النوع الخامس عشر : نفي الصحابة بعض أفعال النبي صلى الله عليه و سلم التي أثبتها بعضهم .
النوع السادس عشر : فعلٌ فعله صلى الله عليه و سلم لحدوث سبب فلما زال السبب ترك ذلك الفعل .
النوع السابع عشر : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم والوحي ينزل فلما انقطع الوحي


بطل جواز استعمال مثلها .
النوع الثامن عشر : أفعاله صلى الله عليه و سلم تُفسِّرُ عن أوامره المجملة .
النوع التاسع عشر : فعلٌ فعله صلى الله عليه و سلم مدة ثم حَرُمَ بالنسخ عليه وعلى أمته ذلك الفعل .
النوع العشرون : فعله صلى الله عليه و سلم الشيء الذي يَنسَخُ الأمر الذي أُمِرَ به مع إباحته ترك الشيء المأمور به .
النوع الحادي والعشرون : فعلُه صلى الله عليه و سلم الشيء الذي نهى عنه مع إباحته ذلك الفعل المنهي عنه في خبر آخر .
النوع الثاني والعشرون : فعله صلى الله عليه و سلم الشيء نهى عنه مع تركه الإنكار على مرتكبه .
النوع الثالث والعشرون : الأفعالُ التي خُصَّ بها صلى الله عليه و سلم دون أُمَّتِه .
النوع الرابع والعشرون : تَركُه صلى الله عليه و سلم الفعل الذي نَسخَهُ استعماله ذلك الفعل نفسه لعلَّةٍ معلومةٍ .
النوع الخامس والعشرون : الأفعال التي تُخالفُ الأوامر التي أمر بها في الظاهر .
النوع السادس والعشرون : الأفعال التي تخالف النواهي في الظاهر دون أن يكون في الحقيقة بينهما خلافٌ .
النوع السابع والعشرون : الأفعال التي فعلها صلى الله عليه و سلم أراد بها الاستنان به فيها .


النوع الثامن والعشرون : تركُه صلى الله عليه و سلم الأفعال التي أراد بها تأديب أمته .
النوع التاسع والعشرون : تركه صلى الله عليه و سلم الأفعال مخافة أن تُفرض على أمته أو يَشُقَّ عليهم إتيانها .
النوع الثلاثون : تركه صلى الله عليه و سلم الأفعال التي أراد بها التعليم .
النوع الحادي والثلاثون : تركه صلى الله عليه و سلم الأفعال التي يُضادُّها استعماله مثلها .
النوع الثاني والثلاثون : تركه صلى الله عليه و سلم الأفعال التي تدلُّ على الزجر عن ضدها .
النوع الثالث والثلاثون : الأفعال المعجزة التي كان يفعلها صلى الله عليه و سلم أو فُعِلَت بعده التي هي من دلائل النبوة .
النوع الرابع والثلاثون : الأفعال التي فيها تضادٌّ وتهاتُرٌ في الظاهر وهي من اختلاف المباح من غير أن يكون بينهما تضادٌّ أو تهاتُرٌ .
النوع الخامس والثلاثون : الفعل الذي فعله صلى الله عليه و سلم لعلة معلومة فارتفعت العلة المعلومة وبقي ذلك الفعل فرضاً على أمته إلى يوم القيامة .
النوع السادس والثلاثون : قضاياه صلى الله عليه و سلم التي قضى بها في أشياء رُفِعَت إليه من أمور المسلمين .
النوع السابع والثلاثون : كِتْبَتُهُ صلى الله عليه و سلم الكتب إلى المواضع بما فيها من الأحكام والأوامر وهي ضرب من الأفعال .


النوع الثامن والثلاثون : فعلٌ فعله صلى الله عليه و سلم بأمته يجب على الأئمة الاقتداء به فيه إذا كانت العلة ـ التي هي من أجلها فعل صلى الله عليه و سلم ـ موجودة .
النوع التاسع والثلاثون : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم لم تذكر كيفيتها في نفس الخطاب لا يجوز استعمال مثلها إلا بتلك الكيفية التي هي مضمرة في نفس الخطاب .
النوع الأربعون : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم أراد بها المعاقبة على أفعالٍ مضت مُتقدِّمةً .
النوع الحادي والأربعون : فعل فعله صلى الله عليه و سلم من أجل علة موجودة خفي على أكثر الناس كيفية تلك العلة .
النوع الثاني والأربعون : الأشياء التي سُئل عنها صلى الله عليه و سلم فأجاب عنها بالأفعال .
النوع الثالث والأربعون : الأفعال التي رويت عنه مجملة تفسير تلك الجمل في أخبار أخر .
النوع الرابع والأربعون : الأفعال التي رويت عنه مختصرة ذِكرُ تَقصِّيها في أخبار أخر.
النوع الخامس والأربعون : أفعاله صلى الله عليه و سلم في إظهاره الإسلام وتبليغ الرسالة .
النوع السادس والأربعون : هجرته صلى الله عليه و سلم إلى المدينة وكيفية أحواله فيها .


النوع السابع والأربعون : أخلاق رسول الله صلى الله عليه و سلم وشمائله في أيامه ولياليه .
النوع الثامن والأربعون : علَّةُ رسول الله صلى الله عليه و سلم التي قُبِضَ بها وكيفية أحواله في تلك العلة .
النوع التاسع والأربعون : وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم وتكفينه ودفنه .
النوع الخمسون : وصف رسول الله صلى الله عليه و سلم وسِنُّهُ(1) .

__________
(1) انظر (ص 125) .


قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ :
فجميع أنواع السُّنن أربع مائة نوع ـ على حسب ما ذكرناها ـ .
ولو أردنا نزيد على هذه الأنواع التي نوَّعناها للسُّنن أنواعاً كثيرة لفعلنا وأنما اقتصرنا على هذه الأنواع دون ما وراءها ـ وإن تهيأ ذلك لو تكلَّفنا ـ لأنَّ قصدنا في تنويع السنن الكشف عن شيئين :
ـ أحدهما : خبر تنازع الأئمة فيه وفي تأويله .
ـ والآخر : عموم خطاب صَعُبَ على أكثر الناس الوقوف على معناه وأشكل عليهم بغية القصد منه فقصدنا إلى تقسيم السنن وأنواعها لنكشف عن هذه الأخبار ـ التي وصفناها ـ على حسب ما يُسهِّلُ الله ـ جل وعلا ـ ويُوفِّقُ القول فيه فيما بعد ـ إن شاء الله ـ .
وإنما بدأنا بتراجم أنواع السنن ـ في أول الكتاب ـ قَصدَ التسهيل منا على من رام الوقوف على كل حديث من كل نوع منها ولئلا يصعُب حفظ كل فصل من كل قسم عند البغية ولأن قصدنا في نظم السنن حذو تأليف القرآن لأن القرآن أُلِّفَ أجزاء فجعلنا السنن أقساماً بإزاء أجزاء القرآن .
ولما كانت الأجزاء من القرآن كل جزء منها يشتمل على سور جعلنا كل قسم من أقسام السنن يشتمل على أنواع فأنواع السنن بإزاء سور القرآن .


ولما كان كل سورة من القرآن تشتمل على آيٍ : جعلنا كل نوع من أنواع السنن يشتمل على أحاديث والأحاديث من السنن بإزاء الآي من القرآن .
فإذا وقف المرء على تفصيل ما ذكرنا وقَصَدَ قَصْدَ الحفظ لها سَهُلَ عليه ما يريد من ذلك كما يصعب عليه الوقوف على كل حديث منها إذا لم يقصِد قَصدَ الحفظ له .
ألا ترى أن المرء إذا كان عنده مصحف ـ وهو غير حافظ لكتاب الله ـ جل وعلا ـ فإذا أحب أن يعلم آية من القرآن ـ في أي موضع هي ـ : صَعُبَ عليه ذلك فإذا حفظه : صارت الآي كلها نَصْبَ عينيه .
وإذا كان عنده هذا الكتاب ـ وهو لا يحفظُه ولا يتدَّبر تقاسيمه وأنواعه ـ وأحب إخراج حديث منه صَعُبَ عليه ذلك فإذا رام حفظه أحاط عِلمُه بالكل حتى لا ينخرم منه حديث أصلاً .
وهذا هو الحيلة التي احتلنا ليحفظ الناس السنن ولئلا يُعرِّجُوا على الكِتْبَةِ والجمع إلا عند الحاجة دون الحفظ له أو العلم به


وأما شرطنا في نِقْلَةِ ما أودعناه كتابنا هذا من السنن فإنا لم نحتجَّ فيه إلا بحديث اجتمع في كل شيخ من رواته خمسة أشياء :
الأول : العدالة في الدين بالسَّتر الجميل .
والثاني : الصدق في الحديث بالشُّهرة فيه .
والثالث : العقل بما يُحدِّثُ من الحديث .
والرابع : العلم بما يُحيلُ من معاني ما يروي .
والخامس : المتعرَّى خبره عن التدليس .
فكل من اجتمع فيه هذه الخصال الخمس احتججنا بحديثه وبَنَيْنَا الكتاب على روايته وكل من تعرَّى عن خصلة من هذه الخصال الخمس لم نحتج به .
والعدالة في الإنسان هو أن يكون أكثر أحواله طاعة الله لأنا متى ما لم نجعل العدل إلا مَنْ لم يوجد منه معصية بحال أدَّانا ذلك إلى أن ليس في الدنيا عدل إذ الناس لا تخلو أحوالهم من ورود خلل الشيطان فيها بل العدل من كان ـ ظاهراً ـ أحواله طاعة الله .
والذي يخالف العدل من كان أكثر أحواله معصية الله .
وقد يكون العدل الذي يشهد له جيرانه وعدول بلده به وهو غير


صادق فيما يروي من الحديث لأن هذا شيء ليس يعرفه إلا من صناعته الحديث وليس كل مُعدِّل يعرف صناعة الحديث حتى يُعدِّلَ العدل على الحقيقة في الرواية والدين ـ معاً ـ .
والعقل بما يحدِّث من الحديث هو أن يعقل من اللغة بمقدار ما لا يزيل معاني الأخبار عن سننها ويعقل من صناعة الحديث ما لا يسندُ موقوفاً أو يرفع مرسلاً أو يُصحِّف اسماً .
والعلم بما يُحيلُ من معاني ما يروي هو أن يعلم من الفقه بمقدار ما إذا أدَّى خبراً أو رواه من حفظه أو اختصره لم يُحِلْهُ عن معناه الذي أطلقه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى معنى آخر .
والمتعري خبره عن التدليس هو أن كون الخبر عن مثل مَن وصفنا نعته بهذه الخصال الخمس فيرويه عن مثله سماعاً حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من ( إسبيجاب ) إلى ( الإسكندرية ) ولم نَروِ في كتابنا هذا إلا عن مئة وخمسين شيخاً ـ أقلَّ أو أكثر ـ .
ولعل مُعوَّلَ كتابنا هذا يكون على نحوٍ من عشرين شيخاً ممن أدَرْنا السُّنن عليهم واقتنعنا برواياتهم عن رواية غيرهم ـ على الشرائط التي وصفناها ـ .
وربما أَروي في هذا الكتاب وأحتجُّ بمشايخ قد قَدَحَ فيهم بعض أئمَّتِنا مثل سماك بن حرب وداود بن أبي هند ومحمد بن إسحاق بن يسار وحماد بن سلمة


وأبي بكر بن عياش وأضرابهم ممن تنكَّب عن رواياتهم بعض أئمتنا واحتج بهم البعض فمن صح عندي منهم ـ بالبراهين الواضحة وصحة الاعتبار على سبيل الدين ـ أنه ثقة احتججت به ولم أُعرج على قول من قدح فيه ومن صح عندي ـ بالدلائل النيرة والاعتبار الواضح على سبيل الدين ـ أنه غير عدل لم أحتج به وإن وثَّقَهُ بعض أئمتنا .
وإني سأُمثِّلُ واحداً منهم وأتكلم عليه ليستدرك به المرء من هو مثله :
كأنا جئنا إلى حماد بن سلمة فمثَّلناه وقلنا لمن ذَبَّ عمن ترك حديثه لِمَ استحق حماد بن سلمة ترك حديثه وكان ـ رحمه الله ـ ممن رحل وكتب وجمع وصنف وحفظ وذاكر ولَزِمَ الدين والورع الخفي والعبادة الدائمة والصلابة في السنة والطَّبقَ على أهل البدع ؟! .
ولم يَشُكَّ عوام البصرة أنهُ كان مُستجاب الدعوة ولم يكن بالبصرة في زمانه أحدٌ ـ ممن نُسِبَ إلى العلم ـ يُعَدُّ من البُدلاء غيره فمن اجتمع فيه هذه الخصال لِمَ استحقَّ مجانبةَ روايته ؟! .
فإن قال : لمخالفته الأقران فيما روى في الأحايين .
يقال له : وهل في الدنيا مُحدِّثٌ ثقة لم يخالف الأقران في بعض ما روى ؟! .


فإن استحق لإنسان مجانبة جميع ما روى بمخالفته الأقران في بعض ما يروي لاستحقَّ كل مُحدِّثٍ من الأئمة المرضيين أن يُترك حديثه لمخالفتهم أقرانهم في بعض ما رَوَوْا .
فإن قال كان حماد يُخطىءُ .
يقال له وفي الدنيا أحدٌ بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرى عن الخطإ .
ولو جاز ترك حديث من أخطأ لجاز ترك حديث الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المحدِّثين لأنهم لم يكونوا بمعصومين .
فإن قال حماد قد كَثُرَ خطؤُه .
قيل له إن الكثرة اسم يشتمل على معانٍ شتى ولا يستحق الإنسان ترك روايته حتى يكون منه من الخطإ ما يغلبُ صوابه فإذا فَحُشَ ذلك منه وغَلَبَ على صوابه استحق مجانبة روايته .
وأما من كَثُرَ خطؤه ولم يغلب على صوابه فهو مقبول الرواية فيما لم يخطىء فيه واستحق مجانبة ما أخطأ فيه ـ فقط ـ مثل شريك وهشيم وأبي بكر بن عياش وأضرابهم ـ كانوا يخطئون فيُكثرون فروى عنهم واحتج بهم في كتابه وحماد واحد من هؤلاء .
فإن قال كان حماد يُدلِّسُ .
يقال له فإن قتادة وأبا إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وابن جريج والأعمش والثوري وهشيماً كانوا يدلِّسون واحتججتَ بروايتهم .


فإن أوجب تدليس حماد في روايته تركَ حديثه أوجب تدليس هؤلاء الأئمة ترك حديثهم .
فإن قال يروي عن جماعة حديثاً واحداً بلفظٍ واحدٍ من غير أن يُميِّزَ بين ألفاظهم .
يقال له كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم والتابعون يُؤدُّون الأخبار على المعاني بألفاظ متباينة وكذلك كان حماد يفعل كان يسمع الحديث عن أيوب وهشام وبن عون ويونس وخالد وقتادة عن ابن سيرين فيتحرى المعنى ويجمع في اللفظ فإن أوجب ذلك منه تركَ حديثه أوجب ذلك تركَ حديث سعيد بن المسيب والحسن وعطاء وأمثالهم من التابعين لأنهم كانوا يفعلون ذلك .
بل الإنصاف في النَّقَلةِ الأخبار استعمال الاعتبار فيما رَوَوا .
وإني أُمَثِّلُ للاعتبار مثالاً يُستدرك به ما وراءه :
وكأنا جئنا إلى حماد بن سلمة فرأيناه روى خبراً عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم لم نجد ذلك الخبر عند غيره من أصحاب أيوب فالذي يَلزَمُنا فيه التوقف عن جرحه والاعتبار بما روى غيره من أقرانه فيجب أن نبدأ فننظر هذا الخبر هل رواه أصحاب حماد عنه أو رجل واحد منهم وحده ؟ فإن وُجِدَ أصحابه قد رَوَوهُ عُلِمَ أن هذا قد حدَّثَ به حمادٌ .


وإن وُجد ذلك من رواية ضعيف عنه أُلزِقَ ذلك بذلك الراوي دونه فمتى صَحَّ أنه روى عن أيوب ما لم يُتابع عليه يجب أن يُتوقَّفَ فيه ولا يُلزَقَ به الوهن بل يُنظَرُ هل روى أحد هذا الخبر من الثقات عن ابن سيرين غير أيوب ؟
فإن وُجِدَ ذلك عُلِمَ أن الخبر له أصل يُرجَعُ إليه وإن لم يوجد ما وصفنا نُظِرَ ـ حينئذٍ ـ هل روى أحد هذا الخبر عن أبي هريرة غير ابن سيرين من الثقات ؟
فإن وُجِدَ ذلك عُلِمَ أن الخبر له أصل وإن لم يوجد ما قلنا نُظِرَ هل روى أحد هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم غير أبي هريرة ؟
فإن وجد ذلك صح أن الخبر له أصل ومتى عُدِمَ ذلك ـ والخبر نفسه يخالف الأصول الثلاثة ـ عُلِمَ أن الخبر موضوع لا شك فيه وأن ناقله الذي تفرد به هو الذي وضعه .
هذا حكم الاعتبار بين النَّقَلةِ في الروايات وقد اعتبرنا حديث شيخ شيخٍ على ما وصفنا من الاعتبار على سبيل الدين فمن صحَّ عندنا منهم أنه عدل احتججنا به وقبلنا ما رواه وأدخلناه في كتابنا هذا ومن صح عندنا أنه غير عدل بالاعتبار الذي وصفناه لم نحتج به وأدخلناه في كتاب (( المجروحين )) من المحدِّثين بأحد أسباب الجرح لأن الجرح في المجروحين على عشرين نوعاً ذكرناها بفصولها في أول كتاب (( المجروحين )) بما أرجو الغنية فيها للمتأمل ـ إذا تأمَّلها ـ فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب .


فأما الأخبار فإنها ـ كلها ـ أخبار آحاد لأنه ليس يوجد عن النبي صلى الله عليه و سلم خبر من رواية عدلين روى أحدهما عن عدلين وكل واحد منهما عن عدلين حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما استحال هذا وبطل ثبت أن الأخبار ـ كلها ـ أخبار الآحاد وأن من تنكَّب عن قبول أخبار الآحاد فقد عمد إلى ترك السنن كلها لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد .
وأما قبول الرفع في الأخبار فإنا نقبل ذلك عن كل شيخ اجتمع فيه الخصال الخمس التي ذكرتها فإن أَرسل عدل خبراً وأسنده عدل آخر قبلنا خبر من أسند لأنه أتى بزيادة حَفِظَها ما لم يحفظ غيره ممن هو مثله في الإتقان فإن أرسله عدلان وأسنده عدلان قُبِلَت رواية العدلين اللذين أسنداه على الشرط الأول .
وهكذا الحكم فيه ـ كَثُرَ العدد فيه أو قلَّ ـ فإن أرسله خمسة من العدول وأسنده عدلان نَظَرْتَ ـ حينئذٍ ـ إلى من فوقه بالاعتبار وحكمتَ لمن يجب كأنا جئنا إلى خبر رواه نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم اتفق مالك وعبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد وعبد الله بن عون وأيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر ورفعوه وأرسله أيوب بن موسى وإسماعيل بن أمية وهؤلاء كلهم ثقات أو أَسند هذان وأرسل أولئك اعتبرت فوق نافع هل روى هذا الخبر عن ابن عمر أحد من الثقات غير نافع مرفوعاً أو من فوقه ـ على حسب ما وصفنا ـ ؟ .
فإذا وجد قبلنا خبر من أتى بالزيادة في روايته ـ على حسب ما وصفنا ـ .


وفي الجملة يجب أن يعتبر العدالة في نَقَلَةِ الأخبار فإذا صحت العدالة في واحد منهم قُبِلَ منه ما روى من المسند ـ وإن أوقفه غيره ـ والمرفوع ـ وإن أرسله غيره من الثقات ـ إذ العدالة لا توجب غيره فيكون الإرسال والرفع عن ثقتين مقبولين والمسند والموقوف عن عدلين يقبلان ـ على الشرط الذي وصفناه ـ .
وأما زيادة الألفاظ في الروايات فإنا لا نقبل شيئاً منها إلا عن مَن كان الغالب عليه الفقه حتى يعلم أنه كان يروي الشيء ويَعلمُه حتى لا يشكَّ فيه أنه أزاله عن سننه أو غيَّره عن معناه أم لا ؟ لأن أصحاب الحديث الغالب عليهم حفظ الأسامي والأسانيد دون المتون والفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وأحكامها وأداؤها بالمعنى دون حفظ الأسانيد وأسماء المحدِّثين فإذا رَفَعَ مُحدِّثٌ خبراً وكان الغالب عليه الفقه لم أقبل رفعَه إلا من كتابه لأنه لا يعلم المسند من المرسل ولا الموقوف من المنقطع وإنما هِمَّتُه إحكام المتن فقط .
وكذلك لا أقبل عن صاحب حديث حافظ متقن أتى بزيادة لفظةٍ في الخبر لأن الغالب عليه إحكام إحكام الإسناد وحفظ الأسامي والإغضاء عن المتون وما فيها من الألفاظ إلا من كتابه هذا هو الاحتياط في قبول الزيادات في الألفاظ


وأما المنتحلون المذاهب من الرواة ـ مثل الإرجاء والترفُّض وما أشبههما ـ فإنا نحتج بأخبارهم إذا كانوا ثقات ـ على الشرط الذي وصفناه ـ ونَكِلُ مذاهبهم وما تقلدوه ـ فيما بينهم وبين خالقهم ـ إلى الله ـ جل وعلا ـ إلا أن يكونوا دعاة إلى ما انتحلوا فإن الداعي إلى مذهبه والذابَّ عنه ـ حتى يصير إماماً فيه ـ وإن كان ثقة ثم روينا عنه ـ جعلنا للأتباع لمذهبه طريقاً وسوَّغنا للمتعلم الاعتماد عليه وعلى قوله فالاحتياط ترك رواية الأئمة الدعاة منهم والاحتجاج بالرواة الثقات منهم على حسب ما وصفناه .
ولو عمدنا إلى ترك حديث الأعمش وأبي إسحاق وعبد الملك بن عمير وأضرابهم ـ لما انتحلوا ـ وإلى قتادة وسعيد بن أبي عروبة وابن أبي ذئب وأسنانِهم ـ لما تقلدوا ـ وإلى عمر بن ذَرٍّ وإبراهيم التَّيْميِّ ومسعر بن كدام ـ لما اختاروا ـ فتركنا حدثهم لمذاهبهم لكان ذلك ذريعة إلى ترك السنن كلها حتى لا يحصل في أيدينا من السنن إلا الشيء اليسير .
وإذا استعملنا ما وصفنا أعنا على دحض السنن وطمسها بل الاحتياط في قبول رواياتهم الأصل الذي وصفناه دون رفض ما رَوَوْهُ جملة .
وأما المختلطون في أواخر أعمارهم ـ مثل الجريري وسعيد بن أبي عروبة وأشباههما ـ فإنا نروي عنهم في كتابنا ـ هذا ـ ونحتج بما رووا إلا إنا لا نعتمد من حديثهم إلا ما روى عنهم الثقات من القدماء الذين نعلم أنهم سمعوا منهم قبل اختلاطهم وما وافقوا الثقات في الروايات التي لا نشك في صحتها وثبوتها من جهة أخرى لأن حكمهم ـ وإن اختلطوا في أواخر


أعمارهم وحُمِلَ عنهم في اختلاطهم بعد تقدم عدالتهم ـ حكمُ الثقة إذا أخطأ أن الواجب ترك خَطَئِهِ إذا عُلِمَ , والاحتجاج بما نعلم أنه لم يخطىء فيه .
وكذلك حكم هؤلاء الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات وما انفردوا مما روى عنهم القدماء من الثقات الذين كان سماعهم منهم قبل الاختلاط سواء .
وأما المدلسون الذين هم ثقات وعدول فإنا لا نحتج بأخبارهم إلا ما بينوا السماع فيما رووا ـ مثل الثوري والأعمش وأبي إسحاق وأضرابهم من الأئمة المُتَّقين وأهل الورع في الدين ـ لأنا متى قبلنا خبر مدلس لم يُبيِّنِ السماع فيه ـ وإن كان ثقة ـ لَزِمَنا قبول المقاطيع والمراسيل كلها لأنه لا يدري لعل هذا المدلس دَلَّسَ هذا الخبر عن ضعيف يَهِي الخبر بذكره إذا عُرِفَ اللهم إلا أن يكون المدلس يعلم أنه ما دلَّس ـ قط ـ إلا عن ثقة فإذا كان كذلك قُبِلَتْ روايته وإن لم يبين السماع .
وهذا ليس في الدنيا إلا سفيان بن عيينة وحده فإنه كان يُدلِّسُ ولا يُدلِّسُ إلا عن ثقة متقن ولا يكاد يوجد لسفيان بن عيينة خبر دلس فيه إلا وجد الخبر بعينه قد بين سماعه عن ثقة مثلِ نفسه .
والحكم في قبول روايته لهذه العلة ـ وإن لم يبيِّن السماع فيها ـ كالحكم في رواية ابن عباس إذا روى عن النبي صلى الله عليه و سلم ما لم يسمع منه وإنما قبلنا أخبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ما رووها عن النبي صلى الله عليه و سلم ـ وإن لم يُبيِّنُوا السماع في كل ما رووا ـ .


وبيقين نعلم أن أحدهم ربما سمع الخبر عن صحابي آخر ورواه عن النبي صلى الله عليه و سلم من غير ذكر ذلك الذي سمعه منه لنهم ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ كلهم أئمة سادة قادة عدول نَزَّهَ الله ـ عز و جل ـ أقدار أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أن يَلزَق بهم الوهن .
وفي قوله صلى الله عليه و سلم :(( ألا ليُبلِّغِ الشاهد منكم الغائب )) أعظم الدليل على أن الصحابة ـ كلهم ـ عدول ليس فيهم مجروح ولا ضعيف إذ لو كان فيهم مجروح أو ضعيف أو كان فيهم أحد غير مجروح ولا ضعيف لاستثنى في قوله صلى الله عليه و سلم وقال : (( ألا لِيُبلِّغ فلان وفلان منكم الغائب )) فلما أجملهم في الذكر بالأمر بالتبليغ من بعدهم دل ذلك على أنهم ـ كلهم ـ عدول وكفى بمن عدَّلَهُ رسول الله صلى الله عليه و سلم شرفاً .
فإذا صحَّ ـ عندي ـ خبر من رواية مُدلِّسِ أنه بَيَّنَ السماع فيه لا أبالي أن أذكُرَه من غير بيان السماع في خبره ـ بعد صِحَّتِه عندي من طريق آخر ـ .
وإنا نملي ـ بعد هذا التقسيم وذكر الأنواع ـ وصف شرائط الكتاب قِسماً قِسماً ونوعاً نوعاً بما فيه من الحديث على الشرائط التي وصفناها في نقلها من غير وجود قطعٍ في سندها ولا ثُبُوت جرح في ناقليها ـ إن قضى الله ذلك وشاءه ـ وأتنكَّب عن ذكر المعاد فيه إلا في موضعين إما لزيادة لفظة لا أجد منها بُدًّا أو للاستشهاد به على معنى في خبر ثان .
فأما في غير هاتين الحالتين فإني أتنكَّب ذكر المعاد في هذا الكتاب .


جعلنا الله ممن أسبل عليه جلابيب الستر في الدنيا واتصل ذلك بالعفو عن جناياته في العُقبى إنه الفعَّال لما يريد .
انتهى كلام الشيخ ـ رحمه الله ـ في الخطبة :
ثم قال ـ في آخر القسم الأول ـ(1) :
فهذا آخر جوامع أنواع الأمر عن المصطفى صلى الله عليه و سلم ذكرناها بفصولها وأنواع تقاسيمها وقد بقي من الأوامر أحاديث بدَّدناها في سائر الأقسام لأن تلك المواضع بها أشبه كما بدَّدنا منها في الأوامر للبُغية في القصد فيها .
وإنما نملي بعد هذا القسم الثاني ـ الذي هو النواهي ـ بتفصيلها وتقسيمها على حسب ما أملينا الأوامر ـ إن قضى الله ذلك وشاءه ـ .
جعلنا الله ممن أغضى في الحكم في دين الله عن أهواء المتكلِّفين ولم يُعرِّج في النوازل على آراء المقلِّدين من الأهواء المعكوسة والآراء المنحوسة إنه خير مسؤول .
وقال ـ في آخر القسم الثاني ـ(2) :
فهذا آخر جوامع أنواع النواهي عن المصطفى صلى الله عليه و سلم فصَّلناها بفصولها ليُعرف تفصيل الخطاب من المصطفى صلى الله عليه و سلم لأمته وقد بقي من النواهي

__________
(1) انظر (ص 70) .
(2) انظر (ص 86) .


أحاديث كثيرة بدَّدناها في سائر الأقسام كما بدَّدنا في النواحي سواء على حسب ما أصَّلنا الكتاب عليه .
وإنما نملي بعد هذا القسم الثالث من أقسام السنن الذي هو إخبار المصطفى صلى الله عليه و سلم عما احتيج إلى معرفتها ـ بفصولها فصلاً , فصلاً ـ إنِ الله يسر ذلك وسهله ـ .
جعلنا الله من المتَّبعين للسنن كيف ما دارت والمتباعدين عن الأهواء حيث ما مالت إنه خير مسؤول وأفضل مأمول .
وقال ـ في آخر القسم الثالث ـ(1) :
فهذا آخر أنواع الإخبار عما احتيج إلى معرفتها من السنن قد أمليناها وقد بقي من هذا القسم أحاديث كثيرة بدَّدناها في سائر الأقسام كما بدَّدنا منها في هذا القسم للاستشهاد على الجمع بين خبرين متضادين في الظاهر والكشف عن معنى شيء تعلَّق به بعض من لم يحكم صناعة العلم فأحال السنَّةّ عن معناها التي أطلقها المصطفى صلى الله عليه و سلم .
وإنا نملي بعد هذا القسم الرابع من أقسام السنن الذي هو الإباحات التي أُبيح ارتكابها ـ إن الله قضى بذلك وشاء ـ .
جعلنا الله ممن آثر المصطفى صلى الله عليه و سلم على غيره من أمته وانخضع لقبول ما ورد عليه من سُنَّتِه بترك ما يشتمل عليه القلب من اللذات وتحتوي عليه

__________
(1) انظر (ص 96) .


النفس من الشهوات من المحدَثات الفاضحة والمخترعات الداحضة إنه خير مسؤول .
وقال ـ في القسم الرابع ـ(1) :
فهذا آخر جوامع الإباحات عن المصطفى صلى الله عليه و سلم أمليناها بفصولها وقد بقي من هذا القسم أحاديث بددناها في سائر الأقسام كما بددنا منها في هذا القسم على ما أصلَّنا الكتاب عليه وإنما نملي ـ بعد هذا ـ القسم الخامس من أقسام السنن التي هي أفعال النبي صلى الله عليه و سلم بفصولها وأنواعها ـ إن الله قضى ذلك وشاءه ـ .
جعلنا الله ممن هُدي لسُبُل الرشاد ووُفِّق لسلوك السداد ـ في جمعٍ وتشمر ـ في جمع السنن والأخبار وتفقَّه في صحيح الآثار وآثر ما يُقَرِّبُ إلى الباري ـ جل وعلا ـ من الأعمال على ما يباعد عنه في الأحوال إنه خير مسؤول .
ثم قال ـ في آخر الكتاب ـ(2) :
فهذا آخر أنواع السنن قد فصَّلناها على حسب ما أصَّلنا الكتاب عليه من تقاسيمها وليس في الأنواع التي ذكرناها ـ من أول الكتاب إلى آخره ـ نوع يُستقصى لأنا لو ذكرنا كل نوع بما فيه من السنن لصار الكتاب أكثرُه معاداً لأن كل نوع منها يدخل جوامِعُهُ في سائر الأنواع فاقتصرنا على ذكر

__________
(1) انظر (ص 103) .
(2) انظر (ص 109) .


الأنمى من كل نوع لنستدرك به ما وراءه منها وكشفنا عمَّا أشكل من ألفاظها وفصلنا عما يجب أن يُوقف على معانيها على حَسْبِ ما سهَّل الله ويسَّرَه وله الحمد على ذلك .
وقد تركنا من الأخبار المروية أخباراً كثيرة من أجل ناقليها وإن كانت تلك الأخبار مشاهير تداوَلَها الناس فمن أحبَّ الوقوف على السبب الذي من أجله تركتها نظر في كتاب (( المجروحين من المحدثين )) ـ من كتبنا ـ يجد فيه التفصيل لكل شيخ تركنا حديثه ما يشفي صدره وينفي الريب عن خلده إن وفقه الله جل وعلا لذلك وطلب سلوك الصواب فيه دون متابعة النفس لشهواتها ومساعدته إياها في لذاتها .
وقد احتججنا في كتابنا هذا بجماعة قد قَدَحَ فيهم بعض أئمتنا فمن أحب الوقوف على تفصيل أسمائهم فلينظر في الكتاب المختصر من (( تاريخ الثقات )) يجد فيه الأصول التي بنينا ذلك الكتاب عليها حتى لا يُعرِّجَ على قدح قادح في محدِّث على الإطلاق من غير كشفٍ عن حقيقته .
وقد تركنا من الأخبار المشاهير ـ التي نقلها عدول ثقات ـ لعللٍ تبين لنا منها الخفاء على عالم من الناس جوامعها .
وإنما نملي ـ بعد هذا ـ علل الأخبار ونذكر كل مَروِيٍّ صحَّ ـ أو لم يَصِحَّ ـ بما فيه من العلل إن يسر الله ذلك وسهَّلَهُ .
جعلنا الله ممن سلك مسالك أولي النهى في أسباب الأعمال دون التعرج على الأوصاف والأقوال فارتقى على سلالم أهل الولايات


بالطاعات والانقلاع بكل الكل عن المزجورات حتى تفضَّل عليه بقبول ما يأتي من الحسنات و التجاوز عما يُرتَكَبُ من الحوبات إنه خير مسؤول وأفضلُ مأمول .
انتهى كلامه أولاً وآخراً ـ رحمه الله بمنِّه وكرمه ـ .


[ الفصل الثالث ](1)
قال العبد الضعيف جامع شمل هذا التأليف :
قد رأيتُ أن أُنبِّهَ ـ في أول هذا الكتاب ـ على ما فيه من الكتب والفصول في الأبواب(2) ؛لفائدته وتوفيراً لعائدته .
والله المسؤول أن يجعله خالصاً لذاته وفي ابتغاء مرضاته ـ وهو حسبي ونعم الوكيل ـ :
1ـ [ المقدمة ]
1 ـ باب ما جاء في الابتداء بحمد الله ـ تعالى ـ . 2 ـ باب الاعتصام بالسنَّة وما يتعلق بها ـ نقلاً وأمراً وزجراً ـ . [ 3 ـ فصل . 4 ـ فصل . ] .
2 ـ كتاب الوحي
3 ـ كتاب الإسراء
__________
(1) انظر التنبيه المتقدم (ص 44) . ( الناشر ) .
(2) وقد جاء في هذا الفهرس ـ هنا ـ شيءٌ من الاختصار والتصرُّف ـ والتقديم و التأخير ـ لبعض أسماء الكتب والأبواب والفصول :
فما لم يكن مؤثراً ـ من الاختصار والتصرُّف ـ لم نُشر إليه .
وأمَّا مواضع النقص , أو التغيير المؤثر : فقد بيّناها وأشرنا إليها .
وما بين معقوفين ـ هنا ـ هو من زياداتنا بناءً على المُثْبَت في الكتاب . ( الناشر ) .


4 ـ كتاب العلم
[ 1 ـ باب الزجر عن كِتبة المرء السنن ؛ مخافة أن يتّكل عليها ـ دون الحفظ لها ـ . ] .
5 ـ كتاب الإيمان
1 ـ الفطرة . 2 ـ التكليف . 3 ـ فضل الإيمان . 4 ـ فرض الإيمان . 5 ـ صفات المؤمنين . [ 6 ـ فصل ] . 7 ـ الشرك [ و ] النفاق .
6 ـ كتاب [ البِرّ و ] الإحسان
1 ـ باب الصدق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . 2 ـ الطاعات وثوابها . [ 3 ـ فصل ] . 4 ـ الإخلاص وأعمال السر . 5 ـ حق الوالدين . 6 ـ صلة الرحم وقطعها . 7 ـ الرحمة . 8 ـ حسن الخُلُق . 9 ـ العفو . 10 ـ إطعام الطعام وإفشاء السلام . 11 ـ الجار . 12 ـ فصل من البر والإحسان . 13 ـ الرِّفقُ . 14 ـ الصحبة والمجالسة . 15 ـ الجلوس على الطريق . 16 ـ فصل في تشميت العاطس . 17 ـ العزلة .
7 ـ كتاب الرقائق
[1 ـ باب الحياء ] . 2 ـ التوبة . 3 ـ حسنُ الظنِّ بالله ـ تعالى ـ . 4 ـ الخوف والتقوى . 5 ـ الفقر والزهد والقناعة . 6 ـ الورع والتوكل . 7 ـ القرآن وتلاوته المطلقة . 8 ـ الأذكار المطلقة . 9 ـ الأدعية المطلقة . 10 ـ الاستعاذة .


8 ـ كتاب الطهارة
الفطرة بمعنى السُنَّةِ(1) . 1 ـ فضل الوضوء . 2 ـ فرض الوضوء . 3 ـ سنن الوضوء . 4 ـ نواقض الوضوء . 5 ـ الغُسلُ . 6 ـ قَدرُ ماءِ الغُسلِ . 7 ـ أحكام الجُنُبِ . 8 ـ غُسْلُ الجمعة . 9 ـ غسل الكافر إذا أسلم . 10 ـ المياه . 11 ـ الوضوء بفضل وضوء المرأة . 12 ـ الماء المستعمل . 13 ـ الأوعية . [14 ـ جلود الميتة ] . 15 ـ الأسأر . 16 ـ التيمم .17 ـ المسح على الخفين ـ وغيرهما ـ . 18 ـ الحيض والاستحاضة . 19 ـ النجاسة وتطهيرها . [20 ـ تطهير النجاسة ] . 21 ـ الاستطابة .
9 ـ كتاب الصلاة
1 ـ فرض الصلاة . 2 ـ الوعيد على ترك الصلاة . 3 ـ مواقيت الصلاة . 4 ـ الأوقات المنهى عنها . 5 ـ الجمع بين الصلاتين . 6 ـ المساجد . 7 ـ الأذان . 8 ـ شروط الصلاة . 9 ـ فضل الصلوات الخمس . 10 ـ صفة الصلاة . 11 ـ القنوت . 12 ـ الإمامة والجماعة . [13 ـ فصل في فضل الجماعة ] . 14 ـ فرض الجماعة , [ و ] الأعذار التي تُبيح تركها . 15 ـ فرض متابعة الامام ., [16 ـ باب الحدث في الصلاة ] . 17 ـ ما يُكرَهُ للمصلي , وما لا يكره . 18 ـ إعادة الصلاة . 19 ـ الوتر . 20 ـ النوافل . 21 ـ الصلاة على الدابة . 22 ـ صلاة الضحى . 23 ـ التراويح 24 ـ قيام الليل . 25 ـ قضاء الفوائت .

__________
(1) هذه الجملة موجودة في الطبعتين , وكذا طبعة الشيخ شاكر ؛ ولم نَرَ لها أصلاًً في هذا الموضع من الكتاب ـ و لا غيره ـ . ( الناشر ) .


26 ـ سجود السهو . [27 ـ فصل في سفر المرأة ] . 28 ـ المسافر صلاة السفر . 29 ـ سجود التلاوة . 30 ـ صلاة الجمعة . 31 ـ صلاة العيدين . 32 ـ صلاة الكسوف . 33 ـ صلاة الاستسقاء . 34 ـ صلاة الخوف .
[10 ـ كتاب ] الجنائز(1)
1 ـ عيادة المريض . 2 ـ الصبر وثواب الأمراض والأعراض . 3 ـ أعمار هذه الأمة . 4 ـ ذكر الموت . 5 ـ الأمل . 6 ـ تمني الموت . 7 ـ المحتضر . 8 ـ فصل في الموت وما يتعلق به ؛ من راحة المؤمن وبُشراهُ وروحه وعمله والثناء عليه . 9 ـ الغسل . 10 ـ التكفين . 11 ـ ما يقول الميت عند حمله . 12 ـ القيام للجنازة . 13 ـ الصلاة على الجنازة . 14 ـ الدفن . 15 ـ أحوال الميت في قبره . 16 ـ النياحة ونحوها . 17 ـ القبور . 18 ـ زيارة القبور . 19 ـ الشهيد .
[ 9 ـ تتمّة كتاب الصلاة ](2)
35 ـ الصلاة في الكعبة
11ـ كتاب الزكاة
1ـ جمع المال من حِلِّهِ ـ وما يتعلق بذلك ـ . 2 ـ الحرص وما يتعلق به .

__________
(1) هذا الكتاب وقع ـ في مقدمة الطبعتين , وطبعة شاكر ـ هنا ـ باباً ضمن أبواب كتاب الصلاة !
وقد صححناه حسب ما يقتضيه تقسيم المؤلف وترتيبه ـ في الكتاب نفسِهِ ـ . ( الناشر ) .
(2) وقد سقطت ـ أيضاً ـ من ( الأصل ) أثناء الكتاب ـ . ( الناشر ) .


3 ـ فضل الزكاة . 4 ـ الوعيد لمانع الزكاة . 5 ـ فرض الزكاة . 6 ـ العُشر . 7 ـ مصارف الزكاة . 8 ـ صدقة الفطر . 9 ـ صدقة التطوع . 10 ـ فصل في أشياء لها حُكمُ الصدقة . 11 ـ المَنَّانُ . 12 ـ المسألة والأخذ , وما يتعلق به من المكافأة والثناء والشكر .
12 ـ كتاب الصوم
1 ـ فضلُ الصوم . 2 ـ فضل رمضان . 3 ـ رؤية الهلال . 4 ـ السحور . 5 ـ آداب الصوم . 6 ـ صوم الجُنُبِ . 7 ـ الإفطار وتعجيله . 8 ـ قضاء رمضان . 9 ـ الكفَّارة . 10 ـ حجامة الصائم . 11 ـ قُبْلَةُ الصائم . 12 ـ صوم المسافر . 13 ـ الصيام عن الغير . 14 ـ الصوم المنهي عنه 15 ـ صوم الوصال . 16 ـ صوم الدهر . 17 ـ صوم يوم الشك . 18 ـ صوم العيد . 19 ـ صوم أيام التشريق . 20 ـ صوم عرفة . 21 ـ صوم الجمعة . 22 ـ صوم السبت . 23 ـ صوم التطوع . 24 ـ الاعتكاف وليلة القدر .
13 ـ كتاب الحج
1 ـ فضل الحج والعمرة . 2 ـ فرض الحج . 3 ـ فضل مكة . 4 ـ فضل المدينة . 5 ـ مقدمات الحج . 6 ـ مواقيت الحج . 7 ـ الإحرام . 8 ـ دخول مكة وما يَفعل فيها . 9 ـ الصفا والمروة . 10 ـ الخروج من مكة إلى منى . 11 ـ الوقوف بعرفة والمزدلفة والدفع منهما . 12 ـ رمي جمرة العقبة . 13 ـ الحلق والذبح . 14 ـ الإفاضة من منى لطواف الزيارة . 15 ـ رمي الجمار أيام منى . 16 ـ الإفاضة من منى للصدر . 17 ـ القِران . 18 ـ التمتع .


19 ـ حجة النبي صلى الله عليه و سلم , اعتماره صلى الله عليه و سلم ما يباح للمحرم وما لا يُباح . 20 ـ الكفارة . 21 ـ الحج والاعتمار عن الغير . 22 ـ الإحصار . 23 ـ الهدي .
14 ـ كتاب النكاح وآدابه
1 ـ الولي . 2 ـ الصَّداق . 3 ـ ثبوت النسب والقائف . 4 ـ حرمة المناكحة . 5 ـ المتعة . [6ـ الشِّغار . 7 ـ نكاح الكفار ] . نكاح الإماء(1) . 8 ـ معاشرة الزوجين . 9 ـ العزل . 10 ـ الغيلة . 11 ـ النهي عن اتيان النساء في أعجازهن . 12 ـ القَسْمُ .
15 ـ [ كتاب ] الرضاع
1 ـ النفقة .
16 ـ كتاب الطلاق
1 ـ الرجعة . 2 ـ الإيلاء . 3 ـ الظِّهار . 4 ـ الخلع . 5 ـ اللِّعان . 6 ـ العِدَّة . 7 ـ فصل في إحداد المُعتدّة . 8 ـ باب العِدَد ] .
17 ـ كتاب العِتق
1 ـ صحبة المماليك . 2 ـ [ باب عتق [ العبد ] المتزوج قبل زوجته ] . 3 ـ إعتاق الشريك . 4 ـ العتق في المرض . 5 ـ الكتابة . 6 ـ أُمُّ الولد . 7 ـ الولاء .
18 ـ كتابُ الأَيْمان

__________
(1) هذا الباب غير موجود في الكتاب ـ كلّه ـ .
وموجود مكانه ـ هنا ـ ما جعلناه بين معقوفين ـ قبله ـ . ( الناشر ) .


19 ـ [ كتاب ] النذور
20 ـ كتاب الحدود
1 ـ الزنى وحَدَّه 2 ـ حدُّ الشرب . 3 ـ [ حدّ القذف ] . 4 ـ التعزير . 5 ـ السرقة . 6 ـ [ باب قطع الطريق ] . 7 ـ الردة .
21ـ كتاب السِّيَر
1 ـ الخلافة والإمارة . 2 ـ بيعة الأئمة وما يُستحبُّ لهم . 3 ـ طاعة الأئمة . 4 ـ فضل الجهاد . 5 ـ فضل النفقة في سبيل الله . 6 ـ فضل الشهادة . 7 ـ الخيل . 8 ـ الحِمَى . 9 ـ السَّبقُ . 10 ـ الرَّمي . 11 ـ التقليد , والجرسُ . كُتُبُ النبي صلى الله عليه و سلم(1) . 12 ـ فرض الجهاد . 13 ـ الخروج وكيفية الجهاد . ـ غزوة بدر . 14 ـ الغنائم وقِسمتُها . 15 ـ الغلُولُ . 16 ـ الفداء وفك الأسرى . 17 ـ الهجرة . 18 ـ الموادعة والمهادنة . 19 ـ الرسول . 20 ـ الذِّميُّ والجزية
22 ـ كتاب اللقطة
23 ـ كتاب الوقف
24 ـ كتاب البيوع
1 ـ السَّلَمُ . 2 ـ [ خيار العيب ] . 3 ـ بيع المُدَبَّر . 4 ـ [ التسعير

__________
(1) هذا الباب غير موجود في هذا الموضع من الكتاب .
نعم ؛ هو موجود في 59 ـ كتاب التاريخ / باب 7 ـ ممّا سيأتي ـ . ( الناشر ) .


والاحتكار ] . 5 ـ البيوع المنهي عنها .6 ـ الرِّبا .7 ـ الإقالة . 8 ـ الجائحة . 9 ـ المفلس . 10 ـ الديون .
25(1) ـ كتاب الحَجْر
26 ـ كتاب(2) الحوالة
27 ـ كتاب [ الكفالة ]
28 ـ كتاب القضاء
1 ـ الرِّشوةُ .
29 ـ كتاب الشهادات
30 ـ كتاب الدعوى
1 ـ الاستحلاف . 2 ـ عقوبة الماطل .
31 ـ كتاب الصُّلْح(3)

__________
(1) اختلف ترقيم الكتب في ( طبعة المؤسسة ) من هنا إلى بداية كتاب الأطعمة ! مبتدئاً إياه برقم (11) !! ثم رجع الترقيم إلى الصواب . ( الناشر ) .
(2) وقع في ( طبعة المؤسسة ) بلفظ : ( باب الحوالة ) , وهو على الصواب في ( الأصل ) ؛ وقد صحّحناه بناءً على ما فيه , وما في هذا الفهرس . ( الناشر ) .
(3) وقع في ( طبعة المؤسسة) بلفظ : ( باب الصُّلح ) , وهو على الصواب في ( الأصل ) ؛ وقد صححناه بناءً على ما فيه , وما في هذا الفهرس . ( الناشر ) .


32 ـ كتاب العاريَّة
33 ـ كتاب الهِبَة
1 ـ الرُّجوع في الهبة
34 ـ كتاب الرقبى والعمرى
35 ـ كتاب الإجارة
36 ـ كتاب الغَصْب
37 ـ كتاب الشُّفْعَة
38 ـ كتاب المزارعة
39 ـ كتاب إحياء الموات
40 ـ كتاب الأطعمة
1 ـ آداب الأكل . 2 ـ ما يجوز أكله وما لا يجوز . 3 ـ الضيافة . 4 ـ العقيقةُ .
41 ـ كتاب الأشربة
1 ـ آداب الشرب . 2 ـ ما يَحِلُّ شربه .
42 ـ كتاب اللباس وآدابه
43 ـ الزينة
1 ـ آداب النوم .


44 ـ كتاب الحظر والإباحة
وفيه : 1 ـ فصل في التعذيب . 2 ـ المُثلة(1) . 3 ـ وفصل فيما يتعلق بالدواب . 4 ـ باب قتل الحيوان . 5 ـ باب ما جاء في التباغض والتحاسد والتدابر والتشاحن والتهاجر بين المسلمين . 6 ـ باب التواضع والتكبر والعُجْبِ . 7 ـ والاستماع المكروه وسوء الظن والغضب والفحش . 8 ـ باب ما يُكرَهُ من الكرم وما لا يُكرَهُ . وفيه : 9 ـ الكذب . 10 ـ اللَّعن . 11 ـ وذو الوجهين . 12 ـ والغيبة . 13 ـ والنميمة . 14 ـ والمدح . 15 ـ والتفاخر . 16 ـ والشعر والسجع . 17 ـ والمزاح والضحك . 18 ـ وفصل من الكلام . 19 ـ باب الاستئذان . 20 ـ الأسماء والكنى .21 ـ باب الصور والمصورين . 22 ـ واللعب واللهو . 23 ـ والسماع .
45 ـ كتاب الصيد
46 ـ كتاب الذبائح
47 ـ كتاب الأضحية
48 ـ كتاب الرهن
1ـ الفتن .

__________
(1) وقع هذان البابان في الفهرس ـ هنا ـ باباً واحداً .
والتصحيح من المُثْبَتِ في الكتاب . ( الناشر ) .


49 ـ كتاب الجنايات
1 ـ القِصاص . 2 ـ القَسامة .
50 ـ كتاب الديات
1 ـ الغُرَّة .
51 ـ كتاب الوصية
52 ـ كتاب الفرائض
1 ـ ذوو الأرحام .
53 ـ الرُّؤيا
54 ـ كتاب الطب
55 ـ كتاب الرُّقى والتمائم
56 ـ كتاب العدوى والطيرة
1 ـ بابُ الْهامِ والغُول .
57 ـ كتاب الأنواء والنجوم
58 ـ كتاب الكهانة والسحر


59(1) ـ كتاب التاريخ
1 ـ بَدءُ الخلق . 2 ـ [ فصل في هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدين , وكيفية أحواله فيها ] . 3 ـ صفة النبي صلى الله عليه و سلم : خصائصه وفضائله . 4 ـ باب الحوض والشفاعة ] . 5 ـ المعجزات . 6 ـ تبليغه صلى الله عليه و سلم الرسالة , وما لقي من مرضه صلى الله عليه و سلم . 7 ـ [ كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - ] . 8 ـ مرضه - صلى الله عليه وسلم - . 9 ـ وفاته صلى الله عليه و سلم . إخباره صلى الله عليه و سلم عما يكون في أمته من الفتن والحوادث .
[ 60 ـ كتاب إخباره - صلى الله عليه وسلم - عن ] مناقب الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ مُفصَّلاً
1 ـ فضل الأمة . 2 ـ فضل الصحابة والتابعين . 3 ـ وباب ذكر الحجاز واليمن والشام وفارس وعُمانَ . 4 ـ إخباره صلى الله عليه و سلم عن البعث وأحوال الناس في ذلك اليوم . 5 ـ وصف الجنة وأهلها . 6 ـ صفة النار وأهلها .
__________
(1) في ( طبعة المؤسسة ) قفز عن الرقم (59) , جاعلاً إياه رقم : (60) ! ( الناشر ) .


[ الخاتمة ]
واعلم أني وضعتُ بإزاء كل حديث ـ بالقلم الهندي(1) ـ صورة النوع الذي هو منه في كتاب (( التقاسيم والأنواع )) ليتيسر ـ أيضاً ـ كشفه من أصله من غير كُلفة ومَشقَّةٍ : مثاله إذا كان الحديث من النوع الحادي عشر مثلاً : كان بإزائه هكذا [11] ثم إن كان من القسم الأوَّل : كان العدد المرقوم مجرداً عن العلامة ؛ كما رأيته .
وإن كان من القسم الثاني : كان تحت العدد خطٌّ عَرْضِيٌّ هكذا [11] وإن كان من القسم الثالث كان الخط من فوقه هكذا [11] وإن كان من القسم الرابع كان العدد بين خطين هكذا [11] وإن كان من القسم الخامس كان الخطان فوقه [11] توفيراً للخاطر وتيسيراً للناظر(2) .
جعله الله خالصاً لذاته وفي ابتغاء مرضاته إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .

__________
(1) هو نوع أقلامٍ مُتميِّزٌ بخطِّه , وصفة كتابته ـ مشهور في التاريخ العلمي الإسلامي ـ , منسوب إلى بلاد الهند التي عُرفَ بها .
(2) وجَرَينا في هذه الطبعة على نسق ( طبعة المؤسسة ) ؛ بإثبات [ رقم القسم ] ثم [ رقم النوع ] ؛ هكذا ـ مثلاً ـ : [66:3] ؛ أي : القسم الثالث : النوع السادس والستون ... ( الناشر ) .


بسم الله الرحمن الرحيم
1 - [ المقدمة ]


1 - باب ما جاء في الإبتداء بحمد الله تعالى


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من إبتداء الحمد لله جل وعلا في أوائل كلامه عند بغية مقاصده


1 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين قال : حدثنا الأوزاعي عن قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الإرواء)) ( 1/30/2)


ذكر الأمر للمرء أن تكون فواتح أسبابه بحمد الله جل وعلا لئلا تكون أسبابه بتراً


2 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان أبو علي بالرقة قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي عن قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع )
=[92:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - مكرر ما قبله .


2 - باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً


3 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إن مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال : يا قوم إني رأيت الجيش وإني أنا النذير فأطاعه طائفة من قومه فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبه طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش وأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق )
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


4 - وقال صلى الله عليه و سلم :
( إن مثل ما آتاني الله من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت ذلك فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وأمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعمل ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرْسِلْتُ به )
=[28:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر وصف الفرقة الناجية من بين الفرق التي تفترق عليها أمة المصطفى صلى الله عليه و سلم


5 - أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي حدثنا علي بن المديني حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ثور بن يزيد حدثني خالد بن معدان حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي و حجر بن حجر الكلاعي قالا :
أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه : { ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه }[التوبة :92] فسلمنا وقلنا : أتيناك زائرين ومقتبسين فقال العرباض :
( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل : يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟ قال :
أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً مجدعاً فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )
=[6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (937 و 3007 ) , (( ظلال الجنة)) (26 ـ 34 ) .

قال : أبو حاتم في قوله صلى الله عليه و سلم : ( فعليكم بسنتي ) عند ذكره الاختلاف الذي يكون في أمته بيان واضح أن من واظب على السنن قال بها ولم يعرج على غيرها من الآراء من الفرق الناجية في القيامة جعلنا الله منهم بمنه )


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم سنن المصطفى صلى الله عليه و سلم وحفظه نفسه عن كل من يأباها من أهل البدع وإن حسنوا ذلك في عينه وزينوه


6 - أخبرنا إبراهيم بن علي بن عبد العزيز العمري بالموصل حدثنا معلى بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود قال :
خط لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطاً فقال :
( هذا سبيل الله ) ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال :
وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم تلا : { وأن هذا صراطي مستقيماً ... } ) إلى أخر الآية[الأنعام :153] .
=[ 10:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الظلال)) ( 16و17)


ذكر ما يجب على المرء من ترك تتبع السبل دون لزوم الطريق الذي هو الصراط المستقيم


7 - أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان المعدل بالفسطاط قال : حدثنا الحارث بن مسكين قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني حماد بن زيد عن عاصم عن أبي وائل عن أبي مسعود قال :
خط لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطوطاً عن يمينه وعن شماله وقال :
( هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو له ) ثم قرأ : { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ... } الآية كلها [الأنعام :153] .
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - مكرر ما قبله .


ذكر البيان بأن من أحب الله جل وعلا وصفيه صلى الله عليه و سلم بإيثار أمرهما وابتغاء مرضاتهما على رضا من سواهما يكون في الجنة مع المصطفى صلى الله عليه و سلم


8 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أنس بن مالك :
أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه و سلم - وكانوا هم أجدر أن يسألوه من أصحابه - فقال : يارسول الله متى الساعة ؟ قال :
( وما أعددت لها ) ؟ قال : ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله قال :
( فإنك مع من أحببت )
قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام أشد من فرحهم بقوله
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الروض النضير)) ( 104 - 106 و 360 - 361 و 370 و 1028) : ق .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم هدي المصطفى بترك الانزعاج عما أبيح من هذه الدنيا له بإغضائه


9 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت :
دخلت امرأة عثمان بن مظعون واسمها خولة بنت حكيم على عائشة وهي بذة الهيئة فسألتها عائشة : ما شأنك ؟ فقالت : زوجي يقوم الليل ويصوم النهار فدخل النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت عائشة ذلك له فلقي النبي صلى الله عليه و سلم عثمان بن مظعون فقال
( يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب علينا أما لك في أسوة حسنة ! فوالله إني لأخشاكم لله وأحفظكم لحدوده )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) ( 1239)


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تحري استعمال السنن في أفعاله ومجانبة كل بدعة تباينها وتضادها


10 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال : حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه نذير جيش يقول :
صبحكم ومساكم ويقول :
( بُعثت أنا والساعة كهاتين ) - يفرق بين السبابة والوسطى - ويقول :
( أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وإن شر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) ثم يقول :
( أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالاً فلأهله ومن ترك ديناً أو ضيعة فإلي وعلي )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (608 و 611) , ((أحكام الجنائز)) ( ص29 - 30) , ((خطبة الحاجة )) (ص34 - 35) .


ذكر إثبات الفلاح لمن كانت شرته إلى سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم


11 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا هاشم بن القاسم قال : حدثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن لكل عمل شرة وإن لكل شرة فترة فمن كانت شرته إلى سنتي فقد أفلح ومن كانت شرته إلى غير ذلك فقد أهلك )
=[89:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الظلال)) ( 151)


ذكر الخبر المصرح بأن سنن المصطفى صلى الله عليه و سلم كلها عن الله لا من تلقاء نفسه


12 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا كثير بن عبيد المذحجي حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن مروان بن رؤبة عن ابن أبي عوف عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( إني أوتيت الكتاب وما يعدله يوشك شبعان على أريكته أن يقول : بيني وبينكم هذا الكتاب فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه ألا وإنه ليس كذلك )
=[1:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) ( 2869) ، ((المشكاة)) ( 163) .


13 - حدثنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم قال : حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن مالك بن أنس عن سالم أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا أعرفن الرجل يأتيه الأمر من أمري إما أمرت به وإما نهيت عنه فيقول : ما ندري ما هذا عندنا كتاب الله ليس هذا فيه )
=[1:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) ( 162)


ذكر الزجر عن الرغبة عن سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم في أقواله وأفعاله جميعاً


14 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا بهز بن أسد قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك :
أن نفراًً من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه و سلم عن عمله في السر فقال بعضهم : لا أتزوج وقال بعضهم : لا آكل اللحم وقال بعضهم : لا أنام على فراش فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
( ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )
=[61:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (1782) : ق .


3 ـ فصل


ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه و سلم كان يأمر أمته بما يحتاجون إليه من أمر دينهم قولاً وفعلاً معاً


15 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال : حدثنا ابن أبي مريم قال : حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير قال : حدثني إبراهيم بن عقبة عن كريب ـ مولى ابن عباس ـ عن ابن عباس :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه فقال :
( يعمد أحدهم إلى جمرة من النار فيجعلها في يده ) فقيل للرجل بعد ما ذهب : خذ خاتمك فانتفع به فقال : لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه و سلم !
=[5:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((آداب الزفاف)) ( 126) : م .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالشيء لا يجوز إلا أن يكون مفسراً يعقل من ظاهر خطابه


16 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
إذا نودي بالأذان أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع الأذان فإذا قُضِيَ الأذان أقبل فإذا ثُوِّبَ بها أدبر فإذا قضي التثويب أقبل يخطر بين المرء ونفسه : أذكر كذا أذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى فإذا لم يدر كم صلى ؟ فليسجد سجدتين وهو جالِس ))
=[18:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) ( 529) : ق .
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : أمره صلى الله عليه و سلم لمن شك في صلاته فلم يدر كم صلى فليسجد سجدتين وهو جالس أمر مجمل تفسيره أفعاله التي ذكرناها لا يجوز لأحد أن يأخذ الأخبار التي فيها ذكر سجدتي السهو قبل السلام فيستعمله في كل الأحوال ويترك سائر الأخبار التي فيها ذكره بعد السلام وكذلك لا يجوز لأحد أن يأخذ الأخبار التي فيها ذكر سجدتي السهو بعد السلام فيستعمله في كل الأحوال ويترك الأخبار الأخر التي فيها ذكره قبل السلام .
ونحن نقول : إن هذه أخبار أربع يجب أن تستعمل ولا يترك شيء منها فيفعل في كل حالة مثل ما وردت السنة فيها سواء فإن سلم من الاثنتين أو الثلاث من صلاته ساهياً أتم صلاته وسجد سجدتي السهو بعد السلام على خبر أبي هريرة و عمران بن حصين اللذين ذكرناهما
وإن قام من اثنتين ولم يجلس أتم صلاته وسجد سجدتي السهو قبل السلام على خبر ابن بحينة
وإن شك في الثلاث أو الأربع يبني على اليقين على ما وصفنا وسجد سجدتي السهو قبل السلام على خبر أبي سعيد الخدري و عبد الرحمن بن عوف
وإن شك ولم يدر كم صلى أصلاً تحرى على الأغلب عنده وأتم صلاته وسجد سجدتي السهو بعد السلام على خبر ابن مسعود الذي ذكرناه حتى يكون مستعملاً للأخبار التي وصفناها كلها
فإن وردت عليه حالة غير هذه الأربع في صلاته ردها إلى ما يشبهها من الأحوال الأربع التي ذكرناها


ذكر إيجاب الجنة لمن أطاع الله ورسوله فيما أمر ونهى


17 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف بنيسابور قالا : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا خلف بن خليفة عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد الخدري : قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( والذي نفسي بيده لَتَدْخُلُنَّ الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير ) قالوا : يا رسول الله ومن يأبى أن يدخل الجنة ؟ قال :
(من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) ( 2044)

قال أبو حاتم : طاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم هي الانقياد لسنته بترك الكيفية والكمية فيها مع رفض قول كل من قال شيئاً في دين الله جل وعلا بخلاف سنته الاحتيال في دفع السنن بالتأويلات المضمحلة والمخترعات الداحضة


ذكر البيان بأن المناهي عن المصطفى صلى الله عليه و سلم والأوامر فرض على حسب الطاقة على أمته لا يسعهم التخلف عنها


18 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وسفيان عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ما نهيتكم عنه فانتهوا وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم )
= [6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (155و314) : ق .

قال ابن عجلان : فحدثت به أبان بن صالح فقال لي : ما أجود هذه الكلمة قوله : ( فأتوا منه ما استطعتم )


ذكر البيان بأن النواهي سبيلها الحتم والإيجاب إلا أن تقوم الدلالة على ندبيتها


19 - حدثنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )
=[1:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) أيضاً : ق .


20 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وما أمرتكم بالأمر فأتوا منه ما استطعتم )
= [3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مختصر ما قبله .


21 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ذروني ما تركتكم فإنما هلك من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بالشيء فأتوا منه ما استطعتم )
=[25:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مكرر ( 18)


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( وإذا أمرتكم بشيء ) أراد به من أمور الدين لا من أمور الدنيا


22 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وثابت عن أنس بن مالك :
أن النبي صلى الله عليه و سلم سمع أصواتاً فقال :
( ما هذه الأصوات ؟ ) قالوا : النخل يأبرونه فقال :
( لو لم يفعلوا لصلح ذلك ) فأمسكوا فلم يأبروا عامته فصار شيصاً فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( إذا كان شيء من أمر دنياكم فشأنكم وإذا كان شيء من أمر دينكم فإلي )
=[25:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (3977 ) : م .


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( فما أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ) أراد به : ما أمرتكم بشيء من أمر الدين لا من أمر الدنيا


23 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال : حدثنا عبد الله بن الرومي قال : حدثنا النضر بن محمد قال : حدثنا عكرمة بن عمار قال : حدثني أبو النجاشي قال : حدثني رافع بن خديج قال :
قدم نبي الله صلى الله عليه و سلم المدينة وهم يؤبرون النخل - يقول يُلَقِّحُونَ - قال : فقال :
ما تصنعون ؟ فقالوا : شيئاً كانوا يصنعونه فقال
لو لم تفعلوا كان خيراً فتركوها فنفضت أو نقصت فذكروا ذلك له فقال صلى الله عليه و سلم :
(( إنما أنا بشر إذا حدثتكم بشيء من أمر دينكم فخذوا به وإذا حدثتكم بشيء من دنياكم فإنما أنا بشر))
= [68:3]
قال عكرمة : هذا أو نحوه
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) - أيضاً - : م .

أبو النجاشي- مولى رافع- اسمه عطاء بن صهيب : قاله الشيخ


ذكر نفي الإيمان عمن لم يخضع لسنن رسول الله صلى الله عليه و سلم أو اعترض عليها بالمقايسات المقلوبة والمخترعات الداحضة


24 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد حدثنا ليث بن سعد عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن عبد الله بن الزبير حدثه :
أن رجلاً من الأنصار خاصم الزبير عند رسول الله صلى الله عليه و سلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري : سَرِّحِ الماء يمر فأبى عليه الزبير فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك فغضب الأنصاري وقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجَدْرِ
قال الزبير : فوالله لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ... } الآية [النساء :65] .
= [36:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر الخبر الدال على أن من اعترض على السنن بالتأويلات المضمحلة ولم ينقد لقبولها كان من أهل البدع


25 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري : قال :
بعث علي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من اليمن بذهب في أدم فقسمها رسول الله صلى الله عليه و سلم بين زيد الخيل والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن وعلقمة بن علاثة فقال أناس من المهاجرين والأنصار : نحن أحق بهذا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فشق عليه وقال :
( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر من في السماء صباحاً ومساءً ؟ ) فقام إليه ناتئ العينين مشرف الوجنتين ناشز الوجه كَثُّ اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال : يا رسول الله اتق الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
أولست بأحق أهل الأرض أن أتقي الله ثم أدبر فقام إليه خالد سيف الله فقال : يا رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ فقال
لا إنه لعله يصلي قال : إنه رُبَّ مُصَلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه قال :
إني لم أومر أن أشق قلوب الناس ولا أشق بطونهم فنظر إليه صلى الله عليه و سلم وهو مقفى فقال :
( إنه سيخرج من ضئضىء هذا قوم يتلون كتاب الله لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) قال عمارة : فحسبت أنه قال :
( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود )
=[10:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (864 و 2470) : ق .


ذكر الزجر عن أن يُحدِثَ المرء في أمور المسلمين ما لم يأذن به الله ولا رسوله


26 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه :
أن رجلاً أوصى بوصايا أبرها في ماله فذهبتُ إلى القاسم بن محمد أستشيره فقال القاسم : سمعت عائشة تقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
=[86:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (88) ، ((غاية المرام)) (5) : ق .


ذكر البيان بأن كل من أحدث في دين الله حكماً ليس مرجعه إلى الكتاب والسنة فهو مردود غير مقبول


27 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن الصباح الدولابي حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
=[43:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق _ انظر ما قبله .


4 ـ فصل
ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب الشيء إلى المصطفى صلى الله عليه و سلم وهو غير عالم بصحته


28 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا عبدة بن سليمان قال : حدثنا محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (3100 ) .


ذكر الخبر الدال على صحة ما أومأنا إليه في الباب المتقدم


29 - أخبرنا عمران بن موسى السختياني قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من حدَّث حديثاً وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين )
= [109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الضعيفة)) (1/12)


ذكر خبر ثان يدل على صحة ما ذهبنا إليه


30 - أخبرنا ابن زهير بتستر قال : حدثنا محمد بن الحسين بن إشكاب قال حدثنا علي بن حفص المدائني قال : حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2025 ) : م .


ذكر إيجاب دخول النار لمتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم


31 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا ليث بن سعد عن الزهري عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح متواتر - ((الروض النضير)) (707) : ق .


ذكر البيان بأن الكذب على المصطفى صلى الله عليه و سلم من أفرى الفرى


32 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن واثلة بن الأسقع قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إن من أعظم الفرية - ثلاثاً - أن يفري الرجل على نفسه يقول : رأيت ولم ير شيئاً في المنام أو يتقول الرجل على والديه فَيَدَّعِيَ إلى غير أبيه أو يقول : سمع مني ولم يسمع مني )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) ( 3063) : خ .


2 - كتاب الوحي


33 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا ابن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة قالت :
( أول ما بُدىء برسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصادقة يراها في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حُبِّبَ له الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنَّث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدة ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال : إقرأ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
فقلت : ما أنا بقارئ قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال لي : أقرأ فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } [العلق :1] , حتى بلغ : { ما لم يعلم } [العلق :5] قال : فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال :
زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ثم قال :
يا خديجة ما لي ؟ وأخبرها الخبر وقال :
قد خشيته علي فقالت : كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل وكان أخا أبيها وكان أمرءاً تنصَّر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء أن يكتب وكان شيخاً كبيراً قد عمي فقالت له خديجة : أي عم اسمع من ابن أخيك فقال ورقة : ابن أخي ما ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه و سلم ما رأى فقال ورقة : هذا الناموس الذي أُنزل على موسى يا ليتني أكون فيها جذعاً أكون حياً حين يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أمخرجيَّ هم ؟ ! قال : نعم لم يأت أحد قط يما جئت به إلا عودي وأوذي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ فيما بلغنا ـ حزناً غدا منه مراراً لكي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل كي يلقي نفسه منها تبدى له جبريل فقال له : يا محمد إنك رسول الله حقاً فيسكن لذلك جأشه وتقرُّ نفسه فيرجع فإذا طال عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة الجبل تبدَّى له جبريل فيقول له مثل ذلك .
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح دون جملة التردي ـ ((مختصر البخاري)) (رقم 3) ولم يذكرها (م)(1) ، ((فقه السيرة)) .

__________
(1) خلافاً لما توهمه المعلق على الحديث في طبعة ((مؤسسة الرسالة)) (1/219) ، فقد عزاهُ لجمعٍ ليست هذه الزيادة الواهية عند بعضهم ـ أحدهم مسلم ـ ! ولم يتنبه لها الشيخ أحمد شاكر، فلم يستدركها ؛ فأوهم صحتها .


ذكر خبر أوهم من لم يُحكِم صناعة الحديث أنه يضاد خبر عائشة الذي تقدم ذكرنا له


34 - أخبرنا أحمد بن على بن المثنى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا أبان بن يزيد العطار حدثنا يحيى بن أبي كثير قال :
سألت أبا سلمة : أي القرآن أُنزل أول ؟ قال : { يا أيها المدثر } قلت : إني نُبئت أن أول سورة أنزلت من القرآن : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } [العلق :1] قال أبو سلمة : سألت جابر بن عبد الله : أي القرآن أُنزل أول ؟ قال : { يا أيها المدثر } فقلت له : إني نُبئت أن أول سورة نزلت من القرآن : { اقرأ باسم ربك } قال جابر : لا أحدِّثُكَ إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
جاورت في حراء فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر شيئاً فنوديت فنظرت فوقي فإذا أنا به قاعد على عرش بين السماء والأرض فَجُئِثْتُ منه فانطلقت إلى خديجة فقلت دثروني دثروني وصبوا علي ماء بارداً فأنزلت علي { يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر } [المدثر :1 ـ3] .
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) ( 90) : ق .

قال أبو حاتم في خبر جابر هذا : إن أول ما أنزل من القرآن : { يا أيها المدثر } وفي خبر عائشة : { اقرأ باسم ربك } وليس بين هذين الخبرين تضاد إذ الله عز و جل أنزل على رسوله صلى الله عليه و سلم : { اقرأ باسم ربك } وهو في الغار بحراء فلما رجع إلى بيته دثرته خديجة وصبت عليه الماء البارد وأُنْزِلَ عليه في بيت خديجة : { يا أيها المدثر * قم ... } من غير أن يكون بين الخبرين تهاتر أو تضاد


ذكر القدر الذي جاور المصطفى صلى الله عليه و سلم بحراء عند نزول الوحي عليه


35 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير قال :
سألت أبا سلمة : أي القرآن أُنزل أول ؟ قال : { يا أيها المدثر } قلت : أوِ { اقرأ } فقال : أبو سلمة : سألت جابر بن عبد الله عن ذلك فقال : { يا أيها المدثر } فقلت : أوِ { اقرأ } فقال : إني أحدثكم ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
جاورت بحراء شهراً فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر أحداً ثم نوديت فنظرت إلى السماء فإذا هو على العرش في الهواء فأخذتني رجفة شديدة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني ثم صبوا عليَّ الماء وأنزل الله عليَّ { يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر } [المدثر :1 ـ 4] .
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مكرر الذي قبله .


ذكر وصف الملائكة عند نزول الوحي على صفيه صلى الله عليه و سلم


36 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان حتى إذا فُزِّعَ عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ فيقولون : قال الحق وهو السميع العليم فيستمعها مسترق السمع فربما أدركه الشهاب قبل أن يرمي بها إلى الذي هو أسفل منه وربما لم يدركه الشهاب حتى يرمي بها إلى الذي هو أسفل منه قال : وهم هكذا بعضهم أسفل من بعض - ووصف ذلك سفيان بيده - فيرمي بها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى تصل إلى الأرض فتُلقى على فم الكافر والساحر فيكذب معها مئة كذبة فيُصَدَّقُ ويقال : أليس قد قال في يوم كذا وكذا ـ كذا وكذا فصدق )
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1293) : خ .


ذكر وصف أهل السماوات عند نزول الوحي


37 - أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق حدثنا علي بن الحسين بن إشكاب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيُصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل فإذا جاءهم فُزِّعَ عن قلوبهم فيقولون : يا جبريل ماذا قال ربك ؟ فيقول : الحق فينادون : الحق الحق )
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ : خ معلقاً موقوفاً .


ذكر وصف نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم


38 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة :
أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أحياناً يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فينفصم عني وقد وعيت ما قال وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة : ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشَّاتي الشديد البرد فينفصم عنه وإن جبينه ليتفصَّد عرقاً
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (91) ، ((الصحيحة)) (5958) : ق .


ذكر استعجال المصطفى صلى الله عليه و سلم في تلقف الوحي عند نزوله عليه


39 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : { لا تحرك به لسانك لتعجل به } [القيامة :16] قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يعالج من التنزيل شدة كان يحرك شفتيه فقال ابن عباس : أنا أحركهما كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحركهم فأنزل الله : { لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه } [القيامة :16 ـ 17] قال : جمعه في صدرك ثم تقرأه { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } [القيامة :18] قال : فاستمع له وأنصت { ثم إن علينا بيانه } [القيامة :19] ثم إن علينا أن تقرأه قال : فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه و سلم كما كان أقرأه
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الله جل وعلا لم ينزل آية واحدة إلا بكمالها


40 - أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك الهروي قال : حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال :
لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } [النساء :95] قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ادع لي زيداً ويجيء معه باللوح والدواة ـ أو بالكتف والدواة ـ ثم قال :
اكتب { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } { والمجاهدون في سبيل الله } [النساء :95] قال : وخلف ظهر النبي صلى الله عليه و سلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى قال : يا رسول الله فما تأمرني فإني رجل ضرير البصر ؟ قال البراء : فأُنزلت مكانها { غير أولي الضرر } [النساء :95] .
=[24:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ .


41 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف بنسا قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال : خبَّرنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ائتوني بالكتف أو اللوح فكتب : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } [النساء :95] وعمرو بن أم مكتوم خلف ظهره فقال : هل لي من رخصة ؟ فنزلت : { غير أولي الضرر } [النساء :95] .
=[24:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مختصر ما قبله .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أبا إسحاق السبيعي لم يسمع هذا الخبر من البراء


42 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا شعبة قال : حدثنا أبو إسحاق قال : سمعت البراء يقول :
لما نزلت هذه الآية : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } [النساء :95] دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم زيداً فجاء بكتفٍ فكتبها فيه فشكا ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت : { غير أولي الضرر } [النساء :95] .
=[24:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر ما كان يأمر النبي صلى الله عليه و سلم بكتبة القرآن عند نزول الآية بعد الآية


43 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن حدثنا عوف بن أبي جميلة عن يزيد الفارسي قال : قال ابن عباس :
قُلت لعثمان بن عفان : ما حملكم على أن قرنتم بين الأنفال و{ براءة } [التوبة :1] و { براءة } من المئين والأنفال من المثاني فقرنتم بينهما ؟ ! فقال عثمان : كان إذا نزلت من القرآن الآية دعا النبي صلى الله عليه و سلم بعض من يكتب فيقول له : ضعه في السورة التي يُذكر فيها كذا وأنزلت الأنفال بالمدينة و{ براءة } بالمدينة من آخر القرآن فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يخبرنا أين نضعها فوجدتُ قصتها شبيهاً بقصة الأنفال فقرنت بينهما ولم نكتب بينهما سطر : { بسم الله الرحمن الرحيم } [الفاتحة :1] فوضعتُها في السبع الطُّوَلِ
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
منكر ـ (( ضعيف أبي داود )) (140 ) .


ذكر البيان بأن الوحي لم ينقطع عن صفي الله صلى الله عليه و سلم إلى أن أخرجه الله من الدنيا إلى جنته


44 - حدثنا أبو يعلى حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالدٌ(1)عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري قال :
أتاه رجل وأنا أسمع فقال : يا أبا بكر كم أنقطع الوحي عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قبل موته ؟ فقال : ماسألني عن هذا أحد مُذْ وعيتها من أنس بن مالك قال أنس بن مالك : لقد قُبِضَ من الدنيا وهو(2) أكثر مما كان .
=[48:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح : ق نحوه ، أتم منه دون سؤال السائل ، وقول الزهري .

__________
(1) هو خالد بن عبد الله الطحان الواسطي ، ثقة من رجال الشيخين .
وعبد الرحمن بن إسحاق : هو القرشي : صدوق فيه كلامٌ يسير ، احتج به مسلمٌ .
والزهريُّ : هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله الزهريُّ أبو بكر ، الثقة الفقيه الجليل ، احتج به الجميع .
والسندُ جيدٌ .
وقد تابع ابن إسحاق : صالح بن كيسان عن ابن شهابٍ ..... بأتم منه : رواه البخاري (8982) ، و مسلم (8/238) .
(2) يعني : الوحي .


3 - كتاب الإسراء


ذكر ركوب المصطفى صلى الله عليه و سلم البراق وإتيانه عليه بيت المقدس من مكة في بعض الليل


45 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال :
أتيت حذيفة فقال : من أنت يا أصلع ؟ قلت : أنا زر بن حبيش حدثني بصلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيت المقدس حين أُسرِيَ به قال : من أخبرك به يا أصلع ؟ قلت : القرآن قال : القرآن ؟ فقرأت { سبحان الذي أسرى بعبده } [الإسراء :1] من الليل ـ وهكذا هي قراءة عبد الله ـ إلى قوله : { إنه هو السميع البصير } [الإسراء :1] فقال : هل تراه صلى فيه ؟ قلت : لا , قال : إنه أُتي بدابة - قال حماد : وصفها عاصم لا أحفظ صفتها - قال : فحمله عليها جبريل أحدهما رديف صاحبه فانطلق معه من ليلته حتى أتى بيت المقدس فأُرِيَ ما في السماوات وما في الأرض ثم رجعا عودهما على بدئهما فلم يصل فيه ولو صلى لكانت سنة )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (874) ؛ لكن قوله : ((فلم يصلِّ ....)) منكرٌ ؛ لمخالفته الثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلّى ـ ليلتئذٍ ـ إماماً ، والصلاة في الأقصى سنةٌ ، يشرع شدُّ الرَّحلِ إليه .


ذكر استصعاب البراق عند إرادة ركوب النبي صلى الله عليه و سلم إياه


46 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس السامي حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة عن أنس :
( أن النبي صلى الله عليه و سلم أُتِيَ بالبراق ليلة أسري به مسرجاً ملجماً ليركبه فاستصعب عليه فقال له جبريل : ما يحملك على هذا فوالله ما ركبك أحد أكرم على الله منه قال : فَارْفَضَّ عَرَقاً )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح الإسناد .


ذكر البيان بأن جبريل شدَّ البراق بالصخرة عند إرادة الإسراء


47 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الرحمن بن المتوكل المقرئ حدثنا يحيى بن واضع حدثنا الزبير بن جناده عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لما كان ليلة أُسْرِيَ بي انتهيت إلى بيت المقدس فخرق جبريل الصخرة بإصبعه وشد بها البراق )(1) .
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((المشكاة)) (5921/ التحقيق الثاني ) ، ((الصحيحة)) (3487) .

__________
(1) في هامش الأصل ـ بخط الشيخ ـ : ((حسنه الترمذي ، وصححه الحاكم والذهبي)) .


ذكر وصف الإسراء برسول الله صلى الله عليه و سلم من بيت المقدس


48 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة : أن نبي الله صلى الله عليه و سلم حدثهم عن ليلة أسري به قال :
( بينما أنا في الحطيم - وربما قال : في الحجر - إذ أتاني آت فشقَّ ما بين هذه إلى هذه - فقلت للجارود وهو إلى جنبي : ما يعني به ؟ قال : من ثُغْرَة نحره إلى شعرته - فاستخرخ قلبي ثم أُتيتُ بطست من ذهب مملوءاً إيماناً وحكمة فغسل قلبي ثم حُشي ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض - فقال له الجارود : هو البراق يا أبا حمزة ؟ قال أنس : نعم يقع خطوه عند أقصى طرفه - فحُملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه و سلم قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففُتح فلما خلصتُ إذا فيها آدم فقال : مرحباً بالابن الصالح و النبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففُتح فلما خلصتُ إذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ثم قالا : مرحباً بالأخ الصالح و النبي الصالح ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه و سلم قيل : أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففُتح فلما خلصت إذا يوسف قال : هذا يوسف فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه و سلم قيل : أَوَقَدْ أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففُتح فلما خلصت إذا إدريس قال : هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح و النبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه و سلم قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففُتح فلما خلصت إذا هارون قال : هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح و النبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه و سلم قيل : أَوَقَدْ أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففُتح فلما خلصت إذا موسى قال : هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح و النبي فلما تجاوزت بكى قيل له : با يبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بُعِثَ بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي ثم صعد بي حتى أتى السماء السابعة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه و سلم قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففُتح فلما خلصت إذا إبراهيم قال : هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال : مرحباً بالابن الصالح و النبي الصالح ثم رُفِعْتُ إلى سدرة المنتهى فإذا نَبْقُهَا مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال : هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار : نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت : ما هذا جبريل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رُفِعَ لي البيت المعمور )
قال قتادة : و حدثنا الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه رأى البيت المعمور ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه .
ثم رجع إلى حديث أنس :
( ثم أُتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال : هذه الفطرة أنت عليها وأمتك ثم فُرِضَتْ علي الصلاة خمسين صلاة في كل يوم فرجعت فمررت على موسى فقال : بم أُمِرْتَ ؟ قال : أُمِرْتُ بخمسين صلاة كل يوم قال : إن إمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فَسَلْهُ التخفيف لأمتك فرجعت فوضع عني عشراً فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عني عشراً فرجعت إلى موسى فقال مثله فوضع عني عشراً فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فأُمِرْتُ بعشر صلوات كل يوم فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فأُمرت بخمس صلوات كل يوم فرجعت إلى موسى فقال : بم أُمِرْتَ ؟ قال : أُمِرْتُ بخمس صلوات كل يوم قال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسلهُ التخفيف لأمتك قال : قلت : سألت ربي حتى استحييت لكني أرضى وأسلم فلما جاوزت ناداني مناد : أمضيت فريضتي وخَفَّفْتُ عن عبادي )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (62) : ق .


ذكر خبر أوهم عالماً من الناس أنه مضاد لخبر مالك بن صعصعة الذي ذكرناه


49 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد حدثنا عيسى بن يونس عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مررت ليلة أُسري بي على موسى عليه السلام يصلي في قبره )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2627) : م .


ذكر الموضع الذي فيه رأى المصطفى صلى الله عليه و سلم موسى صلى الله عليه و سلم يصلي في قبره


50 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا هدبة و شيبان قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مررت بموسى ليلة أُسْرِيَ بي وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .

قال أبو حاتم : الله جل وعلا قادر على ما يشاء ربما يعد الشيء لوقت معلوم ثم يقضي كون بعض ذلك الشيء قبل مجيء ذلك الوقت كوعده إحياء الموتى يوم القيامة وجعله محدوداً ثم قضى كون مثله في بعض الأحوال مثل من ذكره الله وجعله الله جل وعلا في كتابة حيث يقول : { أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مئة عامٍ ... } إلى آخر الآية [البقرة :259] وكإحياء الله جل وعلا لعيسى ابن مريم صلوات الله عليه بعض الأموات
فلما صح وجود كون هذه الحالة في البشر إذا أراده الله جل وعلا قبل يوم القيامة لم ينكر أن الله جل وعلا أحيا موسى في قبره حتى مر عليه المصطفى صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به وذاك أن قبر موسى بمدين بين المدينة وبين بيت المقدس فرآه صلى الله عليه و سلم يدعو في قبره - إذ الصلاة دعاء - فلما دخل صلى الله عليه و سلم بيت المقدس وأسري به أسري بموسى حتى رآه في السماء السادسة وجرى بينه وبينه من الكلام ما تقدم ذكرنا له وكذلك رؤيته سائر الأنبياء الذين في خبر مالك بن صعصعة
فأما قوله صلى الله عليه و سلم في خبر مالك بن صعصعة : ( بينما أنا في الحطيم إذ أتاني آتٍ فشق ما بين هذه إلى هذه ) فكان ذلك له فضيلة فُضِّل بها على غيره وأنه من معجزات النبوة إذ البشر إذا شُقَّ عن موضع القلب منهم ثم استخرج قلوبهم ماتوا
وقوله : ( ثم حُشِيَ ) يريد : أن الله جل وعلا حشا قلبه اليقين والمعرفة الذي كان استقراره في طست الذهب فنُقِلَ إلى قلبه .
ثم أتي بدابة يقال لها : البراق فحُمِلَ عليه من الحطيم أو الحجر وهما جميعاً في المسجد الحرام فانطلق به جبريل حتى أتى به على قبر موسى على حسب ما وصفناه ثم دخل مسجد بيت المقدس فخرق جبريل الصخرة بإصبعه وشد بها البراق ثم صعد به إلى السماء .
ذكر شد البراق بالصخرة في خبر بريدة (1) ,ورؤيته موسى صلى الله عليه و سلم يصلي في قبره ليسا جميعاً في خبر مالك ابن صعصعة .
فلما صعد به إلى السماء الدنيا استفتح جبريل قيل من هذا ؟ قال : جبريل : قيل ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه و سلم قيل : وقد أرسل إليه ؟ يريد به : وقد أرسل إليه ليُسرى به إلى السماء لا أنهم لم يعلموا برسالته إلى ذلك الوقت لأن الإسراء كان بعد نزول الوحي بسبع سنين فلما فتح له فرأى آدم على حسب ما وصفنا قبل
وكذلك رؤيته في السماء الثانية يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم وفي السماء الثالثة يوسف بن يعقوب وفي السماء الرابعة إدريس ثم في السماء الخامسة هارون ثم في السماء السادسة موسى ثم في السماء السابعة إبراهيم إذ جائز أن الله جل وعلا أحياهم لأن يراهم المصطفى صلى الله عليه و سلم في تلك الليلة فيكون ذلك آية معجزة يُسْتدَلُ بها على نبوته على حسب ما أصلنا قبل .
ثم رُفع له سدرة المنتهى فرآها على الحالة التي وصف .
ثم فُرِضَ عليه خمسون صلاة وهذا أمر ابتلاء أراد الله جل وعلا ابتلاء صفيه محمد صلى الله عليه و سلم حيث فرض عليه خمسين صلاة إذ كان في علم الله السابق أنه لا يفرض على أمته إلا خمس صلوات فقط فأمره بخمسين صلاة أمر ابتلاء وهذا كما نقول : إن الله جل وعلا قد يأمر بالأمر يريد أن يأتي المأمور به إلى أمره من غير أن يريد وجود كونه كما أمر الله جل وعلا خليله إبراهيم بذبج ابنه أمره بهذا الأمر أراد به الإنتهاء إلى أمره دون وجود كونه فلما أسلما وتلَّهُ للجبين فداه بالذبح العظيم إذ لو أراد الله جل وعلا كون ما أمر لوجد ابنه مذبوحاً فكذلك فرض الصلاة خمسين أراد بها الانتهاء إلى أمره دون وجود كونه فلما رجع إلى موسى وأخبره أنه أمر بخمسين صلاة كل يوم ألهم الله موسى أن يسأل محمداً - صلى الله عليه وسلم - بسؤال ربه التخفيف لأمته فجعل جل وعلا قول موسى عليه السلام له سبباً لبيان الوجود لصحة ما قلنا : إن الفرض من الله على عباده أراد إتيانه خمساً لا خمسين فرجع إلى الله جل وعلا فسأله فوضع عنه عشراً وهذا أيضاً أمر ابتلاء أريد به الانتهاء إليه دون وجود كونه ثم جعل سؤال موسى عليه السلام إياه سبباً لنفاذ قضاء الله جل وعلا في سابق علمه أن الصلاة تُفرض على هذه الأمة خمساً لا خمسين حتى رجع في التخفيف إلى خمس صلوات ثم ألهم الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه و سلم حينئذ حتى قال لموسى : ( قد سألت ربي حتى استحييت لكني أرضى وأسلم ) فلما جاوز ناداه مناد : أمضيتُ فريضتي أراد به الخمس صلوات و خففتُ عن عبادي يريد : عن عبادي من أمر الابتلاء الذي أمرتهم به من خمسين صلاة التي ذكرناها .
وجملة هذه الأشياء في الإسراء رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم بجسمه عِياناً دون أن يكون ذلك رؤيا أو تصويراً صُوِّر له إذ لو كان ليلة الإسراء وما رأى فيها نوماً دون اليقظة لاستحال ذلك لأن البشر قد يرون في المنام السماوات والملائكة والأنبياء والجنة و النار وما أشبه هذه الأشياء فلو كان رؤية المصطفى صلى الله عليه و سلم ما وصف في ليلة الإسراء في النوم دون اليقظة لكانت هذه حالة يستوي فيها معه البشر إذ هم يرون في مناماتهم مثلها واستحال فضله ولم تكن تلك حالة معجزة يُفَضَّلُ بها على غيره ضد قول من أبطل هذه الأخبار وأنكر قدرة الله جل وعلا وإمضاء حكمه لما يحب كما يحب جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه .

__________
(1) حديث بريدة مضى برقم (47) .


ذكر وصف المصطفى صلى الله عليه و سلم موسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم حيث رآهم ليلة أسري به


51 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ليلة أُسري بي لقيت موسى رَجِلَ الرأس كأنه من رجال شنوءة ولقيت عيسى فإذا رجل أحمر كأنه خرج من ديماس - يعني من حمام - ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به فأُتيت بإناءين : أحدهما خمر والآخر لبن فقيل لي : خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فقيل لي : هُديت الفطرة أما إنك لوأخذت الخمر غوت أمتك )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) : ق .


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( فقيل هديت الفطرة ) أراد به : أن جبريل قال له ذلك


52 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا كثير بن عبيد المذحجي حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول :
( أُتِيَ رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أُسري به بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما ثم أخذ اللبن فقال له جبريل عليه السلام : هُديت الفطرة ولو أخذت الخمر غوت أمتك )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ، وهو مختصر الذي قبله .


ذكر وصف الخطباء الذين يتَّكلون على القول دون العمل حيث رآهم صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به


53 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا هشام الدستوائي حدثنا المغيرة ـ خَتَنُ مالك بن دينار ـ عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال : قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( رأيت ليلة أُسري بي رجالاً تُقرض شفاههم بمقارض من نار فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال : الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (291) ، ((تخريج فقه السيرة)) (138) .

قال الشيخ : روى هذا الخبر أبو عتاب الدلال عن هشام عن المغيرة عن مالك بن دينار عن ثمامة عن أنس .
ووهم فيه لأن يزيد بن زريع أتقن من مئتين من مثل أبي عتاب وذويه


ذكر وصف المصطفى صلى الله عليه و سلم قصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجنة حيث رآه ليلة أسري به


54 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لفتى من قريش فظننت أنه لي قلت : من هو ؟ قيل : عمر بن الخطاب يا أبا حفص لولا ما أعلم من غيرتك لدخلته ) فقال : يا رسول الله من كنت أغار عليه فإني لم أكن أغار عليك !
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1423) .


ذكر البيان بأن الله جل وعلا أرى بيت المقدس صفيه صلى الله عليه و سلم لينظر إليها ويصفها لقريش لما كذبته بالإسراء


55 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أنبأنا يونس عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلَّى الله لي بيت المقدس فطفقت أُخبرهم عن آياته وأنا أنظر )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (138) : ق .


ذكر البيان بأن الإسراء كان ذلك برؤية عين لا رؤية نوم


56 - أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد أنبأنا علي بن حرب الطائي أنبأنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى :
( { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } [الإسراء :60] قال :
هي رؤيا عين أُرِيَها رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به )
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ظلال الجنة)) (1/201/462) :خ .


ذكر الإخبار عن رؤية المصطفى صلى الله عليه و سلم ربه جل وعلا


57 - أخبرنا أحمد بن عمرو المعدل بواسط حدثنا أحمد بن سنان القطان حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عباس قال :
( قد رأى محمد صلى الله عليه و سلم ربه )
=[14:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الظلال)) (434 ـ 437 و 439) .

قال أبو حاتم : معنى قول أبن عباس : ( قد رأى محمد صلى الله عليه و سلم ربه ) أراد به بقلبه في الموضع الذي لم يصعده أحد من البشر ارتفاعاً في الشرف .


ذكر الخبر الدال على صحة ما ذكرناه


58 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال :
قلت لأبي ذر : لو رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم لسألته عن كل شيء فقال : عن أي شيء كنت تسأله ؟ قال : كنت أسأله هل رأيت ربك ؟ فقال : سألته فقال :
( رأيت نوراً )
=[14:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (192/441) : م .

قال أبو حاتم : معناه أنه لم ير ربه ولكن رأى نوراً علوياً من الأنوار المخلوقة .


ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة العلم أنه مضاد للخبر الذي ذكرناه


59 - أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا حدثنا مسروق بن المرزبان حدثنا أبن أبي زائدة حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود في قوله تعالى : { ما كذب الفؤاد ما رأى } [النجم :11] قال :
رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم وسلم جبريل في حلة من ياقوت قد ملأ ما بين السماء والأرض
=[14:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (1/191) : م .

قال أبو حاتم : قد أمر الله تعالى جبريل ليلة الإسراء أن يعلِّم محمداً صلى الله عليه و سلم ما يجب أن يعلمه كما قال : { علمه شديد القوى * ذو مِرَّةٍ فاستوى * وهو بالأفق الأعلى } [النجم : 5 ـ 7] يريد به جبريل { ثم دنا فتدلى } [النجم :8] يريد به جبريل { فكان قاب قوسين أو أدنى } [النجم :9] يريد به جبريل { فأوحى إلى عبده ما أوحى } [النجم :10] : بجبريل { ما كذب الفؤاد ما رأى } [النجم :11] يريد به ربه بقلبه في ذلك الموضع الشريف ورأى جبريل في حلة من ياقوت قد ملأ ما بين السماء والأرض على ما في خبر ابن مسعود الذي ذكرناه


ذكر تعداد عائشة قول ابن عباس الذي ذكرناه من أعظم الفرية


60 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن مخلد حدثنا أبو الربيع حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد أن داود بن أبي هند حدثه عن عامر الشعبي عن مسروق بن الأجدع أنه سمع عائشة تقول :
أعظم الفرية على الله من قال : إن محمداً صلى الله عليه و سلم رأى ربه وإن محمداً صلى الله عليه و سلم كتم شيئاً من الوحي وإن محمداً صلى الله عليه و سلم يعلم ما في غد قيل : يا أم المؤمنين وما رآه ؟ قالت : لا إنما ذلك جبريل رآه مرتين في صورته : مرة ملأ الأفق ومرة ساداً أفق السماء
=[14:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) ـ أيضاً ـ : ق .

قال أبو حاتم قد يتوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن هذين الخبرين متضادان وليسا كذلك إذ الله جل وعلا فضَّل رسوله صلى الله عليه و سلم على غيره من الأنبياء حتى كان جبريل من ربه أدنى من قاب قوسين ومحمد صلى الله عليه و سلم يُعَلِّمُه جبريل حينئذ فرآه صلى الله عليه و سلم بقلبه (1) كما شاء .
وخبر عائشة وتأويلها أنه لا يدركه تريد به في النوم ولا في اليقظة .
وقوله { لا تدركه الأبصار } [الأنعام :103] فإنما معناه : لا تدركه الأبصار يُرى في القيامة ولا تدركه الأبصار إذا رأته لأن الإدراك هو الإحاطة والرؤية هي النظر والله يُرى ولا يُدرك كنهه لأن الإدراك يقع على المخلوقين والنظر يكون من العبد ربه .
وخبر عائشة أنه لا تدركه الأبصار فإنما معناه : لا تدركه الأبصار في الدنيا وفي الأخرة إلا من يتفضل عليه من عباده بأن يُجعل أهلاً لذلك واسم الدنيا قد يقع على الأرضين والسماوات وما بينهما لأن هذه الأشياء بدايات خلقها الله جل وعلا لتُكتسب فيها الطاعات للآخرة التي بعد هذه البداية فالنبي صلى الله عليه و سلم رأى ربه في الموضع الذي لا يُطلق عليه اسم الدنيا لأنه كان منه أدنى من قاب قوسين حتى يكون خبر عائشة أنه لم يره صلى الله عليه و سلم في الدنيا من غير أن يكون بين الخبرين تضاد أو تهاتر .

__________
(1) قلت : ثبت - بهذا القيد - عند مسلمٍ (1/ 109ـ 110) من طريقين عن ابن عباس ، قال : رآه بقلبه .


4 - كتاب العلم


ذكر إثبات النصرة لأصحاب الحديث إلى قيام الساعة


61 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم خذلان من خذلهم حتى تقوم الساعة )(1) .
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (270 و 403) .

__________
(1) هذا تمام الحديث الآتي برقم (7258 )


ذكر الإخبار عن سماع المسلمين السنن خَلَفٍ عن سَلَفٍ


62 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا عبد الله بن جعفر البرمكي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( تسمعون ويُسْمَعُ منكم و يُسْمَعُ ممن يَسْمَعُ منكم )
=[69:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1784) .

عبد الله بن عبد الله الرازي : ثقة كوفي


ذكر الإخبار عما يستحب للمرء كثرة سماع العلم ثم الاقتفاء والتسليم


63 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا أبو عامر العقدي قال : حدثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن سويد عن أبي حميد و أبي أسيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به وإذا سمعتم الحديث عتي تنكره قلوبكم وتنفر عنه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (732 ) .


1 ـ باب الزجر عن كتبة المرء السنن مخافة أن يتكل عليها دون الحفظ لها


64 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا كثير بن يحيى ـ صاحب البصري(1) ـ قال : حدثنا همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تكتبوا عني إلا القرآن فمن كتب عني شيئاً فَلْيَمْحُهُ )
=[56:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر التعليق : م .

قال أبو حاتم : زجره صلى الله عليه و سلم عن الكتبة عنه سوى القرآن أراد به الحث على حفظ السنن دون الإتكال على كِتْبَتِها وترك حفظها والتفقُّه فيها .
والدليل على صحة هذا إباحته صلى الله عليه و سلم لأبي شاهٍ كتب الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه و سلم وإذْنُهُ صلى الله عليه و سلم لعبد الله بن عمرو بالكتبة .

__________
(1) تابعهُ جمعٌ عن همامٍ .... به : عند مسلم (8/229) ، والنسائي في ((الكبرى)) (3/431 و 5/10 - 11) ، والدارمي (1/119) , وأحمد (3/12 و 21/39 و 56) ، وغيرهم .
واستدركه الحاكم (1/126 - 127) على مسلمٍ ؛ فوهم !
وخالف هماماً : عبد الرحمن بنُ زيد بن أسلم ، فقال : عن أبيه ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ؛ أخرجه البزارُ (194) .
وعبد الرحمن ضعيف جداً .


65 - أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد (1) : حدثنا سفيان عن فطر عن أبي الطفيل عن أبي ذر قال :
( تركنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وما طائر يطير بجناحيه إلا عندنا منه علم )
=[78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر التعليق أدناه .

قال أبو حاتم : معنى : عندنا منه ؛ يعني بأوامره ونواهيه وأخباره وأفعاله وإباحاته صلى الله عليه و سلم .

__________
(1) وعنه رواه البزار (1/88/147) ، قال : كتب إليَّ محمد بن يزيد بن عبد الله المقرىء .... و هذا إسنادٌ صحيح .
وأخرجه أحمد (5/153) من طريق الأعمش ، عن منذر : ثنا أشياخ ، قالوا : قال أبو ذر .... به .
وهذا إسنادٌ جيد ، والأشياخ جمعٌ من التابعين لا تضرُّ جهالتُهم .
وأخرجه أبو يعلى (5109) من طريقٍ أخرى عن أبي الدرداء .


ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه و سلم لمن أدى من أمته حديثاً سمعه


66 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال : حدثنا عبد الله بن داود عن علي بن صالح عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( نَضَّرَ الله امرءاً سمع منا حديثاً فَبَلَّغَهُ كما سَمِعَهُ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أوعَى من سامِعٍ )
=[12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/63) .


ذكر رحمة الله جل وعلا من بلَّغ أمة المصطفى صلى الله عليه و سلم حديثاً صحيحاً عنه


67 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال : حدثني عمر بن سليمان - هو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب - عن عبد الرحمن بن أبان - هو ابن عثمان بن عفان عن أبيه قال :
خرج زيد بن ثابت من عند مروان قريباً من نصف النهار فقلت : ما بعث إليه إلا لشيء سأله فقمت إليه فسألته فقال : أجل سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( رحم الله امرءاً سمع مني حديثاً فَحَفِظَهُ حتى يُبَلِّغَهُ غيره فَرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه وَرُبَّ حامل فقه ليس بفقيه ثلاث خصال لا يغل عليهنَّ قلب مسلم : إخلاص العمل لله ومناصحة ألاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - سيأتي بأتم (679) .


ذكر البيان بأن هذا الفضل إنما يكون لمن أدى ما وصفنا كما سمعه سواء من غير تغيير ولا تبديل فيه


68 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا صفوان بن صالح قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا شيبان قال : حدثني سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( رَحِمَ الله من سمع مني حديثاً فَبَلَّغَهُ كما سمعه فرُبَّ مُبَلَّغٍ أوعى له من سامع )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - تقدم (66) .


ذكر إثبات نضارة الوجه في القيامة من بلَّغ للمصطفى صلى الله عليه و سلم سنة صحيحة كما سمعها


69 - أخبرنا ابن خزيمة قال : حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( نَضَّرَ الله امرءاً سمع منا حديثاً فَبَلَّغَهُ كما سمعه فرُبَّ مُبَلَّغٍ أوعى من سامع )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر عدد الأشياء التي أستأثر الله تعالى بعلمها دون خلقه


70 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا أبو عمر الدوري حفص بن عمر حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مفاتيح الغيب خمس : لا يعلم ما تضع الأرحام أحد إلا الله ولا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولايعلم متى تقوم الساعة )
=[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2903) : خ .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


71 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : وأخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله : لا يعلم ما تغيض الأرحام أحد إلا الله ولا ما في غد إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولا يعلم متى تقوم الساعة أحد إلا الله ) .
=[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ ـ انظر ما قبله .


ذكر الزجر عن العلم بأمر الدنيا مع الإنهماك فيها والجهل بأمر الآخرة ومجانبة أسبابها


72 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال : حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله يُبْغِضُ كل جَعْظَرِيُّ جَوَّاظٍ سَخَّابٍ بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الأخرة )
=[76:2]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (2304) .


ذكر الزجر عن تتبع المتشابه من القرآن للمرء المسلم


73 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان قال : أخبرنا عبد الله حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري قال : حدثني ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم تلا قول الله : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات .... } [آل عمران :7] إلى آخرها فقال :
( إذا رأيتم الذين يتَّبعون ما تشابه منه فاعلموا أنهم الذين عنى الله فاحذروهم )
=[3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


74 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا أنس بن عياض عن أبي حازم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( أُنْزِلَ القرآن على سبعة أحرف والمراء في القرآن كُفْرٌ ـ ثلاثاً ـ ما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فرُدُّوهُ إلى عالِمِهِ ) .
=[27:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1522) .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( ما عرفتم منه فاعملوا به ) أضمر فيه الاستطاعة يريد : اعملوا بما عرفتم من الكتاب ـ ما استطعتم ـ .
وقوله : ( وما جهلتم منه فردُّوه إلى عالمه ) فيه الزجر عن ضد هذا الأمر وهو أن لا يسألوا من لا يعلم .


ذكر العلة التي من أجلها قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( وما جهلتم منه فردوه إلى عالِمِهِ )


75 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا إسحاق بن سويد الرملي قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق الهمداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أُنْزِلَ القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن )
=[27:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (2989) .


ذكر الزجر عن مجادلة الناس في كتاب الله مع الأمر بمجانبة من يفعل ذلك


76 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال : حدثنا عاصم بن النضر الأحول قال : حدثنا المعتمر بن سليمان قال : سمعت أيوب يحدث عن أبن أبي مليكة عن عائشة أنها قالت :
قرأ نبي الله صلى عليه وسلم هذه الآية : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأُخر متشابهات ... } إلى قوله : { أولو الألباب } [آل عمران :7] قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذ رأيتم الذين يجادولون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم ) قال مطر : حفظت أنه قال :
( لا تجالسوهم فهم الذين عنى الله فاحذروهم )
=[3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ؛ دون قول مطر : ((لا تجالسوهم ....)) .

قال أبو حاتم : سمع هذا الخبر أيوب عن مطر الوراق وابن أبي مليكة جميعاً .


ذكر وصف العلم الذي يتوقع دخول النار في القيامة لمن طلبه


77 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي بالبصرة قال : حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال : حدثنا ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا تماروا به السفهاء ولا تخيَّروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((التعليق الرغيب)) (1/68) .


78 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن يحيى بن محمد بن مخلد قال : حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني أبو يحيى بن سليمان الخزاعي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من تعلَّم علماً مما يُبْتَغَى به وجه الله لا يتعلَّمه إلا ليُصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((اقتضاء العلم العمل)) (102) ، ((المشكاة)) (277) .

[78/* ] ـ وأخبرنا عمر بن محمد بن بجير حدثنا أبو الطاهر بن السرح أنبأنا أبن وهب ... بأسناده مثله .


ذكر الزجر عن مجالسة أهل الكلام والقدر ومفاتحتهم بالنظر و الجدال


79 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة وهارون بن معروف قالا : حدثنا المقرىء قال : حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن عطاء بن دينار عن حكيم بن شريك عن يحيى بن ميمون الحضرمي عن ربيعة الجرشي عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( لا تجالسوا أهل القَدَرِ ولا تفاتحوهم )
=[23:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الطحاوية)) (242) ، ((الظلال)) (330 ) .


ذكر ما كان يتخوف صلى الله عليه و سلم على أمته جدال المنافق


80 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا خليفة بن خياط حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم اللسان )
=[22:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/78) .


81 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن مرزوق حدثنا محمد بن بكر عن الصلت بن بهرام حدثنا الحسن حدثنا جندب البجلي في هذا المسجد أن حذيفة حدثه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان رِدْءاً للإسلام غيره إلى ما شاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك ) قال : قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي ؟ قال :
( بل الرامي )
=[22:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن - ((الصحيحة)) (3201) .


ذكر ما يجب على المرء أن يسأل الله جل وعلا العلم النافع رزقنا الله إياه وكل مسلم


82 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع عن إسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( اللهم إني أسألك علماً نافعاً وأعوذ بك من علم لا ينفع )
=[12:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (1/15) ، ((المشكاة)) (2498) ، ((التعليق الرغيب)) (1/75) .


ذكر ما يستحب للمرء أن يقرن إلى ما ذكرنا في التعوذ منها أشياء معلومة


83 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال : حدثنا أبو نصر التمار قال : حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول :
( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وعمل لا يُرْفَعُ وقلب لا يخشع وقول لا يسمع )
=[12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/75) .


ذكر تسهيل الله جل وعلا طريق الجنة على من يسلك في الدنيا طريقاً يطلب فيه علماً


84 - أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي الزاهد قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا محمد بن خازم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً من طرق الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج علم أبي خيثمة)) (113/17) ، ((صحيح أبي داود)) (1308) : م .


ذكر بسط الملائكة أجنحتها لطلبة العلم رضاً بصنيعهم ذلك


85 - أخبرنا ابن خزيمة قال : حدثنا محمد بن يحيى و محمد بن رافع قالا : حدثنا عبد الرزاق قال : أنبأنا معمر عن عاصم عن زر : قال :
أتيت صفوان بن عسال المرادي قال : ما جاء بك ؟ قال : جئت أنبِطُ العلم قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( ما من خارج يخرج من بيته يطلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رِضاً بما يصنع )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/62) .


ذكر أمان الله جل وعلا من النار من أوى إلى مجلس علم ونيته فيه صحيحة


86 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن أبا مرة ـ مولى عقيل بن أبي طالب ـ أخبره عن أبي واقد الليثي :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وذهب واحد فلما وقفا على رسول الله صلى الله عليه و سلم سلَّما فأما أحدهما فرأى فُرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الأخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهباً فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ألا أخبركم عن النفر الثلاثة : أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر التسوية بين طالب العلم ومعلمه وبين المجاهد في سبيل الله


87 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال : حدثنا المقرىء قال : أنبأنا حيوة قال : حدثني أبو صخر أن سعيداً المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيراً أو يعلِّمه كان كالمجاهد في سبيل الله ومن دخله لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن - ((التعليق الرغيب)) (1/62) .


ذكر وصف العلماء الذين لهم الفضل الذي ذكرنا قبل


88 - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال : حدثنا عبد الله بن داود الخريبي قال : سمعت عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال :
كنت جالساً مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فأتاه رجل فقال يا أبا الدرداء إني أتيتك من مدينة الرسول في حديث بلغني أنك تحدِّثه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو الدرادء : أما جئت لحاجة أما جئت لتجارة أما جئت إلا لهذا الحديث ؟ قال : نعم قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة والملائكة تضع أجنحتها رضاً لطالب العلم وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وأورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن - ((التعليق الرغيب)) (1/53) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : في هذا الحديث بيان واضح أن العلماء الذين لهم الفضل الذي ذكرنا : هم الذين يعلمون علم النبي صلى الله عليه و سلم دون غيره من سائر العلوم ألا تراه يقول : ( العلماء ورثة الأنبياء ) والأنبياء لم يورثوا إلا العلم وعلمُ نبينا صلى الله عليه و سلم سُنَّتُه فمن تعرَّى عن معرفتها لم يكن من ورثة الأنبياء


ذكر إرادة الله جل وعلا خير الدارين بمن تفقه في الدين


89 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من يُردِ الله به خيراً يُفَقِّّهْهُ في الدِّيْنِ )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1194) .


ذكر إباحة الحسد لمن أوتي الحكمة وعلمها الناس


90 - أخبرنا محمد بن يحيى بن خالد أنبأنا محمد بن رافع حدثنا مصعب بن المقدام حدثنا داود الطائي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : سمعت ابن مسعود يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالاً فسلَّطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويُعَلِّمُها )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الروض)) (897) ، ((التعليق الرغيب)) (1/221) ، ((صحيح الترغيب والترهيب )) (924) .


ذكر البيان بأن خيار الناس من حسُن خُلُقُه في فقهه


91 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا محمد بن زياد سمعت أبا هريرة يقول : سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول :
( خيركم أحاسنكم أخلاقاً ـ إذا فَقُهُوا ـ )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1846) .


ذكر البيان بأن خيار المشركين هم الخيار في الإسلام إذا فقهوا


92 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( الناس معادن في الخير والشر خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا )
=[9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((فقه السيرة)) (56) : ق .


ذكر البيان بأن العلم من خير ما يخلِّف المرء بعده


93 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة - هو الحراني - قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( خير ما يخلِّف الرجل بعده ثلاث : ولد صالح يدعو له وصدقة تجري يَبْلُغُهُ أجرها وعلم يُنْتَفَع به من بعده )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((أحكام الجنائز)) (224) ، ((التعليق الرغيب)) (1/58) ، ((الروض)) (1013) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : قد بقي من هذا النوع أكثر من مئة حديث بدَّدناها في سائر الأنواع من هذا الكتاب لأن تلك المواضع بها أشبه


ذكر الأمر بإقالة زلات أهل العلم والدين


94 - اخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا سعيد بن عبد الجبار ومحمد بن الصباح وقتيبة بن سعيد قالوا : حدثنا أبو بكر بن نافع العمري عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أقِيلُوا ذوي الهيئات زلاتهم )
=[78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (638) .


ذكر إيجاب العقوبة في القيامة على الكاتم العلم الذي يُحتاج إليه في أمور المسلمين


95 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا النضر بن شميل قال : حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن الحكم البناني عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من كتم علماً تلجَّم بلجام من نار يوم القيامة )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج المشكاة)) (223) ، ((التعليق الرغيب)) (1/73) ، ((الروض النضير)) (1139) .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


96 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني عبد الله بن عياش بن عباس [ عن أبيه ] عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من كتم علماً ألجمهُ الله يوم القيامة بلجام من نار )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((التعليق)) أيضاً ، ((تحذير الساجد)) (ص 4) .


ذكر الخبر الدال على إباحة كتمان العالم بعض ما يعلم من العلم إذا علم أن قلوب المستمعين له لا تحتمله


97 - أخبرنا الحسن بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال : حدثنا عبد الله ابن سعيد الكندي قال : حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال :
بينما النبي صلى الله عليه و سلم في بعض حيطان المدينة مُتَوَكِّئاً على عسيب إذ جاءته اليهود فسألته عن الروح فنرلت : { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } الآية [الإسراء :85] .
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر البيان بأن الأعمش لم يكن بالمنفرد في سماع هذا الخبر من عبد الله بن مرة دون غيره


98 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : اخبرنا عيسى بن يونس قال : حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال :
كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حرث بالمدينة وهو مُتَّكىءٌ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض : لو سألتموه ! فقال بعضهم : لا تسألوه فيُسمعكم ما تكرهون فقالوا : يا أبا القاسم أخبرنا عن الروح فقام ساعة ينتظر الوحي فعرفت أنه يوحى عليه فتأخَّرْتُ عنه حتى صعد الوحي ثم قرأ : { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } الآية [الإسراء :85] .
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


99 - أخبرنا أبو يعلى (1) قال : حدثنا مسروق بن المرزبان قال : حدثنا ابن أبي زائدة قال : حدثني داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال :
قالت قريش لليهود : أعطونا شيئاً نسأل عنه هذا الرجل فقالوا : سَلُوهُ عن الروح فسألوه فنزلت : { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } [الإسراء :85] فقالوا لم نؤت من العلم نحن إلا قليلاً وقد أُوتينا التوراة ومن يؤت التوراة فقد أُوتي خيراً كثيراً ؟ فنزلت { قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي ... } الآية [الكهف :109] .
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - انظر التعليق .

__________
(1) في ((مسنده)) (4/380 ـ 381) ، وإسناده حسن ، رجاله ثقات رجال مسلم ، غير مسروق بن المرزُبان ؛ وهو صدوق له أوهام ؛ كما قال الحافظ .
وقد توبع من قتيبة بن سعيد : نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة :
أخرجه الترمذي (3139) ـ وصححه ـ ، والنسائي في ((الكبرى)) (11314) ، وأحمد (1/555) ، قال ثلاثتهم أنا قتيبة بن سعيد ؛ فصح السند والحمد لله .


ذكر ما يستحب للمرء من ترك سرد الأحاديث حذر قلة التعظيم والتوقير لها


100 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال : حدثتا ابن وهب قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة قالت :
( ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يُسمعُني ذلك وكنت أُسَبِّحُ فقام قبل أن أقضي سُبْحَتِي ولو أدركته لَرَدَدْتُ عليه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن يسْرُدُ الحديث كسردكم )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (37) : ق .

قال أبو حاتم : قول عائشة : ( لرَدَدْتُ عليه ) : أرادت به سرد الحديث لا الحديث نفسه .


ذكر الإخبار عن إباحة جواب المرء بالكناية عما يسأل وإن كان في تلك الحالة مدحه


101 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا قرة بن خالد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال :
بينما النبي صلى الله عليه و سلم يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل : اعْدِلْ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( يا ويلي لقد شَقِيتُ إن لم أَعْدِلْ )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ظلال الجنة)) (943) .


ذكر الخبر الدال على أن العالم عليه ترك التصلف بعلمه ولزوم الافتقار إلى الله جل وعلا في كل حاله


102 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس :
أنه تمارى هو والحُرُّ بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى فقال ابن عباس : هو الخضر فمر بهما أُبيُّ بن كعب فدعاه ابن عباس فقال : يا أبا الطفيل هلم إلينا فإني قد تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لُقِيِّهِ فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فيه شيئاً ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( بينما موسى في ملإ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال له : هل تعلم أحداً أعلم منك ؟ فقال موسى : لا فأوحى الله إلى موسى : بل عبدنا الخضر فسأل موسى السبيل إلى لُقِيِّهِ فجعل الله له الحوت آيةً وقيل له : إذا فقدت الحوت فارجع فإنك تلقاه فسار موسى ماشاء الله أن يسير ثم قال لفتاه : آتنا غداءنا فقال لموسى حين سأله الغداء : { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره } [الكهف :63] وقال موسى لفتاه : { ذلك ما كنا نبغِ فارتدَّا على آثارهما قصصاً } [الكهف :64] فوجدا خَضِراً وكان من شأنهما ما قصَّ الله في كتابه )
=[4:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكرالخبر الدال على إباحة إجابة العالم السائل بالأجوبة على سبيل التشبيه والمقايسة دون الفصل في القصة


103 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : أخبرنا المخزومي قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد قال : حدثنا عبيد الله بن عبد الله الأصم قال : حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد أرأيت جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( أرأيتَ هذا الليل [الذي] (1) قد كان [ أَلْبَسَ عليك كل شيءٌ ] ؛ أين جُعِل ؟! ) قال : اللهُ أعلم ! قال :
( فإن الله يفعل ما يشاء )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2892) .

__________
(1) ما بين المعوقفتين سقط من الأصل .


ذكر الخبر الدال على إباحة إعفاء المسؤول عن العلم عن إجابة السائل على الفور


104 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عثمان بن عمر قال : حدثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال :
بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدِّث القوم جاءه أعرابي فقال : متى الساعة ؟ فمضى صلى الله عليه و سلم يحدِّث فقال بعض القوم : سمع ما قال وكره ما قال وقال بعضهم : بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال :
( أين السائل عن الساعة ؟ ) قال : ها أنا ذا قال :
( إذ ا ضُيِّعَت الأمانة فانتظر الساعة ) قال : فما إضاعتها ؟ قال :
( إذا أُسنِد الأمرُ [ إلى غير أهلِه ] فانتظرِ الساعة )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ .


ذكر الإباحة للعالم إذا سُئل عن الشيء أن يغضي عن الإجابة مدة ثم يجيب ابتدء منه


105 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال : حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال : حدثنا المعتمر بن سليمان قال : حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله متى قيام الساعة ؟ فقام النبي صلى الله عليه و سلم إلى الصلاة فلما قضى الصلاة قال :
( أين السائل عن ساعته ؟ ) فقال الرجل : أنا يا رسول الله قال :
( ما أعددت لها ) قال : ما أعددتُ لها كبير شيء ولا صلاة ولا صيام ـ أو قال : ما أعددتُ لها كبير عمل ـ إلا أني أحب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( المرء مع من أحب ) أو قال : ( أنت مع من أحببت )
قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام مثل فرحهم بهذا
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح الأدب المفرد)) (260/352) ، ومضى برقم (8) .


ذكر الخبر الدال على إباحة إلقاء العالم على تلاميذه المسائل التي يريد أن يعلمهم إياها إبتداء وحثه إياهم على مثلها


106 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني أنس بن مالك :
( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج حين زاغت الشمس فصلى لهم صلاة الظهر فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أن قبلها أموراً عظاماً ثم قال :
( من أحب أن يسألني عن شيء فليسألني عنه فوالله لا تسألوني عن شيء إلا حدثتكم به ما دمتُ في مقامي )
قال أنس بن مالك : فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه و سلم وأكثر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقول :
( سلوني سلوني ) فقام عبد الله بن حذافة فقال : مَنْ أبي يا رسول الله ؟ قال :
( أبوك حذافة ) فلما أكثر رسول الله صلى الله عليه و سلم من أن يقول :
( سلوني ) برك عمر بن الخطاب على ركبتيه قال : يا رسول الله رضينا بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه و سلم رسولاً قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال عمر ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( والذي نفسي بيده لقد عُرِضَ علي الجنة والنار آنفاً في عُرْضِ هذا الحائط فلم أر كاليوم في الخير والشر )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح الأدب المفرد)) (916) : ق .


ذكر الخبر الدال على أن المصطفى صلى الله عليه و سلم قد كان يعرض له الأحوال في بعض الأحايين يريد بها إعلام أمته الحكم فيها لو حدثت بعده صلى الله عليه و سلم


107 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا عبدة وأبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يسمع قراءة رجل في المسجد فقال :
( يرحمه الله ؛ لقد أذكرني آية كنت أُنسِيتُها )
=[17:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1202) .


ذكر الخبر الدال لى إباحة اعتراض المتعلِّم على العالم فيما يعلمه من العلم


108 - أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا هشام بن عمار حدثنا أنس بن عياض حدثنا الأوزاعي عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة يقول :
قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : يا رسول الله نعمل في شيء نأتنفه أم في شيء قد فُرِغَ منه ؟ قال :
( بل في شيء قد فُرِغَ منه ) قال : ففيم العمل ؟ قال :
( يا عُمر ! لا يُدركُ ذاك إلا بالعمل ) قال : إذاً نجتهد يا رسول الله !
=[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (165) .


ذكر الإباحة للمرء أن يسأل عن الشيء وهو خبير به عن غير أن يكون ذاك به إستهزاء


109 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا حوثرة بن أشرس قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل علينا ولي أخ صغير يكنى أبا عمير فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال :
( أبا عمير ما فعل النُّغير ؟ )
=[22:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مختصر الشمائل)) (201) : ق .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك التكلف في دين الله بما تُنُكِّب عنه وأغضي عن إبدائه


110 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن الزهري قال : أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن أعظم الناس في المسلمين جُرماً من سأل عن مسألة لم تحرَّم فحُرِّمَ على المسلمين من أجل مسألته )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (3276) : ق .


ذكر الخبر الدال على إباحة إظهار المرء بعض ما يحسن من العلم إذا صحت نيته في إظهاره


111 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب أن عبيد الله بن عبد الله أخبره : أن ابن عباس كان يحدث
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني رأيت الليلة في المنام ظُلَّةً تنطف السمن والعسل وإذا الناس يتكففون منها بأيديهم فالمتسكثر والمستقل وأرى سبباً واصلاً من السماء إلى الأرض فأراك أخذت به فعلوت ثم أخذ به رجل من بعدك فعلا ثم أخذ به رجل آخر فعلا ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به ثم وُصِلَ له فعلا قال أبو بكر : يا رسول الله بأبي أنت والله لَتَدَعَنِّي فلأعْبُرْهُ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( عَبِّرْ ) قال أبو بكر : أما الظُّلَّةُ فَظُلَّةُ الإسلام وأما الذي ينطف من السمن والعسل فالقرآن حلاوته ولينه وأما ما يتكفف الناس من ذلك فالمستكثر من القرآن والمستقلُّ وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه أخذته فيُعليك الله ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبتُ أم أخطأت ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً ) قال : والله يا رسول الله لتُخْبِرَنِّي بالذي أخطأت قال :
( لا تُقْسِمْ )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (121) ، ((الظلال)) (1143) : ق .


ذكر الحكم فيمن دعا إلى هدى أو ضلالة فاتُّبع عليه


112 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيء ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً )
=[12:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (865) : م .


ذكر البيان بأن على العالم أن لا يُقَنَّطَ عباد الله عن رحمة الله


113 - سمعت أبا خليفة يقول : سمعت عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم يقول : سمعت الربيع بن مسلم يقول : سمعت محمداً يقول : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت أبا هريرة يقول :
مَرَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم على رهط من أصحابه وهم يضحكون فقال :
( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراًَ ) فأتاه جبريل فقال : إن الله يقول لك : لِمَ تُقَنِّطُ عبادي ؟ قال : فرجع إليهم فقال :
( سَدِّدُوا وقاربوا وأَبْشِرُوا )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (3194) ، ((تخريج فقه السيرة)) (445) .

قال أبوحاتم : ( سدِّدُوا ) يريد به : كونوا مسددين والتسديد لزوم طريقة النبي صلى الله عليه و سلم واتباع سنته .
وقوله : ( وقاربوا ) يريد به : لا تحملوا على الأنفس من التشديد ما لا تطيقون .
وأبشروا فإن لكم الجنة إذا لزمتم طريقتي في التسديد وقاربتم في الإعمال


ذكر إباحة تأليف العالم كُتُبَ الله جل وعلا


114 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الأعلى حدثنا وهب بن جرير حدثني أبي قال : سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت قال :
( كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم نُؤَلِّفُ القرآن من الرقاع )
=[1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (503) ، ((المشكاة)) (6624) ، ((تخريج فضائل الشام )) (رقم1) .


ذكر الحث على تعليم كتاب الله وإن لم يتعلم الإنسان بالتمام


115 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أنبانا عبد الله عن موسى بن علي بن رباح قال : سمعت أبي يقول : سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول :
خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في الصُّفَّةِ فقال :
( أيكم يحب أن يغدوا إلى بطحان أو العقيق فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين زهراوين يأخذهما في غير إثم ولا قطيعة رحم ؟ ) قالوا : كلنا يا رسول الله يحب ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( فَلأنْ يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من عدادهن من الإبل ) .
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1309) : م .

قال أبو حاتم : هذا الخبر أضمر فيه كلمة وهي : ( لو تصدَّق بها ) يريد بقوله : فيتعلم آيتين من كتاب الله خير من ناقتين وثلاث لو تصدق بها لأن فَضْلَ تعلم آيتين من كتاب الله أكبر من فضل ناقتين وثلاث وعدادهن من الإبل لو تصدق بها إذ محال أن يُشَبِّه من تعلم آيتين من كتاب الله في الأجر بمن نال بعض حطام الدنيا فصح بما وصفت صحة ما ذكرت


116 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه وعليكم بالزهراوين : البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان ـ أو كأنهما غيايتان أو فرقان ـ من طير تحاجَّان عن أصحابهما وعليكم بسورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة )
=[80:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مختصر مسلم)) (2095) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تعلم كتاب الله جل وعلا واتباع ما فيه عند وقوع الفتن خاصة


117 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مسعر بن كدام عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الصامت عن حذيفة قال :
قلت : يا رسول الله هل بعد هذا الخير ـ الذي نحن فيه ـ من شَرٍّ نحذره ؟ قال :
( يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلَّمه واتَّبِعْ ما فيه خيراً لك )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2739) .


ذكر البيان بأن من خير الناس من تعلم القرآن وعلَّمه


118 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني أخبرنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه )
قال أبو عبد الرحمن : فهذا الذي أقعدني هذا المقعد
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1306) : خ .


ذكر الأمر باقتناء القرآن مع تعليمه


119 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن حباب عن موسى بن علي قال : سمعت أبي يقول : سمعت عقبة بن عامر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تعلموا القرآن واقتنوه فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصِّياً من المخاض في العُقُلِ )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (2/214) .


ذكر الزجر عن أن لا يستغني المرء بما أوتي من كتاب الله جل وعلا


120 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن )
=[61:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1321) .

قال أبو حاتم : معنى قوله صلى الله عليه و سلم ( ليس منا ) في هذه الأخبار يريد به : ليس مثلنا في استعمال هذا الفعل لأنا لا نفعله فمن فعل ذلك فليس مثلنا


ذكر وصف من أعطي القرآن والإيمان أو أعطي أحدهما دون الآخر


121 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا معتمر ين سليمان قال : سمعت عوفاً يقول : سمعت قسامة ـ هو ابن زهير ـ يحدث عن ابي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( مثل من أُعطي القرآن والإيمان كمثل أترُجَّةٍ طيب الطعم طيب الريح ومثل من لم يُعط القرآن ولم يُعط الإيمان كمثل الحنظلة مُرَّة الطعم لا ريح لها ومثل من أُعطي الإيمان ولم يُعط القرآن كمثل التمرة طيبة الطعم ولا ريح لها ومثل من أُعطي القرآن ولم يعط الإيمان كمثل الريحانة مُرَّة الطعم طيبة الريح )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح الإسناد ـ ويأتي من طريق آخر نحوه (767 و 768) : ق .


ذكر نفي الضلال عن الآخذ بالقرآن


122 - أحبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح الخزاعي قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( أبشروا وأبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ ) قالوا : نعم قال :
( فإن هذا القرآن سببٌ طَرفُهُ بيد الله وطَرفُهُ بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلُّوا ولن تهلكوا بعده أبداً )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (713) .


ذكر إثبات الهدى لمن اتبع القرآن والضلالة لمن تركه


123 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حسان بن إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال :
دخلنا عليه فقلنا له : لقد رأيت خيراً صَحِبْتَ رسول الله صلى الله عليه و سلم وصليتَ خلفه ؟ فقال : نعم وإنه صلى الله عليه و سلم خَطَبَنَا فقال :
( إني تارك فيكم كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (4/356) نحوه .


ذكر البيان بأن القرآن من جعله إمامه بالعمل قاده إلى الجنة ومن جعله وراء ظهره بترك العمل ساقه إلى النار


124 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا عبد الله بن الأجلح عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( القرآن شافعٌ(1) ومَا حِلٌ مُصَدَّقٌ مَن جَعَلَهُ إمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2019) .

قال أبو حاتم : هذا خبر يوهم لفظه من جهل صناعة العلم أن القرآن مجعول مربوب وليس كذلك لكن لفظه مم نقول في كتبنا : إن العرب في لغتها تُطلِقُ اسم الشيء على سببه كما تطلق اسم السبب على الشيء فلما كان العمل بالقرآن قاد صاحبه إلى الجنة أطلق إسم ذلك الشيء الذي هو العمل بالقرآن على سببه الذي هو القرآن لا أن القرآن يكون مخلوقاً

__________
(1) في الأصل : ((مشفع)) .


ذكر إباحة الحسد لمن أوتي كتاب الله تعالى فقام به آناء الليل والنهار


125 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أبن أبي عمر العدني حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/221) ، ((الروض النضير)) ( 897) .


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار ) أراد به فهو يتصدق به


126 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سالم بن عبد الله عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا حسد إلا على اثنتين : رجل آتاه الله هذا الكتاب فقام به آناء الليل والنهار ورجل أعطاه الله مالاً فتصدَّق به آناء الليل وآناء النهار )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الخلفاء الراشدين والكبار من الصحابة غير جائز أن يخفى عليهم بعض أحكام الوضوء والصلاة


127 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال : سمعت أبي قال : حدثنا حسين المعلم : أن يحيى بن أبي كثير حدثه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عطاء بن يسار عن زيد بن خالد الجهني :
( أنه سأل عثمان بن عفان عن الرجل إذا جامع ولم ينزل ؟ فقال :
ليس عليه شيء
ثم قال عثمان : سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فسألت بعد ذلك علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وأُبيُّ بن كعب فقالوا مثل ذلك
قال أبو سلمة : وحدثني عروة بن الزبير أنه سأل أبا أيوب الأنصاري مثل ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم )
=[57:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


5 - كتاب الإيمان


1 - باب الفطرة


128 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان حدثنا موسى بن مروان الرقي حدثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (1220) : ق .


ذكر إثبات الألف بين الأشياء الثلاثة التي ذكرناها


129 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه و سلم : ( كل مولود يولد على الفطرة ) أراد به : على الفطرة التي فطره الله عليها جل وعلا يوم أخرجهم من صلب آدم لقوله جل وعلا : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } [الروم :30] يقول : لا تبديل لتلك الخلقة التي خلقهم لها ـ إما لجنة وإما لنار ـ حيث أخرجهم من صلب آدم فقال : هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار ألا ترى أن غلام الخضر قال صلى الله عليه و سلم : ( طبعه الله يوم طبعه كافراً ) وهو بين أبوين مؤمنين فأعلم الله ذلك عبده الخضر ولم يُعلم ذلك كليمه موسى صلى الله عليه و سلم على ما ذكرنا في غير موضع من كتبنا


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به حميد بن عبد الرحمن


130 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتجون إبلكم هذه هل تُحِسُّونَ فيها من جدعاء ؟ )
ثم يقول أبو هريرة : فاقرأوا إن شئتم : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } [الروم :30] .
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ) مما نقول في كتبنا : إن العرب تضيف الفعل إلى الآمر كما تضيفه إلى الفاعل قأطلق صلى الله عليه و سلم اسم التهود والتنصر و التمجس على من أمر ولده بشيء منها بلفظ الفعل لا أن المشركين هم الذين يهودون أولادهم أو ينصرونهم أو يمجسونهم دون قضاء الله عز و جل في سابق علمه في عبيده على حسب ما ذكرناه في غير موضع من كتبنا .
وهذا كقول ابن عمر : ( إن النبي صلى الله عليه و سلم حلق رأسه في حجته ؛ يريد به أن الحالق فعل ذلك به صلى الله عليه و سلم لا نفسه .
وهذا كقوله صلى الله عليه و سلم : ( من حين يخرج أحدكم من بيته إلى الصلاة فخطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة ) يريد : أن الله يأمر بذلك لا أن الخطوة تحط الخطيئة أو ترفع الدرجة .
وهذا كقول الناس : الأمير ضرب فلاناً ألف سوط يريدون : أنه أمر بذلك لا أنه فعل بنفسه


ذكر خبر قد يوهم عالماً من الناس أنه مضاد للخبرين اللذين ذكرناهما قبل


131 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أنبأنا يونس عن ابن شهاب أن عطاء بن يزيد أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول :
سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذراري المشركين فقال :
( الله أعلم بما كانوا عاملين )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (208 - 211) : ق .


ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لخبر أبي هريرة الذي ذكرناه


132 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا السري بن يحيى أبو الهيثم - وكان عاقلاً - حدثنا الحسن عن الأسود بن سريع - وكان شاعراً وكان أول من قصَّ في هذا المسجد - قال :
أفضى بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( أوليس خياركم أولاد المشركين ما من مولود يولد إلا على فطرة الإسلام حتى يُعْرِبَ فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (402) .

قال أبو حاتم : في خبر الأسود بن سريع هذا : ( ما من مولود يولد إلا على فطرة الإسلام ) أراد به : الفطرة التي يعتقدها أهل الإسلام التي ذكرناها قبل حيث أخرج الخلق من صلب آدم فإقرار المرء بتلك الفطرة من الإسلام فنسب الفطرة إلى الإسلام عند الاعتقاد على سبيل المجاورة


ذكر الخبر المصرح بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( الله أعلم بما كانوا عاملين ) كان بعد قوله : ( كل مولود يولد على الفطرة )


133 - أخبرنا عمر بن سعيد الطائي بمنبح أخبرنا أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء هل تحس من جدعاء ؟ ) قالوا : يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير ؟ قال :
( الله أعلم بما كانوا عاملين )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .


ذكر العلة التي من أجلها قال صلى الله عليه و سلم : ( أوليس خياركم أولاد المشركين )


134 - سمعت أبا خليفة يقول : سمعت عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم يقول : سمعت الربيع بن مسلم يقول : سمعت محمد بن زياد يقول : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول :
(عجب ربنا من أقوام يُقادون إلى الجنة في السلاسل )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ظلال الجنة)) (573) : خ .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم ( عجب ربُّنا ) من ألفاظ التعارف التي لا يتهيأ علم المخاطب بما يخاطب به في القصد إلا بهذه الألفاظ التي استعملها الناس فيما بينهم والقصد في هذا الخبر السبي الذي يسبيهم المسلمون من دارالشرك مكتفين في السلاسل يقادون بها إلى دور الإسلام حتى يسلموا فيدخلوا الجنة ولهذا المعنى أراد صلى الله عليه و سلم بقوله في خبر الأسود بن سريع : ( أوليس خياركم أولاد المشركين ) وهذه اللفظة أطلقت أيضا بحذف ( من ) عنها يريد : أوليس من خياركم


ذكر خبر أوهم من لم يحسن طلب العلم من مظانه أنه مضاد للأخبار التي تقدم ذكرنا لها


135 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أنبأنا محمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن ابن عمر :
( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى في بعض مغازيه امرأة مقتولة فأنكر ذلك ونهى عن قتل النساء والصبيان )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (1210) , ((صحيح أبي داود)) (2394) .


ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد للأخبار التي ذكرناها قبل


136 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال : سمعناه من الزهري ـ عوداً و بدءاً ـ عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : أخبرني الصعب بن جثامة قال :
مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا بالأبواء ـ أو بودَّان ـ فأهديت إليه لحم حمار وحش فرده علي فلما رأى الكراهية في وجهي قال :
( إنه ليس بنا ردٌّ عليك ولكنا حرم ) وسئل النبي صلى الله عليه و سلم عن الدار من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم قال :
( هم منهم ) قال : وسمعته يقول :
( لا حمى إلا لله ورسوله )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2397 و 2705) : خ .


ذكر الخبر المصرح بأن نهيه صلى الله عليه و سلم عن قتل الذراري من المشركين كان بعد قوله صلى الله عليه و سلم : ( هم منهم )


137 - أخبرنا جعفر بن سنان القطان بواسط حدثنا العباس بن محمد بن حاتم حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد بن عمرو عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( لا حمى إلا لله ولرسوله ) وسألته عن أولاد المشركين : أنقتلهم معهم ؟ قال :
( نعم فإنهم منهم ) ثم نهى عن قتلهم يوم حنين
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2397) .


ذكر خبر قد أوهم من أغضى عن علم السنن واشتغل بضدِّها أنه يضاد الأخبار التي ذكرناها قبل


138 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة ـ أم المؤمنين ـ قالت :
توفي صبي فقلت : طوبى له عصفور من عصافير الجنة فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( أولا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ابن ماجة)) (82) : م .

قال أبو حاتم : أراد النبي صلى الله عليه و سلم بقوله هذا ترك التزكية لأحد مات على الإسلام ولئلا يشهد بالجنة لأحد وإن عرف منه إتيان الطاعات والانتهاء عن المزجورات ليكون القوم أحرص على الخير وأخوف من الرب لا أن الصبي الطفل من المسلمين يخاف عليه النار وهذه مسألة طويلة قد أمليناها بفصولها والجمع بين هذه الأخبار في كتاب ( فصول السنن ) وسنمليها إن شاء الله بعد هذا الكتاب في كتاب ( الجمع بين الأخبار ونفي التضاد عن الآثار ) إن يسر الله تعالى ذلك وشاء


2 - باب التكليف


ذكر الإخبار عن نفي تكليف الله عباده ما لا يطيقون


139 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال :
لما نزلت على النبي صلى الله عليه و سلم هذه الآية : { لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير } [البقرة :284] أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فجثوا على الركب وقالوا : لا نطيق لا نستطيع كُلِّفْنَا من العمل ما لا نطيق ولا نستطيع فأنزل الله : { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ... } إلى قوله { غفرانك ربنا وإليك المصير } [البقرة:285] فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( لا تقولوا كما قال أهل الكتاب من قبلكم : سمعنا وعصينا بل قولوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) فأنزل الله : { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } [البقرة :286] قال : نعم { ربنا و لا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا } [البقرة :286] قال : نعم { ربنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } [البقرة :286] قال : نعم
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م .


ذكر الإخبار عن الحالة التي من أجلها أنزل الله جل وعلا { لا إكراه في الدين }[البقرة :256]


140 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال : حدثنا حسن بن على الحلواني قال : حدثنا وهب بن جرير قال : حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : { لا إكراه في الدين } [البقرة :256] قال :
كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف : لئن عاش لها ولد لَتُهَوِّدَنَّهُ فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم ناس من أبناء الأنصار فقالت الأنصار : يا رسول الله أبناؤنا فأنزل الله هذه الآية : { لا إكراه في الدين } [البقرة :256]
قال سعيد بن جبير : فمن شاء لحق بهم ومن شاء دخل في الإسلام
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2404) .


ذكر البيان بأن الفرض الذي جعله الله جل وعلا نفلاً جائز أن يفرض ثانياً فيكون ذلك الفعل الذي كان فرضاً في البداية فرضاً ثانياً في النهاية


141 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال : حدثنا سعيد بن حفص النفيلي قال : قرأنا على معقل بن عبيد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها أخبرته :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج ليلة في رمضان فصلى في المسجد فصلى رجال وراءه بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا بذلك فاجتمع أكثر منهم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم الثانية فصلوا بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا بذلك فاجتمع أهل المسجد ليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا لصلاة الفجر فلما قُضيت صلاة الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال :
( أما بعد فإنه لم يخفَ علي مكانكم ولكني خشيت أن تُفرض عليكم فتقعدوا عنها ) وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يرَغِّبُهُمْ في قيام شهر رمضان من غير أن يأمرهم بقضاء أمر فيه يقول :
( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم والأمر على ذلك ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدراً من خلافة عمر رضوان الله عليهم أجمعين
=[1:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صلاة التراويح)) : ق .


ذكر الإخبار عن العلة التي من أجلها إذا عُدمت رُفعت الأقلام عن الناس في كتبة الشيء عليهم


142 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( رُفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ وعن الغلام حتى يحتلم وعن المجنون حتى يفيق )
=[18:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ابن ماجة)) (2041) .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


143 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب أخبرني جرير بن حازم عن سليمان بن مهران عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال :
مر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمجنونة بني فلان قد زنت أَمَرَ عمر برجمها فردها عليٌّ وقال لعمر يا أمير المؤمنين أترجم هذه ؟ قال : نعم قال : أوما تذكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( رفع القلم عن ثلاثة : عن المجنون المغلوب على عقله وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم ) ؟ قال : صدقت فخلى عنها
=[18:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (2/5) .


ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا الخبرين الأولين اللذين ذكرناهما بأن القلم رفع عن الأقوام الذين ذكرناهم في كتبة الشر عليهم دون كتبة الخير لهم


144 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال : سمعته من إبراهيم بن عقبة قال : سمعت كريباً يخبر عن ابن عباس :
أن النبي صلى الله عليه و سلم صدر من مكة فلما كان بالروحاء استقبله ركبٌ فسلم عليهم فقال :
( من القوم ؟ ) قالوا : المسلمون ( فمن أنتم ؟ ) قال :
رسول الله صلى الله عليه و سلم ففزعت امرأة منهم فرفعت صبياً لها من مِحَفَّةٍ وأخذت بعضلته فقالت : يا رسول الله هل لهذا حج ؟ قال :
( نعم ولك أجر )
قال إبراهيم : فحدثتُ بهذا الحديث ابن المنكدر فحج بأهله أجمعين
=[18:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1525) .


ذكر الإخبار عما وضع الله من الحرج عن الواجد في نفسه ما لا يحل له أن ينطق به


145 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا محمد بن بشر قال : حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال :
قال رجل : يا رسول الله إنا لنجد في أنفسنا أشياء ما نحب أن نتكلم بها وإن لنا ما طلعت عليه الشمس فقال صلى الله عليه و سلم :
( قد وجدتم ذلك ؟ ) قالوا : نعم قال :
( ذاك صريح الإيمان )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الظلال)) (655) .


ذكر خبر أوهم من لم يتفقه في صحيح الآثار ولا أمعن في معاني الأخبار أن وجود ما ذكرنا هو محض الإيمان


146 - أخبرنا أبو عروبة بحران قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أبي هريرة
أنهم قالوا : يا رسول الله إنا لنجد في أنفسنا شيئاً لأن يكون أحدنا حُمَمَةً أحب إليه من أن يتكلم به قال :
( ذاك محض الإيمان )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الظلال)) (655 و 656) .

قال أبو حاتم : إذا وجد المسلم في قلبه أو خطر بباله من الأشياء التي لا يحل له النطق بها من كيفية الباري جل وعلا أو ما يشبه هذه فرد ذلك على قلبه بالإيمان الصحيح وترك العزم على شيء منها كان رده إياها من الإيمان بل هو من صريح الإيمان لا أن خطرات مثلها من الإيمان


ذكر الإباحة للمرء أن يعرض بقلبه شيء من وساوس الشيطان بعد أن يردها من غير اعتقاد القلب على ما وسوس إليه الشيطان


147 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا جرير عن منصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه الشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به فقال صلى الله عليه و سلم :
( الله أكبر ! الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة )
=[30:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (1/296/658) .


ذكر البيان بأن حكم الواجد في نفسه ما وصفنا وحكم المحدث إياها به سيان ما لم ينطق به لسانه


148 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا خالد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال :
قالوا : يا رسول الله إن أحدنا ليُحدِّثُ نفسه بالشيء يعظُمُ على أحدنا أن يتكلم به قال :
( أوقد وجدتموه ؟ ذاك صريح الإيمان )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (654) : م .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


149 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي ومحمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري بمكة وعدة قالوا : حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء قال : سمعت علي بن عثام يقول :
أتيت سُعير بن الخمس أسأله عن حديث الوسوسة فلم يحدثني فأدبرت أبكي ثم لقيني فقال : تعال حدثنا مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الرجل يجد الشيء لو خَرَّ من السماء فتخطفه الطير كان أحب إليه من أن يتكلم قال :
( ذاك صريح الإيمان )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر الأمر للمرء بالإقرار لله جل وعلا بالوحدانية ولصفيه صلى الله عليه و سلم بالرسالة عند وسوسة الشيطان إياه


150 - أخبرنا العباس بن أحمد بن حسان السامي بالبصرة حدثنا كثير بن عبيد المذحجي حدثنا مروان بن معاوية أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لن يدع الشيطان أن يأتي أحدكم فيقول : من خلق السماوات والأرض ؟ فيقول : الله فيقول : فمن خلقك ؟ فيقول : الله فيقول : من خلق الله ؟ فإذا حس أحدكم بذلك فليقل : آمنت بالله وبرسله )
=[95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (116) .


3 - باب فضل الإيمان


151 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا حفص بن عمر الحوضي حدثنا محرر بن قعنب الباهلي حدثنا رياح بن عبيدة عن ذكوان السمان عن جابر بن عبد الله قال :
بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( ناد في الناس من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة ) فخرج فلقيه عمر في الطريق فقال : أين تريد ؟ قلت : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم بكذا وكذا قال : ارجع فأبيت فَلَهَزَني لهزة في صدري ألمها فرجعت ولم أجد بداً قال : يا رسول الله بعثت هذا بكذا وكذا ؟ قال :
( نعم ) قال : يا رسول الله إن الناس قد طمِعُوا وَخشُوا فقال صلى الله عليه و سلم :
(أقعُد)
=[36:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2355) .


ذكرالبيان بأن أفضل الأعمال هو الإيمان بالله


152 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني حدثنا سفيان والدراوردي عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح الغفاري عن أبي ذر قال :
قلت : يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال :
( إيمان بالله وجهاد في سبيله )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1490) .


ذكرالبيان بأن الواو الذي في خبر أبي ذر الذي ذكرناه ليس بواو وصل وإنما هو واو بمعنى ( ثم )


153 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي بعسقلان حدثنا ابن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال :
سأل رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ :
( الإيمان بالله ) قال : ثم ماذا ؟ قال :
( ثم الجهاد في سبيل الله ) قال : ثم ماذا ؟ قال :
( ثم حج مبرور )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح سنن النسائي)) (2461) : ق .


4 - باب فرض الإيمان


154 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا عيسى بن حماد قال : حدثنا الليث بن سعد عن سعيد المقبري عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول :
بينا نحن جلوس في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم : أيكم محمد ؟ و رسول الله صلى الله عليه و سلم متكىء بين ظهرانيهم قال : فقلنا له : هذا الأبيض المتكىء فقال له الرجل : با ابن عبد المطلب فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( قد أجبتك ) فقال الرجل : يا محمد إني سائلك فمُشتدٌّ عليك في المسألة فلا تجدن علي في نفسك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( سل ما بدا لك ) فقال الرجل : نشدتك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اللهم نعم ) قال : فأنشدك الله : آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اللهم نعم ) قال : فأنشدك الله : آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اللهم نعم ) قال : فأنشدك الله : آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اللهم نعم ) فقال الرجل : آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي وأنا ضمام بن ثعلبة ـ أخو بني سعد بن بكر ـ .
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (504) : ق .


155 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا محمد بن الخطاب البلدي قال : حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي قال : حدثنا سليمان بن المغيرة قال : حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال :
كنا نُهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شيء فكان يُعجبنا أن يأتيه الرجل من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع فأتاه رجل منهم فقال : يا محمد أتانا رسولك فزعم أنك تزعم أن الله أرسلك قال :
( صدق ) قال : فمن خلق السماء ؟ قال :
( الله ) قال : فمن خلق الأرض ؟ قال :
( الله ) قال : فمن نصب هذه الجبال ؟ قال :
( الله ) قال : فمن جعل فيها هذه المنافع ؟ قال :
( الله ) قال : فبالذي خلق السماء والأرض ونصب الجبال و جعل فيها هذه المنافع آلله أرسلك ؟ قال :
( نعم ) قال : زعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال :
( صدق ) قال : فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا ؟ قال :
( نعم ) قال : زعم رسولك أن علينا صدقة في أموالنا قال :
( صدق ) قال : فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا ؟ قال :
( نعم ) قال : زعم رسولك أن علينا صوم شهر في سنتنا قال :
( صدق ) قال : فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا ؟ قال :
( نعم ) قال : زعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً قال :
( صدق ) قال : فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا ؟ قال :
( نعم ) قال : والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن شيئاً فلما قفى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لئن صدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الجنَّةَ )
=[3:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : هذا النوع مثل الوضوء والتيمم والإغتسال من الجنابة والصلوات الخمس والصوم الفرض وما أشبه هذه الأشياء التي هي فرض على المخاطبين في بعض الأحوال لا الكل


156 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال : حدثنا أمية بن بسطام قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا روح بن القاسم عن إسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال :
( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم وإذا فعلوها فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم فتُرَدُّ على فقرائهم فإذا أطاعوا بهذا فخُذ منهم وتوقَّ كرائم أموال الناس )
=[4:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1412) : ق .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : هذا النوع مثل الحج والزكاة وما أشبههما من الفرائض التي فُرضت على بعض العاقلين البالغين في بعض الأحوال لا الكل


157 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن بكر المقدمي حدثنا عباد بن عباد حدثنا أبو جمرة عن ابن عباس قال :
قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا : يا رسول الله إنا هذا الحي من ربيعة ـ قد حالت بيننا وبينك كفار مُضر ولا نخلص إليك إلا في شهر حرام فمرنا بأمر نعمل به وندعوا من وراءنا قال :
( آمركم بأربع : الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدُّوا خمس ما غنمتم وأنهاكم عن الدُّبَّاء والحنتم والنقير والمقير )
=[1:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الطحاوية)) (426) : ق .

قال أبو حاتم : روى هذا الخبر قتادة عن سعيد بن المسيب وعكرمة عن ابن عباس وأبي نضرة عن أبي سعيد الخدري .


ذكر البيان بأن الإيمان والإسلام اسمان لمعنى واحد


158 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا وكيع عن حنظلة بن أبي سفيان : سمعت عكرمة يحدِّث طاووساً :
أن رجلاً قال لابن عمر : ألا تغزو ؟ فقال عبد الله بن عمر : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت )
=[1:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (781) , و يأتي (1443) : ق .

قال أبو حاتم هذان خبران خرج خطابهما على حسب الحال لأنه صلى الله عليه و سلم ذكر الإيمان ثم عدَّه أربع خصال ثم ذكر الإسلام وعدَّهُ خمس خصال وهذا ما نقول في كتبنا : بأن العرب تذكر الشيء في لغتها بعدد معلوم ولا تريد بذكرها ذلك العدد نفياً عما وراءه ولم يُرد بقوله صلى الله عليه و سلم : إن الإيمان لا يكون إلا ما عُدُ في خبر ابن عباس لأنه ذكر صلى الله عليه و سلم في غير خبر أشياء كثيرة من الإيمان ليست في خبر ابن عمر ولا ابن عباس اللذين ذكرناهما


ذكر الخبر الدال على أن الإيمان والإسلام اسمان بمعنى واحد


159 - أخبرنا عبد الله من محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن أبي حيان التيمي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوماً بارزاً للناس إذ أتاه رجل يمشي فقال : يا محمد ما الإيمان ؟ قال :
( أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر ) قال : يا رسول الله فما الإسلام ؟ قال :
( لا تشرك بالله شيئاً وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ) قال : يا محمد ما الإحسان ؟ قال :
( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) قال يا محمد فمتى الساعة ؟ قال :
( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وسأحدثك عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربتها ورأيتَ العراة الحفاة رؤوس الناس في خمس لا يعلمهن إلا الله : { إن الله عنده علم الساعة .. } الآية [لقمان :34] ثم انصرف الرجل فالتمسوه فلم يجدوه فقال :
( ذاك جبريل جاء ليُعَلِّمَ الناس دينهم )
=[26:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (1/32/3) , ((الصحيحة)) (2903) : ق .


ذكر الخبر الدال على أن الإسلام والإيمان اسمان بمعنى واحد يشتمل ذلك المعنى على الأقوال والأفعال معاً


160 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال : حدثنا حماد بن سلمة عن أبي قزعة عن حكيم بن معاوية عن أبيه أنه قال :
يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما أتيتُك حتى حلفتُ ـ عدد أصابعي هذه ـ أن لا آتيك فما الذي بعثك به ؟ قال :
( الإسلام ) قال : وما الإسلام ؟ قال :
( أن تُسلم قلبك لله وأن توجه وجهك لله وأن تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة أخوان نصيران لا يقبل الله من عبد توبة (1) أشرك بعد إسلامه )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح بلفظ : ((عملاً)) مكان : ((توبة)) ـ ((الصحيحة)) (369) , ((الإرواء)) (5/32) .

__________
(1) كذا في رواية حمّاد هذه ! وكذلك وقع في ((المسند)) (5/2 و 3) وغيرِه !
و أخشى أن يكون هذا الحرفُ من أوهام حماد , وقد كان تغير حفظه في آخره ؛ فقد رواه بهز بن حكيم عن أبيه ..... بلفظ : ((عملاً)) .
ولم يتنبه لهذا الفرق بين الروايتين : المعلق على ((موارد الظمآن)) (1/130 ـ 131) !


ذكر الخبر الدال على أن الإيمان والإسلام اسمان بمعنى واحد


161 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أنبأنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( المسلم يأكل في مِعىً واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء )
=[13:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (3/122) : ق .


ذكر الخبر الدال على أن هذا الخطاب مخرجه مخرج العموم والقصد فيه الخصوص أراد به بعض الناس لا الكل


162 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج أنبأنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضافه ضيف كافر فأمر له رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة فشرب حِلابها ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه ثم إنه أصبح فأسلم فأمر له رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة فحُلبت فشرب حلابها ثم أمر له بأخرى فلم يَسْتَتِمَّها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن المؤمن يشرب في معى واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء )
=[13:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر خبر أوهم عالماً من الناس أن الإسلام والإيمان بينهما فرقان


163 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه :
أن النبي صلى الله عليه و سلم أعطى رجالاً ولم يعط رجلاً منهم شيئاً فقلت : يا رسول الله أعطيت فلاناً وفلاناً ولم تعط فلاناً شيئاً وهو مؤمن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أَوْ مَسْلِمُ ) ـ قالها ثلاثاً ـ : قال الزهري نرى أن الإسلام الكلمة والإيمان العمل
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإيمان)) لابن أبي شيبة (ص 11 و 12) , ((صحيح سنن أبي داود)) (4683) : ق .


ذكر خبر أوهم بعض المستمعين ممن لم يطلب العلم من مظانه أنه مضاد للخبرين اللذين ذكرناهما


164 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثني الليث بن سعد عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن المقداد بن الأسود أنه أخبره :
أنه قال : يا رسول الله : أرأيت إن لقيتُ رجلاً من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فَقَطَعَهَا ثم لاذ مني بشجرة وقال : أسلمت لله أَفَأَقْتُلُهُ بعد أن قالها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تقتله ) قلت : يا رسول الله إنه قد قطع يدي ثم قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح سنن أبي داود)) (2376) : ق .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ قوله صلى الله عليه و سلم : ( فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله ) يريد به : أنك تقتل قوداً لأنه كان قبل أن أسلم حلال الدم وإذا قتلته بعد إسلامه صرت بحالة تقتل مثله قوداً به لا أن قتل المسلم يوجب كفراً يخرج من الملة إذ الله قال : { يا أيها الذين آمنوا كُتِبَ عليكم القصاص في القتلى } [البقرة :178] .


ذكر إثبات الإيمان للمُقِرِّ بالشهادتين معاً


165 - أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن حجاج الصواف حدثنا يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال :
كانت لي غُنَيْمَةٌ ترعاها جارية لي في قِبَلِ أُحُد والجوانية فاطلعت عليها ذات يوم وقد ذهب الذئب منها بشاة وأنا من بني آدم آسف كما يأسفون فصككتُها صكة فعظُم ذلك عليَّ فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : أفلا أعتقها ؟ قال :
( ائتني بها ) فأتيته بها فقال :
( أين الله ؟ ) قالت : في السماء قال :
( من أنا ؟ ) قالت : أنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( أعتقها فإنها مؤمنة )
=[49:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (3161) : م .


ذكر البيان بأن الإيمان أجزاء وشُعَبٌ لها أعلى وأدنى


166 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا جرير حدثنا سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( الإيمان بضعٌ وستون شُعبة ـ أو بِضعٌ وسبعون شعبة ـ فَأرْفَعُهَا لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان )
=[1:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1769) : ق , ولفظ : ((سبعون)) أصحُّ .

قال أبو حاتم : أشار النبي صلى الله عليه و سلم في هذا الخبر إلى الشيء الذي هو فرض على المخاطبين في جميع الأحوال فجعله أعلى الإيمان ثم أشار إلى الشيء الذي هو نفل للمخاطبين في كل الأوقات فجعله أدنى الإيمان فدل ذلك على أن كل شيء فرض على المخاطبين في كل الأحوال وكل شيء فرض على بعض المخاطبين في بعض الأحوال وكل شيء هو نفل للمخاطبين في كل الأحوال كله من الإيمان .
وأما الشك في أحد العددين فهو من سهيل بن أبي صالح في الخبر .
كذلك قاله معمر عن سهيل .
وقد رواه سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح .... مرفوعاً , وقال : ( الإيمان بضع وستون شعبة ) ولم يَشُكَّ .
وإنما تنكبنا خبر سليمان بن بلال في هذا الموضع واقتصرنا على خبر سهيل بن أبي صالح لنُبَيِّنَ أن الشك في الخبر ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم وإنما هو كلام سهيل بن أبي صالح كما ذكرناه


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به سهيل بن أبي صالح


167 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( الإيمان بضعٌ وستون شُعبة والحياء شعبة من الإيمان )
=[1:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله.

قال أبو حاتم : اختصر سليمان بن بلال هذا الخبر فلم يذكر ذكر الأعلى والأدنى من الشُّعب واقتصر على ذكر الستين دون السبعين والخبر في بضع وسبعين خبر متقصَّى صحيح لا ارتياب في ثبوته وخبر سليمان بن بلال خبر مختصر غير متقصى .
وأما البِضع فهو اسم يقع على أحد أجزاء الأعداد لأن الحساب بناؤه على ثلاثة أشياء : على الأعداد والفصول والتركيب فالأعداد من الواحد إلى التسعة والفصول هي العشرات والمئون والألوف والتركيب ما عدا ما ذكرنا .
وقد تتبعتُ معنى الخبر مدة وذلك أن مذهبنا أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يتكلم قط إلا بفائدة ولا من سننه شيء لا يُعلم معناه فجعلت أعُدُّ الطاعات من الإيمان فإذا هي تزيد على هذا العدد شيئاً كثيراً فرجعت إلى السنن فعددت كل طاعة عدها رسول الله صلى الله عليه و سلم من الإيمان فإذا هي تنقص من البضع والسبعين فرجعت إلى ما بين الدفتين من كلام ربنا وتلوته آية آية بالتدبر وعددت كل طاعة عدها الله جل وعلا من الإيمان فإذا هي تنقص عن البضع والسبعين فضممت الكتاب إلى السنن وأسقطت المُعاد منها فإذا كل شيء عده الله جل وعلا من الإيمان في كتابه وكل طاعة جعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم من الإيمان في سننه تسع وسبعون شعبة لا يزيد عليها ولا ينقص منها شيء فعلمت أن مراد النبي صلى الله عليه و سلم كان في الخبر أن الإيمان بضع وسبعون شعبة في الكتاب والسنن فذكرت هذه المسألة بكمالها بذكر شعبه في كتاب (( وصف الإيمان وشُعَبِهِ)) بما أرجو أن فيها الغُنية للمتأمل إذا تأملها فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب.
والدليل على أن الإيمان أجزاء بشعب أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في خبر عبد الله بن دينار : (( الإيمان بضع وسبعون شعبة : أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله )) فذكر جُزءاً من أجزاء شُعبه هي كلها فرض على المخاطبين في جميع الأحوال لأنه صلى الله عليه و سلم لم يقل : وأني رسول الله والإيمان بملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار وما يشبه هذا من أجزاء هذا الشعبة واقتصر على ذكر جزء واحد منها حيث قال : (( أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله )) فدل هذا على أن سائر الأجزاء من هذه الشعبة كُلٌّ من الإيمان ثم عطف فقال : (( وأدناها إماطة الأذى عن الطريق )) فذكر جزءاً من أجزاء شُعبه هي نفل كلها للمخاطبين في كل الأوقات فدل ذلك على أن سائر الأجزاء التي هي من هذه الشعبة وكل جزء من أجزاء الشعب التي هي من بين الجزءين المذكورين في هذا الخبر اللذين هما من أعلى الإيمان وأدناه كُلُّه من الإيمان .
وأما قوله صلى الله عليه و سلم : (( الحياء شُعبة من الإيمان )) فهو لفظة أطلقت على شيء بكناية سببه وذلك أن الحياء جِبَلَّةٌ في الإنسان فمن الناس من يكثُرُ فيه ومنهم من يقل ذلك فيه وهذا دليل صحيح على زيادة الإيمان ونقصانه لأن الناس ليسوا كلهم على مرتبة واحدة في الحياء فلما استحال استواؤهم على مرتبة واحدة فيه صح أن من وُجِدَ فيه أكثر كان إيمانُهُ أزيد ومن وُجِدَ فيه منه أقل كان إيمانه أنقص .
والحياء في نفسه : هو الشيء الحائل بين المرء وبين ما يُباعده من ربه عن المحظورات فكأنه صلى الله عليه و سلم جعل ترك الإسلام والإيمان بذكر جوامع المحظورات شعبة من الإيمان بإطلاق اسم الحياء عليه على ما ذكرناه


ذكر الإخبار عن وصف شُعَبِهِمَا


168 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال :
خرجت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجَّيْنِ أو مُعتمرَين وقلنا : لعلنا لقينا رجلاً من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فنسأله عن القدر فلقينا ابن عمر فظننت أنه يَكِلُ الكلام إلي فقلنا : يا أبا عبد الرحمن قد ظهر عندنا أناس يقرأون القرآن يتقفَّرون العلم تقفُّراً يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أُنُفٌ قال : فإن لقيتهم فأعلمهم أني منهم بريء وهم مني برآء والذي يحلف به ابن عمر : لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهباً ثم لم يؤمن بالقَدَرِ لم يُقبل منه ثم قال : حدثني عمر بن الخطاب قال :
بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم جالساً إذ جاء رجل شديد سواد اللحية شديد بياض الثياب فوضع ركبته على ركبة النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد ما الإسلام ؟ قال :
( شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ) قال : صدقت قال : فعجبنا من سؤاله إياه وتصديقه إياه قال : فأخبرني : ما الإيمان ؟ قال :
( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والقَدَرِ خيره وشره حلوه ومره ) قال : صدقت قال : فعجبنا من سؤاله إياه وتصديقه إياه قال : فأخبرني : ما الإحسان ؟ قال :
( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) قال : فأخبرني متى الساعة ؟ قال :
( ما المسؤول بأعلم من السائل ) قال : فما أمارتها ؟ قال :
( أن تلد الأمة ربَّتها وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان ) قال : فتولى وذهب فقال عمر : فَلَقِيَنِي النبي صلى الله عليه و سلم بعد ثالثة فقال :
( يا عمر أتدري من الرجل ؟ ) قلت : لا قال :
( ذاك جبريل أتاكم يُعَلِّمُكُمْ دينكم )
=[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((ابن ماجة)) (63) , ((الصحيحة)) (2903) : م .


ذكر خبر ثان أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن الإيمان بكماله هو الإقرار باللسان دون أن يقرُنَهُ الأعمال بالأعضاء


169 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا إبراهيم بن بسطام حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن الأعمش وحبيب بن أبي ثابت وعبد العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة ) فقلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال :
( وإن زنى وإن سرق )
=[26:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (826) : ق .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم من أئمتنا أن هذا الخبر كان بمكة في أول الإسلام قبل نزول الأحكام


170 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة حدثنا هشام بن عمار حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن زيد بن وهب قال :
أشهدُ لسمعتُ أبا ذر بالربذة يقول : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بِحَرَّةِ المدينة فاستقبلنا أُحُدٌ فقال :
( يا أبا ذر ما يسرُّني أن أحداً لي ذهباً أُمسي وعندي منه دينار إلا أصرِفُهُ لِدَيْنٍ ) ثم مشى ومشيت معه فقال :
( يا أبا ذر ) قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك فقال :
( إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة ) ثم قال :
( يا أبا ذر لا تبرح حتى آتيك ) ثم انطلق حتى توارى فسمعت صوتاً فقلت : أنطلق ثم ذكرت قول النبي صلى الله عليه و سلم لي فلبثت حتى جاء فقلت : يا رسول الله إني سمعت صوتاً فأردت أن آتيك (1) فذكرت قولك لي فقال :
( ذلك جبريل أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يُشرك بالله شيئاً دخل الجنة ) قلت : يا رسول الله وإن زنى وأن سَرَقَ ؟ قال :
( وإن زنى وإن سرق )
=[[26:3]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - المصدر نفسه , ((تخريج فقه السيرة)) (446) : ق .

[170/@] ـ أخبرناه القطان قي عقبه حدثنا هشام بن عمار حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم ..... مثله .
=[26:3]

__________
(1) في الأصل : (( أتركك )) .


ذكر خبر أوهم عالماً من الناس أن الإيمان هو الإقرار بالله وحده دون أن تكون الطاعات من شُعَبِهِ


171 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن أبي مالك الأشجعي قال : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من وحَّدَ الله وكَفَرَ بما يُعبدُ من دونه حَرُمَ ماله ودمه وحسابُهُ على الله )
=[26:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (428) : م .


ذكر وصف قوله صلى الله عليه و سلم : ( وحَّد الله وكفر بما يُعْبَدُ من دونه )


172 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي جمرة قال :
كنت أُترجم بين ابن عباس وبين الناس فأتته امرأة تسأله عن نبيذ الجَرِّ فقال : إن وفدَ عبد القيس أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مَنِ الوفدُ ـ أو من القوم ـ ؟ ) قالوا : ربيعة قال :
( مرحباً بالقوم ـ أو بالوفد ـ غير خزايا ولا ندامى ) قالوا : يا رسول الله إنا نأتيك من شُقَّة بعيدة إن بيننا وبينك هذا الحي من كُفَّارِ مُضَرَ وإنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر حرام فمُرنا بأمر نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة قال : ( فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع : أمرهم بالإيمان بالله وحده وقال :
هل تدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال :
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا الخمس من المغنم ونهاهم عن الدُّبَّاء والحنتم والمزفت - قال شعبة : وربما قال : والنقير وربما قال : المقير - وقال :
( احفظوه وأخبروه مَن وراءكم )
=[26:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - مضى (157) .


ذكر البيان بأن الإيمان والإسلام شُعَبٌ وأجزاء غير ما ذكرنا في خبر ابن عباس وابن عمر بحكم الأمينين محمد وجبريل عليهما السلام


173 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يوسف بن واضح الهاشمي حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن يحيى بن يعمر قال :
قلت : يا أبا عبد الرحمن - يعني لابن عمر - إن أقواماً يزعمون أن ليس قَدَرٌ ! قال : هل عندنا منهم أحد ؟ قلت : لا قال : فأبلغهم عني إذا لقيتهم : إن ابن عمر يبرأ إلى الله منكم وأنتم برآء منه حدثنا عمر بن الخطاب قال :
بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم في أناس إذ جاء رجل عليه سحناء سفر وليس من أهل البلد يتخطى حتى ورك فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد ما الإسلام ؟ قال :
( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء وتصوم رمضان ) قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم ؟ قال :
( نعم ) قال : صدقت قال : يا محمد ما الإيمان ؟ قال :
( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالجنة والنار والميزان وتؤمن بالبعث بعد الموت وتؤمن بالقَدَرِ خيره وشره ) قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن ؟ قال :
( نعم ) قال : صدقت قال : يا محمد ما الإحسان ؟ قال :
( الإحسان أن تعمل لله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك ) قال : فإذا فعلت هذا فأنا محسن ؟ قال :
( نعم ) قال : صدقت قال : فمتى الساعة ؟ قال :
( سبحان الله ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن إن شئت نبَّأْتُكَ عن أشراطها ) قال : أجل قال :
( إذا رأيت العالة الحفاة العراة يتطاولون في البناء وكانوا ملوكاً ) قال : ما العالة الحفاة العراة ؟ قال :
( العُرَيْبُ ) قال :
( وإذا رأيت الأمة تلد ربَّتها فذلك من أشراط الساعة ) قال : صدقت ثم نهض فولى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( علي بالرجل ) فطلبناه كل مطلبٍ فلم نقدر عليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( هل تدرون من هذا ؟ هذا جبريل أتاكم لِيُعَلِّمَكُمْ دينكم خذوا عنه والذي نفسي بيده ما شُبِّه علي منذ أتاني قبل مَرَّتي هذه وما عرفته حتى ولى )(1) .
=[1:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (1/34) , ((الصحيحة)) (2903) : م دون الزيادة في آخره , وتقدم (168) .

قال أبو حاتم : تفرد سليمان التيمي بقوله : (( خذوا عنه )) وبقوله : ( تعتمر وتغتسل وتتم الوضوء )) .

__________
(1) انظر الحديث رقم (168) .
قلت : و إسناده صحيح ، وكذا هذا .
وليس عند مسلم جملة : (( وتؤمن بالجنة والنار والميزان )) , وزاد عليه ـ أيضاً ـ في الحديث المتقدم ـ بعد : (( خيره وشرِّه )) ـ : (( حُلوه ومرّه )) .
وهو رواية للبيهقي في ((الشعب)) (1/202) .


ذكر البيان بأن الإيمان بكل ما جاء به المصطفى صلى الله عليه و سلم من الإيمان


174 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وآمنوا بي وبما جئتُ به عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله )
=[1:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (407) : م , وعنده متابع للدراوردي .

تفرد به الدراوردي قاله الشيخ


ذكر البيان بأن الإيمان بكل ما أتى به النبي صلى الله عليه و سلم من الإيمان مع العمل به


175 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة حدثنا حرمي بن عماره حدثنا شعبة عن واقد بن محمد عن أبيه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله )
=[1:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (408) : ق .

قال أبو حاتم : تفرد به شعبة .
وفي هذا الخبر بيان واضح بأن الإيمان أجزاء وشعب تتباين أحوال المخاطبين فيها لأنه صلى الله عليه و سلم ذكر في هذا الخبر ( حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ) فهذا هو الإشارة إلى الشعبة التي هي فرضٌ على المخاطبين في جميع الأحوال ثم قال : ( ويقيموا الصلاة ) فذكر الشيء الذي هو فرض على المخاطبين في بعض الأحوال ثم قال : ( ويؤتوا الزكاة ) فذكر الشيء الذي هو فرض على المخاطبين في بعض الأحوال فدل ذلك على أن كل شيء من الطاعات التي تشبه الأشياء الثلاثة التي ذكرها في هذا الخبر من الإيمان


ذكر إطلاق اسم الإيمان على من أتى ببعض أجزائه


176 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده عن أبي أمامة قال :
قال رجل : يا رسول الله ما الإيمان ؟ قال :
( إذا سَرَّتْك حسناتك وساءتك سيئاتك فأنت مؤمن ) قال : يا رسول الله فما الإثم ؟ قال :
( إذا حاك في قلبك شيء فدعه ) .
=[22:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (550) .


ذكر إطلاق اسم الإيمان على من أتى جزءاً من بعض أجزائه


177 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع (1) :حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي حدثنا عاصم بن محمد عن عامر بن السمط عن معاوية بن إسحاق بن طلحة قال : حدثني ثم استكتمني أن أحدث به ما عاش معاوية فذكر عامر قال : سمعته وهو يقول : حدثني عطاء بن يسار وهو قاضي المدينة قال : سمعت ابن مسعود وهو يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( سيكون أمراء من بعدي يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن لا إيمان بعده ) قال عطاء : فحين سمعت الحديث منه انطلقت به إلى عبد الله بن عمر فأخبرته فقال : أنت سمعت ابن مسعود يقول هذا ؟ كالمُدخِلِ عليه في حديثه - قال عطاء : فقلت : هو مريض فما يمنعك أن تعوده ؟ قال : فانطلق بنا إليه فانطلق وانطلقت معه فسأله عن شكواه ثم سأله عن الحديث قال : فخرج ابن عمر وهو يُقَلِّبُ كفه وهو يقول : ما كان ابن أم عبدٍ يكذِب على رسول الله صلى الله عليه و سلم
=[49:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح الإسناد : ورواه مسلم من طريق آخر ؛ دون قوله : قال عطاء ..... إلخ ـ ((التعليق على إصلاح المساجد)) (ص44) .

__________
(1) هو من الحُفاظ الأثبات الذين أكثر عنهم المؤلف ـ رحمه الله ـ ، وقد ترجمه الذهبيُّ في ((السير)) (4/136 ـ 137) .
ومن فوقه ثقات من رجال البخاري ؛ غير عامر بن السمطِ , وهو ثقة ؛ فالإسناد صحيح متصل بسماع عطاء بن يسار من ابن مسعود .
وله عنه طريق في ((مسلم)) وغيره ، وهو مُخرّج في ((إصلاح المساجد)) (ص44) .


ذكر إطلاق اسم الإيمان على من أتى بجزء من أجزاء شعب الإقرار


178 - أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن ربعي عن علي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يؤمن العبد حتى يؤمن بأربع : يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويؤمن بالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر )
=[49:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((المشكاة)) (104) ، ((الظلال)) (130) .


ذكر إطلاق اسم الإيمان على من أتى بجزء من أجزاء الشعبة التي هي المعرفة


179 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي عن شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )
=[49:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مختصر مسلم)) (23) : ق .


ذكر إطلاق اسم الإيمان على من أمنه الناس على أنفسهم وأملاكهم


180 - أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أَمِنَهُ الناس على دمائهم وأموالهم )
=[49:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((المشكاة)) (23/ التحقيق الثاني) , ((الصحيحة)) (549) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الإيمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص


181 - أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب ـ بخبر غريب غريب ـ حدثنا أبو داود السنجي سليمان بن معبد حدثنا ابن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن الهاد عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( الإيمان سبعون أو اثنان وسبعون باباً أرفعه لا إله إلا الله وأدناه إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان )
=[1:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق , تقدم (166) .

قال أبو حاتم : الاقتصار في هذا الخبر على هذا العدد المذكور في خبر ابن الهاد مما نقول في كتبنا : إن العرب تذكر العدد للشيء ولا تريد بذكرها ذلك العدد نفياً عما وراءه ولهذا نظائر نوَّعنا لهذا أنواعاً سنذكرها بفصولها فيما بعد إن شاء الله


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن إيمان المسلمين واحد من غير أن يكون فيه زيادة أو نقصان


182 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا علي بن المديني قال : حدثنا معن بن عيسى قال : حدثنا مالك بن أنس عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يُدْخِلُ الله أهل الجنة الجنة يُدْخِلُ من يشاء برحمته ويدخل أهل النار النار ثم يقول : أخرجوا من كان في قلبه حبة خردل من إيمان فيخرجون منها حُمَماً فيُلقون في نهر في الجنة فيَنبُتُون كما تنبت حبة في جانب السيل ألم ترها صفراء ملتوية ؟ )
=[80:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ظلال الجنة)) (842) : ق .


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم : ( أخرجوا من كان في قلبه حبة خردل من إيمان ) أراد به بعد إخراج من كان في قلبه قدر قيراط من إيمان


183 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا يحيى بن أبي رجاء بن أبي عبيدة الحراني قال : حدثنا زهير بن معاوية عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا مُيِّزَ أهل الجنة وأهل النار يدخل أهل الجنة الجنة و أهل النار النار قامت الرسل فشفعوا فيقال : اذهبوا فمن عرفتم في قلبه مثقال قيراط من إيمان فأخرجوه فيخرجون بشراً كثيراً ثم يقال : اذهبوا فمن عرفتم في قلبه مثقال خردلة من إيمان فأخرجوه فيُخرجون بشراً كثيراً ثم يقول جل وعلا : أنا الآن أُخْرِجُ بنعمتي وبرحمتي فيُخرج أضعاف ما أخرجوا وأضعافهم قد امتُحِشُوا وصاروا فحماً فيُلقَوْنَ في نهر أو في نهرٍ من أنهار الجنة فتسقط محاشُهم على حافة ذلك النهر فيعودون بيضاً مثل الثعارير فيُكتَبُ في رقابهم : عتقاء الله ويُسَمَّوْنَ فيها الجَهَنَّمِيِّين )
=[80:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((ظلال الجنة)) (2/404/841) , ((الصحيحة)) (3054) .

الثعاريرُ : القِثّاء الصغار قاله الشيخ


ذكر الإخبار بأنهم يعودون بيضاً بعد أن كانوا فحماً يرشُّ أهل الجنة عليهم الماء


184 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف بن حمزة قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال : حدثنا بشر بن المفضل عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال : بخطاياهم حتى إذا كانوا فحماً أُذِنَ في الشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فَبُثُّوا على أهل الجنة ثم قيل : يا أهل الجنة أفيضوا عليهم قال : فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل ) فقال رجل من القوم : كأنه كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبادية
=[80:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1551) , ((رفع الأستار)) ( ص 11) : م .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الإيمان لم يزل على حالة واحدة من غير أن يدخله نقص أو كمال


185 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال :
قال يهودي لعمر : لو علمنا معشر اليهود متى نزلت هذه الآية لاتخذناه عيداً : { اليوم أكملت لكم دينكم } [المائدة :2] ولو نعلم اليوم الذي نزلت فيه لاتخذناه عيداً
فقال عمر رضي الله عنه : قد علمت اليوم الذي أُنزلت فيه والليلة التي أنزلت يوم الجمعة ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعرفات .
=[46:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح سنن النسائي)) (2808) : ق .


ذكر خبر ثان يصرِّح بإطلاق لفظة مرادها نفي الاسم عن الشيء للنقص عن الكمال لا الحكم على ظاهره


186 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري قال : حدثني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ـ كلهم يحدِّثون ـ عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نُهْبَةً ذات شرف ـ يرفع المسلمون إليها أبصارهم ـ وهو حين ينتهبُها مؤمن )
فقلت للزهري : ما هذا ؟ فقال : على رسول الله صلى الله عليه و سلم البلاغ وعلينا التسليم
=[65:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإيمان)) لابن أبي شيبة (ص 13) .


ذكر خبر ثالث يصرح بالمعنى الذي ذكرناه


187 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد وابن كثير قالا : حدثنا شعبة قال : واقد بن عبد الله أخبرني عن أبيه أنه سمع ابن عمر يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )
=[65:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) تحت (1974 و 2008) , ((الروض)) (927) : ق .


ذكر البيان بأن العرب في لغتها تضيف الاسم إلى الشيء للقرب من التمام وتنفي الاسم عن الشيء للنقص عن الكمال


188 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني أنه قال :
صلى لنا رسول الله صلى عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال :
( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ ) قالوا : الله ورسوله أعلم قال :
( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأمَّا من قال : مُطِرنا بفضل الله وبرحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال : مُطِرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب )
=[65:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (3/144/681) : ق .


ذكر خبر آخر يصرح بصحة ما ذكرنا أن العرب تذكر في لغتها الشيء الواحد الذي هو من أجزاء شيء باسم ذلك الشيء نفسه


189 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن الشريد بن سويد الثقفي قال :
قلت : يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال :
( ادع بها ) فجاءت فقال :
( من ربك ؟ ) قالت : الله قال :
( من أنا ؟ ) قالت : رسول الله قال :
( أعتقها فإنها مؤمنة )
=[65:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (3161) .


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( فإنها مؤمنة ) من الألفاظ التي ذكرنا أن العرب إذا كان الشيء له أجزاء وشُعب تطلق اسم ذلك الشيء بكُلِّيَّته على بعض أجزائه وشعبه وإن لم يكن ذلك الجزء وتلك الشعبة ذلك الشيء بكماله


190 - أخبرنا حبان بن إسحاق بالبصرة قال : حدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي قال : حدثنا أبو عامر العقدي قال : حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الإيمان بضع وسبعون باباً والحياء من الإيمان )
=[65:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1769) .


ذكر البيان بأن قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( الإيمان بضع وسبعون باباً ) أراد به : بضع وسبعون شعبة


191 - أخبرنا الحسين بن بسطام بالأبلة قال : أخبرنا عمرو بن علي قال : حدثنا حسين بن حفص قال : حدثنا سفيان الثوري عن سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق )
=[65:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر نفي اسم الإيمان عمن أتى ببعض الخصال التي تنقص بإتيانه إيمانه


192 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي أبو هشام حدثنا أبو بكر بن عياش حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا البذيء ولا الفاحش )
=[50:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (320) .


ذكر خبر يدل على صحة ما تأولنا لهذه الأخبار


193 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب وموهب بن يزيد قالا : حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن درَّاجاً أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا حليم إلا ذو عثرة ولا حكيم إلا ذو تجربة ) قال موهب : قال لي أحمد بن حنبل : أَيْشٍ كتبتَ بالشام ؟ فذكرت له هذا الحديث قال : لو لم تسمع إلا هذا لم تذهب رِحْلتُك
=[50:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((تخريج المشكاة)) (5056/التحقيق الثاني) .


ذكر خبر يدل على أن المراد بهذه الأخبار نفي الأمر عن الشيء للنقص عن الكمال


194 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن الصباح البزار حدثنا مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال :
خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال في الخطبة :
( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دِينَ لمن لا عهد له )
=[50:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج الإيمان)) (رقم 7) , ((المشكاة)) (35) , ((الروض (569) )) .


ذكر الخبر الدال على صحة ما ذكرنا أن معاني هذه الأخبار ما قلنا : إن العرب تنفي الاسم عن الشيء للنقص عن الكمال وتضيف الاسم إلى الشيء للقرب من التمام


195 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسلم بن إبراهيم عن هشام بن أبي عبد الله حدثنا حماد بن أبي سليمان عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال :
انطلق النبي صلى الله عليه و سلم نحو بقيع الغرقد فانطلقت خلفه فقال :
( يا أبا ذر ) فقلت : لبيك ثم سعديك وأنا فداؤك فقال :
( المكثرون هم المقلُّون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ) قالها ثلاثاً , ثم عرض لنا أُحُدٌ فقال :
( يا أبا ذر ما يسرني أنه لآل محمد ذهباً يمسي معهم دينار أو مثقال ) فقلت الله ورسوله أعلم ثم عرض لنا وادٍ فاستبطنه النبي صلى الله عليه و سلم ونزل فيه وجلست على شفيره فظننت أن له حاجة فأبطأ علي وساء ظني فسمعت مناجاة فقال :
( ذلك جبريل يخبرني لأمتي من شهد منهم أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله دخل الجنة ) فقلت : يا رسول الله وإن زنى وإن سرق ؟ قال :
( وإن زنى وإن سرق )
=[50:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (826) .


ذكر إثبات الإسلام لمن سلم المسلمون من لسانه ويده


196 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي قال : سمعت عبد الله بن عمرو ـ وَرَبِّ هذه البَنِيَّةِ , يعني الكعبة - يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( المهاجر من هجر السيئات والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح سنن أبي داود)) (1243) , ((الروض)) (591) .


ذكر البيان بأن من سلم المسلمون من لسانه ويده كان من أسلمهم إسلاماً


197 - أخبرنا عبدان قال : حدثنا محمد بن معمر قال : حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( أسلم المسلمين إسلاماً من سلم المسلمون من لسانه ويده )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
شاذ بالزيادة في أوله , والمحفوظ بهذا الإسناد عن جابر : (( المسلم من سلم ....)) ـ ((الضعيفة)) (2767) .


ذكر إيجاب دخول الجنة لمن مات لم يُشرك بالله شيئاً وتعرى عن الدين والغلول


198 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا محمد بن المنهال الضرير وأمية بن بسطام قالا : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من جاء يوم القيامة بريئاً من ثلاث دخل الجنة : الكِبرِ والُغُلُول والدّين )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2785) .


ذكر إيجاب الجنة لمن شهد لله جل وعلا بالوحدانية مع تحريم النار عليه به


199 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني حيوة قال : حدثنا ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن سعيد بن الصلت (1) عن سهيل بن بيضاء من بني عبد الدار قال :
بينما نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فجلس من كان بين يديه ولحقه من كان خلفه حتى إذا اجتمعوا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إنه من شهد أن لا إله إلا الله حَرَّمَهُ الله على النار وأوجب له الجنة )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ انظر التعليق .

قال أبو حاتم : هذا خبر خرج خطابه على حسب الحال وهو من الضرب الذي ذكرت في كتاب (( فصول السنن )) أن الخبر إذا كان خطابه على حسب الحال لم يجز أن يحكم به في كل الأحوال وكل خطاب كان من النبي صلى الله عليه و سلم على حسب الحال فهو على ضربين :
أحدهما وجود حالة من أجلها ذكر ما ذكر لم تذكر تلك الحالة مع ذلك الخبر .
والثاني : أسئلة سئل عنها النبي صلى الله عليه و سلم فأجاب عنها بأجوبة فرويت عنه تلك الأجوبة من غير تلك الأسئلة فلا يجوز أن يحكم بالخبر إذا كان هذا نعته في كل الأحوال دون أن يضم مجمله إلى مفسره ومختصره إلى متقصاه
__________
(1) لم يوثِّقه غير المؤلف , ولم يرو عنه غير محمد بن ابراهيم هذا , وبكرُ بن سوادة ، ثم إِنه لم يسمع مِن سُهيلٍ ؛ لأن هذا مات في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى عليه في مسجده ؛ فالسندُ ضعيفٌ .
وكذا رواه أحمد (3/467) وغيره .
وفي روايةٍ عنده بإسقاط سعيد بن الصلت من إسناده .
فهو ـ على هذا ـ مُعضلٌ .
لكنّ الحديث صحيحٌ له شواهد كثيرة في ((الصحيحين)) وغيرهما , مثل حديث معاذ ـ المُتفقِ عليه ـ ؛ انظر : ((مختصر البخاري)) رقم (85) ، وحديث عمر الآتي (204) .


ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن شهد لله جل وعلا بالوحدانية وكان ذلك عن يقين من قلبه لا أن الإقرار بالشهادة يوجب الجنة للمقر بها دون أن يقر بها بالإخلاص


200 - أخبرنا علي بن الحسين العسكري بالرقة قال : حدثنا عبدان بن محمد الوكيل قال : حدثنا ابن أبي زائدة عن سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر :
أن معاذاً لما حضرته الوفاة قال : اكشفوا عني سجف القبة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه دخل الجنة )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2355) .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( دخل الجنة ) يريد به جنة دون جنة لأنها جنان كثيرة فمن أتى بالإقرار الذي هو أعلى شعب الإيمان ولم يدرك العمل ثم مات أدخل الجنة ومن أتى بعد الإقرار من الأعمال قل أو كثر أدخل الجنة جنة فوق تلك الجنة لأن من كثر عمله علت درجاته وارتفعت جنته لا أن الكل من المسلمين يدخلون جنة واحدة وإن تفاوتت أعمالهم وتباينت لأنها جنان كثيرة لا جنة واحدة


ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن أتى بما وصفنا عن يقين من قلبه ثم مات عليه


201 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال : حدثنا نصر بن علي الحهضمي قال : حدثنا بشر بن الفضل قال : حدثنا خالد الحذاء عن الوليد بن مسلم أبي بشر قال : سمعت حمران بن أبان يقول : سمعت عثمان بن عفان يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((أحكام الجنائز)) (ص19) .


ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن شهد لله جل وعلا بالوحدانية وقرن ذلك بالشهادة للمصطفى صلى الله عليه و سلم بالرسالة


202 - أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال : حدثنا عيسى بن حماد قال : أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن الصُّنابحي قال :
دخلت على عبادة بن الصامت وهو في الموت فبكيت فقال لي : مه لم تبكي ؟ فوالله لئن استُشهدت لأشهدن لك ولئن شُفعت لأشفعن لك ولئن استطعت لأنفعنك ثم قال : والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم لكم فيه خير إلا حدثتكموه إلا حديثاً واحداًَ وسوف أحدثكموه اليوم وقد أًحيط بنفسي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرَّمه الله على النار )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن : م (1/43) .


ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن شهد لله بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه و سلم وكان ذلك عن يقين منه


203 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا مسدد بن مسرهد عن ابن أبي عدي قال : حدثنا حجاج الصواف قال : أخبرني حميد بن هلال قال : حدثني هصان بن كاهن قال :
جلست مجلساً فيه عبد الرحمن بن سمرة ولا أعرفه فقال : حدثنا معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما على الأرض نفس تموت لا تشرك بالله شيئاً وتشهد أني رسول الله يرجع ذلك إلى قلب موقن إلا غفر لها )
قلت : أنت سمعته من معاذ ؟ قال : فعنَّفني القوم فقال دعوه فإنه لم يُسىء القول نعم سمعته من معاذ زعم أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (2278) .


ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن شهد بما وصفنا عن يقين منه ثم مات على ذلك


204 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال : حدثنا سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن حمران بن أبان عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إني لأعلم كلمة لا يقولها عبدٌ حقاً من قلبه فيموت على ذلك إلا حرمه الله على النار : لا إله إلا الله )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الأحاديث المختارة)) ( رقم 238ـ تحقيقي ) .


ذكر إعطاء الله جل وعلا نور الصحيفة من قال عند الموت ما وصفناه


205 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال : حدثنا محمد بن عبد الوهاب عن مسعر بن كدام عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن يحيى بن طلحة عن أمه سعدى المرية قالت :
مر عمر بن الخطاب بطلحة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : مالك مكتئباً أساءتك إمرة ابن عمك ؟ قال : لا ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا كانت له نوراً لصحيفته وإن جسده وروحه ليجدان لها روحاً عند الموت ) فقُبض ولم أسأله فقال : ما أعلمه إلا التي أراد عليها عمه ولو علم أن شيئاً أنجى له منها لأمره
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((أحكام الجنائز)) (ص48 ـ 49) .


ذكر البيان بأن الله جل وعلا يثبِّت في الدارين من أتى بما وصفناه قبل


206 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا حفص بن عمر الحوضي قال : حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( المؤمن إذا شهد أن لا إله إلا الله وعرف محمداً رسول الله صلى الله عليه و سلم في قبره فذلك قول الله جل وعلا : { يثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } [إبراهيم :27] .
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح سنن الترمذي)) (3339) , ((الروض)) (164) : ق .


ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن أتى بما وصفنا وقرن ذلك بالإقرار بالجنة والنار وآمن بعيسى صلى الله عليه و سلم


207 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا صفوان بن صالح قال : حدثنا الوليد عن ابن جابر قال : حدثني عمير بن هانىء حدثني جنادة بن أبي أمية قال : حدثني عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ظلال الجنة)) (2/431 ـ 432) : ق .


ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه و سلم لمن شهد بالرسالة له وعلى من أبى عليه ذلك


208 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني سعيد بن أبي أيوب عن أبي هانىء عن أبي علي الجنبي عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك فحبب إليه لقاءك وسهِّل عليه قضاءك وأقلل له من الدنيا ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا تُسَهِّل عليه قضاءك وأكثر له من الدنيا )
=[12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1338) .


ذكر وصف الدرجات في الجنان لمن صدق الأنبياء والمرسلين عند شهادته لله جل وعلا بالوحدانية


209 - أخبرنا وصيف بن عبد الله الحافظ ـ بأنطاكية(1) ـ قال : حدثنا الربيع بن سليمان قال : حدثنا أيوب بن سويد قال : حدثنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن أهل الجنة يرون أهل الغرف كما ترون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهما ) قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلُغُها غيرهم ؟ ) قال :
( بلى ـ والذي نفسي بيده ـ رجال آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ انظر التعليق .

__________
(1) تابعه ابن أبي داود في ((البعث)) (126/73) : حدثنا الربيع بن سليمان المُراديُّ ........ به .
ورجال الإسناد ثقات ؛ غير أيوب بن سُويدٍ , فقال الحافظ : ((صدوق يخطىء)) .
قلت : وأنا أخشى أن يكون وهِم فيه على مالكٍ ؛ فقد تابعه عبد الرحمن بن إسحاق ـ فيما يأتي برقم (7349) ـ ويعقوب بن عبد الرحمن ـ عند أحمد (5/340) ـ ، ووهيبٌ ـ عند الدارمي (2/336) ـ ثلاثتُهم عن أبي حازم ...... به دون قوله : ((التفاضل .. )) إلخ .
وهذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط الشيخين .
وقد أخرجاه ، والمصنفُ (7350) من طريقٍ أُخرى من حديث أبي سعيدٍ الخدريِّ ........ مرفوعاً , وفيه الزيادةُ كما سترى هناك .
فأخشى على أيوب أن يكون دخل على حديثه حديث أبي سعيدٍ هذا ! والله أعلم .


ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن أتى بما وصفنا من شعب الإيمان وقرن ذلك بسائر العبادات التي هي أعمال بالأبدان لا أن من أتى بالإقرار دون العمل تجب الجنة له في كل حال


210 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي قال : حدثنا أحمد بن منصور زاج قال : حدثنا النضر بن شميل قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت عمرو بن ميمون عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما حق الله على العباد ؟ ) قالوا : الله ورسوله أعلم قال :
( أن يعبدوه ولا يشركوا به ) قال :
( فما حقهم على الله إذا فعلوا ذلك ؟ ) قالوا : الله ورسوله أعلم قال :
( يغفر لهم ولا يعذبهم )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح الأدب المفرد)) (721/943) : ق .

قال أبو حاتم : في هذا الخبر بيان واضح بأن الأخبار التي ذكرناها قبل كلها مختصرة غير متقصاة وأن بعض شعب الإيمان إذا أتى المرء به لا توجب له الجنة في دائم الأوقات ألا تراه صلى الله عليه و سلم جعل حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ؟ وعبادة الله جل وعلا إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالأركان .
ثم المسلمون لما سألوه صلى الله عليه و سلم عن حقهم على الله فقالوا : فما حقهم على الله إذا فعلوا ذلك ؟ ولم يقولوا : فما حقهم على الله إذ ا قالوا ذلك ولا أنكر عليهم صلى الله عليه و سلم هذه اللفظة ففيما قلنا أبين البيان بأن الجنة لا تجب لمن أتى ببعض شعب الإيمان في كل الأحوال بل يستعمل كل خبر في عموم ما ورد خطابه حلى حسب الحال فيه على ما ذكرناه قبل


ذكر إيجاب الشفاعة لمن مات من أمة المصطفى صلى الله عليه و سلم وهو لا يشرك بالله شيئاً


211 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا عبد الواحد بن غياث قال : حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أبي المليح عن عوف بن مالك قال :
عرَّس بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة فافترش كل رجل منا ذراع راحلته قال : فانتبهت في بعض الليل فإذا ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس قُدَّامها أحد فانطلقت أطلب رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا معاذ بن جبل و عبد الله بن قيس قائمان فقلت : أين رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقالا : لا ندري غير أنا سمعنا صوتاً بأعلى الوادي فإذا مثل هدير الرَّحى قال : فلبثنا يسيراً ثم أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( إنه أتاني من ربي آت فخيرني بأن يُدْخِلَ نصف أمتى الجنة وبين الشفاعة وإني اخترت الشفاعة ) فقالوا : يا رسول الله ننشدك بالله والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك ؟ قال :
( فأنتم من أهل شفاعتي ) قال : فلما ركبوا قال :
( فإني أشهد من حضر أن شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً من أمتي )
=[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ظلال الجنة)) (818) , وسيأتي بأتم منه (6436 و 7163) .


ذكر كتبة الله جل وعلا الجنة وإيجابها لمن آمن به ثم سدد بعد ذلك


212 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي كثير قال : حدثني هلال بن أبي ميمونة قال : حدثني عطاء بن يسار قال : حدثني رفاعة بن عرابة الجهني قال :
صدرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة فجعل ناس يستأذنون رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل يأذن لهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما بال شق الشجرة التي تلي رسول الله أبغض إليكم من الشق الآخر ؟ ) قال : فلم نر من القوم إلا باكياً قال يقول أبو بكر : إن الذي يستأذنك بعد هذا لسفيه - في نفسي - فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فحمد الله وأثنى عليه - وكان إذا حلف قال :
والذي نفسي بيده : أشهد عند الله ما منكم من أحد يؤمن بالله ثم يسدد إلا سُلِكَ به في الجنة ولقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفاً بغير حساب ولا عذاب وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تتبوأوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة ) ثم قال :
( إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول : لا أسأل عن عبادي غيري من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يسنغفرني فأغفر له من ذا الذي يدعوني فأستجيب له حتى ينفجر الصبح )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2405) .


ذكر الإخبار عن إيجاب الجنة لمن حلت المنية به وهو لا يجعل مع الله نِدًّا


213 - أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار بالبصرة حدثنا خلاد بن أسلم حدثنا النضر بن شميل حدثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت وسليمان وعبد العزيز بن رفيع قالوا : سمعنا زيد بن وهب يحدث عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أتاني جبريل فبشَّرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة وإن زنى وإن سرق ) قال سليمان : فقلت لزيد : إنما يُروى هذا عن أبي الدرداء
=[42:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) , انظر (169) .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ) يريد به : إلا أن يرتكب شيئاً أوعدته عليه دخول النار .
وله معنى آخر : وهو أن من لم يشرك بالله شيئاً ومات دخل الجنة لا محالة وإن عُذِّبَ قبل دخوله إياها مدة معلومة


214 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : علي بن الجعد قال : أخبرنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن معاذ بن جبل وعن عمير بن هانىء عن عبد الرحمن بن غنم (1) أنه سمع معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم , قال :
قلت : حدِّثني بعمل يدخلني الجنة قال :
( بخ بخ سألتَ عن أمر عظيم وهو يسير لمن يسره الله به تقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة ولا تشرك بالله شيئاً )
=[11:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم ( لا تشرك بالله شيئاً ) أراد به الأمر بترك الشرك .

__________
(1) إِسناده حسن من طريق عمير بن هانىء ؛ للخلاف المعروف في ابن ثوبان ـ واسمه : عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ـ .
وإسناده عن مكحول كذلك ؛ لأن مكحولاً وصم بالتدليس , وقد عنعن .
وللحديث طرقٌ , صحّح بعضها الترمذيُّ وغيرُه ؛ كما في تعليقي على كتاب ((الإيمان)) لابن أبي شيبة (2/2 ـ 3) .


ذكر البيان بأن الله جل وعلا قد يجمع في الجنة بين المسلم وقاتله من الكفار إذا سدد بعد ذلك وأسلم


215 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر وكلاهما يدخل الجنة يقاتل في سبيل الله فيُقْتَلُ ثم يتوب الله على القاتل فيُقَاتِلُ في سبيل الله فيستشهد )
=[67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1074) : ق .


ذكر أمر الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه و سلم بقتال الناس حتى يؤمنوا بالله


216 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد حدثنا أبي حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثنا عبيد الله بن عبد الله أن أبا هريرة قال :
لما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال : عمر : يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أُمِرْتُ أن أُقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله فمن قال : لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة من حق المال ووالله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعها قال عمر : فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال عرفتُ أنه الحق
=[7:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (407) ، ((صحيح أبي داود)) (1391) : ق .


ذكر البيان بأن الخير الفاضل من أهل العلم قد يخفى عليه من العلم بعض ما يدركه من هو فوقه فيه


217 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة قال :
لما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم واستخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر رضي الله عنه لأبي بكر : كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله فمن قال : لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ) ؟ قال أبو بكر : والله لأُقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعه قال عمر : فوالله ما هو إلا أن رأيت الله شرح صدر أبي بكر للقتال عرفت أنه الحق
=[7:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مكرر ما قبله : ق .


ذكر البيان بأن المرء إنما يعصم ماله ونفسه بالإقرار لله إذا قرنه بالشهادة للمصطفى بالرسالة صلى الله عليه و سلم


218 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أبي حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله فمن قال : لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله وأنزل الله في كتابه فذكر قوماً استكبروا فقال { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } [الصافات :35] وقال : { إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى } [الفتح :26]وهي لا اله إلا الله ومحمد رسول الله , استكبر عنها المشركون يوم الحديبية
=[7:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (407/2) : ق .


ذكر البيان بأن المرء إنما يحقُنُ دمه وماله بالإقرار بالشهادتين اللتين وصفناهما إذا أقر بهما بإقامة الفرائض


219 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة حدثنا حرمي بن عمارة حدثنا شعبة عن واقد بن محمد عن أبيه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله )
=[7:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مكرر (175) : ق .


ذكر البيان بأن المرء إنما يحقن دمه وماله إذا آمن بكل ما جاء به المصطفى صلى الله عليه و سلم من الله جل وعلا وفعلها دون الاعتماد على الشهادتين اللتين وصفناهما قبل


220 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا الدراوردي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وآمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله )
=[7:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مكرر (174) : م .


ذكر خبر أوهم مستمعه أن من لقي الله عز و جل بالشهادة حَرُمَ عليه دخول النار في حالة من الأحوال


221 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد ومحمد بن شعيب عن الأوزاعي حدثني المطلب بن حنطب(1) , عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري عن أبيه قال :
كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة فأصاب الناس مخمصةٌ شديدةٌ فاستأذنوا رسول الله في نحر بعض ظهرهم فقال عمر : يا رسول الله فكيف بنا إذا لقينا عدونا جياعاً رجالة ؟ ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعوا الناس ببقية أزودتهم فجاؤوا به يجيء الرجل بالحفنة من الطعام وفوق ذلك وكان أعلاهم الذي جاء بالصاع من التمر فجمعه على نطع ثم دعا الله بما شاء الله أن يدعو ثم دعا الناس بأوعيتهم فما بقي قي الجيش وعاء إلا مملوءاً وبقي مثله فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قال :
( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله وأشهد ـ عند الله لا يلقاه عبد مؤمن بهما إلا حجبتاه عن النار يوم القيامة )
=[41:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ انظر التعليق .

أبو عمرة الأنصاري هذا اسمه ثعلبة بن عمرو بن محصن

__________
(1) ثقة مُدلس , لكنه صرح بالتحديث : عند أحمد (3/417 ـ 418) , وإسناده صحيح .
ثُمّ خرجتُه في ((الصحيحة)) (3221) .


ذكر الخبر الدال على أن قوله صلى الله عليه و سلم : ( إلا حجبتاه عن النار ) أراد به : إلا أن يرتكب شيئاً يستوجب من أجله دخول النار ولم يتفضل المولى جل وعلا عليه بعفوه


222 - أخبرنا وصيف بن عبد الله الحافظ بأنطاكية حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا ابن وهب عن مالك عن عمرو بن يحيى المازني حدثني أبي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
يدخل أهل الجنة الجنة ويدخل أهل النار النار ثم يقول جل وعلا : انظروا من وجدتم قي قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان فأخرجوه قال : فيخرجون منها حُمماً بعد ما امتحشوا فيُلقون في نهر الحياة فيَنْبُتُون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل ) قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية )
=[41:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (842) ، ومضى نحوه (182) : ق .


ذكر تحريم الله جل وعلا على النار من وحَّدَه مخلصاً في بعض الأحوال دون البعض


223 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن ابن شهاب أن محمود بن الربيع الأنصاري أخبره :
أن عتبان بن مالك - : وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ممن شهد بدراً من الأنصار - أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي وإذا كان الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم ولم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي لهم وددت أنك يا رسول الله تأتي فتصلي في بيتي أتخذه مصلى قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( سأفعل ) قال عتبان : فغدا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر الصديق حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم فَأذِنْتُ له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال :
( أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ ) قال : فأشرت إلى ناحية من البيت فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فكبر وقمنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم قال : وحبسناه على خزيرة صنعناها له قال : فثاب رجال من أهل الدار حوله حتى اجتمع في البيت رجال ذوو عدد قال قائل منهم : أين مالك بن الدخشن ؟ فقال بعضهم : ذاك منافق ولا يحب الله ورسوله فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تقل له ذلك ألا تراه قد قال : لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله ؟ ) قالوا : الله ورسوله أعلم إنما نرى وجهه ونصيحته للمنافقين ! قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله جل وعلا حرَّم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي به وجه الله )
قال ابن شهاب : ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري - وهو أحد بني سالم وهو من سراتهم - عن حديث محمود بن الربيع فصدَّقه بذلك
=[9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق على ابن خزيمة)) (1653 و 1654) : ق .


ذكر البيان بأن الله جل وعلا بتفضُّله لا يدخل النار من كان في قلبه أدنى شعبة من شعب الإيمان على سبيل الخلود


224 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا عبد الغفار بن عبد الله الزبيري قال : حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبر ولا يدخل النار من كان في قلبه حبة خردل من إيمان )
=[79:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((غاية المرام)) (89/114) : م .


ذكر البيان بأن الله جل وعلا بتفضله قد يغفر لمن أحبَّ من عباده ذنوبه بشهادته له ولرسوله صلى الله عليه و سلم وإن لم يكن له فضل حسنات يرجو بها تكفير خطاياه


225 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال : حدثنا عبد الوارث بن عبيد الله عن عبد الله قال : أخبرنا الليث بن سعد قال : حدثني عامر بن يحيى عن أبي عبد الرحمن المعافري الحبلي قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله سيُخلِّصُ رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مد البصر ثم يقول له : أتنكر شيئاً من هذا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب فيقول : أَفَلَكَ عذر أو حسنة ؟ فيُبهت الرجل ويقول : لا يارب فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم فيُخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فيقول : احْضُرْ وزنك فيقول : يارب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقول : إنك لا تُظْلَم قال : فتُوضع السجلات في كفةٍ والبطاقة في كفةٍ فطاشت السجلات وثَقُلَتِ البطاقة قال : فلا يَثْقُلُ اسم الله شيء )
=[74:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (240 ـ 241) .


ذكر الإخبار بأن الله قد يغفر بتفضله لمن لم يشرك به شيئاً جميع الذنوب التي كانت بينه وبينه


226 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا محمد بن عباد المكي قال حدثنا حماد بن إسماعيل عن شريك عن عبد العزيز بن رفيع عن المعرور بن سويد عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( قال الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم لو لقيتني بمثل الأرض خطايا لا تشرك بي شيئاً لقيتك بملء الأرض مغفرة )
=[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (581) : م .


ذكر إعطاء الله جل وعلا الأجر مرتين لمن أسلم من أهل الكتاب


227 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا هشيم عن صالح بن صالح الهمداني عن الشعبي قال :
رأيت رجلاً من أهل خراسان أتاه فقال : يا أبا عمرو إن من قِبَلَنَا من أهل خراسان يقولون : إذا عَتَقَ الرجل أَمَتَهُ ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته فقال الشعبي : حدثني أبو بردة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ثلاثة يُؤتون أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه ثم أدرك النبي صلى الله عليه و سلم فآمن به واتبعه فله أجران وعبد مملوك يؤدي حق الله جل وعلا عليه وحق الذي عليه لمولاه فله أجران ورجل كانت له أمة فغذَّاها فأحسن غذاءها وأدبها فأحسن أدبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران )
قال الشعبي للخراساني خذ هذا الحديث بغير شيء فقد كان الرجل يرحل إلى المدينة فيما هو دونه
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1153) : ق .


ذكر الإخبار عما تفضل الله على المحسن في إسلامه بتضعيف الحسنات له


228 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا العباس بن عبد العظيم قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف وكل سيئة يعملها يُكتب له مثلها حتى يلقى الله جل وعلا )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (3959) : ق .


5 - باب ما جاء في صفات المؤمنين


229 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا محمد بن شعيب عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )
=[88:2]
قال الشيخ الألباني:
صحيح - ((المشكاة)) (4839) , ((الروض النضير)) (293 و 321) .


230 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح حدثنا محمد بن الصباح حدثنا عبيدة بن حميد عن بيان بن بشر عن عامر عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه )
=[49:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الروض النضير)) (591) , ((صحيح أبي داود)) (2243) : خ .


ذكر الأمر بمعونة المسلمين بعضهم بعضاً في الأسباب التي تقربهم إلى الباري جل وعلا


231 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً )
=[13:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج مشكلة الفقر)) (104) : ق .


ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه و سلم المؤمنين بالبنيان الذي يمسك بعضه بعضاً


232 - أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عمر بن علي بن مقدم حدثنا سفيان الثوري عن ابن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مثل المؤمنين فيما بينهم كمثل البنيان - قال : وأدخل أصابع يده في الأرض - وقال : يمسك بعضها بعضاً )
=[28:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق , و انظر ما قبله .


ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه و سلم المؤمنين بما يجب أن يكونوا عليه من الشفقة والرأفة


233 - أخبرنا ابن قحطبة حدثنا محمد بن الصباح حدثنا عبيدة بن حميد عن الحسن بن عبيد الله النخعي عن الشعبي قال : سمعت النعمان بن بشير يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( مثل المؤمنين مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد )
=[28:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1083 و 2526) : ق .


ذكر نفي الإيمان عمن لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه


234 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يؤمن أحدكم بالله حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (73) : ق .


ذكر البيان بأن نفي الإيمان عمن لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه إنما هو نفي حقيقة الإيمان لا الإيمان نفسه مع البيان بأن ما يحب لأخيه أراد به الخير دون البشر


235 - أخبرنا أحمد بن علي المثنى قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة قال : حدثنا ابن أبي عدي عن حسين المعلم عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ .


ذكر نفي الإيمان عمن لا يتحاب في الله جل وعلا


236 - أخبرنا محمد بن عبد الله الهاشمي قال : حدثنا عبد الله عمر بن الرماح قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (777) : م .


ذكر إثبات وجود حلاوة الإيمان بمن أحب قوماً لله جل وعلا


237 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا هدبة بن خالد قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما والرجل يحب القوم لا يحبهم إلا في الله والرجل إن قُذِفَ في النار أحبُّ إليه من أن يرجع يهودياً أو نصرانياً )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (198) , ((الروض النضير)) (52) : م .


238 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الوهاب قال : حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن توقد له نار فيُقذف فيها )
=[93:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - المصدر المذكور : ق .


ذكر ما يجب على المسلم لأخيه المسلم من القيام في أداء حقوقه


239 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا شيبان بن أبي شيبة حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ثلاث كلهن على المسلم : عيادة المريض وشهود الجنازة وتشميت العاطس إذا حمد الله )
=[32:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1800) .


ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه و سلم لم يُرِد بهذا العدد المذكور نفياً عما وراءه


240 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يحيى القطان حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني أبي عن حكيم بن أفلح عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( للمسلم على المسلم أربع خلال : يعوده إذا مرض ويشهده إذا مات ويشمته إذا عطس ويجيبه إذا دعاه )
=[32:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2154) .


ذكر البيان بأن هذا العدد الذي ذكره المصطفى صلى الله عليه و سلم في خبر أبي مسعود لم يرد به النفي عما وراءه


241 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس )
=[32:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1832) : م .


ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور في خبر سعيد بن المسيب لم يُرد به النفي عما رراءه


242 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( حق المسلم على المسلم ست ) قالوا : ماهن يا رسول الله ؟ قال :
( إذا لقيه سلم عليه وإذا دعاه أجابه وإذا استنصح نصحه وإذا عطس فحمد الله يشمته وإذا مرض عاده وإذا مات صحِبهُ )
=[32:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ : م .


ذكر الإخبار عما يشبه المسلمين من الأشجار


243 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا أبو عمر الضرير قال : حدثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من يخبرني عن شجرة مَثَلُهَا مثل المؤمن أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ؟ ) قال عبد الله : فأردت أن أقول : هي النخلة فمنعني مكان أبي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( هي النخلة ) فذكرت ذلك لأبي فقال : لو قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا ـ أحسبه قال : حمر النعم ـ .
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر الإخبار عن وصف ما يشبه المسلم من الشجر


244 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال :
كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ أُتي بجُمَّار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من الشجر شجرة بركتها كالمسلم ) قال : فأُريت أنها النخلة ثم نظرت إلى القوم فإذا أنا عاشر عشرة وأنا أحدَثُ القوم فسكتَّ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( هي النخلة )
=[28:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


245 - أخبرنا أبو الطيب محمد بن علي الصيرفي قال : حدثنا أبو كامل الجحدري قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا أيوب عن أبي الخليل عن مجاهد عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوماً لأصحابه :
( أخبروني عن شجرة مَثَلُها مثل المؤمن ) قال : فجعل القوم يتذاكرون شجراً من شجر الوادي - قال عبد الله ـ : وأُلقي في نفسي ـ أو روعي ـ أنها النخلة قال : فجعلت أريد أن أقول فأرى أسناناً من القوم فأهاب أن أتكلم فلم يكشفوا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( هي النخلة )
=[53:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


246 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال : حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : وأخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ؟ ) فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله : وقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا : حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال :
( هي النخلة ) فذكرت ذلك لعمر فقال : لأن تكون قلت هي النخلة أحب إلي من كذا وكذا
=[53:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه و سلم المؤمن بالنحلة في أكل الطيب ووضع الطيب


247 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال : حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال : حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء بن عُدُس عن عمه أبي رزين قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيِّباً ولا تضع إلا طيباً )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني:
صحيح - ((الصحيحة)) (355) .

قال أبو حاتم : شعبة واهم قي قوله ( عُدُس ) إنما هو ( حُدُس ) كما قاله حماد بن سلمة وأولئك


6 ـ فصل
ذكر البيان بأن من أكفر إنساناً فهو كافر لا محالة


248 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما أكفر رجُلٌ رجلاً قط ؛ إِلا باء أحدهما بها إن كان كافراً وإلا كَفَرَ بتكفيره )
=[54:2]
قال الشيخ الألباني:
صحيح بما بعده ـ ((الصحيحة)) (2891) .


249 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال : حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( أيما رجل قال لأخية كافر فقد باء به أحدهما )
=[54:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2891) : ق .


ذكر وصف قوله صلى الله عليه و سلم : فقد باء به أحدهما


250 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال : حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : أخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أيما امرىء قال لأخيه : كافر فقد باء به أحدهما ـ إن كان كما قال ـ وإلا رجعت عليه )
=[54:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2891) : م .


7 - باب ما جاء في الشرك والنفاق


ذكر استحقاق دخول النار لا محالة من جعل لله نداً


251 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا شيبان بن فروخ قال : حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي وائل عن ابن مسعود قال :
كلمتان سمعت إحداهما من رسول الله صلى الله عليه و سلم والأخرى أنا أقولها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
(( لا يلقى الله عبد يشرك به إلا أدخله النار ))
وأنا أقول لا يلقى الله عبدٌ لم يُشرِك به إلا أدخلهُ الجنّة .
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (3566) : ق .


ذكر الخبر الدال على أن الإسلام ضد الشرك


252 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ين إسماعيل ببست قال : حدثنا أحمد بن المقدام العجلي (1) قال : حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يحدث عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لَيَأَخُذَنَّ رجل بيد أبيه يوم القيامة يريد أن يُدخله الجنة فيُنادى : إن الجنة لا يدخلها مشرك إن الله قد حرم الجنة على كل مشرك فيقول : أي رب أي رب أبي قال : فيتحول في صورة قبيحة وريح منتنة فيَتْرُكُهُ ) قال أبو سعيد : كان أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم يرون أنه إبراهيم ولم يزدهم رسول الله صلى الله عليه و سلم على ذلك
=[78:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر التعليق .

__________
(1) وعنه أخرجه أبو يعلى في ((مسنده)) (2/315/1049 و 1406) , والبزار ـ أيضاً ـ(1/65/94) .
وأخرجه أبو يعلى ـ أيضاً ـ , والحاكم (4/587 ـ 588) من طريقين آخرين عنِ المعتمرِ بنِ
سليمان ......... به .
وقال الحاكم : ((صحيح على شرط الشيخين)) , ووافقه الذهبي وهو كما قالا .
وله شاهد بنحوِه من حديثِ أبي هُريرة ....... مرفوعاً : أخرجه البخاريُّ (6/378) ، والحاكم (2/238) , وقال : ((صحيح على شرط الشيخين , ولم يُخرجاه)) ! فوهم في استدراكهِ على البخاري .
وله عن أبي هريرة طريقٌ أُخرى : عند البزار (رقم97) , وسنده صحيح .


ذكر إطلاق اسم الظلم على الشرك بالله جل وعلا


253 - أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية ومحمد بن إسحاق قالا : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال : حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال :
لما نزلت هذه الآية : { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } [الأنعام :82] قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : أيُّنا لم يظلم نفسه ؟ قال : فنزلت : { إن الشرك لظلم عظيم } [لقمان :13] .
قال ابن إدريس : حدثنيه أبي عن أبان بن تغلب عن الأعمش ثم لقيت الأعمش فحدثني به
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر إطلاق اسم النفاق على من أتى بجزء من أجزائه


254 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا سلم بن جنادة حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أربعٌ من كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منها كانت فيه خصلة من النقاق حتى يدعها : إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر )
=[49:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (4/27) : ق .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبد الله من مرة


255 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا جرير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أربعُ خلالٍ من كن فيه كان منافقاً خالصاً : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق )
=[49:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق , وهو مكرر ما قبله .


256 - أخبرنا أحمد بن علي ـ في عقبه ـ قال : حدثنا أبو الربيع حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم : ......... بمثله .
= [[49:3]]
قال الشيخ الألباني :
شاذ عن جابر , والمحفوظ : عن ابن عمرو , وهو الذي قبله (1) .

__________
(1) وغفل المعلّق هنا في ((طبعة المؤسسة)) (1/490) ـ كعادته في مثل هذه الدقائق ـ ,
فقال : (( إسنادُه صحيح على شرط مُسلم )) ! وكأنه لا يعرفُ الحديث الشاذ !


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن خطاب هذا الخبر ورد لغير المسلمين


257 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وحبيب عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ثلاث من كُنَّ فيه فهو منافق ـ وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ـ : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان )
=[49:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((التعليق الرغيب)) (4/27 و 28) .


ذكر إطلاق اسم النفاق على غير المعدود إذا تخلف عن إتيان الجمعة ثلاثاً


258 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان حدثنا يحيى بن داود حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن محمد بن عمرو عن عبيدة بن سفيان عن أبي الجعد الضمري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من ترك الجمعة ثلاثاً ـ مِن غير عُذرٍ ـ فهو مُنافِقً )
=[49:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((المشكاة)) (1371) , ((التعليق الرغيب)) (1/259) , و يأتي (2775) بلفظ : ((طبع الله على قلبه)) .


ذكر إطلاق اسم النفاق على المؤخر صلاة العصر إلى أن تكون الشمس بين قرني الشيطان


259 - أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن العلاء بن عبد الرحمن قال :
دخلت على أنس بن مالك أنا وصاحب لي بعد الظهر فقال : أصليتما العصر ؟ قال : فقلنا : لا قال : فصليا عندكما في الحجرة ففرغنا وطوَّل هو ثم انصرف إلينا فكان أول ما كلمنا به أن قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تلك صلاة المنافقين يمهل أحدهم حتى إذا كانت الشمس على قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً )
=[49:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((صحيح أبي داود)) (441) : م ونحوه .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به العلاء بن عبد الرحمن


260 - أخبرنا أبو يعلى بالموصل حدثنا هارون بن معروف حدثنا ابن وهب أخبرنا أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة وحدثني أسامة بن زيد أن حفص بن عبيد الله بن أنس قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ألا أخبرُكُم بصلاة المنافقين ؟ يدع العصر حتى إذا كانت بين قرني الشيطان أو على قرن الشيطان قام فنقر كنقرات الديك لا يذكر الله فيهن إلا قليلاً )
=[49:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م نحوه ـ انظر ما قبله .


ذكر إثبات اسم المنافق على المؤخر صلاة العصر إلى إصفرار الشمس


261 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن أنه قال :
دخلنا على أنس بن مالك بعد الظهر فقام يصلي العصر فلما فرغ من صلاته ذكرنا تعجيل الصلاة أو ذكرها فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( تلك صلاة المنافقين تلك صلاة المناققين - ثلاث مرات - يجلس أحدهم حتى إذا اصفرت الشمس وكانت بين قرني الشيطان أو على قرني الشيطان قام أربعاً لم يذكر الله فيها إلا قليلاً )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .


ذكر البيان بأن تأخير صلاة العصر إلى أن يقرب اصفرار الشمس صلاة المنافقين


262 - أخبرنا ابن خزيمة قال : حدثنا علي بن حجر السعدي قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : حدثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب :
أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة حتى انصرف من الظهر قال : وداره بجنب المسجد فلما دخلنا عليه قال : صليتم العصر ؟ قلنا : إنما انصرفنا الساعة من الظهر : قال : فصلوا العصر فقمنا فصلينا العصر فلما انصرفنا قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( تلك صلاة المنافقين يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً )
=[ :5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


263 - أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة أنه قال :
دخلت على أنس بن مالك وصاحب لي بعد الظهر فقال : أصليتم العصر ؟ قال : فقلنا : لا قال : فصليا عندنا في الحجرة ففرغنا وطوَّل هو وانصرف إلينا فكان أول ما كلمنا به أن قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( تلك صلاة المنافقين يقعد أحدهم حتى إذا كانت على قرن الشيطان أو بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً )
=[7:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م نحوه ـ انظر (259) .


ذكر الإخبار عن وصف عِشْرَةِ المناقق للمسلمين


264 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عتبة بن عبد الله اليحمدي حدثنا ابن المبارك عن محمد بن سوقة عن ابي جعفر عن عبيد بن عمير :
أنه كان يقصُّ بمكة وعنده عبد الله بن عمر وعبد الله بن صفوان وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال عبيد بن عمير : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( مثل المنافق كمثل الشاة بين الغنمين إن مالت إلى هذا الجانب نُطِحَتْ وإن مالت إلى هذا الجانب نُطِحَت )
قال ابن عمر : ليس هكذا فغضب عبيد بن عمير وقال تَرُدُّ علي ؟ قال : إني لم أرد عليك إلا أني شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال : ققال عبد الله بن صفوان : فكيف قال يا أبا عبد الرحمن ؟ قال :
بين الربيضين قال : يا أبا عبد الرحمن بين الربيضين وبين الغنمين سواء قال : كذا سمعت كذا سمعت
وكان ابن عمر إذا سمع شيئاً من رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يَعْدُهُ ولم يُقَصِّرْ دونه
=[28:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الروض)) (554) : م .


8 - باب ما جاء في الصفات


265 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا المقرىء حدثنا حرملة بن عمران التجيبي عن أبي يونس مولى أبي هريرة واسمه سليم بن جبير عن أبي هريرة :
أنه قال في هذه الآية { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } - إلى قوله - { إن الله كان سميعاً بصيراً } [النساء :58]
رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يضع إبهامه على أذنه وأصبعه الدَّعَّاء على عينه
=[37:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) تحت حديث (3081) .

قال أبو حاتم : أراد صلى الله عليه و سلم بوضعه أصبعه على أذنه وعينه تعريف الناس أن الله جل وعلا لا يسمع بالأذن التي لها سماخ والتواء ولا يُبصر بالعين التي لها أشفار وحدق وبياض جل ربنا وتعالى عن أن يشبه بخلقه في شيء من الأشياء بل يسمع ويبصر بلا آلة كيف يشاء


266 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا جرير عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل النهار قبل الليل وعمل الليل قبل النهار حجابه النور لو كشف طبقها أحرق سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره واضع يده لمسيء الليل ليتوب بالنهار ولمسيء النهار ليتوب بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها )
=[67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ظلال الجنة)) (614) : م .


ذكر الخبر الدال على أن كل صفة إذا وجدت في المخلوقين كان لهم بها النقص غير جائز إضافة مثلها إلى الباري جل وعلا


267 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال : حدثنا محمد بن رافع قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( قال الله تبارك وتعالى : كذَّبني ابن آدم ولم يكن له أن يكذبني ويشتمني ابن آدم ولم يكن ينبغي له أن يشتمني فأما تكذبيه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني أوليس أول خلق بأهون علي من إعادته
وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولداً وأنا الله الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحدٌ )
=[68:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((صحيح النسائي)) (1965) : خ .

قال أبو حاتم في قوله صلى الله عليه و سلم : ( أوليس أول خلق بأهون علي من إعادته ) : فيه البيان الواضح أن الصفات التي توقع النقص على من وجدت فيه غير جائز إضافة مثلها إلى الله جل وعلا إذ القياس كان يوجب أن يُطلق بدل هذه اللفظة ( بأهون علي ) بأصعب علي فتنكب لفظة التصعيب إذ هي من ألفاظ النقص وأبدلت بلفظ التهوين الذي لا يشوبه ذلك


ذكر خبر شنع به أهل البدع على أئمتنا حيث حُرموا التوفيق لإدراك معناه


268 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا القواريري قا : حدثنا حرمي بن عمارة قال : حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( يُلقى في النار فتقول : هل من مزيد ؟ حتى يضع الرب جل وعلا قدمه فيها فتقول : قط قط )
=[67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ظلال الجنة)) (525) : ق .

قال أبو حاتم : هذا الخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة وذلك أن يوم القيامة يُلقى في النار من الأمم والأمكنة التي عُصي الله عليها فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعاً من الكفار والأمكنة في النار فتمتلىء فتقول : قط قط تريد : حسبي حسبي لأن العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع قال الله جل وعلا : { لهم قدمُ صدقٍ عند ربهم } [يونس :2] يريد : موضع صدق لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه


ذكر الخبر الدال على أن هذه الألفاظ من هذا النوع أطلقت بألفاظ التمثيل والتشبيه على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم دون الحكم على ظواهرها


269 - أخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن يوسف بنسا قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال : حدثنا عفان قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( يقول الله جل وعلا للعبد يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني فيقول : يا رب وكيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني ؟ ويقول : با ابن آدم استسقيتك فلم تسقني فيقول : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلان استسقاك فلم تُسقه أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني فيقول : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : ألم تعلم أن عبدي فلاناً استطعمك فلم تُطعمه أما إنك لو أطعمته وجدت ذلك عندي )
=[67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (4/48) : م .


ذكر الخبر الدال على أن هذه الأخبار أطلقت بألفاظ التمثيل والتشبيه على حسب ما يتعارفه الناس بينهم دون كيفيتها أو وجود حقائقها


270 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا إبراهيم بن بشار قال : حدثنا سفيان عن ابن عجلان عن سعيد ين يسار أبي الحباب عن أبي هريرة قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم :
( ما تصدَّق عبد بصدقة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا طيباً ولا يصعد إلى السماء إلا طيب - إلا كأنما يضعها في يد الرحمن فيُرَبِّيها له كما يربي أحدكم فلوه وفصيله حتى إن اللقمة أو التمرة لتأتي يوم القيامة مثل الجبل العظيم )
=[67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (2/18) : ق نحوه .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( إلا كأنما يضعها في يد الرحمن ) يبين لك أن هذه الأخبار أطلقت بألفاظ التمثيل دون وجود حقائقها أو الوقوف على كيفيتها إذ لم يتهيأ معرفة المخاطب بهذه الأشياء إلا بالألفاظ التي أطلقت بها


6 - كتاب البر والإحسان


1 - باب الصدق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


271 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن حنطب عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( اضمنوا لي ستاً أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدُّوا إذا ائتُمِنْتُم واحفظوا فروجكم وغُضُّوا أبصاركم وكُفُّوا أيديكم )
=[57:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1470) .


ذكر كتبة الله جل وعلا المرء عنده من الصديقين بمداومته على الصدق في الدنيا


272 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال : حدثنا بشر بن خالد قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان ومنصور عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً ولا يزال يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الضعيفة)) (6323) : ق .


ذكر رجاء دخول الجنان للدوام على الصدق في الدنيا


273 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الصدق ليهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل لَيَصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - المصدر السابق : ق .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تعوُّد الصدق ومجانبة الكذب في أسبابه


274 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل لَيَصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل لَيَكذِب حتى يُكتب عند الله كذاباً )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - المصدر السابق : ق .


ذكر ما يجب على المرء من القول بالحق وإن كرهه الناس


275 - أخبرنا السامي قال : حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا خالد بن عبد الله عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ألا لا يمنعنَّ أحدكم مخافة الناس أن يقول بالحق إذا رآه )
=[16:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (168) .


ذكر رضاء الله جل وعلا عمَّن التمس رضاه بسخط الناس


276 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا عبد الله بن عمر الجعفي قال : حدثنا عبد الرحمن المحاربي عن عثمان بن واقد العمري عن أبيه عن محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس (1) ) .
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2311) .

__________
(1) في ((الموارد)) : (( وأسخط عليه الناس )) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من إرضاء الله عند سخط المخلوقين


277 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : حدثنا عثمان بن عمر قال : حدثنا شعبة عن واقد بن محمد عن ابن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله ومن أسخط الله برضى الناس وَكَلَهُ الله إلى الناس )
=[69:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - المصدر نفسه .


ذكر الزجر عن السكوت للمرء عن الحق إذا رأى المنكر أو عرفه ما لم يُلقِ بنفسه إلى التهلكة


278 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال : حدثنا خالد بن الحارث قال : حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بِحَقَ إذا رآه أو عَرَفَهُ )
=[3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - مكرر (266) .

قال أبوسعيد : فما زال البلاء حتى قصرنا وإنا لَنَبْلُغ في الشر


ذكر البيان بأن المرء يرد في القيامة الحوض على المصطفى صلى الله عليه و سلم بقوله الحق عند الأئمة في الدنيا


279 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال : حدثنا محمد بن عبد الوهاب عن مسعر عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن تسعة : خمسة وأربعة أحد الفريقين من العرب والآخر من العجم فقال :
( اسمعوا أو هل سمعتم إنه يكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يُعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (3/150) , ((الظلال)) (756) .


ذكر رجاء تمكن المرء من رضوان الله جل وعلا في القيامة بقوله الحق عند الأئمة في الدنيا


280 - أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أبو بكر ببغداد قال : حدثنا علي بن خشرم قال : حدثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن عمرو بن علقمة عن علقمة بن وقاص قال :
مرَّ به رجل من أهل المدينة له شرف وهو جالس بسوق المدينة فقال علقمة : يا فلان إن لك حُرمة وإن لك حقاً وإني قد رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء فَتَكَلَّمُ عندهم وإني سمعت بلال بن الحارث المزني ـ صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن أحدكم ليتكلَّم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلُغ ما بلغت فيكتُب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (888) .

قال علقمة : انظر ويحك ماذا تقول وماذا تكلم به فرُبَّ كلام قد منعني ما سمعته من بلال بن الحارث


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


281 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : أخبرنا عبدة بن سليمان قال : حدثنا محمد بن عمرو قال : حدثني أبي عن جدي قال : سمعت بلال بن الحارث المزني يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظنُّ أنها تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وإن أحدكم ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله ما يظنُّ أنها تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر الإخبارعن نفي الورود على الحوض يوم القيامة عمَّن صدَّق الأمراء بكذبهم


282 - أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني قال : حدثنا محمد بن عصام بن يزيد قال : حدثنا أبي قال : حدثنا سفيان عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال :
خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن تسعة وبيننا وسادة من أدم فقال :
( سيكون من بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدَّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يصدِّقهم بكذبهم ولم يُعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسَيَردُ علي الحوض )
=[69:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - تقدم (279) .

أبو حصين : عثمان بن عاصم قاله الشيخ


ذكر نفي الورود على حوض المصطفى صلى الله عليه و سلم عمن أعان الأمراء على ظلمهم أو صدقهم في كذبهم


283 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : أخبرنا الملائي قال : حدثنا سفيان عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن جلوس على وسادة أدم فقال :
( سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم وصدَّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس يَرِدُ علي الحوض ومن لم يُصدِّقهم بكذبهم ولم يُعنهُم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله.

الملائي : هو أبو نعيم الفضل بن دكين


ذكر الزجر عن تصديق الأمراء بكذبهم ومعونتهم على ظلمهم إذ فاعل ذلك لا يرد الحوض على المصطفى صلى الله عليه و سلم أعاذنا الله من ذلك


284 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال : حدثنا أبي قال حدثنا حاتم بن أبي صغيرة أبو يونس القشيري عن سماك بن حرب عن عبد الله بن خباب عن أبيه قال :
( كنا قعوداً على باب النبي صلى الله عليه و سلم فخرج علينا فقال :
اسمعوا قلنا : قد سمعنا قال :
اسمعوا قلنا : قد سمعنا قال :
اسمعوا قلنا : قد سمعنا قال :
إنه سيكون بعدي أمراء فلا تُصدِّقُوهم بكذبهم ولا تعينوهم على ظلمهم فإنه من صدَّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم لم يَرِدْ علي الحوض )
=[3:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن لغيره ـ ((التعليق الرغيب)) (3/151) , ((الظلال)) (757) .


ذكر الزجر عن أن صَدَّقَ المرء الأمراء على كذبهم أو يُعينهم على ظلمهم


285 - أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني قال : حدثنا محمد بن عصام بن يزيد بن مرة بن عجلان قال : حدثنا أبي قال : حدثنا سفيان عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن تسعة وبيننا وسادة من أدم فقال :
( إنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم وصدَّقهم بكذبهم وأعانهم على ظُلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يُصدِّقهم بكذبهم ولم يُعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض )
=[61:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر (279) .


ذكر التغليط على من دخل على الأمراء يريد تصديق كذبهم ومعونة ظلمهم


286 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا المقدمي قال : حدثنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن قتادة عن سليمان بن أبي سليمان عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
سيكون من بعدي أمراء يغشاهم غواش من الناس فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأنا منه بريء وهو مني بريء ومن لم يُصدقهم بكذبهم ولم يُعنهم على ظلمهم فأنا منه وهو مني )
=[51:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((التعليق الرغيب)) (3/151) .


ذكر إيجاب سخط الله جل وعلا للداخل على الأمراء القائل عندهم بما لا يأذن به الله ولا رسوله صلى الله عليه و سلم


287 - أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي قال : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي قال : حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده قال :
كنا معه جلوساً في السوق فمر به رجل من أهل المدينة له شرف فقال له : يا ابن أخي إن لك حقاً وإنك لتدخل على هؤلاء الأمراء وتَكَلَّمُ عندهم وإني سمعت بلال بن الحارث ـ صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إن العبد ليتكلم بالكلمة ولا يُراها بلغت حيث بلغت فيكتب الله له بها رضاه إلى يوم القيامة وإن العبد ليتكلم بالكلمة لا يُراها بلغت حيث بلغت يكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه ) فانظر يا ابن أخي ما تقول وما تَكَلَّمُ فرُبَّ كلام كثير قد منعني ما سمعت من بلال بن الحارث
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (888) .


ذكر الاستحباب للمرء ان يأمر بالمعروف من هو فوقه ومثله ودونه في الدين والدنيا إذا كان قصده فيه النصيحة دون التعيير


288 - أخبرنا الحسن بن سفيان ومحمد بن الحسن بن قتيبة - واللفظ للحسن - قالا : حدثنا محمد بن المتوكل وهو ابن أبي السري قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال : قال عبد الله بن سلام :
إن الله تبارك وتعالى لما أراد هُدى زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة :
إنه لم يَبْقَ من علامات النبوة شيء إلا وقد عَرَفْتُها في وجه محمد صلى الله عليه و سلم حين نظرت إليه إلا اثنين لم أَخْبُرْهُمَا منه : يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً فكنت أتلطف له لأن أُخالطه فأعرف حلمه وجهله قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال : يا رسول الله قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام وكنت أخبرتهم أنهم إن اسلموا أتاهم الرزق رَغَداً وقد أصابهم شدة وقحط من الغيث وأنا أخشى ـ يا رسول الله ـ أن يخرجوا من الإسلام طمعاً كما دخلوا فيه طمعاً فإن رأيت أن ترسل إليهم من يُغيثهم به فعلتَ قال : فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى رجل إلى جانبه أُرَاهُ عمر فقال : ما بقي منه شيء يا رسول الله قال زيد بن سعنة : فدنوت إليه فقلت له : يا محمد هل لك أن تبيعني تمراً معلوماً من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا ؟ فقال :
( لا ـ يا يهودي ـ ولكن أَبيعُك تمراً معلوماً إلى أجل كذا وكذا ولا أسمي حائط بن فلان ) قلت : نعم فبايعني صلى الله عليه و سلم فأطلقتُ هِمَيَاني فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا قال : فأعطاها الرجل وقال :
( اعجل عليهم وأغثهم بها ) قال زيد بن سعنة : فلما كان قَبْلَ مَحَلِّ الأجل بيومين أو ثلاثة خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنازة رجل من الأنصار ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ونفر من أصحابه فلما صلى على الجنازة دنا من جدار فجلس إليه فأخذتُ بمجامع قميصه ونظرتُ إليه بوجه غليظ ثم قلت : ألا تقضيني يا محمد حقي ؟ فوالله ما عَلِمْتُكُم بني عبد المطلب بِمُطَلٍ ولقد كان لي بمخالطتكم علم قال : ونظرت إلى عمر بن الخطاب وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم رماني ببصره وقال : أي عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم ما أسمع وتفعل به ما أرى ؟ فوالذي بعثه بالحق لولا ما أُحاذر فوته لضربت بسيفي هذا عُنقك ورسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة ثم قال :
( إنا كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر أن تأمرني بحسن الأداء و تأمره بحسن التِّبَاعَةِ اذهب به يا عمر فاقضه حقه و زِدْهُ عشرين صاعاً من غير مكان ما رُعْتَهُ ) قال زيد : فذهب بي عمر فقضاني حقي وزادني عشرين صاعاً من تمر فقلت : ما هذه الزيادة ؟ قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أزيدك مكان ما رُعْتُكَ فقلت : أتعرفني يا عمر ؟ قال : لا فمن أنت ؟ قلت : أنا زيد بن سعنة قال : الحَبْرُ ؟ قلت : نعم الحَبْرُ قال : فما دعاك أن تقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم ما قُلتَ وتفعل به ما فعلت فقلتُ : يا عمر كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أختبرهما منه : يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً فقد اختبرتهما فأُشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه و سلم نبياً وأُشهدك أن شطر مالي - فإني أكثرُها مالاً - صدقة على أمة محمد صلى الله عليه و سلم فقال عمر أو على بعضهم فإنك لا تَسَعُهُم كلهم قلت : أو على بعضهم فرجع عمر وزيد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال زيد : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم فآمن به وصدَّقه وشهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مشاهد كثيرة ثم توفي في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر ) رحم الله زيداً قال : فسمعت الوليد يقول : حدثني بهذا كله محمد بن حمزة عن أبيه عن جده عن عبد الله بن سلام
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (1341) .


ذكر إعطاء الله جل وعلا الآمر بالمعروف ثواب العامل به من غير أن ينقص من أجره شيء


289 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال : حدثنا بشر بن خالد العسكري قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة عن سليمان قال : سمعت أبا عمرو الشيباني عن أبي مسعود قال :
أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم فسأله فقال :
( ماعندي ما أعطيك لكن ائت فلاناً ) قال : فأتى الرجل فأعطاه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من دل على خيرٍ فله مثل أجر فاعله أو عامله )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1660) .


ذكر الإخبار عما يحب على المرء من استحلال النصرة على أعداء الله الكفرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في دار الإسلام (1) .

__________
(1) هذا العنوان ساقط من ((الأصل)) , وقد استدركناه من ((طبعة المؤسسة)) (1/527) . ((الناشر)) .


290 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا ابن أبي فديك عن عمرو بن عثمان بن هانىء عن عاصم بن عمر بن عثمان عن عروة عن عائشة قالت :
دخل علي النبي صلى الله عليه و سلم فعرفت في وجهه أن قد حَضَرَهُ شيء فتوضأ وما كلَّم أحداً ثم خرج فلصقتُ بالحجرة أسمع ما يقول فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
( يا أيها الناس إن الله تبارك تعالى يقول لكم : مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أُجيبكم وتسألوني فلا أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم ) فما زاد عليهنَّ حتى نزل
=[68:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((التعليق الرغيب)) (3/172) , ((الرد على بليق)) (321) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم الغيرة عند استحلال المحظورات


291 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا محمد بن شعيب والوليد قالا : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عروة بن الزبير عن أسماء بنت أبي بكر أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول - وهو على المنبر :
( إنه لا شيء أَغْيَرُ من الله جل وعلا )
=[67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر الإخبار بأن غيرة الله تكون أشد من غيرة أولاد آدم


292 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثني القعنبي قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( المؤمن يغارُ , والله أشد غيرةً )
=[67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م .


ذكر وصف الشيء الذي من أجله يكون الله جل وعلا أشد غيرة


293 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا الوليد قال : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله يغار والمؤمن يغار فغيرةُ الله أن يأتي المؤمن ما حرَّم عليه )
=[67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


294 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير وعبدة بن سليمان عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ليس أحد أحبَّ إليه المدح من الله فلذلك مدح نفسه وليس أحد أغير من الله فلذلك حرم الفواحش )
=[67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر الإخبار عن الغيرة التي يُحبها الله والتي يُبغضها


295 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا مسدد بن مسرهد قال : حدثنا ابن أبي عدي عن الحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي عن ابن عتيك الأنصاري عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يُبغض الله فأمأ الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الله وإن من الخيلاء ما يحب الله أن يتخيل العبد بنفسه عند القتال وأن يتخيل عند الصداقة وأما الخيلاء التي يبغض الله فالخيلاء لغير الدين )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الإرواء)) (1999) , ((صحيح أبي داود)) (2388) .

قال أبو حاتم : ابن عتيك هذا هو أبو سفيان بن جابر بن عتيك بن النعمان الأشهلي لأبيه صحبة .


ذكر رجاء الأمن من غضب الله لمن لم يغضب لغير الله جل وعلا


296 - أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال : حدثنا أحمد بن عيسى المصري قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن درَّاج عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو قال :
قلت : يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله ؟ قال :
( لا تغضب )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((التعليق الرغيب)) (3/277) .


ذكر الإخبار عن وصف القائم في حدود الله والمداهن فيها


297 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن الشعبي قال : سمعت النعمان بن بشير على منبرنا هذا يقول :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم - ففرَّغتُ له سمعي وقلبي وعَرَفْتُ أني لن أسمع أحداً على منبرنا هذا يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( مَثَلُ القائم على حدود الله والمداهن في حدود الله كمثل قوم كانوا في سفينة فاقترعوا منازلهم فصار مَهْرَاقُ الماء ومختلف القوم لرجل فضجر فأخذ القَدُوم - وربما قال الفأس - فقال أحدهم للآخر : إن هذا يريد أن يُغرقنا ويخرق سفينتكم وقال الآخر : دعه فإنما يخرق مكانه )
وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها الجسد وإذا فسدت فسد لها الجسد كله )
وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( المؤمنون تَرَاحُمُهُمْ وَلُطْف بعضِهِم ببعض كجسد رجل واحد إذا اشتكى بعضُ جسده أَلِمَ له سائر جسده )
=[28:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (69) , ((غاية المرام)) (20) , ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ (1083 و 2526) .


ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه و سلم الراكب حدود الله والمداهن فيها مع القائم بالحق بأصحاب مركبٍ ركبوا لجَّ البحر


298 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا جرير عن مطرف عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( المداهن في حدود الله والراكب حدود الله والآمر بها والناهي عنها كمثل قوم استهموا في سفينة من سفن البحر فأصاب أحدهم مؤخر السفينة وأبعدها من المرفق وكانوا سفهاء وكانوا إذا أتوا على رجال القوم آذوهم فقالوا : نحن أقرب أهل السفينة من المرفق وأبعدهم من الماء فتعالوا نخرق دف السفينة ثم نَرُدُّهُ إذا استغنينا عنه فقال من ناوَأَهُ من السفهاء : افعل فأهووا إلى فأس ليضرب بها أرض السفينة فأشرف عليه رجل رشيد فقال : ما تصنع ؟ فقال : نحن أقربكم من المِرْفَقِ وأبعدكم منه أخرق دف السفينة فإذا استغنينا عنه سددناه فقال : لا تفعل فإنك إن فعلت تهلك ونهلك )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (69) : خ نحوه .


ذكر كتبة الله جل وعلا الصدقة لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إذا تعرى فيهما عن العلل


299 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو معمر القطيعي قال : حدثنا ابو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( على كل مَنْسِمٍ من بني آدم صدقة كل يوم ) فقال رجل من القوم : ومن يُطيق هذا ؟ قال :
( أمرٌ بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة والحمل على الضعيف صدقة وكل خطوة يخطوها أحدكم إلى الصلاة صدقة )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (577) .


ذكر استحقاق القوم الذين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر عن قدرة منهم عليه عموم العقاب من الله جل وعلا


300 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يُغَيِّرُوا عليهم ولا يُغَيِّرُوا إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((ابن ماجة)) (4009) , ((الصحيحة)) (3353) .


ذكر ما يستحب للمرء استعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعوام الناس دون الأمراء الذين لا يأمن على نفسه منهم إن فعل ذلك


301 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير عن مطرف عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( مَثَلُ المداهن في حدود الله والآمر بها والناهي عنها كَمَثَلِ قوم استهموا سفينة من سفن البحر فصار بعضهم في مؤخر السفينة وأبعدهم من المرفق وبعضهم في أعلى السفينة فكانوا إذا أرادوا الماء وهم في آخره السفينة آذوا رحالهم فقال بعضهم : نحن أقرب من المرفق وأبعد من الماء نخرق دفة السفينة ونستقي فإذا استغنينا عنه سددناه فقال السفهاء منهم : افعلوا قال : فأخذ الفأس فضرب عرض السفينة فقال رجل منهم رشيد : ما تصنع ؟ قال : نحن أقرب من المرفق وأبعد من الماء نكسر دف السفينة فنستقي فإذا استغنينا عنه سددناه فقال : لا تفعل فإنك إذاً تهلك ونهلك )
=[55:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (69) : خ نحوه .


ذكر توقع العقاب من الله جل وعلا لمن قدر على تغيير المعاصي ولم يغيرها


302 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدورن على أن يغيروا عليه ولا يُغيروا إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ انظر ما قبله بحديث .


ذكر جواز زجر المرء المنكر بيده دون لسانه إذا لم يكن فيه تعد


303 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا المقدمي ورحمويه قالا : حدثنا وهب بن جرير قال : حدثنا أبي قال : سمعت النعمان بن راشد عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي ثعلبة الخشني قال :
( قعد إلى النبي صلى الله عليه و سلم رجل وعليه خاتم من ذهب فَقَرَعَ رسول الله صلى الله عليه و سلم يده بقضيب كان في يده ثم غفل عنه فألقى الرجل خاتمه ثم نظر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
أين خاتمُك ؟ قال : ألقيته قال :
أظُنُّنَا قد أوجعناك وأغرمناك )
=[9:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((آداب الزفاف)) (126 ـ 127) .

قال أبو حاتم : النعمان بن راشد ربما أخطأ على الزهري


ذكر البيان بأن المنكر والظلم إذا ظهرا كان على من علم تغييرهما حذر عموم العقوبة إياهم بهما


304 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال :
قرأ أبو بكر الصديق هذه الآية : { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يَضُرُّكُم من ضَلَّ إذا اهتديتم } [المائدة :105] قال : إن الناس يضعون هذه الآية على غير موضعها ألا وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه - أو قال : المنكر فلم يُغَيِّرُوهُ - عَمَّهُمُ الله بعقابه .
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ابن ماجة)) (4005) .


ذكر البيان بأن المتأول للآي قد يخطىء في تأويله لها وإن كان من أهل الفضل والعلم


305 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي قال : حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله : { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } [المائدة :105] إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يُغَيِّروه يوشك أن يَعُمَّهم الله بعقاب )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر وصف النهي عن المنكر إذا رآه المرء أو علمه


306 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب الأحمسي قال :
أول من بدأ بالخطبة قبل الصلاة يوم العيد مروان بن الحكم فقام إليه رجل فقال : الصلاة قبل الخطبة ومدَّ بها صوته فقال : تُرِكَ ما هناك أبا فلان فقال أبوسعيد الخدري : أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من رأى منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذاك أضعف الإيمان )
=[37:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1034) : م .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به طارق بن شهاب


307 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم وهنَّاد بن السري قالا : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد وعن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي سعيد قال :
أخْرَجَ مروان المنبر في يوم عيد وبدأ بالخطبة قبل الصلاة فقام رجل فقال : يا مروان خالفتَ السنة أخرَجْتَ المنبر في يوم عيد ولم يكن يُخْرَجُ وبدأتَ بالخطبة قبل الصلاة ولم يكن يبدأ بها فقال أبو سعيد : من هذا ؟ قالوا فلان بن فلان قال أبو سعيد : أمَّا هذا فقد قضى ما عليه
زاد إسحاق سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع أن يغيره بيده فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )
=[37:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .


2 ـ باب ما جاء في الطاعات وثوابها


ذكر الإخبار بأن أهل كل طاعة في الدنيا يدعون إلى الجنة من بابها


308 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان ) فقال أبو بكر : يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال :
( نعم وأرجو أن تكون منهم )
=[78:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2879) : ق .


ذكر الإخبار عن إجازة إطلاق اسم القنوت على الطاعات


309 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا حرملة قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( كل حرف في القرآن يُذكر فيه القنوت فهو الطاعة )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (4105) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تعوُّد نفسه أعمال الخير في أسبابه


310 - أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة قال : سمعت معاوية يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( الخير عادةٌ والشر لجاجةٌ من يُرِدِ الله به خيراً يفقِّهْهُ في الدين )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((ابن ماجة)) (221) .


ذكر ما يستحب للمرء أن يقوم في أداء الشكر لله جل وعلا بإتيان الطاعات بأعضائه دون الذكر باللسان وحده


311 - أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان حدثنا زياد بن علاقة قال : سمعت المغيرة بن شعبة يقول :
قام النبي صلى الله عليه و سلم حتى إذا تورمت قدماه فقيل له : يا رسول الله أتفعل هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدم وما تأخر ؟ قال :
( أفلا أكون عبداً شكوراً )
=[47:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مختصر الشمائل)) (221) : ق .


ذكر العلة التي من أجلها كان يترك صلى الله عليه و سلم الأعمال الصالحة بحضرة الناس


312 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة ـ زوج النبي صلى الله عليه و سلم ـ كانت تقول :
ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يُسَبِّحُ سُبْحَةَ الضحى وكانت عائشة تُسَبِّحُهَا وكانت تقول : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم ترك كثيراً من العمل خشية أن يَسْتَنَّ الناس به فيُفرَض عليهم
=[14:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1170) : ق نحوه .


ذكر العلة التي من أجلها كان يترك صلى الله عليه و سلم بعض الطاعات


313 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن الزهري ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت :
( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لَيَدَعُ العمل وهو يُحِبُّ أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيُفرض عليهم )
=[29:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الشكر لله جل وعلا بأعضائه على نعمه ولا سيما إذا كانت النعمة تعقب بلوى تعتريه


314 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا همام بن يحيى حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدثه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( إن ثلاثة في بني إسرائيل : أبرص و أقرع و أعمى فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن وجلد حسن قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل فمسحه فذهب عنه قال : وأُعطي ناقة عُشراء فقال : بارك الله لك فيها
قال : وأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قد قَذِرَني الناس قال فمسحه فذهب عنه وأُعطي شعراً حسناً قال فأي المال أحب إليك ؟ قال البقر فأُعطي بقرة حافلة قال بارك الله لك فيها .
قال : وأتى الأعمى فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : أن يَرُدَّ الله إلي بصري فأبصر به الناس فمسحه فرد الله إليه بصره قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الغنم قال : فأُعطي شاة والداً وأُنتج هذان وَوَلَّدَ هذا فكان لهذا وادٍ من الإبل ولهذا وادٍ من البقر ولهذا وادٍ من الغنم
قال : ثم أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ بي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أَتَبَلَّغُ به في سفري فقال : الحقوق كثيرة فقال : كأني أعرفك ألم تَكُنْ أبرص يَقْذَرُكَ الناس فقيراً فأعطاك الله المال ؟ فقال : إنما ورثتُ هذا المال كابراً عن كابر فقال : إن كنتَ كاذباً فصيَّرَكَ الله إلى ما كنت قال : ثم أتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا فَرَدَّ عليه مثل ما رَدَّ هذا فقال : إن كُنْتَ كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت
وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري ! فقال : قد كنت أعمى فردَّ الله علي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم شيئاً أخذته لله فقال : أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي عنك وسُخِطَ على صاحبيك )
=[6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3523) : ق .


ذكر تفضل الله جل وعلا بإعطاء أجر الصائم الصابر للمفطر إذا شكر ربه جل وعلا


315 - أحبرنا بكر بن أحمد بن سعيد العابد الطاحي بالبصرة حدثنا نصر بن علي حدثنا معتمر بن سليمان عن معمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (655) .

قال أبو حاتم : شكر الطاعم الذي يقوم بإزاء أجر الصائم الصابر : هو أن يطعم المسلم ثم لا يعصي باريه يقويه ويتم شكره بإتيان طاعاته بجوارحه لأن الصائم قرن به الصبر لصبره عن المحظورات وكذلك قرن بالطاعم الشكر فيجب أن يكون هذا الشكر الذي يقوم بإزاء ذلك الصبر يقاربه أو يشاكله وهو ترك المحظورات على ما ذكرناه


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من القيام في أداء الفرائض مع إتيان النوافل ثم إعطائه عن نفسه وعياله فيما بعد


316 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن الخطاب البلدي الزاهد (1) حدثنا أبو جابر ـ محمد بن عبد الملك (2) ـ حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال :
( دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي صلى الله عليه و سلم فرأينها سيئة الهيئة فقلن : ما لك ما في قريش رجل أغنى من بعلك قالت : ما لنا منه شيء ؟ أما نهاره فصائم وأما ليله فقائم قال : فدخل النبي صلى الله عليه و سلم فذكرن ذلك له فلقيه النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( يا عثمان أما لك فِيَّ أُسْوَةٌ ؟ ) قال : وما ذاك يا رسول الله فداك أبي وأمي ؟ قال :
( أما أنت فتقوم الليل وتصوم النهار وإن لأهلك عليك حقاً وإن لجسدك عليك حقاً صَلِّ ونم وصُم وأفطر ) قال : فأتتهم المرأة بعد ذلك عَطِرَةً كأنها عروس فقلن لها : مه قالت : أصابنا ما أصاب الناس )
=[ 11:3]
قال الشيخ الألباني:
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1240) .

__________
(1) لم أعرفه , وليس في ((الثقات)) ........ , بل هو فيه (9/139) .
(2) ((الثقات)) (9/64) .


ذكر التغليظ على من خالف السنة التي ذكرناها


317 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير أخبرني حميد الطويل أنه سمع أنس بن مالك يقول :
جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه و سلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه و سلم فلما أُخبروا كأنهم تَقَالُّوها فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه و سلم قد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟ ! قال أحدهم : أما أنا فإني أُصلي الليل أبداً وقال الآخر : أنا أصوم الدهر ولا أُفطر وقال الآخر : أنا أعتزل النساء ولا أتزوج أبداً فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( أنتم الذي قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأُفطر وأُصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )
=[11:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (1782) : ق .


ذكر ما يقوم مقام الجهاد النفل من الطاعات للمرء


318 - أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان أخبرنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال : سمعت أبا العباس وهو السائب بن فروخ الشاعر المكي يقول : سمعت عبد الله بن عمرو يقول :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم يستأذنه في الجهاد فقال :
( أَحَيٌّ والداك ) ؟ قال : نعم قال :
( فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (1199) : ق .


ذكر البيان بأن المرء مباح له أن يُظهِرَ ما أنعم الله عليه من التوفيق للطاعات إذا قصد بذلك التأسي فيه دون إعطاء النفس شهوتها من المدح عليها


319 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا الحسن بن الصباح البزار حدثنا مؤمل بن إسماعيل عن سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت عن أنس قال :
( وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أصبح قيل : يا رسول الله إن أثر الوجع عليك بَيِّنٌ قال :
( إني على ما ترون قرأت البارحة السَّبْعَ الطُّوَلَ )
=[47:5]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (3995) .


ذكر الإخبار بأن على المرء مع قيامه في النوافل إعطاء الحظ لنفسه وعياله


320 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جعفر بن عون حدثنا أبو عميس عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه :
( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم آخى بين سلمان و أبي الدرداء قال : فجاء سلمان يزور أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مُتَبَتِّلَةً فقال : ما شأنك ؟ قالت : إن أخاك ليست له حاجة في الدنيا فلما جاء أبو الدرداء رحب به سلمان وقرَّب إليه طعاماً فقال له سلمان : اطعم قال : إني صائم قال أقسمت عليك إلا طَعِمْتَ فإني ما أنا بآكلٍ حتى تأكل قال : فأكل معه وبات عنده فلما كان من الليل قام أبو الدرداء فحَبَسَهُ سلمان ثم قال : يا أبا الدرداء إن لربك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً ولجسدك عليك حقاً أعط كل ذي حق حقه صُم وأفطر وقُم ونم وائت أهلك فلما كان عند الصبح قال : قم الآن فقاما فصليا ثم خرجا إلى الصلاة فلما صلى النبي صلى الله عليه و سلم قام إليه أبو الدرداء فأخبره بما قال سلمان فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما قال سلمان )
=[10:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مختصر البخاري)) (929) : خ .


ذكر ما يستحب للمرء إتيان المبالغة في الطاعات وكذلك اجتناب المحظورات


321 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا سفيان عن أبي يعفور عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عائشة قالت :
( كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخل العشر أيقظ أهله وأحيى الليل وشَدَّ المئزر )
=[47:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - (( صحيح أبي داود)) (1246) : ق .

وقد ذكر سفيان مرة فيه: (( وَجَدَّ ))
أبو يعفور : اسمه عبدالرحمن بن عبيد بن نِسطاس


ذكر ما يستحب للمرء لزوم المداومة على إتيان الطاعات


322 - أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا محمود بن خداش حدثنا جرير عن منصور عن ابراهيم عن علقمة قال :
سألت عائشة عن عمل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : كان عمله صلى الله عليه و سلم ديمة )
=[47:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مختصر الشمائل)) (264) : ق .


ذكر البيان بأن أحب الطاعات إلى الله جل وعلا ما واظب عليها المرء وإن قل


323 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت :
( كان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يدوم عليه صاحبه )
=[67:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مختصر الشمائل)) (265) , ((صحيح أبي داود)) (1240) : ق .


ذكر استحباب الاجتهاد في أنواع الطاعات في أيام العشر من ذي الحجة


324 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط حدثنا أبي حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ) قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال :
( ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (3/397 و 4/110) , ((صحيح أبي داود)) (2107) : خ .


ذكر الإخبار بأن عشر ذي الحجة وشهر رمضان في الفضل يكونان سيان


325 - أخبرنا شباب بن صالح : قال : حدثنا وهب بن بقية قال : أخبرنا خالد عن خالد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( شهرا عيد لا ينقصان : رمضان وذو الحجة )
=[1:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2012) : ق .


ذكر الإخبار عن استعمال الله جل وعلا أهل الطاعة بطاعته


326 - أخبرنا الصوفي ببغداد حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا الجراح بن مليح البهراني قال : سمعت بكر بن زرعة الخولاني قال :
سمعت أبا عنبة الخولاني - وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ممن صلى للقبلتين كلتيهما وأكل الدم في الجاهلية - يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( لا يزال الله يغرس في هذا الدين بِغرسٍ يُغرسُ يستعمِلُهُم في طاعتِهِ )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (2442) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك الاتكال على الصالحين في زمانه دون السعي فيما يكدون فيه من الطاعات


327 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أن زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت :
( خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فَزِعاً مُحمَراً وجهه يقول :
لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ) وحلَّق بأصبعه الإبهام والتي تليها قالت : فقلت : يا رسول الله أَنَهْلِكُ وفينا الصالحون ؟ قال :
( نعم إذا كَثُرَ الخبث )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (987) : ق .


ذكر الإخبار بأن من تقرب إلى الله قدر شبر أو ذراع بالطاعة كانت الوسائل والمغفرة أقرب منه بباع


328 - أخبرنا سليمان بن الحسن بن المنهال ابن أخي الحجاج بن المنهال قال : حدثنا هدبة بن خالد قال : حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يحكي عن الله جل وعلا قال :
( الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في واحدة منهما قذفته في النار ومن اقترب إلي شبراً اقتربتُ منه ذراعاً ومن اقترب مني ذراعاً اقتربت منه باعاً ومن جاءني يمشي جئتُهُ أهرول ومن جاءني يهرول جئته أسعى ومن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ أكثر منهم وأطيب )
=[67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (541) , وهو في ( م ) معزواً (8/36 و 62) .


[ذِكرُ كِتبَةِ الله ـ جل وعلا ـ الحسناتِ وحطِّ السيّئاتِ] (1) ورَفْعِ الدرجاتِ للمسلم بالشيّبِ في الدُّنيا .

__________
(1) ما بين معقوفتين سقط من ((الأصل)).


329 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال : حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لا تنتِفُوا (1) الشيب فإنه نورٌ يوم القيامة ومن شاب شيبةً في الإسلامِ كُتِبَ له بها حسنة وحُطّ عنه بها خطيئةٌ ورُفِعَ له بها درجةٌ (2) ) .
=(2985)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (1243) , ((التعليق الرغيب)) (3/113) .

__________
(1) في ((الأصل)) : (( تُنقُّوا )) !
(2) هذا الحديث ليس موجوداً في ((طبعة المؤسسة)) ـ هنا ـ , وإنما هو تحت رقم (2985) , ومنه استدركنا موضع النُقط . ((الناشر)) .


ذكر إطلاق اسم الخير على الأفعال الصالحة إذا كانت من غير المسلمين


330 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي قال : حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال :
يا رسول الله أرأيت أموراً كنتُ أَتَحَنَّثُ بها في الجاهلية : من صلة وعتاقة وصدقة فهل فيها أجر ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( أسلمتَ على ما سلف لك من أجر )
=(329)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (248) : ق .


ذكر البيان بأن الأعمال التي يعملها من ليس بمسلم وإن كانت أعمالاً صالحة لا تنفع في العقبى من عملها في الدنيا


331 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا القواريري قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد قال : حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت :
قلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم : إن ابن جدعان في الجاهلية كان يَقْرِي الضيف ويُحْسِنُ الجوار ويَصِلُ الرحم فهل ينفعه ذلك ؟ قال :
( لا إنه لم يقل يوماً قط : اللهم اغفر لي خطيئتي يوم الدين )
=(330)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (249 و 2927) : م .


ذكر الإخبار بأن الكافر وإن كثرت أعمال الخير منه في الدنيا لم ينفعه منها شيء في العقبى


332 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا حفص بن غياث عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم :
أنها سألته عن قوله : { يوم تُبدَّل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار } [لقمان :48] فأين يكون الناس يومئذ ؟ فقال :
( على الصراط ) قالت : قلت : يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويُطعم المسكين فهل ذاك نافعه ؟ قال :
( لا ينفعه لم يقل يوماً : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين )
=(331) [73:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر القصد الذي كان لأهل الجاهلية في استعمالهم الخير في أنسابهم


333 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا علي بن الجعد الجوهري قال : أنبأنا شعبة عن سماك بن حرب قال : سمعت مري بن قطري يحدث عن عدي بن حاتم قال :
قلت : يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم وكان يفعل ويفعل قال :
( إن أباك أراد أمراً فأدركه - يعني الذِّكر ـ قال : قلت : يا رسول الله إني أسألك عن طعام لا أدعه إلا تحرجاً قال :
( لا تدع شيئاً ضارع النصرانية فيه ) قال : قلت : إني أُرسل كلبي فيأخذ صيداً ولا أجد ما أذبح به إلا المروة أو العصا ؟ قال :
( أمِرَّ الدم بما شئت واذكر اسم الله )
=(332)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الجلباب)) (182) .


ذكر ما يجب على المرء من التشمير في الطاعات وإن جرى قبلها منه ما يكره الله من المحظورات


334 - أخبرنا سليمان بن الحسن العطار بالبصرة حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا حماد بن زيد حدثنا يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران بن حصين قال :
قيل : يا رسول الله أَعُلِمَ أهل الجنة من أهل النار ؟ قال :
( نعم ) قيل : فما يعمل العاملون ؟ قال صلى الله عليه و سلم :
( كل ميسر لما خُلِق )
=(333)[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الضعيفة)) تحت (7027) : ق .


ذكر ما يجب على المرء من ترك الاتكال على قضاء الله دون التشمير فيما يُقَرِّبُهُ إليه


335 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا محمد بن كثير العبدي حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب
أن النبي صلى الله عليه و سلم كان في جنازة فأخذ عوداً فجعل ينكتُ به في الأرض فقال :
( ما منكم من أحد إلا وقد كُتِبَ مقعده من النار ومقعده من الجنة ) فقال رجل : ألا نتكل ؟ فقال :
( اعملوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ ) ثم قرأ : { فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى } [الليل :5 ـ 10] .
=(334)[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ابن ماجة)) (78) : ق .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به سليمان الأعمش


336 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف حدثنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه و سلم :
أنه كان في جنازة فأخذ عوداً ينكت في الأرض فقال :
( ما منكم من أحد إلا كُتب مقعدة من الجنة أو من النار فقالوا : يا رسول الله أفلا نَتَّكِلُ ؟ قال :
( اعملوا كلٌّ مُيَسَّرٌ ) { فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنُيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنُيسره للعسرى } [الليل :5 ـ 10] .
=(335)[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .

قال شعبة : حدثني منصور بن المعتمر فلم أُنكره من حديث سليمان.


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك الاتكال على القضاء النافذ دون إتيان المأمورات والانزجار عن المحظورات


337 - أخبرنا عبدالله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال :
قلت : يا رسول الله أنعمل لأمر قد فُرِغَ منه أم لأمر نَأْتَنِفُهُ ؟ قال :
( لأمرٍ قد فُرغ منه ) قال : ففيم العمل إذاً ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( كلُّ عامل مُيَسَّرٌ لعمله )
=(336)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - عن جابر : أن سراقة قال ..... انظر الذي بعده .


ذكر ما يجب على المرء من قلة الاغترار بكثرة إتيانه المأمورات وسعيه في أنواع الطاعات


338 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا ابن علية حدثنا روح بن القاسم عن أبي الزبير عن جابر أن سراقة بن جعشم قال :
يا رسول الله أخبرنا عن أمرنا كأنا ننظر إليه أبما جرت به الأقلام وثبتت به المقادير أو بما يستأنف ؟ قال :
( لا بل بما جرت به الأقلام وثبتت به المقادير ) قال : ففيم العمل إذاً ؟ قال :
( اعملوا فكل ميسر )
قال سراقة : فلا أكون أبدا أشد اجتهاداً في العمل مني الآن
=(337)[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ظلال الجنة)) (165 ـ 167) .


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم : ( فكلٌّ ميسر ) أراد به ميسر لما قَدَّرَ له في سابق علمه من خير أو شر


339 - أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان المعدل بالفسطاط حدثنا الحارث بن مسكين حدثنا ابن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن راشد بن سعد حدثني عبد الرحمن بن قتادة السلمي - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( خلق الله آدم ثم أخذ الخلق من ظهره فقال : هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي ) قال قائل : يا رسول الله فعلى ماذا نعمل ؟ قال :
( على مواقع القدر )
=(338)[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (48) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك الاتكال على ما يأتي من الطاعات دون الابتهال إلى الخالق جل وعلا في إصلاح أواخر أعماله


340 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال : أخبرنا هشام بن عمار قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا ابن جابر قال : سمعت أبا عبد رب يقول : سمعت معاوية يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إنما الأعمال بخواتيمها كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله وإذا خَبُثَ أعلاه خَبُثَ أسفله )
=(339)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح دون قوله : (( بخواتيمها )) ـ ((الصحيحة)) (1734) .


ذكر البيان بأن المرء يجب أن يعتمد من عمله على آخره دون أوائله


341 - أخبرنا عبد الله بن صالح البخاري ببغداد قال : حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال : حدثنا نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إنما الأعمال بالخواتيم )
=(340)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الظلال)) (216) : خ ـ سهل .


ذكر الإخبار بأن من وُفِّقَ للعمل الصالح قبل موته كان ممن أريد به الخير


342 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال : حدثنا علي بن حجر السعدي قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا أراد الله بعبد خيراً يستعمله ) قيل : كيف يستعمله يا رسول الله ؟ قال :
( يوفقه لعملٍ صالحٍ قبل الموت )
=(341)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (397 ـ 399) .


ذكر الإخبار بأن فتح الله على المسلم العمل الصالح في آخر عمره من علامة إرادته جل وعلا له الخير


343 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا زيد بن الحباب قال : حدثنا معاوية بن صالح قال : أخبرني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال : سمعت عمرو بن الحمق الخزاعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا أراد الله بعبد خيراً عَسَلَهُ قبل موته ) قيل : وما عسله قبل موته ؟ قال :
( يُفْتَحُ له عملٌ صالحٌ بين يدي موته حتى يرضى عنه )
=(342)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1114) .


ذكر البيان بأن العمل الصالح الذي يُفتح للمرء قبل موته من السبب الذي يلقي الله جل وعلا محبته في قلوب أهله وجيرانه به


344 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال : حدثنا زيد بن الحباب قال : حدثنا معاوية بن صالح قال : حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه عن عمرو بن الحمق الخزاعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا أراد الله بعبد خيراً عَسَلَهُ قبل موته ) قيل : وما عَسْلُهُ ؟ قال :
( يُفتح له عمل صالح بين يدي موته حتى يرضى عنه )
=(343)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مكرر ما قبله .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قلة القنوط إذا وردت عليه حالة الفتور في الطاعات في بعض الأحايين


345 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو قُدَيد عبيد الله بن فضالة قال : حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال : قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إنا إذا كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم رأينا من أنفسنا ما نحب فإذا رجعنا إلى أهالينا فخالطناهم أنكرنا أنفسنا فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لو تَدُومُونَ على ما تكونون عندي في الحال لصافحتكم الملائكة حتى تُظِلَّكُم بأجنحتها ولكن ساعة وساعة )
=(344)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1965) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء المسلم من ترك القنوط من رحمة الله جل وعلا مع ترك الاتكال على سعة رحمته وإن كثُرت أعماله


346 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا القعنبي قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لو يعلمُ المُؤمِنُ ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد )
=(345)[72:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1634) : ق .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم الرجاء وترك القنوط مع لزومه القنوط وترك الرجاء


347 - أخبرنا سليمان بن الحسن بن المنهال ابن أخي الحجاج بن المنهال حدثنا أحمد بن أبان القرشي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لَمِنْ أهل النار وإن الرجل لَيَعْمَلُ بعمل أهل النار وإنه لمن أهل الجنة )
=(346)[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (252) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الثقة بالله في أحواله عند قيامه بإتيان المأمورات وانزعاجه عن جميع المزجورات


348 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال : حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا خالد بن مخلدٍ قال : حدثنا سليمان بن بلال قال : حدثني شريك بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله جل وعلا يقول : من عادى لي ولياً فقد آذاني وما تقرَّب إلي عبدي بشيء أحبَّ إلي مما افترضت عليه وما يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أُحِبَّهُ فإذا أحببته كنتُ سَمْعَهُ الذي يسمع به وَبَصَرَهُ الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فإن سألني عبدي أعطيته وإن استعاذني أعذته وما تَرَدَّدْتُ عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن يكره الموت وأكره مساءته )
=(347)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1640) : خ .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : لا يُعرف لهذا الحديث إلا طريقان اثنان : هشام الكناني عن أنس و عبدالواحد بن ميمون عن عروة عن عائشة وكلا الطريقين لا يصح وإنما الصحيح ما ذكرناه


ذكر الأمر بالتشديد في الأمور وترك الاتكال على الطاعات


349 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا ليث بن سعد عن بكير بن عبد الله الأشج عن بسر بن سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ما مِنكُم من أحدٍ ينجيه عمله ) فقال له رجل : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال :
( ولا أنا إلا أن يتغمَّدني الله برحمته ولكن سدِّدُوا )(1) .
=(348)[67:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مختصر الأدب المفرد)) (350) , ((الصحيحة)) (2602) : ق .

__________
(1) سيأتي مكرراً برقم (659) . ((الناشر)) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من التسديد والمقاربة في الأعمال دون الإمعان في الطاعات حتى يشار إليه بالأصابع


350 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا محمد بن عباد المكي قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم , قال :
( لكُلِّ عمل شِرّة ولكل شرة فترة فإن كان صاحبها سادًّا وقارباً فارجوه وإن أُشير إليه بالأصابع فلا تَعُدُّوهُ )
=(349)[66:3]
قال الشيخ الألباني:
حسن ـ ((الصحيحة)) (2850) , ((التعليق الرغيب)) (1/46) .


ذكر الأمر بالمقاربة في الطاعات إذا الفوز في العقبى يكون بسعة رحمة الله لا بكثرة الأعمال


351 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة و أبي سفيان عن جابر قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( سددوا وقاربوا ولا يُنجِي أحداً مِنكُم عملُهُ ) قلنا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال :
( ولا أنا إلا أن يتغمَّدني الله منه برحمةٍ )
=(350)[67:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2602) : م .


ذكر الأمر بالغدو والرواح والدلجة في الطاعات عند المقاربة فيها


352 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا عمر بن علي المقدمي قال : سمعت معن بن محمد قال : سمعت سعيد بن أبي سعيد يحدث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن هذا الدين يُسْرٌ ولن يشاد الدين أحد إلا غَلَبَهُ فسدِّدوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والرَّواح وشيء من الدَّلجة )
=(351)[67:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((المشكاة)) (1246/ التحقيق الثاني) : خ .


ذكر الأمر للمرء بإتيان الطاعات على الرفق من غير ترك حظ النفس فيها


353 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني سعيد بن المسيب و أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :
( أُخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال - يعني نفسه - لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أنت الذي تقول ذلك ) ؟ فقلت له : قد قلته يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( فإنك لا تستطيع ذلك صُم وأفطر ونم وقم وصُم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مِثْلُ صيام الدهر ) قال : قلت : إني أُطيقُ أفضل من ذلك قال :
( صُم يوماً وأفطر يومين ) قال : قلت : إني أُطيق أفضل من ذلك قال :
( صُم يوماً وأفطر يوماً وذلك صيام داود وهو أعدل الصيام ) قال : فقلت : فإني أطيق أفضل من ذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا أفضل من ذلك ) قال عبد الله : ولأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أحب إلي من أهلي ومالي )
=(352)[95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (2/88) : ق .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه و سلم : ( لا أفضل من ذلك ) يريد به ( لك ) لأنه صلى الله عليه و سلم علم ضعف عبد الله بن عمرو عما وطَّن نفسه عليه من الطاعات


ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر


354 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثني الوليد قال : حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى قال : حدثني أبو سلمة قال : حدثتني عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا ) قالت : وكان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما دام عليه وإن قَلَّ وكان إذا صلى صلاة دام عليها
قال : يقول أبو سلمة : قال الله عز و جل : { الذين هم على صلاتهم دائمون } [المعارج :23]
=(353)[95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1238) : ق دون قول أبي سلمة .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه و سلم ( إن الله لا يمل حتى تملوا ) من ألفاظ التعارف التي لا يتهيأ للمخاطب أن يعرف صحة ما خوطب به في القصد على الحقيقة إلا بهذه الألفاظ


ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من قبول ما رُخص له بترك التحمل على النفس ما لا تطيق من الطاعات


355 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال : حدثنا الحسين بن محمد الذارع قال : حدثنا أبو محصن ـ حصين بن نمير ـ قال : حدثنا هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه )
=(354)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (2/92) , ((الإرواء)) (3/10 ـ 11) .


ذكر الإخبار بأن على المرء قبول رخصة الله له في طاعته دون التحمل على النفس ما يشق عليها حمله


356 - أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان
عن جابر بن عبد الله قال :
رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلاً في سفر في ظل شجرة يرشح عليه الماء فقال :
( ما بال صاحبكم ؟ ) قالوا : صائم يا رسول الله قال :
( ليس من البر الصيام في السفر فعليكم برخصة الله التي رخَّص لكم فاقبلوها )
=(355)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (2/90) .


ذكر ما يستحب للمرء الترفق بالطاعات وترك الحمل على النفس ما لا تطيق


357 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت :
( ما صام رسول الله صلى الله عليه و سلم شهراً كاملاً منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان )
=(356)[29:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مختصر الشمائل)) (252) : ق .


ذكر الأمر بالقصد في الطاعات دون أن يحمل على النفس ما لا تطيق


358 - أخبرنا أبو يعلى الموصلي حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي حدثنا عيسى بن جارية عن جابر قال :
مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على رجل قائم يصلي على صخرة فأتى ناحية مكة فمكث ملياً ثم أقبل فوجد الرجل على حاله يصلي فجمع يديه ثم قال :
( أيها الناس عليكم بالقصد عليكم بالقصد فإن الله لا يمل حتى تملوا )
=(357)[63:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1760) .


ذكر الإخبار عما يحب على المرء من لزوم التسديد في أسبابه مع الاستبشار بما يأتي منها


359 - سمعت الفضل بن الحباب يقول : سمعت عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم يقول : سمعت الربيع بن مسلم يقول : سمعت محمداً يقول : سمعت أبا هريرة يقول :
مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على رهط من أصحابه يضحكون فقال :
( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) فأتاه جبريل فقال : إن الله قال لك : لِمَ تُقَنِّطُ عبادي ؟ قال : فرجع إليهم وقال : ( سددوا وأبشروا )
=(358)[20:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مكرر (113) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الرفق في الطاعات وترك الحمل على النفس ما لا تطيق


360 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال : حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعيب عن الزهري عن عروة عن عائشة :
( أن الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى مرت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : فقلت : هذه الحولاء بنت تويت وزعموا أنها لا تنام بالليل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تنام بالليل ! خذوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا )
=(359)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر (354) : م .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه و سلم : ( لا يسأم الله حتى تسأموا ) من ألفاظ التعارف التي لا يتهيأ للمخاطب أن يعرف القصد فيما يخاطب به إلا بهذه الألفاظ


[360/@] ـ أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جعفر بن عون حدثنا أبو عميس عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه :
( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم آخى بين سلمان و أبي الدرداء قال : فجاء سلمان يزور أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مَتَبَتِّلَةً فقال : ما شأنك ؟ قالت : إن أخاك ليست له حاجة في الدنيا فلما جاء أبو الدرداء رحب به سلمان وقرب إليه طعاماً فقال له سلمان : اطعم قال : إني صائم قال أقسمتُ عليك إلا طعمتَ فإني ما أنا بآكل حتى تأكل قال : فأكل معه وبات عنده فلما كان من الليل قام أبو الدرداء فحبسه سلمان ثم قال : يا أبا الدرداء إن لربك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً ولجسدك عليك حقاً أعط كل ذي حق حقه صُم وأفطر وقم ونم وائت أهلك فلما كان عند الصبح قال : قم الآن فقاما فصليا ثم خرجا إلى الصلاة فلما صلى النبي صلى الله عليه و سلم قام إليه أبو الدرداء فأخبره بما قال سلمان فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما قال سلمان )(1) .
=(320)[10:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - مكرر (320) .

__________
(1) لا يُوجد هذا الحديث ـ في هذا الموضع ـ في ((طبعة المؤسسة)) .
نعم ؛ هو في الموضع المُشار إليه في التعليق . ((الناشر)) .


ذكر الزجر عن الاغترار بالفضائل التي رويت للمرء على الطاعات


361 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا الوليد قال : حدثنا الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي كثير قال : حدثني محمد بن إبراهيم التيمي قال : حدثني شقيق بن سلمة قال : حدثني حمران مولى عثمان قال :
رأيت عثمان قاعداً في المقاعد فدعا بوضوء فتوضأ ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في مقعدي هذا توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من توضأ مثل وضوئي هذا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ولا تَغْتَرُّوا )

=(360)[23:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (94) : خ تاماً , م دون قوله : (( ولا تغترُّوا )) .


ذكر الاستحباب للمرء أن يكون له من كل خير حظ رجاء التخلص في العقبى بشيء منها


362 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني و الحسين بن عبد الله القطان بالرقة و ابن قتيبة ـ واللفظ للحسن ـ قالوا : حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني قال : حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال :
( دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس وحده قال :
( يا أبا ذر إن للمسجد تحية وإن تحيته ركعتان فقُم فاركعهما ) قال : فقمت فركعتهما ثم عدت فجلست إليه فقلت : يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة ؟ قال :
( خير موضوع استكثر أو استقل ) قال : قلت : يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال :
( إيمان بالله وجهاد في سبيل الله ) قال : قلت : يا رسول الله فأي المؤمنين أكمل إيماناً ؟ قال :
( أحسنهم خُلُقاً ) قلت : يا رسول الله فأي المؤمنين أسلم ؟ قال :
( من سلم الناس من لسانه ويده ) قال : قلت : يا رسول الله فأي الصلاة أفضل ؟ قال :
( طول القنوت ) قال : قلت : يا رسول الله فأي الهجرة أفضل ؟ قال :
( من هجر السيئات ) قال : قلت : يا رسول الله فما الصيام ؟ قال :
( فرضٌ مجزىء وعند الله أضعاف كثيرة ) قال : قلت : يا رسول الله فأي الجهاد أفضل ؟ قال :
( من عُقِرَ جواده وأُهريق دمه ) قال : قلت : يا رسول الله فأي الصدقة أفضل ؟ قال :
( جهد المقل يُسَرُّ إلى فقير ) قلت : يا رسول الله فأي ما أنزل الله عليك أعظم ؟ قال :
( آية الكرسي ) ثم قال :
( يا أبا ذر ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة ) قال : قلت : يا رسول الله كم الأنبياء ؟ قال :
( مئة ألف وعشرون ألفاً ) قلت : يا رسول الله كم الرسل من ذلك ؟ قال :
( ثلاث مئة وثلاثة عشر جَمًّا غفيراً ) قال : قلت : يا رسول الله من كان أوَّلهم ؟ قال :
( آدم ) قلت : يا رسول الله أنبيٌّ مرسل ؟ قال :
( نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وكلَّمه قِبَلاً ) ثم قال :
( يا أبا ذر أربعة سريانيون : آدم وشيث وأخنوخ وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم ونوح وأربعة من العرب : هود وشعيب وصالح ونبيك محمد صلى الله عليه و سلم ) قلت : يا رسول الله كم كتاباً أنزله الله ؟ قال :
( مئة كتاب وأربعة كُتُبٍ أُنزل على شيث خمسون صحيفة وأُنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة وأُنزل على إبراهيم عشر صحائف وأُنزل على موسى ـ قبل التوراة ـ عشر صحائف وأُنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن ) قال : قلت : يا رسول الله ما كانت صحيفة إبراهيم ؟ قال :
( كانت أمثالاً كلها : أيها الملك المسلَّط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن تكون له ساعات : ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسِبُ فيها نفسه وساعة يتفكر فيها في صنع الله وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل أن لا يكون ظاعناً إلا لثلاث : تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه مقبلاً على شأنه حافظاً للسانه ومن حسب كلامه من عمله قَلَّ كلامه إلا فيما يعنيه ) قلت : يا رسول الله فما كانت صحف موسى ؟ قال :
( كانت عِبَراً كلها : عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح وعجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك وعجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب عجبت لمن رأى الدنيا وتَقَلُّبَهَا بأهلها ثم اطمأن إليها وعجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثم لا يعمل ) قلت : يا رسول الله أوصني قال :
( أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله ) قلت : يا رسول الله زدني قال :
( عليك بتلاوة القرآن وذِكْرِ الله فإنه نور لك في الأرض وذخرٌ لك في السماء ) قلت : يا رسول الله زدني : قال :
( إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويَذْهَبُ بنور الوجه ) قلت : يا رسول الله زدني قال :
( عليك بالصمت إلا من خير فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك ) قلت : يا رسول الله زدني قال :
( عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي ) قلت : يا رسول الله زدني قال :
( أحِبَّ المساكين وجالسهم ) قلت : يا رسول الله زدني قال :
( انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك فإنه أجدر أن لا تزدرى نعمة الله عندك ) قلت : يا رسول الله زدني قال :
( قل الحق وإن كان مُرَّاً ) قلت : يا رسول الله زدني قال :
( لِيَرُدَّكَ عن الناس ما تعرف من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك أو تجد عليهم فيما تأتي ) ثم ضرب بيده على صدري فقال :
( يا أيا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حَسَبَ كَحُسْنِ الخُلُقِِِِ )
=(361)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف جداً ـ ((الضعيفة)) (1910 و 6090) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : أبو إدريس الخولاني هذا هو عائذ الله بن عبد الله ولد عام حنين في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم ومات بالشام سنة ثمانين
و يحيى بن يحيى الغساني من كندة من أهل دمشق من فقهاء أهل الشام وقرائهم سمع أبا إدريس الخولاني وهو ابن خمس عشرة سنة ومولده يوم راهط في أيام معاوية بن يزيد سنة أربع وستين وولاه سليمان بن عبد الملك قضاء الموصل .
سمع سعيد بن المسيب وأهل الحجاز فلم يزل على القضاء بها حتى ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة فأقره على الحكم فلم يزل عليها أيامه وعمر حتى مات بدمشق سنة ثلاث وثلاثين ومئة


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم العبادة في السر والعلانية رجاء النجاة في العقبى بها


363 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا هدبة بن خالد قال : حدثنا همام بن يحيى قال : حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن معاذ بن جبل , قال :
كنت رديف النبي صلى الله عليه و سلم ما بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل فقال :
( يا معاذ ) قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك قال : ثم سار ساعة ثم قال :
( يا معاذ ) قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك قال :
( هل تدري ما حق الله على العباد ؟ ) قلت : الله ورسوله أعلم قال :
( أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ) قال : ثم سار ساعة ثم قال :
( هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ) ؟ قلت : الله ورسوله أعلم قال :
( فإن حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم )
=(362)[53:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2307) : ق .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من إصلاح أحواله حتى يؤديه ذلك إلى محبة لقاء الله جل وعلا


364 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج قال : أنبأنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( قال الله تبارك وتعالى : إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه فإذا كره لقائي كرهت لقاءه )
=(363)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح سنن النسائي)) (1730) : م , خ نحوه .


ذكر الاستدلال على محبة الله جل وعلا لتعظيم الناس عنده بمحبة خواص أهل العقل والدين إياه


365 - أخبرنا محمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أمية بن بسطام قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا روح بن القاسم عن سهيل بن أبي صالح عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل : إني قد أحببت فلاناً فأحبه قال : فيقول جبريل لأهل السماء : إن ربكم أحب فلاناً فأحبوه فيُحبه أهل السماء قال : ويُوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبداً فمثل ذلك )
=(364)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مختصر مسلم)) (1771) : ق .


ذكر الإخبار عن محبة أهل السماء والأرض العبد الذي يحبه الله جل وعلا


366 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال : أنبأنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( إذا أحب الله العبد قال لجبريل : قد أحببت فلاناً فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء : إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض الله العبد ........... )
قال مالك : لا أحسبه إلا قال في البغض مثل ذلك .
=(365)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الضعيفة)) تحت الحديث (2208) .

قال أبو حاتم : سمع هذا الخبر سهيل عن أبيه وسمع عن القعقاع بن حكيم عن أبيه


ذكر البيان بأن محبة من وصفنا قبل للمرء على الطاعات إنما هو تعجيل بُشراه في الدنيا


367 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا مسدد عن يحيى القطان عن شعبة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت قال : قال أبو ذر :
يا رسول الله ! إن الرجل يعمل لنفسه ويحبه الناس ؟ قال :
( تلك عاجل بشرى المؤمن )
=(366)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح سنن ابن ماجه)) (4225) : م .


ذكر البيان بأن محمدة الناس للمرء وثناءهم عليه إنما هو بُشراه في الدنيا


368 - أخبرنا عبد الله بن قطحبة قال : حدثنا أحمد بن المقدام قال : حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال :
قلت : يا رسول الله أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير يحمده الناس ؟ قال :
( ذلك بُشرى المؤمن )
=(367)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر البيان بأن الله جل وعلا يثني على من يحبه من المسلمين بأضعاف عمله من الخير والشر


369 - أخبرنا علي بن سعيد العسكري قال : حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون قال : حدثنا المقرىء عن حيوة بن شريح قال : حدثنا سالم بن غيلان قال : سمعت أبا السمح عن أبي الهيثم
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله إذا أحب عبداً أثنى عليه بسبعة أضعاف من الخير لم يعملها وإذا سخط على عبد أثنى عليه بسبعة أضعاف من الشر لم يعملها )
=(368)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (3046) .


3 ـ فصل
ذكر الإخبار عن إعداد الله جل وعلا لعباده المطيعين ما لا يَصِفُهُ حِسٌّ من حواسهم


370 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا إبراهيم بن بشار قال : حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( قال الله تبارك وتعالى : أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ومصداق ذلك في كتاب الله : { فلا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قُرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } [السجدة :17] .
=(369)[78:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الروض)) (1177) : ق .


ذكر الإخبار عما وعد الله جل وعلا المؤمنين في العقبى من الثواب على أعمالهم في الدنيا


371 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا روح بن عبادة قال : حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك
في قوله : { إنا فتحنا لك فتحا مبيناً * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } [الفتح 1ـ 2] قال :
نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم مرجعه من الحديبية وإن أصحابه قد أصابتهم الكآبة والحزن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أُنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا وما فيها ) فتلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم فقالوا : يا رسول الله بَيَّنَ الله لك ما يفعل بك فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله الآية بعدها : { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } الآية [الفتح : 5] .
=(370)[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح الموارد)) (1474/1760) : خ أوله عن عمر .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به قتادة بن أنس


372 - أخبرنا أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم بمرو حدثنا الحسين بن سعيد بن بنت علي بن الحسين بن واقد حدثني جدي ـ علي بن الحسين بن واقد ـ حدثني أبي قال : قال سفيان : وحدثني الحسن عن أنس بن مالك
في قوله : { إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً } [الفتح :1] أنها نزلت على نبي الله صلى الله عليه و سلم مرجعه من الحديبية وأصحابه قد خالطهم الحزن والكآبة قد حيل بينهم وبين مسألتهم ونحروا البدن بالحديبية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لقد نزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا جميعاً ) فقرأها عليهم إلى آخر الآية فقال رجل من القوم : هنيئاً مريئاً لك يا رسول الله قد بين الله لك ماذا يفعل بك فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله { لِيُدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } إلى آخر الآية [الفتح :5] .
=(371)[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر الخصال التي إذا استعملها المرء كان ضامناً بها على الله جل وعلا


373 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الليث بن سعد عن الحارث بن يعقوب عن قيس بن رافع القيسي عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من جاهد في سبيل الله كان ضامناً على الله ومن عاد مريضاً كان ضامناً على الله ومن غدا إلى مسجد أو راح كان ضامناً على الله ومن دخل على إمام يُعَزِّرُهُ كان ضامناً على الله ومن جلس في بيته لم يغتب إنساناً كان ضامناً على الله )
=(372)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (2/166) .


ذكر الخصال التي يستوجب المرء بها الجنان من بارئه جل وعلا


374 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني أبو كثير السحيمي عن أبيه قال :
سألت أبا ذر قلت : دُلَّني على عمل إذا عمل العبد به دخل الجنة قال : سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( يؤمن بالله ) قال : فقلت : يا رسول الله إن مع الإيمان عملاً ؟ قال :
( يرضخ مما رزقه الله ) قلت : وإن كان مُعدماً لا شيء له ؟ قال :
( يقول معروفاً بلسانه ) قال : قلت : فإن كان عَيِيَاً لا يُبلغ عنه لسانه ؟ قال :
( فيُعِينُ مغلوباً ) قلت : فإن كان ضعيفاً لا قدرة له ؟ قال :
( فليصنع لأخرق ) قلت : وإن كان أخرق ؟ قال : فالتفت إلي وقال :
( ما تريد أن تدع في صاحبك شيئاً من الخير فليدع الناس من أذاه ) فقلت : يا رسول الله إن هذه كلمة تيسير ؟ فقال صلى الله عليه و سلم :
( والذي نفسي بيده ما من عبد يعمل بخصلة منها يريد بها ما عند الله إلا أخذتْ بيده يوم القيامة حتى تدخله الجنة )
=(373)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (2668) .

قال أبو حاتم : أبو كثير السحيمي : اسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة من ثقات أهل اليمامة


ذكر الخصال التي إذا استعملها المرء أو بعضها كان من أهل الجنة


375 - أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك قال : حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن عيسى بن عبد الرحمن عن طلحة اليامي عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال :
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله علمني عملاً يُدخلني الجنة قال : ( لئن كنتَ أقصرت الخطبة فقد أعرضت المسألة : أعتق النسمة وفُك الرقبة ) قال : أوليستا بواحدة ؟ قال : لا عتق النسمة أن تفرَّد بعتقها وفك الرقبة أن تعطي في ثمنها والمنحة الوكوف والفيء على ذي الرحم القاطع فإن لم تطق ذاك فأطعم الجائع واسق الظمآن ومُرْ بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكُفَّ لسانك إلا من خير )
=(374)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (2/47) .


ذكر كتبة الله جل وعلا أجر السر وأجر العلانية لمن عمل لله طاعة في السر والعلانية فاطلع عليه من غير وجود علة عند ذلك


376 - أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم بالبصرة قال : حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا سعيد بن سنان أبوسنان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن رجلاً قال :
يا رسول الله إن الرجل يعمل العمل ويُسِرُّهُ فإذا اطُّلِعَ عليه سرّهُ ؟ قال :
( له أجران : أجر السر و أجر العلانية )
=(375)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (4344) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله : ( إن الرجل يعمل العمل ويسره فإذا اطلع عليه سره ) معناه أنه يسره أن الله وفقه لذلك العمل فعسى يُسْتَنَّ به فيه فإذا كان كذلك كُتب له أجران وإذا سره ذلك لتعظيم الناس إياه أو ميلهم إليه كان ذلك ضرباً من الرياء لا يكون له أجران ولا أجر واحد


ذكر الإخبار بأن مغفرة الله جل وعلا تكون أقرب إلى المطيع من تقربه بالطاعة إلى الباري جل وعلا


377 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمد بن المتوكل (1) قال : حدثنا المعتمر بن سليمان قال : حدثني أبي قال : أنبأنا أنس بن مالك عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( قال الله تبارك وتعالى : إذا تقرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإذا تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة وإن هرول سعيت إليه والله أوسع بالمغفرة )
=(376)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - دون زيادة : (( و إن هرول ..... )) ؛ فهي منكرة : ق دونها .

__________
(1) هو المعروف بابن أبي السّرِيِّ ؛ وهو صدوق أوهامه كثيرة ـ كما قال الحافظ ـ .
وذلك أمر ظاهر لمن تتبع أحاديثه ومخالفته للثقات , وهذا الحديث من الأمثلة على ذلك .
فقد أخرجه مسلم (8/67) من طريق شيخه محمد بن عبد الأعلى القيسي : حدثنا معتمر بن سليمان به دون قوله : (( وإن هرول ... )) إلخ .
وكذلك أخرجه مسلم - أيضاً - والبخاري - أيضاً - (7537) , وأحمد (2/509) من طرق أخرى عن سليمان التيمي به دون الزيادة ؛ فهي منكرة .


ذكر البيان بأن الله جل وعلا قد يجازي المؤمن على حسناته في الدنيا كما يجازي على سيئاته فيها


378 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا هدبة بن خالد قال : حدثنا همام بن يحيى قال : حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يُثاب عليها الرزق في الدنيا ويُجزى بها في الآخرة فأما الكافر فيطعَمُ بحسناته في الدنيا فإذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيراً )
=(377)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (53) : م .


ذكر الخبر الدال على أن الحسنة الواحدة قد يرجى بها للمرء محو جنايات سلفت منه


379 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا غالب بن وزير الغزي حدثنا وكيع قال : حدثني الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تعبَّد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعته ستين عاماً فأمطرت الأرض فاخضرت فأشرف الراهب من صومعته فقال : لو نزلتُ فذكرت الله لازددت خيراً فنزل ومعه رغيف أو رغيفان فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها ثم أُغمي عليه فنزل الغدير يستحم فجاءه سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين أو الرغيف ثم مات فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزنية فرجحت الزنية بحسناته ثم وُضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغُفر له )
=(378)[6:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((التعليق الرغيب)) (2/49/45) , ((الضعيفة)) (6875) .

قال أبو حاتم : سمع هذا الخبر غالب بن وزير عن وكيع ببيت المقدس ولم يحدث به بالعراق وهذا مما تفرد به أهل فلسطين عن وكيع


ذكر تفضل الله جل وعلا على العامل حسنةٌ بكتبها عشراً والعامل سيئة بواحدة


380 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الله - جل وعلا - قال :
( إذا تحدث عبدي أن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها ما لم يفعلها فإذا فعلها فأنا أكتبها مثلها )
=(379)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الروض النضير)) (955) : ق .


ذكر البيان بأن تارك السيئة إذا اهتم بها يكتب الله له بفضله حسنة بها


381 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال : حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( قال الله تبارك وتعالى : إذا هَمَّ عبدي بحسنة فاكتبوها حسنة فإذا عملها فاكتبوها بعشر أمثالها وإذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها بمثلها فإن تركها فاكتبوها حسنة )
=(380)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .


ذكر تفضل الله جل وعلا بكتبه حسنة واحدة لمن همَّ بسيئة فلم يعملها وكتبه سيئة واحدة إذا عملها مع محوها عنه إذا تاب


382 - أخبرنا اسماعيل بن داود بن وردان بمصر قال : حدثنا زكريا بن يحيى الوقار حدثنا ابن وهب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الله جل وعلا قال :
( إذا هَمَّ عبدي بسيئة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له سيئة فإن تاب منها فامحوها عنه وإذا هَمَّ عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشرة أمثالها إلى سبع مئة ضعف )
=(381)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
موضوع - وما قبله يغني عنه - التعليق على ((الموارد)) (2461) .


ذكر البيان بأن تارك السيئة إنما يكتب له بها حسنة إذا تركها لله


383 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا شبابة عن ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله قال : إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها فإن عملها فاكتبوها مثلها فإن تركها من أجلي فاكتبوها حسنة فإن أراد أن يعمل حسنة فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له عشرة أمثالها إلى سبع مئة ضعف )
=(382)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ ( انظر 380) .


ذكر تفضل الله جل وعلا على من هم بحسنة بكتبها له وإن لم يعملها وبكتبه عشرة أمثالها إذا عملها


384 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا القعنبي قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( قال الله تبارك وتعالى : إذا هَمَّ عبدي بالحسنة فلم يعملها كتبتها له حسنة فإن عملها كتبتها له عشر حسنات وإن هَمَّ عبدي بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه فإن عملها كتبتها واحدة )
=(383)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق - انظر ما قبله .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله جل وعلا : ( إذا هم عبدي ) أراد به إذا عزم فسمى العزم هما لأن العزم نهاية الهم والعرب في لغتها تطلق اسم البداءة على النهاية واسم النهاية على البداءة لأن الهم لا يُكتب على المرء لأنه خاطر لا حكم له .
ويحتمل أن يكون الله يكتب لمن هم بالحسنة الحسنة وإن لم يعزم عليه ولا عمله لفضل الإسلام فتوفيق الله العبد للإسلام فضل تفضَّل به عليه وكِتْبَتُهُ ما هَمَّ به من الحسنات ولما يعملها فضل وكتبته ما هم به من السيئات ولما يعملها لو كتبها لكان عدلاً وفضله قد سبق عدله كما أن رحمته سبقت غضبه فمن فضله ورحمته ما لم يكتب على صبيان المسلمين ما يعملون من سيئة قبل البلوغ وكتب لهم ما يعملونه من حسنة كذلك هذا ولا فرق


ذكر البيان بأن الله جل وعلا قد يكتب للمرء بالحسنة الواحدة أكثر من عشرة أمثالها إذا شاء ذلك


385 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا النضر بن شميل قال : حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الله جل وعلا قال :
( من هَمَّ بحسنة فلم يعملها كتبتُ له حسنة فإن عملها كتبتها بعشر أمثالها إلى سبع مئة وإن هَمَّ بسيئة فلم يعملها لم أكتب عليه فإن عملها كتبتها عليه سيئة واحدة )
=(384)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2604) : م .


ذكر إعطاء الله جل وعلا العامل بطاعة الله ورسوله في آخر الزمان أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله


386 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا ابن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم قال : حدثني عمرو بن جارية اللخمي حدثنا أبو أمية الشعباني قال :
أتيت أبا ثعلبة الخُشَنيَّ فقلت : يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية : { لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } [المائدة :105] قال : أما والله لقد سألت عنها خبيراً سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شُحًّا مطاعاً وهوى متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك ودع أمر العوام فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله ) قال : وزادني غيره يا رسول الله أجر خمسين منهم ؟ قال : ( خمسين منكم )
=(385)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((المشكاة)) (5144) , لكن فقرة أيام الصبر ثابتة ـ ((الصحيحة)) (494 و 957) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : يشبه أن يكون ابن المبارك هو الذي قال : وزادني غيره


ذكر الخبر الدال على أن الكبائر الجليلة قد تُغفر بالنوافل القليلة


387 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد عن هشام عن محمد
عن أبي هريرة عن النبي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن امرأة بغيًّا رأت كلباً في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له فسقته فغُفِر لها )
=(386)[6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (30) : ق .


ذكر الخبر الدال على أن ترك المرء بعض المحظورات لله جل وعلا عند قدرته عليه قد يرجى له به المغفرة للحوبات المتقدمة


388 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال :
سمعت النبي صلى الله عليه و سلم أكثر من عشرين مرة يقول :
( كان ذو الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من شيء فَهَوِيَ امرأة فراودها على نفسها وأعطاها ستين ديناراً فلما جلس منها بكت وأُرعدت فقال لها : ما لك ؟ فقالت : إني والله لم أعمل هذا العمل قط وما عملته إلا من حاجة قال : فَنَدِمَ ذو الكفل وقام من غير أن يكون منه شيء فأدركه الموت من ليلته فلما أصبح وجدوا على بابه مكتوباً : إن الله قد غفر لك )
=(387)[6:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (4083) .


4 ـ باب الإخلاص وأعمال السر


389 - أخبرنا علي بن محمد القباني حدثنا عبد الله بن هاشم الطوسي حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه )
=(388)[24:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1911) : ق .


390 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عيسى بن يونس عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الأعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه )
=(389)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق - انظر ما قبله .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من حفظ القلب والتعاهد لأعمال السر إذ الأسرار عند الله غير مكتومة


391 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بخبر غريب قال : حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود قال :
كنت مستتراً بحجاب الكعبة وفي المسجد رجل من ثقيف وخَتَنَاهُ قرشيان فقالوا : ترون أن الله يسمع حديثنا ؟ فقال أحدهما : إنه يسمع إذا رفعنا
فقال رجل : لئن كان يسمع إذا رفعنا لَيَسْمَعَنَّ إذا أخفينا
وقال الآخر : ما أرى إلا أن الله يسمع حديثنا
قال ابن مسعود : فأتيت نبي الله صلى الله عليه و سلم ن فأخبرته بقولهم فأنزل الله : { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم } إلى آخر الآية [فصلت :22] .
=(390)[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح سنن الترمذي)) (3248) : ق .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر سمعه الأعمش عن أبي الضحى فقط


392 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا محمد بن كثير قال : أخبرنا سفيان عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن وهب هو ابن ربيعة عن ابن مسعود قال :
إني لمستتر بأستار الكعبة إذ جاء ثلاثة نفر : ثقفي وختناه قرشيان كثير شحم بطونهم قليل فقههم فتحدثوا الحديث بينهم فقال أحدهم : أترى الله يسمع ما قلنا ؟
وقال الآخر : إذا رفعنا سمع وإذا خفضنا لم يسمع وقال الآخر : إن كان يسمع إذا رفعنا فإنه يسمع إذا خفضنا فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فأنزل الله : { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم } الآية [قصلت :22] .
=(391)[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من إصلاح النية وإخلاص العمل في كل ما يتقرب به إلى الباري جل وعلا ولا سيما في نهاياتها


393 - أخبرنا محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا صدقة بن خالد قال : حدثنا ابن جابر قال : حدثنا أبو عبد رب قال : سمعت معاوية على المنبر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إنما العمل كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله وإذا خبث أعلاه خبث أسفله )
=(392)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1734) , ((صحيح الموارد)) (1527/1818) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من التفرُّغ لعبادة المولى جل وعلا في أسبابه


394 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال : حدثنا علي بن خشرم قال : أخبرنا عيسى بن يونس عن عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله جل وعلا يقول : يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأَسُدُّ فقرك وإن لا تفعل ملأت يدك شغلاً ولم أَسُدَّ فقرك )
=(393)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1359) .


ذكر الإخبار بأن على المرء تعهُّد قلبه وعمله دون تعهده نفسه وماله


395 - أخبرنا أبو عروبة قال : حدثنا عمرو بن هشام الحراني قال : حدثنا مخلد بن يزيد عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )
=(394)[66:3]
قال الشيخ الألباني:
صحيح - ((غاية المرام)) (415) : م .


ذكر الإخبار بأن من لم يُخلص عمله لمعبوده في الدنيا لم يُثب عليه في العقبى


396 - أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان بالفسطاط قال : حدثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة قال : حدثنا عبد الرحمن بن عثمان قال : حدثنا شعبة قال : حدثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسوله الله صلى الله عليه و سلم :
( قال الله تبارك وتعالى : أنا خير الشركاء من عمل عملاً فأشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو أشركَ به )
=(395)[68:3]
قال الشيخ الألباني:
صحيح - ((أحكام الجنائز)) (ص71) : م نحوه .


ذكر الإخبار بأن المرء المسلم ينفعه إخلاصه حتى يحبط ما كان قبل الإسلام من السيئة وأن نِفاقه لا تنفعه معه الأعمال الصالحة


397 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا محمد بن كثير قال : أخبرنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رجل :
يا رسول الله أيؤاخذ الله أحَدَنَا بما كان يعمل في الجاهلية ؟ قال :
( من أحسن في الإسلام لم يُؤاخذ بما عَمِلَ في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأوَّل والآخر )
=(396)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من التعاهد لسرائره وترك الإغضاء عن المحقرات


398 - أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي قال : حدثنا علي بن المديني حدثنا زيد بن الحباب قال : حدثني معاوية بن صالح قال : حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير بن الحضرمي قال : حدثني أبي قال : سمعت النواس بن سمعان الأنصاري يقول :
سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن البر والإثم فقال :
( البر حُسْنُ الخُلُقِ والإثم ما حَكَّ في نفسك وكَرِهْتَ أن يطَّلِعَ عليه الناس )
=(397)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (3/256) : م .


ذكر الخبر الدال على أن المرء قد ينال بحُسن السريرة وصلاح القلب ما لا ينال بكثرة الكدِّ في الطاعات


[398/@] - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن درَّاجاً حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لَيَذْكُرَنَّ الله قوماً في الدنيا على الفرش الممهدة يُدْخِلُهُمُ الدرجات العلى )
=(398)[9:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (5329) .


ذكر بعض الخصال التي يستوجب المرء بها ما وصفناه دون كثرة النوافل والسعي في الطاعات


399 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
=[9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ مضى بتتمةٍ (230) .


ذكر البيان بأن من فعل ما وصفنا كان من خير المسلمين


400 - أخبرنا ابن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول : إن رجلاً قال :
يا رسول الله أي المسلمين خير ؟ قال :
( من سلم المسلمون من لسانه ويده )
=[9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م تاماً , خ مختصراً .


ذكر الخبر الدال على أن المرء قد ينال بحسن السريرة وصلاح القلب ما لا ينال بكثرة الكد في الطاعات


401 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن درَّاجاً حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لَيَذْكُرَنَّ الله قوماً في الدنيا على الفُرُش الممهدة يُدْخِلُهُمُ الدرجات العلى )(1) .
=[9:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (5329) , وهو مكرر (ص367) .

__________
(1) غير موجود في ((طبعة المؤسسة)) ـ هنا ـ .
نعم ؛ هو موجود في الموضع المُشار إليه في التعليق . ((الناشر)) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم الرياضة والمحافظة على أعمال السر


402 - أخبرنا محمد بن زهير بالأبلة قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال : أخبرنا نوح بن قيس عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس أنه قال :
كانت تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم امرأة حسناء من أحسن الناس فكان بعض القوم يتقدم في الصف الأول لأن لا يراها ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فكان إذا ركع نظر من تحت إبطه فأنزل الله في شأنها : { ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين } [الحجر :24] .
=(401)[59:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2472) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تحفظ أحواله في أوقات السر


403 - أخبرنا ابن خزيمة(1) قال : حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا سفيان قال : حدثني عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ألا أدلكم على شيء يُكَفِّرُ الخطايا ويزيد في الحسنات ؟ ) قالوا : بلى يا رسول الله قال :
( إسباغ الوضوء - أو الطهور - في المكاره وكثرة الخطا إلى هذا المسجد والصلاة بعد الصلاة
وما من أحد يخرج من بيته متطهراً حتى يأتي المسجد فيصلي مع المسلمين أو مع الإمام ثم ينتظر الصلاة التي بعدها إلا قالت الملائكة اللهم اغفر له اللهم ارحمه
فإذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وسدوا الفرج فإذا كبر الإمام فكبروا فإني أراكم من ورائي وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد
وخير صفوف الرجال المقدم وشر صفوف الرجال المؤخر وخير صفوف النساء المؤخر وشر صفوف النساء المقدم
يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاحفظن أبصاركن من عورات الرجال )
فقلت لعبد الله بن أبي بكر : ما يعني بذلك ؟
قال : ضيق الأزُرِ
=(402)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/161) .

__________
(1) أخرجه في ((صحيحه)) مُفرَّقاً في مواضع (1/90/177 و 185/353 و 3/28/1562) لكن من طريق أبي موسى : حدثني الضحاك بن مخلد ـ أبو عاصم ـ به .
ومن هذا وجه آخر : أخرجه الحاكم (1/191 ـ 192) , وقال : ((صحيح على شرط الشيخين)) , ووافقه الذهبي .
وأعلَّه ابن خزيمة بتفرُّد أبي عاصم ومخالفته زهير بن محمد ! وهو إعلال غريب , فأبو عاصم ثقة ثبت ؛ كما في ((التقريب)) وزهير بن محمد ـ وهو أبو محمد الخراساني ـ فيه كلام معروف .


ذكر الزجر عن ارتكاب المرء ما يكره الله عز و جل وعلا منه في الخلاء كما قد لا يرتكب مثلَهُ في الملاء


404 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر من كتابه قال : حدثنا عمر بن شَبَّة قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال : حدثنا شعبة عن زياد بن عِلاقَة عن أسامة بن شريك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما كَرِهَ الله منك شيئاً فلا تَفْعَلْهُ إذا خَلَوْتَ )
=(403)[3:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن لغيره ـ ((الصحيحة)) (1055) .


ذكر نفي وجود الثواب على الأعمال في العُقبى لمن أشرك بالله في عمله


405 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال : حدثنا يحيى بن معين قال : حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال : حدثني أبي عن زياد بن ميناء عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى منادٍ : من كان أشرك في عمله لله أحداً فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك )
=(404)[109:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((المشكاة)) (5318) , ((التعليق الرغيب)) (1/35) .


ذكر وصف إشراك المرء بالله جل وعلا في عمله


406 - أخبرنا محمد بن إبراهيم الدوري بالبصرة قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال : حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أُبيِّ بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( بَشِّرْ هذه الأمة بالنصر والسناء والتمكين فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب )
=(405)[109:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((أحكام الجنائز)) (70) , ((التعليق)) ـ أيضاً ـ (1/31)(1) .

__________
(1) اقتصر المعلِّق على ((الإحسان)) على قوله : (( إسناد حسن ؛ الربيع بن أنس صدوق له أوهام )) وفاته أنه تابعه أيوب عن أبي العالية , وأيوب هو السختياني الثقة .
والغريب أنه قد ذكر في آخر تخريجه هذه المتابعة , ولكن دون فائدةٍ !
ويُستدركُ ـ أيضاً ـ عليهِ أنهُ أخرجها البيهقيُّ في ((الشُّعب)) (6835) .


ذكر إثبات نفي الثواب في العقبى عن من راءى وسمع في أعماله في الدنيا


407 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : أخبرنا الملائي قال : حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل قال : سمعت جندباً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم أسمع أحداً غيره يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فدنوت قريباً منه فسمعته يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من سمَّع: يُسمِّع الله به ومن راءى يُرَائي الله به )
=(406)[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به جندب


408 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي حدثنا مسلم بن الحجاج أبو الحسين حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي عن إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من سمَّع يُسَمِّع الله به ومن راءى يُرائي الله به )
=(407)[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر البيان بأن من راءى في عمله يكون في القيامة من أول من يدخل النار نعوذ بالله منها


409 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان بن موسى قال : أنبأنا عبد الله بن المبارك قال : أنبأنا حيوة بن شريح قال : حدثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المديني أن عقبة بن مسلم حدثه أن شُفَيّاً الأصبحي حدثه :
أنه دخل مسجد المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس فقال : من هذا ؟ قالوا : أبو هريرة قال : فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس فلما سكت وخلا قلت له : أنشدك بحقي لما حدثتني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم عقلتَهُ وعلمتَهُ فقال أبو هريرة : أفعل لأحدثنك حديثاً حدثنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم عَقَلْتُه وعَلِمْتُه ثم نشغ أبو هريرة نشغة فمكث قليلاً ثم أفاق فقال : لأحدثنك حديثاً حدثنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى فمكث كذلك ثم أفاق فمسح عن وجهه فقال : أفعلُ لأحدثنك حديثاً حدثنيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا وهو في هذا البيت ما معه أحد غيري وغيره ثم نشغ نشغة شديدة ثم مال خارًّا على وجهه واشتد به طويلاً ثم أفاق فقال : حدثني رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أُمَّةٍ جاثيةٌ فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يُقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله تبارك وتعالى للقارىء : ألم أُعَلِّمْكَ ما أَنْزَلْتُ على رسولي صلى الله عليه و سلم ؟ قال : بلى يا رب قال : فماذا عَمِلْتَ فيما علمت ؟ قال : كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله تبارك وتعالى له : كذبتَ وتقول له الملائكة : كذبتَ ويقول الله : بل أردت أن يقال : فلان قارىء فقد قيل ذاك
ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له : ألم أوسِّع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ قال : بلى يا رب قال : فماذا عَمِلت فيما آتيتك ؟ قال : كنت أصِلُ الرحم وأتصدق ؟ فيقول الله له : كذبت وتقول الملائكة له : كذبت ويقول الله : بل إنما أردت أن يقال : فلان جواد فقد قيل ذاك
ويؤتى بالذي قُتِلَ في سبيل الله فيُقال له : في ماذا قتلت ؟ فيقول : أُمِرْتُ بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قُتِلْتُ فيقول الله له : كذبت وتقول له الملائكة : كذبت ويقول الله : بل أردت أن يقال : فلان جريء فقد قيل ذاك ) ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم ركبتي فقال :
( يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تُسَعَّرُ بهم النار يوم القيامة )
قال الوليد بن أبي الوليد : فأخبرني عقبة أن شُفَيًّا هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا الخبر
قال أبو عثمان الوليد : وحدثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيافاً لمعاوية قال : فدخل عليه رجل فحدثه بهذا عن أبي هريرة فقال معاوية : قد فُعِلَ بهؤلاء مثلُ هذا فكيف بمن بقي من الناس ؟ ثم بكى معاوية بكاء شديداً حتى ظننا أنه هالك وقلنا : قد جاءنا هذا الرجل بِشَرٍّ ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه فقال : صدق الله ورسوله { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يُبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحَبِطَ ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون } [هود :15 ـ 16] .
=(408)[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/29 ـ 30) : م مختصراً .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : ألفاظ الوعيد في الكتاب والسنن كلها مقرونة بشرط وهو : إلا أن يتفضل الله جل وعلا على مرتكب تلك الخصال بالعفو وغفران تلك الخصال دون العقوبة عليها
وكل ما في الكتاب والسنن من ألفاظ الوعد مقرونة بشرط وهو : إلا أن يرتكب عاملها ما يستوجب به العقوبة على ذلك الفعل حتى يُعاقب إن لم يتفضل عليه بالعفو ثم يعطى ذلك الثواب الذي وُعِدَ به من أجل ذلك الفعل


5 ـ باب حق الوالدين


410 - أخبرنا عبد الله بن صالح البخاري ببغداد حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا عمران بن أبان حدثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده قال :
صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنبر فلما رَقِيَ عتبة قال :
( آمين ) ثم رقي عتبة أخرى فقال :
( آمين ) ثم رقي عتبة ثالثة فقال :
( آمين ) ثم قال :
( أتاني جبريل فقال : يا محمد من أدرك رمضان فلم يُغْفَرْ له فأبعده الله قلت : آمين قال : ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبْعَدَهُ الله قلت : آمين فقال : ومن ذُكِرْتَ عنده فلم يُصَلِّ عليك فأبعده الله قل : آمين فقلت : آمين )
=(409)[20:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((التعليق الرغيب)) (2/66) .

قال أبو حاتم : في هذا الخبر دليل على أن المرء قد استحب له ترك الانتصار لنفسه ولا سيما إذا كان المرء ممن يتأسى بفعله وذاك أن المصطفى صلى الله عليه و سلم لما قال له جبريل : ( من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ) بادر صلى الله عليه و سلم بأن قال : آمين .
وكذلك في قوله : ( ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله ) فلما قال له : ( ومن ذُكِرْتَ عنده فلم يُصَلِّ عليك فأبعده الله ) فلم يبادر إلى قوله : ( آمين ) عند وجود حظ النفس فيه حتى قال جبريل : قل : آمين قال : قلت : ( آمين ) أراد به صلى الله عليه و سلم التأسي به في ترك الانتصار للنفس بالنفس إذ الله جل وعلا هو ناصرُ أوليائه في الدارين وإن كرهوا نصرة الأنفس في الدنيا


ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة العلم أن مال الابن يكون للأب


411 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم التاجر بمرو حدثنا حصين بن المثنى المروزي حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن كيسان عن عطاء عن عائشة :
أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم يخاصم أباه في دَيْنٍ عليه فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم :
( أنت ومالك لأبيك )
=(410)[42:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((المشكاة)) (3354) , ((الإرواء)) (838) .

قال أبو حاتم : معناه أنه صلى الله عليه و سلم زجر عن معاملته أباه بما يعامل به الأجنبيين وأمر ببره والرفق به في القول والفعل معاً إلى أن يصل إليه ماله فقال له : ( أنت ومالك لأبيك ) لا أن مال الابن يملكه الأب في حياته من غير طيب نفس من الابن به


ذكر الزجر عن السبب الذي يسب المرء والديه به


412 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا الحسين بن الحسن قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مسعر بن كدام عن سعد بن إبراهيم عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من الكبائر أن يَسُبَّ الرجل والديه ) , قيل : وكيف يَسُبُّ الرجل والديه ؟ قال :
( يتعرَّض للناس فَيَسُبُّ والديه )
=(411) [109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما بعده .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر وهم فيه مسعر بن كدام


413 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد بن جعفر و يحيى بن سعيد قالا : حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه ) قال : وكيف يسب والديه ؟ قال :
( يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه )
=(412)[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (3/221) : ق .


ذكر الزجر عن أن يرغب المرء عن آبائه إذ استعمال ذلك ضرب من الكفر


414 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا سريج بن يونس قال : حدثنا هشيم قال : سمعت الزهري يحدث عن عبيد الله بن عبد الله قال : حدثني ابن عباس قال :
انقلب عبد الرحمن بن عوف إلى منزله بمنى في آخر حجة حجها عمر بن الخطاب فقال :
إن فلاناً يقول : لو قد مات عمر بايعت فلاناً قال عمر : إني قائم العشية في الناس وأُحَذِّرُهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم قال عبدالرحمن : فقلت : لا تفعل يا أمير المؤمنين فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وإن أولئك الذين يغلبون على مجلسك إذا أقمت في الناس فيطيروا بمقالتك ولا يضعوها مواضعها أمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة فتخلص بعلماء الناس وأشرافهم وتقول ما قلت متمكناً ويَعُونَ مقالتك ويضعونها مواضعها
فقال عمر : لئن قدمت المدينة سالماً إن شاء الله لأتكلمنَّ في أول مقام أقومه
فقدم المدينة في عقب ذي الحجة فلما كان يوم الجمعة عَجِلَتُ الرواح في شدة الحر فوجدت سعيد بن زيد قد سبقني فجلس إلى ركن المنبر الأيمن وجلست إلى جنبه تمس ركبتي ركبته فلم أنشَب أن طلع عمر فقلت لسعيد : أما إنه سيقول اليوم على هذا المنبر مقالة لم يقلها منذ استُخْلِفَ قال : وما عسى أن يقول ؟ فجلس عمر على المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال :
أما بعد فإني قائل لكم مقالة قُدِّرَ لي أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن عقلها ووعاها فليحدِّث بها حيث انتهت به راحلته ومن لم يعقلها فلا يحل لمسلم أن يكذب علي : إن الله تبارك وتعالى بعث محمداً صلى الله عليه و سلم وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأ بها ورجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجمنا بعده وأخاف إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : ما نجد آية الرجم في كتاب الله فَيَضِلُّوا بترك فريضة أنزلها الله والرجم حق على من زنى من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان حَمْلٌ أو اعتِرافٌ وايم الله لولا أن يقول الناس : زاد عمر في كتاب الله لكتبتها ألا وإنا كنا نقرأ :
( لا ترغبوا عن آبائكم فإن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله )
ألا وإنه بلغني أن فلاناً قال : لو قد مات عمر بايعت فلاناً فمن بايع امرءاً من غير مشورة من المسلمين فإنه لا بيعة له ولا للذي بايعه فلا يَغْتَرَّنَّ أحد فيقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ألا وإنها كانت فلتة إلا أن الله وقى شرها وليس منكم اليوم من تُقْطَعُ إليه الأعناق مثل أبي بكر ألا وإنه كان من خيرنا يوم توفى الله رسوله صلى الله عليه و سلم
إن المهاجرين اجتمعوا إلى أبي بكر وتخلف عنا الأنصار في سقيفة بني ساعدة فقلت لأبي بكر : انطلق بنا إلى اخواننا من الأنصار ننظر ما صنعوا فخرجنا نؤمهم فلقينا رجلان صالحان منهم فقالا : أين تذهبون يا معشر المهاجرين ؟ فقلت : نريد إخواننا من الأنصار قال : فلا عليكم أن لا تأتوهم اقضوا أمركم يا معشر المهاجرين
فقلت : والله لا نرجع حتى نأتيهم فجئناهم فإذا هم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة وإذا رجل مُزَّمِّلٌ بين ظهرانيهم فقلت : من هذا ؟ فقالوا : سعد بن عبادة قلت : ما له ؟ قالوا : وَجِعٌ فلما جلسنا قام خطيبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وقد دفَّت إلينا - يا معشر المسلمين - منكم دافَّةٌ وإذا هم قد أرادوا أن يختصوا بالأمر ويُخرجونا من أصلنا قال عمر : فلما سكت أردت أن أتكلم وقد كنت زوَّرت مقالة قد أعجبتني أريد أن أقولها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد وكان أحلم مني وأوقر فأخذ بيدي وقال : اجلس فكرهت أن أُغضبه فتكلم فوالله ما ترك مما زَوَّرْتُهُ في مقالتي إلا قال مثله في بديهته أو أفضل فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد فما ذكرتم من خير فأنتم أهله ولن يعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب داراً ونسباً وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم
وأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم أكره شيئاً من مقالته غيرها كان والله لأن أُقَدَّمَ فتُضرب عنقي في أمر لا يُقرِّبُنِي ذلك إلى إثم أحب إلى من أن أُؤَمَّرَ على قوم فيهم أبو بكر
فقال فتى الأنصار : أنا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش فكثُر اللغط وخشيت الاختلاف فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر فبسطها فبايعته وبايعه المهاجرون والأنصار ونَزَوْنا على سعد فقال قائل : قتلتم سعداً فقلت : قتل الله سعداً فلم نجد شيئاً هو أفضل من مبايعة أبي بكر خشيتُ إن فارقنا القوم أن يحدِثُوا بعدنا بيعة فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى وإما أن نخالفهم فيكون فساداً واختلافاً فبايعنا أبا بكر جميعاً ورضينا به
=(413)[43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ (( الإرواء )) (2338) طرف منه .

قال أبو حاتم : قول عمر : ( قتل الله سعداً ) يريد به في سبيل الله


ذكر الزجر عن الرغبة عن الآباء إذ رغبة المرء عن أبيه ضرب من الكفر


415 - أخبرنا الحسن بن سفيان بنسا و أحمد بن علي بن المثنى بالموصل و الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة واللفظ للحسن قالوا : حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء بن أخي جويرية بن أسماء قال : حدثنا عمي جويرية بن أسماء عن مالك بن أنس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود : أخبره أن عبد الله بن عباس أخبره :
أنه كان يُقرىء عبد الرحمن بن عوف في خلافة عمر بن الخطاب قال : فلم أر رجلاً يجد من الأقشعريرة ما يجد عبد الرحمن عند القراءة قال ابن عباس : فجئت ألتمس عبد الرحمن يوماً فلم أجده فانتظرته في بيته حتى رجع من عند عمر فلما رجع قال لي : لو رأيت رجلاً آنفاً قال لعمر كذا وكذا وهو يومئذ بمنى في آخر حجة حجها عمر بن الخطاب فذكر عبد الرحمن لابن عباس أن رجلاً أتى إلى عمر فأخبره أن رجلاً قال : والله لو مات عمر لقد بايعت فلاناً قال عمر حين بلغه ذلك : إني لقائم إن شاء الله العشية في الناس فمحذِّرُهُم هؤلاء الذين يغتصبون الأمة أمرهم
فقال عبد الرحمن : فقلت : يا أمير المؤمنين لا تفعل ذلك يومك هذا فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم وإنهم هم الذين يغلبون على مجلسك فأخشى إن قلت فيهم اليوم مقالاً أن يطيروا بها ولا يعُوها ولا يضعوها على مواضعها أمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة وتخلص لعلماء الناس وأشرافهم فتقول ما قلت متمكناً فَيَعُوا مقالتك ويضعوها على مواضعها
قال عمر : والله لئن قدمتُ المدينة صالحاً لأكلمنَّ بها الناس في أول مقام أقومه قال ابن عباس : فلما قدمنا المدينة في عقب ذي الحجة وجاء يوم الجمعة هجَّرت صكَّةَ الأعمى لما أخبرني عبد الرحمن فوجدت سعيد بن زيد قد سبقني بالتهجير فجلس إلى ركن جانب المنبر الأيمن فجلست إلى جنبه تمس ركبتي ركبته فلم ينشب عمر أن خرج فأقبل يؤم المنبر فقلت لسعد بن زيد و عمر مقبل : والله ليقولن أمير المؤمنين على هذا المنبر اليوم مقالة لم يقُلها أحد قبله فأنكر ذلك سعيد بن زيد وقال : ما عسى أن يقول ما لم يقله أحد قبله ؟ فلما جلس على المنبر أذَّن المؤذن فلما أن سكت قام عمر فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال :
أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قُدِّرَ لي أن أقولها لعلها بين يدي أجلي فمن عَقَلها ووَعَاهَا فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن لا يعيها فلا أُحِلُّ له أن يَكْذِبَ علي :
إن الله جل وعلا بعث محمداً صلى الله عليه و سلم وأنزل عليه الكتاب فكان مما أُنزل عليه آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها ورجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجمنا بعده وأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أُحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحَبَلُ أو الاعْتِرَافُ
ثم إنا قد كنا نقرأ أن :
( لا ترغبوا عن آبائكم فإن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لا تطروني كما أطري ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله )
ثم إنه بلغني أن فلاناً منكم يقول : والله لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً فلا يغرن امرءاً أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمَّت فإنها قد كانت كذلك إلا أن الله وقى شرها وليس فيكم من تُقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر وإنه كان من خيرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وإن عليًّا و الزبير ومن معهما تخلفوا عنا وتخلَّفَتِ الأنصار عنا بأسرها واجتمعوا في سقيفة بن ساعدة واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فبينا نحن في منزل رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ رجل ينادي من وراء الجدار : اخرج إلي يا ابن الخطاب فقلت : إليك عني فإنا مشاغيل عنك فقال : إنه قد حدث أمر لا بد منك فيه إن الأنصار قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة فأدْرِكُوهُم قبل أن يُحدِثوا أمراً فيكون بينكم وبينهم فيه حرب فقلت لابي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نؤمهم فلقينا أبو عبيدة بن الجراح فأخذ أبو بكر بيده فمشى بيني وبينه حتى إذا دنونا منهم لقينا رجلان صالحان فذكرا الذي صنع القوم وقالا : أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ فقلت : نريد إخواننا من هؤلاء الأنصار قالا : لا عليكم أن لا تقربوهم يا معشر المهاجرين اقضوا أمركم فقلت : والله لنأتينهم فانطلقنا حتى أتيناهم فإذا هم في سقيفة بني ساعدة فإذا بين أظهرهم رجل مُزَّمِّلٌ فقلت : من هذا ؟ قالوا : سعد بن عبادة قلت : فما له ؟ قالوا : هو وجع فلما جلسنا تكلم خطيب الأنصار فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال :
أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا وقد دفت دافة من قومكم
قال عمر : وإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ويحُطُّوا بنا منه قال : فلما قضى مقالته أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقوم بها بين يدي أبي بكر وكنت أداري من أبي بكر : بعض الحدة فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر : على رسلك فكرهت أن أُغضبه فتكلَّم أبو بكر وهو كان أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا تكلم بمثلها أو أفضل في بديهته حتى سكت فتشهد أبو بكر وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال :
أما بعد أيها الأنصار فما ذكرتم فيكم من خير فأنتم أهله ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسباً وداراً وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح فلم أكره من مقالته غيرها كان والله أن أُقَدَّمَ فتُضرب عنقي لا يقربُني ذلك إلى إثم أحبَّ إلي من أن أُؤَمَّر على قوم فيهم أبو بكر إلا أن تغير نفسي عند الموت فلما قضى أبو بكر مقالته قال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش قال عمر : فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى أشفقتُ الاختلاف قلت : ابسط يدك يا أبا بكر فبسط أبو بكر يده فبايعته وبايعه المهاجرون والأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل من الأنصار : قتلتم سعداً قال عمر : فقلت وأنا مغضب : قتل الله سعداً فإنه صاحب فتنة وشر وإنا والله ما رأينا فيما حضر من أمرنا أمراً أقوى من بيعة أبي بكر فخشينا إن فارقنا القوم قبل أن تكون بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى وإما أن نخالفهم فيكون فساداً فلا يغترنَّ امرؤ أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت فقد كانت فلتة ولكن الله وقى شرها ألا وإنه ليس فيكم اليوم مثل أبي بكر
قال مالك : أخبرني الزهري أن عروة بن الزبير أخبره أن الرجلين الأنصاريين اللذين لقيا المهاجرين هما : عُوَيْمُ بن ساعدة و معن بن عدي وزعم مالك أن الزهري سمع سعيد بن المسيب يزعم أن الذي قال يومئذ :
( أنا جذيلها المحكك ) رجل من بني سلمة يقال له : حباب بن المنذر
=(414)[101:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : قول عمر : ( إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ولكن الله وقى شرها ) يريد أن بيعة أبي بكر كان ابتداؤها من غير ملإٍ والشيء الذي يكون من غير ملإ يقال له : ( الفلتة ) وقد يُتوقَّع فيما لا يجتمع عليه الملأ الشر فقال : ( وقى الله شرها ) يريد الشر المتوقع في الفلتات لا أن بيعة أبي بكر كان فيها شر


ذكر الإخبار عن نفي دخول الجنة عمن ادعى أباً غير أبيه


416 - أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا سريج بن يونس حدثنا هشيم أخبرنا خالد عن أبي عثمان قال :
لما ادُّعي زياد لقيت أبا بكرة فقلت : ما هذا الذي صنعتم ؟ إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول : سمع أُذناي ووعاهُ قلبي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من ادعى أباً في الإسلام وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام )
فقال أبو بكرة : وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
=(415)[19:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((غاية المرام)) (267) : ق .


ذكر تحريم الله جل وعلا الجنة على المنتمي إلى غير أبيه في الإسلام


417 - أخبرنا شباب بن صالح قال : حدثنا وهب بن بقية قال : أخبرنا خالد عن خالد عن أبي عثمان عن سعد بن مالك قال :
سمعته أذُناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( من ادعى أباً في الإسلام وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) قال : فذكرتُ ذلك لأبي بكرة قال : وأنا سمعته أذناني ووعاه قلبي من النبي صلى الله عليه و سلم
=(416)[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق - انظر ما قبله .


ذكر إيجاب لعنة الله جل وعلا وملائكته على الفاعل الفعلين اللذين تقدم ذكرنا لهما


418 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا عفان قال : حدثنا وهيب قال : حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )
=(417)[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (3/88) .


ذكر وصف بر الوالدين لمن توفي أبواه في حياته


419 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان قال : أنبأنا عبد الله عن عبد الرحمن بن سليمان عن أسيد بن علي بن عبيد الساعدي عن أبيه عن أبي أسيد : قال :
أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل من بني سلمة وأنا عنده فقال : يا رسول الله إن أبوي قد هلكا فهل بقي لي بعد موتهما من برهما شيء ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهودهما من بعدهما وإكرام صديقهما وصلة رَحِمِهِمَا التي لا رَحِمَ لك إلا من قِبَلِهِمَا ) قال الرجل : ما أكثر هذا يا رسول الله وأطيبه ! قال : ( فاعمل به )
=(418)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (597) .


ذكر البيان بأن ادخال المرء السرور على والديه في أسبابه يقوم مقام جهاد النفل


420 - أخبرنا أحمد ابن يحيى بن زهير الحافظ السراد بتستر قال : حدثنا محمد بن معمر البحراني قال : حدثنا روح بن عبادة قال : حدثنا ابن جريج و سفيان الثوري و سفيان بن عيينة و حماد بن سلمة قالوا : حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال :
جاء رجلٌ [وقد أسلم](1) فقال : يا رسُول الله ! إني أريد أن أبايعك على الهجرة وتركت أَبَوَيَّ يبكيان فقال :
( ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما )
=(419)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2281) .

__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل , وهي زيادة في الحديث (424) .


ذكر الاستحباب للمرء أن يُؤْثِرَ بِرَّ الوالدين على الجهاد النفل في سبيل الله


421 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي قال : أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس وهو السائب بن فروخ عن عبدالله بن عمرو قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أُجَاهِدُ ؟ فقال :
( لك أبوان ؟ ) قال : نعم قال :
( ففيهما فجاهد )
=(420)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (1199) : ق .


ذكر البيان بأن مجاهدة المرء في بِرِّ والديه هو المبالغة في برهما


422 - حدثنا أبو خليفة حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة حدثنا يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو أن رجلاً قال :
يا رسول الله أتأذن لي في الجهاد ؟ قال :
( ألك والدان ) ؟ قال : نعم قال :
( اذهب فبرَّهُما ) فذهب وهو يتخلّل(1) الركاب )
=(421)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن - المصدر نفسه .

__________
(1) في الأصل : (( محلّل )) , وفي مطبوعة الرسالة : (( يحمل )) .


ذكر البيان بأن بر الوالدين أفضل من جهاد التطوع


423 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أبو الطاهر بن السرح حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري :
أن رجلاً هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من اليمن فقال : يا رسول الله إني هاجرت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( قد هجرت الشرك ولكنه الجهاد ؟ هل لك أحد باليمن ) ؟ قال : أبواي قال :
( أَذِنَا لك ) ؟ قال : لا قال :
( ارجع فاستأذنهما فإن أذِنا لك فجاهد وإلا فَبِرَّهُما )
=(422)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف بهذا التمام ـ ((الإرواء)) (5/21) .


ذكر ما يجب على المرء من إيثار بر الوالدين على جهاد التطوع


424 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا شعيب بن إسحاق عن مسعر بن كدام عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبدالله بن عمرو :
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و سلم يبايعه على الهجرة وقد أسلم وقال : قد تركت أبوي يبكيان قال :
( ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ) وأبى أن يَخْرُجَ معه )
=(423)[28:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر (420) .


ذكر استحباب المبالغة للمرء في بر والده رجاء اللحوق بالبررة فيه


425 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا خالد و أبو عوانة قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ولا يَجْزِي ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه )
=(424)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (1747) : م .


ذكر رجاء دخول الجنان للمرء بالمبالغة في بر الوالد


426 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال : حدثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي :
أن رجلاً أتى أبا الدرداء فقال : إن أبي لم يزل بي حتى تزوَّجتُ وإنه الآن يأمرني بطلاقها .
قال : ما أنا بالذي آمرك أن تَعُقَّ والدك ولا أنا بالذي آمرك أن تطلق امرأتك غير أنك إن شئت حدثتك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعته يقول :
( الوالد أوسط أبواب الجنة فحافظ على ذلك إن شئت أو دع ) قال : فأحسب عطاء قال : فَطَلَّقَهَا
=(425)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (914) .


ذكر استحباب طلاق المرء امرأته بأمر أبيه إذا لم يفسد ذلك عليه دينه ولا كان فيه قطيعة رحم


427 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا المقدمي قال : حدثنا يحيى القطان و عمر بن علي عن ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن حمزة بن عبد الله بن عمر قال :
تزوج أبي امرأة وكرهها عمر فأمره بطلاقها فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( أطع أباك )
=(426)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن - ((الصحيحة)) (919) , ((المشكاة)) (4940/ التحقيق الثاني) .


ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه و سلم أمر ابن عمر بطلاقها طاعة لأبيه


428 - أخبرنا الصوفي حدثنا علي بن الجعد(1) أنبأنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن حمزة بن عبد الله بن عمر : عن أبيه قال :
كانت تحتي امرأة وكنت أحبها وكان أبي يكرهها فأمرني بطلاقها فأبيت فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يا عبد الله طَلِّقْهَا )
=(427)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن - انظر ما قبله .

__________
(1) هو الجوهري البغدادي , صاحب ((المسند)) المعروف بـ ((الجعديات)) , وهو ثقة ثبت ؛ كما قال الحافظ , وقد أخرجه فيه (2/989/2859) .
ومن أوهام المعلق على الكتاب : أنه صحح الحديث على شرط الشيخين , والحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب - كما في الطريق التي قبلها - لم يخرجا له .
ومن غرائبه : أنه ترجم لابن أبي ذئب والراوي عنه , ولم يترجم للحارث !!


ذكر استحباب بر المرء والده وإن كان مشركاً فيما لا يكون فيه سخط الله جل وعلا


429 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني شبيب بن سعيد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة : عن أبي هريرة قال :
مَرَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم على عبد الله بن أبي ابن سلول وهو في ظل أجمة فقال : قد غَبَّرَ علينا ابن أبي كبشة فقال ابنه عبد الله بن عبد الله والذي أكرمك والذي أنزل عليك الكتاب لئن شئت لآتينك برأسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا ولكن بِرَّ أباك وأحسِنْ صُحبته )
=(428)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن - ((الصحيحة)) (3223) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أبو كبشة هذا والد أمِّ أمِّ رسول الله صلى الله عليه و سلم كان قد خرج إلى الشام فاستحسن دين النصارى فرجع إلى قريش وأظهره فعاتبته قريش حيث جاء بدين غير دينهم فكانت قريش تُعَيِّرُ النبي صلى الله عليه و سلم وتنسبه إليه يعنون به أنه جاء بدين غير دينهم كما جاء أبو كبشة بدين غير دينهم


ذكر رجاء تمكن المرء من رضاء الله جل وعلا برضاء والده عنه


430 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال : حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه : عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( رضاء الله في رضاء الوالد وسخط الله في سخط الوالد )
=(429)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن - ((الصحيحة)) (516) , ((التعليق الرغيب)) (3/218) .


ذكر الاستحباب للمرء أن يصل إخوان أبيه بعده رجاء المبالغة في بره بعد مماته


431 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان قال : أخبرنا عبد الله عن حيوة بن شريح أخبرني الوليد بن أبي الوليد عن عبد الله بن دينار : عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إن أبر البر أن يصل الرجل أهل وُدِّ أبِيهِ )
=(430)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح -((الصحيحة)) (3063) : م .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به الوليد بن أبي الوليد


432 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال : حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن عبد الله بن دينار : عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يُوَلِّيَ )
=(431)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - المصدر السابق : م .


ذكر البيان بأن بِرَّ المرء بإخوان أبيه وصلته إياهم بعد موته من وصله رحمه في قبره


433 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا هدبة بن خالد قال : حدثنا حزم بن أبي حزم عن ثابت البناني : عن أبي بردة قال :
قدمت المدينة فأتاني عبد الله بن عمر فقال : أتدري لم أتيتك ؟ قال : قلت : لا قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه بعده )
وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء وود فأحببت أن أصل ذاك
=(432)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن - ((التعليق الرغيب)) (3/219) .


ذِكرُ الإخبار عن إيثار المرء أمّه بالبِرِّ على أبيه


434 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال : حدثنا سفيان عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة : عن أبي هريرة قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة ؟ قال :
( أُمُّكَ ) قال : ثم مَن ؟ قال :
( أمك ) قال : ثم مَن ؟ قال
( أبوك ) قال : فَتَرَوْنَ أن للأم ثُلُثَيِ البر
=(433)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح دون قوله : (( فترون ..... )) ـ ((الضعيفة)) (4992) , وانظر الذي بعده .


ذكر إيثار المرء المبالغة في بر والدته على بر والده ما لم تطالبه بإثم


435 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أنبأنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة : عن أبي هريرة قال :
( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : من أحقُّ الناس بحسن صحبتي ؟ قال :
( أُمُّك ) فقال : ثم مَنْ ؟ قال :
( أُمُّك ) قال : ثم مَنْ ؟ قال :
( أُمُّك ) قال : ثم مَن ؟ قال :
( أبوك )
=(434)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2551) : ق , و سيأتي برقم (330) .


ذكر استحباب بر المرء خالته إن لم يكن له والدان


436 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف بنسا قال : حدثنا يعقوب الدورقي قال : حدثنا أبو معاوية : قال : حدثنا محمد بن سوقة عن أبي بكر بن حفص : عن ابن عمر قال :
أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل فقال : يا رسول الله إني أذنبت ذنباً كبيراً فهل لي من توبة ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ألك والدان ) ؟ قال : لا قال :
( فلك خالة ) ؟ قال : نعم قال :
( فَبِرَّها إذاً )
=(435)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (3/218) .


ذكر استحباب الاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه و سلم للمرء في الإحسان إلى عياله إذ كان خيرُهم خيرَهم لهنَّ


[436 / م ] - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال : حدثنا هشام بن عبد الملك و يحيى بن عثمان قالا : حدثنا محمد بن يوسف عن الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( خيرُكم خيرَكم لأهله وأنا خيرُكم لأهلي وإذا مات صاحبكم فدعوه )(1) .
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (285) , و سيأتي بإسناده ومتنه (4165) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه و سلم ( فدعوه ) يعني لا تذكروه إلا بخير

__________
(1) هذا الحديث ليس موجوداً في ((طبعة المؤسسة)) ـ في هذا الموضع ـ .
نعم ؛ هو ثابت في الموضع المشار إليه في التعليق .
وقد أشار محقق ((الأصل)) إلى أنه : ( ضُرب على هذا الحديث , وكُتب عليه : نُقلَ إلى الحج ) . ((الناشر)) .


6 ـ باب صلة الرحم وقطعها


ذكر حث المصطفى صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي قُبِضَ فيه أمته على صلة الرحم


437 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن سليمان التيمي عن قتادة : عن أنس :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في مرضه :
( أرحامكم ! أرحامكم ! )
=(436)[48:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1538) .


ذكر إيجاب دخول الجنة للواصل رَحِمَه إذا قرنه بسائر العبادات


438 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا سريج بن يونس قال : حدثنا مروان بن معاوية عن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة : أن أبا أيوب الأنصاري أخبره :
أن أعرابياً عرض للنبي صلى الله عليه و سلم فأخذ بزمام ناقته فقال : يا رسول الله أخبرني بأمر يُدخِلُني الجنة ويُنجيني من النار ؟ قال : فنظر إلى وجوه أصحابه وكف عن ناقته وقال :
( لقد وُفِّقَ ـ أو هُدِيَ ـ , لا تشرك بالله شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم دَعِ الناقة )
=(437)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح الترغيب والترهيب)) (747) : ق .


ذكر إثبات طيب العيش في الأمن وكثرة البركة في الرزق للواصل رحمه


439 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا كامل بن طلحة الجحدري قال : حدثنا ليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب : أنه سمع أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من أحب أن يُنْسَأَ له في أجله ويُبْسَطَ له في رزقه فلْيَصِل رَحِمَهُ )
=(438)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (276) , ((صحيح أبي داود)) (1486) : ق .


ذكر البيان بأن طيب العيش في الأمن وكثرة البركة في الرزق للواصل رحمه إنما يكون ذلك إذا قَرَنَه بتقوى الله


440 - أخبرنا ابن ناجية بحران حدثنا هاشم بن القاسم الحراني حدثنا ابن وهب عن يونس عن الزهري : عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أجله فَلْيَتَّقِ الله وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ )
=(439)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .


ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا خبر أنس بن مالك الذي تقدم ذكرنا له


441 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي قال : حدثنا مخلد بن الحسين عن هشام عن الحسن : عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن أعجل الطاعة ثواباً صلة الرحم حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فَتَنْمُو أموالهم وَيَكْثُرُ عددهم إذا تواصلوا وما من أهل بيت يتواصلون فيحتاجون )
=(440)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن لغيره ـ ((الصحيحة)) (918 و 978) .


ذكر تعوذ الرحم بالباري جل وعلا عند خلقه إياها من القطيعة وإخبار الله جل وعلا إياها بوصل من وصلها وقطع من قطعها


442 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان بن موسى قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا معاوية بن أبي مُزَرِّد قال : سمعت عمي سعيد بن يسار أبا الحباب يحدث : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله خلق الرحم حتى إذا فرغ من خلقه قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذين من القطيعة ؟ قال : نعم ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى قال : فهو لك ) قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( واقرؤوا إن شئتم : { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمَّهم وأعمى أبصارهم } [محمد :23] )
=(441)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر تشكي الرحم إلى الله جل وعلا من قطعها وأساء إليها


443 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي قال : أخبرنا شعبة عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن كعب القرظي : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( الرحم شِجْنِةٌ من الرحمن معلقة بالعرش تقول : يا رب إني قُطِعْتُ إني أُسِيءَ إليَّ فيُجيبُها ربها : أما ترضين أن أقطع مَنْ قَطَعَكِ وأَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ )
=(442)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((التعليق الرغيب)) (3/226) , ((غاية المرام)) (ص231) .


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم : ( الرَّحِمُ شجنة من الرحمن ) أراد أنها مشتقة من اسم الرحمن


444 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ردَّادٍ الليثي : عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( قال الله تبارك وتعالى : أنا الرحمن خلقتُ الرحم وشَقَقتُ لها اسماً من اسمي فمن وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ ومَن قَطَعَهَا بَتَتُّهُ )
=(443)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1487) .


ذكر البيان بأن تشكي الرحم الذي وصفنا قبل إنما يكون في القيامة لا في الدنيا


445 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عبد الصمد قال : حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الجبار قال : سمعت محمد بن كعب القرظي : أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الرحم شجنة من الرحمن فإذا كان يوم القيامة تقول :
أي رب إني ظُلمتُ إني أُسِيءَ إلي إني قُطِعْتُ قال : فيجيبها ربها :
ألا ترضين أن أقطع من قطعك وأصل من وصلك )
=(444)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره - وهو مكرر (443) .


ذكر وصف الواصل رَحِمَهُ الذي يقع عليه اسم الواصل


446 - أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك قال : حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن فطر عن مجاهد قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الرحم معلقة بالعرش وليس الواصل بالمُكَافىء ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وَصَلَهَا )
=(445)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((غاية المرام)) (ص230) .


ذكر إيجاب الجنة لمن اتقى الله في الأخوات وأحسن صحبتهن


447 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أيوب بن بشير عن سعيد الأعشى : عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من كان له ثلاث بنات أو ثلاث إخوات أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن دخل الجنة )
=(446)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) تحت الحديث (294) .


ذكر المدة التي بصحبته إياهن يعطى هذا الأجر له بها


448 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا المقدمي و إبراهيم بن الحسن العلاف قالا : حدثنا حماد بن زيد عن ثابت : عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من عال ابنتين أو ثلاثاً أو أختين أو ثلاثاً حتى يَبِنّ أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين - وأشار بأصبعه الوسطى والتي تليها - )
والحديث على لفظ إبراهيم بن الحسن العلاف
=(447)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (296) .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ) أراد به في الدخول والسبق لا أن مرتبة من عال ابنتين أو أختين في الجنة كمرتبة المصطفى صلى الله عليه و سلم سواء


ذكر البيان بأن الإحسان إلى الأولاد قد يُرْتجى به النجاة من النار ودخول الجنة


449 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن ابن الهاد أن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش حدثه عن عراك بن مالك قال : سمعته يحدث عمر بن عبد العزيز : عن عائشة قالت :
جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتُها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورَفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتاها ابنتاها فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني حنانها فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( إن الله قد أوجب لها الجنة وأعتقها بها من النار )
=(448)[9:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق على ابن ماجه)) (2/390) : م أتم منه .


ذكر وصية المصطفى صلى الله عليه و سلم بصلة الرحم وإن قطعت


450 - أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرخ قال : حدثنا إسماعيل بن يزيد القطان قال : حدثنا أبو داود عن الأسود بن شيبان عن محمد بن واسع عن عبد الله بن الصامت : عن أبي ذر قال :
أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بخصال من الخير :
( أوصاني بأن لا أنظر إلى من هو فوقي وأن أنظر إلى من هو دوني وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مُرّاً وأوصاني أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة )
=(449)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2166) .


ذكر معونة الله جل وعلا الواصل رحمه إذا قطعته


451 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا القعنبي قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه : عن أبي هريرة قال :
أتى رجل فقال : يا رسول الله إن لي قرابة أَصِلُهُم ويقطعوني ويُسيئون إلي وأحسن إليهم ويجهلون علي وأحلم عنهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لئن كان كما تقول فكأنما تُسِفُّهُمُ المَلُّ ولا يزال معك من الله ظهير ما دُمْتَ على ذلك )
=(450)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2597) : م .

المل : رماد يكون فيه الشطبة


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به الدراوردي


452 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا بندار قال : حدثنا محمد قال : حدثنا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه : عن أبي هريرة أن رجلاً قال :
يا رسول الله إن لي قرابة أَصِلُهُم ويقطعوني وأحسِنُ إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( لئن كان كما تقول لكأنما تُسِفُّهُمُ المل ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك )
=(451)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر الإباحة للمرأة وصل رحمها من المشركين إذا طُمِعَ في إسلامها


453 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال : حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن هشام بن عروة عن أبيه قال : سمعت أسماء بنت أبي بكر تقول :
قدمت أمي من مكة إلى المدينة في هدنة قريش وهي مشركة فقلت : يا نبي الله إن أمي أتت راغبة أَفَأَصِلُهَا ؟ فقال لها نبي الله صلى الله عليه و سلم :
( نعم صليها )
=(452)[28:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1468) : ق .


ذكر الإباحة للمرء صلة قرابته من أهل الشرك إذا طمع في إسلامهم


454 - أخبرنا أبو عروبة قال : حدثنا مخلد بن مالك السلمسيني قال : حدثنا مصعب بن ماهان عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه : عن عائشة :
أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن أم لها مشركة قالت : جاءتني راغبة راهبة أصِلُها قال :
( نعم )(1) .
=(453)[36:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح بما قبله - المصدر نفسه .

__________
(1) لم يتنبه للفرق بين حديث عائشة - هذا - , وحديث أسماء الذي قبله المعلق على الكتاب ؛فعزا كل منهما للبخاري !ولا أصل لحديث عائشة عنده ، كيف وهو مما أخطأ في إسناده مصعب بن ماهان , وهو كثير الخطإ ؛ كما قال الحافظ ؟! .


ذكر نفي دخول الجنة عن القاطع رحمه


455 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال : حدثنا جويرية بن أسماء عن مالك عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم : عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يدخل الجنة قاطع )
=(454)[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1488) : ق .
ليس هذا في (( الموطأ )) .


ذكر ما يتوقع من تعجيل العقوبة للقاطع رحمه في الدنيا


456 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال : حدثنا عبد الوارث عن عبد الله بن المبارك عن عيينة بن عبد الرحمن الغطفاني عن أبيه : عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما من ذنب أجدر أن يُعَجِّلَ الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يَدَّخِرُ له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم )
=(455)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (915) .


ذكر تعجيل الله جل وعلا العقوبة للقاطع رحمه في الدنيا


457 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا علي بن الجعد قال : أخبرنا شعبة عن عيينة بن عبد الرحمن قال : سمعت أبي يحدث : عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( ما من ذنب أحرى أن يُعَجِّلَ الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يَدَّخِرُ له في الآخرة من قطيعة الرحم والبغي )
=(456)[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


7 ـ باب الرحمة


ذكر الأمر للمرء أن يرحم أطفال المسلمين رجاء رحمة الله جل وعلا إياه


458 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة : عن أبي هريرة قال :
أبصر الأقرع بن حابس التميمي النبي صلى الله عليه و سلم يُقَبِّلُ الحسن بن علي فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبَّلت أحداً منهم فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم :
( من لا يَرحم لا يُرحم )
=(457)[92:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مشكلة الفقر)) (70/108) : ق .


ذكر الزجر عن ترك توقير الكبير أو رحمة الصغار من المسلمين


459 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير عن عبد الملك بن أبي بشير عن عكرمة : عن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وَيَنْهَ عن المنكر )
=(458)[61:2]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (2108) .


ذكر ما يُسْتَحَبُّ للمرء استعمال التعطُّف على صغار أولاد آدم


460 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت : عن أنس
( أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يزور الأنصار ويُسَلِّمُ على صبيانهم ويمسح رؤوسهم )
=(459)[47:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1278 و 2112) .


ذكر إيجاب دخول الجنة للمتكفل الأيتام إذا عَدَلَ في أمورهم وتجنب الحيف


461 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا هارون بن معروف قال : حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه : عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى )
=(460)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (800 و 962) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : قوله صلى الله عليه و سلم ( هكذا ) أراد به في دخول الجنة لا أن كافل اليتيم تكون مرتبته مع مرتبة رسول الله صلى الله عليه و سلم في الجنة واحدة


ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يرحم من عباده الرحماء


462 - أخبرنا عمران بن موسى قال : حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي قال : حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال : حدثنا هشام بن حسان عن عاصم الأحول عن أبي عثمان : عن أسامة بن زيد قال :
كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فجاء رسول امرأة من بناته فقال : يا رسول الله أَرْسَلَتْ إليك ابنتك أن تأتيها فإن صبياً لها في الموت فقال :
( ائتها فقل لها : إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب ) قال : فلم يلبث أن رجع فقال : يا رسول الله إنها تقسم عليك إلا جئتها فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم وقمنا معه رهط من الأنصار فدخلنا فرُفع إليه الصبي ونفسه تقعقع في صدره ففاضت عيناه فقال له سعد بن عبادة : ما هذا يا رسول الله ؟ قال :
( رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )
=(461)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((أحكام الجنائز)) (ص 206 ـ 207) : ق .


ذكر الخبر الدال على أن الرحمة لا تكون إلا في السعداء


463 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا محمد بن كثير قال : حدثنا شعبة قال :
كتب إلي منصور وقرأته عليه فقلت له : أقول : حدثني فقال : أليس إذا قرأته علي فقد حدثتك به ؟ قال : سمعت أبا عثمان يحدث : عن أبي هريرة قال : سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم ـ وهو الصادق المصدوق ـ يقول :
( إن الرحمة لا تُنزَعُ إلا من شقِي )
=(462)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن - ((تخريج المشكاة)) (4968)(1) .

__________
(1) جاء ـ بعد هذا الحديث ـ في ((طبعة المؤسسة)) حديثان مكرران ؛ تقدَّما برقم (458) و رقم (459) !
وقد ضرب عليهما ـ هنا ـ ناسخ المخطوط ؛ فاقتضى حذفهما ـ ((الناشر)) .


ذكر نفي رحمة الله جل وعلا عمن لم يرحم الناس في الدنيا


464 - أخبرنا أبو عروبة قال : أخبرنا أحمد بن المقدام العجلي قال : حدثنا خالد بن الحارث قال : حدثنا شعبة قال : حدثني سليمان قال : سمعت أبا ظيبان قال : سمعت جرير بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من لا يرحم الناس لا يرحَمْهُ الله )
=(463)[[92:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج مشكلة الفقر)) (108) .


ذكر البيان بأن رحمة الله جل وعلا لا تُنزع إلا من الأشقياء


465 - أخبرنا ابن قطحبة قال : حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال : حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن منصور عن أبي عثمان : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا تُنْزَعُ الرحمة إلا من شَقِيٍّ )
=(464)[[61:1]]
قال الشيخ الألباني :
حسن - تقدم (462) .


ذكر الإخبار عن نفي رحمة الله جل وعلا في العقبى عمن لا يرحم عباده في الدنيا


466 - أخبرنا أبو عروبة قال : حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن زياد بن علاقة : عن جرير بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله )
=(465)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق , وهو مكرر (464) .


8 ـ باب حسن الخلق


ذكر الأمر بالملاينة للناس في القول مع بسط الوجه لهم (1).

__________
(1) وقع التبويب ـ في ((الأصل)) ـ بلفظ : (ذكر في قيام الليل) ! والتصحيح من ((طبعة المؤسسة)) , مع كون الحديث ليس موجوداً ـ فيها ـ في هذا الموضع ـ .
نعم ؛ هو موجود ـ فيها ـ برقم (2551) تحت باب ( في قيام الليل ) .
وهو كذلك هنا ـ مكرراً ـ بالتبويب نفسه ـ برقم (2542) . ((الناشر)) .


467- أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى قال : أخبرنا سعد بن هشام بن عامر ـ وكان جاراً له ـ أنه قال لعائشة :
أخبريني عن خُلُقِ رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : ألست تقرأ القرآن ؟ قلت : بلى قالت : خُلُق نبي الله صلى الله عليه و سلم كان القرآن قال : فَهَمَمْتُ أن أقوم ولا أسألها عن شيء فقلت : يا أم المؤمنين أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : ألست تقرأ هذه السورة { يا أيها المزمل } [المزمل :1] ؟ قلت : بلى قالت : فإن الله جل وعلا افترض القيام في أول هذه السورة فقام نبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه حولاً حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء ثم أنزل الله جل وعلا التخفيف في آخر هذه السورة فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضته(1) .
=[1:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1213) : م .

__________
(1) وقع التبويب ـ في ((الأصل)) ـ بلفظ : (ذكر في قيام الليل) ! والتصحيح من ((طبعة المؤسسة)) , مع كون الحديث ليس موجوداً ـ فيها ـ في هذا الموضع ـ .
نعم ؛ هو موجود ـ فيها ـ برقم (2551) تحت باب ( في قيام الليل ) .
وهو كذلك هنا ـ مكرراً ـ بالتبويب نفسه ـ برقم (2542) . ((الناشر)) .


468 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ حدثنا النضر بن شميل حدثنا أبو عامر الخزاز حدثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت : عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تحقرن من المعروف شيئاً فإن لم تجد فَلايِنِ الناس ووجهُك إليهم منبسط )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (1352) : م .


ذكر البيان بأن المرء إذا كان هيناً ليناً قريبا سهلاً قد يُرجى له النجاة من النار بها


469 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال : حدثنا يحيى بن معين قال : حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأودي : عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إنما يُحرَّمُ على النار كل هينٍ لينٍ قريبٍ سهلٍ )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره - ((المشكاة)) (5084/ التحقيق الثاني) , ((الصحيحة)) (938) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبدة بن سليمان


470 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني بالصغد قال : حدثنا عيسى بن حماد قال : أخبرنا الليث بن سعد عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله الأودي : عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( ألا أخبركم بمن تُحَرَّمُ عليه النار ) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال :
( على كل هين لين قريب سهل )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .


ذكر كتبة الله الصدقة للمداري أهل زمانه من غير ارتكاب ما يكره الله جل وعلا فيها


471 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان و محمد بن الحسن بن قتيبة و الحسين بن عبد الله بن يزيد في آخرين قالوا : حدثنا المسيب بن واضح قال : حدثنا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر , عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مُداراةُ الناسِ صدقةٌ )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (4508) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : المداراة التي تكون صدقة للمداري هي تَخَلُّقُ الإنسان الأشياء المستحسنة مع من يُدفع إلى عشرته ما لم يَشُبْهَا بمعصية الله .
والمداهنة : هي استعمال المرء الخصال التي تستحسن منه في العشرة وقد يشوبها ما يكره الله جل وعلا


ذكر كتبة الله جل وعلا الصدقة للمرء بالكلمة الطيبة يكلم بها أخاه المسلم


472 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال : حدثنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( الكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تخطوها إلى المسجد صدقة )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) تحت الحديث (1025) .


ذكر البيان بأن الكلام الطيب للمسلم يقوم مقام البذل لماله عند عدمه


473 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا حفص بن عمر الحوضي عن شعبة عن محل بن خليفة : عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مشكلة الفقر)) (115) , ((التعليق على ابن خزيمة)) (2429) : ق .


ذكر كتبة الله جل وعلا الصدقة للمسلم بتبسمه في وجه أخيه المسلم


474 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ببغداد قال : حدثنا عبد الله بن الرومي قال : حدثنا النضر بن محمد قال : حدثنا عكرمة بن عمار قال : حدثني أبو زُميل عن مالك بن مرثد عن أبيه : عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تَبَسُّمُكَ في وجه أخيك صدقة )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (572) , وله تتمة تأتي (372) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أبو زُميلٍ هذا : هو سماك بن الوليد الحنفي يماني ثقة و النضر بن محمد هذا : هو الجرشي اليمامي و النضر بن محمد القرشي مروزي صاحب الرأي وكانا في زمن واحد


ذكر الإخبار عن تشبيه المصطفى صلى الله عليه و سلم الكلمة الطيبة بالنخلة والخبيثة بالحنظل


475 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا غسان بن الربيع(1) عن حماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب : عن أنس بن مالك :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتي بِقِناع جَزْءٍ فقال : { مثلُ كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أُكُلها كل حين بإذن ربها } [إبراهيم :24 ـ25] فقال :
( هي النخلة ) { ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتُثت من فوق الأرض ما لها من قرار } [إبراهيم :26] قال : ( هي الحنظلة )
قال شعيب : فأخبرت بذلك أبا العالية فقال : كذلك كنا نسمع
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف مرفوعاً , صحيح موقوفاً .

قال أبو حاتم : رضي الله عنه : قول أنس : ( إنه أتي بقناع جَزْءٍ أراد به طبق رطب لأن أهل المدينة يسمون الطبق القناع والرُّطَبَ الجزء .

__________
(1) لم يوثقه غير المؤلف في ((ثقاته)) (9/2) , واختلف فيه قول الدار قطني , فقال مرة : صالح ,
ومرة : ضعيف , وهذا هو الراجح , ولذا قال الذهبي : (( ليس بحجة في الحديث )) ؛ كما بينته في (( تيسير الإنتفاع )) , وقد توبع عند الترمذي (3118) و غيره .
لكن خالف حماداً غير واحد من الثقات مثل حماد بن زيد وغيره فرووهُ عن شُعيب بن الحبحاب
به موقوفاً وهو أصح ؛ كما قال الترمذي , و تَبِعَه الحافظ في حاشيته على ((الموارد)) (ص432).


ذكر البيان بأن من أكثر ما يُدخِلُ الناس الجنة التقى وحُسن الخلق


476 - أخبرنا محمد بن جعفر الكرخي ببلد الموصل قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن جده : عن أبي هريرة قال :
سئل النبي صلى الله عليه و سلم : ما أكثر ما يُدخل الناس الجنة ؟
قال : ( تقوى الله وحُسْنُ الخُلُق )
قيل : فما أكثر ما يُدخل الناس النار ؟
قال : ( الأجوفان : الفم والفرج )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن - ((التعليق الرغيب)) (3/256) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : ابن إدريس ـ هذا ـ اسمه عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الزعافري الأودي من ثقات الكوفة ومتقنيهم ولم يكن في عصره بالكوفة من لا يشرب غيره


ذكر البيان بأن من خيار الناس من كان أحسن خلقاً


477 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي قال : حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق قال : قال عبد الله بن عمرو :
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن فاحشاً ولا متفاحشاً وكان يقول :
( خِيارُكُم أحاسِنُكُم أخلاقاً )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (286) : ق .


ذكر البيان بأن حسن الخُلُق من أفضل ما أعطي المرء في الدنيا


478 - أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال : حدثنا هناد بن السري قال : حدثنا وكيع عن مسعر و الثوري عن زياد بن علاقة : عن أسامة بن شريك قال :
قالوا : يا رسول الله ما أفضل ما أُعطي المرء المسلم ؟ قال :
( حُسْنُ الخُلُق )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو قطعة من الحديث .


ذكر البيان بأن من أكمل المؤمنين إيماناً من كان أحسن خُلُقاً


479 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا ابن إدريس قال : أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة : عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( أكمل المؤمنين إيماناً أحْسَنُهُمْ خُلُقاً )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (284) .


ذكر رجاء نوال المرء بحسن الخلق درجة القائم ليله الصائم نهاره


480 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا خالد بن مخلد قال : حدثنا سليمان بن بلال قال : حدثني عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب : عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن المُؤمِن ليُدرِكَ بِخُلُقه درجة الصائم القائم )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (522 و 795) .


ذِكرُ البيان بأن الخلق الحسن من أثقِل ما يجِدُ المرء في ميزانه يوم القيامة


481 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا محمد بن كثير و شعيب بن محرز و الحوضي قالوا : حدثنا شعبة عن القاسم بن أبي بزة عن عطاء الكيخاراني عن أم الدرداء : عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( أثقل شيء في الميزان الخُلُق الحَسَن )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (879) , وهو قطعة من الحديث الآتي برقم (5664) .

قال أبو حاتم : عطاء ـ هذا ـ هو عطاء بن عبد الله
وكيخاران : موضع باليمن
و أم الدرداء : هي الصغرى واسمها هجيمة بنت حيي الأوصابية والكبرى : خيرة بنت أبي حدرد الأنصارية لها صحبة


ذكر البيان بأن من أحب العباد إلى الله وأقربهم من النبي صلى الله عليه و سلم في القيامة من كان أحسنَ خُلُقاً


482 - أخبرنا عمران بن موسى قال : حدثنا هدبة بن خالد قال : حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن مكحول : عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن أحبَّكم إلى الله وأقربكم مني أحاسنكم أخلاقاً وإن أبغضكم إلى الله وأبعدكم مني الثرثارون المُتفيهِقُون الُمتشدِّقون )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (791) .


ذكر البيان بأن المرء قد ينتفع في داريه بحسن خلقه ما لا ينتفع فيهما بحسبه


483 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست و عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي المروزي بمرو قالا : حدثنا عبد الوارث بن عبد الله العتكي قال : حدثنا مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء عن أبيه : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(كَرَمُ المرءِ دِينُهُ ومُرُوءَتُهُ : عَقْلُهُ , وحَسَبُهُ خُلُقُهُ )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (2369) .


ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من تحسين الخلق عند طول عمره


484 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا جعفر بن عون قال : حدثني ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة : عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ألا أخبركم بخياركم ؟ ) قالوا : بلى يا رسول الله قال :
( أطولكم أعماراً وأحسنكم أخلاقاً )
=[53:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (1298) .


ذكر البيان بأن مَنْ حَسُنَ خُلقُه كان في القيامة ممن قَرُبَ مجلسه من المصطفى صلى الله عليه و سلم


485 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا قاسم بن أبي شيبة قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال : حدثنا أبي عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن محمد بن عبد الله : عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في مجلس :
( ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساًَ يوم القيامة ؟ ) - ثلاث مرات يقولها - قلنا : بلى يا رسول الله قال :
( أَحْسَنُكُمْ أخلاقاً )
=[53:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (791) .


ذكر البيان بأن مَنْ حَسُنَ خلقه في الدنيا كان من أحب الناس إلى الله تعالى


486 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمرو النيسابوري قال : حدثنا علي بن خشرم قال : أخبرنا عيسى بن يونس قال : حدثنا عثمان بن حكيم عن زياد بن علاقة : عن أسامة بن شريك قال :
كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم كأن على رؤوسنا الرّخم ما يتكلم منا متكلم إذ جاءهُ ناس من الأعراب فقالوا : يا رسول الله أفتِنا في كذا أفتِنا في كذا فقال :
( أيها الناس إن الله قد وضع عنكم الحرج إلا امْرَءاً اقترض من عِرضِ أخيه فذاك الذي حَرِجَ وهلك ) قالوا : أفنتداوى يا رسول الله ؟ قال :
( نعم فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء غير داء واحد ) قالوا : وما هو يا رسول الله ؟ قال :
( الهرم ) قالوا : فأي الناس أحب إلى الله يا رسول الله ؟ قال :
( أحبُّ الناس إلى الله أحْسَنُهُمْ خُلُقاً )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (432) , ((غاية المرام)) (292) , ((صحيح أبي داود)) (1759) .


-انتهى المجلد الأول-
-بحمد الله ومنته-
ويتلوه:
-المجلد الثاني-
وأوله:
9-باب العفو
__________
نتمنى منكم دعوة صالحة بالعلم النافع والعمل الصالح والذرية الصالحة لكل من ساهم في هذا العمل.


9 ـ باب العفو


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من استعمال العفو وترك المجازاة على الشَّرِّ بالشَّرِّ


487 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا الفضل بن موسى قال : حدثنا عيسى بن عبيد عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال : حدثني أبي بن كعب قال :
لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وسبعون ومنهم ستة فيهم حمزة فمثَّلوا بهم فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوماً لَنُرْبيَنَّ عليهم فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين } [النحل : 126] فقال رجل : لا قريش بعد اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( كُفُّوا عن القوم غير أربعة )
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت الحديث (550)


ذكر ما يستحب للمرء أن لا ينتقم لنفسه من أحد اعترض عليها أو آذاها


488 - أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح _ بعكبرا _ أخبرنا هناد بن السري حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه : عن عائشة قالت :
ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ضرب خادماً قط ولا ضرب امرأة له قط ولا ضرب بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا نيل منه شيء قط فينتقمه من صاحبه إلا أن يكون لله فإن كان لله انتقم له ولا عرض له أمران إلا أخذ بالذي هو أيسر حتى يكون إثماً فإذا كان إثماً كان أبعد الناس منه
=[47:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ (( غاية المرام )) (252) ، (( الصحيحة )) (507) : م نحوه ،خ مختصراً .


10 ـ باب إفشاء السلام وإطعام الطعام


489 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب عن أبيه : عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اعبدوا الرحمن وأفشوا السلام وأطعموا الطعام تدخلوا الجنان )(1) .
=[70:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (571) ، ((الإرواء)) (3/239) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : قوله صلى الله عليه و سلم : ( اعبدوا الرحمن ) لفظة يشتمل استعمالها على شُعَبٍ كثيرة باختلاف أحوال المخاطبين فيها قد تقدم ذكرنا لهذا الوصف فيما قبل
وقوله صلى الله عليه و سلم : ( أفشوا السلام ) لفظة أطلقت على العموم لا يجب استعماله في كل الأحوال لأن المرء إذا استعمل في كل الأحوال على كل إنسان ضاق به الأمر وخرج إلى ما ليس في وسعه وتكلف إلزام الفرائض بالرد على المسلمين
وإذا كان الرد هو الفرض صار على الكفاية كان ابتداء السلام الذي ليس له تخصيص فرض أولى أن يكون على الكفاية
وقوله : ( أطعموا الطعام ) أمر ندب إلى استعماله وحث عليه قصداً لطلب الثواب .

__________
(1) هذا الحديث سيأتي مكرراً برقم (505) ، ورقما (( التقاسيم و الانواع )) _ فيه _ متغايران . ((الناشر)) .


ذكر إيجاب الجنة لمن حسَّن كلامه وبذل سلامه


490 - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه المقدام عن أبيه شريح : عن أبيه هانئ أنه قال :
( يا رسول الله أخبرني بشيء يوجب لي الجنة قال :
( عليك بحُسن الكلام وبذل السلام )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1939) .


ذكر إثبات السلامة في إفشاء السلام بين المسلمين


491 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا أبو معاوية عن قنان بن عبد الله النهمي عن عبد الرحمن بن عوسجة : عن البراء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( أفشوا السلام تسملوا )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن _ ((الصحيحة)) (1493) ، (( الارواء )) (777)


ذكر إباحة المصافحة للمسلمين عند السلام


492 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة قال : قلت لأنس بن مالك :
أكانت المصافحة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم
قال قتادة : وكان الحسن يصافح
=[50:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح :خ (6263)


ذكر كتبة الحسنات لمن سلَّم على أخيه المسلم بتمامه


493 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال : حدثنا محمد بن جعفر - يعني ابن أبي كثير - عن يعقوب بن زيد التيمي عن سعيد المقبري : عن أبي هريرة
أن رجلاً مرَّ على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في مجلس فقال : سلام عليكم فقال :
( عشر حسنات ) ثم مر رجل آخر فقال : سلام عليكم ورحمة الله فقال :
( عشرون حسنة ) فمر رجل آخر فقال : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال :
( ثلاثون حسنة ) فقام رجل من المجلس ولم يُسَلِّمْ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( ما أوشك ما نسي صاحبكم ! إذا جاء أحدكم إلى المجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس فإن قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة )
=[67:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (183)


ذكر الأمر بالسلام لمن أتى نادي قوم فجلس إليهم واستعمال مثله عند القيام


494 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب الرملي حدثنا المفضل بن فضالة عن ابن عجلان عن سعيد المقبري : عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس فإذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة )
=[67:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ .


ذكر الأمر بالسلام للمرء عند الانتهاء إلى نادي قوم مع استعماله مثله عند رجوعه عنهم


495 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف حدثنا نصر بن علي حدثنا بشر بن المفضل عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم وإذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة )
=[78:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح _ انظر ما قبله .


ذكر الأمر بالسلام لمن أتى نادي قوم واستعمال مثله عند قيامه منه بالصلاة


496 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم - مولى ثقيف - قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم قال : حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن ابن عجلان عن سعيد المقبري : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة )
=[95:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ مكرر ما قبله .

قال أبو حاتم : وأخبرناه ابن عجلان


ذكر الأمر بابتداء السلام للقليل على الكثير والماشي على القاعد والراكب على الماشي


497 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا ابن وهب عن حميد بن هانئ عن عمرو بن مالك : عن فضالة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( ليسلم الفارس على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير )
=[78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1150) : ق .


ذكر البيان بأن الماشيين إذا بدأ أحدهما صاحبه بالسلام كان أفضل عند الله جل وعلا


498 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان قال : حدثنا محمد بن معمر قال : حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير : عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ليسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1146) .


ذكر تضمُّن الله جل وعلا دخول الجنة للمُسَلِّم على أهله عند دخوله عليهم إن مات وكفايته ورزقه إن عاش


499 - أخبرنا محمد بن المعافى العابد _ بصيدا _ قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا صدقة بن خالد قال : حدثنا عثمان بن أبي العاتكة قال : حدثني سليمان بن حبيب المحاربي : عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش رُزِقَ وكُفِيَ وإن مات أدخله الله الجنة :
من دخل بيته فسلَّم فهو ضامن على الله ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2253) ، ((المشكاة)) (727) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : لم يطعم محمد بن المعافى ثمانية عشر سنة(1) من طيبات الدنيا شيئاً غير الحسو عند إفطاره

__________
(1) كذا في الطبعتين ! والصواب ـ لغة ـ : ((ثماني عشرة سنة)) . ((الناشر)) .


ذكر الزجر عن مبادرة أهل الكتاب بالسلام


500 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا مسدد بن مسرهد قال : حدثنا أبو عوانة عن سهيل عن أبيه : عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا تبادروا أهل الكتاب بالسلام فإذا لقيتموهم في طريق فاضطرُّوهم إلى أضيقه )
=[3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الارواء)) (1271) ، ((الصحيحة)) (704 و 1411) : م .


501 - أخبرنا محمد بن يعقوب الخطيب بالأهواز قال : حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعبة عن سهيل عن أبيه : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تبدؤوا أهل الكتاب بالسلام وإذا رأيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه )
=(501)[[105:2]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .


ذكر إباحة رد السلام للمسلم على أهل الذمة


502 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال : حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : أخبرني عبد الله بن دينار : أنه سمع ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن اليهود إذا سلَّموا عليكم إنما يقول أحدهم : السَّامُ عليك فقل : وعليك )
=[3:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2242) : ق .


ذكر وصف رد السلام للمرء على أهل الكتاب إذا سلَّموا عليه


503 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة : عن أنس
أن يهودياً سلَّم على النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه فقال : السام عليكم فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( أتدرون ما قال ) ؟ قالوا : نعم سلم علينا قال :
( لا إنما قال : السام عليكم أي : تُسامون دينكم فإذا سلم عليكم رجل من أهل الكتاب فقولوا : وعليك )
=[78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الارواء)) (1276) : م مختصر .


ذكر إيجاب الجنة للمرء بطيب الكلام وإطعام الطعام


504 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا يحيى بن يحيى قال : حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ عن المقدام بن هانئ عن ابن هانئ :
أن هانئاً لما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم مع قومه فسمعهم يَكْنُون هانئاً أبا الحكم فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( إن الله هوالحكم وإليه الحُكْمُ فلِمَ تكنى أبا الحكم ) ؟ قال : قومي إذا اختلفوا في شيء رضوا بي حكماً فأحكم بينهم فقال :
( إن ذلك لحسن فما لك من الولد ) ؟ قال : شريح و عبد الله و مسلم قال :
( فأيهم أكبر ) ؟ قال : شريح قال :
( فأنت أبو شريح ) فدعا له ولولده فلما أراد القوم الرجوع إلى بلادهم أعطى كل رجل منهم أرضاً حيث أحب في بلاده قال : أبو شريح يا رسول الله أخبرني بشيء يوجب لي الجنة قال :
( طيب الكلام وبذل السلام وإطعام الطعام ) .
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1939) ، ((الارواء)) (2615) .


ذكر رجاء دخول الجنة لمن أطعم الطعام وأفشى السلام مع عبادة الرحمن


505 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبيه : عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اعبدوا الرحمن وأفشوا السلام وأطعموا الطعام تدخلوا الجنان )(1) .
= [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مكرر (489) .

__________
(1) هذا الحديث ليس موجوداً ـ هنا ـ في ((طبعة المؤسسة)) .
نعم ؛ هو موجود في الموضع المشار إليه في التعليق . ((الناشر)) .


ذكر البيان بأن إطعام الطعام وإفشاء السلام في الإسلام


506 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير : عن عبد الله بن عمرو :
أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الإسلام خير ؟ قال :
( تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف )
=(505)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح الادب المفرد)) (790) : ق .


ذكر الخبر الدال على أن إطعام الطعام من الإيمان


507 - أخبرنا أحمد بن محمد بن منصور عن منصور بن أبي مزاحم قال : حدثنا أبو الأحوص عن أبي حصين عن أبي صالح : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَقُلْ خيراً أو لِيَسْكُتْ )
=(506)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ يأتي برقم (517) مخرجاً .

قال أبو حاتم : أبو الأحوص سلام بن سليم و أبو حصين : عثمان بن عاصم و أبو صالح : ذكوان السمان و أبو هريرة : عبد الله بن عمرو الدوسي(1) .

__________
(1) هنا حديث ليس من ((الاصل)) وإنما هو ـ فقط ـ في ((طبعة المؤسسة)) ـ مكرراً ـ !
وهو الحديث المتقدم ـ هنا ـ برقم (489) . ((الناشر)) .


ذكر إيجاب دخول الجنة لمن أفشى السلام وأطعم الطعام وقرنهما بسائر العبادات


508 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : حدثنا أبو عامر قال : حدثنا همام عن قتادة عن أبي ميمونة : عن أبي هريرة قال :
قلت : يا رسول الله أخبرني بشيء إذا عملته - أو عملت به - دخلت الجنة قال :
( أفش السلام وأطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (199) ، ((الصحيحة)) (169 و 171) ، ((الضعيفة)) (1324)(1) .

__________
(1) في اسناده جهالة بيَّنتُها في المصدر السابق ، لكن الحديث صحيح بشواهده المذكورة في المصدرين قبله .
وأما جملة : ((الارحام)) فلها شواهد كثيرة في ((الترغيب)) (3/223 ـ 229) .


ذكر وصف الغرف التي أعدَّها الله لمن أطعم الطعام ودام على صلاة الليل وأفشى السلام


509 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا عباس بن عبد العظيم قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أنبأنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن ابن معانق : عن أبي مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام )
=(509) [[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((التعليق الرغيب)) (2/46) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : ابن معانق هذا اسمه عبد الله بن معانق الأشعري


11 ـ باب الجار


ذكر الخبر الدال على أن مجانبة الرجل أذى جيرانه من الإيمان


510 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد و حميد و ذكر الصوفي آخر معهما : عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( المؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر السوء والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (549) .


511 - أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي العابد بالبصرة حدثنا نصر بن علي بن نصر أخبرنا أبي عن شعبة عن قرة بن خالد عن قرة بن موسى الهجيمي : عن سليم بن جابر الهجيمي قال :
انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو محتبٍ في بردة له وإن هُدبها لعلى قدميه فقلت : يا رسول الله أوصني قال :
( عليك باتقاء الله ولا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي وتُكَلِّمَ أخاك ووجهك إليه منبسط وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ولا يحبها الله وإن امرؤ عيَّرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه منه دعه يكون وباله عليه وأجره لك ولا تَسُبَّنَّ شيئاً ) قال : فما سببت بعده دابة ولا إنساناً(1) .
=(522)[17:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (1352) .
__________
(1) هذا الحديث ليس موجوداً في ((طبعة المؤسسة)) ـ في هذا الموضع ـ .
نعم ؛ هو فيها بعد عشرة أحاديث من هذا الرقم . ((الناشر)) .


ذكر الإخبار عما عظَّم الله جل وعلا من حق الجوار


512 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال : حدثنا أحمد بن سليمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أخبره أن عمرة بنت عبد الرحمن أخبرته أن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أن سيُورِّثُهُ )
=(511)[20:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الارواء)) (3/400/891) : ق .


ذكر الاستحباب للمرء الإحسان إلى الجيران رجاء دخول الجنان به


513 - أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان ببغداد قال : حدثنا علي بن الجعد قال : حدثنا شعبة عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم : قال :
( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه )
=(512)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ وهو قطعة من الحديث الآتي (7/539/5824) .


ذكر الأمر بإكثار الماء في مرقته والغرف لجيرانه بعده


514 - أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا طبخت قدراً فأكثر مرقتها فإنه أوسع للأهل والجيران )
=(513)[67:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1268) .


ذكر البيان بأن غرف المرء من مرقته لجيرانه إنما يغرف لهم من غير إسراف ولا تقدير


515 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن أبي عمران عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر أهل بيت من جيرانك فاحْسُهمْ منها بمعروف )
=(514)[67:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر نفسه : م .


ذكر الزجر عن منع المرء جاره أن يضع الخشبة على حائطه


516 - أخبرنا محمد بن الحسين بن قتيبة قال : حدثنا محمد بن رمح قال : حدثنا الليث بن سعد عن مالك بن أنس عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا يمنعن أحدكم جاره أن يغرز خشبة على جداره )
قال ابن رمح : سمعت الليث يقول : هذا أول ما لمالك عندنا وآخره .
=(515)[3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الارواء)) (5/254/1430) : ق .

قال أبو حاتم : في قول الليث : ( هذا أول ما لمالك عندنا وآخره ) دليل على أن الخبر الذي رواه قراد عن الليث عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة قصة المماليك خبر باطل لا أصل له


ذكر الزجر عن أذى الجيران إذ تركه من فعال المؤمنين


517 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )
=(516)[2:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الارواء)) (8/163/2525) : ق .


ذكر إعطاء الله جل وعلا من ستر عورة أخيه المسلم أحر موؤودة لو استحياها في قبرها


518 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا الليث بن سعد قال : حدثنا إبراهيم بن نشيط الوعلاني عن كعب بن علقمة عن دخين أبي الهيثم كاتب عقبة بن عامر قال : قلت لعقبة بن عامر :
إن لنا جيراناً يشربون الخمر وأنا داع الشُّرَطَ ليأخذوهم فقال عقبة : ويحك لا تفعل ولكن عظهم وهدِّدهم قال : إني نهيتهم فلم ينتهوا وإني داع الشرط ليأخذوهم فقال عقبة : ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من ستر عورة مؤمن فكأنما استحيا موؤودة في قبرها )
=(517)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف مضطرب الإسناد ـ ((الضعيفة)) (1265) ، والمرفوع ثابت دون قوله : ((في قبرها)) ـ ((الضعيفة)) (2808) .


ذكر البيان بأن خير الجيران عند الله من كان خيراً لجاره في الدنيا


519 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبدالله بن المبارك أخبرنا حيوة بن شريح عن شرجبيل بن شريك عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن عبدالله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره )
=(518)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (103) .


ذكر الإخبار عن خير الأصحاب وخير الجيران


520 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا ابن المبارك حدثنا حيوة بن شريح عن شرحبيل بن شريك عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن عبدالله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره )
=(519)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر ما يجب على المرء من التصبر عند أذى الجيران إياه


521 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو سعيد الاشج حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال :
( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فشكا إليه جاراً له فقال النبي صلى الله عليه و سلم - ثلاث مرات - :
( اصبر ) ثم قال له في الرابعة أو الثالثة :
( اطرح متاعك في الطريق ) ففعل قال : فجعل الناس يمرُّون به ويقولون : ما لك ؟ فيقول : آذاه جاره فجعلوا يقولون : لعنه الله فجاءه جاره فقال : رد متاعك لا والله لا أوذيك أبداً
=(520)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح .


12 ـ فصل من البر والإحسان


522 - أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي العابد بالبصرة حدثنا نصر بن علي بن نصر أخبرنا أبي عن شعبة عن قرة بن خالد عن قرة بن موسى الهجيمي : عن سليم بن جابر الهجيمي قال :
انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو محتب في بردة له وإن هدبها لعلى قدميه فقلت : يا رسول الله أوصني قال :
( عليك باتقاء الله ولا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي وتُكلِّم أخاك ووجهك إليه منبسط وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ولا يحبها الله وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه منه دعه يكون وباله عليه وأجره لك ولا تسبن شيئاً ) قال : فما سببت بعده دابة ولا إنساناً .
=(521)[9:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مكرر ، مضى برقم (511) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه و سلم : ( عليك باتقاء الله ) أمر فرض على المخاطبين كلهم أن يتقوا الله في كل الأحوال
وإفراغ المرء الدلو في إناء المستسقي من إنائه وبسطُهُ وجهه عند مكالمة أخيه المسلم فعلان قُصِدَ بالأمر بهما الندب والإرشاد قصداً لطلب الثواب


523 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا سلام بن مسكين عن عقيل بن طلحة قال : حدثني أبو جري الهجيمي قال :
أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إنا قوم من أهل البادية فعلِّمنا شيئاً ينفعنا الله به فقال :
( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة ولا يحبها الله وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه فإن أجره لك ووباله على من قاله )
=(522)[17:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1352) .

قال أبو حاتم : الأمر بترك استحقار المعروف أمر قُصِدَ به الإرشاد
والزجر عن إسبال الإزار زجر حتم لعلة معلومة وهي الخيلاء فمتى عُدِمَت الخيلاء لم يكن بإسبال الإزار بأس
والزجر عن الشتيمة إذا شوتم المرء زجر عنه في ذلك الوقت وقبله وبعده وإن لم يشتم


ذكر البيان بأن طلاقة وجه المرء للمسلمين من المعروف


524 - أخبرنا محمد بن يعقوب الخطيب بالأهواز قال : حدثنا عبدالملك بن هوذة بن خليفة قال : حدثنا عثمان بن عمر قال : حدثنا صالح بن رستم عن أبي عمران الجوني عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق فإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها واغرف لجيرانك منها )
=(523)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م (8/37) .


ذكر الإخبار بأن على المرء تعقيب الإساءة بالإحسان ما قدر عليه في أسبابه


525 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثنا ابن وهب عن حرملة بن عمران التجيبي أن سعيد بن أبي سعيد المقبري حدثه عن أبيه عن عبدالله بن عمرو بن العاص :
أن معاذ بن جبل أراد سفراً فقال : يا نبي الله أوصِني
قال : ( اعبد الله لا تشرك به شيئاً )
قال : يا نبي الله زدني قال :
( إذا أسأت فأحْسِنْ )
قال : يا رسول الله زدني قال :
( استقم وَلْيَحْسُنْ خُلُقُكَ )
=(524)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (1228) .


ذكر العلامة التي يستدل المرء بها على إحسانه


526 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال : حدثنا أبو قديد عبيد الله بن فضالة قال : حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن منصور عن أبي وائل عن عبدالله قال :
قال رجل : يا رسول الله متى أكون محسناً ؟ قال :
( إذا قال جيرانك : أنت محسنٌ فأنت محسن وإذا قالوا : إنك مسيء فأنت مسيء )
=(525)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1327) .


ذكر الإخبار عما يستدل به المرء على إحسانه ومساوئه


527 - أخبرنا بكر بن محمد بن عبدالوهاب القزاز- بالبصرة- قال : حدثنا محمد بن عبدالأعلى قال : حدثنا عبدالرزاق قال : أخبرنا معمر عن منصور عن أبي وائل عن عبدالله قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم :
كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت ؟ قال :
( إذا سمعت جيرانك يقولون : قد أحسنت فقد أحسنت وإذا سمعتهم يقولون : قد أسأت فقد أسأت )
=(526)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر نفسه .


ذكر البيان بأن من خير الناس من رجي خيره وأمن شره


528 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا القعنبي قال : حدثنا عبدالعزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ألا أخبركم بخيركم من شركم ؟ ) فقال رجل : بلى يا رسول الله قال :
( خيركم من يُرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره )
=(527)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((تخريج المشكاة)) (4993) .


ذكر الإخبار عن خير الناس وشرهم لنفسه ولغيره


529 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا القعنبي قال : حدثنا عبدالعزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
وقف على ناس جلوس فقال :
( ألا أخبركم بخيركم من شركم ) ؟ قال : فسكتوا - قال ذلك ثلاث مرات - فقال رجل : بلى يا رسول الله أخبرنا بخيرنا من شرنا قال :
( خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره )
=(528)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مكرر ما قبله .


ذكر بيان الصدقة للمرء بإرشاد الضال وهداية غير البصير


530 - أخبرنا محمد بن نصر بن نوفل بمرو بقرية سنج حدثنا أبو داود السنجي حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تبسمك في وجه أخيك صدقة لك وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلالة لك صدقة وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة )
=(529)[[8:1]]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (572) .


ذكر إجازة الله جل وعلا على الصراط من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في تفريج كربة


531 - أخبرنا الحسين بن عبدالله بن يزيد القطان بالرقة و محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان وجماعة قالوا : حدثنا إبراهيم بن هشام الغساني قال : حدثنا أبي عن عروة بن رويم اللخمي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بِرٍّ أو تيسير عسر أجازه الله على الصراط يوم القيامة عند دحض الأقدام )
=(530)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف جداً ـ ((الضعيفة)) (5771) .

لفظ الخبر لابن قتيبة قاله الشيخ


ذكر الأمر للمرء بالتشفع إلى من بيده الحل والعقد في قضاء حوائج الناس


532 - أخبرنا بكر بن محمد بن عبدالوهاب القزاز أبو عمرو حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا عمر بن علي المقدمي حدثنا الثوري عن ابن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إني أوتى فأسأل ويُطلب إلي الحاجة وأنتم عندي فاشفعوا فلتؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب أو ما شاء )
=(531)[67:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1464) : ق .

قال الشيخ : أبي بردة في هذا الخبر أراد به ابن ابن أبي بردة
قال أبو حاتم : وهو بريد بن عبدالله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري


ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من بذل المجهود في قضاء حوائج المسلمين


533 - أخبرنا عبدالله بن أحمد بن موسى - بعسكر مكرم - قال : حدثنا محمد بن معمر قال : حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله يقول :
( لَدَغَتْ رجلاً منا عقرب ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رجل : يا رسول الله أَرْقِيه ؟ فقال صلى الله عليه و سلم :
( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل )
=(532)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (472) : م .


ذكر قضاء الله جل وعلا حوائج من كان يقضي حوائج المسلمين في الدنيا


534 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلِمُهُ من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة )
=(533)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (504) : ق .


ذكر تفريج الله جل وعلا الكرب يوم القيامة عمن كان يفرج الكرب في الدنيا عن المسلمين


535 - أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال : حدثنا عبدالأعلى بن حماد قال : حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن واسع و أبي سورة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من ستر أخاه المسلم ستره الله في الدنيا والآخرة ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )
=(534)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2341) : م .


ذكر ما يستحب للمرء الإقبال على الضعفاء والقيام بأمورهم وإن كان استعمال مثله موجوداً منه في غيرهم


536 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا عبدالله بن عمر الجعفي(1) قال : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :
أنزلت { عبس وتولى } [عبس :1] في ابن أم مكتوم الأعمى قالت : أتى النبي صلى الله عليه و سلم فجعل يقول : يا نبي الله أرشدني قالت : وعند النبي صلى الله عليه و سلم رجل من عظماء المشركين فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يُعْرِضُ عنه ويُقْبِلُ على الآخر فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
يا فلان أترى بما أقول بأساً فيقول : لا ؛ فنزلت { عبس وتولى } [عبس :1] .
=(535)[4:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن الترمذي)) (3566) .

__________
(1) هو الملقب بـ (بِمُشْكُدَانة) ، وهو ثقة منشيوخ مسلم ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين فالسند صحيح ، والحسن بن سفيان حافظ ثقة .
وأخرجه الترمذي (3328) وغيره من طريق آخر عن هشام بن عروة به وقال : (حسن غريب) ، وأُعِلَّ بالإرسال .
وله شاهد من حديث أنس رواه أبو يعلى (3123) بسند صحيح .


ذكر رجاء الغفران لمن نحَّى الأذى عن طريق المسلمين


537 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك"1" عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال :
( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخذه فشكر الله له فغفر له )
=(536)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح .

قال أبو حاتم : الله جل وعلا أجلُّ من أن يَشْكُرَ عبيدَهُ إذ هو البادىء بالإحسان إليهم والمتفضل بإتمامها عليهم ولكن رضى الله جل وعلا - بعمل العبد - عنه يكون شكراً من الله جل وعلا على ذلك الفعل

__________
(1) وعنه البخاري (652 و 2472) ، ومسلم (8/34) والترمذي (1959) وأحمد (2/533) كلهم من طريق مالك وهذا في ((الموطأ)) .


ذكر رجاء مغفرة الله جل وعلا لمن نحى الأذى عن طريق المسلمين


538 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخَّرَهُ فشكر الله له فغفر له )
=(537)[6:3]

قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مكرر ما قبله .


ذكر البيان بأن هذا الرجل الذي نحى غصن الشوك عن الطريق لم يعمل خيراً غيره


539 - أخبرنا عبد الرحمن بن زياد الكتاني - بالأبلة - حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير إلا غصن شوك كان على الطريق كان يؤذي الناس فَعَزَلَهُ فغُفِرَ له )
=(538)[6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/36) .


ذكر البيان بأن هذا الرجل غُفر له ذنبه ما تقدم وما تأخر لذلك الفعل


540 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا بحر بن نصر أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجاً - أبا السمح - حدثه عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( غُفر لرجل - أخذ غصن شوك عن طريق الناس - ذنبه ما تقدم من ذنبه وما تأخر )
=(539)[6:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن الإسناد ـ ((الصحيحة)) (3350) .


ذكر رجاء الغفران لمن أماط الأذى عن الأشجار والحيطان إذا تأذى المسلمون به


541 - أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان قال : أخبرنا عيسى بن حماد قال : أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( نزع رجل لم يعمل خيراً قط غصن شوك عن الطريق إما كان في شجرة فقطعه فألقاه وإما كان موضوعاً فأماطه فشكر الله له بها فأدخله الجنة )
=(540)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/36) .

قال أبو حاتم : معنى قوله : ( لم يعمل خيراً قط ) يريد به : سوى الإسلام


ذكر استحباب المرء أن يميط الأذى عن طريق المسلمين إذ هو من الإيمان


542 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع عن أبان بن صمعة عن أبي الوازع عن أبي برزة قال :
قلت : يا رسول الله دُلني على عمل أنتفع به قال :
( نح الأذى عن طريق المسلمين )
=(541)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (2373) : م نحوه .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أبان بن صمعة هذا والد عتبة الغلام
و أبو الوازع : اسمه جابر بن عمرو و أبو برزة اسمه نضلة بن عبيد


ذكر إعطاء الله جل وعلا الأجر لمن سقى كل ذات كبد حرى


543 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع أن سراقة بن جعشم قال :
يارسول الله الضالة تَرِدُ على حوضي فهل فيها أجر إن سقيتها ؟ قال :
( اسقها فإن في كل ذات كبد حَرَّى أجر )
=(542)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2152) .


ذكر رجاء دخول الجنان لمن سقى ذوات الأربع إذا كانت عطشى


544 - أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال : حدثنا عيسى بن حماد قال : حدثنا الليث عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم و زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( دنا رجل إلى بئر فنزل فشرب منها وعلى البئر كلب يلهث فرحمه فنزع إحدى خفَّيه فغرف له فسقاه فشكر الله له فأدخله الجنة )
=(543)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (3/160) ، وانظر (537) .


ذكر الخبر الدال على أن الإحسان إلى ذوات الأربع قد يرجى به تكفير الخطايا في العقبى


545 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي - بمنبج - و الحسين بن إدريس الأنصاري قالا : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهثُ يأكل الثرى من العطش فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ بي فنزل البئر فملأ خُفَّهُ ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ) . فقالوا : يا رسول الله إن لنا في البهائم لأجراً ؟ فقال صلى الله عليه و سلم :
( في كل ذات كبد رطبة أجر )
=(544)[6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2298) : ق .


ذكر الزجر عن ترك تعاهد المرء ذوات الأربع بالإحسان إليها


546 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا علي بن المديني قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثني عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال : حدثني ربيعة بن يزيد قال : حدثني أبو كبشة السلولي : أنه سمع سهل بن الحنظلية الأنصاري
أن عيينة و الأقرع سألا رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئاً فأمر معاوية أن يكتب به لهما ففعل وختمه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمره بدفعه إليهما فأما عيينة فقال فيه ما أمرت فيه فقبله وعقده في عمامته وأما الأقرع فقال : أحمل صحيفة لا أدري ما فيها كصحيفة المتلمس ؟ فأخبر معاوية رسول الله صلى الله عليه و سلم بقولهما فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في حاجته فمر ببعير مناخ على باب المسجد من أول النهار ثم مر به من آخر النهار وهو على حاله فقال : ( أين صاحب هذا البعير ؟ ) فابتُغي فلم يوجد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اتقوا الله في هذه البهائم اركبوها صحاحاً وكلوها سماناً كالمتسخط آنفاً إنه من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم ) قال : يا رسول الله وما يغنيه ؟ قال :
( يُعدِّيه ويعشيه )
=(545)[49:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1441) ، ((الصحيحة)) (23) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : قوله صلى الله عليه و سلم : ( يغديه ويعشيه ) : أراد به على دائم الأوقات
وفي قوله صلى الله عليه و سلم : ( اركبوها صحاحا ) كالدليل على أن الناقة العجفاء الضعيفة يجب أن يُتنكَّب ركوبها إلى أن تصح
وفي قوله صلى الله عليه و سلم : ( وكلوها سمانا ) دليل على أن الناقة المهزولة التي لا نقي لها يستحب ترك نحرها إلى أن تسمن


ذكر استحباب الإحسان إلى ذوات الأربع رجاء النجاة في العقبى به


547 - أخبرنا علي بن أحمد الجرجاني - بحلب - حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا عبد الأعلى حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( عُذبت امرأة في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض )
=(546)
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (28) ، ((الارواء)) (2182) : ق .

[547/*] ـ أخبرناه علي بن أحمد ـ في عقبه ـ : حدثنا نصر بن علي : حدثنا عبد الاعلى : حدثنا عبيد الله ، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله .
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر نفسه : م .


13 ـ باب الرِّفق


ذكر استحباب الرفق للمرء في الأمور إذ الله جل وعلا يحبه


548 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال : حدثنا معن بن عيسى عن مالك عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله تعالى يحب الرفق في الأمر كله )
=(547)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : ما روى مالك عن الأوزاعي إلا هذا الحديث
وروى الأوزاعي عن مالك أربعة أحاديث


ذكر الاستدلال على حرمان الخير فيمن عُدم الرفق في أموره


549 - أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم بالبصرة قال : حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال : حدثنا يحيى بن سعيد قال : حدثنا سفيان عن منصور عن تميم بن سلمة"1" عن عبدالرحمن بن هلال عن جرير عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( من يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الخير )
=(548)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (3/262) .

__________
(1) هو السلمي الكوفي الثقة احتج به مسلم وغيره ، ومن طريقه أخرجه مسلم (8/22) , والبخاري في ((الأدب المفرد)) (463 و 464) وأبو داود (4809) من طريق ابن أبي شيبة وهذا في ((المصنف)) (8/510/5355) وابن ماجه (3687) والطبراني في ((المعجم الكبير)) (2/395/2449 ـ 2453) من طرق عنه .
وتابعه سُلَمي آخر ـ لكنه مدني ـ هو محمد بن أبي اسماعيل عن عبد الرحمن بن هلال به : أخرجه مسلم وابن أبي شيبة(5358) والطبراني (2454 و 2455) ، وكذا أحمد (4/380) ـ ورواه من الوجه الاول ـ أيضاً ـ (4/366) .
وللحديث طريق آخر عن جرير لكن اسناده واهٍ وفي أوله زيادة خرَّجته ـ من أجلها ـ في ((الضعيفة)) (3676) .


ذكر البيان بأن الله جل وعلا يعين على الرفق بأن يعطي عليه ما لا يُعطي على العنف


550 - أخبرنا عبدالله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال : حدثنا إسماعيل بن حفص الأبلي قال : حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سالم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف )
=(549)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الروض النضير)) (36 و 764) : م ـ عائشة .


ذكر البيان بأن الرفق مما يزين الأشياء وضده يشينها


551 - أخبرنا عمران بن موسى قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة : قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبدو إلى هذه التلاع وقال لي :
( يا عائشة ارفقي فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ولا نُزع من شيء إلا شانه )
=(550)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (524) ، ((صحيح أبي داود)) (2140) .


ذكر الأمر بلزوم الرفق في الأشياء إذ دوامه عليه زينته في الدنيا والآخرة


552 - أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية - بطرسوس - قال : حدثنا نوح بن حبيب البذشي القومسي قال : حدثنا عبدالرزاق قال : حدثنا معمر عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا كان الفحش في شيء قط إلا شانه )
=(551)[89:1]
قال الشيخ الألباني :

صحيح ـ ((المشكاة)) (4854/التحقيق الثاني) ، ((الروض)) (36) .


ذكر ما يجب على المرء من لزوم الرفق في جميع أسبابه


553 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني حيوة عن ابن الهاد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه )
=(552)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (524) : م .


ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه و سلم لمن رفق بالمسلمين في أمورهم مع دعائه على من استعمل ضده فيهم


554 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني حرملة بن عمران عن عبدالرحمن بن شماسة قال :
أتيت عائشة أسألها عن شيء فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في بيتي هذا :
( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشقَّ عليهم فاشقُق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به )
=(553)[12:5]
قال الشيخ الألباني :

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3456) : م .


14 ـ باب الصحبة والمجالسة


ذكر الأمر للمرء أن لا يصحب إلا الصالحين ولا يُنفق إلا عليهم


555 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبدالله عن حيوة بن شريح عن سالم بن غيلان أن الوليد بن قيس حدثه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي )
=(554)[63:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((التعليق الرغيب)) (4/50) .


ذكر الزجر عن أن يصحب المرء إلا الصالحين ويؤكل طعامه إلا إياهم


556 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال : حدثنا ابن المبارك عن حيوة بن شريح عن سالم بن غيلان عن الوليد بن قيس عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تصحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي )
=(555)[23:2]
قال الشيخ الألباني :

حسن ـ انظر ما قبله .


ذكر البيان بأن محبة المرء الصالحين وإن كان مقصراً في اللحوق بأعمالهم يبلغه في الجنة أن يكون معهم


557 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال : حدثنا سليمان بن المغيرة قال : حدثنا حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر أنه قال :
يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل كعملهم ؟ قال :
( إنك يا أبا ذر مع من أحببت ) قال : فإني أحب الله ورسوله قال :
( أنت يا أبا ذر مع من أحببت )
=(556)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/50) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن خطاب هذا الخبر قُصِدَ به التخصيص دون العموم


558 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا مسدد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن أبي موسى قال :
أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فقال : يا رسول الله أرأيت رجلاً يحب القوم ولما يلحق بهم ؟ قال :
( المرء مع من أحب )
=(557)[65:3]
قال الشيخ الألباني :

صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (200) : ق .


ذكر ما يستحب للمرء التبرك بالصالحين وأشباههم


559 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبدالله عن أبي بردة عن أبي موسى قال :
كنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم نازلاً بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه بلال فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل أعرابي فقال : ألا تنجز لي يا محمد ما وعدتني ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أبشر ) فقال له الأعرابي : لقد أكثرت علي من البشرى قال : فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي موسى و بلال كهيئة الغضبان فقال :
( إن هذا قد رد البشرى فاقبلا أنتما ) فقالا : قبلنا يا رسول الله قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بقدح فيه ماء ثم قال لهما :
( اشربا منه وأفرغا على وجوهكما أو نحوركما ) فأخذا القدح ففعلا ما أمرهما به رسول الله صلى الله عليه و سلم فنادتنا أم سلمة من وراء الستر أن أفضلا لأمِّكُمَا في إنائكما فأفضلا لها منه طائفة
=(558)[9:5]
قال الشيخ الألباني :

صحيح : خ (4328) ، م (7/169) .


ذكر استحباب التبرك للمرء بعشرة مشايخ أهل الدين والعقل


560 - أخبرنا عبدالله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عمرو بن عثمان قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا ابن المبارك بدرب الروم عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( البركة مع أكابركم )
=(559)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1778) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ لم يحدِّث ابن المبارك هذا الحديث بخراسان إنما حدَّث به بدرب الروم فسمع منه أهل الشام وليس هذا الحديث في كتب ابن المبارك مرفوعاً


ذكر الاستحباب للمرء أن يؤثر بطعامه وصحبته الأتقياء وأهل الفضل


561 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : سمعت حيوة بن شريح يقول : أخبرني سالم بن غيلان أن الوليد بن قيس التجيبي حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي )

=(560)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ انظر الحديث (555)


ذكر الأمر بمجالسة الصالحين وأهل الدين دون أضدادهم من المسلمين


562 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال : حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( مثل الجليس الصالح ومثل جليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة )
=(561)[89:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3214) : ق .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : في هذا الخبر دليل على إباحة المقايسات في الدين


ذكر رجاء دخول الجنان للمرء مع من كان يحبه في الدنيا


563 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال : حدثنا عبدالرحمن بن عمرو البجلي قال : حدثنا زهير بن معاوية عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال المرادي :
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد بصوت له جهوري فقلنا : ويلك اخفض من صوتك فإنك قد نُهيت عن هذا قال : لا والله حتى أَسْمَعَهُ فقال له النبي صلى الله عليه و سلم بيده :
( هاؤم ) فقال : أرأيت رجلاً أحب قوماً ولما يلحق بهم ؟ قال :
( ذلك مع من أحب )
=(562)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الروض النضير)) (360) .

قوله صلى الله عليه و سلم : ( هاؤم ) أراد به رفع الصوت فوق صوت الأعرابي لئلا يأثم الأعرابي برفع صوته على رسول الله صلى الله عليه و سلم قاله الشيخ


ذكر البيان بأن هذا السائل إنما أخبر عن محبة الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه و سلم


564 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال : حدثنا سفيان عن الزهري عن أنس قال :
قال رجل : يا رسول الله متى الساعة ؟ قال :
( ما أعددت لها ) ؟ قال : إني أحب الله ورسوله قال :
( فأنت مع من أحببت )
=(563)[2:1]
قال الشيخ الألباني :

صحيح ـ ((المشكاة)) (5017/التحقيق الثاني) : ق .


ذكر إعطاء الله جل وعلا المسلم نيته في محبته القوم إن خيراً فخير وإن شراً فشر


565 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا هدبة بن خالد قال : حدثنا المبارك بن فضالة قال : سمعت الحسن عن أنس بن مالك : أن رجلاً قال :
يا نبي الله متى الساعة ؟ قال :
( أما إنها قائمة فما أعددت لها ؟ ) قال : ما أعددت لها كثير عمل إلا أني أحب الله ورسوله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( فإنك مع من أحببت وذلك ما احتسبت )
=(564)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (3253) .


ذكر خبر شنَّع به بعض المعطلة على أهل الحديث حيث حرموا توفيق الإصابة لمعناه


566 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا عبدالأعلى بن حماد و هدبة بن خالد قالا : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس : أن رجلاً قال :
يا رسول الله متى تقوم الساعة ؟ - وأقيمت الصلاة - فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاته قال :
( أين السائل عن الساعة ؟ ) قال : ها أنا ذا يا رسول الله قال :
( إنها قائمة فما أعددت لها ؟ ) قال : ما أعددت لها كبير عمل غير أني أحب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( أنت مع من أحببت ) قال : وعنده رجل من الأنصار يقال له محمد فقال :
( إن يَعِشْ هذا فلا يُدْرِكُهُ الهرم حتى تقوم الساعة )
زاد هدبة : قال أنس : فنحن نحب الله ورسوله
=(565)[42:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) ـ أيضاً ـ ، ((الصحيحة)) (3253) : ق .

قال أبو حاتم : هذا الخبر من الألفاظ التي أطلقت بتعيين خطاب مراده التحذير وذاك أن المصطفى صلى الله عليه و سلم أراد تحذير الناس عن الركون إلى هذه الدنيا بتعريفهم الشيء الذي يكون بخلدهم تقبل حقيقته من قرب الساعة عليهم دون اعتمادهم على ما يسمعون


ذكر البيان بأن من كان أحب لأخيه المسلم كان أفضل


567 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا سعيد بن يزيد الفراء - أبو الحسن - قال : حدثنا مبارك بن فضالة قال : حدثنا ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ما تحابَّ اثنان في الله إلا كان أفضلهما أشدُّهما حباً لصاحبه )
=(566)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (450) .


ذكر الزجر عن أن يمكر المرء أخاه المسلم أو يخادعه في أسبابه


[567/م1] - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا عثمان بن الهيثم بن الجهم قال : حدثنا أبي عن عاصم عن زر عن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار )"1"
=(567)[[84:2]]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الارواء)) (1319) .

__________
(1) سقط هذا الحديث والذي يليه ـ بتبويبيهما ـ من ((الأصل)) ـ في هذا الموضع ـ وهما ـ هنا ـ من ((طبعة المؤسسة)) .
نعم سيتكرران في هذا الكتاب برقم (5533) ، و (5534) ـ وكذا في ((طبعة المؤسسة)) ـ . ((الناشر)) .


ذكر الزجر عن أن يفسد المرء امرأة أخيه المسلم أو يخبِّث عبيده عليه


[567/م2] - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا معاوية بن هشام قال : حدثنا عمار بن رزيق عن عبدالله بن عيسى بن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن عكرمة عن يحيى بن يعمر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من خبَّث عبداً على أهله فليس منا ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا )
=(568)[[61:2]]
قال الشيخ الألباني :

صحيح ـ ((الصحيحة)) (324) ، ((صحيح أبي داود)) (1890) .


ذكر الاستحباب للمرء أن يُعلم أخاه محبته إياه لله ـ جل وعلا ـ


568 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا الأزرق بن علي أبو الجهم قال : حدثنا حسان بن إبراهيم قال : حدثنا زهير بن محمد عن عبيد الله بن عمر و موسى بن عقبة عن نافع قال : سمعت ابن عمر يقول :
بينا أنا جالس عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ أتاه رجل فسلم عليه ثم ولى عنه فقلت : يا رسول الله إني لأحب هذا لله قال :
( فهل أعلمته ذاك ؟ ) قلت : لا قال :
( فأعلم ذاك أخاك ) قال : فاتبعته فأدركته فأخذت بمنكبه فسلمت عليه وقلت : والله إني لأحبك لله قال هو : والله إني لأحبك لله قلت : لولا النبي صلى الله عليه و سلم أمرني أن أُعلمك لم أفعل
=(569)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (3253) .

تفرد بهذا الحديث الأزرق بن علي قاله الشيخ


ذكر الأمر للمرء إذا أحب أخاه في الله أن يُعلمه ذلك


569 - أخبرنا محمد بن عبدالله بن عبدالسلام مكحول ببيروت قال : حدثنا يزيد بن سنان قال : حدثنا يحيى القطان قال : حدثنا ثور بن يزيد عن حبيب بن عبيد عن المقدام بن معدي كرب أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا أحب أحدكم أخاه فَلْيُعْلِمْهُ )
=(570)[95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (417 و 1199) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر لا أصل له أصلاً


570 - أخبرنا محمد بن عبدالرحمن الدغولي - كتابة - قال : حدثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم قال : حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال : حدثني أبي قال : حدثني ثابت عن أنس بن مالك قال :
كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ مر رجل فقال رجل من القوم : يا رسول الله إني لأحب هذا الرجل قال :
( هل أعلمته ذاك ) ؟ قال : لا قال :
( قم أعلمه ) فقام إليه فقال : يا هذا والله إني لأحبك قال : أحبَّك الذي أحببتني له
=(571)[2:1]
قال الشيخ الألباني :

صحيح ـ ((الصحيحة)) (3253) .


ذكر إثبات محبة الله جل وعلا للمتحابين فيه


571 - أخبرنا الهيثم بن خلف الدوري - ببغداد - قال : حدثنا عبدالأعلى بن حماد قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم :
( أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى قال : فأرصد الله على مدرجته ملكاً فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية فقال له : هل له عليك من نعمة تَرُبُّهَا ؟ قال : لا غير أني أحبه في الله قال : فإني رسول الله إليك إن الله جل وعلا قد أحبك كما أحببته فيه )
=(572)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1044) : م .


ذكر وصف المتحابين في الله في القيامة عند حُزن الناس وخوفهم في ذلك اليوم


572 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا عبدالرحمن بن صالح الأزدي قال : حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبِطُهُمُ الأنبياء والشهداء قيل : من هم لعلنا نحبهم ؟ قال :
هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا انتساب وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } [يونس :62] .
=(573)[2:1]
قال الشيخ الألباني :

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/47 ـ 48) .


ذكر ظلال الله جل وعلا المتحابين فيه في ظله يوم القيامة جعلنا الله منهم بمنِّه وفضله


573 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبدالله بن عبدالرحمن بن معمر عن أبي الحباب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يقول الله تبارك وتعالى : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أُظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي )
=(574)[2:1]
قال الشيخ الألباني :

صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/45) : م .


ذكر إيجاب محبة الله جل وعلا للمتجالسين فيه والمتزاورين فيه


575 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال : حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي حازم بن دينار عن أبي ادريس الخولاني أنه قال :
دخلت مسجد دمشق فإذا فتى برَّاق الثنايا وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل : هذا معاذ بن جبل فلما كان الغد هجَّرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي قال : فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قِبَلِ وجهه فسلمت عليه وقلت : والله إني لأحبك لله فقال : آلله ؟ قلت : آلله فأخذ بحبوة ردائي فجذبني إليه وقال : أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( قال الله تبارك وتعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتزاورين فيَّ )
=(575)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (5011) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أبو إدريس الخولاني اسمه عائذ الله بن عبدالله كان سيد قراء أهل الشام في زمانه وهو الذي أنكر على معاوية محاربته علي بن أبي طالب حين قال له : من أنت حتى تقاتل عليا وتنازعه الخلافة ولست أنت مثله لست زوج فاطمة ولا بأبي الحسن والحسين ولا بابن عم النبي صلى الله عليه و سلم فأشفق معاوية أن يفسد قلوب قراء الشام فقال له : إنما أطلب دم عثمان قال : فليس علي قاتله قال : لكنه يمنع قاتله عن أن يُقتصَّ منه قال : اصبر حتى آتيه فاستخبره الحال فأتى عليا وسلم عليه ثم قال له : من قتل عثمان ؟ قال : الله قتله وأنا معه ـ عنى : وأنا معه مقتول
وقيل : أراد الله قتله وأنا حاربته فجمع جماعة قراء الشام وحثهم على القتال


ذكر إيحاب محبة الله جل وعلا الزائر أخاه المسلم فيه


575 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا يزيد بن صالح اليشكري حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم :
( أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرسل الله على مدرجته ملكاً فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أزور أخاً لي في هذه القرية فقال : هل له عليك من نعمة تربها ؟ قال : لا إلا أني أحبه في الله قال : فإني رسول الله إليك إن الله قد أحبك كما أحببته فيه )
=(576)[6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ، انظر الحديث (571) .


ذكر إيجاب محبة الله للمتناصحين والمتباذلين فيه


576 - أخبرنا أيو يعلى حدثنا مخلد بن أبي زميل حدثنا أبو المليح الرقي عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني قال : قلت لمعاذ بن جبل :
والله إني لأحبك لغير دنيا أرجو أن أصيبها منك ولا قرابة بيني وبينك قال : فلأي شيء ؟ قلت : لله قال : فجذب حبوتي ثم قال : أبشر إن كنت صادقاً فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء ) ثم قال : فخرجت فأتيت عبادة بن الصامت فحدثته بحديث معاذ فقال عبادة بن الصامت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول عن ربه تبارك وتعالى :
( حُقَّت محبتي على المتحابين فيَّ وحُقَّت محبتي على المتناصحين فيَّ وحُقَّت محبتي على المتزاورين فيَّ وحُقَّت محبتي على المتباذلين فيَّ وهم على منابر من نور يغبطهم النبيون والصديقون بمكانهم )
=(577)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/47) .

قال أبو حاتم : أبو مسلم الخولاني اسمه عبدالله بن ثوب يماني تابعي من أفاضلهم وأخيارهم وهو الذي قال له العنسي : أتشهد أني رسول الله ؟ قال : لا قال : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ قال : نعم فأمر بنار عظيمة فأججت وخوفه أن يقذفه فيها إن لم يواته على مراده فأبى عليه فقذفه فيها فلم تضُرَّهُ فاستعظم ذلك وأمر بإخراجه من اليمن فأخرج فقصد المدينة فلقي عمر بن الخطاب فسأله من أين أقبل فأخبره فقال له : ما فعل الفتى الذي أحرق ؟ فقال : لم يحترق فتفرس فيه عمر أنه هو فقال : أقسمت عليه بالله أنت أبو مسلم قال : نعم فأخذ بيده عمر حتى ذهب به إلى أبي بكر فقص عليه القصة فسُرَّا بذلك وقال أبو بكر : الحمد لله الذي أرانا في هذه الأمة من أحرق فلم يحترق مثل إبراهيم صلى الله عليه و سلم
وقيل : إنه كان له امرأة صبيحة الوجه فأفسدتها عليه جارة له فدعا عليها وقال : اللهم أعْمِ من أفسد علي امرأتي فبينما المرأة تتعشى مع زوجها إذ قالت : انطفأ السراج ؟ قال زوجها : لا فقالت : فقد عميتُ لا أبصر شيئاً فأخبرت بدعوة أبي مسلم عليها فأتته فقالت : أنا قد فعلت بامرأتك ذلك وأنا قد غررتها وقد تبت فادع الله يرد بصري إلي فدعا الله وقال : اللهم رد بصرها فرده إليها


ذكر الاستحباب للمرء استمالة قلب أخيه المسلم بما لا يحظره الكتاب والسنة


577 - أخبرنا عبدالله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عفان قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك :
أن رجلاً قام إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أين أبي ؟ قال :
( في النار ) فلما قفى دعاه فقال صلى الله عليه و سلم :
( إن أبي وأباك في النار )
=(578)[1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م (1/132 ـ 133) .


ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه و سلم الجليس الصالح بالعطار الذي مَنْ جالسه علق به ريحه وإن لم ينل منه


578 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال : حدثنا سفيان عن بريد بن عبد الله عن جده عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مثل الجليس الصالح مثل العطار إن لم يصبك منه أصابك ريحه ومثل الجليس السوء مثل القين إن لم يحرقك بشرره علق بك من ريحه )
=(579)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ مضى (562) .


ذكر الزجر عن تناجي المسلمين بحضرة ثالث معهما


579 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثا وهب بن بقية قال : أخبرنا خالد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا يتناجى اثنان دون الثالث )
=(580)[43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1402) .


ذكر الزجر عن تناجي المسلمين وبحضرتهما إنسان ثالث


580 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا الحوضي عن شعبة عن عبد الله بن دينار قال :
كنت قاعداً عند ابن عمر أنا ورجل آخر فجاء رجل يكلِّمه فقال لهما : استرخيا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا يتناجى اثنان دون واحد )
=(581)[86:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ .


ذكر الخبر الدال على أن تناجي المسلمين بحضرة اثنين جائز


581 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار قال :
كنت أنا و عبد الله بن عمر عند دار خالد بن عقبة التي بالسوق فجاء رجل يريد أن يناجيه وليس مع عبد الله بن عمر أحد غيري وغير الرجل الذي يريد أن يناجيه فدعا عبد الله بن عمر رجلاً حتى كنا أربعة فقال لي وللرجل الذي دعا : استرخيا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول :
( لا يتناجى دون واحد )
=(582)[43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ .


ذكر الخبر المصرح بصحة ما ذكرناه قبل


582 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله - هو ابن مسعود - عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما حتى يختلطوا بالناس فإن ذلك يحزنه )
=(583)[43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ : ق .


ذكر العلة التي من أجلها زُجر عن هذا الفعل


583 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا مسدد بن مسرهد قال : حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه )
قال أبو صالح : فقلت لابن عمر فأربعة ؟ قال : لا يضُرُّك
=(584)[43:2]
قال الشيخ الألباني :

صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ .


ذكر الإخبار عن وصف المجالس بين المسلمين


584 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا حرملة قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( المجالس ثلاثة : سالم وغانم وشاجب )
=(585)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الضعيفة)) (2128) .


ذكر البيان بأن المجالس إذا تضايقت كان عليهم التوسع والتفسيح دون أن يقيم أحدهم آخر عن مجلسه


585 - أخبرنا أحمد بن الحسين الجرادي - بالموصل - قال : حدثنا إسحاق بن زريق الرسعني قال : حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني قال : حدثنا سفيان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال :
نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقيم الرجل الرجل من مقعده فيقعد فيه ولكن تفسَّحوا وتوسعوا
=(586)[3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (228) : م .


ذكر الزجر عن أن يقيم المرء أحداً من مجلسه ثم يقعد فيه


586 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا يُقيمَنَّ أحدكم رجلاً من مجلسه ثم يجلس فيه )
=(587)[3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح الأدب المفرد)) (843) : ق .


ذكر الإخبار بأن المرء أحق بموضعه إذا قام منه بعد رجوعه إليه من غيره


587 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال : حدثنا علي بن الجعد قال : حدثنا زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به )
=(588)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح الادب المفرد)) (881) : م .


ذكر إباحة اتكاء المرء على يساره إذا جلس


588 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي حدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة قال :
دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأيته متكئاً على وسادة على يساره
=(589)[1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (74/104) .


ذكر البيان بأن تفرق القوم عن المجلس عن غير ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم يكون حسرة عليهم في القيامة


589 - أخبرنا أبو عمارة أحمد بن عمارة الحافظ بالكرج قال : حدثنا أحمد بن عصام بن عبد المجيد قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما اجتمع قوم في مجلس فتقرقوا من غير ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة )
=(590)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (74) .


ذكر البيان بأن الحسرة التي ذكرناها تلزم من ذكرناه وإن أدخل الجنة


590 - أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني - بدمشق - قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( ما قعد قوم مقعداً لا يذكرون الله فيه ويصلون على النبي إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن أُدخلوا الجنة للثواب )
=(591)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ .


ذكر الزجر عن افتراق القوم عن مجلسهم بغير ذكر الله


591 - أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال : حدثنا ابن مهدي عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما قعد قوم مقعداً لا يذكرون الله فيه ويصلون على النبي إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن أدخلوا الجنة )
=(592)[76:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ وهو مكرر ما قبله .


ذكر الشيء الذي إذا قاله المرء عند القيام من مجلسه ختم له به إذا كان مجلس خير وكفارة له إذا كان مجلس لغو


592 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه أن سعيد بن أبي سعيد المقبري حدثه عن عبد الله بن عمرو قال :
( كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلس لغو أو مجلس باطل عند قيامه - ثلاث مرات - إلا كَفَّرَتْهُنَّ عنه ولا يقولهنَّ في مجلس خير ومجلس ذكر إلا خُتم له بهن عليه كما يختم بالخاتم على الصحيفة : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )
قال عمرو : حدثني بنحو ذلك عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
=(593)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الموارد)) (2367) .


ذكر مغفرة الله جل وعلا لقائل ما وصفنا ما كان في ذلك المجلس من لغو


593 - أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي قال : حدثنا علي بن زياد اللحجي حدثنا أبو فرة عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( من جلس في مجلس كَثُرَ فيه لغطه ثم قال قبل أن يقوم : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غُفر له ما كان في مجلسه ذلك )
=(594)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الموارد)) (2366) .


15 ـ باب الجلوس على الطريق


594 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا أبو عامر عن زهير بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إياكم والجلوس في الطرقات ) قالوا : يا رسول الله ما لنا من مجلسنا بد نتحدث فيها قال :
فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا : ما حق الطريق ؟ قال :
( غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )
=(595)[6:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2501) ، ((جلباب المرأة)) (ص 77 / الطبعة الجديدة) : ق .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


595 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال : حدثنا بشر بن المفضل قال : حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال :
نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أن تجلسوا بأفنية الصعدات قالوا : يا رسول الله إنا لا نستطيع ذلك ولا نطيقه قال :
( إما لا فأدوا حقها ) قالوا : وما حقها يا رسول الله ؟ قال :
( رد التحية وتشميت العاطس إذا حمد الله وغض البصر وإرشاد السبيل )
=(596)[41:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ المصدر نفسه


ذكر الأمر بالخصال التي يحتاج أن يستعملها من جلس على طريق المسلمين


596 - أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال :
مر النبي صلى الله عليه و سلم على مجلس الأنصار فقال :
( إن أبيتم إلا أن تجلسوا فاهدوا السبيل وردوا السلام وأغيثوا الملهوف )
=(597)[67:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر نفسه


16 ـ فصل في تشميت العاطس


ذكر ما يقال للعاطس إذا حمد الله عند عطاسه


597 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال : حدثنا علي بن خشرم قال : حدثنا عيسى بن يونس عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب أحدكم فليردَّ ما استطاع ولا يقل : هاو فإنه إذا قال : هاو ضحك منه الشيطان فإذا عطس أحدكم فقال : الحمد لله فحقٌ على من سمعه أن يقول : يرحمك الله )
=(598)[104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الارواء)) (776) : خ .

لم أسمع من محمد بن إسحاق ( فحق ) قاله الشيخ


ذكر ما يجيب به العاطس من يشمِّته بما وصفناه


598 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا يحيى بن آدم قال : حدثنا إسرائيل عن منصور عن هلال بن يساف قال :
كنا مع سالم بن عبيد في غزاة فعطس رجل من القوم فقال : السلام عليكم فقال سالم : السلام عليك وعلى أمك فوجد الرجل في نفسه فقال له سالم : كأنك وجدت في نفسك ؟ فقال : ما كنت أحب إن تذكر أمي بخير ولا بشر فقال سالم : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فعطس رجل فقال : السلام عليكم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( عليك وعلى أمك إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله على كل حال أو قال : الحمد لله رب العالمين وليقل له : يرحمك الله وليقل هو : يغفر الله لكم )
=(599)[104:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الارواء)) (3/246) .


ذكر إباحة ترك تشميت العاطس إذا لم يحمد الله جل وعلا


599 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا معاذ بن معاذ و جرير بن عبد الحميد قالا : حدثنا سليمان التيمي قال : حدثنا أنس بن مالك قال :
عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه و سلم فشمَّت - أو فَسَمَّتَ - أحدهما وترك الآخر قال :
( إن هذا حمد الله وإن هذا لم يحمده )
=(600)[19:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح الادب المفرد)) (729) : ق .


ذكر ما يجب على المرء ترك التشميت للعاطس إذا لم يحمد الله


600 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا مسدد بن مسرهد قال : حدثنا ابن أبي عدي قال : حدثنا سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال :
عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه و سلم فشمَّت أحدهما - أو قال : فسمَّت أحدهما - ولم يشمت الآخر فقيل له : رجلان عطسا فشمَّت أحدهما وتركت الآخر : قال :
( إن هذا حمد الله وإن هذا لم يحمده )
=(601)[8:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ، وهو مكرر ما قبله .


ذكر وصف الرجلين اللذين عطسا عند المصطفى صلى الله عليه و سلم


601 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال : حدثنا يزيد بن زريع عن عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة : قال :
جلس رجلان عند رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدهما أشرف من الآخر فعطس الشريف فلم يحمد الله وعطس الآخر فحمد الله فشمَّته النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله عطست فلم تشمتني وعطس هذا فشمته ؟ فقال صلى الله عليه و سلم :
( إن هذا ذكر الله فذكرته وأنت نسيت فنسيتك )
=(602)[8:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((المشكاة)) (4734/التحقيق الثاني) .


ذكر البيان بأن المزكوم يجب أن يُشمت عند أول عطسته ثم يعفى عنه فيما بعد ذلك


602 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا عكرمة بن عمار قال : حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع قال : حدثني أبي قال :
كنت قاعداً عند النبي صلى الله عليه و سلم فعطس رجل فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( يرحمك الله ) ثم عطس أخرى فقال صلى الله عليه و سلم :
( الرجل مزكوم )
=(603)[[8:5]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1330) : م .


17 ـ باب العُزْلَة


ذكر البيان بأن العزلة عن الناس أفضل الأعمال بعد الجهاد في سبيل الله


603 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان قال : حدثنا عبد الله قال : أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد القارظي عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب عن عطاء بن يسار عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج عليهم وهم جلوس في مجلس فقال :
( ألا أخبركم بخير الناس منزلاً ) ؟ فقلنا : بلى يا رسول الله قال :
( رجل آخذ برأس فرسه في سبيل الله حتى عُقرت أو يُقتل أفأخبركم بالذي يليه ) ؟ قلنا : بلى يا رسول الله قال :
( امرؤ معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس أفأخبركم بشر الناس ) ؟ قلنا : نعم يا رسول الله قال :
( الذي يسأل بالله ولا يعطي به )
=(604)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (255) ، ((التعليق الرغيب)) (2/173) .


ذكر البيان بأن الاعتزال في العبادة يلي الجهاد في سبيل الله في الفضل


604 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيراً حدثه عن عطاء بن يسار عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( ألا أخبركم بخير الناس ؟ إن خير الناس رجل يمسك بعنان فرسه في سبيل الله وأخبركم بالذي يتلوه ؟
رجل معتزل في غنمه يؤدي حق الله فيها وأخبركم بشر الناس رجل يسأل بالله ولا يعطي به )
=(605)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ .


ذكر البيان بأن الاعتزال لمن تفرَّد بغنمه مع عبادة الله إنما يستحق الثواب الذي ذكرناه إذا لم يكن يؤذي الناس بلسانه ويده


605 - أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي ببغداد حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا يحيى بن حمزة عن الزبيدي عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري :
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أي الأعمال"1" أفضل ؟ فقال :
( رجل جاهد في سبيل الله بماله ونفسه ) قال : ثم من ؟ قال :
( مؤمن في شعب [مِنَ] "2"الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره )
=(606)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2246) : ق .

__________
(1) فيما يأتي (7/59) : ((الناس)) , ولعله الصواب .
(2) في الأصل بياض .


7 ـ كتاب الرقائق


1 ـ باب الحياء


606 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي عن شعبة عن منصور عن ربعي عن أبي"1" مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذ لم تستحِ فاصنع ما شئت )
=(607)[[73:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (683) : خ .

ما سمع القعنبي من شعبة إلا هذا الحديث قاله الشيخ

__________
(1) في الاصل : (ابن) !


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم الحياء عند تزيين الشيطان له ارتكاب ما زُجر عنه


607 - أخبرنا عبدالله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا الفضل بن موسى قال : حدثنا محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار )
=(608)[[54:3]]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((تخريج الإيمان)) (14/42) ، ((الصحيحة)) (495) ، ((الروض)) (744) .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


608 - أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال : حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود عن حماد بن زيد قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار )
=(609)[[54:3]]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (495) ، ((الروض)) (744) .


ذكر البيان بأن الحياء جزء من أجزاء الإيمان إذ الإيمان شعب لأجزاء على ما تقدم ذكرنا له


609 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا ابن أبي السري حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر برجل يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( دعه فإن الحياء من الإيمان )
=(610)[[73:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الروض النضير)) (513) : ق .

قال أبو حاتم : ( دعه ) لفظة زجر يراد بها ابتداء أمر مستأنف


2 ـ باب التوبة


ذكر الخبر الدال على أن الندم توبة


610 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال : حدثنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن قتادة عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُلَّ على راهب فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له م توبة ؟ قال : لا فقتله وكمَّل به مئة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُلَّ على رجل فقال : إنه قتل مئة فهل له من توبة ؟ قال : نعم من يحول بينك وبين التوبة ؟ ائت أرض كذا وكذا فإن بها ناساً يعبدون الله فاعبد الله ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا انتصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة : جاءنا تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله جل وعلا وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيراً قط فأتاه ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال : قيسوا ما بين الأرضين : أيهما كان أقرب فهي له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته بها ملائكة الرحمة )
=(611)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/77) : ق .


ذكر الخبر المصرح بصحة ما أسند للناس خبر أبي سعيد الذي ذكرناه


611 - أخبرنا ابن ناجية عبدالحميد بن محمد بن مستام حدثنا مخلد بن يزيد الحراني حدثنا مالك بن مغول عن منصور عن خيثمة عن ابن مسعود قال :
قيل له : أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( الندم توبة ) ؟
قال : نعم
=(612)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الروض النضير)) (642و1150) .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


612 - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا محفوظ بن أبي توبة حدثنا عثمان بن صالح السهمي حدثنا ابن وهب عن يحيى بن أيوب قال : سمعت حميداً الطويل يقول : قلت لأنس بن مالك : أقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الندم توبة ) ؟
قال : نعم
=(613)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


613 - أخبرنا أبو عروبة أخبرنا المسيب بن واضح حدثنا يوسف بن أسباط عن مالك بن مغول عن منصور عن خيثمة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( الندم توبة )
=(614)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ماقبله


ذكر ما يجب على المرء من لزوم الندم والتأسف على ما فرط منه رجاء مغفرة الله جل وعلا ذنوبه به


614 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن قتادة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنساناً ثم خرج يسأل فأتى راهباً فسأله : هل له من توبة ؟ قال : لا فقتله وجعل يسأل فقال له رجل : ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فمات فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه : تقربي وإلي هذه تباعدي فوُجِدَ أقرب إلى هذه بشبر فغُفر له )
=(615)[6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (610) ، مضى مطولاً .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم التوبة والإنابة عند السهو والخطإ


615 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد - ببست - حدثنا عبد الوارث بن عبيد الله عن عبدالله أخبرنا سعيد بن أبي أيوب الخزاعي حدثنا عبدالله بن الوليد عن أبي سليمان الليثي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( مثل المؤمن ومثل الإيمان كمثل الفرس في آخيته يجول ثم يرجع إلى آخيته وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان فأطعموا طعامكم الأتقياء وولوا معروفكم المؤمنين )
=(616)[28:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((التعليق الرغيب))(4/74) .


ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من لزوم التوبة في أوقاته وأسبابه


616 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال : حدثنا همام بن يحيى قال : حدثنا قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( الله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم يستيقظ على بعيره أضلَّه بأرض فلاة )
=(617)[67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((مختصر مسلم)) (1917) : ق .


ذكر الإخبار عن وصف البعير الضال الذي تُمثَّلُ هذه القصة به


617 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال : حدثنا أحمد بن سنان القطان قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الله أفرح بتوبة أحدكم من رجل بأرض دَوِّيَّةٍ مَهْلَِكَةٍ ومعه راحلته عليها زاده وطعامه وما يصلحه فأضلها فخرج في طلبها حتى إذا أدركه الموت قال : ارجع إلى مكاني فأموت فيه فرجع إلى مكانه الذي أضلها فيه فبينما هو كذلك إذ غلبته عينه فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه عليها زاده وما يصلحه فالله أفرح بتوبة أحدكم من هذا الرجل )
=(618)[67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن الترمذي)) (2628) : ق .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم التوبة في جميع أسبابه


618 - أخبرنا محمد بن محمود بن عدي - بنسا - قال : حدثنا حميد بن زنجويه قال : حدثنا
أبو مسهر"1" قال : حدثنا سعيد بن عبدالعزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي ادريس الخولاني عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الله تبارك وتعالى قال :
( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي .... ) فذكره بطوله وقال في آخره :
وكان أبو ادريس إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه
=(619)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر التعليق .

__________
(1) اسمه عبد الأعلى بن مسهر وهو ثقة فاضل من رجال الشيخين ، وكذلك سائر من فوقه ، إلا أن سعيد بن عبد العزيز ـ وهو التنوخي ـ لم يخرِّج له البخاري في ((صحيحه)) ، وكأن ذلك لأن أبا مسهر نفسه قال عنه : ((كان قد اختلط قبل موته)) .
واذا كان كذلك فإني أستبعد جداً أن يكون أبو مسهر روى عنه هذا الحديث في حال اختلاطه ولعل هذا وجه إخراج مسلم لحديثه هذا من طريق أبي مسهر عنه في ((صحيحه)) (8/17) , وكذلك المؤلف !
ومن طريقه : البخاري في ((الأدب المفرد)) (490) ، والحاكم (4/241) ـ وصححه على شرط الشيخين(!) ـ والبيهقي في ((السنن)) (6/93) ، و ((الشُّعب)) (5/405) ، والطبراني في ((مسند الشاميين)) (1/193/338) ، وعنه أبو نعيم في ((الحلية)) (5/125 ـ 126) ـ وقال : ((صحيح ثابت)) ـ وابن عساكر في ((التاريخ)) (8/835 ـ 836) ، وروى عن أبي مسهر أنه قال :
((ليس لأهل الشام أشرف من حديث أبي ذر)) .
وللحديث طريق ثان عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن أبي ذر .... مختصراً .
أخرجه أحمد (5/160) وسنده صحيح على شرط مسلم .
ثم أخرجه هو (5/154 و 117) والبيهقي في ((الشعب)) (5/416/7089) ، عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر ..... نحوه .


ذكر البيان بأن المرء عليه إذا تخلى لزوم البكاء على ما ارتكب من الحوبات وإن كان بائناً عنها مجدًّا في إتيان ضدها


619 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا عن إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء قال :
دخلت أنا و عبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير : قد آن لك أن تزورنا فقال : أقول يا أمه كما قال الأول : زر غِباً تزدد حبا قال : فقالت : دعونا من رطانتكم هذه
قال ابن عمير : أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فسكتت ثم قالت : لما كان ليلة من الليالي قال :
( يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي ) قلت : والله إني لأحب قربك وأحب ما سَرَّكَ قالت : فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت : فلم يزل يبكي حتى بل حِجره قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر ؟ قال :
( أفلا أكون عبداً شكوراً لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها { إن في خلق السموات والأرض .... } ) الآية كلها [آل عمران :190] .
=(620)[47:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (68) , ((التعليق الرغيب)) (2/220) .


ذكر الإخبار عما يقع بمرضاة الله جل وعلا من توبة عبده عما قارف من المأثم


620 - أخبرنا عبدالله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عثمان بن عمر حدثنا ابن أبي ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة قال :
ذكروا الفرح عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكروا الضالة يجدها الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( لله أشد فرحاً بتوبة أحدكم من الضالة يجدها الرجل بأرض الفلاة )
=(621)[28:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3048) : م .


ذكر الخبر الدال على أن توبة المرء بعد مواقعته الذنب في كل وقت تخرجه عن حد الإصرار على الذنب


621 - أخبرنا عمر بن محمد بن يوسف قال : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا همام عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن عبدالرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم :
( أن رجلاً أذنب ذنباً فقال : أي رب أذنبت ذنباً - أو قال : عملت عملاً - فاغفر لي فقال تبارك وتعالى : عبدي عمل ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم أذنب ذنباً آخر - أو قال : عمل ذنباً آخر - قال : رب إني عملت ذنباً فاغفر لي فقال تبارك وتعالى : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنباً آخر أو أذنب ذنباً آخر فقال : رب إني عملت ذنباً فاغفر لي فقال الله تبارك وتعالى : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به أشهدكم أني قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء )
=(622)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر مغفرة الله جل وعلا للتائب المستغفر لذنبه إذا عقب استغفاره صلاة


622 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا مسدد بن مسرهد قال : حدثنا أبوعوانة عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي قال :
كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثاً ينفعني الله بما شاء أن ينفعني حتى حدثني أبو بكر وكان إذا حدثني عن النبي صلى الله عليه و سلم بعض أصحابه استحلفته فإن حلف صدَّقته وإنه حدثني أبو بكر - وصدق أبو بكر - عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( ما من عبد يذنب ذنباً ثم يتوضأ ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر الله له )
=(623)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1361) ، ((المشكاة)) (1324) ، وفي ثبوت جملة الاستحلاف وقفة ـ ((التعليق على ((المختارة)) (برقم 7) )) .


ذكر مغفرة الله جل وعلا ذنوب التائب المستغفر وإن لم يتقدم استغفاره صلاة


623 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج و إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس في آخرين قالا : حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال : حدثنا سفيان عن وائل بن داود عن ابنه بكر بن وائل عن الزهري عن عروة - أو سعيد أو كلاهما شك حامد ـ عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لها :
( يا عائشة إن كُنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي فإن العبد إذا أذنب ثم استغفر الله غفر الله له )
=(624)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((فقه السيرة)) (ص292) : ق .

ما روى وائل عن ابنه إلا ثلاثة أحاديث قاله الشيخ


ذكر تفضل الله جل وعلا على التائب المعاود لذنبه بمغفرة كلما تاب وعاد يغفر


624 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا عبدالأعلى بن حماد عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن عبدالرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : فيما يحكي عن ربه جل وعلا قال :
( أذنب عبدي ذنباً فقال : أي رب أذنبت فقال : أذنب عبدي ذنباً فعلم أن الله يغفر الذنوب ويأخذ بالذنوب ثم عاد فأذنب فقال : أي رب أذنبت فقال : أذنب عبدي وعلم أن ربه يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك )
=(625)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ تقدم (621) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : قوله : ( اعمل ما شئت ) لفظة تهديد أُعقبت بوعد يريد بقوله : ( اعمل ما شئت ) أي : لا تعص .
وقوله : ( قد غفرت لك ) يريد : إذا تبت


ذكر البيان بأن الله جل وعلا يغفر ذنوب التائب كلما أناب ما لم يقع الحجاب بينه وبينه بالإشراك به نعوذ بالله من ذلك


625 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : حدثنا الوليد بن عتبة قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن أسامة بن سلمان قال : حدثنا أبو ذر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب ) قيل : وما يقع الحجاب ؟ قال :
( أن تموت النفس وهي مشركة )
=(626)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ انظر ما بعده


ذكر البيان بأن مكحولاً سمع هذا الخبر من عمر ابن نعيم عن أسامة كما سمعه من أسامة سواء


626 - أخبرنا عمر بن محمد حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أبي حدثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عمر بن نعيم حدثهم عن أسامة بن سلمان أن أبا ذر حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب ) قالوا : يا رسول الله وما وقوع الحجاب ؟ قال :
( أن تموت النفس وهي مشركة )
=(627)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((المشكاة)) (2343) .


ذكر تفضل الله جل وعلا على التائب بقبول توبته كلما أناب ما لم يغرغر حالة المنية به


627 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثني علي بن الجعد قال : حدثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )
=(628)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
حسن لغيره ـ ((المشكاة)) (2343) .


ذكر البيان بأن توبة التائب إنما تُقبل إذا كان ذلك منه قبل طلوع الشمس من مغربها لا بعدها


628 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا هارون بن معروف قال : حدثنا عبدالله بن رجاء عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه )
=(629)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((مختصر مسلم)) (1920) .


ذكر تفضل الله جل وعلا على المسلم التائب إذا خرج من الدنيا بهما بإدخال النار في القيامة مكانه يهوديا أو نصرانيا


629 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان قال : حدثنا همام قال : حدثنا قتادة أن عون بن عبدالله و سعيد بن أبي بردة : حدثاه أنهما سمعا أبا بردة يحدث عمر بن عبدالعزيز عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهودياً أو نصرانياً
قال : فاستحلفه عمر بن عبدالعزيز بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فحلف
فلم يحدثني سعيد أنه استحلفه ولم ينكر على عون قوله
=(630)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1381) ، ((الضعيفة)) تحت (5399) : م .


3 ـ باب حسن الظن بالله تعالى


ذكر البيان بأن حسن الظن للمرء المسلم من حسن العبادة


630 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي عن حماد بن سلمة عن محمد بن واسع عن شتير بن نهار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( حسن الظن من حسن العبادة )
=(631)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الضعيفة)) (3150) ، ((المشكاة)) (5048/التحقيق الثاني) .


ذكر البيان بأن حسن الظن بالمعبود جل وعلا قد ينفع في الآخرة لمن أراد الله به الخير


631 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يخرج رجلان من النار فيُعرضان على الله ثم يؤمر بهما إلى النار فيلتفت أحدهما فيقول : يا رب ما كان هذا رجائي قال : وما كان رجاؤك ؟ قال : كان رجائي إذ أخرجتني منها أن لا تعيدني فيرحمه الله ، فيُدخله الجنة )
=(632)[[80:3]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (853) : م .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الثقة بالله جل وعلا بحسن الظن في أحواله به


632 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا هشام بن الغاز قال : حدثنا حيان أبو النضر عن واثلة بن الأسقع قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( قال الله تبارك وتعالى :
أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء )
=(633)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1663) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من مجانبة سوء الظن بالله عز و جل وإن كثرت حياته في الدنيا


633 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا صدقة بن خالد قال : حدثنا هشام بن الغاز قال : حدثني حيان أبو النضر قال : سمعت واثلة بن الأسقع يقول : قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث عن الله جل وعلا قال :
( أنا عند ظن عبدي بي فليَظُنَّ بي ما شاء )
=(634)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ وهو مكرر ما قبله .


ذكر إعطاء الله جل وعلا العبد المسلم ما أمَّل ورجا من الله عز و جل


634 - أخبرنا محمد بن العباس الدمشقي بجرجان و إسحاق بن إبراهيم قالا : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا صدقة بن خالد قال : حدثنا هشام بن الغاز حدثنا حيان أبو النضر قال : سمعت واثلة بن الأسقع يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول عن الله جل وعلا قال :
( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء )
=(635)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ وهو مكرر ما قبله .


ذكر الأمر للمسلم بحسن الظن بمعبوده مع قلة التقصير في الطاعات


635 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير العبدي أنبأنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ـ قبل موته بثلاث ـ :
( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن )
=(636)[94:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2726) : م .


ذكر الحث على حسن الظن بالله جل وعلا للمرء المسلم


636 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا جعفر بن مهران السباك قال : حدثنا فضيل بن عياض عن سليمان عن أبي سفيان قال : سمعت جابراً يقول : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول قبل موته بثلاث :
( من استطاع منكم أن لا يموت إلا وظنه بالله حسن فليفعل )
=(637)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ماقبله .


ذكر حث المصطفى صلى الله عليه و سلم على حسن الظن بمعبودهم جل وعلا


637 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول قبل موته بثلاث :
( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله جل وعلا )
=(638)[4:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ماقبله


ذكر البيان بأن الله جل وعلا يعطي من ظنَّ ما ظنَّ إن خيراً فخير وإن شراً فشر


638 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث - وذكر ابن سلم آخر معه - أن أبا يونس حدثهم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله جل وعلا يقول : أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيراً فله وإن ظن شراً فله )
=(639)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1663)

قال أبو حاتم : أبو يونس هذا اسمه سليم بن جبير تابعي


ذكر البيان بأن حسن الظن الذي وصفناه يجب أن يكون مقروناً بالخوف منه جل وعلا


639 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم يروي عن ربه جل وعلا قال :
( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة )
=(640)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (742)


ذكر البيان بأن من أحسن الظن بالمعبود كان له عند ظنه ومن أساء به الظن كان له عند ذلك


640 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا عمرو بن عثمان قال : حدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن المهاجر عن يزيد بن عبيدة عن حيان أبي النضر قال :
خرجت عائداً ليزيد بن الأسود فلقيت واثلة بن الأسقع وهو يريد عيادته فدخلنا عليه فلما رأى واثلة بسط يده وجعل يشير إليه فأقبل واثلة حتى جلس فأخذ يزيد بكفَّي واثلة فجعلهما على وجهه فقال له واثلة : كيف ظنك بالله ؟ قال : ظني بالله - والله - حسن قال : فأبشر فإن سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول :
( قال الله جل وعلا : أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيراً وإن ظن شراً )
=(641)[95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ وهو مكرر (632)


ذكر الإخبار عن تفضُّل الله جل وعلا بأنواع النعم على من يستوجب منه أنواع النقم


641 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن الأعمش قال : حدثنا سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله يجعلون له نداً ويجعلون له ولداً وهو في ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم )
=(642)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


4 ـ باب الخوف والتقوى


642 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه
أن عثمان بن مظعون لما قُبِرَ قالت أم العلاء : طبت أبا السائب في الجنة فسمعها نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( من هذه ) ؟ فقالت : أنا يا نبي الله قال :
( وما يدريك ) ؟ قالت : يا رسول الله عثمان بن مظعون ! ! قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أجل عثمان بن مظعون ما رأيناه إلا خيراً وها أنا رسول الله صلى الله عليه و سلم والله ما أدري ما يُصنع بي )
قال عمرو : وسمعه أبو النضر من خارجة بن زيد عن أبيه
=(643)[15:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ .


643 - أخبرنا سليمان بن الحسن بن المنهال العطار"1" بالبصرة قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعبة حدثنا سماك سمع النعمان بن بشير يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أنذركم النار أنذركم النار أنذركم النار ) حتى لو كان في مقامي هذا وهو بالكوفة سمعه أهل السوق حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه على رجليه
=(644)[79:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (5687)

__________
(1) روى له المؤلف نحو خمسة عشر حديثاً ولم نجد له ترجمة !
وقد توبع فقد قال الطيالسي في مسنده ((مسنده)) (792) وعنه أحمد (4/268)حدثنا شعبة ...... به مختصراً ، بلفظ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب وهو يقول .... فذكره .
وهذا إسناد صحيح فإن شعبة إنما سمع من سماك قديماً .


ذكر الإخبار بأن الانتساب إلى الأنبياء لا ينفع في الآخرة ولا ينتفع المنتسب إليهم إلا بتقوى الله والعمل الصالح


644 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال : حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال : حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يأخذ رجل بيد أبيه يوم القيامة يريد أن يدخله الجنة فيُنادى : ألا إن الجنة لا يدخلها مشرك قال : فيقول : أي رب أبي ! قال : فيُحَوَّل في صورة قبيحة وريح منتنة فيتركه )
قال أبو سعيد : كانوا يقولون : إنه إبراهيم
قال : ولم يزدهم رسول الله صلى الله عليه و سلم على ذلك
=(645)[79:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى برقم (252)


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أولاد فاطمة لا يضرهم ارتكاب الحوبات في الدنيا رضي الله عنها وعن بعلها وعن ولدها وقد فعل


645 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا حكيم بن سيف الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال :
لما نزلت هذه الآية { وأنذر عشيرتك الأقربين } [ الشعراء : 214] جمع رسول الله صلى الله عليه و سلم قريشاً فقال :
( يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضراً ولا نفعاً )
ولبني عبد مناف مثل ذلك ولبني عبد المطلب مثل ذلك ثم قال :
( يا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك ضراً ولا نفعاً إلا أن لك رحماً سأَبُلُّها بِبِلالها )
=(646)[45:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3177) : م .

قال أبو حاتم : هذا منسوخ [ إذْ ] لأن فيه أنه لا يشفع لأحد واختيار الشفاعة كانت بالمدينة بعده .


ذكر الخبر الدال على أن أولياء المصطفى صلى الله عليه و سلم هم المتقون دون أقربائه إذا كانوا فجرة


646 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون بن رهيم - بغدادي ثقة - قال : حدثنا أبو المغيرة قال : حدثنا صفوان بن عمرو قال : حدثني راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السكوني عن معاذ بن جبل قال :
لما بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه و سلم يوصيه - ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه و سلم تحت راحلته - فلما فرغ قال :
( يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا لعلك أن تمر بمسجدي وقبري ) فبكى معاذ خَشَعاً لفراق رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم التفت صلى الله عليه و سلم نحو المدينة فقال :
( إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي وإن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا اللهم إني لا أُحِلُّ لهم فساد ما أصلحت وايم الله لَيَكْفَأُنَّ أمتي عن دينها كما يُكفأ الإناء في البطحاء )
=(647) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((فقه السيرة)) (485) , ((المشكاة)) (5127/التحقيق الثاني) .


ذكر البيان بأن من اتقى الله مما حرم عليه كان هو الكريم دون النسيب الذي يقارف ما حُظِرَ عليه


647 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال : حدثنا محمد بن سنان قال : حدثنا يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال :
قيل : يا رسول الله من أكرم الناس ؟ قال :
( أتقاهم ) قالوا : لسنا عن هذا نسألك قال :
( فعن معادن العرب تسألونني ؟ خياركم خياركم في الإسلام إذا فَقُِهُوا )
=(648)[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((فقه السيرة)) (56) : ق ، وتقدم (92) .


ذكر رجاء مغفرة الله جل وعلا لمن غلبت عليه حالة خوف الله جل وعلا على حالة الرجاء


648 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( كان فيمن سلف من الناس رجل رَغَسَهُ الله مالاً وولداً فلما حضره الموت جمع بنيه فقال : أي أب كنت لكم ؟ قالوا : خير أبٍ فقال : إنه والله ما ابتأر عند الله خيراً قط وإن ربه يعذِّبه فإذا أنا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في ريح عاصف قال الله : كن فإذا رجل قائم قال : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : مخافتك ! قال : فوالذي نفسي بيده إن يلقاه غير أن غُفِرَ له )
=(649)[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3048) : ق .


ذكر الخبر الدال على أن خوف الله جل وعلا إذا غلب على المرء قد يُرجى له النجاة في القيامة


649 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا صالح بن حاتم بن وردان حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يحدث عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( كان رجل فيمن كان قبلكم لم يبتئر عند الله خيراً قط قال لبنيه عند الموت : يا بني أيَّ أبٍ كنت لكم ؟ قالوا : خير أب قال : فإذا أنا مت فاحرقوني واسحقوني فإذا كان في يوم ريح عاصف فذروني قال : فمات ففُعل به ذلك فقال له : كن فكان كأسرع من طرفة العين فقال الله : يا عبدي ما حملك على ما فعلت ؟ فقال : مخافتك أي رب قال : فما تَلافَاهُ أن غُفِرَ له )
قال المعتمر : قال أبي : فحدثت هذا الحديث أبا عثمان النهدي قال : هكذا حدثني سليمان وزاد فيه :
( وذروني في البحر )
=(650)[6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ماقبله


ذكر البيان بأن هذا الرجل كان ينبُشُ القبور في الدنيا


650 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبدالملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( توفي رجل كان نبَّاشاً فقال لولده : احرقوني ثم اسحقوني فذروني في الريح فسُئِلَ : ما صنعت ؟ قال : مخافتك يا رب قال : فغفر له )
=(651)[6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ، انظر (648)


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من مجانبة الغفلة ولزوم الانتباه لورد هول المطلع


651 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال : حدثنا محمد بن خازم قال : حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم :
{ إذ قُضي الأمر وهم في غفلة } [مريم :39] قال :
( في الدنيا )
=(652)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (3/10) ، ((مختصر مسلم)) (2149) .


ذكر الإخبار عن الخصال التي يجب على المرء تفقُّدها من نفسه حذر إيجاب النار له بارتكاب بعضها


652 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا حفص بن عمر الحوضي قال : حدثنا همام بن يحيى قال : حدثنا قتادة قال : حدثني العلاء بن زياد قال : حدثني يزيد ـ أخو مطرف - قال : وحدثني رجلان آخرا أن مطرفاً حدثهم : أن عياض بن حمار حدثهم أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول في خطبته :
( إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا : إن كل ما أنحلته عبدي حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنه أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرَّمت عليهم ما أحللت لهم فأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أُنزل به سلطاناً وإن الله اطلع إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم غير بقايا من أهل الكتاب فقال : يا محمد إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزل عليك كتاباً لا يغسله الماء تقرأُه يقظان ونائماً وإن الله جل وعلا أمرني أن أخبر قريشاً فقلت : إذاً يَثْلَغُوا رأسي فيتركوه خبزة قال فاستخرجهم كما استخرجوك واغزهم يستغزوك وأنفق ينفق عليك وابعث جيشاً نبعث خمسة أمثالهم وقاتل بمن أطاعك من عصاك وقال :
أصحاب الجنة ثلاثة : إمام مقسط مُصَّدِّق موفق ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم ورجل عفيف فقير مُصَّدِّقٌ وقال :
أصحاب النار خمسة : رجل جائر لا يخفى له طمع وإن دقَّ ورجل لا يمسي ولا يصبح إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك والضعيف الذين هم فيكم تبع لا يبغون أهلاً ولا مالاً )
فقال له رجل : يا أبا عبدالله أمن الموالي هو أو من العرب ؟ قال : هو التابعة يكون للرجل فيصيب من حرمته سفاحاً غير نكاح
والشِّنظير : الفاحش وذَكَرَ البخل والكذب
=(653)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (17) : م .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به قتادة بن دعامة"1" .

__________
"1" علق الشيخ ـ هنا ـ بقوله :
(( قلت : فيه نظر فإن قتادة رماه المؤلف في ((الثقات)) بالتدليس ، وله رواية عن الحسن برقم (803) فيمكن أن يكون تلقاه عن الحسن ، ثم دلَّسَه ) .


653 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا المعلى بن مهدي قال : حدثنا أبو شهاب عن عوف عن حكيم بن الأثرم عن الحسن عن مطرف بن عبدالله عن عياض بن حمار قال :
خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( إن الله جل وعلا أمرني أن أعلِّمكم مما علمني يومي هذا وإنه قال لي : إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإن كل ما أنحلت عبادي فهو لهم حلال وإن الشياطين أتتهم فاجتالتهم عن دينهم وحرَّمت عليهم الذي أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً وإن الله أتى أهل الأرض قبل أن يبعثني فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب وإنه قال لي : قد أنزلتُ كتاباً لا يغسله الماء فاقرأه نائماً ويقظان وإن الله أمرني أن أخبر قريشاً وإني قلت : أي رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة وإنه قال لي : استخرجْهم كما استخرجوك واغزهم يستغزونك وأنفق نُنفق عليك وابعث جيشاً نبعث خمسة أمثاله وقاتل بمن أطاعك من عصاك )
=(654)[68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ وهو طرف الذي قبله


ذكر ما يجب على المرء من مجانبة أفعال يُتوقَّع لمرتكبها العقوبة في العقبى بها


654 - أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد حدثنا عيسى بن أحمد أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا عوف عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة بن جندب الفزاري قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يقول :
( هل رأى أحد من رؤيا ) ؟ فَيَقُصُّ عليه من شاء الله أن يقُصَّ وإنه قال لنا ذات غداة :
( إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي : انطلق وإني انطلقت معهما حتى أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ بها رأسه فتدهدهه الصخرة ها هنا فيقوم إلى الحجر فيأخذه فما يرجع إليه - أحسبه قال : حتى يَصِحَّ رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال :
قلت : سبحان الله ما هذان ؟ قالا لي انطلق انطلق قال :
فانطلقت معهما فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر عليه بِكَلُّوبٍ من حديد فإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يَصِحَّ الجانب الأول كما كان ثم يعود فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال :
قلت : سبحان الله ما هذان ؟ قالا : انطلق انطلق فانطلقت معهما فأتينا على مثل بناء التنور
قال عوف : أحسب أنه قال :
فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا بنهر لهيب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب تضوضوا قال :
قلت : ما هؤلاء ؟ قالا لي : انطلق انطلق قال :
فانطلقنا على نهر - حسبت أنه قال : أحمر مثل الدم - وإذا في النهر رجل يسبح وإذا عند شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الرجل الذي جمع الحجارة فيفغَرُ له فاه فيُلْقِمُهُ حجراً قال :
قلت : ما هؤلاء ؟ قالا لي : انطلق انطلق قال :
فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلاً مرآه فإذا هو عند نار يحُشُّهَا ويسعى حولها قال :
قلت لهما : ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على روضة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهري الروضة رجل قائم طويل لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء وأرى حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط وأحسنه قال :
قلت لهما : ما هؤلاء ؟ قالا لي : انطلق انطلق فانطلقنا وأتينا دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن قالا لي : ارق فيها قال :
فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فتلقانا فيها"1" رجال شطرٌ من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء قال :
قالا لهم : اذهبوا فقعوا في ذلك النهر فإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا وقد ذهب ذلك السوء عنهم وصاروا في أحسن صورة قال :
قالا لي : هذه جنة عدن وهذاك منزلك قال :
فَسَمَا بصري صُعُداً فإذا قصر مثل الربابة البيضاء قال :
قالا لي : هذاك منزلك قال :
قلت لهما : َبارك الله فيكما ذَرَانِي أدخله قال :
قالا لي : أما الآن فلا وأنت داخله قال :
فإني رأيت منذ الليلة عجباً فما هذا الذي رأيت ؟ قال :
قالا لي : أما إنا سَنُخْبِرُك :
أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يُثْلَغُ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفُضُهُ وينام عن الصلاة المكتوبة
وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه وعينه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فَيَكْذِبُ الكذبة فتبلغ الآفاق
وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني
وأما الرجل الذي في النهر فيلتقم الحجارة فإنه آكل الربا
وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحُشُّها فإنه مالكٌ خازن جهنم
وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه ابراهيم عليه السلام
وأما الولدان الذين حوله فكل مولود ولد على الفطرة
قال : فقال بعض المسلمين : يا رسول الله وأولاد المشركين ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
وأولاد المشركين
وأما القوم الذين شطرٌ منهم حسن وشطر منهم قبيح فهم قوم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً فتجاوز الله عنهم )
=(655)[3:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (137) : خ .

__________
(1) تحرفت في طبعتي ((الإحسان)) إلى : ((فقلنا : ما منها)) !!
والتصويب من ((صحيح البخاري)) (7047) .


ذكر البيان بأن الواجب على المسلم أن يجعل لنفسه محجَّتين يركبهما إحداهما الرجاء والأخرى الخوف


655 - أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد )
=(656)[9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1634) : ق .


ذكر الإخبار عن ترك الاتكال على الطاعات وإن كان المرء مجتهداً في إتيانها


656 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا حسين بن علي الجُعفي عن فضيل بن عياض عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لو يؤاخذني الله وابن مريم بما جنت هاتان - يعني الإبهام والتي تليها - لعذَّبنا ثم لم يظلمنا شيئاً )
=(657)[10:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3200)


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قلة الأمن من عذاب الله نعوذ به منه وإن كان مشمِّراً في أسباب الطاعات جهده


657 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا العقنبي قال : حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم تقول :
كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم ريح أو غيم عُرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر فإذا مَطَرَتْ سُرَّ به وذهب ذلك عنه فسُئل فقال صلى الله عليه و سلم :
( إني خشيت أن يكون عذاباً سُلِّطَ على أمتي )
=(658) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2757)


ذكر الخبر الدال على أن على المرء الرجوع باللوم على نفسه فيما قَصَّر في الطاعات وإن كان سعيُه فيها كثيراً


658 - أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال : حدثنا حسين بن علي الجعفي عن فضيل بن عياض عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لو أن الله يؤاخذني وعيسى بذنوبنا لعذَّبنا ولا يظلمنا شيئاً ) قال : وأشار بالسبابة والتي تليها
=(659) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ وهو مكرر ما قبله بحديث


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك الاتكال على موجود الطاعات دون التسلق بالاضطرار إليه في الأحوال


659 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ليس أحد منكم ينجيه عمله ولكن سَدِّدُوا وقاربوا )
قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال :
( ولا أنا إلا أن يتغمدني بمغفرة وفضل )"1"
=(660) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى (349)

__________
(1) مكرر ما تقدم (349) . ((الناشر)) .


ذكر الإخبار عن وصف ما يجب على المسلم عندما جرى منه من مقارفة المأثم حين يزين الشيطان له ارتكاب مثلها


660 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج و محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان و محمد بن المعافى بن أبي حنظلة العابد بصيداء في آخرين قالوا : حدثنا هشام بن خالد الأزرق حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد العزيز :
أن هشام بن عبد الملك أدى عن الزهري سبعة آلاف دينار ديناً كان عليه ثم قال للزهري : لا تعودن تَدَّان فقال الزهري : كيف يا أمير المؤمنين وقد حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يُلْدَغُ المؤمن من جُحْرٍ واحد مرتين )"1" .
=(663)[28:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1175) : ق .

لفظ الخبر لعمر بن سعيد [ بن ] سنان
__________
(1) وقع هذا الحديث في ((طبعة المؤسسة)) برقم (663) . ((الناشر)) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك استحقاره اليسير من الطاعات والقليل من الجنايات


661 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا وكيع قال : أخبرنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك )
= [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من النظر في العواقب في جميع أموره دون الاعتماد على يومه


662 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثنا ابن وهب عن يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3194) : ق .


ذكر ما يعرف في وجه المصطفى صلى الله عليه و سلم عند هبوب الرياح قبل المطر


663 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال : حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : أخبرني حميد عن أنس بن مالك :
أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا هبت الريح عُرِفَ ذلك في وجهه"1" .
=(664) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ , انظر التعليق .

__________
(1) قلت إسناده صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير شيخ المؤلف (السامي) وهو ثقة حافظ كما في ((السير)) (14/114) , وغيره .
وقد أخرجه البخاري (1034) وأحمد (3/159) , انظر ((الفتح)) (2/518 ـ 519) .


ذكر البيان بأن المرء إذا تهجد بالليل وخلا بالطاعات يجب أن تكون حالة الخوف عليه غالبةً لئلا يُعْجَبَ بها وإن كان فاضلاً في نفسه تقياً في دينه


664 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا حوثرة بن أشرس العدوي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال :
دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم المسجد وهو قائم يصلي وبصدره أزيز كأزيز المرجل
=(665) [47:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (840) .


ذكر البيان بأن المرء إذا تواجد عند وعظ كان له ذلك


665 - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال :
قام النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( اتقوا النار ) ثم أعرض وأشاح ثم قال :
( اتقوا النار ) ثم أعرض وأشاح حتى رُئِينَا أنه يراها ثم قال :
( اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة )
=(666)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني:
صحيح : ((التعليق على ابن خزيمة)) (2428 و 2429) : م .


666 - أخبرنا سليمان بن الحسن بن المنهال العطار بالبصرة قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعبة قال : حدثنا سماك سمع النعمان بن بشير يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أنذركم النار أنذركم النار أنذركم النار ) حتى لو كان في مقامي هذا وهو بالكوفة سمعه أهل السوق حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه على رجليه
=(667) [[79:3]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (5687)


5 ـ باب الفقر والزهد والقناعة


667 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن أبي وائل عن سمرة بن سهم قال :
نزلت على أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة هو مطعون فأتاه معاوية يعوده فبكى أبو هاشم فقال معاوية : ما يبكيك أي خال ؟ أوجع أم على الدنيا ؟ فقد ذهب صفوها فقال : على كل لا ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلي عهداً ووددت أني كنت تبعته قال :
( إنك لعلك أن تدرك أموالاً تُقَسَّم بين أقوام وإنما يكفيك من ذلك خادم ومركب في سبيل الله ) فأدركت وجمعت
=(668) [63:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن لغيره ـ ((الصحيحة)) تحت (2202) ، ((التعليق الرغيب)) (4/124) , ((المشكاة))
(5185/التحقيق الثاني)


ذكر البيان بأن الله جل وعلا إذا أحب عبده حماه الدنيا


668 - حدثنا محمد بن يزيد الدرقي بطرسوس حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا محمد بن جهضم حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمارة بن غزية عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان عن محمود بن لبيد عن قتادة بن النعمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا أحب الله عبداًَ حماه الدنيا كما يظلُّ أحدكم يحمي سقيمه الماء )
=(669) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (5250/التحقيق الثاني) .


ذكر الإخبار عمَّن صار من المفلحين في هذه الدنيا الزائلة


669 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال : حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال : حدثنا أبي قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال : حدثنا عبد الرحمن بن سلمة الجمحي قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( قد أفلح من أسلم وكان رزقه كفافاً فصبر عليه )
=(670) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (129) : م بلفظ : ((وقنعه الله بما آتاه))


ذكر الإخبار عمَّن طيَّب الله جل وعلا عيشه في هذه الدنيا


670 - أخبرنا مكحول ببيروت و ابن سلم و ابن قتيبة قالوا : حدثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من أصبح معافى في بدنه آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا )
=(671) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن لغيره ـ ((الصحيحة)) (2318).


ذكر الأمر بترك الأشياء من الفضول التي تذكِّر الدنيا وترغِّب الناس فيها


671 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن عزرة هو ابن سعد الأعور عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن سعد بن هشام عن عائشة قالت :
كان لنا قرام فيه تماثيل فعُلِّقَت على بابي فرأى النبي صلى الله عليه و سلم ذلك فقال :
( انزعيه فإنه يذكرني الدنيا )
=(672) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((غاية المرام)) (136) : م .


ذكر الإخبار عما يستحب للمسلم من مجانبة الفضول من هذه الدنيا الفانية الزائلة


672 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثنا ابن وهب عن أبي هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( فراشٌ لِلرَّجُلِ وفراش لامرأته والثالث للضَّيف والرابع للشيطان )
=(673) [52:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك الفضول في قوته رجاء النجاة في العقبى مما يعاقب عليه آكلة السحت


673 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني معاوية بن صالح عن يحيى بن جابر عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ما من وعاء ملأ ابن آدم شراً من بطن حسب ابن آدم أُكُلاتٌ يُقمن صلبه فإن كان لا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لِنَفَسِهِ )
=(674) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الارواء)) (1983) ، ((الصحيحة)) (2265) .


ذكر تفضل الله جل وعلا على فقراء هذه الأمة الصابرين على ما أوتوا بإدخالهم الجنة قبل أغنيائهم بمُدَدٍ معلومة


674 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدة بن سليمان حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم ـ خمس مئة سنة ـ )
=(676)[9:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((المشكاة)) (5243) , ((التعليق على كشف الأستار)) (ص 106) .


ذكر الإخبار بأن أصحاب الجد في هذه الدنيا يُحْبَسُونَ في القيامة عن دخول الجنة مدة


675 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع [ قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ قال : حدثنا معتمر بن سليمان]"1" قال : حدثني أبي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( قمت على باب الجنة فإذا عامة من يدخلها المساكين وإذا أصحاب الجدِّ محبوسون وإذا أصحاب النار قد أُمِرَ بهم إلى النار ونظرت إلى النار فإذا عامة من يدخلها النساء )
=[78:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ((الضعيفة)) تحت (2800) : ق .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : قرن عمران بن موسى إلى أسامة بن زيد في هذا الخبر سعيد بن زيد وأنا أهابه

__________
(1) ما بين المعقوفين ساقط من ((الأصل)) ، واستدركناه من ((طبعة المؤسسة)) . ((الناشر))


ذكر تفضل الله جل وعلا على فقراء المهاجرين بإدخالهم الجنة قبل أغنيائهم بمدد معلومة


676 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال :
بينا أنا جالس في المسجد وحلقة من فقراء المهاجرين وسط المسجد جلوس فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد نصف النهار فانطلق إليهم فجلس معهم فلما رأيت النبي صلى الله عليه و سلم جلس إليهم قمت إليه فأدركت من حديثه وهو يقول :
( بَشِّرْ فقراء المهاجرين إنهم ليدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاماً )
=(677) [9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/87) .


ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور في هذا الخبر لم يرد به النبي صلى الله عليه و سلم نفياً عما وراءه


677 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة حدثنا أبو هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بسبعين أو أربعين خريفاً )
=(678) [9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر الخبر الدال على أن المالك من حطام هذه الدنيا الفانية الشيء الكثير قد يجوز أن يقال له : فقير كما أن من مُنِعَ من حطامها يجوز أن يقال له : غني


678 - أخبرنا موسى بن محمد الديلي بأنطاكية حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي حدثنا ابن وهب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ليس الغنى عن كثرة العَرَضِ إنما الغنى غنى النفس )
=(679) [9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((تخريج المشكاة)) (16) : ق .


ذكر وصف الغنى الذي وصفناه قبل


679 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن عمر بن سليمان قال : سمعت عبد الرحمن بن أبان يحدث عن أبيه قال :
خرج زيد بن ثابت من عند مروان نصف النهار قال : قلت : ما بعث إليه هذه الساعة إلا لشيء سأله عنه فسألته فقال : سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( نَضَّرَ الله امرءاً سمع منا حديثاً فبلَّغه غيره فرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه
ثلاث لا يُغَلُّ عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ومن كانت الدنيا نيته فرَّق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتِبَ له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة )
=(680) [9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (950) ، ((تخريج فقه السيرة)) (39) ، ((التعليق الرغيب)) (1/64)


ذكر البيان بأن بعض الفقراء في بعض الأحوال قد يكونون أفضل من بعض الأغنياء في بعض الأحوال


680 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة حدثنا الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن الحر عن أبي ذر قال :
بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد إذ قال :
( انظر أرْفَعَ رَجُلٍ في المسجد في عينيك ) فنظرت فإذا رجل في حُلَّةٍ جالس يحدث قوماً فقلت : هذا قال :
( انظر أوضع رجل في المسجد في عينيك ) قال : فنظرت فإذا رويجل مسكين في ثوب له خَلَقٍ قلت : هذا قال النبي صلى الله عليه و سلم :
( هذا خير عند الله يوم القيامة من قرار الأرض مثل هذا )
=(681) [9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/92 ـ 93) .


ذكر الإخبار عن وصف أصحاب الصُّفَّة


681 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى حدثنا الفضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال :
( رأيت سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصفة ما على أحد منهم رداء إلا إزار أو كساء متوشحاً به قد عقده خلفه )
=(682) [9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ .


ذكر ما كان طعام القوم على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم على الأغلب في أحوالهم عند ابتداء ظهور الإسلام بهم


682 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن داود بن فراهيج قال : سمعت أبا هريرة يقول :
: ( ما كان طعامنا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا الأسودان : التمر والماء )
=(683) [47:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((مختصر الشمائل)) (77/111) .


ذكر العلة التي من أجلها كان في أصحابه ما وصفناه


683 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني : حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة قالت :
( من حدثكم أنا كنا نشبع من التمر فقد كذبكم فلما افتتح صلى الله عليه و سلم قريظة أصبنا شيئاً من التمر والودك )
=(684) [47:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((التعليق الرغيب)) (4/112) .


ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنة للمسلم الفقير الصابر على ما أوتي من فقره بما مُنِعَ من حطام هذه الزائلة


684 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى ) ؟ قلت : نعم يا رسول الله قال :
( فترى قلة المال هو الفقر ) ؟ قلت : نعم يا رسول الله قال :
( إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب )
ثم سألني عن رجل من قريش فقال :
( هل تعرف فلاناً ) ؟ قلت : نعم يا رسول الله قال :
( فكيف تراه وتراه ؟ ) قلت : إذا سأل أُعطي وإذا حضر أُدخل
ثم سألني عن رجل من أهل الصُُّفَّة فقال :
( هل تعرف فلاناً ؟ ) قلت : لا والله ما أعرفه يا رسول الله قال : فما زال يُحَلِّيهِ وَيَنْعَتُهُ حتى عرفته فقلت : قد عرفته يا رسول الله قال :
( فكيف تراه أو تراه ؟ ) قلت : رجل مسكين من أهل الصُّفَّة فقال :
( هو خير من طلاع الأرض من الآخر ) قلت : يا رسول الله أفلا يُعطى من بعض ما يُعطى الآخر ؟ فقال :
( إذا أُعطي خيراً فهو أهله وإن صُرِفَ عنه فقد أُعطِيَ حسنة )
=(685) [9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/92 ـ 93) .


ذكر بعض العلة التي من أجلها فُضِّلَ بعض الفقراء على بعض الأغنياء


685 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا المعتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يقول : حدثنا قتادة عن خليد العصري عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ما طلعت شمس قط إلا وبجنبتيها ملكان يناديان : اللهم من أنفق فأعقبه خلفاً ومن أمسك فأعقبه تلفاً )
=(686) [9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (920) ، ((تخريج فقه السيرة)) ، ويأتي (3319) أتم منه .


ذكر البيان بأن الله جل وعلا جعل الدنيا سجناً لمن أطاعه ومخرفاً لمن عصاه


686 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال : حدثنا قتيبة بن سعيد و هشام بن عمار قالا : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )
=(687) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م (8/210) .


ذكر البيان بأن الدنيا إنما جعلت سجناً للمسلمين ليستوفوا بترك ما يشتهون في الدنيا من الجنان في العقبى


687 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا العقنبي قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )
=(688) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر الإخبار بأن أسباب هذه الفانية الزائلة يجري عليها التغير والانتقال في الحال بعد الحال


688 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا الوزير بن صبيح قال : حدثنا يونس بن ميسرة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله :
{ كل يوم هو في شأن } [الرحمن :29] قال :
( من شأنه أن يغفر ذنباً ويفرج كرباً ويرفع قوماً ويضع آخرين )
=(689)[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الظلال)) (301) .


ذكر الإخبار بأن ما بقي من هذه الدنيا هو المحن والبلايا في أكثر الأوقات


689 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال : حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال : حدثنا أبي قال : حدثنا ابن جابر قال : سمعت أبا عبد رب يقول : سمعت معاوية على هذا المنبر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة )
=(690) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق على ابن ماجه)) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قلة الاغترار بمن أوتي هذه الدنيا الفانية الزائلة


690 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا ابن أبي عمر العدني قال : حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار و يحيى بن سعيد عن الزهري عن هند عن أم سلمة و معمر عن الزهري عن هند عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة :
( سبحان الله ماذا أُنْزِلَ من الفتن ؟ وماذا فُتِحَ من الخزائن ؟ أيقظوا صواحب الحُجَر فرُبَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة )
=(691) [6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ .


ذكر الزجر عن اغترار المرء بما أوتي في هذه الدنيا من النساء والنعم


691 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال : حدثنا معتمر بن سليمان التيمي قال : حدثنا أبي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد بن حارثة أنه حدث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين وإذا أصحاب الجد محبوسون وأصحاب النار قد أُمِرَ بهم إلى النار ونظرت إلى النار فإذا عامة من دخلها النساء )
=(692) [55:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى (675) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : قرن عمران بن موسى بأسامة بن زيد سعيد بن زيد في هذا الخبر المعتمر : معتمر بن سليمان


ذكر ما يستحب للمرء أن تعزف نفسه عما يؤدي إلى اللذات من هذه الفانية الغرارة وإن أبيح له ارتكابها حذر الوقوع في المحذور منها


692 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن نافع قال :
سمع ابن عمر صوت زُمَّارة راعي قال : فجعل إصبعيه في أذنيه وعدل عن الطريق وجعل يقول : يا نافع أتسمع ؟ فأقول : نعم فلما قلت : لا راجع الطريق ثم قال : ( هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يفعله )
=(693) [47:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((المشكاة)) (4816)


ذكر الإخبار عما يجب على المؤمن من حفظ نفسه عما لا يقربه إلى بارئه جل وعلا دون نواله شيئاً من حطام الدنيا الفانية


693 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال : حدثنا الحسين بن حريث قال : حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ألا إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم )
=(694) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1703)


ذكر ما يستحب للمرء أن يذود نفسه من هذه الغرارة الزائلة ببذل ما يملك منها لغيره


694 - أخبرنا الحسن بن سفيان"1": حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك
أن أم سليم : بعثت بقناع فيه رطب إلى النبي صلى الله عليه و سلم فجعل يقبض القبضة فيبعث بها إلى بعض أزواجه ثم يقبض القبضة فيبعث بها إلى أزواحه ثم يبعث بها وإنه ليشتهيه فعل ذلك غير مرة وإنه ليشتهيه
=(695) [47:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر التعليق

__________
(1) تابعه أبو يعلى (2896) : حدثنا هدبة ... به .
وأخرجه أحمد (3/125) من طريق عبد الصمد ، و (6/269) عن عفان ، قالا: ثنا همام ... به .
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .


ذكر ما يستحب للمرء رعاية عياله بذبهم عن الأشياء التي يخاف عليهم متعقبها


695 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال : حدثنا محمد بن المعلى الأدمي قال : حدثنا يحيى بن حماد قال : حدثنا أبو عوانة عن العلاء بن المسيب عن إبراهيم بن قعيس عن نافع : عن ابن عمر
أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا خرج في غزاة كان آخر عهده بفاطمة وإذا قدم من غزاة كان أول عهده بفاطمة رضوان الله عليها فإنه خرج لغزو تبوك ومعه علي رضوان الله عليه فقامت فاطمة فبَسَطَت في بيتها بساطاً وعلقت في بابها ستراً وصبغت مِقْنَعَتهَا بزعفران فلما قدم أبوها صلى الله عليه و سلم ورأى ما أحدثت رجع فجلس في المسجد فأرسلت إلى بلال فقالت : يا بلال اذهب إلى أبي فسله ما يَرُدُّهُ عن بابي ؟ فأتاه فسأله فقال صلى الله عليه و سلم :
( إني رأيتها أحدثت ثم شيئاً ) فأخبرها فهتكت الستر ورفعت البساط وألقت ما عليها ولبست أطمارها فأتاه بلال فأخبره فأتاها فاعتنقها وقال :
( هكذا كوني فداك أبي وأمي )
=(696) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الضعيفة)) (6269) ، وقد صحت القصة بسياق آخر يأتي (8/91/6319) .


ذكر الإخبار عن الوصف الذي يجب أن يكون المرء في هذه الدنيا الفانية الزائلة


696 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال : حدثنا الحسن بن قزعة قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال : حدثنا الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال :
أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بمَنْكِبِي - أو قال بمَنْكِبَيَّ - فقال :
( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )
قال : فكان ابن عمر يقول : إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك
وقال إسحاق : قال الحسن بن قزعة : ما سألني يحيى بن معين إلا هذا الحديث"1".
=(698) [66:3]
قال الشيخ الألباني:
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1157) : خ .

__________
(1) وقع خطأ ـ هنا ـ في ((طبعة المؤسسة)) ؛ بحيث قفز الترقيم من (696) إلى (698) !!
فاقتضى التنبيه . ((الناشر)) .


ذكر الإخبار عن أحساب أهل هذه الدنيا الفانية الزائلة


697 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال : حدثنا سويد بن نصر بن سويد المروزي قال : أخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أحساب أهل الدنيا المال )
=(699) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (6/271 ـ 272) .


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم : ( أحساب أهل الدنيا المال ) أراد به الذين يذهبون إليه عندهم


698 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال : حدثني زيد بن الحباب قال : حدثني الحسين بن واقد قال : حدثنا عبدالله بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن أحساب أهل الدنيا ـ الذي يذهبون إليه ـ لهذا المال )
=(700) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر نفسه.


ذكر الإخبار عما يؤول متعقب أموال أهل الدنيا التي هي أحسابهم إليه


699 - أخبرنا عبدالله بن قحطبة قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد بن جعفر - وهو غندر - قال : حدثنا شعبة : قال سمعت قتادة قال : سمعت مطرفاً يحدث عن أبيه قال :
انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقرأ : { ألهاكم التكاثر } [التكاثر :1] قال :
( يقول ابن آدم : مالي مالي وإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت )
=(701) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((مشكلة الفقر)) (113) : م .


ذكر البيان بأن الله جعل متعقب طعام ابن آدم في الدنيا مثلاً لها


700 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا موسى بن الحسين بن بسطام قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن مطعم ابن آدم ضُرِبَ للدنيا مثلاً بما خرج من ابن آدم وإن قزَّحه وَمَلَّحَهُ فانظر ما يصير إليه )
=(702) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (382) .


ذكر البيان بأن ما ارتفع من هذه الأشياء لا بد له أن يتضع لأنها قذرة خلقت للفناء


701 - أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال : حدثنا أبو خالد الأحمر عن حميد عن أنس قال :
كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم العضباء لا تسبق كلما سابقوها سبقت فجاء أعرابي على قعود فسابقها فسبقها فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى رأى ذلك في وجوههم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( حَقٌّ على الله أن لا يرتفع شيء من هذه القذرة إلا وضعها الله )
=(703) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3525) : خ .


ذكر البيان بأن المرء يجب عليه أن يقنع نفسه عن فضول هذه الدنيا الفانية الزائلة بتذكرها عاقبة الخير وأهله


702 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني الماضي بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :
كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم سرير مُشبَّكٌ بالبردي عليه كساء أسود قد حشوناه بالبردي فدخل أبو بكر و عمر عليه فإذا النبي صلى الله عليه و سلم نائم عليه فلما رآهما استوى جالساً فنظرا فإذا أثرُ السرير في جنب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر و عمر - وبكيا - : يا رسول الله ما يؤذيك خشونة ما نرى من سريرك وفراشك وهذا كسرى و قيصر على فرش الحرير والديباج ؟
فقال :
( لا تقولا هذا فإن فراش كسرى و قيصر في النار وإن فراشي وسريري هذا عاقبته إلى الجنة )
=(704) [47:5]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (4/114)


ذكر استحباب الاقتناع للمرء بما أوتي من الدنيا مع الإسلام والسنة


703 - أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد العابد الطاحي بالبصرة قال : حدثنا نصر بن علي بن نصر الجهضمي قال : أخبرنا المقرىء قال : حدثنا حيوة بن شريح قالك حدثنا أبو هانىء : أن أبا علي الجنبي أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يقول : إنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( طوبى لمن هُدِيَ إلى الإسلام وكان عيشه كفافاً وقَنَّعَهُ الله به )
=(705) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1506) .


ذكر الأمر بالتخلي عن الدنيا والاقتناع منها بما يقيم أوَدَ المسافر في رحلته


704 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب الرملي حدثنا ابن وهب عن أبي هانىء أخبرني أبو عبدالرحمن الحبلي عن عامر بن عبدالله :
أن سلمان الخير حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع قالوا : ما يجزعك يا أبا عبدالله وقد كانت لك سابقة في الخير شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مغازي حسنة وفتوحاً عظاماً ؟
قال : يجزعني أن حبيبنا صلى الله عليه و سلم حين فارقنا عهد إلينا قال :
( لِيَكْفِ اليوم منكم كزاد الراكب )
فهذا الذي أجزعني فجمع مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر درهماً"1".
=(706) [63:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1716)

قال أبو حاتم : عامر هذا : هو عامر بن عبد قيس
و سلمان الخير : هو سلمان الفارسي

__________
(1) في مطبوعة دار الكتب العلمية : (ديناراً)


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قلة التلهف عند فوته البغية في غدوه


705 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبدالله قال :
كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غار فنزلت عليه { والمرسلات عرفا } [ المرسلات : 1 ] فأخذتها من فيه وإن فاه رطب بها فما أدري بأيها ختم { فبأي حديث بعده يؤمنون } [ المرسلات : 50 ] أو { إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون } [ المرسلات : 48 ] فسبقتنا حية فدخلت في جُحْرٍ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( وُقِيُتم شرها كما وُقِيَتْ شرَّكم )
=(707) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن النسائي)) (2700) .


706 - أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بنسا قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الجعفي قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الأعمش قال : حدثني إبراهيم عن الأسود عن عبدالله قال :
بينما نحن مع النبي صلى الله عليه و سلم في غار فنزلت عليه : { والمرسلات عرفاً } [ المرسلات : 1 ] فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه وإن فاه لرطب بها إذ وثبت علينا حية فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( اقتلوها ) فابتدرناها فذهبت فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( لقد وُقِيَتْ شَرَّكم كما وُقِيتُم شَرَّها )
=(708) [5:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر الإخبار بأن الإمعان في الدنيا يضر في العقبى كما أن الإمعان في طلب الآخرة يضر في فضول الدنيا


707 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا يعقوب بن عبدالرحمن الإسكندراني عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى )
=(709) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الضعيفة)) (5650) .


ذكر الزجر عن اتخاذ الضياع إذ اتخاذها يُرَغِّبُ في الدنيا إلا من عصم الله جل وعلا


708 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا محمد بن خازم عن الأعمش عن شِمر بن عطية عن المغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا )
قال عبدالله : وبالمدينة وما بالمدينة وبراذان وما براذان
=(710) [23:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (12) .


ذكر الأمر بالنظر إلى من هو دون المرء في أسباب الدنيا


709 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : أخبرنا الليث بن سعد عن ابن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا رأى أحدكم من فُضِّلَ عليه في الخلق أو الرزق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فُضِّلَ هو عليه )
=(711) [78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما بعده .


ذكر الأمر للمرء أن ينظر إلى من هو دونه في المال والخلق دون من فوقه فيهما


710 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبدالرزاق قال : أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّلَ عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فُضِّلَ هو عليه )
=(712) [78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما بعده .


ذكر الزجر عن أن ينظر المرء إلى من فوقه في أسباب الدنيا


711 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تنظروا إلى من هو فوقكم وانظروا إلى من هو أسفل منكم فإنه أجدر أن لا تَرُدُّوا نعمة الله )
=(713) [43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت (633) ، ((الروض)) (604) : م ، خ نحوه .


ذكر وصف الفوق الذي في خبر أبي صالح الذي ذكرناه


712 - أخبرنا عبدالرحمن بن بحر البزار قال : حدثنا ابن أبي عمر العدني قال : حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا رأى أحدكم من فوقه في المال والحسب فلينظر إلى من هو دونه في المال والحسب )
=(714) [43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر ما يستحب للمرء أن يكون خروجه من هذه الدنيا الفانية الزائلة وهو صفر اليدين مما يُحاسب عليه مما في عنقه


713 - أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن أبي حازم عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة أنها قالت :
اشتد وجع رسول الله صلى الله عليه و سلم وعنده سبعة دنانير أو تسعة فقال
( يا عائشة ما فَعَلَتْ تلك الذهب ) ؟ فقلت : هي عندي قال :
( تصدَّقي بها ) قالت : فشُغِلْت به ثم قال :
( يا عائشة ما فَعَلَتْ تلك الذهب ) ؟ فقلت : هي عندي فقال :
( ائتيني بها ) قالت : فجئت بها فوضعها في كفه ثم قال :
( ما ظن محمد أن لو لقي الله وهذه عنده ؟ ما ظن محمد أن لو لقي الله وهذه عنده ؟ )
=(715) [48:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1014) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ذَمِّه نفسه عن شهواتها واحتماله المكاره في مرضاة الباري جل وعلا


714 - أخبرنا الحسن بن سفيان بخبر غريب حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت و حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( حُفَّتِ الجنة بالمكاره وحُفَّتِ النار بالشهوات )
=(716) [10:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م .


ذكر الإخبار بأن الشديد الذي غلب نفسه عند الشهوات والوساوس لا من غلب الناس بلسانه


715 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال : حدثنا هناد بن السري قال : حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ليس الشديد من غَلَبَ [ الناس ] إنما الشديد من غلب نفسه )
=(717) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح الأدب المفرد)) (997) : ق نحوه أتم منه


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الاحتراز من النار مجانية الشهوات في الدنيا


716 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو نصر التمار قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( حُفَّتِ الجنة بالمكاره وحُفَّتِ النار بالشهوات )
=(718) [79:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر رقم (714) .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


717 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي بالبصرة قال : أخبرنا أحمد بن منيع قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( حُفَّتِ النار بالشهوات وحُفَّتِ الجنة بالمكاره )
=(719) [79:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


6 ـ باب الورع والتوكل


ذكر الخبر الدال على أن للمرء استعمال التورع في أسبابه دون التعلق بالتأويل وإن كان له ذلك


718 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا ابن أبي السري حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ( اشترى رجل من رجل عقارا فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة ذهب فقال له الذي اشترى العقار : خذ ذهبك عني إنما اشتريت منك أرضا ولم أتبع منك ذهبا وقال الذي باع الأرض : إنما بعتك الأرض وما فيها قال : فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه : ألكما ولد ؟ فقال أحدهما : غلام وقال الآخر : جارية فقال : أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما وتصدقا )
=(8) [6:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((أحاديث البيوع)) : ق .


ذكر الإخبار عن وصف حالة من يتورع عن الشبهات في الدنيا


719 - أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف حدثنا نصر بن علي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا ابن عون عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( الحلال بَيِّنٌ والحرام بَيِّنٌ وبين ذلك أمور مشتبهة - وربما قال : متشابهة - وسأضرب لكم في ذلك مثلاً :
إن الله حَمَى حِمىً وإن حمى الله محارمه وإنه من يرتع حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى - وربما قال : من يرتع حول الحمى يوشك أن يرتع - وإن من خالط الريبة يوشك أن يَجْسُرَ )
=(721) [28:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((غاية المرام)) (20) : ق .


ذكر الزجر عما يريب المرء من أسباب هذه الدنيا الفانية الزائلة


720 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال : حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال : حدثنا شعبة قال : حدثنا بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء السعدي قال :
قلت للحسن بن علي : حدثني بشيء حفظته من رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يحدثك به أحد قال : قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( دع ما يريبك إلى مالا يريبك ) قال ( الخبر طمأنينة والشر ريبة )
وأُتي النبي صلى الله عليه و سلم بشيء من تمر الصدقة فأخذتُ تمرة فألقيتها في فِيَّ فأخذها بلعابها حتى أعادها في التمر فقيل له : يا رسول الله ما كان عليك من هذه التمرة من هذا الصبي ؟ فقال :
( إنَّا آل محمد لا يَحِلُّ لنا الصدقة ) وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو بهذا الدعاء :
( اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يُقضى عليك إنه لا يَذِلُّ من واليت تباركت وتعاليت )
=(722) [23:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (2074) ، ((المشكاة)) (2773) .


ذكر الخبر الدال على أن على المرء أن لا يعتاض عن أسباب الآخرة بشيء من حطام هذه الدنيا الفانية الزائلة عند حدوث حالة به


721 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي حدثنا ابن فضيل حدثنا يونس بن عمرو عن أبي بردة عن أبي موسى قال :
أتى النبي صلى الله عليه و سلم أعرابياً فأكرمه فقال له :
( ائتنا ) فأتاه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( سل حاجتك ) قال : ناقة نركبها وأعنُزٌ يحلبها أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ) ؟ قالوا : يا رسول الله وما عجوز بني إسرائبل ؟ قال :
( إن موسى عليه السلام لما سار ببني إسرائيل من مصر ضَلُّوا الطريق فقال : ما هذا ؟ فقال علماؤهم : إن يوسف عليه السلام لما حضره الموت أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا قال : فمن يعلم موضع قبره ؟ قال : عجوز من بني إسرائيل فبعث إليها فأتته فقال : دليني على قبر يوسف قالت : حتى تعطيني حكمي قال : وما حكمك ؟ قالت : أكون معك في الجنة فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله إليه : أن أعطها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء فقالت : أنضبوا هذا الماء فأنضبوه فقالت : احتفروا فاحتفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض وإذا الطريق مثل ضوء النهار )
=(723) [6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (313) .


ذكر الإخبار بأن على المرء عند العُدْمِ النظر إلى ما ادُّخِرَ له من الأجر دون التلَهُّفِ على ما فاته من بغيته


722 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير قال : حدثنا المقرىء قال : حدثنا حيوة بن شريح قال : حدثني أبو هانىء حميد بن هانىء أن أبا علي الجنبي حدثه : أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى بالناس يَخِرُّ رجال من قامتهم في الصلاة لما بهم من الحاجة وهم أصحاب الصُّفَّةِ حتى يقول الأعراب : إن هؤلاء لمجانين فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاته قال :
( لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة )
قال فضالة : وأنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ
=(724) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2169) .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الاتكال على تفضل الله جل وعلا في أسباب دنياه دون التأسف على ما فاته منها


723 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبدالرزاق قال : أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحَّاء بالليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يَغِضْ ما في يمينه واليد الأخرى القبض يرفع ويخفض وعرشه على الماء )
=(725) [67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : هذه أخبار أُطلقت من هذا النوع توهم من لم يحكم صناعة العلم أن أصحاب الحديث مشبِّهة عائذ بالله أن يخطر ذلك ببال أحد من أصحاب الحديث ولكن أطلق هذه الأخبار بألفاظ التمثيل لصفاته على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم دون تكييف صفات الله جل ربنا عن أن يُشَبَّهَ بشيء من المخلوقين أو يُكَيَّف بشيء من صفاته إذ ليس كمثله شيء


ذكر الخبر الدال على إيجاب الجنة لمن توكل على الله تعالى في جميع أسبابه


724 - أخبرنا محمد بن جعفر بن الأشعث بسمرقند و يعقوب بن يوسف ببخارى قالا : حدثنا محمد بن عيسى بن حيان حدثنا شعيب بن حرب عن عثمان بن واقد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( دخلت أُمَّةٌ الجنة بِقَضِّهَا وقضيضها كانوا لا يكتوون ولا يَسْتَرْقُون وعلى ربهم يتوكلون )
=(726) [6:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف جداً ـ ((الضعيفة)) (4613) ، وفي الباب ما يغني عنه ؛ فانظر الحديث (6052)
عن ابن مسعود ، و (6057) عن عمران .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تسليم الأشياء إلى بارئه جل وعلا


725 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي عن سفيان عن أبي سنان عن وهب بن خالد عن ابن الديلمي قال :
أتيت أبي بن كعب فقلت له : وقع في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعله أن يذهب من قلبي فقال : إن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه عَذَّبَهُمْ غير ظالم لهم ولو رَحِمَهُمْ كانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم ولو أنفقت مثل أحد في سبيل الله ما قَبِلَهُ الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت النار
قال : ثم أتيت عبدالله بن مسعود فقال مثل قوله ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل قوله ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه و سلم .... مثل ذلك .
=(727) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الظلال)) (245) .


ذكر الإخبار عما يجب على المؤمن من السكون تحت الحكم وقلة الاضطراب عند ورود ضد المراد


726 - أخبرنا الحسين بن عبدالله القطان قال : حدثنا نوح بن حبيب قال : حدثنا حفص بن غياث عن عاصم الأحول عن ثعلبة بن عاصم عن أنس بن مالك قال : النبي صلى الله عليه و سلم :
( عجبت للمؤمن لا يقضي الله له شيئاً إلا كان خيراً له )
=(728) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (148) .


ذكر البيان بأن المرء وإن كان مجداً في الطاعات إذا وردت عليه حالة الضيق والمنع يجب أن يستوي قلبه عندها مع حالة الوسع والإعطاء


727 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الوليد بن شجاع حدثنا علي بن مسهر حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :
لقد كان آل محمد صلى الله عليه و سلم يُرَوْنَ ثلاثة أشهر ما يستوقدون فيه بنار ما هو إلا الماء والتمر وكان حولنا أهل دور من الأنصار لهم دواجن في حوائطهم فكان أهل كل دار يبعثون إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بغزير شاتهم فكان لرسول الله صلى الله عليه و سلم من ذلك اللبن
=(729) [27:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (111) ، ((صحيح سنن ابن ماجه)) (4145) : ق .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قطع القلب عن الخلائق بجميع العلائق في أحواله وأسبابه


728 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا المقرىء عن حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو عن عبدالله بن هبيرة عن أبي تميم الجيشاني عن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( لو تَوَكَّلون على الله حق توكُّله لرزقكم الله كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً )
=(730) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (310)


ذكر الإخبار بأن المرء يجب عليه مع توكل القلب الاحتراز بالأعضاء ضد قول من كرهه


729 - أخبرنا الحسين بن عبدالله القطان قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل قال : حدثنا يعقوب بن عبدالله عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال :
قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم : أُرْسِلُ ناقتي وأتوكل ؟ قال :
( اعقلها وتوكل )
=(731) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن لغيره ـ ((مشكلة الفقر)) (23/22) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : يعقوب هذا : هو يعقوب بن عمرو بن عبدالله بن عمرو بن أمية الضمري من أهل الحجاز مشهور مأمون


7 - باب قراءة القرآن


[729 / م ] - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا خلف بن هشام البزار قال : حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله ... رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( اقرؤا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه )"1"
=(732) [34:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .

__________
(1) هذا الحديث سقط من ((الأصل)) في هذا الموضع ، وهو في ((طبعة المؤسسة)) برقم (732)و (758) _مكرراً _ ، وسيأتي مكرراً _ هنا _ أيضاً _ برقم (756) . ((الناشر)) .


ذكر البيان بأن قراءة المرء بين القراءتين كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من الجهر والمخافتة جميعاً بها


730 - أخبرنا ابن خزيمة قال : حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال : حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة :
أن النبي صلى الله عليه و سلم مَرَّ بأبي بكر وهو يصلي يخفض صوته ومَرَّ بعمر يصلي رافعاً صوته قال : فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه و سلم قال لأبي بكر :
( يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض من صوتك ) قال : قد أسمعت من ناجيت قال :
( ومررت بك يا عمر وأنت ترفع صوتك ) قال : يا رسول الله أوقظ الوسنان وأحتسب به قال : فقال صلى الله عليه و سلم لأبي بكر :
( ارفع من صوتك شيئاً ) وقال صلى الله عليه و سلم لعمر :
( اخفض من صوتك شيئاً )
=(733) [1:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1200)


ذكر البيان بأن قراءة القرآن بينه وبين نفسه تكون أفضل من قراءته بحيث يُسْمَعُ صوته


731 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب حدثنا معاوية بن صالح عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمُسِرُّ بالقرآن كالمُسِرِّ بالصدقة )
=(734) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1204)


ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه و سلم بعض أمته أن يقرأ عليه القرآن


732 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا عبد الغفار بن عبد الله الزبيري قال : حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال :
قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اقرأ علي ) قال : قلت : أقرأ عليك وإنما أنزل القرآن عليك ؟ قال :
( إني احب أن أسمعه من غيري ) فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } [النساء :41] نظرت إليه فإذا عيناه تُهراقان
=(735) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (192) : ق .


ذكر الأمر بأخذ القرآن عن رجلين من المهاجرين ورجلين من الأنصار


733 - أخبرنا الحسين بن محمد بن مودود بحران قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن طلحة بن مصرف عن مسروق بن الأجدع قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول :
لم أَزَلْ أُحِبُّ عبد الله بن مسعود منذ سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( اقرأوا القرآن من أربعة : عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب )
=(736) [86:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1827) : ق .


ذكر الإخبار عما أبيح لهذه الأمة في قراءة القرآن على الأحرف السبعة


734 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس بن مالك عن أبي بن كعب قال :
قرأ رجل آية وقرأتها على غير قراءته فقلت : من أقرأك هذه ؟ فقال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله أقرأتني آية كذا وكذا ؟ قال :
( نعم ) قال الرجل : أقرأتني كذا وكذا ؟ قال :
( نعم إن جبريل وميكائيل أتياني فجلس جبريل عليه السلام عن يميني وميكائيل عليه السلام عن يساري فقال جبريل : يا محمد اقرأ القرآن على حرف فقال ميكائيل : اسْتَزِدْهُ فقلت : زدني فقال : اقرأه على حرفين فقال ميكائيل : استزده حتى بلغ سبعة أحرف وقال : اقرأه على سبعة أحرف كلٌّ شافٍ كافٍ )
=(737) [20:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1327) ، ((الصحيحة)) (843) .


ذكر الخبر الدال على أن من قرأ القرآن على حرف من الأحرف السبعة كان مصيباً


735 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا جعفر بن مهران السباك حدثنا عبد الوارث عن محمد بن جحادة عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب :
أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه و سلم وهو بأضاة بني غفار فقال : ( يا محمد إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك هذا القرآن على حرف واحد فقال صلى الله عليه و سلم :
أسأل الله معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته سل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا ذلك فانطلق ثم رجع فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك هذا القرآن على حرفين فقال :
أسأل الله معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته سل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا ذلك فانطلق ثم رجع فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك هذا القرآن على ثلاثة أحرف قال :
أسأل الله معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته سل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا ذاك قال : فانطلق ثم رجع فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ هذا القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ حرفاً منها فهو كما قرأ )
=(738) [20:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1328) : م .


ذكر العلة التي من أجلها سأل النبي صلى الله عليه و سلم ربه معافاته ومغفرته


736 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن أبي بن كعب قال :
لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم جبريل صلى الله عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إني بُعثت إلى أمة أمية منهم الغلام والجارية والعجوز والشيخ الفاني قال : مُرْهُمْ فليقرأوا القرآن على سبعة أحرف )
=(739) [20:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1328)


ذكر تفضل الله جل وعلا على صفيه صلى الله عليه و سلم بكل مسألة سأل بها التخفيف عن أمته في قراءة القرآن بدعوة مستجابة


737 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن عبيد حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب قال :
كنت جالساً في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضى الصلاة دخلا جميعاً على النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ثم قرأ الآخر قراءة سوى قراءة صاحبه فقال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اقرآ ) فقرآ فقال :
( أحسنتما أو قال أصبتما ) قال : فلما قال لهما الذي قال كَبُرَ علي فلما رأى النبي صلى الله عليه و سلم ما غشيني ضرب في صدري فكأني أنظر إلى ربي فَرَقاً فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يا أُبَيُّ إن ربي أرسل إلي : أن اقرإ القرآن على حرف فرددتُ عليه أن هَوِّنْ على أمتي مرتين فَرَدَّ علي : أن اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل رَدَّةٍ رددتها مسألته يوم القيامة فقلت : اللهم اغفر لأمتي ثم أخَّرْتُ الثانية إلى يوم يرغب إلي فيه الخلق حتى أَبْرَهَمُ )
=(740) [20:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1328) : م .


738 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول :
سمعت هشام بن حكيم بن حزام فقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأها وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلت حتى انصرف ثم لَبَّبْتُهُ بردائه فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اقرأ ) فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( هكذا أُنزلت ) ثم قال لي :
( اقرأ ) فقرأت فقال :
( هكذا أُنزلت إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسَّر منه )
=(741) [41:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1325) : ق .


ذكر الإخبار بأن الله أنزل القرآن على أحرف معلومة


739 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت قال : قال أبي بن كعب : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أُنزل القرآن على سبعة أحرف )
=(742) [66:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1327) .


ذكر الإخبار عن وصف بعض القصد في الخبر الذي ذكرناه


740 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق ابن إبراهيم قال : أخبرنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو"1" عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( أُنْزِلَ القرآن على سبعة أحرف )
=(743) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ انظر التعليق .

{ حكيماً } , { عليماً } , { غفوراً }, { رحيماً } : قول محمد بن عمرو أدرجه في الخبر والخبر إلى سبعة أحرف فقط

__________
(1) ومن طريقه : ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (10/516) ، وأبو يعلى (1476) ، وأحمد (2/332 و 440) والطبري في ((التفسير)) (ج 1 / رقم 8) وأبو يعلى (1479) .
وإسناده حسن للخلاف المعروف في محمد بن عمرو .
وقول المؤلف بأن قوله : { حكيماً } ، { عليماً } مدرج منه ، فيه نظر عندي .


ذكر خبر قد شنَّع به بعض المعطلة على أصحاب الحديث حيث حرموا التوفيق لإدراك معناه


741 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت حميداً قال : سمعت أنساً قال :
كان رجلاً يكتب للنبي صلى الله عليه و سلم وكان قد قرأ البقرة وآل عمران عُدَّ فينا ذو شأن وكان النبي صلى الله عليه و سلم يُمِلُّ عليه { غفوراً رحيماً } [النساء :99] فيكتب : { عَفُوّاً غفوراً } [النساء :99] فيقول النبي صلى الله عليه و سلم :
( اكتب ) ويملي عليه { عليماً حكيماً } [النساء :11] فيكتب { سميعاً بصيراً } [الإسراء :1] فيقول النبي صلى الله عليه و سلم :
( اكتب أيهما شئت ) قال : فارتَدَّ عن الإسلام فلحق بالمشركين فقال : أنا أعلمكم بمحمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ إن كنت لأكتب ما شئت فمات فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( إن الأرض لن تقبله ) قال : فقال أبو طلحة : فأتيت تلك الأرض التي مات فيها وقد علمت أن الذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كما قال فوجدته منبوذاً فقلت : ما شأن هذا ؟ فقالوا : دفناه فلم تقبله الأرض
=(744) [33:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق على صحيح الموارد)) (1268/1521)


ذكر الإخبار عن وصف البعض الآخر لقصد النعت في الخبر الذي ذكرناه


742 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو همام قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا حيوة بن شريح عن عقيل بن خالد عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد وعلى حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف : زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلُّوا حلاله وحرِّموا حرامه وافعلوا ما أُمرتم به وانتهوا عما نُهِيتُم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا : آمنا به كُلٌّ من عند ربنا )
=(745) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف بزيادة : (( زاجر ... )) إلخ ـ ((الصحيحة)) (587)


ذكر البيان بأن لا حرج على المرء أن يقرأ بما شاء من الأحرف السبعة


743 - أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال : حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال : حدثنا أبي عن الأعمش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال :
سمعت رجلاً يقرأ آية أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم خلاف ما قرأ فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو يناجي علياً فذكرت له ذلك فأقبل علينا علي وقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركم أن تقرأوا كما عُلِّمْتُمْ
=(746) [41:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (1522) .


ذكر الزجر عن العتب على من قرأ بحرف من الأحرف السبعة


744 - أخبرنا محمد بن يعقوب الخطيب بالأهواز قال : حدثنا معمر بن سهل قال : حدثنا عامر بن مدرك قال : حدثنا إسرائيل عن عاصم عن زر عن عبد الله قال :
أقرأني رسول الله صلى الله عليه و سلم سورة الرحمن فخرجت إلى المسجد عشية فجلس إلي رهط فقلت لرجل : اقرأ علي فإذا هو يقرأ أحرفاً لا أقرأها فقلت : من أقرأك ؟ فقال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلقنا حتى وقفنا على النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : اختلفنا في قراءتنا فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه تَغَيُّرٌ ووجد في نفسه حين ذكرت الاختلاف فقال :
( إنما هلك من قبلكم بالاختلاف ) فأمرعلياً فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما عُلِّمَ فإنما أهلك من قبلكم الاختلاف قال : فانطلقنا وكل رجل منا يقرأ حرفاً لا يقرأ صاحبه
=(747) [41:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن _ ((الصحيحة)) (1522)


ذكر الإباحة للمرء أن يُرَجِّع في قراءته إذا صَحَّتْ نيته فيه


745 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا نوح بن حبيب قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة أنه سمع عبد الله بن المغفل يقول :
قرأ النبي صلى الله عليه و سلم عام الفتح فَرَجَّعَ في قراءته .
قال معاوية : لولا أني أكره أن يجتمع الناس علي لحكيت قراءته
=(748) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1319) : ق .


ذكر إباحة تحسين المرء صوته بالقرآن


746 - أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك العابد حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن منصور عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( زيِّنوا القرآن بأصواتكم )
=(749) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1320) .

قال أبو حاتم : هذه اللفظة من ألفاظ الأضداد يريد بقوله صلى الله عليه و سلم : ( زينوا القرآن بأصواتكم لا زينوا أصواتكم بالقرآن )


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء


747 - أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( زينوا القرآن بأصواتكم )
=(750)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر نفسه


ذكر إباحة تحزين الصوت بالقرآن إذ الله أَذِنَ في ذلك


748 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج حدثنا حامد بن يحيى البلخي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن الزهري ثم سمعته عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( ما أَذِنَ الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن )
=(751) [[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1324) : ق .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( يتغنى بالقرآن ) يريد يتحزَّن به وليس هذا من الغنية ولو كان ذلك من الغنية لقال : يتغانى به ولم يقل : يتغنى به وليس التحزُّنُ بالقرآن نقاء الجِرْمِ وطيب الصوت وطاعة اللهوات بأنواع النغم بوفاق الوقاع ولكن التحزن بالقرآن هو أن يقارنه شيئان : الأسف والتلهف : الأسف على ما وقع من التقصير والتلهف على ما يؤمل من التوقير فإذا تألم القلب وتوجع وتخزن الصوت ورجَّع بَدَرَ الجفن بالدموع والقلب باللموع فحينئذ يستلذ المتهجِّد بالمناجاة ويفر من الخلق إلى وكر الخلوات رجاء غفران السالف من الذنوب والتجاوز عن الجنايات والعيوب فنسأل الله التوفيق له


ذكر استماع الله إلى المتحزِّن بصوته بالقرآن


749 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما أَذِنَ الله لشيء كَأَذَنِهِ للذي يتغنى بالقرآن يجهر به )
=(752) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح : ق ـ انظر ما قبله .

قال أبو حاتم : قوله : ( ما أذِنَ الله ) يريد : ما استمع الله لشيء .
( كَأَذَنِهِ ) : كاستماعه .
( للذي يتغنى بالقرآن يجهر به ) يريد : يتحزن بالقراءة على حسب ما وصفنا نعته


ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا خبري أبي هريرة اللذين ذكرناهما


750 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء
=(753) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (840)

قال أبو حاتم رضي الله عنه : في هذا الخبر بيان واضح أن التحزُّن الذي أذن الله جل وعلا فيه بالقرآن واستمع إليه هو التحزن بالصوت مع بدايته ونهايته لأن بداءته هو العزم الصحيح على الانقلاع عن المزجورات ونهايته وفور التشمير في أنواع العبادات فإذا اشتمل التحزن على البداية التي وصفتها والنهاية التي ذكرتها صار المتحزن بالقرآن كأنه قذف بنفسه في مقلاع القربة إلى مولاه ولم يتعلق بشيء دونه


ذكر استماع الله إلى من ذكرنا نعته أشد من استماع صاحب القينة إلى قينته


751 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي عن اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن ميسرة مولى فضالة بن عبيد عن فضالة بن عبيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لَلَّهُ أشدُّ أَذَناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته )
=(754) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الضعيفة)) (2951) .


ذكر ما يقرأ به القرآن في هذه الأمة


752 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي قال : حدثنا المقرئ قال : حدثنا حيوة بن شريح قال : حدثني بشير بن أبي عمرو الخولاني أن الوليد بن قيس التجيبي حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( يكون خَلْفٌ بعد ستين سنة { أضاعوا الصلاة واتَّبَعُوا الشهوات فسوف يلقون غَيّاً } [ مريم :59] ثم يكون خَلْفٌ يقرأون القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة : مؤمن ومنافق وفاجر )
قال بشير : فقلت للوليد : ما هؤلاء الثلاثة ؟ قال : المنافق كافر به والفاجر يتأكل به والمؤمن يؤمن به
=(755)[[69:3]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3034).


ذكر الإخبار عن اقتصار المرء على قراءة القرآن كُلِّه في كل سبع


753 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثنا المفضل بن فضالة عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن يحيى بن حكيم بن صفوان عن عبد الله بن عمرو قال :
جمعت القرآن فقرأت به في ليلة فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( اقرأه في كل شهر ) قال : فقلت : يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي فقال :
( اقرأه في كل عشرين ) قلت : يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال :
( اقرأه في عشر ) فقلت : يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال :
( اقرأه في سبع ) فقلت : يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي فأبى
=(756)[[75:3]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (255) : ق نحوه .


ذكر الأمر لقارئ القرآن أن يختمه في سبع لا فيما هو أقل من هذا العدد


754 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال : حدثنا يحيى القطان عن ابن جريج قال : سمعت ابن أبي مليكة يحدث عن يحيى بن حكيم بن صفوان عن عبد الله بن عمرو قال :
حفظت القرآن فقرأت به في ليلة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اقرأه في شهر ) قال : قلت : يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال :
( اقرأه في عشر ) قال : قلت : يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال :
( اقرأه في سبع ) قال : قلت : يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال : فأبى
=(757) [78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح: ق انظر ما قبله.


ذكر الزجر عن أن يختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام إذ استعمال ذلك يكون أقرب إلى التدبر والتفهم


755 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث )
=(758) [[62:2]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1257) .


756 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا خلف بن هشام البزار قال : حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه )
=(759)[[34:4]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى (بعد 729)


ذكر الأمر للمرء إذا قرأ القرآن أن يريد بقراءته الله والدار الآخرة دون تعجيل الثواب في الدنيا


757 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث وذكر ابن سلم آخر معه ـ عن بكر بن سوادة عن وفاء بن شريح الصدفي عن سهل بن سعد الساعدي قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ونحن نقترئ فقال :
( الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الأحمر وفيكم الأسود ؟ ! اقرأوه قبل أن يقرأه أقوام يُقَوِّمُونه كما يُقَوَّمُ أَلْسِنَتُهُم يتعجَّل أحدهم أجره ولا يتأجَّلُهُ )
=(760) [78:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (259) ، ((صحيح أبي داود)) (784) ، ويأتي نحوه (6690)

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : كذا وقع السماع وإنما هو : (( السَّهْمُ )) .


ذكر الزجر عن أن يقول المرء نَسِيتُ آية كيت وكيت


758 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال : حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا يقول أحدكم نسيت آية كيت وكيت فإنه ليس هو نَسِيَ ولكنه نُسِّي )
=(761) [43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (422) : ق .


ذكر الأمر باستذكار القرآن والتعاهد عليه حذر نسيانه وتفلُّتِهِ


759 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال : حدثنا الحسن بن قزعة قال : حدثنا محمد بن سواء عن سعيد بن أبي عروبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( استذكروا القرآن فَلَهُوَ أشد تفصِّياً من صدور الرجال من النعم من عُقُلِهَا وبئس ما لأحدكم أن يقول : نَسِيتُ آية كيت وكيت ما نَسِيَ ولكن نُسِّي )
=(762)[[67:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ ((التعليق الرغيب)) (2/214) .

قال أبو حاتم : لم يُسند سعيد عن الأعمش غير هذا


ذكر الأمر باستذكار القرآن بالتعاهد على قراءته


760 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست و عمر بن سعيد و عبد الله بن قحطبة قالوا : حدثنا حسن بن قزعة البصري حدثنا محمد بن سواء حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( استذكروا القرآن فلهو أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم من عُقُلِهَا وبئسما لأحدكم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت بل هو نُسِّيَ )
=(763) [67:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .

قال أبو حاتم : في هذا الخبر دليل على أن الاستطاعة مع الفعل لا قبله


ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه و سلم المواظب على قراءة القرآن بصاحب بصاحب الإبل المُعَقَّلَةِ


761 - أخبرنا الحسين بن إدريس أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إنما مَثَلُ صاحب القرآن كصاحب الإبل المعقَّلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت )
=(764) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/214) : ق .


ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه و سلم المواظب على قراءة القرآن والمُقَصِّر فيها بالإبل المُعَقَّلَة


762 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن مثل صاحب القرآن مثل صاحب الإبل المُعَقَّلَة إن عاهد عليها عَقَلَهَا وإن أطلقها ذهبت )
=(765) [28:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكرالبيان بأن آخر منزلة القارئ في الجنة تكون عند آخر آية كان يقرأُها في الدنيا


763 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا ابن مهدي عن الثوري عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يُقالُ لصاحب القرآن يوم القيامة : اقرأ وارق وَرَتِّل كما كنت تُرَتِّل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها )
=(766) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1317) .


ذكر تفضل الله جل وعلا على الماهر بالقرآن بكونه مع السفرة وعلى من يصعب عليه قراءته بتضعيف الأجر له


764 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مثل الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأه وهو يشتد عليه له أجران )
=(767) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1307) : ق .


ذكر حفوف الملائكة بالقوم الذين يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم مع البيان بأن الرحمة تشملهم في ذلك الوقت


765 - أخبرنا محمد بن محمود بن عدي أبو عمرو بنسا قال : أخبرنا حميد بن زنجويه قال : حدثنا محاضر بن المورِّع قال : حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما جلس قوم في مسجد من مساجد الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفَّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه )
=(768) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1308) : م .


ذكر إثبات نزول السكينة عند قراءة المرء القرآن


766 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء يقول :
إن رجلاً كان يقرأ سورة الكهف ـ ودابته موثقة ـ فجعلت تنفر ترى مثل الضبابة - أو الغمامة - قد غشيته فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فقال :
( اقرأ يا فلان تلك السكينة أُنزلت عند القرآن أو للقرآن )
=(769) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن الترمذي)) (3058) : ق .


ذكر مثل المؤمن والفاجر إذا قرآ القرآن


767 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا همام عن قتادة عن أنس عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأُتْرُجَّة طعمها طيِّبٌ وريحها طيِّبٌ ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مُرٌّ ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها )
=(770) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((نقد الكتاني)) (ص43) ، ((الصحيحة)) (3214) : ق .


ذكر الإخبار عن وصف المؤمن والفاجر إذا قرآ القرآن


768 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة طعمها طيِّب وريحها طيِّب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل المنافق أو الفاجر الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق أو الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها )
=(771) [28:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .


ذكر البيان بأن القرآن يرتفع به أقوام ويتَّضِعُ به آخرون على حسب نياتهم في قراءتهم


769 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال : أخبرني أبو الطفيل عامر بن واثلة
أن نافع بن عبد الحارث تلقى عمر بن الخطاب إلى عسفان وكان نافع عاملاً لعمر على مكة فقال عمر : من استخلفت على أهل الوادي يعني أهل مكة ؟ قال : ابن أبزى قال : ومن ابن أبزى ؟ قال : رجل من الموالي قال عمر : استخلفت عليهم مولى ؟ ! فقال له : إنه قارئ لكتاب الله فقال : أما إن نبيكم صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله ليرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع به آخرين )
=(772) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2239) ، ((تخريج المختارة)) : م .


ذكر ما أُمِرَ غير عبد الله بن عمرو بقراءته ابتداء


770 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع حدثنا ابن وهب أخبرني عبد الله بن عياش بن عباس وحدثني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن عياش بن عباس حدثهم عن عيسى ابن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو :
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أقرئني القرآن قال :
( اقرأ ثلاثاً من ذوات { الر } [يونس :1] )
قال الرجل : كبر سني وثقل لساني وغلظ قلبي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اقرأ ثلاثا من ذوات { حم } [غافر :1] )
فقال الرجل مثل ذلك ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة فأقرأهُ رسول الله صلى الله عليه و سلم { إذا زلزلت الأرض } [الزلزلة :1] حتى بلغ : { من يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره } [الزلزلة :7 ـ 8]
قال الرجل : والذي بعثك بالحق ما أُبالي أن لا أزيد عليها حتى ألقى الله ولكن أخبرني بما علي من العمل أعمل ما أطقت العمل قال :
( الصلوات الخمس وصيام رمضان وحج البيت وأَدِّ زكاة مالك وَمُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر )
=(773) [[65:3]]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((ضعيف أبي داود)) (247) .


ذكر البيان بأن فاتحه الكتاب من أفضل القرآن


771 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أحمد بن آدم غندر حدثنا علي بن عبد الحميد المعني حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم في مسير فنزل فمشى رجل من أصحابه إلى جانبه فالتفت إليه فقال :
( ألا أخبرك بأفضل القرآن ) ؟ قال : فتلا عليه { الحمد لله رب العالمين } [الفاتحة :2]
=(774) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/216 ـ 217) .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( ألا أخبرك بأفضل القرآن ) أراد به : بأفضل القرآن لك لا أن بعض القرآن يكون أفضل من بعض لأن كلام الله يستحيل أن يكون فيه تفاوت التفاضل


ذكر البيان بأن فاتحة الكتاب مقسومة بين القارئ وبين رَبِّه


772 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان بعسكر مكرم وعدة قالوا : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن أُبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يقول الله تعالى : ما في التوراة ولا في الإنجيل مثل أُمِّ القرآن وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل )
=(775) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/216) .

قال أبو حاتم : معنى هذه اللفظة ( ما في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن ) أن الله لا يعطي لقارئ التوراة والإنجيل من الثواب ما يعطي لقارئ أم القرآن إذ الله بفضله فضَّل هذه الأمة على غيرها من الأمم وأعطاها الفضل على قراءة كلام الله أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه وهو فضل منه لهذه الأمة وعدل منه على غيرها


ذكر كيفية قسمة فاتحة الكتاب بين العبد وبين ربه


773 - أخبرنا الحسين بن مودود أبو عروبة حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي حدثنا أبو المغيرة حدثنا ابن ثوبان عن الحسن بن الحر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج فهي خداج غير تمام )
قال : فقال رجل : يا أبا هريرة إني أحياناً أكون وراء الإمام قال : فغمز ذراعي ثم قال : يا فارسي اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( قال الله تبارك وتعالى : قَسَمْتُ الصلاة بيني وبين عبادي نصفين فنصفها لعبدي ونصفها لي ولعبدي ما سأل إذا قال العبد : { الحمد لله رب العالمين } [الفاتحة :2] قال الله : حمدني عبدي وإذا قال : { الرحمن الرحيم } [الفاتحة : 3] يقول الله : أثنى علي عبدي وإذا قال : { ملك يوم الدين } [الفاتحة :4] قال : مَجَّدنِي عبدي وهذه بيني وبين عبدي يقول : { إياك نعبد وإياك نستعين } [الفاتحة :5] وما بقي فلعبدي ولعبدي ما سأل , { اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } [الفاتحة : 6 ـ 7] فهذا لعبدي ولعبدي ما سأل )
=(776) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صفة الصلاة)) (ص97) : م .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أبو المغيرة : عبد القدوس ابن الحجاج الخولاني


ذكر البيان فاتحة الكتاب هي أعظم سورة في القرآن وهي السبع المثاني التي أوتي محمد صلى الله عليه و سلم


774 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا يحيى عن شعبة قال : حدثني حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال : .
كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم أجِبْهُ فقلت : يا رسول الله إني كنت أصلي فقال :
( ألم يقل الله : { استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم } [الأنفال :24] ) ثم قال :
( ألا أعلمك سورة هي أعظم سورة في القرآن ) ؟ فقلت : بلى فقال :
( { الحمد لله رب العالمين } [الفاتحة :2] هي السبع المثاني والقرآن الذي أوتيته )
=(777) [21:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1311) : خ .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : قوله صلى الله عليه و سلم : ( هي أعظم سورة ) أراد به في الأجر لا أن بعض القرآن أفضل من بعض
و أبو سعيد بن المعلى اسمه : رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة مات سنة أربع وسبعين


ذكر البيان بأن قارىء فاتحة الكتاب وآخر سورة البقرة يعطى ما يسأل في قراءته


775 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :
بينما جبريل جالس عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه وقال : ( لقد فُتِحَ باب من السماء ما فُتِحَ قط فأتاه مَلَكٌ فقال له : أبشر بسورتين أوتيتهما لم يعطهما نبي كان قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ منها حرفاً إلا أُعطيته )
=(778) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م .


ذكر نزول الملائكة عند قراءة سورة البقرة


776 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أسيد بن حضير أنه قال :
يا رسول الله بينما أنا أقرأ الليلة سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي انطلق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اقرأ يا أبا عتيك ) فالتفت فإذا مثل المصباح مُدَلّى بين السماء والأرض ورسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( اقرأ يا أبا عتيك ) فقال : يا رسول الله فما استطعت أن أمضي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تلك الملائكة نزلت لقراءة سورة البقرة أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب )
=(779) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/219) .


ذكر تمثيل النبي صلى الله عليه و سلم سورة البقرة من القرآن بالسنام من البعير


777 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا الأزرق بن علي بن جهم حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهاراً لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام )
=(780) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ دون (( ثلاثة ليال ...)) ، ((الصحيحة)) (588) ((الضعيفة)) (1349) .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم ( لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام ) أراد به مردة الشياطين دون غيرهم


ذكر البيان بأن الآيتين من آخر سورة البقرة تكفيان لمن قرأهما


778 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حامد بن يحيى البلخي حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال :
لقيت أبا مسعود في الطواف فسألته عنه فحدثني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه )
=(781) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1263) : ق .


ذكر البيان بأن آخر سورة البقرة إذا قُرئ في دار ثلاث ليال أَمِنَ أهل الدار دخول الشيطان عليهم


779 - أخبرنا عمران بن موسى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة حدثنا الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( الآيتان خُتِمَ بهما سورة البقرة لا تُقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان )
=(782) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/219) .


ذكر فرار الشيطان من البيت إذا قُرئ فيه سورة البقرة


780 - أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الصمد حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لا تتخذوا بيوتكم مقابر صَلُّوا فيها فإن الشيطان لَيَفِرُّ من البيت يسمع سورة البقرة تُقرأ فيه )
=(783) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2418) .


ذكر الاحتراز من الشياطين نعوذ بالله منهم بقراءة آية الكرسي


781 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبدالرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني ابن أُبي بن كعب : أن أباه أخبره :
أنه كان لهم جرين فيه تمر وكان مما يتعاهده فيجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم قال : فسلَّمت فرد السلام فقلت : ما أنت جِنٌّ أم أنس ؟ فقال : جن فقلت : ناولني يدك فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت : هكذا خُلِقَ الجن فقال : لقد عَلِمَتِ الجن أنه ما فيهم من هو أشد مني فقلت : ما يحملك على ما صنعت ؟ قال : بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببت أن أصيب من طعامك قلت : فما الذي يحرزنا منكم ؟ فقال : هذه الآية آية الكرسي قال : فتركته وغدا أُبي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( صدق الخبيث )
=(784) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (3245)

قال أبو حاتم : اسم ابن أبي بن كعب هو الطفيل بن أبي بن كعب


ذكر الاعتصام من الدجال نعوذ بالله من شره بقراءة عشر آيات من سورة الكهف


782 - أخبرنا أبو صخرة عبد الرحمن بن محمد ببغداد بين السورين حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من قرأ عشر آيات من سورة الكهف عُصِمَ من فتنة الدجال )
=(785) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (582) .


ذكر البيان بأن الآي التي يعتصم المرء بقراءتها من الدجال هي آخر سورة الكهف


783 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدراء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عُصِمَ من الدجال )
=(786)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر نفسه : م ، لكن الأصح بلفظ : (( أول سورة الكهف )) : م .


ذكر الأمر بالإكثار من قراءة سورة { تبارك الذي بيده الملك }


784 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : قلت لأبي أسامة : أحدثكم شعبة عن قتادة عن عباس الجُشمي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن سورة في القرآن - ثلاثون آية - تستغفر لصاحبها حتى يُغفر له : { تبارك الذي بيده الملك } [الملك : 1] ) ؟
فَأَقَرَّ به أبو أسامة وقال : نعم
=(787) [80:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن لغيره ـ ((صحيح أبي داود)) (1265) .

قال أبوحاتم رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه و سلم : ( تستغفر لصاحبها ) أراد به ثواب قراءتها فأطلق الاسم على ما تولَّد منه وهو الثواب كما يُطلق اسم السورة نفسها عليه
و كذلك قوله صلى الله عليه و سلم في خبر أبي أسامة أراد به ثواب القرآن وثواب البقرة و آل عمران إذ العرب تطلق في لغتها اسم ما تولد من الشيء على نفسه كما ذكرناه


ذكر استغفار ثواب قراءة ( تبارك الذي بيده الملك ) لمن قرأه


785 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة حدثني قتادة عن عباس"1" الجُشمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( سورة في القرآن ثلاثون آية تستغفر لصاحبها حتى يُغفر له { تبارك الذي بيده الملك } [الملك : 1] )
=(788) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن لغيره ـ انظر ما قبله .

__________
(1) تصفحت في دار الكتب العلمية إلى : عياش .


ذكر الأمر بقراءة { قل يا أيها الكافرون } لمن أراد أن يأخذ مضجعه


786 - أخبرنا أبو عروبة بحران قال : حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد ابن أبي أنيسة عن أبي إسحاق"1" عن فروة بن نوفل الأشجعي عن أبيه قال :
دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم فقلت : يا نبي الله علمني شيئاً أقوله إذا أويت إلى فراشي قال :
( اقرأ { قل يا أيها الكافرون } [الكافرون : 1] )"2"
=(789) [[104:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره

__________
(1) هو السبيعي وكان قد اختلط _ مع كونه مدلساً _ وقد تغاضى عنه المعلق على ((طبعة المؤسسة)) (3/70) مع إطالته النفس في تخريجه _ كما هي عادته ! _ .
ومن غرائبه :أنه فرَّق في الحكم على الاسناد _ في مطلع التخريج _ بين هذا فقال فيه :
(( رجاله ثقات )) _ وصَدَقَ _ وبين الاسناد الآتي _ بعده من طريق زهير بن معاوية عن أبي إسحاق _ فَصَدَّرَهُ بقوله : (( إسناده صحيح )) .
ثم أطال في التخريج وأنى له الصحة مع الاختلاط والتدليس ؟! وزهير هذا سَمِعَ من أبي إسحاق بعد الاختلاط ؟!
وفروة بن نوفل وثَّقه المؤلف (5/297) وروى له مسلم
وقد تابعه أخوه عبد الرحمن : عند ابن أبي شيبة (9/74/6580 و 10/249/9355) ، والبخاري في ((التاريخ)) (3/1/357) من طريق أبي مالك النخعي عنه .... به .
فبهذه المتابعة يصح الحديث ولم يقف عليها ذاك المعلق
وللحديث شاهد وفيه :
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك
لكن فيه جابر الجعفي وهو ضعيف انظر ((المجمع)) (10/121) .
(2) قال المعلق على مطبوعة (دار الكتب العلمية) :
(( ..... هذا الحديث ضرب عليه ... ولكننا أبقيناه لعدم تكرره في موضع آخر ))
قلت : قد تكرر في أربعة مواضع : (5500 و 5501 و 5520 و ( ... ) ( ص7/429) !


ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الفعل


787 - أخبرنا الصوفي قال : حدثنا علي بن الجعد قال : أخبرنا زهير بن معاوية"1" عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( هل لك في ربيبة فَيَكْفُلُهَا"2" [ قال : أراها ] "3" ربيبٌ [ قال علي : هذا من زهير ]"4" قال ثم جاء فسأله النبي صلى الله عليه و سلم فقال : تركتُها عند أمها قال :
( فمجيءُ ما جاء بك ؟ ) قال : جئت لِتُعَلِّمَني شيئاً أقوله عند منامي قال :
( اقرأ { قل يا أيها الكافرون } [ ثم ] نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك )
=(790)[[104:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح بما قبله , دون قصة الربيبة

__________
(1) قلت قد تابع زهيراً : سفيان عن أبي إسحاق عند البيهقي في ((شعب الايمان)) (2/498/2519)
وسفيان هو الثوري سمع منه قبل الاختلاط
(2) في مطبوعة دار الكتب العلمية : (( يكفلها )) وصححه الشيخ بخطه . ((الناشر))
(3) ما بين المعقوفين سقط من (( الاصل )) واستدركه الشيخ بخطه . ((الناشر))
(4) ما بين المعقوفين سقط من (( الاصل )) واستدركه الشيخ بخطه . ((الناشر))


ذكر تفضل الله جل وعلا على قارئ سورة الإخلاص بإعطائه أجر قراءة ثلث القرآن


788 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان العابد أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري :
أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ { قل هو الله أحد } [الإخلاص :1] يرددها فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فكأن الرجل يَتَقَالُّهَا فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن )
=(791) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1314) : خ .


ذكر البيان بأن العرب في لغتها تنسب الفعل إلى الفعل نفسه كما تنسبه إلى الفاعل والآمر سواء


789 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا حوثرة بن أشرس حدثنا مبارك بن فضالة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك
أن رجلاً قال : يا رسول الله إني أحب { قل هو الله أحد } [الإخلاص :1] فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( حبك إياها أدخلك الجنة )
=(792) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/226)


ذكرإثبات محبة الله لمحبي سورة الإخلاص


790 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث رجلاً على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم { قل هو الله أحد } [الإخلاص :1] فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( سلوه لأي شيء صنع هذا ) ؟ فسألوه فقال : أنا أحب أن أقرأها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أخبروه أن الله يحبه )
=(793) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن النسائي)) (949) : ق .


ذكرالبيان بأن حب المرء سورة الإخلاص بالمداومة على قراءتها يدخله الجنة


791 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن ثابت عن أنس :
أن رجلاً كان يلزم قراءة { قل هو الله أحد } [الإخلاص :1] في الصلاة مع كل سورة وهو يؤم بأصحابه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه فقال : إني أحبها قال :
( حبها أدخلك الجنة )
=(794) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (789) .


ذكر البيان بأن القارئ لا يقرأ شيئاً أبلغ له عند الله جل وعلا من { قل أعوذ برب الفلق }


792 - أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران عن عقبة بن عامر قال :
تبعت النبي صلى الله عليه و سلم يوماً وهو راكب فوضعت يدي على يده فقلت : يارسول الله أقرئني من سورة هود ومن سورة يوسف فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إنك لن تقرأ شيئاً أبلغ عند الله من { قل أعوذ برب الفلق } [الفلق :1] )
=(795) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/226) , ((الصحيحة)) (3499)


ذكر البيان بأن القارئ لا يقرأ شيئاً يشبه { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس }


793 - أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار بالبصرة قال : حدثنا عمرو بن علي بن بحر حدثنا بدل بن المحبر قال : حدثنا شداد ابن سعيد أبو طلحة الراسبي قال : حدثنا الجريري عن أبي نضرة عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اقرأ يا جابر ) قال : قلت ما أقرأ بأبي وأمي أنت ؟ قال :
( { قل أعوذ برب الفلق } [الفلق :1] و { قل أعوذ برب الناس } [الناس :1] ) فقرأتهما فقال صلى الله عليه و سلم :
( اقرأ ولن تقرأ بمثلهما )
=(796) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((التعليق الرغيب)) (2/226)


ذكر الإخبار عما يستحب للمرء قراءة المعوذتين في أسبابه


794 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر قال :
قلت لأبي بن كعب : إن ابن مسعود لا يكتب في مصحفه المعوذتين فقال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( قال لي جبريل : { قل أعوذ برب الفلق } [الفلق :1] فقُلْتُها وقال لي : { قل أعوذ برب الناس } [الناس :1] فقلتها )
فنحن نقول ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
=(797) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ .


ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ القرآن وهو واضع رأسه في حجر امرأته إذا كانت حائضاً


795 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال : حدثنا سفيان عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن عائشة قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يضع رأسه في حجر إحدانا فيتلو القرآن وهي حائض
=(798) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (252) : ق .


ذكر الإباحة لغير المتطهر أن يقرأ كتاب الله ما لم يكن جُنباً


796 - أخبرنا أبو قريش محمد بن جمعة الأصم قال : حدثنا محمد بن ميمون المكي قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن شعبة ومسعر و ذكر أبو قريش آخر معهما عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يَحْجُبُهُ عن قراءة القرآن ما خلا الجنابة
=(799) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الارواء)) (485) , ((ضعيف أبي داود)) (31)


797 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا حامد بن يحيى قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر وشعبة و ذكر ابن قتيبة آخر معهما عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبي طالب :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن يحجبه من قراءة القرآن شيء إلا أن يكون جُنباً
=(800) [31:5]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ انظر ما قبله


ذكرخبر قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم أنه مضاد لخبر علي بن أبي طالب الذي ذكرناه


798 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة عن عروة عن عائشة قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر الله على أحيانه
=(801) [31:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (406) , ((صحيح أبي داود)) (14) : م .


ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أنه مضاد لخبر علي بن أبي طالب الذي ذكرناه


799 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال : حدثني أبي عن خالد بن سلمة عن البهيِّ"1" عن عروة عن عائشة قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر الله على أحيانه .
=(802) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله

قال أبو حاتم قول عائشة : ( يذكر الله على أحيانه ) أرادت به الذكر الذي هو غير القرآن إذ القرآن يجوز أن يسمى الذي ذكر"2" وقد كان لا يقرؤه وهو جنب وكان يقرأه في سائر الأحوال

__________
(1) في مطبوعة دار الكتب العلمية : (( الزهري )) !
(2) كذا في الطبعة الاخرى ولعل الصواب : (( الذكر )) أو نحوه كما في قوله _ تعالى _ : { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم }


ذكر خبر قد يوهم غير طلبة العلم من مظانه أنه مضاد للخبرين الأولين اللذين ذكرناهما


800 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة و خالد بن النضر بن عمرو قالا : حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الأعلى قال : حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن الحضين بن المنذر عن المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان :
أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم وهو يتوضأ فسلَّم عليه فلم يَرُدَّ عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال :
( إني كرهت أن أذكر الله إلا على طُهْرِ أو قال : على طهارة )
وكان الحسن به يأخذ
=(803) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (834) ، ((صحيح أبي داود)) (13) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه و سلم : ( إني كرهت أن أذكر الله إلا على طُهر ) أراد به صلى الله عليه و سلم الفضل لأن الذكر على الطهارة أفضل لا أنه كان يكرهه لنفي جوازه


8 ـ باب الأذكار


801 - أخبرنا أحمد بن محمد الحيري قال : حدثنا عبد الله بن هاشم قال : حدثنا يحيى القطان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى قال :
أخذ القوم في عقبة أو ثنية فكُلَّما علاها رجل قال : لا إله إلا الله والله أكبر و النبي صلى الله عليه و سلم على بغلة يعرضها في الجبل فقال :
( يا أيها الناس إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ) ثم قال :
( يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ) ؟ قال : بلى يا رسول الله قال :
( لا حول ولا قوة إلا بالله )
=(804) [59:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1365 ـ 1367) : ق .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ) لفظة إعلام عن هذا الشيء مرادها : الزجر عن رفع الصوت بالدعاء


ذكر خبر قد يوهم عالماً من الناس أن ذكر العبد ربه جل وعلا على غير طهارة غير جائزة


802 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا الربيع بن سليمان قال : حدثنا شعيب بن الليث عن الليث بن سعد عن جعفر ابن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن عمير مولى ابن عباس أنه سمعه يقول :
أقبلت أنا و عبد الله بن يسار مولى ميمونة حتى دخلنا على أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة فقال أبو الجهيم : أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم من نحو بئر الجمل فلقيه رجل فسلَّم عليه فلم يرد رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد السلام
=(805) [31:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (357) .


ذكر العلة التي من أجلها فعل صلى الله عليه و سلم ما وصفناه


803 - أخبرنا خالد بن النضر القرشي بالبصرة و ابن خزيمة حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الأعلى قال : حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن حضين بن المنذر عن مهاجر بن قنفد
أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر فقال :
( إني كرهت أن أذكر الله إلا على طُهرٍ أو قال : على طهارة )
=(806) [[31:5]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (834) ، ((صحيح أبي داود)) (13) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : في هذا الخبر بيان واضح أن كراهية المصطفى صلى الله عليه و سلم ذكر الله إلا على طهارة كان ذلك لأن الذكر على طهارة أفضل لا أن ذكر المرء ربه على غير الطهارة غير جائز لأنه صلى الله عليه و سلم كان يذكر الله على أحيانه


ذكر أسامي الله جل وعلا اللاتي يُدْخُلُ مُحْصِيها الجنة


804 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال : حدثنا يوسف بن حماد المعني قال : حدثنا عبد الأعلى قال : حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن لله تسعة وتسعين اسماً ـ مئة إلا واحد ـ من أحصاها دخل الجنة )
=(807) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح


ذكر تفصيل الأسامي التي يُدْخِلُ الله محصيها الجنة


805 - أخبرنا الحسن بن سفيان و محمد بن الحسن بن قتيبة و محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق واللفظ للحسن قالو : حدثنا صفوان بن صالح الثقفي قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال : حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن لله تسعة وتسعين اسماً مئة إلا واحداً إنه وتر يحب الوتر من أحصاها دخل الجنة
هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارىء المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتَّاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب الواسع الحكيم الودود المجيد المجيب الباعث الشهيد الحي الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدىء المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن المتعال البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط المانع الغني المغني الجامع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور )
=(808) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح دون سرد الاسماء ـ ((المشكاة)) (2288 / التحقيق الثاني)


ذكر البيان بأن ذكر العبد ربه جل وعلا بينه وبين نفسه أفضل من ذكره بحيث يُسْمَعُ صوته


806 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا أسامة بن زيد أن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة حدثه أن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( خير الذكر الخفي وخير الرزق ـ أو العيش ـ ما يكفي )
الشك من ابن وهب
=(809) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (3/9) ، ((الصحيحة)) تحت (1834) .


ذكر الخبر الدال على أن ذكر العبد ربه جل وعلا في نفسه أفضل من ذكره بحيث يُسْمِعُ الناس


807 - أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا أبو كريب حدثنا معاوية بن هشام حدثنا حمزة الزيات عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( قال الله : يا ابن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي اذكرني في ملإٍ من الناس أذكرك في ملإٍ خير منهم )
=(810) [20:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (5/2011) : ق .


ذكر الله جل وعلا في ملكوته من ذكره في نفسه من عباده مع ذكره إياهم في المقربين من ملائكته عند ذكرهم إياه في خلقه


808 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة بن مرزوق قال : حدثنا محمد ابن الصباح قال : أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( قال الله تبارك وتعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )
(811) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((مختصر العلو)) (ص95/19) ، ((الصحيحة)) (5/2011) : ق .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : الله أجل وأعلى من أن يُنْسَبَ إليه شيء من صفات المخلوق إذ {ليس كمثله شيء } [الشورى :11] وهذه ألفاظ خرجت من ألفاظ التعارف على حسب ما يتعارفه الناس مما بينهم ومن ذكر ربه جل وعلا في نفسه بنُطْقٍ أو عمل يتقرب به إلى ربه ذكره الله في ملكوته بالمغفرة له تفضلاً وجوداً ومن ذكر ربه في ملإ من عباده ذكره الله في ملائكته المقربين بالمغفرة له وقبول ما أتى عبده من ذكره ومن تقرب إلى الباري جل وعلا بقدر شبر من الطاعات كان وجود الرأفة والرحمة من الرب منه له أقرب بذراع ومن تقرب إلى مولاه جل وعلا بقدر ذراع من الطاعات كانت المغفرة منه له أقرب بباع ومن أتى في أنواع الطاعات بالسرعة كالمشي أتته أنواع الوسائل ووجود الرأفة والرحمة والمغفرة بالسرعة كالهرولة والله أعلى وأجل


ذكر الإخبار بأن ذكر العبد [ ربه ]جل وعلا في نفسه يذكره الله عز و جل به بالمغفرة في ملكوته


809 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال : حدثنا بشر بن خالد قال : حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان قال : سمعت ذكوان يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( قال الله جل وعلا : عبدي عند ظنِّه بي وأنا معه إذا دعاني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه وأطيب )
=(812) [67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2942) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله جل وعلا ( إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ) يريد به : إن ذكرني في نفسه بالدوام على المعرفة التي وهبتها له وجعلته أهلاً لها ذكرته في نفسي يريد به : في ملكوتي بقبول تلك المعرفة منه مع غفران ما تقدَّمه من الذنوب ثم قال : ( وإن ذكرني في ملإ ) يريد به : وإن ذكرني بلسانه يريد به الإقرار الذي هو علامة تلك المعرفة في ملإ من الناس ليعلموا إسلامه ذكرته في ملإ خير منه يريد به : ذكرته في ملإ خير منه من النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين في الجنة بما أتى من الإحسان في الدنيا الذي هو الإيمان إلى أن استوجب به التمكن من الجنان


ذكر مباهاة الله جل وعلا ملائكته بذكراه إذا قرن مع الذكر التفكُّر


810 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال : حدثنا مرحوم بن عبد العزيز قال : حدثنا أبو نعامة السعدي عن أبي عثمان النهدي عن أبي سعيد الخدري قال :
خرج معاوية بن أبي سفيان على حلقة في المسجد فقال : ما يُجْلِسُكُمْ ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله قال : آلله ما أجلسكم إلا ذلك ؟ قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذلك قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على حلقة من أصحابه فقال :
( ما يُجْلِسُكُمْ ) ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومَنَّ علينا به قال :
( آلله ما أجلسكم إلا ذلك ) ؟ قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذلك قال :
( أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن جبريل أتاني فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة )
=(813) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م (8/72) .


ذكر الاستجباب للمرء دوام ذكر الله جل وعلا في الأوقات والأسباب


811 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني معاوية بن صالح أن عمرو بن قيس الكنذي حدثه عن عبد الله بن بسر قال :
جاء أعرابيان إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أحدهما : يا رسول الله أخبرني بأمر أتشبَّث به قال :
( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله )
=(814) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/227) .


ذكر رجاء سرعة المغفرة لذاكر الله إذا تحركت به شفتاه


812 - أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصا أبو الحسن بدمشق قال : حدثنا عيسى بن محمد النحاس قال : حدثنا أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحسحاس قالت : سمعت أبا هريرة في بيت أم الدرداء يحدِّث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( قال الله تبارك وتعالى : أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه )
=(815) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((التعليق الرغيب)) (2/227) .


ذكر ما يكرم الله جل وعلا به في القيامة من ذكره في دار الدنيا


813 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا أبو طاهر قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( يقول الله جل وعلا : سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم ) فقيل : من أهل الكرم يا رسول الله ؟ قال :
( أهل مجالس الذكر في المساجد )
=(816) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (2/233) .


ذكر استجباب الاستهتار للمرء بذكر ربه جل وعلا


814 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا أبو الطاهر قال : حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون )
=(817) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (2/230) ، ((الضعيفة)) (517 و 7042) .


ذكر البيان بأن المداومة للمرء على ذكر الله من أحب الأعمال إلى الله جل وعلا


815 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول ببيروت قال : حدثنا محمد بن هاشم البعلبكي قال : حدثنا الوليد عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال :
سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال :
( أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله )
=(818) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1836) ، ((الكلم الطيب)) (25/3) .


ذكر نفي المرء عن داره المبيت والعشاء للشيطان بذكر ربه عند دخوله وابتدائه


816 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال : حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال : حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال : أدركتم المبيت والعشاء )
=(819) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (3/116) : م .


ذكر استحسان الإكثار للمرء من التبري من الحول والقوة إلا بالله جل وعلا إذ هو من كنوز الجنة


817 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا إبراهيم بن بشار قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا محمد بن السائب بن بركة عن عمرو ابن ميمون الأودي عن أبي ذر قال :
كنت أمشي خلف النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( يا أبا ذرألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ) ؟ قلت : بلى يا رسول الله فقال :
( لا حول ولا قوة إلا بالله )
=(820) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/256) .


ذكر البيان بأن المرء كلما كثر تبريه من الحول والقوة إلا ببارئه كَثُرَ غراسه في الجنان


818 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا المقرئ قال : حدثنا حيوة بن شريح قال : أخبرني أبو صخر أن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أخبره عن سالم بن عبد الله بن عمر قال : حدثني أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أُسري به مر على إبراهيم خليل الرحمن فقال إبراهيم لجبريل : من معك يا جبريل ؟ قال جبريل : هذا محمد صلى الله عليه و سلم فقال إبراهيم : يا محمد مُرْ أمتك أن يكثروا غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لإبراهيم :
( وما غراس الجنة ) ؟ قال : لا حول ولا قوة إلا بالله
=(821) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((التعليق الرغيب)) ـ أيضاً ـ ((الصحيحة)) (105) .


ذكر الشيء الذي يُهدى القائل به ويُكفى ويوقى إذا قاله عند الخروج من منزله


819 - أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال : حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا خرج من بيته فقال : بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله فيقال له : حسبك قد كُفيت وهُديت ووقيت فيلقى الشيطان شيطاناً آخر فيقول له : كيف"1" لك برجل قد كُفي وهُدي ووقي )
=(822) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((تخريج الكلم الطيب)) (59) .

__________
(1) في مطبوعة دار الكتب العلمية : (( زيف )) !


ذكر الأمر لمن انتظر النفخ في الصور أن يقول : حسبنا الله ونعم الوكيل


820 - أخبرنا عبد الله بن البخاري ببغداد قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( كيف أنْعَمُ وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ ) ؟ قال : قلنا : يا رسول الله فما نقول يومئذ ؟ قال :
( قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل )
=(823) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (179) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : أخبرنا أبو يعلى عن عثمان بن أبي شيبة .... بإسنادٍ نحوه قال :
( قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا )
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر نفسه .


ذكر الخبر الدال على أن الأشياء النامية التي لا روح فيها تُسَبِّحُ ما دامت رطبة


821 - اخبرنا أبو عروبة قال : حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم قال حدثني زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة قال :
كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه فجعل لونه يتغير حتى رعد كُمُّ قميصه فقلنا : ما لك يا نبي الله ؟ قال :
( ما تسمعون ما أسمع ) ؟ قلنا : وما ذاك يا نبي الله ؟ قال :
( هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذاباً شديداً في ذنب هين ) قلنا : مم ذلك يا نبي الله ؟ قال :
( كان أحدهما لا يستنزه من البول وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه ويمشي بينهم بالنميمة ) فدعا بجريدتين من جرائد النخل فجعل في كل قبر واحدة قلنا : وهل ينفعهما ذلك يا رسول الله ؟ قال :
( نعم يخفِّفُ عنهما ما داما رطبتين )
=(824) [9:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/87 ـ 88) .


ذكر تفضل الله جل وعلا بحطِّ الخطايا وكتبه الحسنات على مُسَبِّحِهِ


822 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني قال : حدثنا ابن نمير قال : حدثنا موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن أبيه قال :
كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( أيعجز أحدكم أن يكتسب كل يوم ألف حسنة ) ؟ فسأله ناس من جلسائه : وكيف يكتسب أحدنا يا رسول الله كل يوم ألف حسنة ؟ قال :
( يسبح الله مئة تسبيحة فيكتب الله له ألف حسنة ويحط عنه ألف سيئة )
=(825) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الكلم الطيب)) (14/5) : م .


ذكر تفضل الله جل وعلا بالأمر بغرس النخيل في الجنان لمن سَبَّحَهُ معظماً له به


823 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا روح بن عبادة قال : حدثنا حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من قال : سبحان الله [العظيم]"1"وبحمده غُرِسَتْ له به نخلة في الجنة )
=(826) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (64) .

__________
(1) سقطت من الاصل ، ومن ((طبعة المؤسسة)) ـ أيضاً ـ وهي ثابتة في بعض مصادر التخريج
ومنها : ((مسند أبي يعلى)) ، وعنه رواه المؤلف .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به حجاج الصواف


824 - أخبرنا عبد الله بن محمود السعدي بمرو قال : حدثنا محمد بن رافع قال : حدثنا المؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من قال سبحان الله العظيم غُرِسَ له شجرة في الجنة )
=(827) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله


ذكر الأمر بالتسبيح عدد خلق الله وزنة عرشه ومداد كلماته


825 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا روح بن عبادة قال : حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة قال : سمعت كريباً يحدث عن ابن عباس عن جويرية بنت الحارث قالت :
أتى علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أسبِّحُ ثم انطلق لحاجته ثم رجع من نصف النهار فقال :
( ما زلت قاعدة ) ؟ قالت : قلت : نعم قال :
( ألا أعلِّمك كلمات لو عُدِلْنَ بهن عَدَلَتْهَّن أو لو وزنَّ بهنَّ وزنتهنَّ ؟ سبحان الله عدد خلقه - ثلاث مرات - سبحان الله زنة عرشه - ثلاث مرات - سبحان الله رضا نفسه - ثلاث مرات - سبحان الله مداد كلماته - ثلاث مرات - )
=(828) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1347) : م .


ذكر مغفرة الله جل وعلا ما سلف من ذنوب المرء بالتسبيح والتحميد إذا كان ذلك بعدد معلوم


826 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من قال : سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة حُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر )
=(829) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الكلم الطيب)) (ص26) : ق .


ذكر التسبيح الذي يكون للمرء أفضل من ذكره ربه بالليل مع النهار والنهار مع الليل


827 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة قال : حدثنا ابن أبي مريم قال : أخبرنا يحيى بن أيوب قال : حدثني ابن عجلان عن مصعب بن محمد بن شرحبيل عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبي أمامة الباهلي :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مَرَّ به وهو يُحَرِّكُ شفتيه فقال :
( ماذا تقول يا أبا أمامة ؟ ) قال : أذكر ربي قال :
( ألا أخبرك بأكثر أو أفضل من ذكرك الليل مع النهار و النهار مع الليل ؟ أن تقول : سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء ما خلق وسبحان الله عدد ما في الأرض والسماء وسبحان الله ملء ما في الأرض والسماء وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه وسبحان الله عدد كل شيء وسبحان الله ملء كل شيء وتقول : الحمد لله مثل ذلك )
=(830) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/252 ـ 253) .


ذكر التسبيح الذي يحبه الله جل وعلا ويَثْقُلُ ميزان المرء به في القيامة


828 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا ابن فضيل قال : حدثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )
=(831) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر التسبيح الذي يعطي الله جل وعلا المرء به زنة السماوات ثواباً


829 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا عبد الحميد بن العلاء قال : حدثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج إلى صلاة الصبح وجويرية جالسة في المسجد فرجع حين تعالى النهار فقال :
( لن تزالي جالسة بعدي ؟ ) قالت : نعم قال :
( لقد قلت أربع كلمات لو وزنت بِهِنَّ لَوَزَنَتْهُنَّ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ومداد كلماته ورضا نفسه وزنة عرشه )
=(832) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1347) : م .

قال : أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : جويرية هي بنت الحارث بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه و سلم


ذكر استحباب الإكثار للمرء من التسبيح والتحميد والتمجيد والتهليل والتكبير لله جل وعلا رجاء ثِقَلِ الميزان به في القيامة


830 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا الوليد قال : حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر وابن جابر قالا : حدثنا أبو سلام قال : حدثني أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه و سلم - ولقيته بالكوفة في مسجدها - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( بخٍ بخٍ - وأشار بيده بخمس - ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والولد الصالح يُتَوَفَّى للمرء المسلم فيحتسبه )
=(833) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1204) .


ذكرالبيان بأن قول الإنسان بما وصفنا يكون خيراً له من أن يكون ما طلعت عليه الشمس له


831 - أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق بأرغيان بقربة سبنج قال : حدثنا أحمد بن سنان قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لأن أقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس )
=(834) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م .


ذكر البيان بأن هذه الكلمات من أحب الكلام إلى الله جل وعلا


832 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن عميلة عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )
=(835) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3/485) : م .


ذكر البيان بأن هذه الكلمات من خير الكلمات لا يَضُرُّ المرء بأيهن بدأ


833 - أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس قال : حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال : سمعت أبي يقول : أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( خير الكلام أربع لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )
=(836) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (2/244) .


ذكر الأمر بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير عدد ما خلق الله وما هو خالقه


834 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها
أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على امرأة في يدها نوى ـ أو حصى ـ تسبح فقال :
( ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل ؟ سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك )
=(837) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
منكر بذكر الحصى ـ ((الضعيفة)) (83) ، ((الرد على الحبشي)) (2 و 15 ـ 16 و 23 ـ35) ((ضعيف أبي داود)) (265) ، ((التعليق الرغيب)) (2/252) .


ذكر كتبة الله جل وعلا للعبد بكل تسبيحة صدقة وكذلك التكبير والتحميد والتهليل


835 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال : حدثنا مهدي بن ميمون قال : حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر
أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا : للنبي صلى الله عليه و سلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجر يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال صلى الله عليه و سلم :
( أوليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون به كل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة )
=(838) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (454) : م ، وله تتمة تأتي برقم (4155) .


ذكر البيان بأن ما وصفنا من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير من أفضل الكلام لا حرج على المرء بأيهن بدأ


836 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن هلال بن يساف عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أفضل الكلام أربع لا تبالي بأيهن بدأت : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر )
=(839) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (833) .


ذكر البيان بأن الكلمات التي ذكرناها مع التبري من الحول والقوة إلا بالله مع الباقيات الصالحات


837 - أخبرنا ابن سلم حدثنا حرملة حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( استكثروا من الباقيات الصالحات ) قيل : وما هن يا رسول الله ؟ قال :
( التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله )
=(840) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الرد على تعقيب الحبشي)) (47 و 51) ، لكن صح بدون ((استكثروا)) ـ ((الصحيحة)) (3264)


ذكر الأمر بتقرين التعظيم لله جل وعلا إلى التسبيح إذ هو مما يُثَقِّلُ الميزان في القيامة


838 - أخبرنا عزوز بن إسحاق العابد بطرسوس قال : حدثنا العباس ابن يزيد البحراني قال : حدثنا ابن فضيل قال : أخبرنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )
=(841) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى (828) .


ذكر اسحباب عقد المرء التسبيح والتهليل والتقديس بالأنامل إذ هُنَّ مسؤولات ومستنطقات


839 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر قال : سمعت هانئ بن عثمان عن أمه حميضة بنت ياسر عن جدتها يُسَيْرةَ ـ وكانت إحدى المهاجرات ـ قالت : قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ومستنطقات )
=(842) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((صحيح أبي داود)) (1345) .


ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه و سلم العمل الذي وصفناه


840 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا عثَّام بن علي عن الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبدالله بن عمرو قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعقد التسبيح بيده
=(843) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1346) .


ذكر تفضل الله جل وعلا على حامدة بإعطائه ملء الميزان ثواباً في القيامة


841 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال : حدثني معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام أنه أخبره عن جده أبي سلام عن عبد الرحمن بن غنم أن أبا مالك الأشعري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إسباغ الوضوء شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان والتسبيح والتكبير ملء السماوات والأرض والصلاة نور والزكاة برهان والصدقة ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )
=(844) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((تخريج مشكلة الفقر)) (35/59) : م نحوه .


ذكر وصف الحمد لله جل وعلا الذي يُكتَبُ للحامد ربه به مثله سواء كأنه قد فعله


842 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا خلف بن خليفة عن حفص ابن أخي أنس بن مالك عن أنس بن مالك قال :
كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحلقة إذ جاء رجل فسلَّم على النبي صلى الله عليه و سلم وعلى القوم فقال : السلام عليكم فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) فلما جلس قال : الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يُحِبُّ ربنا ويرضى فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :
( كيف قلت ؟ ) فرد على النبي صلى الله عليه و سلم كما قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبوها فما دروا كيف يكتبونها فَرَجَعُوهُ إلى ذي العزة جل ذكره فقال : اكتبوها كما قال عبدي )
=(845) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (2/254) .

قال الشيخ : معنى ( قال عبدي ) في الحقيقة أني قبلته


ذكر البيان بأن الحمد لله جل وعلا من أفضل الدعاء والتهليل له من أفضل الذكر


843 - أخبرنا محمد بن علي الأنصاري من ولد أنس بن مالك بالبصرة قال : حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال : حدثنا موسى بن إبراهيم الأنصاري قال : سمعت طلحة بن خراش يقول : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله )
=(846) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((المشكاة)) (2306) ، ((الصحيحة)) (1497) .


ذكر الأمر للمرء المسلم أن يحمد الله جل وعلا على ما هداه للإسلام إذا رأى غير الإسلام أو قبره


844 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا الحارث بن سريج النقال قال : حدثنا يحيى بن اليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا مررتم بقبورنا وقبوركم من أهل الجاهلية فأخبروهم أنهم في النار )
=(847) [83:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (18) ، ((أحكام الجنائز)) (252) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أمَرَ المصطفى صلى الله عليه و سلم في هذا الخبر المسلم إذا مر بقبر غير المسلم أن يحمد الله جل وعلا على هدايته إياه الإسلام بلفظ الأمر بالإخبار إياه أنه من أهل النار إذ محال أن يخاطب من قد بلي بما لا يقبل عن المخاطب بما يخاطبه به


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الحمد لله على عصمته إياه عما خرج إليه من حاد عنه


845 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( قال الله تبارك وتعالى : كذبني عبدي ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك تكذيبي أن يقول : أنى يُعيدنا كما بدأنا وأما شتمه إياي أن يقول : اتخذ الله ولداً وإني الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد )
=(848) [68:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ (4482) .


ذكر وصف التهليل الذي يعطي الله من هلله به عشر مرات ثواب عتق رقبة


846 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كانت عدل عشر رقاب وكُتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكان له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا أحد عَمِلَ عملاً أكثر من ذلك )
=(849) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر البيان بأن الله تعالى إنما يعطي المهلل له بما وصفنا ثواب رقبة لو أعتقها إذا أضاف الحياة والممات فيه إلى الباري جل وعلا


847 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين نافلة الحسن بن عيسى قال : حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير بن حازم أنه قال : سمعت زبيداً الإيامي يحدث عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير - عشر مرات - كان كَعَدْلِ رقبة أو نسمة )
=(850) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح دون ((يحيي ويميت)) ـ ((الضعيفة)) تحت الحديث (3276) ، ((التعليق الرغيب)) (2/241) .


ذكر الكلمات التي إذا قالها المرء المسلم صدَّقه ربه جل وعلا عليها


848 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا ابن أبي بكير قال : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم عن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا قال العبد : لا إله إلا الله والله أكبر صدَّقه ربه قال : صدق عبدي لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال : لا إله إلا الله وحده صدَّقه ربه قال : صدق عبدي لا إله إلا أنا وحدي وإذا قال : لا إله إلا الله لا شريك له صدَّقه ربه قال : صدق عبدي لا إله إلا أنا لا شريك لي وإذا قال : لا إله إلا الله له الملك صدَّقه ربه قال : صدق عبدي لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال : لا إله إلا الله لا حول ولا قوة إلا بالله صدَّقه ربه وقال : صدق عبدي لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي )
=(851) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((المشكاة)) (2310/التحقيق الثاني) ، ((الصحيحة)) (1390) .


ذكر ما يجب على المرء من الإحراز بذكر الله جل وعلا في أسبابه دون الاتكال على قضاء الله فيها


849 - أخبرنا ابن الجنيد ببست قال : حدثنا قتيبة قال : حدثنا أبو ضمرة عن أبي مودود عن محمد بن كعب عن أبان بن عثمان عن عثمان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من قال حين يصبح : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي وإن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح )
=(852) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/227) .


ذكر استحباب الذكر لله جل وعلا في الأحوال حذر أن يكون المواضع عليه ترة في القيامة


850 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا صفوان بن صالح قال : حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة وما مشى أحد ممشى لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة وما أوى أحد إلى فراشه ولم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة )
=(853) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (78) .


ذكر تمثيل المصطفى الموضع الذي يُذكر الله جل وعلا فيه والموضع الذي لا يُذكر الله فيه


851 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( مثل البيت الذي يُذكر الله فيه والبيت الذي لا يُذكر الله فيه مثل الحي والميت )
=(854) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح الترغيب)) : ق .


ذكر حفوف الملائكة بالقوم يجمعون على ذكر الله مع نزول السكينة عليهم


852 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا خلف بن هشام البزار قال : حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الأغر قال : أشهد على أبي سعيد الخدري و أبي هريرة أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( ما جلس قوم يذكرون الله إلا حَفَّتْهُمُ الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده )
=(855) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (75) : م .


ذكر إثبات مغفرة الله جل وعلا للقوم الذين يذكرون الله مع سؤالهم إياه الجنة وتعوذهم به من النار نعوذ بالله منها


853 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال : حدثنا محمد بن عبد ربه قال : حدثنا الفضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن لله ملائكة فُضُلاً عن كُتَّاب الناس يمشون في الطرق يلتمسون الذكر فإذا رأوا أقواماً يذكرون الله تبارك وتعالى تنادوا : هلموا إلى حاجاتكم فيحفون بأجنحتهم إلى السماء فيسألهم ربهم جل وعلا وهو أعلم بهم فيقول : عبادي ما يقولون ؟ فيقولون : يا رب يسبحونك ويحمدونك فيقول : هل رأوني ؟ فيقولون : لا فيقول : كيف لو رأوني ؟ فيقولون : لو رأوك لكانوا أشد تسبيحاً وتمجيداً وتكبيراً وتحميداً فيقول : ماذا يسألون ؟ فيقولون : يسألونك يا رب الجنة فيقول لهم : هل رأوها ؟ فيقولون : لا فيقول : كيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو قد رأوها كانوا أشد طلباً وأشد حرصاً فيقول : فَمِمَّ يتعوذون ؟ فيقولون : يتعوذون بك من النار فيقول : فهل رأوها ؟ فيقولون : لا فيقول : كيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو قد رأوها كانوا أشد تعوذاً فيقول : فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم )
=(856) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن الترمذي)) (3852) : ق .


ذكر البيان بأن من جالس الذاكرين الله يسعده بمجالسته إياهم


854 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن لله ملائكة فُضُلاً عن كُتَّاب الناس يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم فيحفون بهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم ربهم - وهو أعلم منهم - فيقول : ما يقول عبادي ؟ فيقولون : يكبرونك ويمجدونك ويسبحونك ويحمدونك فيقول : هل رأوني ؟ فيقولون : لا فيقول : فكيف لو رأوني ؟ فيقولون : لو رأوك لكانوا لك أشد عبادة وأكثر تسبيحاً وتحميداً وتمجيداً فيقول : وما يسألوني ؟ قال : فيقولون : يسألونك الجنة فيقول : فهل رأوها ؟ فيقولون : لا والله يا رب فيقول : فكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها كانوا عليها أشد حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة فيقول : وَمِمَّ يتعوذون ؟ فيقولون : من النار فيقول : وهل رأوها ؟ فيقولون : لا والله يا رب فيقول : فكيف لو رأوها ؟ فيقولون : لو رأوها لكانوا منها أشد فراراً وأشد هرباً وأشد خوفاً فيقول الله لملائكته : أشهدكم أني قد غفرت لهم قال : فقال : ملك من الملائكة : إن فيهم فلاناً ليس منهم إنما جاء لحاجة قال : فهم الجلساء لا يشقى جليسهم )
=(857) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله


ذكر سباق الذاكرين الله كثيراً والذاكرت في القيامة أهل الطاعات إلى الجنة


855 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أمية بن بسطام قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له : جمدان فقال :
( سيروا هذا جمدان سبق المفردون سبق المُفَرِّدُون ) قالوا : يا رسول الله ما المفردون ؟ قال :
( الذاكرون الله كثيراً والذاكرات )
=(858) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) تحت (1317) : م .


ذكر مغفرة الله جل وعلا ما قَدُم من ذنوب العبد بقوله : سبحان الله وبحمده بعدد معلوم عند الصباح والمساء


856 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا هدبة بن خالد قال : حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من قال حين يصبح : سبحان الله وبحمده مئة مرة وإذا أمسى مئة مرة غُفِرَت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر )
=(859) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ تقدم (826) .


ذكر الشيء الذي إذا قاله الإنسان حين يصبح لم يواف في القيامة أحد بمثل ما وافى


857 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا روح بن القاسم عن سهيب عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من قال حين يصبح : سبحان الله العظيم وبحمده مئة مرة وإذا أمسى كذلك لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى )
=(860) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/226/7) .


ذكر الشيء الذي إذا قاله المرء عند الصباح كان مؤدِّياً لشكر ذلك اليوم


658 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثنا ابن وهب عن سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ـ وهو ربيعة الرأي عن عبد الله بن عنبسة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من قال حين يصبح : اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر ذلك اليوم )
=(861) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((المشكاة)) (2407) ، ((التعليق الرغيب)) (1/229) .


ذكر الشيء الذي يحترز المرء به من فاجئة البلاء حتى يمسي إذا قال ذلك عند الصباح وحتى يصبح إذا قال ذلك عند المساء


859 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال : حدثنا الحسين بن عيسى يعني البسطامي قال : حدثنا أنس بن عياض عن أبي مودود عن محمد بن كعب القرظي عن أبان بن عثمان عن عثمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من قال حين يصبح ثلاث مرات : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي ومن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح )
وقد كان أصابه الفالج فقيل له : أين ما كنت تحدثنا به ؟ قال : إن الله حين أراد بي ما أراد أنسانيها
=(862) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ، وهو مكرر (849) .


ذكر إيجاب الجنة لمن قال رضيت بالله ربا وقرنه برضاه بالإسلام والنبي صلى الله عليه و سلم


860 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا زيد بن الحباب قال : حدثنا عبد الرحمن بن شريح قال : حدثني أبو هانئ التجيبي عن أبي علي الهمداني أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من قال : رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبياً وجبت له الجنة )
=(863) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (334) ، ((صحيح أبي داود)) (1368) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أبو هانئ : اسمه حميد بن هانئ من أهل مصر
و أبو علي الهمداني : اسمه عمرو بن مالك الجنبي من ثقات أهل فلسطين


ذكر الشيء الذي إذا قاله المرء عند الكرب يرتجى له زوالها عنه


861 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند حدثنا عتاب بن حرب أبو بشر قال : حدثنا أبو عامر الخزاز عن ابن أبي مليكة عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه و سلم جمع أهل بيته فقال :
( إذا أصاب أحدكم غم أو كرب فليقل : الله الله ربي لا أشرك به شيئاً )
=(864) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (2755) .

اسم أبي عامر الخزاز : صالح بن رستم روي له أربعون حديثاً من ثقات أهل البصرة


ذكر الأمر بالتهليل والتسبيح لله جل وعلا مع التحميد لمن أصابته شدة أو كرب


862 - أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال : حدثنا عيسى بن حماد قال : أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب أنه قال :
لَقَّنَنِي رسول الله صلى الله عليه و سلم هؤلاء الكلمات وأمرني إن أصابني كرب أو شِدَّةٌ أقولهن :
( لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين )
=(865) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الروض النضير)) (679) .


9 ـ باب الأدعية


863 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بخبر غريب قال : حدثنا قطن بن نسير الصيرفي قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : حدثنا ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شِسْعَ نعله إذا انقطع )
=(866) [[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الضعيفة)) (1362) .


864 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن عائشة قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يُعْجِبُهُ الجوامع من الدعاء
=(867) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1332) .

قال أبو حاتم : أبو نوفل : اسمه معاوية بن مسلم بن أبي عقرب من أهل البصرة


ذكر ما يجب أن يكون قصد المرء في جوامع دعائه وبيان أحواله له


865 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن عمرو زنيج حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لرجل :
( ما تقول في الصلاة ) ؟ فقال : أتشهد ثم أقول : اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أنا والله ما أُحْسِنُ دندنتك ولا دندنة معاذ فقال صلى الله عليه و سلم :
( حولها ندندن )
=(868) [15:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (757) .


ذكر الأمر للمرء أن يسأل ربه جل وعلا جوامع الخير ويتعوذ به من جوامع الشر


866 - أخبرنا أبو خليفة ما لا أحصي من مرة قال : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم علَّمها أن تقول :
( اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم .
اللهم إني أسألك من الخير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من الشر ما عاذ به عبدك ونبيك
وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل
وأسالك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً )
=(869) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1542) .


ذكر البيان بأن دعاء المرء لله جل وعلا من أكرم الأشياء عليه


867 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا عمرو بن مرزوق قال : حدثنا عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن أخي الحسن عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء )
=(870) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((التعليق الرغيب)) (2/271) ، ((المشكاة)) (2232) .


ذكر رجاء النجاة من الآفات لمن دام على الدعاء في أوقاته


868 - أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن علي بن زهير الجرجاني قال : حدثنا أبي قال : حدثنا هوذة بن خليفة قال : حدثنا عمر بن محمد ـ هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب - عن ثابت عن أنس قال : قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تعجزوا في الدعاء فإنه لن يَهْلِكَ مع الدعاء أحد )
=(871) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف جداً ـ ((الضعيفة)) (843) .


ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من المواظبة على الدعاء والبر


869 - أخبرنا علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الرجل لَيُحْرَمُ الرزق بالذنب الذي يصيبه ولا يُرَدُّ القدر إلا بالدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر
=(872) [42:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن لغيره دون أوله : ((إن الرجل ... يصيبه)) ـ ((الصحيحة)) (154) .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم في هذا الخبر لم يُرِدْ به عمومه وذاك أن الذنب لا يحرم الرزق الذي رُزق العبد بل يُكَدِّرُ عليه صفاءه إذا فكر في تعقيب الحالة فيه ودوام المرء على الدعاء يطيب له ورود القضاء فكأنه رده لقلة حسه بألمه والبر يطيب العيش حتى كأنه يُزاد في عمره بطيب عيشه وقلة تعذر ذلك في الأحوال


ذكر البيان بأن المرء إذا دعا الله جل وعلا بنية صحيحة وعمل مخلص قد يستجاب له دعاؤه وإن كان الشيء المسؤول معجزة


870 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر فلما كبر قال للملك : إني قد كبرت فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر فبعث له غلاماً يعلمه فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه وأعجبه فكان إذا أتى الساحر ضربه وإذا رجع من عند الساحر قعد إلى الراهب وسمع كلامه فإذا أتى أهله ضربوه فشكا ذلك إلى الراهب فقال له : إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال : اليوم أعلم : الراهب أفضل أم الساحر ؟ فأخذ حجراً ثم قال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب : أي بني أنت اليوم أفضل مني وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تَدُلَّ علي فكان الغلام يُبرئ الأكمه والأبرص ويداوي سائر الأدواء فسمع جليس للملك - كان قد عمي - فأتى الغلام بهدايا كثيرة فقال : ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني قال : إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك فآمن بالله فشفاه الله فأتى الملك يمشي يجلس إليه كما كان يجلس فقال الملك : فلان ! من رد عليك بصرك ؟ قال : ربي قال : ولك رب غيري ؟ قال : ربي وربك واحد فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجيء بالغلام فقال له الملك : أي بني قد بلغ من سحرك ما تُبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل ؟ قال : إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشُقَّ به حتى وقع شقاه ثم جيء بجليس الملك فقيل : ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشَقَّهُ به حتى وقع شقاه ثم جيء بالغلام فقيل له : ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله فدفعه إلى قوم من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قرقور فَوَسِّطوا به البحر فَلَجِّجُوا به فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله فقال للملك : وإنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال : وما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهماً من كنانتك ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل : بسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد ثم صلبه على جذع ثم أخذ سهماً من كنانته ثم وضع السهم في كبد قوسه ثم قال : بسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صُدْغِهِ فوضع يده في موضع السهم فمات فقال الناس : آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام ثلاثاً فأُتي الملك فقيل له : أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حَذَرُكَ قد آمن الناس فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخُدَّتْ وأضرم النيران وقال : من لم يرجع عن دينه فأحموه ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام : يا أُمَّه اصبري فإنك على الحق )
=(873) [6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح .


ذكر البيان بأن دعوة المظلوم تستجاب لا محالة وإن أتى عليها البرهة من الدهر


871 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال : حدثنا فرح بن رواحة المنبجي قال : حدثنا زهير بن معاوية قال : حدثنا سعد الطائي قال : حدثنا أبو المدلة أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( دعوة المظلوم تُحْمَلُ على الغمام وتُفتح لها أبواب السماوات ويقول الرب تبارك وتعالى : وعزتي لأَنْصُرَنَّك ولو بعد حين )
=(874) [87:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن لغيره ـ ((الصحيحة)) (870) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أبو المدلة اسمه عبيد الله مدني ثقة


872 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : أخبرنا ابن وهب عن معروف بن سويد قال : سمعت علي بن رباح يقول : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اتقوا دعوة المظلوم )
=(875) [87:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (870) .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم ( اتقوا دعوة المظلوم ) أمر باتقاء دعوة المظلوم مراده الزجر عما تولد ذلك الدعاء منه وهو : الظلم فزجر عن الشيء بالأمر بمجانبة ما تولد منه


ذكر الإخبار عما يُستحب للمرء عند إرادة الدعاء رفع اليدين


873 - أخبرنا علي بن المثنى قال : حدثنا خليفة بن خياط العصفري قال : حدثنا ابن أبي عدي قال : حدثنا جعفر بن ميمون عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن ربكم حَيِيٌّ كريم - يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه ـ أن يردهما صفراً )
=(876) [67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1337) .


ذكر الإباحة للمرء أن يرفع يديه عند الدعاء لله جل وعلا


874 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة حدثنا سهل بن صالح الأنطاكي قال : أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا شعبة عن ثابت عن أنس قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يرفع يديه في الدعاء حتى يُرى بياض إبطيه
=(877) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (2253) .


ذكر البيان بأن رفع اليدين في الدعاء يجب أن لا يجاوز بهما رأسه


875 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا هارون بن معروف قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني حيوة و عمر بن مالك عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عميرمولى آبي اللحم :
أنه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند أحجار الزيت قريباً من الزوراء يدعو رافعاً كفيه قِبلَ وجهه لا يُجاوز بهما رأسه
=(878) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1059) .


ذكر البيان بأن باطن الكفين يجب أن يكون للداعي قِبلَ وجهه إذا دعا


876 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا حيوة عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عمير مولى آبي اللحم :
أنه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم يستسقي عند أحجار الزيت قريباً من الزوراء قائماً يدعو يستسقي رافعاً كفيه لا يجاوز بهما رأسه مقبلاً بباطن كفه إلى وجهه
=(879) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مكرر ما قبله .


ذكر استجابة الدعاء للرافع يديه إلى بارئه جل وعلا


877 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال : حدثنا جميل بن الحسن العتكي قال : حدثنا محمد بن الزبرقان قال : حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن الله جل وعلا يستحيي من العبد أن يرفع إليه يديه فيرُدَّهما خائبتين )
=(880) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (873) .


ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يستجيب دعاء من رفع إليه يديه إذا لم يدعو بمعصية أو يستعجل الإجابة فيترك الدعاء


878 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل )
قيل : يارسول الله كيف يستعجل ؟ قال :
([ يقول : يارب ! قد دعوت و]"1" قد دعوت فلم يُستجب لي فَيَتَحَسَّرُ عند ذلك فيترك الدعاء )
=(881) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1334) : م .

__________
(1) سقطت من الاصل وقد استدركتها من الحديث نفسه الآتي (972) كما نبهت هناك أنه سقط في بعص الكلمات ، استدركتها من ((مسلم)) ومن هنا .


ذكر وصف الإشارة للمرء بأصبعه عند إرادته الدعاء لله جل وعلا


879 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا ابن إدريس عن حصين بن عبد الرحمن عن عمارة بن رويبة :
أنه رأى بشر بن مروان رافعاً يديه على المنبر فقال : قَبَحَ الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يزيد على أن يقول بيده كذا ـ وأشار بإصبعه المسبحة "1" ـ .
=(882) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1012) : م .

__________
(1) في المطبوعتين : ( للسبحة ) ! والتصحيح من ((مصنف ابن أبي شيبة)) (2/147) ـ والمصنف ـ يرويه من طريقه ـ . ((الناشر)) .


ذكر البيان بأن المرء إذا أراد الإشارة في الدعاء يجب أن يشير بالسبابة اليمنى بعد أن يحنيها قليلاً


880 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال : حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن اسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية عن ابن أبي ذباب عن سهل بن سعد قال :
ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم شاهراً يديه يدعو على منبر ولا غيره ولكن رأيته يقول هكذا
وقال أبو سعيد : بأصبعه السبابة من يده اليمنى يُقَوِّسُهَا
=(883)[12:5]
قال الشيخ الألباني :
منكر ـ ((ضعيف أبي داود)) (204) ، ((التعليق على ضعيف الموارد)) (2404) .


ذكر الزجر عن الإشارة في الدعاء بالأصبعين


881 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال : حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال : حدثنا حفص بن غياث عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة :
أن النبي صلى الله عليه و سلم أبصر رجلاً يدعو بأصبعيه جميعاً فنهاه وقال
بإحداهما باليمنى
=(884) [24:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1344) .

قال أبو حاتم : أضمر فيه أن الإشارة بالأصبعين ليكون إلى الاثنين والقوم عهدهم كان قريباً بعبادة الأصنام والإشراك بالله فمن أجلهما أمر بالإشارة بأصبع واحد


ذكر الأمر بالاستخارة إذا أراد المرء أمراً قبل الدخول عليه


882 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا علي بن المديني قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال : حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إذا أراد احدكم أمراً فليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كان كذا وكذا - للأمر الذي يريد - خيراً لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وأعني عليه وإن كان كذا وكذا - للأمر الذي يريد - شراً لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري فاصرفه عني ثم اقدر لي الخير أينما كان لا حول ولا قوة إلا بالله )
=(885) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
منكر ـ ((الضعيفة)) (2305) .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


883 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال : حدثنا حمزة بن طلبة قال : حدثنا ابن أبي فديك قال : حدثنا أبو المفضل بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا أراد احدكم أمراً فليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كان كذا وكذا خيراً لي في ديني وخيراً لي في معيشتي وخيراً لي في عاقبة أمري فاقدره لي وبارك لي فيه وإن كان غير ذلك خيراً لي فاقدر لي الخير حيث ما كان ورضِّني بقَدَرِكَ )
=(886) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ المصدر نفسه .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أبو المفضل اسمه : شبل بن العلاء بن عبد الرحمن مستقيم الأمر في الحديث


ذكر البيان بأن الأمر بدعاء الاستخارة لمن أراد أمراً إنما أمر بذلك بعد ركوع ركعتين غير الفريضة


884 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال قال : حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلِّمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول :
( إذا هَمَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فأنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر - يُسَمِّيهِ بعَيْنِهِ - خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فَقَدِّرْهُ لي ويسره لي وبارك فيه وإن كان شراً لي في ديني ومعادي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه وقَدِّرْ لي الخير حيث كان ورضني به )
=(887) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1376) : خ .


ذكر ما يقول المرء إذا رأى الهلال أول ما يراه


885 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمد بن يحيى المروزي قال : حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي قال : حدثنا عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب عن أبيه وعن عمه عن ابن عمر قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى الهلال قال :
( اللهم أَهِلَّهُ علينا بالأمن الإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تُحِبُّ وترضى ربنا وربك الله )
=(888) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الكلم الطيب)) (91/161) ، ((الصحيحة)) (1816) .


ذكر استحباب الإكثار في السؤال ربه جل وعلا في دعائه وترك الاقتصار على القليل منه


886 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمود بن غيلان قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري قال : حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا سأل أحدكم فليُكثر فإنه يسأل ربه )
=(889) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1266 و 1325) .


ذكر البيان بأن دعاء المرء ربه في الأحوال من العبادة التي يُتَقَرَّبُ بها إلى الله جل وعلا


887 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا جرير عن منصور عن ذر عن يُسَيْع الحضرمي عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الدعاء هو العبادة ) ثم قرأ الآية { ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } [غافر :60]
=(890) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1329) .


ذكر الشيء الذي إذا دعا المرء به ربه جل وعلا أجابه


888 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن مالك بن مغول قال : حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه و سلم سمع رجلاً يقول : اللهم إني أسألك بأني أُشهدك أنك لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن لك كفواً أحد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سُئِلَ به أعطى وإذا دُعِيَ به أجاب )
=(891) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1341) .


ذكر البيان بأن دعاء المرء بما وصفنا إنما هو دعاؤه باسم الله الأعظم الذي لا يخيب من سأل ربه به


889 - أخبرنا أبو العباس أحمد بن عيسى بن السكين البلدي بواسط قال : حدثنا أبو الحسين أحمد بن سليمان بن أبي شيبة الرهاوي قال : حدثنا زيد بن الحباب قال : حدثنا مالك بن مغول قال : حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه
أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد فإذا رجل يصلي يدعو يقول : اللهم إني أسألك بأني أُشهدك أنك لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب )
وإذا رجل يقرأ في جانب المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لقد أُعطي مزماراً من مزاميرآل داود وهو عبد الله بن قيس )
قال : فقلت له : يا رسول الله أَُخْبِرُهُ ؟ فقال :
( أخبره ) فأخبرت أبا موسى فقال : لن تزال لي صديقاً
قال زيد بن الحباب : فحدثت به زهير بن معاوية فقال : سمعت أبا إسحاق السبيعي يحدث بهذا الحديث عن مالك بن مغول
=(892) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1341) : م بجملة المزامير .


ذكر اسم الله العظيم الذي إذا سأل المرء ربه أعطاه ما سأل


890 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا خلف بن خليفة قال : حدثنا حفص بن أخي أنس بن مالك عن أنس بن مالك قال :
كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم جالساً في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع سجد وتشهد دعا فقال في دعائه : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حَيُّ يا قَيَّامُ اللهم إني أسألك ....
فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( أتدرون بما دعا ) ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم فقال :
( والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى )
=(893) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((صحيح أبي داود)) (1342) ، ((الصحيحة)) (3411) دون اسم ((الحنان)) وقوله : ((ياحي يا قيوم)) !

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : حفص ـ هذا ـ : هو حفص بن عبد الله بن أبي طلحة أخو إسحاق ابن أخي أنس ـ لأمه ـ .


ذكر استحباب تفويض المرء للأمور كلها إلى بارئه مع سؤاله إياه الدِّقَّ والجِلَّ من أسبابه


891 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا قطن بن نسير قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : حدثنا ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لِيَسْأَلْ أحدكم ربه حاجته كلها حتى شِسْعَ نعله إذا انقطع )
=(894) [2:1]
قال الشيخ الألباني:
ضعيف ـ ((الضعيفة)) (1362) .


892 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بخبر غريب قال : [ حدثنا ] قطن بن نسير الصرفي قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : حدثنا ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لِيَسْأَلْ أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع )
=(895)
قال الشيخ الألباني:
ضعيف ـ انظر ما قبله .


ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر


893 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني خالي مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا دعا أحدكم فَلْيُعْظِمِ الرغبة فإنه لا يتعاظم على الله شيء )
=(896) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1333) : م أتم منه .


ذكر الخبر الدال على أن دعاء المرء بأوثق عمله قد يرجى له إجابة ذلك الدعاء


894 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثني ابن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( خرج ثلاثة يتماشون فأصابهم مطر فدخلوا كهف جبل فانحط عليهم حجر فَسَدَّ عليهم الطريق فقالوا : ادعوا الله بأوثق أعمالكم
فقال واحد منهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان شيخان كبيران وأني رحت يوماً فحلبت لهما فأتيتهما وهما نائمان فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أسقي ولدي ـ وصبيتي عند رجلي يتضاغون ـ فقمت قائماً حتى انفجر الصبح فسقيتهما اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا وأرنا السماء
قال : فانفرج فرجة فرأوا السماء
وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي بنت عم وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء وأني سألتها نفسها فقالت : لا حتى تأتيني بمئة دينار فسعيت فيها حتى جمعتها فأتيتها فلما قعدت بين رجليها قالت : يا عبد الله اتق الله ولا تَفُضَّ الخاتم إلا بحقه فتركتها اللهم أن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا و أرنا السماء
قال : فزالت قطعة من الحجر و رأوا السماء
وقال الآخر : اللهم إني استعملت أجيراً بفَرَقٍِ من الأرز فلما كان الليل أعطيته فلم يأخذ أجره وتسخَّطَهُ فأخذت الفرق فزرعته حتى صار من ذلك بقراً وغنماً فأتاني بعد ذلك قال : يا عبد الله اتق الله ولا تظلمني أجري فقلت : خذ هذه البقر وراعيها : فقال : اتق الله ولا تهزأ بي قلت : ما أهزأ بك فهو لك ـ ولو شِئْتُ لم أُعْطِهِ إلا الفَرَقَ ـ اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا
فزال الحجر وخرجوا )
=(897) [6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الضعيفة)) تحت حديث (6505) .


ذكر سؤال العبد ربه أن لا يُضِلَّه بعد إذ مَنَّ عليه بالإسلام له والتوكل عليه


895 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إشكاب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي عن الحسين يعني المعلم عن ابن بريدة حدثني يحيى بن يعمر عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول :
( اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت أعوذ بك لا إله إلا أنت أن تُضِلَّني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون )
=(898) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (380) : ق .


ذكر الأمر بما يجب على المرء من الدعاء قبل هداية الله إياه للإسلام وبعده


896 - أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك العابد قال : حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن ربعي عن عمران بن حصين قال :
أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل فقال : يا محمد ! عبد المطلب خيرٌ لقومه منك كان يُطعمهم الكبد والسنام وأنت تنحرهم فقال له ما شاء الله فلما أراد أن ينصرف قال : ما أقول ؟ قال :
( قل : اللهم قِنِي شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري ) فانطلق الرجل ولم يكن أسلم وقال : يا رسول الله إني أتيتك فقلت : علمني فقلت :
( اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري فما أقول الآن حين أسلمت ؟ قال :
( قل : اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما جهلت )
=(899) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (2476) .


ذكر ما يستحب للمرء سؤال الرب جل وعلا الزيادة له في الهدى والتقوى


897 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي قال : أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله
أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يدعو بهذا الدعاء :
( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى )
=(900) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((تخريج فقه السيرة)) (447) : م .


ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا الهداية لأرشد أموره


898 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا حماد بن سلمة"1" عن سعيد الجريري عن أبي العلاء عن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قريش"2" أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( اللهم اغفر لي ذنبي و خطاياي وعمدي ) وقال الآخر : إني سمعته يقول :
( اللهم إني أستهديك لأرشد أموري وأعوذ بك من شر نفسي )
=(901) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر التخريج .

__________
(1) ومن طريقه : أخرجه ابن أبي شيبة (10/282/9443) وأحمد (4/21/217) ، والطبراني في ((الكبير)) (9/44/8369) ، وفي ((الدعاء)) (3/145/1392) من طرق عنه .
والسند صحيح .
(2) كذا وقع للمصنف ومثله في ((كبير الطبراني)) ! وعند الآخرين : (قيس) وأظنه الصواب .


ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا صرف قلبه إلى طاعته


899 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : أخبرنا حبان بن موسى قال : أخبرنا عبد الله عن حيوة بن شريح قال : حدثني أبو هانئ الخولاني أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إن قلوب ابن آدم مُلْقىً بين إصبعين من أصابع الرحمن كَقَلْبٍ واحد يُصَرِّفُهُ كيف يشاء ) ثم يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اللهم اصرف قلوبنا إلى طاعتك )
=(902) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1689) : م .


ذكر البيان بأن صلاة الداعي ربه على صفته صلى الله عليه و سلم في دعائه تكون له صدقة عند عدم القدرة عليها


900 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجاً حدثه أن أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه : اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فإنها زكاة ) وقال :
( لا يشبع المؤمن خيراً حتى يكون منتهاه الجنة )
=(903) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((التعليق الرغيب)) (2/281) .


ذكرحط الخطايا عن المصلي على المصطفى صلى الله عليه و سلم بها


901 - أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا محمد بن بشر العبدي عن يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات )
=(904) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (922) .


ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنات لمن صلى على صفيه محمد صلى الله عليه و سلم مرة واحدة


902 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا وهب بن بقية قال : أخبرنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من صلى علي مرة واحدة كُتِبَ له بها عشر حسنات )
=(905) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - )) (رقم 11) ، ((الصحيحة))(3359) .


ذكرتفضل الله جل وعلا على المصلي على صفيه صلى الله عليه و سلم مرة واحدة بمغفرته عشر مرار


903 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا موسى بن إسماعيل عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً )
=(906) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1369) : م .


ذكر رجاء دخول الجنان المصلي على المصطفى صلى الله عليه و سلم عند ذكره مع خوف دخول النيران عند إغضائه عنه كلما ذكره


904 - أخبرنا أبو يعلى قال : أخبرنا أبو معمر قال : حدثنا حفص بن غياث عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه و سلم صعد المنبر فقال :
( آمين آمين آمين ) قيل : يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت :
آمين آمين آمين قال :
( إن جبريل أتاني فقال : من أدرك شهر رمضان ولم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله قل : آمين فقلت : آمين
ومن أدرك أبوية أو أحدهما فلم يَبَرَّهُما فمات فدخل النار فأبعده الله قل : آمين فقلت : آمين
ومن ذُكِرْتَ عنده فلم يُصَلِّ عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل : آمين فقلت : آمين )
=(907) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح


ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ما ذكرناه


905 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيع قال : أخبرنا بشر بن المفضل قال : حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( رَغِمَ أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورَغِمَ أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر فلم يدخلاه الجنة ورَغِمَ أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له )
=(908) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح


ذكر نفي البخل عن المصلي على النبي صلى الله عليه و سلم


906 - أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب بسنج قال : حدثنا أحمد بن سنان القطان قال : حدثنا أبو عامر العقدي قال : حدثنا سليمان بن بلال عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن حسين عن علي بن حسين عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن البخيل من ذُكِرْتُ عنده فلم يُصَلِّ علي )
=(909) [2:1]
قال الشيخ الألباني
صحيح ـ ((فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - )) (31 ـ 35) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : هذا أشبه شيء روي عن الحسين بن علي وكان الحسين رضوان الله عليه حيث قُبِضَ النبي صلى الله عليه و سلم ابن سبع سنين إلا شهراً وذلك أنه ولد لليال خلون من شعبان سنة أربع وابن ست سنين وأشهر إذا كانت لغته العربية تُحفظ الشيء بعد الشيء


ذكر البيان بأن صلاة من صلى على المصطفى صلى الله عليه و سلم من أمته تُعرض عليه في قبره


907 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا حسين بن علي قال : حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه قُبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ) قالوا : وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ فقال :
( إن الله جل وعلا حَرَّمَ على الأرض أن تأكل أجسامنا )
=(910) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (962 و 1370) .


ذكر البيان بأن أقرب الناس في القيامة يكون من النبي صلى الله عليه و سلم من كان أكثر صلاة عليه في الدنيا


908 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا خالد بن مخلد قال : حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي قال : حدثنا عبد الله بن كيسان قال : حدثني عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة )
=(911) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن لغيره ـ ((التعليق الرغيب)) (2/280) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : في هذا الخبر دليل على أن أولى الناس برسول الله صلى الله عليه و سلم في القيامة يكون أصحاب الحديث إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه صلى الله عليه و سلم منهم


ذكر الأخبار المفسرة لقوله جل وعلا ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً )


909 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال :
قال لي كعب بن عجرة : ألا أُهدي لك هدية ؟
خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلنا : يا رسول الله قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ قال :
( قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
=(912) [21:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((فضل الصلاة على النبي)) (56) : ق .


[ ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنات لمن صلى على صفيه صلى الله عليه و سلم مرة واحدة


[909/م] - أخبرنا أحمدبن علي بن المثنى قال : حدثنا وهب بن بقية قال : أخبرنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من صلى علي مرة واحدة كتب الله له بها عشر حسنات )"1" ]
=(913) [21:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى (903) .

__________
(1) ما بين المعقوفين زيادة من (( طبعة المؤسسة )) .


ذكر البيان بأن سلام المسلم على المصطفى صلى الله عليه و سلم يَبْلُغُ إياه ذلك في قبره


910 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن لله ملائكة سيَّاحين في الأرض يُبَلِّغُوني عن أمتي السلام )
=(914) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (524) .


ذكر تفضل الله جل وعلا على المسلم على رسوله صلى الله عليه و سلم مرة واحدة بأمنه من النار عشر مرات نعوذ بالله منها


911 - أخبرنا أبو الطيب محمد بن علي الصيرفي غلام طالوت بن عباد بالبصرة قال : حدثنا عمر بن موسى الحادي قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن سليمان مولى الحسن بن علي عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه قال :
خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مسرور فقال :
( إن المَلَكَ جاءني فقال : يا محمد إن الله يقول : أما ترضى أن لا يصلي عليك عبد من عبادي صلاة إلا صليت عليه بها عشراً ولا يسلم عليك تسليمة إلا سلمت عليه بها عشراً ؟ قلت : بلى أي رب )
=(915) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((صحيح الترغيب)) (15 ـ الدعاء/7 ـ باب) ، ((الصحيحة)) (829) .


ذكر الإباحة للمرء أن يصلي على أخيه المسلم ضد قول من كره ذلك إلا على الأنبياء صلوات الله عليهم فقط


912 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا وكيع قال : حدثنا سفيان"1" عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر قال :
أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم فنادته امرأتي فقالت : يا رسول الله صَلِّ علي وعلى زوجي فقال :
( صلى الله عليك وعلى زوجك )
=(916) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1372) ، وسيأتي بأتم منه (980)

__________
(1) في مطبوعة دار الكتب العلمية : (شقيق) ! .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الصلاة لا تجوز على أحد إلا على النبي صلى الله عليه و سلم وآله


913 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا بندار قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال : سمعت ابن أبي أوفى يقول :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تصدق إليه أهل بيت بصدقة صلى عليهم قال : فتصدق أبي إليه بصدقة فقال :
( اللهم صَلِّ على آل أبي أوفى )
=(917) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1415) : ق .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أنه لا يجوز لأحد أن يدعو بلفظ الصلاة إلا لآل المصطفى صلى الله عليه و سلم


914 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال : حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر عبد الله
أن امرأة قالت : يا رسول الله صَلِّ علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليه و سلم :
( صلى الله عليك وعلى زوجك )
=(918) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (912) .


ذكر الإخبار عما يُستحب للمرء من الدعاء والاستغفار في ثلث الليل الآخر


915 - أخبرنا القطان بالرقة قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين عن الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي كثير قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال : حدثني أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله جل وعلا إلى سماء الدنيا فيقول : من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي يدعوني أستجيب له ؟ من ذا الذي يسترزقني أرزقه ؟ من ذا الذي يستغفرني أغفر له حتى ينفجر الصبح )
=(919) [67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح دون جملة الاسترزاق ـ ((ظلال الجنة)) (497) .


ذكر البيان بأن رجاء المرء استجابة الدعاء في الوقت الذي ذكرناه إنما هو كل ليلة من سنته


916 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال : حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ينزل ربنا جل وعلا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني أغفر له )
=(920) [67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((ابن ماجة)) (1366) : ق .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : صفات الله جل وعلا لا تُكيَّف ولا تقاس إلى صفات المخلوقين فكما أن الله جل وعلا متكلِّم من غير آلة بأسنان ولهوات ولسان وشفة كالمخلوقين جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه ولم يجز أن يقاس كلامه إلى كلامنا لأن كلام المخلوقين لا يوجد إلا بآلات والله جل وعلا يتكلم كما شاء بلا آلة كذلك ينزل بلا آلة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان وكذلك السمع والبصر فكما لم يجز أن يقال : الله يُبصر كبصرنا بالأشفار والحدق والبياض بل يبصر كيف يشاء بلا آلة ويسمع من غير أذنين وسماخين والتواء وغضاريف فيها بل يسمع كيف يشاء بلا آلة وكذلك ينزل كيف يشاء بلا آلة من غير أن يقاس نزوله إلى نزول المخلوقين كما يكيف نزولهم جل ربنا وتقدس من أن تشبه صفاته بشيء من صفات المخلوقين


ذكر خبر واحد أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه يضاد الخبرين الأولين اللذين ذكرناهما


917 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا جرير عن منصور عن أبي إسحاق عن الأغر عن أبي سعيد وعن أبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله يُمْهِلُ حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول جل وعلا : هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟ هل من سائل ؟ هل من داع ؟ حتى ينفجر الصبح )
=(921) [67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الارواء)) (2/197) : م .

قال أبو حاتم : في خبر مالك عن الزهري الذي ذكرناه ان الله ينزل حتى يبقى ثلث الليل الآخر وفي خبر أبي إسحاق عن الأغر أنه ينزل حتى يذهب ثلث الليل الأول ويحتمل أن يكون نزوله في بعض الليالي حتى يبقى ثلث الليل الآخر وفي بعضها حتى يذهب ثلث الليل الأول حتى لا يكون بين الخبرين تهاتر ولا تضاد


ذكر الأشياء الثلاثة التي إذا دعا المرء ربه بها أُعطي إحداهن


918 - حدثنا ابن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال : حدثنا زهير بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :
أتى جبريل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن الله يأمرك أن تدعو بهؤلاء الكلمات فإني معطيك إحداهن : قال : ( اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك أو صبراً على بليتك أو خروجاً من الدنيا إلى رحمتك )
=(922) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الضعيفة)) (1756) .


ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه و سلم كان إذا استغفر الله جل وعلا استغفر ثلاثاً


919 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا ابن مهدي قال : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعجبه أن يدعو ثلاثاً ويستغفر ثلاثاً
=(923) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الضعيفة)) (4281)"1" .

__________
(1) علته عنعنة أبي إسحاق ـ وهو عمرو بن عبد الله السبيعي ـ ، وهو إلى ذلك ـ مختلط ، وسمع إسرائيل ـ وهو حفيده فإنه ابن يونس بن أبي اسحاق ـ سمع منه بعد الاختلاط كما قال ابن الصلاح وغيره .
وقول المعلق على ((مسند أبي يعلى)) (9/184) : ((قديم السماع من أبي اسحاق)) ! يعني : أنه سمع منه قبل الاختلاط ! وبناءً عليه قال : ((إسناده صحيح)) !
وما عناه لم يقله أحد قبله ! ولعله اغتر بما في التعليق ـ هنا ـ في ((طبعة المؤسسة)) (3/203) ؛ فإنه تجاهل ـ أيضاً ـ العنعنة والاختلاط !


ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور باستغفار المصطفى صلى الله عليه و سلم لم يكن لعدد لم يكن يزيد عليه


920 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا هريم بن عبد الأعلى قال : حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يقول : حدثنا قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إني لأتوب في اليوم سبعين مرة )
=(924) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الضعيفة)) (4410) .


ذكر البيان بأن العدد الذي ذكرناه لم يكن بعدد لم يزده عليه المصطفى صلى الله عليه و سلم


921 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا بن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة )
=(925) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر السابق .


ذكر البيان بأن هذا العدد الذي ذكرناه لم يكن المصطفى صلى الله عليه و سلم يقتصر عليه حتى لا يزيد عليه


922 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن [المغيرة]"1" أبي المغيرة عن حذيفة قال :
كنت رجلاً ذَرِبَ اللسان على أهلي فقلت : يا رسول الله إني خشيت أن يدخلني لساني النار فقال صلى الله عليه و سلم :
( فأين أنت عن الاستغفار ؟ إني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة )
=(926) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الروض النضير)) (280) .

قال أبو إسحاق : فذكرته لأبي بردة فقال : (( وأتوب )) .

__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل .


ذكر وصف الاستغفار الذي كان يستغفر صلى الله عليه و سلم بالعدد الذي ذكرناه


923 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال : حدثنا ابن أبي عمر العدني قال : حدثنا سفيان عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر قال :
ربما أعد لرسول الله صلى الله عليه و سلم في المجلس الواحد مئة مرة :
( رب اغفر لي وتُبْ علي إنك أنت التواب الرحيم )
=(927) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (556) ، ((صحيح أبي داود)) (1357) .


ذكر إباحة الاقتصار على دون ما وصفنا من الاستغفار


924 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن خالد بن عبد الله بن الحسين عن أبي هريرة قال :
ما رأيت أحداً أكثر أن يقول :
أستغفر الله وأتوب إليه من رسول الله صلى الله عليه و سلم .
=(928) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح بما قبله .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : كان المصطفى صلى الله عليه و سلم يستغفر ربه جل وعلا في الأحوال على حسب ما وصفناه وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولا ستغفاره صلى الله عليه و سلم معنيان :
أحدهما أن الله جل وعلا بعثه معلماً لخلقه قولاً وفعلاً فكان يُعَلِّمُ أمته الاستغفار والدوام عليه لما علم من مقارفتها المآثم في الأحايين باستعمال الاستغفار
والمعنى الثاني : أنه صلى الله عليه و سلم كان يستغفر لنفسه عن تقصير الطاعات لا الذنوب لأن الله جل وعلا عصمه من بين خلقه واستجاب له دعاءه على شيطانه حتى أسلم وذاك أن من خُلُقِ المصطفى صلى الله عليه و سلم كان إذا أتى بطاعة لله عز و جل داوم عليها ولم يقطعها فربما شُغِلَ بطاعة عن طاعة حتى فاتته إحداهما كما شُغِلَ صلى الله عليه و سلم عن الركعتين اللتين بعد الظهر بوفد تميم حيث كان يقسم فيهم ويحملهم حتى فاتته الركعتان اللتان بعد الظهر فصلاهما بعد العصر ثم داوم عليهما في ذلك الوقت فيما بعد فكان استغفار صلى الله عليه و سلم لتقصير طاعة أن أخَّرها عن وقتها من النوافل لاشتغاله بمثلها من الطاعات التي كان في ذلك الوقت أولى من تلك التي كان يواظب عليها لا أنه صلى الله عليه و سلم كان يستغفرمن ذنوب يرتكبها


ذكر الأمر بالاستغفار لله جل وعلا للمرء عما ارتكبه من الحوبات


925 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا أبو الوليد عن شعبة عن عمرو بن مرة أخبرني قال : سمعت أبا بردة يقول : سمعت رجلاً من جهينة يقال له : الأغر من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يحدث ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أتوب إليه كل يوم مئة مرة )
=(929) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1452) : م .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : قوله صلى الله عليه و سلم : ( توبوا إلى ربكم ) يريد به : استغفروا ربكم
وكذلك قوله : ( فإني أتوب إليه كل يوم مئة مرة ) وكان استغفار رسول الله صلى الله عليه و سلم لتقصيره في الطاعات التي وظفها على نفسه لأنه صلى الله عليه و سلم كان من أخلاقه إذا عمل خيراً أن يثبته فيدوم عليه فربما اشتغل في بعض الأوقات عن ذلك الخير الذي كان يواظب عليه بخير آخر مثل اشتغاله بوفد بني تميم والقسمة فيهم عن الركعتين اللتين كان يصليهما بعد الظهر فلما صلى العصر أعادهما فكان استغفاره صلى الله عليه و سلم للتقصير في خير اشتغل عنه بخير ثان على حسب ما وصفنا


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تعقيب الاستغفار كل عثرة وإن كان المرء مشمِّراً في أنواع الطاعات


926 - أخبرنا إسماعيل ابن داود بن وردان بمصر قال : حدثنا عيسى بن حماد قال : أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( إن العبد إذا أحطأ خطيئة نُكِتَ في قلبه نُكتة فإن هو نزع واستغفر وتاب صُقلت فإن عاد زيد فيها فإن عاد زيد فيها حتى تعلو فيه فهو الران الذي ذكر الله : { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } [المطففين :14] )
=(930) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((التعليق الرغيب)) (2/268 ـ 269) .


ذكر لفظ لم يعرف معناه جماعة لم يحكموا صناعة العلم


927 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال : حدثنا حماد بن زيد عن ثابت قال : حدثنا أبو بردة عن الأغر المزني وكانت له صحبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إنه لَيُغَان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مئة مرة )
=(931) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1356) : م .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه و سلم : ( إنه ليغان على قلبي ) يريد به : يَرِدُ عليه الكرب من ضيق الصدر مما كان يتفكر فيه صلى الله عليه و سلم بأمر اشتغاله كان بطاعة عن طاعة أو اهتمامه بما لم يعلم من الأحكام قبل نزولها كأنه كان يعد صلى الله عليه و سلم عدم علمه بمكة بما في سورة البقرة من الأحكام قبل إنزال الله إياها بالمدينة ذنباً فكان يغان على قلبه لذلك حتى كان يستغفر الله كل يوم مئة مرة لا أنه كان يغان على قلبه من ذنب يذنبه كأمته صلى الله عليه و سلم


ذكر سيد الاستغفار الذي يستغفر المرء ربه لما قارف من المأثم


928 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو أسامة قال : حدثنا حسين بن ذكوان عن عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي وأنا عبدك لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنوبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )
=(932) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1747) : خ .


ذكر سيد الاستغفار الذي يدخل قائله به الجنة إذا كان على يقين منه


929 - أخبرنا أحمد بن محمد الحيري أبو عمرو قال : حدثنا عبد الله بن هاشم قال : حدثنا يحيى القطان عن حسين المعلم قال : حدثني عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بالنعمة وأبوء لك بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
فإن قالها بعدما يصبح موقناً بها ثم مات كان من أهل الجنة وإن قالها بعد ما يمسي موقناً بها كان من أهل الجنة )
=(933) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ ، وهو مكرر ما قبله .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : سمع هذا الخبر عبد الله بن بريدة عن أبيه وسمعه من بشير بن كعب عن شداد بن أوس فالطريقان جميعاً محفوظان


ذكر الأمر للمرء أن يسأل حفظ الله جل وعلا إياه بالإسلام في أحواله


930 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بخبر غريب قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني العلاء بن رؤبة التميمي هو الحمصي عن هاشم بن عبد الله بن الزبير :
أن عمر بن الخطاب أصابته مصيبة فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكا إليه ذلك وسأله أن يأمر له بوسق من تمر فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن شئت أمرت لك بوسق من تمر وإن شئت علَّمتك كلمات هي خير لك ) ؟ قال : علمنيهن ومُرْ لي بوسق فإني ذو حاجة إليه فقال :
( قل : اللهم احفظني بالإسلام قاعداً واحفظني بالإسلام قائماً واحفظني بالإسلام راقداً ولا تُطِعْ فِيَّ عدواً حاسداً وأعوذ بك من شر ما أنت آخذ بناصيته وأسألك من الخير الذي هو بيدك كله )
=(934) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الضعيفة)) (6003) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : توفي عمر بن الخطاب و هاشم بن عبد الله بن الزبير ابن تسع سنين


ذكر الأمر باكتناز سؤال المرء ربه جل وعلا الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد عند اكتناز الناس الدنانير والدراهم


931 - أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا - ولم يشرب الماء في الدنيا ثمان عشرة سنة ويتخذ كل ليلة حسواً فيحسوه - قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا سويد بن عبد العزيز قال : حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم قال :
خرجت مع شداد بن أوس فنزلنا مرج الصُّفَّر فقال : ائتوني بالسفرة نعبث بها فكان القوم يحفظونها منه فقال : يا بني أخي لا تحفظوها عني ولكن احفظوا مني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا اكتنز الناس الدنانير والدراهم فاكتنزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب )
=(935) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (3228) .


ذكر الأمر بمسألة العبد ربه جل وعلا الحسنة في الدنيا والآخر في دعائه


932 - أخبرنا محمد بن يزيد الدرقي بطرسوس قال : حدثنا محمد ابن المثنى قال : حدثنا خالد بن الحارث قال : حدثنا حميد عن ثابت عن أنس قال :
عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلاً قد صار مثل الفرخ فقال :
( ما كنت تدعو بشيء أو تسأل ) ؟ قال : كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة فَعَجِّلْهُ في الدنيا فقال :
( سبحان الله لا تستطيعه أو لا تُطِيقُهُ قل : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
=(936) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1359) : م ، خ الدعاء فقط .

قال أبو حاتم : ما سمع حميد عن أنس إلا ثمانية عشرحديثاً والأخر سمعها من ثابت عن أنس


ذكر ما يستحبُّ للمرء سؤال الباري جل وعلا الحسنة له في داريه


933 - أخبرنا أبو عروبة بحران قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا شعبة عن ثابت عن أنس قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو بهذا الدعاء
( اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
قال شعبة : فذكرته لقتادة فقال : كان أنس يدعو به
=(937) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((مختصر الادب المفرد)) (525) .


ذكر البيان بأن الدعاء الذي وصفناه كان من أكثر ما يدعو به صلى الله عليه و سلم في أحواله


934 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت
أنهم قالوا لأنس بن مالك : ادع الله لنا فقال : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قالوا : زدنا فأعادها قالوا : زدنا فأعادها فقالوا : زدنا فقال : ما تريدون ؟ سألت لكم خير الدنيا والآخرة
قال أنس : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر أن يدعو بها :
( اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
=(938) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح الادب المفرد)) (525/677) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن شعبة لم يسمع من إسماعيل بن علية إلا خبر التزعفر


935 - أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة قال : حدثنا عبد الله بن أبي يعقوب الكرماني قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير قال : حدثنا شعبة عن إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب قال :
قلت لأنس بن مالك : أخبرني عن دعاء كان يدعو به النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
فلقيت إسماعيل فسألته فقال : أكثَرُ دعوة يدعو بها :
( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
=(939) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .


ذكر ما يستحب للمرء أن يزيد في الدعاء الذي وصفناه الإقرار بالربوبية لله جل وعلا


936 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا مسدد بن مسرهد قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب قال :
سأل قتادة أنساً : أي دعوة أكثر ما يدعو بها النبي صلى الله عليه و سلم ؟ قال : أكثر دعوة يدعو بها النبي صلى الله عليه و سلم :
( اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
=(940) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله


ذكر الخبر الدال على أن المرء مكروه له أن يدعو بضد ما وصفنا من الدعاء


937 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال : حدثنا بشر بن المفضل قال : حدثنا حميد عن ثابت عن أنس قال :
عاد النبي رجلاً قد جَهِدَ حتى صار مثل الفرخ فقال صلى الله عليه و سلم :
( هل كنت دعوت الله بشيء ) ؟ قال : نعم كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجِّله لي في الدنيا فقال صلى الله عليه و سلم :
( لا تستطيعه أو لا تُطيقه فهلا قلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ؟ قال : فدعا الله فشفاه
=(941) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مكرر (932) .


ذكر ما يجب على المرء من سؤال الباري تعالى الثبات والاستقامة على ما يقربه إليه بفضل الله علينا بذلك


938 - أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة قال : حدثنا العباس بن الوليد القرشي قال : حدثنا وهيب بن خالد قال : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال :
قلت : يا رسول الله قل لي قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك قال :
( قل : آمنت بالله ثم استقم )
=(942) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((ظلال الجنة)) (1/15/21) : م .


ذكر الإخبار عما يجب على المرء من التملق إلى الباري في ثبات قلبه له على ما يحب من طاعته


939 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال : حدثنا أبو ثور قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله قال : سمعت أبا إدريس الخولاني أنه سمع النواس بن سمعان يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه ) قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ) قال :
( والميزان بيد الرحمن يرفع قوماً ويخفض آخرين إلى يوم القيامة )
=(943) [67:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2091) ، ((الظلال)) (219 و 230 و 552) .


ذكر الخبر الدال على أن هذه الألفاظ من هذا النوع أطلقت بألفاظ التمثيل والتشبيه على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم دون الحكم على ظواهرها


940 - أخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن يوسف بنسا قال : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال : حدثنا عفان قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( يقول الله جل وعلا للعبد يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني فيقول يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني
ويقول : يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني ؟ فيقول : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : أما علمت أن عبدي فلاناً استسقاك فلم تَسْقِهِ ؟ أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي
يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني فيقول : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ فيقول : ألم تعلم أن عبدي فلاناً استطعمك فلم تطعمه أما لو أنك أطعمته لوجدت ذلك عندي )
=(944) [[67:3]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ، تقدم (269) .


ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا الهداية والعافية والولاية فيمن رزق إياها


941 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد قال : حدثنا شعبة قال : سمعت بريد بن أبي مريم يحدث عن أبي الحوراء السعدي قال :
قلت للحسن بن علي : ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فجعلتها في فِيَّ فانتزعها بلعابها فطرحها في التمر وكان يُعَلِّمُنَا هذا الدعاء :
( اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يُقضى عليك إنه لا يذل من واليت ) قال شعبة : وأظنه قال : ( تباركت وتعاليت )
=(945) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1281) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أبو الحوراء ربيعة بن شيبان السعدي
و أبو الجوزاء اسمه : أوس بن عبد الله
وهما جميعاً تابعيان بصريان


ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا المغفرة والرحمة والهداية والرزق


942 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني قال : حدثنا ابن نمير ويعلى بن عبيد قالا : حدثنا موسى الجهني عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال :
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله علمني كلاماً أقوله قال :
( قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم العزيز الحكيم ) قال : هؤلاء لربي فما لي ؟ قال :
( قل : اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني )
=(946) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الكلم الطيب)) (14) .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : كل ما في هذه الأخبار : (( اللهم اهدني ... )) , ((اللهم إني أسألك الهدى )) وما يشبهها من الألفاظ إنما أُريد بها الثبات على الهدى والزيادة فيه إذ محال أن يؤمن المؤمن بسؤال الزيادة وقد هداه الله قبل ذلك


ذكر ما يستحب للمرء سؤال الرب جل وعلا المعونة والنصر والهداية


943 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي قال : أخبرنا سفيان عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن طليق بن قيس الحنفي عن ابن عباس قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( رب أعني ولا تُعِنْ علي وانصرني ولا تَنْصُرْ علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسِّر الهدى لي وانصرني على من بغى علي رب اجعلني لك شاكراً لك ذاكراً لك أواهاً لك مطواعاً لك مخبتاً أوَّاهاً منبياً رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حُجَّتي واهْدِ قلبي وسدد لساني واسلُلْ سخيمة قلبي )
=(947) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1353) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث


944 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال : حدثنا أبي قال : حدثني سفيان قال : حدثني عمرو ابن مرة قال : حدثني عبد الله بن الحارث المعلم قال : حدثني طليق ابن قيس الحنفي عن ابن عباس قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو فيقول :
( اللهم أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر لي الهدى وانصرني على من بغى علي اللهم اجعلني لك شَكَّاراً لك ذكَّاراً لك مِطْوَاعاً إليك مخبتاً لك أوَّاهاً منبياً رب اقبل توبتي واغسل حوبتي وثبت حُجتي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي )
=(948) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الظلال)) (384) ، ((تخريج المشكاة)) (2488/التحقيق الثاني) .

قال أبو حاتم : محمد بن يحيى بن سعيد أبو صالح ما حدثنا عنه أبو يعلى إلا هذا الحديث


ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا العافية في أموره كلها


945 - سمعت عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس يقول : سمعت هشام بن عمار يقول : سمعت محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس يقول : سمعت أبي يقول : سمعت بسر بن أرطاة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( اللهم أحسن عافيتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة )
=(949) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((الضعيفة)) (2907) .

[945/*]_ وأخبرناه الصوفي قال : حدثنا الهيثم بن خارجة قال : حدثنا محمد بن أيوب بن ميسرة ....... بإسناده وقال : (( عاقبتنا )) ـ بالقاف ـ .


ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا العافية إذ هي خير ما يُعطى المرء بعد التوحيد


946 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني حيوة بن شريح قال : سمعت عبد الملك بن الحارث السهمي عن أبي هريرة قال :
سمعت أبا بكر - رضوان الله عليه - على هذا المنبر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا اليوم عام أول يقول ثم استعبر أبو بكر - رضوان الله عليه - فبكى ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( لن تؤتوا شيئاً بعد كلمة الإخلاص مثل العافية فسلوا الله العافية )
=(950) [104:1]
قال الشيخ الألباني:
صحيح لغيره ـ ((الروض)) (917) .


ذكر الأمر بتقرين العفو إلى العافية عند سؤاله الله جل وعلا لمن سألها


947 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثناحماد بن سلمة قال : حدثنا أبو جهضم موسى بن سالم عن عبد الله بن عباس أنه قال :
يا رسول الله ما أسأل الله ؟ قال :
( سل الله العفو والعافية ) ثم قال : ما أسأل الله ؟ قال :
( سل الله العفو والعافية )
=(951) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الروض)) ـ أيضاً ـ .


ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا اليقين بعد المعافاة


948 ـ أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن سُليم"1" بن عامر الكلاعي عن أوسط بن عامر البجلي قال :
قدمت المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم فلقيت أبا بكر يخطب الناس وقال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ عام أول ـ فخنقته العبرة ثلاث مرات ثم قال :
( يا أيها الناس سلوا الله المعافاة فإنه لم يُعط أحد مثل اليقين بعد المعافاة ولا أشد من الربية بعد الكفر وعليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار )
أراد به مرتكبهما لا نفسهما
=(952) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الروض)) ـ أيضاً ـ .

__________
(1) تحرفت في مطبوعة دار الكتب العلمية إلى : ((سلمان)) !


ذكر الإخبار عما يستعمله


949 - أخبرنا السختياني حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثنا ابن ثوبان قال : أخبرني عمير بن هانئ قال : سمعت جنادة بن أبي أمية يقول : سمعت عبادة بن الصامت يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أن جبريل رقاه وهو يوعك فقال : بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من كل حاسد إذا حسد ومن كل عينٍ وسُمٍّ والله يشفيك
=(953) [[20:3]]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((التعليق على ابن ماجه))


ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا التفضل عليه بمغفرة أنواع ذنوبه


950 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا معاوية بن هشام قال : حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطإي وعمدي وكل ذلك عندي )
=(954) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2944) : ق ، وهو طرف من الحديث الآتي (953) .


ذكر ما أُبيح للمرء أن يسأل الله ربه جل وعلا المغفرة لذنوبه بلفظ التمثيل


951 - أخبرنا عبد الله بن محمود السعدي قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال : حدثنا إبراهيم بن يزيد قال : حدثنا رقبة بن مصقلة عن مجزأة بن زاهر الأسلمي عن ابن أبي أوفى قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( اللهم طهرني من الذنوب بالثلج والبرد والماء اللهم طهرني من الذنوب كما يُطَهَّرُ الثوب من الدنس )
=(955) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (8) : م .


ذكر ما يُستحب للمرء أن يُقَدِّم قبل هذا الدعاء التحميد لله جل وعلا


952 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا شعبة عن مجزأة بن زاهر عن ابن أبي أوفى قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( اللهم لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من ذنوبي كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس )
=(956) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (1/41) ، ((تمام المنة)) (ص 192) : م .


ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الرب جل وعلا المغفرة لذنوبه وإن كان في لفظه استقصاء


953 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي قال : حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن ابن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو بهذا الدعاء :
( رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وجدِّي وهزلي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت إنك أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير )
=(957) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ، وتقدم طرف منه قريباً (950) .


ذكر الأمرللمرء بسؤال الله جل وعلا الفردوس الأعلى في دعائه


954 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يا أم حارثة إنها لَجِنان وإن حارثة في الفردوس الأعلى فإذا سألتم الله فَسَلُوهُ الفردوس )
=(958) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1811) : خ دون سؤال الفردوس ، وهو عنده من حديث أبي هريرة وسيأتي في الكتاب (4592) .


ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا تحسين خُلُقِهِ كما تفضل عليه بحسن صورته


955 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا ابن فضيل قال : حدثنا عاصم عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن ابن مسعود قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( اللهم حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقي )
=(959) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (74) .


ذكر ما يُستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا المجانبة عن الأخلاق المنكرة والأهواء الردية


956 - أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان بالفسطاط قال : حدثنا محمد بن علي بن محرز حدثنا أبو أسامة عن مسعر بن كدام عن زياد بن علاقة عن عمه قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( اللهم جَنِّبْني منكرات الأخلاق والأهواء والأسواء والأدواء )
=(960) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (2471/التحقيق الثاني) ، ((الظلال)) (1/12/13) .


ذكر ما يستحب للمرء سؤال ربه جل وعلا العفو والعافية عند الصباح


957 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا فياض بن زهير قال : حدثنا وكيع عن عبادة بن مسلم الفزاري عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول :
لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يَدَعُ هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح :
( اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلقي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي )
=(961) [12:5]
قال وكيع : يعني : الخسف
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الكلم الطيب)) (27) ، ((المشكاة)) (2397/التحقيق الثاني) .


ذكر ما يقول المرء عند الصباح والمساء


958 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق ابن إبراهيم قال : أخبرنا النضر بن شميل قال : حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم الثقفي قال : سمعت أبا هريرة يقول :
قال أبو بكر : يا رسول الله أخبرني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت قال :
( قل : اللهم عَالِمَ الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء وملكيه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ) قال النبي صلى الله عليه و سلم :
( قُلْهُ إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك )
=(962) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الكلم الطيب)) (22) ، ((الصحيحة)) (2753) .


ذكر ما يستحب للعبد عند الصباح أن يسأل ربه جل وعلا خير ذلك اليوم


959 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا أبو الشعثاء قال : حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول إذا أصبح :
( أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله أسألك من خير هذا اليوم ومن خير ما فيه وخير ما بعده وأعوذ بك من الكسل والهرم وسوء العمر وفتنة الدجال وعذاب القبر )
وإذا أمسى قال مثل ذلك
قال الحسن بن عبيد الله : وحدثني زبيد عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول فيه :
( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )
=(963) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق على الكلم الطيب)) (18) .


ذكر ما يدعو المرء به ربه جل وعلا إذا أصبح


960 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال : حدثنا أبو نصر التمار قال : حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا أصبح :
( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير )
=(964) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (262) , والمحفوظ : ((وإليك النشور)) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به حماد بن سلمة


961 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال : حدثنا وهيب قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة :
أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول إذا أصبح :
( اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير )
=(965) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ .


ذكر الأمر بسؤال المرء ربه جل وعلا قضاء دينه وغناه من الفقر


962 - أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا أبو أسامة قال : حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال :
جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم تسأله خادماًَ فقال لها :
( قولي : اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء اقض عنا الدين واغننا من الفقر )"1".
=(966) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح الادب المفرد)) (930/التعليق) : م .

__________
(1) عزا المعلق هنا في ((طبعة المؤسسة)) (3/246) هذا الحديث لجمع من المصنفين؛ منهم : البخاري في ((الادب المفرد))(1212) ! وهو من أوهامه الكثيرة في التخريج ؛ فإن البخاري إنما رواه بالرقم الذي ذكره بلفظ :
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا أوى إلى الفراش ... فذكر الدعاء
وهو رواية لمسلم فهذا من فعله - صلى الله عليه وسلم - عند النوم .
وحديث الباب من أمره - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة - رضي الله عنها - أمراً مطلقاً غير مقيد بالنوم فشتَّان مابينهما !


ذكر السبب الذي من أجله أنزل الله جل وعلا { فما استكانوا لربهم وما يتضرعون }


963 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال : حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال : حدثني أبي قال : حدثني يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال :
جاء أبو سفيان بن حرب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد أنْشُدُكَ الله والرحم فقد أكلنا العلهز - يعني الوبر والدم - فأنزل الله { ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون } [المؤمنون : 76] .
=(967) [64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح الاسناد .


ذكر ما يدعو المرء عند الشدائد والضر إذا نزل به


964 - أخبرنا أبو عروبة قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد قال : حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب أنه سمع أنس بن مالك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( لا يتمنَّينَّ أحدكم الموت لِضُرٍّ نزل به فإن كان لا بد فاعلاً فليقل : أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي )
=(968)[[12:5]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((أحكام الجنائز)) (12) : ق .


ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ما ذكرناه


965 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال : حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : أخبرني حميد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يتمنين أحدكم الموت من ضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي )
=(969) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .


ذكر وصف دعوات المكروب


966 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا زيد بن أخزم حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا عبد الجليل بن عطية عن جعفر بن ميمون حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت )
=(970)[[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((تمام المنة)) (232) ، ((تخريج الكلم)) (121) ، ((التعليق الرغيب)) (3/42) .


ذكر الخصال التي يرتجى للمرء باستعمالها زوال الكرب في الدنيا عنه


967 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا عمرو بن مرزوق قال : حدثنا عمران القطان"1" عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم فأصابتهم السماء فلجأوا إلى جبل فوقعت عليهم صخرة فقال بعضهم لبعض : عفا الأثر ووقع الحجر ولا يعلم مكانكم إلا الله ادعوا الله بأوثق أعمالكم
فقال أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني فطلبتها فأبت علي فجعلت لها جعلاً فلما قرَّبت نفسها تركتها فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الجبل
فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان وكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا أتيهما وهما نائمان قمت قائماً حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر
فقال الثالث : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيراً يوماً فعمل لي نصف النهار فأعطيته أجره فتسخطه ولم يأخذه فوفَّرتها عليه حتى صار من كل المال ثم جاء يطلب أجره فقلت : خذ هذا كله ولو شئتُ لم أُعطه إلا أجره فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا
قال : فزال الحجر وخرجوا يتماشون )
=(971) [12:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر التعليق .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : قوله ( فوفرتها عليه ) بمعنى قوله : فوفرتها له والعرب في لغتها توقع ( عليه ) بمعنى ( له )
و سعيد بن أبي الحسن سمع أبا هريرة بالمدينة لأنه بها نشأ
و الحسن لم يسمع منه لخروجه عنها في يفاعته

__________
(1) هو ابن داور ، وهو وسط حسن الحديث ، قال الحافظ : ((صدوق يهم)) .
ومن طريقه : أخرجه البزار (1869) , والطبراني في ((الأوسط)) (1/137/1/2630) ، وقال :((لم يروه عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن إلا عمران)) .
وله عنده (1/281/1/2734) طريق آخر يرويه داهر بن نوح قال : نا عبد الله بن عرادة ، قال : نا داود بن أبي هند ، عن أبي العالية , عن أبي هريرة ..... نحوه ، وقال : ((لم يروه عن داود إلا عبد الله بن عرادة تفرَّد به داهر)) .
قلت : ذكره المؤلِّف في ((الثقات)) (8/238) ، وقال : (( ربما أخطأ )) .
وقال الدارقطني : ((ليس بالقوي)) .
فمثله يُستشهد به .
لكن شيخه ابن عرادة ضعيف .
إلا أن للحديث شواهد كثيرة عن جمع من الصحابة ؛ منهم : ابن عمر ، وقد تقدم (894) .
وله طريق ثالث عن أبي هريرة : رواه البزار (1866) ، وسنده صحيح على شرط مسلم .


ذكرالأمر لمن أصابه حزن أن يسأل الله ذهابه عنه وإبداله إياه فرحاً


968 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا فضيل بن مرزوق قال : حدثنا أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فِيَّ حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحاً ) قالوا : يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات ؟ قال :
( أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن )
=(972) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (199) .


ذكر ما يجب على المرء الدعاء على أعدائه بما فيه ترك حظ نفسه


969 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )
=(973) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (3175) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : يعني هذا الدعاء أنه قال يوم أحد لما شُجَّ وجهه قال : ( اللهم اغفر لقومي ) ذنبهم بي من الشج لوجهي لا أنه دعاء للكفار بالمغفرة ولو دعا لهم بالمغفرة لأسلموا في ذلك الوقت لا محالة


ذكر ما يستحب للمرء سؤال الباري جل وعلا تسهيل الأمور عليه إذا صعبت


970 - أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل قال : حدثنا سهل بن حماد قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن سهلاً إذا شئت )
=(974) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2643/2) .


ذكر الزجر عن استعجال المرء إجابة دعائه إذا دعا


971 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى ابن أزهر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( يُستجاب لأحدكم ما لم يَعْجَلْ فيقول : قد دعوت فلم يُستجب لي )
=(975) [43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1334) : ق .


ذكر البيان بأن استجابة دعاء الداعي ما لم يعجل إنما يكون ذلك إذا دعا بما لله فيه طاعة


972 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( لا يزال يُستجاب للعبد"1" ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ) قيل : يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال :
( يقول : يا رب قد دعوت وقد دعوت فما أراك تستجيب لي فيستحسر عند ذلك فيدع الدعاء )
=(976) [43:2]
قال الشيخ الألباني
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1334) : م .

__________
(1) الاصل : ((لا يزال العبد)) ! والتصحيح من ((صحيح مسلم)) (8/87) ومنه استدركت الزيادة الآتية ، ثم رأيت هذا التصحيح مطابقاً لما تقدم من الحديث إسناداً ومتناً (878) .


ذكرالزجر عن أن يقول المرء في دعائه رب اغفر لي إن شئت


973 - أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يقل أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت فإنه لا مُسْتَكْرِهَ له ولكن ليعزم المسألة )
=(977) [43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1333) : ق .


ذكر الزجر عن إكثار المرء السجع في الدعاء دون الشيء اليسير منه


974 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو معاوية"1" عن داود بن أبي هند"1" عن عامر الشعبي عن ابن أبي السائب ـ قاصِّ المدينة ـ قال : قالت عائشة :
قُصَّ في الجمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أبيت فثلاث ولا أُلْفِيَنَّكَ تأتي القوم وهم في حديثهم فتقطعه عليهم ولكن إن استمعوا حديثك فحَدِّثْهُم واجتنب السجع في الدعاء فإني عهدت النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه يكرهون ذلك
=(978) [110:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ انظر التعليق .

__________
(1) تابعه ابن عُلية فقال أحمد (6/217) : ثنا إسماعيل ، قال : ثنا داود ... به ؛ إلا أنه قال : عن الشعبي قال : قالت عائشة لابن أبي السائب ... فذكره نحوه .
قلت : وهذا أصح من رواية أبي معاوية _ محمد بن خازم _ ؛ لأن فيه كلاماً إذا روى عن غير الأعمش كما هنا .
وأما إسماعيل _ وهو ابن علية _ فهو ثقة حافظ .
وعليه فالسند منقطع ؛ الشعبي _ واسمه : عامر _ لم يسمع من عائشة ؛ كما جزم بذلك غير ما واحد من الأئمة ، فقول المعلق على ((طبعة المؤسسة)) (3/259) : ((إسناده صحيح ؛ فإن الشعبي سمع من عائشة)) !
خطأ فاحش ، لم يسبق اليه .
نعم قد وصلَه أبو يعلى (4475) من طريق حماد عن داود ، عن الشعبي ، عن مسروق ، أن عائشة قالت ...
وهذا إسناد صحيح إن كان حماد _ وهو ابن سلمة _ قد حفظه فإن في روايته عن غير ثابتٍ كلاماً.
لكن له شاهد قوي : أخرجه البخاري (6337) ، عن ابن عباس قال : ((حدِّثِ الناس كل جمعة مرة ... )) والباقي مثله ؛ فكأنه تلقاه من عائشة .


ذكر ما يُستحب للمرء الدعاء لأعداء الله بالهداية إلى الإسلام


975 - أخبرنا أبو عروبة قال : حدثنا محمد بن معمر قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال :
جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إن دوساً قد عصت وأبت فادع الله عليهم فقال صلى الله غليه وسلم :
( اللهم اهْدِ دَوْساً وائْتِ بهم )
=(979) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2941) : ق .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أبو الزناد عن الأعرج


976 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا النضر بن شميل قال : حدثنا ابن عون عن مسلم بن بديل عن أبي هريرة قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر دوساً فقال : إنهم .... فذكر رجالهم ونساءهم فرفع النبي صلى الله عليه و سلم يديه فقال الرجل : إنا لله وإنا إليه راجعون هَلَكَتْ دَوْسٌ ورب الكعبة فرفع النبي صلى الله عليه و سلم يديه وقال :
( اللهم اهْدِ دَوْساً )
=(980) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ .


ذكر ما يستحب للمرء أن يترك الاستغفار لقرابته المشركين أصلاً


977 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا أحمد بن عيسى المصري قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثنا ابن جريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج يوماً فخرجنا معه حتى انتهيا إلى المقابر فأمرنا فجلسنا ثم تخطَّى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فجلس إليه فناجاه طويلاً ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم باكياً فبكينا لبكاء رسول الله ثم أقبل علينا فتلقاه عمر - رضوان الله عليه - وقال : ما الذي أبكاك يا رسول الله فقد أبكيتنا وأفزعتنا ؟ فأخذ بيد عمر ثم أقبل علينا فقال :
( أفزعكم بكائي ) ؟ قلنا : نعم فقال :
( إن القبر الذي رأيتموني أناجي قبر آمنة بنت وهب وإني سألت ربي الاستغفار لها فلم يأذن لي فنزل عَلَيَّ : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } [التوبة : 113] فأخذني ما يأخذ الولد للوالد من الرِّقَّةِ فذلك الذي أبكاني ألا وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تُزَهِّدُ في الدنيا وتُرَغِّبُ في الآخرة )
=(981) [5:5]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((المشكاة)) (1769) ، ((الضعيفة)) (5131) ، وبعضه صحيح عن أبي هريرة ، و سيأتي برقم (3159) .


ذكر ما يجب على المرء من الاقتصار على حمد الله جل وعلا بما مَنَّ عليه من الهداية وترك التكلف في سؤال تلك الحالة لمن خُذِلَ وحُرِمَ التوفيق والرشاد


978 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال :
لما حضر أبا طالب الوفاة جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجد عنده أبا جهل و عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يا عم قل : لا إله إلا الله أشهد لك بها عند الله )
قال أبو جهل و عبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ قال : فلم يزل النبي صلى الله عليه و سلم يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كَلَّمَهُمْ هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول : لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لأستغفرنَّ لك ما لم أُنْهَ عنك ) فأنزل الله { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أُولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } [التوبة : 113] وأُنْزِلَتْ في أبي طالب : { إنك لا تهدي من أحببت ولكنَّ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين } [القصص : 56] .
=(982) [5:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (1273) : ق .


ذكر الشيء الذي إذا قاله المرء عند الوطء لم يضر الشيطان ولده


979 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال : حدثنا هدبة بن خالد قال : حدثنا همام قال : حدثنا منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( أما إن أحدكم لو أنه إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله اللهم جَنِّبْنَا الشيطان وجَنِّبِ الشيطان ما رزقتنا ثم رُزِقَا ولداً لم يَضُرَُّه الشيطان )
=(983) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (2012) ، ((آداب الزفاف)) (98) ، ((صحيح أبي داود)) (1877) : خ .


ذكر ما يُستحب للمرء إذا زار قوماً أن يدعو للمزور عند انصرافه عنهم


980 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا وكيع عن سفيان عن الأسود بن قيس عن نُبيح عن جابر قال :
أتيت النبي صلى الله عليه و سلم أستعينه في دين كان على أبي فقال
( آتيكم ) فقلت للمرأة : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتينا فإياك أن تُكَلِّمِيهِ أو تؤذيه قال : فأتى صلى الله عليه و سلم فذبحتُ له داجناً كان لنا قال :
( يا جابر كأنك علمتَ حُبَّنَا اللحم ) ؟ فلما خرج قالت له المرأة : يارسول الله : صَلِّ علي وعلى زوجي قال : ففعل فقال لها : ألم أقل لك ؟ فقالت : رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدخل بيتي ويخرج ولا يصلي علينا ؟ !
=(984) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ وهو مطول الحديث المتقدم (912) .


ذكر الزجر عن أن يدعو المرء لنفسه ويُعْقِبَ دعاءه بسؤال الله منع ذلك غيره


981 - أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أبو بكر قال : حدثنا علي بن خشرم قال : أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال :
دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد وهو جالس فقال : اللهم اغفر لي و لمحمد ولا تغفر لأحد معنا قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال :
( لقد احتظرت واسعاً ) ثم ولى الأعرابي حتى إذا كان في ناحية المسجد فَحَّجَ لِيبُول فقال الأعرابي بعد أن فَقِهَ في الإسلام : فقام إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يؤنبني ولم يُسُبَّني وقال :
( إنما بُني هذا المسجد لذكر الله والصلاة وإنه لا يبال فيه ثم دعا بِسَجْلٍ من ماء فأفرغه عليه )
=(985) [62:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (406 و 825) : خ مفرَّقاً .


ذكر الزجر عن أن يدعو المرء لنفسه بالخير وحده دون أن يقرن به غيره


982 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا موسى بن اسماعيل قال : حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو :
أن رجلاً قال : اللهم اغفر لي و لمحمد وحدنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لقد حَجَبْتَهَا عن ناس كثير )
=(986) [86:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح بما قبله وما بعده .


ذكر الزجر عن سؤال العبد ربه ألا يرحم معه غيره


983 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة أن أبا هريرة قال :
قام النبي صلى الله عليه و سلم للصلاة وقمنا معه فقال أعرابي في الصلاة : اللهم ارحمني وارحم محمداً ولاترحم معنا أحداً فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال للأعرابي :
( لقد تَحَجّرْتَ واسعاً ) يريد رحمة الله
=(987) [46:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (1/190 ـ 191) : خ .


ذكر الخبر الدال على أن المرء إذا أراد أن يدعو لأخيه المسلم يجب أن يبدأ بنفسه ثم به


984 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا غسان بن عمر بن عبيد الله العدني حدثنا حمزة الزيات عن أبي اسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذكر أَحَداً من الأنبياء بدأ بنفسه وإنه قال ذات يوم :
( رحمة الله علينا وعلى موسى لو صبر مع صاحبه لرأى العجب الأعاجيب ولكنه قال : { إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني } [الكهف : 76]
=(988) [4:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن أبي داود)) (3984) ، ((المشكاة)) (2258) .


ذكر استحباب كثرة دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب رجاء الإجابة لهما به


985 - أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم بالبصرة قال : حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي قال : حدثنا ابن فضيل قال : حدثنا أبي , عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال المَلَكُ : ولك بمثلٍ ولك بمثل )
=(989) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (1339) ، ((صحيح أبي داود)) (1373) : م .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : كل ما يجيء في الروايات فهو ( كُرَيز ) إلا هذا فإنه ( كَريز )
و أم الدرداء : اسمها هُجَيْمَةُ بنت حُيَيٍّ الأوصابية
و أبو الدرداء : عويمر بن عامر


ذكر إباحة دعاء المرء لأخيه بكثرة المال والولد


986 - أخبرنا أبو حاتم أخبرنا محمد بن اسحاق الثقفي حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال : حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال :
دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال :
( أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم ) فصلى صلاة غير مكتوبة وصلينا معه فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت أم سليم : يارسول الله إن لي خويصة قال :
( ما هي يا أم سليم ) ؟ قالت : خادمك أنس فدعا لي بخير الدنيا والآخرة وقال :
( اللهم ارزقه مالاً وولداً وبارك له )
قال : فإني من أكثر الناس ولداً
قال : وأخبرتني ابنتي أُمينة أنها دفنت من صُلبي إلى مقدم الحجاج البصرة بضعاً وعشرين ومئة
=(990) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((مشكلة الفقر)) (12) : ق .


ذكر ما يدعو المرء به عند وجود الجَدْبِ بالمسلمين


987 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال : حدثنا طاهر بن خالد بن نزار الأيلي حدثنا أبي حدثنا القاسم بن مبرور عن يونس بن يزيد الأيلي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :
شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قحط المطر فأمر بالمنبر فَوُضِعَ له في المصلى وَوَعَدَ الناس يوماً يخرجون فيه قالت عائشة : فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حين بدأ حاجب الشمس فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
( إنكم شكوتم جدب جنانكم واحتباس المطر عن إبَّان زمانه عنكم وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال :
( { الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين } [الفاتحة : 2 ـ 4] لا إله إلا أنت تفعل ما تريد اللهم أنت الله لاإله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين ) ثم رفع يديه صلى الله عليه و سلم حتى رأينا بياض إبطيه ثم حوَّل إلى الناس ظهره وقَلَبَ أو حَوَّلَ رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله سحاباً فَرَعَدَت وأبرقت وأمطرت بإذن الله فلم يلبث في مسجده حتى سالت السيول فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم لَثَق"1" الثياب على الناس ضحك حتى بدت نواجذه وقال :
( أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله )
=(991) [[12:5]]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((صحيح أبي داود)) (1064) .

__________
(1) قلت في الأصل : ((لبق)) ، والتصحيح من ((الموارد)) وغيره


ذكر ما يدعو به المرء عند اشتداد الأمطار وكثرة دوامها بالناس


988 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : أخبرنا محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال : سمعت أنس بن مالك يقول :
دخل رجل المسجد يوم الجمعة من باب كأن رجاءه المنبر ورسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب فاستقبله قائماً فقال : يارسول الله هلكت المواشي وانقطعت السُّبُلُ فادع الله ليُغيثنا فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده يقول :
( اللهم اسقنا اللهم اسقنا )
قال أنس : والله ما نرى في السماء سحابة ولا قزعة بيننا وبين سَلْعٍ من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل ترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت فوالله ما رأينا الشمس ستاً ثم دخل رجل من الباب يوم الحمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب فاستقبله قائماً ثم قال : يارسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يَكُفَّها عنا فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه يقول :
( اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظِّراب والأودية ومنابت الشجر )
قال : فأقلعت وخرج صلى الله عليه و سلم يمشي في الشمس
فسألت أنساًَ أهو الرجل الأول ؟ قال : لا أدري
=(992) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1016) : ق .


ذكر ما يقول المرء إذا تفضل الله جل وعلا على الناس بالمطر ورآه


989 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال : حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن الزهري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى المطر قال :
( اللهم صَيِّباً هَنِيًّا )
=(993) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (1521/التحقيق الثاني) .


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم : ( هنيًّا ) أراد به : نافعاً


990 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا محمد بن خنيس الغَزِّيُّ قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن مقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى الغيث قال :
( اللهم صَيِّباً ـ أو سَيِّباً ـ نافعاً )
=(994) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر نفسه .


ذكر الإخبار عما يجب على المسلمين من سؤالهم ربهم أن يبارك لهم في ريعهم دون اتكالهم منه على الأمطار


991 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا وهب بن بقية قال : أخبرنا خالد"1" عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ليست السنة بأن لا تُمطَروا ولكن السنة أن تُمطَروا وأن تُمْطَروا ولا تُنْبِتَ الأرض شيئاً )
=(995) [53:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م .

__________
(1) هو ابن عبد الله الطحان الواسطي ، الثقة الثبت .
وقد تابعه جمع : عند مسلم (8/180) والبيهقي (3/363) وأحمد (2/342 و 358 و 363) .
وقد وهم الهيثمي فأورده في ((الموارد)) (607) ، وكذا في ((المجمع)) (5/35) ، وعزاه فيه لأحمد !


ذكر الأمر للمسلم أن يسأل الله ربه جل وعلا التآلف بين المسلمين وإصلاح ذات بينهم


992 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف بخبر غريب قال : حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم قال : حدثنا عمي يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا شريك عن جامع بن شداد عن أبي وائل عن عبد الله قال :
كان نبي الله صلى الله عليه و سلم يعلمنا التشهد في الصلاة كما يعلمنا السورة من القرآن ويعلمنا ما لم يكن يعلمنا كما يعلمنا التشهد :
( اللهم أَلِّف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سُبُل السلام ونجِّنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن اللهم احفظنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك قابلين بها فأتممها علينا )
=(996) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((ضعيف أبي داود)) (172) .


993 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن للشيطان لمَّةً وللمَلَكِ لمة فأما لمة الشيطان فإيعادٌ بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعادٌ بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ { الشيطان يعدكم الفقر .... } الآية [البقرة : 268] )
=(997) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (1/27/74/التحقيق الثاني) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المرء إذا كان في حالة ليس له سؤال الرب جل وعلا الحلول من تلك الحالة لأن هذا كلام محال"1" .

__________
(1) وقع هذا التبويب في ((طبعة المؤسسة)) ؛ فوق الحديث السابق !
وهو هنا ـ كما في ((الأصل)) ـ أليق بهذا الحديث , والله أعلم . ((الناشر)) .


994 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد قال : حدثنا شعبة عن عاصم بن كليب عن أبي بردة قال : سمعت عليا ـ رضوان الله عليه ـ يقول : كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( اللهم إني أسألك الهدى والسداد واذكر بالهدى هدايتك الطريق واذكر بالتسديد تسديد السهم )
ونهاني نبي الله صلى الله عليه و سلم عن القَسِيِّ و الميثرة وعن الخاتم في السَّبَّابة والوسطى
=(998) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن النسائي)) (4809 و 4969) : م (8/83) .


10 ـ باب الاستعاذة


ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الأشياء الأربع التي يستحق الاستعاذة منها بالله جل وعلا


995 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير عن طاووس عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعلِّمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن :
( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من شر المسيح الدجال )
=(999) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (941/التحقيق الثاني) : م .


ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الفتن ما ظهر منها وما بطن


996 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا وهب بن بقية قال : أخبرنا خالد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال :
بينما نحن في حائط لبني النجار مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على بغلة فحادت به بغلته فإذا في الحائط أقْبُرٌ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من يعرف هؤلاء الأقبر ؟ ) فقال رجل : أنا يا رسول الله قال :
( ما هم ؟ ) قال : ماتوا في الشرك قال :
( لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يُسْمِعَكُم عذاب القبر الذي أسمع منه إن هذه الأمة تُبتلى في قبورها ) ثم أقبل علينا بوجهه فقال :
( تَعَوَّذوا بالله من عذاب النار وعذاب القبر وتعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن تعوذوا بالله من فتنة الدجال )
=(1000) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م .


ذكر ما يستحب للمرء أن يستعيذ بالله جل وعلا من عذاب القبر يتعوذ منه


997 - سمعت الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة يقول : سمعت إسحاق بن موسى الأنصاري يقول : سمعت أنس بن عياض يقول : سمعت موسى بن عقبة يقول : سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يستعيذ بالله من عذاب القبر
ولم أسمع أحداً يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم غيرها
=(1001) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ (6364) .


ذكر الخصال التي يستحب للمرء في التعوذ أن يقرُنها إلى ما ذكرنا قبل


998 - أخبرنا الحسين بن أبي معشر أبو عروبة بحران قال : حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي [ أنيسة عن أبي ]"1"إسحاق عن مجاهد أبي الحجاج عن أبي هريرة قال :
ما صلى نبي الله صلى الله عليه و سلم أربعاً أو اثنتين إلا سمعته يدعو :
( اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة الصَّدْرِ وسوء المحيا والممات )
=(1002) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ وانظر ما يأتي (1014) و (1015) .

__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من الاصل


ذكر الأمر بالاستعاذة بالله من الفقر الذي يُطغي والذل الذي يُفسد الدين


999 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا الوليد قال : حدثنا الأوزاعي قال : حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال : حدثني جعفر بن عياض قال : حدثني أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تعوذوا بالله من الفقر والذلة وأن تَظْلِمَ أو تُظْلَمَ )
=(1003) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (3/355 ـ 356) .


ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الجبن والبخل


1000 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا عبيدة بن [ حميد عن ]"1" عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تُعَلَّمُ الكتابة :
( اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر )
=(1004) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3937) : خ .

__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من الاصل


ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الشيطان عند نهيق الحمير


1001 - أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي العابد بالبصرة قال : حدثنا نصر بن علي بن نصر قال : حدثنا المقرئ قال : حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن جعفر بن ربيعة قال : حدثني عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا سمعتم أصوات الدِّيَكَة فإنها رأت ملكاً فاسألوا الله وارغبوا إليه وإذا سمعتم نُهَاقَ الحمير فإنها رأت شيطاناً فاستعيذوا بالله من شر ما رأت )
=(1005) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3183) : ق دون قوله : ((وارغبوا إليه)) .


ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من شر الرياح إذا هبت


1002 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي قال : حدثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى في السماء غُباراً أو رِيحاً تعوَّذ بالله من شره فإذا أمطرت قال :
( اللهم صيِّباً نافعاً )
=(1006) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) (1521/التحقيق الثاني) ؛ إلا قوله : ((غباراً)) ؛ فإنه منكر ـ ((الصحيحة))(2757) .


ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الرياح إذا هبت


1003 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال : حدثنا موسى بن مروان قال : حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن ثابت الزرقي قال : سمعت أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( الريح من رَوْحِ الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فلا تَسُبُّوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا من شرِّها )
=(1007) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2756) .


ذكر ما يقول المرء عند اشتداد الرياح إذا هبت


1004 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن قال : حدثني يزيد بن أبي عبيد قال : سمعت سلمة بن الأكوع يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال :
كان إذا اشتدت الريح يقول :
( اللهم لَقْحاً لا عَقِيماً )
=(1008) [[12:5]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2058) .


ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الكسل في الطاعات والهرم القاطع عنها


1005 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا سليمان التيمي عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول :
( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والبخل والجبن وعذاب القبر وشر المسيح الدجال )
=(1009) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1377) : ق .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


1006 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال : حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : أخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك
أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يدعو :
( اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والعجز والبخل وفتنة المسيح وعذاب القبر )
=(1010) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق مكرر ما قبله .


ذكر وصف الهرم الذي يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا منه


1007 - أخبرنا أبو عروبة بحران قال : حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد عن أبيه عن نبي الله صلى الله عليه و سلم
أنه كان يدعو بهؤلاء الكلمات :
( أعوذ بالله أن أُرَدَّ إلى أرذل العمر وأعوذ بالله من البخل والجبن وأعوذ بالله من فتنة الصدر وبغي الرجال )
=(1011) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق على صحيح الموارد)) آخر (الأدعية) .


ذكر ما يُعوَّذ المرء به ولده وولد ولده عند شيء يخاف عليهم منه


1008 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال : حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يُعَوِّذُ حسناً وحسيناً :
( أُعِيذُكُما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) ثم يقول صلى الله عليه و سلم :
( كان إبراهيم صلوات الله عليه يُعَوِّذُ به ابنيه إسماعيل وإسحاق )
=(1012) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((ابن ماجه)) (3525) : خ .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو


1009 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير عن منصور عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يُعَوِّذُ حسناً وحسيناً :
( أُعِيذكما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) وكان يقول صلى الله عليه و سلم :
( كان أبوكما يَعَوِّذُ بهما إسماعيل وإسحاق )
=(1013) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ ـ انظر ما قبله .


ذكر الاستحباب للمرء أن يسأل سؤال ربه دخول الجنة وتعوّذه به من النار في أيامه ولياليه


1010 - أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا محمد بن بشر قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما سأل رجل مسلم الجنة ثلاث مرات إلا قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ولا استجار رجل مسلم من النار ثلاث مرات إلا قالت النار : اللهم أجره )"1"
=(1014) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (4/222) ، ((المشكاة)) (2478) .

__________
(1) سيتكرر هذا الحديث برقم (1030) ـ هنا ـ . ((الناشر)) .


ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الصلاة التي لا تنفع ومن النفس التي لا تشبع


1011 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال : حدثنا هريم بن عبد الأعلى قال : حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يقول : حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يُسَْمُع وأعوذ بك من قلب لا يخشع )
=(1015) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1385) .


ذكر ما يتعوذ المرء به من سوء القضاء وشماتة الأعداء


1012 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا داود بن عمرو الضبي و أبو خيثمة قالا : حدثنا سفيان قال : حدثني سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه و سلم : كان يَتَعوَّذُ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء )"1".
=(1016) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الظلال)) (382 و 383) : ق .

__________
(1) الجملة الأخيرة : ((وشماتة الأعداء)) ليست من الحديث ؛ إنما هي من سفيان بن عيينة كما حققه الحافظ في ((الفتح)) (11/148) .


ذكر ما يُستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من حدوث العاهات به


1013 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول :
( اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسَيِّىءِ الأسقام )
=(1017) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1390) .


ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من شر حياته ومماته


1014 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا محمد بن زياد عن أبي هريرة وعن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم :
أنه كان يَتَعَوَّذُ من شَرِّ المحيا والممات وعذاب القبر وشر فتنة المسيح الدجال
=(1018) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((مختصر الأدب المفرد)) (499) : ق ، ويأتي (1964) .


ذكر البيان بأن من شر المحيا الذي يجب على المرء التعوذ منه الفتنة وكذلك الممات


1015 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار ومن شر فتنة المحيا والممات )
(1019) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المختصر)) ـ أيضاً ـ : ق .


ذكر التعوذ الذي يُعَاذُ الإنسان منه من نهش الهوام


1016 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث أن يزيد بن أبي حبيب و الحارث بن يعقوب حدثاه عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال :
( أما إنك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك )
=(1020) [104:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الكلم الطيب)) (33/23) ، ((التعليق الرغيب)) (1/225 ـ 226) .


ذكر الشيء الذي يحترز المرء بقوله عند المساء من لسع الحيات


1017 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
أن رجلاً من أَسْلَمَ قال : ما نِمْتُ هذه الليلة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من أي شيء ؟ ) قال : لدغتني عقرب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أما إنك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك إن شاء الله )
=(1021) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر البيان بأن المرء إنما يحترز بقوله ما قلنا من لسع الحيات عند المساء إذا قال ذلك ثلاث مرات لا مرة واحدة


1022 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال : حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير بن حازم قال : حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من قال حين يمسي : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات لم تَضُرَّهُ حية إلى الصباح )
قال : وكان إذا لُدِغَ إنسان من أهله قال : أما قال الكلمات"1" ؟
=(1022) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/226) ، ((الكلم الطيب)) (33/23) .

__________
(1) قلت : في ثبوت هذه الكلمة نظر عندي ؛ لأن فيها شيبان بن أبي شيبة ، وفي حفظه ضعف ؛ كما بينته في ترجمته في ((تيسير الانتفاع)) .
ثم انفرد بها دون كل الثقاة الذين شاركوه في رواية الحديث دونها ؛ منهم مالك ـ رحمه الله ـ وكذلك غيره في الطريق الآخرى عن أبي صالح كما تقدم .
فتكون هذه الزيادة شاذة غير صحيحة وصحت بلفظ آخر برقم (1033) .
وقد وجدت له شذوذاً آخر بزيادة أُخرى في حديث يأتي برقمه (8380) .


ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من النفاق في دينه والرياء في طاعته


1019 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال : حدثنا أحمد بن منصور قال : حدثنا عبد الصمد بن النعمان قال : حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو يقول :
( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والهرم والقسوة والغفلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر والشرك والنفاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والبرص والجذام وسيىء الأسقام )
=(1023) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (357) .


ذكر ما يستحب للمرء التعوذ بالله جل وعلا من فساد الدين والدنيا عليه بسوء عمره


1020 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان ابن أبي شيبة قال : حدثنا شبابة قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال :
حججت مع عمر بن الخطاب رضوان الله عليه حجَّتين إحداهما : التي أُصيب فيها وسمعته يقول بجمع : ألا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتعوذ من خمس :
( اللهم إني [ أعوذ بك من البخل والجبن و ]"1" أعوذ بك من البخل والجبن وأعوذ بك من سوء العمر وأعوذ بك من فتنة الصدر وأعوذ بك من عذاب القبر )
=(1024) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((صحيح موارد الظمآن)) (2445) .

__________
(1) ما بين المعقوفين من ((الموارد)) (2445) .


ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الدين الذي لا وفاء له عنده


1021 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا عبد الله بن يزيد قال : حدثنا حيوة قال : حدثني سالم بن غيلان أنه سمع دراجاً أبا السمح أنه سمع أبا الهيثم أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( أعوذ بالله من الكفر والدَّين ) فقال رجل : يا رسول الله يُعْدَلُ الدين بالكفر ؟ قال :
( نعم )
=(1025) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((غاية المرام)) (348) ، ((التعليق الرغيب)) (3/32) ، ((الإرواء)) (3/358) .


ذكر البيان بأن الشيء قد يشتبه بالشيء إذا أشبهه في بعض الأحوال وإن كان مبايناً له في الحقيقة


1022 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال : حدثنا ابن وهب أخبرني سالم بن غيلان التجيبي عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول :
( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ) فقال رجل : يا رسول الله ويعتدلان ؟ قال صلى الله عليه و سلم :
( نعم )
=(1026) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ انظر ما قبله .


ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا الدَّين الذي ذكرناه


1023 - أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني حيي ابن عبد الله عن الحبلي عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أنه كان يدعو :
( اللهم اغفر لنا ذنوبنا وظُلْمَنَا وهزلنا وَجِدَّنَا وعَمْدَنَا وكل ذلك عندنا اللهم إني أعوذ بك من غَلَبَة الدَّين وغَلَبَة العِبَاد وشماتة الأعداء )
=(1027) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((مختصر الأدب المفرد)) (504) .


ذكر ما يُستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من الفقر عنه إلى العباد


1024 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال : حدثنا حماد بن سلمة عن عثمان الشَّحَّام عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول :
( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر )
=(1028) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((تمام المنة)) (ص 233) .


ذكر ما يُستحب للمرء أن يتعوَّذ بالله جل وعلا من الجوع والخيانة


1025 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا عبد الله بن إدريس عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة قال :
كان من دعاء النبي صلى الله عليه و سلم :
( اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة )
=(1029) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((صحيح أبي داود)) (1383) .


ذكر ما يُستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من أن يَظْلِمَ أحداً أو يَظْلِمَه أحدٌ


1026 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول :
( اللهم إني أعوذ بك من الفقر والفاقة وأعوذ بك من أن أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ )
=(1030) [[12:5]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1381) ، ((تخريج فقه السيرة)) (447) .


ذكر ما يستحب للمرء التعوذ بالله جل وعلا من المناقشة عن جناياته في العقبى والوقوع في أمثالها في الدنيا


1027 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان ابن أبي شيبة قال : حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل الأشجعي قال :
سألت أم المؤمنين عائشة عما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو ؟ قالت : كان يقول :
( اللهم إني أعوذ بك من شَرِّ ما عَمِلْتُ ومن شَرِّ ما لم أعمل )
=(1031) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (1386) : م .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما وصله إلا منصور بن المعتمر


1028 - أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن حصين عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل الأشجعي قال :
سألت عائشة قلت : حدِّثيني بشيء كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو به قالت : كان يقول صلى الله عليه و سلم :
( اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل )
=(1032) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .


ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا من سوء الجوار في العقبى به يتعوذ منه


1029 - أخبرنا أحمد بن حمدان بن موسى التستري بعبادان قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج قال : حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول :
( اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقاومة فإن جار البادي يتحوَّل )
=(1033) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (1443) .


ذكر الاستحباب للمرء أن يُكثر سؤال ربه ـ جل وعلا ـ الجنة ويعوذ به من النار في أيامه ولياليه


1030 - أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا محمد بن بشر قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما سأل رجل مسلم الجنة ثلاث مرات إلا قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ولا استجار رجل مسلم من النار ثلاث مرات إلا قالت النار : اللهم أجره )"1"
=(1014) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ وهو مكرر (1010) ـ وانظر ما بعده ـ .

__________
(1) هذا الحديث غير موجود في ((طبعة المؤسسة)) ـ هنا ـ .
نعم ؛ هو موجود فيها برقم (1014) , وقد تقدم هنا ـ مكرراً ـ برقم (1010) . ((الناشر)) .


ذكر سؤال النار ربها أن يجير من استجار به من النار


1031 - أخبرنا ابن الجنيد إملاء ببست قال : حدثنا قتيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار : اللهم أجره من النار )
=(1034) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ وهو مكرر (1010) .


ذكر الشيء الذي إذا قاله الإنسان دخل الجنة بقوله ذلك ليلاً كان أو نهاراً


1032 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال : حدثنا علي بن خشرم قال : أخبرنا عيسى عن الوليد بن ثعلبة عن عبد الله ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من قال"1" : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة )
=(1035) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (4/328) .

__________
(1) زاد أحمد (356) وأصحاب ((السنن)) : ((حين يصبح , أو حين يمسي)) .


ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أن الدعاء يدفع القضاء السابق


1033 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال : حدثنا عبيد الله بن عمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
أن رجلاً لُدِغَ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( أما إنك لو كنت قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ما ضرك )
قال : فكان أبو هريرة إذا لُدِغَ إنسان مِنَّا أمره أن يقولها
=(1036) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ تقدم برقم (1016) .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( ما ضَرَّك ) أراد به أنك لو قلت ما قلنا لم يضرك ألم اللدغ لا أن الكلام الذي قال يدفع قضاء الله عليه


8 ـ كتاب الطهارة


ذكر إثبات الإيمان للمحافظ على الوضوء


1034 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا سريج بن يونس و أبو خيثمة : حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن ثوبان حدثني حسان بن عطية أن أبا كبشة السلولي حدثه أنه سمع ثوبان يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( سَدِّدُوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن )
=(1037) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (115) ، ((الروض)) (177) .

قال أبو حاتم : هذه اللفظة مما ذكرنا في كتبنا أن العرب تطلق الاسم بالكلية على جزء من أجزاء شيء يطلق اسم ذلك الشيء على جزء من أجزائه فقوله صلى الله عليه و سلم : ( لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) أطلق اسم الإيمان على المحافظ على الوضوء والوضوء من أجزاء الإيمان كذلك اسم الإيمان على المفرد العمل به لأنه جزء من أجزاء الإيمان على حسب ما ذكرناه
وخبر سالم بن أبي الجعد عن ثوبان خبر منقطع فذلك تنكبناه


1 ـ باب فضل الوضوء


ذكر حطِّ الخطايا ورفع الدرجات بإسباغ الوضوء على المكاره


1035 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة حدثنا القعنبي عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ألا أخبركم بما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط )
=(1038) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/97) : م .

قال أبو حاتم : معناه الرباط من الذنوب لأن الوضوء يُكَفِّرُ الذنوب


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة


1036 - أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا هوبر بن معاذ الكلبي حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم :
( ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويُكَفِّرُ به الذنوب ؟ ) قالوا : بلى يا رسول الله قال :
( إسباغ الوضوء على المكروهات وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلك الرباط )
=(1039) [2:1]
قال الشيخ الألباني:
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/161) .


ذكر حَطِّ الخطايا بالوضوء وخروج المتوضئ نقيا من ذنوبه بعد فراغه من وضوئه


1037 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبح أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا توضأ العبد المسلم - أو المؤمن - فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء ومع آخر قطر الماء أو نحو هذا فإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب )
=(1040) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب) (1/94) : م .


ذكر مغفرة الله جل وعلا ما بين الصلاتين للمتوضئ بوضوئه وصلاته


1038 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن حمران :
أن عثمان بن عفان جلس على المقاعد فجاءه المؤذن فآذنه بصلاة العصر فدعا بماء فتوضأ ثم قال : لأحدِّثكم حديثاً لولا آية في كتاب الله لما حدَّثتكموه ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( ما من امرئ يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي الصلاة إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها )
قال مالك : أراه يريد هذه الآية : { أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } [هود : 114] .
=(1041) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يغفر ذنوب المتوضئ بعد فراغه منه إذا توضأ كما أُمر وصلى كما أُمر


1039 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن سفيان بن عبد الرحمن عن عاصم بن سفيان الثقفي :
أنهم غزوا غزوة السلاسل ففاتهم العدو فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب و عقبة بن عامر فقال عاصم : يا أبا أيوب فاتنا العدو العام وقد أُخبرنا أنه من صلى في المساجد الأربعة غُفر له ذنبه قال : يا ابن أخي أدلك على ما هو أيسر من ذلك ؟ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من توضأ كما أُمر وصلى كما أُمر غُفر له ما تقدم من ذنبه )
أكذلك يا عقبة ؟ قال : نعم
=(1042) [[1:1]]
قال الشيخ الألباني:
حسن ـ ((التعليق الرغيب)) (1/98 ـ 99) .

قال أبو حاتم : المساجد الأربعة : مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الأقصى ومسجد قباء
وغزاة السلاسل كانت في أيام معاوية وغزاة السلاسل كانت في أيام النبي صلى الله عليه و سلم


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( غُفر له ما تقدم من ذنبه ) أراد به من الصلاة إلى الصلاة


1040 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن جامع بن شداد أنه سمع حمران بن أبان يحدث أبا بردة عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من أتم الوضوء كما أمره الله جل وعلا فالصلوات الخمس كفارة لما بينهن )
=(1043) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/98) : م .


ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يغفر ذنوب المتوضئ التي ذكرناها إذا كان مجتنباً للكبائر دون من لم يجتنبها


1041 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص حدثني أبي عن أبيه قال :
كنت مع عثمان بن عفان فدعا بطهور فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
( ما من امرئ مسلم تحضره الصلاة المكتوبة فيُحسن وضوءها وركوعها وخشوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأت كبيرة وذلك الدهر كله )
=(1044) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى نحوه (1038) .


ذكر البيان بأن حلية أهل الجنة تبلغهم مبلغ وضوئهم في دار الدنيا نسأل الله الوصول إلى ذلك


1042 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبد الغفار بن عبد الله الزبيري حدثنا علي بن مسهر عن سعد بن طارق عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( تبلغ حلية أهل الجنة مَبْلَغَ الوضوء )
=(1045) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (252) : م .


ذكر البيان بأن أمة المصطفى صلى الله عليه و سلم تُعرف في القيامة بالتحجيل بوضوئهم كان في الدنيا


1043 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمجي حدثنا القعنبي عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل المقبرة فقال :
( السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أني قد رأيت إخواننا ) قالوا : يا رسول الله ألسنا إخوانك ؟ قال :
( بل أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد وأنا فرطكم على الحوض ) قالوا : يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك ؟ فقال :
( أرأيت لو كانت لرجل خيل غُرٌّ محجلة في خيل دُهْمٍ بهم ألا يعرف خيله ) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال :
( فإنهم يأتون يوم القيامة غُرًّا مُحجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض فَلَيُذَادَنَّ رجال عن حوضي كما يُذاد البعير الضَّالُّ أناديهم : ألا هَلُمَّ ألا هَلُمَّ فيقال : إنهم قد بَدَّلُوا بعدك فأقول : فسُحقاً فسُحقاً فسُحقاً )
=(1046) [[1:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((أحكام الجنائز)) (190) ، ((الارواء)) (776) : م .

قال أبو حاتم : الاستثناء في المستقبل من الأشياء يستحيل في الشيء الماضي وإنما يجوز الاستثناء في المستقبل من الأشياء
وحال الإنسان في الاستثناء على ضربين :
إذا استثنى في إيمانه : فضربٌ منه يُطلق مباح له ذلك وضرب آخر إذا استثنى فيه الإنسان كفر
وأما الضرب الذي لا يجوز ذلك فهو أن يُقال للرجل : أنت مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والبعث والميزان وما يشبه هذه الحالة ؟ فالواجب عليه أن يقول : أنا مؤمن بالله حقاً ومؤمن بهذه الأشياء حقاً فهي ما استثنى فمتى ما استثنى في هذا كفر
والضرب الثاني : إذا سُئل الرجل : إنك من المؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم فيها خاشعون وعن اللغو معرضون ؟ فيقول : أرجو أن أكون منهم إن شاء الله أو يقال له : أنت من أهل الجنة ؟ فيستثني أن يكون منهم
والفائدة في الخبر حيث قال صلى الله عليه و سلم : ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) أنه صلى الله عليه و سلم دخل بقيع الغرقد في ناس من أصحابه فيهم مؤمنون ومنافقون فقال : ( إنا - إن شاء الله - بكم لاحقون ) واستثنى المنافقين أنهم - إن شاء الله - يُسْلِمُون فيلحقون بكم على أن اللغة تُسَوِّغُ إباحة الاستثناء في الشيء المستقبل وإن لم يَشُكَّ في كونه لقوله عز و جل : { لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين } [الفتح : 27]


ذكر وصف هذه الأمة في القيامة بآثار وضوئهم كان في الدنيا


1044 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا كامل بن طلحة حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زِر عن ابن مسعود
أنهم قالوا : يا رسول الله كيف تعرف من لم تَرَ من أمتك ؟ قال :
( غُرٌّ محجلون بُلْقٌ من آثار الطُّهُور )
=(1047) [[75:3]]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/93) .


ذكر البيان بأن التحجيل بالوضوء في القيامة إنما هو لهذه الأمة فقط وإن كانت الأمم قبلها تتوضأ لصلاتها


1045 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تَرِدُون غُرًّا محجلين من الوضوء سِيْمَا أمتي ليس لأحد غيرها )
=(1048)
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن ابن ماجه)) (4282) : م .


ذكر البيان بأن التحجيل يكون للمتوضئ في القيامة مَبْلَغَ وضوئه في الدنيا


1046 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم بن عبد الله :
أنه رأى أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إن أمتي يوم القيامة غُرٌّ مُحَجَّلُون من أثر الوضوء )
فمن استطاع منكم أن يُطيل غُرَّتَهُ فليفعل
=(1049) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح إلا جملة : ((فمن استطاع منكم .....)) ـ ((الصحيحة)) تحت الحديث (252) ، ((الإرواء)) (1/131 و 132 و 133) ، ((الضعيفة)) (1030) : خ .


ذكر إيجاب دخول الجنة لمن شهد لله بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه و سلم بالرسالة بعد فراغه من وضوئه


1047 - أخبرنا ابن قتيبة بعسقلان حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب سمعت معاوية بن صالح يحدث عن أبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر قال :
كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم خُدَّامَ أنفسنا نتناوب الرعية - رعية إبلنا - فكنت على رعية الإبل فَرُحْتُهَا بِعَشِيٍّ فأدركت رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب الناس فسمعته يقول :
( ما منكم من أحد يتوضأ فيُحسن الوضوء ثم يقوم فيركع ركعتين يُقْبِلُ عليهما بقلبه ووجهه فقد أوجب ) قال : فقلت : ما أجود هذه ! ! فقال رجل : الذي قبلها أجود فنظرتُ فإذا هو عمر بن الخطاب قلت : ما هو يا أبا حفص ؟ قال : إنه قال آنفاً قبل أن تجيء :
( ما من أحدٍ يتوضأ فيُحسن الوضوء ثم يقول حين يفرغ من وضوئه : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله إلا فُتحت أبواب الجنة الثمانية له يدخل من أيها شاء )
=(1050) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (164) : م .

قال معاوية بن صالح وحدَّثنيه ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس عن عقبة بن عامر
قال أبو حاتم : أبو عثمان هذا يشبه أن يكون حريز بن عثمان الرحبي"1" وإنما اعتمادنا على الإسناد الأخير لأن حريز بن عثمان ليس بشيء في الحديث

__________
(1) قلت : وخالفه أبو بكر بن منجويه ، فقال : ((يشبه أن يكون : سعيد بن هانئ الخولاني المصري)) ، فالله أعلم !


ذكر استغفار المَلَك للبائت متطهراً عند استيقاظه


1048 - أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا حدثنا أبو عاصم أحمد بن جوَّاس الحنفي حدثنا ابن المبارك عن الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول عن عطاء عن ابن عمر"1" قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من بات طاهراً بات في شعاره مَلَكٌ فلم يستيقظ إلا قال الملك : اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهراً )
=(1051) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الصحيحة)) (2539) .

__________
(1) كذا الأصل , وكذلك هو في ((الموارد)) ! والصواب : (أبي هريرة) ؛ انظر : ((صحيح الموارد)) .


ذكر البيان بأن الشيطان قد يَعْقِدُ على مواضع الوضوء من المسلم عقداً كَعُقَدِهِ على قافية رأسه عند النوم


1049 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عُشَّانة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول :
لا أقول اليوم على رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لم يَقُلْ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من كذب عليَّ معتمداً فليتبوأ بيتاً من جهنم ) وسمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( رجل من أمتي يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليكم عُقَدٌ فإذا وَضَّأَ يديه انحلَّت عقدة فإذا وضَّأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح رأسه انحلت عقدة وإذا وضَّأ رجليه انحلت عقدة فيقول الله جل وعلا للذي وراء الحجاب : انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه ليسألني ما سألني عبدي هذا فهو له ما سألني عبدي هذا فهو له )
=(1052) [[2:1]]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((التعليق الرغيب) (1/220) .


2 ـ باب فرض الوضوء


ذكر الأمر بإسباغ الوضوء لمن أراد أداء فرضه


1050 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا أبي عن سفيان عن سماك عن عبد الرحمن ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال :
( صفقتان في صفقةٍ ربا وأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بإسباغ الوضوء )
=(1053) [78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2326) .


ذكر الأمر بتخليل الأصابع للمتوضئ مع القصد في إسباغ الوضوء


1051 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا سريج بن يونس قال : حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال :
كنت وافد بني المنتفق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فَقَدِمْنَا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم نصادِفه في منزله وصادَفْنا عائشة فأمرت لنا بخزيرة فصُنعت واُتينا بقناع - والقناع الطبق فيه التمر - فأكلنا فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( هل أصبتم شيئاً ؟ أو آمُرُ لكم بشيء ؟ ) قلنا : نعم يا رسول الله فبينما نحن من رسول الله صلى الله عليه و سلم جلوس إذ رفع الراعي غنمه إلى المراح ومعه سخلة تيعر فقال صلى الله عليه و سلم :
( ما ولدت ؟ ) قال : بهمة قال :
( اذبح مكانها شاة ) ثم أقبل علي فقال :
( لا تَحْسِبَنَّ - ولم يقل لا تَحْسَبَنَّ - أنَّا من أجلِكَ ذبحناها إنَّ لنا غنماً مئة لا تزيد فما وَلَدَتْ بهمةً ذبحنا مكانها شاة ) قال : قلت : يا رسول الله إن لي امرأة في لسانها شيء قال :
( فَطَلِّقْهَا إذاً ) قال : قلت : يا رسول الله إن لي منها ولداً ولها صحبة قال :
( عِظْهَا فإن يَكُ فيها خير فَسَتَقْبَلُ ولا تَضْرِبْ ظعينتك ضربك أمتك )
قال : قلت : يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال :
( أسبغ الوضوء وخَلِّل بين أصابعك وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً )
=(1054) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (130) .


ذكر العلة التي من أجلها أمر بإسباغ الوضوء


1052 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو قال :
رَجَعْنَا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا ببعض الطريق تَعَجَّلَ قوم عند العصر فتوضأوا وهم عِجَالٌ قال : فانتهينا إليهم وأعقابهم تَلُوحُ لم يمسَّها الماء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء )
=(1055) [78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (87) : ق ، وليس عند (خ) الاسباغ .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الفرض على المتوضئ في وضوئه المسح على الرِّجلين دون الغسل


1053 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا زائدة بن قدامة عن خالد"1" بن علقمة عن عبد خير قال :
صلى علي بن أبي طالب الفجر ثم دخل الرحبة فدخلنا معه فدعا بوضوء فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطست فأخذ الإناء بيمينه فأفرغ على يساره فغسلها ثلاث مرات غسل كفيه قبل أن يدخلهما الإناء ثم أدخل يده اليمنى في الإناء فغرف منه ماء فملأ فاه فمضمض واستنشق ثلاثاً ثم أدخل يده في الإناء فغسل وجهه ثلاثاً وذراعيه ثلاثاً ثم مسح رأسه بيديه جميعاً مُقَدَّمَهُ ومُؤَخَّرَهُ ثم أدخل اليمنى فأفرغ على قدمه اليمنى فغسلها ثم أدخل يده في الإناء ثم أخرجها فغسل الأخرى ثم قال : من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه و سلم فهذا وضوؤه
=(1056) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (100) .

__________
(1) في الاصل : (حميد) .


ذكر العلة التي من أجلها كان يمسح علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه - رجليه في وضوئه


1054 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا جرير عن منصور عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال :
صليت مع علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه - الظهر ثم انطلق إلى مجلس له كان يجلسه في الرحبة فقعد وقعدنا حوله حتى حضرت العصر فأُتي بإناء فيه ماء فأخذ منه كَفًّا فتمضمض واستنشق ومسح وجهه وذراعيه ومسح برأسه ومسح رجليه ثم قام فشرب فضل إنائه ثم قال : إني حُدِّثْتُ أن رجالاً يكرهون أن يشرب أحدهم وهو قائم وإني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل كما فعلت وهذا وُضُوءُ من لم يُحْدِثْ
=(1057) [[2:5]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (105) ، ((مختصر الشمائل)) (179) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الكعب هو العظم الناتئ على ظاهر القدم دون العظمين الناتئين على جانبهما


1055 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثنا يونس عن ابن شهاب أن عطاء بن يزيد الليثي أخبره أن حمران مولى عثمان أخبره :
أن عثمان بن عفان - رضوان الله عليه - دعا بوضوء فتوضأ وغسل كفَّه ثلاث مرات ثم مضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل رجله اليسرى مثل ذلك ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين ـ لا يُحدِّث فيهما نفسه ـ غفر الله له ما تقدم من ذنبه )
=(1058) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (94) : ق .


ذكر الزجر عن ترك تعاهد المرء عراقيبه وبطون قدميه في الوضوء


1056 - أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال : حدثنا سريج بن يونس قال : حدثنا سفيان عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة قال :
توضأ عبد الرحمن عند عائشة فقالت : يا عبد الرحمن أسْبِغِ الوضوء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( ويل للعراقيب من النار )
=(1059) [62:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((الروض النضير)) (253) : م .


3 ـ باب سنن الوضوء


ذكر وصف إدخال المتوضئ يده في وضوئه عند ابتداء الوضوء


1057 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال : حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال : أخبرني عطاء بن يزيد عن حمران بن أبان مولى عثمان :
أنه رأى عثمان دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في الوضوء فتمضمض واستنشق واستنثر وغسل وجهه ثلاثاً ويديه إلى المرفقين ثلاث مرات ثم مسح برأسه ثم غسل كل رجل من رجليه ثلاث مرات ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ نحو وضوئي هذا ثم قال :
( من توضأ مثل وضوئي هذا ثم قام فصلى ركعتين ـ لا يحدث فيهما نفسه ـ غُفر له ما تقدم من ذنبه )
=(1060) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (94) : ق .


ذكر الزجر عن إدخال المرء يده في الإناء في ابتداء الوضوء قبل غسلهما ثلاثاً إذا كان مستيقظاً من نومه


1058 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال : حدثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي مريم قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يُدْخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات فإن أحدكم لا يدري أين كانت تطوف يده )
=(1061) [43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (93) .


ذكر الأمر بغسل اليدين للمستيقظ ثلاثاً قبل إدخالهما الإناء


1059 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يَغْمِسَنَّ يده في إنائه حتى يغسلها ثلاثاً فإنه لا يدري أين باتت يده )
=(1062) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (92) : م .


ذكر الأمر بغسل اليدين للمستيقظ من نومه قبل ابتداء الوضوء


1060 - أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في وضوئه فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده )
=(1063) [55:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ ـ المصدر نفسه .


ذكر العدد الذي يغسل المستيقظ من نومه يديه به


1061 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات )
=(1064) [55:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ مضى قريباً .


ذكر الخبر الدال على أن هذا الأمر أمر مخافة النجاسة إذا أصابت يد المرء عند طوفانها من بدنه


1062 - أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب حدثنا محمد بن الوليد البُسري حدثنا غندر عن شعبة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً فإنه لا يدري أين باتت يده منه )
=(1065) [55:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .


ذكر الأمر بالمواظبة على السواك إذ استعماله من الفطرة


1063 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا عمران بن ميسرة الآدمي قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال : أخبرنا شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أكثرت عليكم في السواك )
=(1066) [92:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3995) : خ .


ذكر إثبات رضا الله عز و جل للمتسوك


1064 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ حدثنا يزيد بن زريع عن عبد الرحمن بن أبي عتيق سمعت أبي سمعت عائشة تُحَدِّثُ : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب )
=(1067) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (66) .

قال أبو حاتم : أبو عتيق هذا اسمه : محمد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر بن أبي قحافة له من النبي صلى الله عليه و سلم رؤية وهؤلاء أربعة في نسق واحد لهم كلهم رؤية من النبي صلى الله عليه و سلم : أبو قحافة و ابنه أبو بكر الصديق و ابنه عبد الرحمن و ابنه أبو عتيق وليس هذا لأحد في هذه الأمة غيرهم


ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه و سلم أمر أمته بالمواظبة على السواك


1065 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة )
=(1068) [34:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (70) : ق .


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( عند كل صلاة ) أراد به عند كل صلاة يُتوضأ لها


1066 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا يعقوب بن حميد حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم مع الوضوء بالسواك عند كل صلاة )
=(1069) [34:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/100) .


ذكر العلة التي من أجلها أراد صلى الله عليه و سلم أن يأمر أمته بهذا الأمر


1067 - أخبرنا ابن زهير بتستر حدثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( عليكم بالسواك فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب عز و جل )
=(1070) [34:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق )) ـ أيضاً ـ (1/101) .


ذكر الإباحة للإمام أن يستاك بحضرة رعيته إذا لم يكن يحتشمهم فيه


1068 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة و عمر بن محمد الهمداني قالا : حدثنا عمرو بن علي قال : حدثنا يحيى بن سعيد قال : حدثنا قرة بن خالد قال : حدثني حميد بن هلال قال : حدثني أبو بردة عن أبي موسى قال :
أقبلت إلى النبي صلى الله عليه و سلم ومعي رجلان من الأشعَرِيِّين أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ورسول الله صلى الله عليه و سلم يستاك فكلاهما سألا العمل قلت : والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وما شعرت أنهما يطلبان العمل فكأني أنظر إلى سواكه تحت شَفَتِهِ قَلَصَتْ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إنا لا - أو لن - نستعين على عملنا من أَرَادَهُ لكن اذهب أنت ) فبعثه على اليمين ثم أردفه معاذ بن جبل
=(1071) [11:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح .


ذكر استنان المصطفى صلى الله عليه و سلم عند قيامه لمناجاة حبيبه جل وعلا


1069 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا وكيع قال : حدثنا سفيان عن منصور و حصين عن أبي وائل عن حذيفة قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك
=(1072) [1:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (71) ، ((صحيح أبي داود)) (49) : ق .


ذكر وصف استنان المصطفى صلى الله عليه و سلم


1070 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني و محمد بن إسحاق قالا : حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال : حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبي موسى قال :
دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يَسْتَنُّ وطرف السواك على لسانه وهو يقول عأ عأ
=(1073) [1:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر ما يستحب للمرء أن يستعمل الاستنان عند دخوله بيته


1071 - أخبرنا حاجب بن أركين بدمشق حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا دخل بيته يبدأ بالسواك
=(1074) [47:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (41) : م .


ذكر ما يستحب للمرء إذا تعار من الليل أن يبدأ بالسواك


1072 - أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور و حصين عن أبي وائل عن حذيفة :
أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا قام من الليل يشوص فاه
=(1075) [47:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح .


ذكر إباحة جمع المرء بين المضمضة والاستنشاق في وضوئه


1073 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس :
أن النبي صلى الله عليه و سلم توضأ مرة مرة وجمع بين المضمضة والاستنشاق
=(1076) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح الاسناد .


ذكر وصف المضمضة والاستنشاق للمتوضئ في وضوئه


1074 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا العباس بن الوليد قال : حدثنا وهيب بن خالد عن عمرو بن يحيى عن أبيه قال :
شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد الله بن زيد عن وضوء رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعا بتور من ماء فأكفأ على يده فغسل يده ثلاث مرات ثم أدخل يده في الإناء فتمضمض واستنشق ثلاث مرات من ثلاث حفنات ثم أدخل يده في الإناء فغسل وجهه ثلاث مرات ثم أدخل يده في الإناء فغسل ذراعيه مرتين إلى المرفقين ثم أدخل يده في الإناء فمسح برأسه فأقبل وأدبر ثم أدخل يده في الإناء فغسل رجليه إلى الكعبين
=(1077) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (107) : ق .


ذكر إباحة المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة للمتوضئ


1075 - أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال : حدثنا ابن إدريس عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال :
رأيت النبي صلى الله عليه و سلم توضأ فغرف غرفة فمضمض واستنشق ثم غرف غرفة فغسل وجهه ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى ثم غرف غرفة فمسح برأسه وباطن أذنيه وظاهرهما وأدخل أصبعيه في أذنيه ثم غرف غرفة فغسل رجله اليمنى ثم غرف غرفة فغسل رجله اليسرى
=(1078) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((صحيح أبي داود)) (106) .


ذكر وصف الاستنشاق للمتوضئ إذا أراد الوضوء


1076 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان بن موسى قال : أخبرنا زائدة بن قدامة قال : حدثنا خالد بن علقمة الهمداني قال : حدثنا عبد خير قال :
دخل علي ـ رضوان الله عليه ـ الرحبة بعدما صلى الفجر فجلس في الرحبة ثم قال لغلام : ائتني بطَهُورٍ فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطست قال عبد خير : ونحن جلوس ننظر إليه قال : فأخذ بيده اليمنى الإناء فأفرغ على يده اليسرى [ثم غسل كفيه ثم أخذ بيده اليمنى الإناء فأفرغ على يده اليسرى ]"1"- كل ذلك لا يدخل يده في الإناء حتى غسلهما ثلاث مرات - ثم أدخل يده اليمنى قال : فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى - فعل هذا ثلاث مرات - ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاث مرات ثم أدخل يده اليمنى في الإناء حتى غمرها ثم رفعها بما حملت من ماء ثم مسحها بيده اليسرى ثم مسح رأسه بيديه كلتيهما مرة واحدة ثم صب بيده اليمنى ثلاث مرات على قدمه اليمنى ثم غسلها بيده اليسرى ثم صب بيده اليمنى على قدمه اليسرى ثلاث مرات ثم غسلها بيده اليسرى ثم أدخل يده في الإناء فغرف بكفه فشرب منه ثم قال : هذا طهور نبي الله صلى الله عليه و سلم فمن أحب أن ينظر إلى طهور نبي الله صلى الله عليه و سلم فهذا طهوره
=(1079) [12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (101) .

__________
(1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل .


ذكر استحباب صك الوجه بالماء للمتوضئ عند إرادته غسل وجهه


1077 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال : حدثنا ابن علية قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : حدثنا محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيد الله الخولاني عن ابن عباس قال :
دخل عَلِيٌّ بيتي وقد بال فدعا بوضوء فجئناه بقعب ـ يأخذ المُدَّ ـ حتى وضع بين يديه فقال : ألا أتوضأ لك وضوء رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلت : فداك أبي وأمي قال : فغسل يديه ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم أخذ بيمينه الماء فصك به وجهه حتى فرغ من وضوئه
=(1080) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((صحيح أبي داود)) (106) .


ذكر الاسحباب للمتوضئ تخليل لحيته في وضوئه


1078 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا ابن نمير قال : حدثنا إسرائيل عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال :
رأيت عثمان - رضوان الله عليه - توضأ فخلل لحيته ثلاثاً وقال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فعله
=(1081) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (98) .


ذكر استحباب دلك الذراعين للمتوضئ في وضوئه


1079 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا مسدد بن مسرهد قال : حدثنا يحيى بن سعيد قال : حدثنا شعبة قال : أخبرني حبيب بن زيد عن عباد بن تميم عن عمه قال :
رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يتوضأ فجعل يدلك ذراعيه
=(1082) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (84) .


ذكر البيان بأن دلك الذراعين الذي وصفناه في الوضوء إنما يجب ذلك إذا كان الماء الذي يتوضأ به يسيراً


1080 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا ابن أبي زائدة عن شعبة عن حبيب بن زيد عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد :
أن النبي صلى الله عليه و سلم أُتي بِثُلُثَي مُدٍّ ماء فتوضأ فجعل يدلك ذراعيه
=(1083) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر نفسه .


ذكر وصف مسح الرأس إذا أراد المرء الوضوء


1081 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن عمرو بن يحيى عن أبيه
أنه قال لعبد الله بن زيد - وهو جد عمرو بن يحيى - : هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ ؟ قال عبد الله بن زيد : نعم فدعا بوضوء فأفرغ على يده اليمنى ثلاثاً ثم غسل وجهه ثلاثاً ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ثم مسح برأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم رَدَّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه وقال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ
=(1084) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (109) : ق .


ذكر الاستحباب أن يكون مسح الرأس للمتوضئ بماء جديد غير فضل يده


1082 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن حبان بن واسع أن أباه حدثه أنه سمع عبد الله بن زيد بن عاصم المازني يذكر :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ فتمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثاً ويده اليمنى ثلاثاً والأخرى مثلها ومسح برأسه بماء غير فضل يده وغسل رجليه حتى أنقاهما
=(1085) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (111) : م .


ذكر استحباب مسح المتوضئ ظاهر أُذنيه في وضوئه بالإبهامين وباطنهما بالسبابتين


1083 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا ابن إدريس عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ فغرف غرفة فغسل وجهه ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى ثم غرف غرفة فمسح برأسه وأذنيه داخلهما بالسبابتين وخالف بإبهاميه إلى ظاهر أُذنيه فمسح ظاهرهما وباطنهما ثم غرف غرفة فغسل رجله اليمنى ثم غرف غرفة فغسل رجله اليسرى
=(1086) [[2:5]]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ مضى (1075) .


ذكر الأمر بتخليل الأصابع في الوضوء


1084 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال :
قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال :
( أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً )
=(1087) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (130) .


ذكر العلة التي من أجلها أمر بالتخليل بين الأصابع


1085 - أخبرنا ابن خزيمة قال : حدثنا بندار قال : حدثنا محمد قال : حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال :
كان أبو هريرة يأتي على الناس وهم يتوضأون عند المطهرة فيقول لهم : أسبغوا الوضوء بارك الله فيكم فإني سمعت أبا القاسم يقول :
( ويل للأعقاب من النار )
=(1088) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) .


ذكر الزجرعن ابتداء المرء في وضوئه بفيه قبل غسل اليدين


1086 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه :
أن أبا جبير الكندي قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر له رسول الله صلى الله عليه و سلم بوضوء وقال :
( توضأ يا أبا جبير ) فبدأ بفيه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه ) ثم دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بوضوء فغسل يديه حتى أنقاهما ثم تمضمض واستنثر ثم غسل ثلاثاً ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثاً ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاثاً ثم مسح برأسه وغسل رجليه
=(1089) [43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2820) .


ذكر الأمر بالتيامن في الوضوء واللباس اقتداء بالمصطفى صلى الله عليه و سلم فيه


1087 - أخبرنا أبو عروبة قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البجلي حدثنا زهير بن معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا لبستم وإذا توضأتم فابدأوا بميامنكم )
=(1090) [78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((تخريج المشكاة)) (401) .


ذكر ما للمرء أن يستعمل التيامن في أسبابه كلها


1088 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة و عمر بن محمد قالا : حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة حدثنا الأشعث بن سليم قال : سمعت أبي يحدث عن مسروق عن عائشة :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يحب التيامن ما استطاع : في طهوره وتنعُّله وترجله
قال شعبة : ثم سمعت الأشعث بواسط يقول :
( يحب التيامن - وذكر شأنه كله -
ثم قال : شهدته بالكوفة يقول : يحب التيامن ما استطاع
=(1091) [47:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (93) ، ((مختصر الشمائل)) (69) : ق نحوه .


ذكر استحباب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً


1089 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي أخبرنا المطلب بن حنطب :
أن عبد الله بن عمر كان يتوضأ ثلاثاً ثلاثاً يُسْنِدُ ذلك إلى النبي صلى الله عليه و سلم
=(1092) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (124) ، ((صحيح سنن ابن ماجه)) (414) .


ذكر إباحة غسل المتوضئ بعض أعضائه شفعاً وبعضها وتراً في وضوئه


1090 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا صالح بن مالك الخوارزمي قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم عندنا في البيت فدعا بوضوء فأتيناه بتور من صفر فيه ماء فتوضأ وغسل وجهه ثلاثاً وغسل يديه مرتين ومسح رأسه فأقبل بيديه وأدبر و غسل رجليه
=(1093) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى (1074) .


ذكر الإباحة للمرء أن يقتصر من عدد الوضوء على مرتين مرتين


1091 - أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا أبو الحسن قال : حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال : حدثنا زيد بن الحباب عن ابن"1" ثوبان قال : حدثني عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة :
أن النبي صلى الله عليه و سلم توضأ مرتين مرتين
=(1094) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (125) .

__________
(1) في الأصل : ( أبي ) .


ذكر الإباحة للمرء أن يقتصر في الوضوء على مرة مرة إذا أسبغ


1092 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا عمرو بن علي قال : حدثنا يحيى القطان عن سفيان قال : حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال :
أنا أعلَمُكُم بوضوء رسول الله صلى الله عليه و سلم فتوضأ مرةً مرةً
=(1095) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (127) : خ .


4 ـ باب نواقض الوضوء


1093 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال : حدثنا حبان بن موسى قال : أخبرنا عبد الله عن محمد بن إسحاق قال : حدثني صدقة بن يسار عن عقيل بن جابر عن جابر بن عبد الله قال :
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة ذات الرقاع فأصاب رجل من المسلمين امرأة رجل من المشركين فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم قافلاً أتى زوجها ـ وكان غائباً ـ فلما أُخْبِرَ حلف لا ينتهي حتى يهريق في أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم دماً فخرج يتَّبع أثر رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم منزلاً فقال :
( مَنْ رجل يكلأنا ليلتنا هذه ) ؟ فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار قالا : نحن يا رسول الله فقال صلى الله عليه و سلم :
( فَكُونَا بِفَمِ الشِّعْبِ ) قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه نزلوا إلى شعب من الوادي فلما خرج الرجلان إلى فم الشِّعب قال الأنصاري للمهاجري : أي الليل أحب إليك أن أكفيك أوله أو آخره ؟ قال : اكفني أوله قال : فاضطجع المهاجري فنام وقام الأنصاري يصلي وأتى زوج المرأة فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة القوم فرماه بسهم فوضعه فيه فنزعه فوضعه وثبت قائماً يصلي ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه فنزعه وثبت قائماً يصلي ثم عاد له الثالثة فوضعه فيه فنزعه فوضعه ثم ركع فسجد ثم أَهَّبَ صاحبه وقال : اجلس فقد أُتيتُ فوثب فلما رآهما الرجل عرف أنه قد نَذِرَ به هرب فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال : سبحان الله أفلا أَهْبَبْتَنِي أول ما رماك ! ؟ قال : كنت في سورة أقرأها فلم أحِبَّ أن أقطعها حتى أُنفذها فلما تابع علي الرمي ركعت فآذنتك وايم الله لولا أن أُضَيِّعَ ثغراً أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظه لَقَطَِعَ نفسي قبل أن أقطعها أو أُنفذها
=(1096) [50:4]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((صحيح أبي داود)) (193) .


ذكر الخبر الدال على أن القيء ينقض الطهارة سواء كان ملء الفم أو لم يكن


1094 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا أبو موسى قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال : سمعت أبي قال : حدثنا حسين المعلم قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير أن ابن عمرو الأوزاعي حدثه أن يعيش بن الوليد حدثه أن معدان بن طلحة حدثه أن أبا الدرداء حدثه :
أن النبي صلى الله عليه و سلم قاء فأفطر فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فذكرت له ذلك فقال : صَدَقَ أنا صَبَبْتُ له وضوءاً
=(1097) [9:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2060) .


ذكر خبر أوهم عالماً من الناس أن النوم لا يوجب الوضوء على النائم في بعض الأحوال


1095 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا ابن جريج قال :
قلت لعطاء : أي حين أَحَبُّ إليك أن أصلي للعتمة ـ إما إماماً وإما خِلواً ـ ؟ فقال : سمعت ابن عباس يقول : أعتم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعتمة حتى رقد الناس واستيقظوا ورقدوا واستيقظوا فقال عمر : الصلاة الصلاة فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ـ كأني أنظر إليه الآن ـ تقطر رأسه ماء واضعاً يديه على رأسه فقال :
( لولا أن أشق على أمتي لأمرتُهُم أن يُصَلُّوا هكذا )
=(1098) [34:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن النسائي)) (517) ، ويأتي (1530) : ق .


ذكر الخبر الدال على أن هذا الخبر كان في أول الإسلام


1096 - أخبرنا ابن خزيمة حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا ابن جريج أخبرني نافع
حدثنا ابن عمر
أن النبي صلى الله عليه و سلم شُغِلَ ذات ليلة عن صلاة العتمة حتى رقدنا في المسجد ثم استيقظنا ثم رقدنا ثم استيقظنا ثم خرج فقال صلى الله عليه و سلم :
( ليس ينتظر أحد من أهل الأرض الصلاة غيركم )
=(1099) [34:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (194) : ق .


ذكر الخبر الدال على أن الرقاد الذي هو النعاس لا يوجب على من وجد فيه وضوءاً وأن النوم الذي هو زوال العقل يوجب على من وُجِدَ فيه وضوءاً


1097 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف حدثنا سفيان عن عاصم عن زر قال :
أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال لي : ما حاجتك ؟ قلت له : ابتغاء العلم قال : فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يطلب قلت : حَكَّ في نفسي المسح على الخفين بعد الغائط والبول وكنت امرءاً من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فأتيتك أسألك : هل سمعتَ منه في ذلك شيئاً ؟ قال : نعم كان يأمرنا إذا كنا في سفر - أو مسافرين - أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن ـ إلا من جنابة ـ لكن من غائط وبول ونوم
=(1100) [34:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (1/62) .

قال أبو حاتم : الرقاد له بداية ونهاية فبدايته النعاس الذي هو أوائل النوم وصفته أن المرء إذا كُلِّم فيه يسمع وإن أحدث عَلِمَ إلا أنه يتمايل تمايلاً ونهايته زوال العقل وصفته أن المرء إذا أحدث في تلك الحالة لم يعلم وإن تكلم لم يفهم فالنعاس لا يوجب الوضوء على أحد قليله وكثيره على أي حالة كان الناعس والنوم يوجب الوضوء على من وُجِدَ على أي حالة كان النائم على أن اسم النوم قد يقع على النعاس والنعاس على النوم ومعناهما مختلفان والله عز و جل فرق بينهما بقوله { لا تأخذه سنة ولا نوم } [البقرة : 255] ولما قَرَنَ صلى الله عليه و سلم في خبر صفوان بين النوم والغائط والبول في إيجاب الوضوء منها ولم يكن بين البول والغائط فَرْقَانِ وكان كل واحد منهما قليل أحدهما أو كثيره أوجب عليه الطهارة سواء كان البائل قائماً أو قاعداً أو راكعاً أو ساجداً كان كل من نام بزوال العقل وجب عليه الوضوء سواء اختلفت أحواله أو اتفقت لأن العلة فيه زوال العقل لا تَغَيُّر الأحوال عليه كما أن العلة في الغائط والبول وجودهما لا تغير أحوال البائل والمتغوط فيه


ذكر الأمر بالوضوء من المذي وضوء الصلاة


1098 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن سليمان بن يسار عن المقداد بن الأسود
أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الرجل إذا دنا من أهله ماذا عليه ؟ فإن عندي ابنته وأنا أستحيي أن أسأله قال المقداد : فسألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( إذا وجد ذلك فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ وليتوضأ وضوءه للصلاة )
=(1101) [78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (202) .

قال أبو حاتم : مات المقداد بن الأسود بالجرف سنة ثلاث وثلاثين ومات سليمان بن يسار سنة أربع وتسعين وقد سمع سليمان بن يسار المقداد وهو ابن دون عشر سنين


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( فلينضح فرجه ) أراد به : فليغسل ذكره


1099 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا زائدة بن قدامة حدثني الركين بن الربيع الفزاري عن حصين بن قبيصة "1" عن علي بن أبي طالب قال :
كنت رجلاً مَذَّاءً فسألت النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك وإذا رأيت الماء فاغتسل )
=(1102) [78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (125) ، ((صحيح أبي داود)) (201) .

قال أبو حاتم : يشبه أن يكون علي بن أبي طالب أمر المقداد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن هذا الحكم فسأله وأخبره ثم أخبر المقداد عليا بذلك ثم سأل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم عما أخبره به المقداد حتى يكونا سؤالين في موضعين مختلفين والدليل على أنهما كانا في موضعين أن عند سؤال علي النبي صلى الله عليه و سلم أمره بالاغتسال عند المني وليس هذا في خبر المقداد يدلك هذا على أنهما غير متضادين

__________
(1) في الأصل : (عقبة) .


ذكر الخبر الدال على أن غسل الذكر للمذي لا يجزئ به صلاته دون الوضوء وأن الوضوء يجزئ عن نضح الثوب له


1100 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا محمد بن إسحاق حدثني سعيد بن عبيد بن السباق عن أبيه عن سهل بن حنيف قال :
كنت ألقى من المذي شدة فكنت أُكْثِرُ الاغتسال منه فسألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك فقال :
( إنما يجزئك منه الوضوء ) فقلت : فكيف بما يُصيب ثوبي منه ؟ قال :
( يكفيك أن تأخذ كَفًّا من ماء فتنضح بها من ثوبك حيث ترى أنه أصابه )
=(1103) [78:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((صحيح أبي داود)) (205) .


ذكر إيجاب الوضوء على الممذي والاغتسال على الممني


1101 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال :
كنت رجلاً مذاء فسألت النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( إذا رأيت الماء فاغسل ذكرك وتوضأ وإذا رأيت المني فاغتسل )
=(1104) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (1099) .


ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لخبر أبي عبد الرحمن السلمي الذي ذكرنا


1102 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أمية بن بسطام قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا روح بن القاسم عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن إياس بن خليفة عن رافع بن خديج
أن علياً أمر عماراً أن يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المذي فقال :
( يغسل مذاكيره ويتوضأ )
=(1105) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح دون ذكر عمار ـ ((التعليق على سبل السلام)) .


ذكر خبر ثالث يوهم من لم يطلب العلم من مظانه أنه مضاد للخبرين اللذين تقدم ذكرنا لهما


1103 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن سليمان بن يسار عن المقداد بن الأسود
أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي ماذا عليه ؟ فإن عندي ابنته وأنا أستحيي أن أسأله
قال المقداد : فسألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك فقال :
( إذا وجد أحدكم ذلك فلينضح فرجه وليتوضأ وضوءه للصلاة )
=(1106) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (202) .

قال أبو حاتم ـ رحمه الله ـ : قد يتوهم بعض المستمعين لهذه الأخبار ممن لم يطلب العلم من مظانه ولا دار في الحقيقة على أطرافه أن بينها تضادًّا أو تهاتراً لأن في خبر أبي عبد الرحمن السلمي : سألت النبي صلى الله عليه و سلم وفي خبر إياس بن خليفة أنه أمر عماراً أن يسأل النبي صلى الله عليه و سلم وفي خبر سليمان بن يسار أنه أمر المقداد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم وليس بينها تهاتر لأنه يحتمل أن يكون علي بن أبي طالب أمر عماراً أن يسأل النبي صلى الله عليه و سلم فسأله ثم أمر المقداد أن يسأله فسأله ثم سأل بنفسه رسول الله صلى الله عليه و سلم
والدليل على صحة ما ذكرت أن متن كل خبر يخالف متن الخبر الآخر لأن في خبر أبي عبد الرحمن : ( كنتُ رجلاً مذاءً فسألت النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إذا رأيت الماء فاغتسل )
وفي خبر إياس بن خليفة : ( أنه أمر عماراً أن يسأل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يغسل مذاكيره ويتوضأ ) وليس فيه ذكر المني الذي في خبر أبي عبد الرحمن وخبر المقداد بن الأسود سؤال مستأنف فيسأل أنه ليس بالسؤالين الأولين اللذين ذكرناهما لأن في خبر المقداد : ( أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي ماذا عليه ؟ فإن عندي ابنته ) فذلك ما وصفنا على أن هذه أسئلة متباينة في مواضع مختلفة لعلل موجودة من غير أن يكون بينها تضاد أو تهاتر


ذكر إيجاب الوضوء من المذي والاغتسال من المني


1104 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا عبيدة بن حميد الحذاء قال : حدثنا الركين بن الربيع بن عميلة عن حصين بن قبيصة عن علي بن أبي طالب قال :
كنت رجلاً مذاء فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تَشَقَّقَ ظهري فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم ـ أو ذُكِرَ له ـ فقال :
( لا تفعل إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك للصلاة وإذا نضحت الماء فاغتسل )
=(1107) [49:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (1099) .


ذكر خبر فيه كالدليل على أن الوضوء لا يجب من لمس المرء ذوات المحارم


1105 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة : أنها أخبرته
أنها كانت تغتسل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الإناء الواحد
=(1108) [10:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (70) ، ((الروض)) (798 و 803) ، ((تعليقي على ابن خزيمة))(238 و 239) : ق .


ذكر الخبر الدال على أن الملامسة من ذوات المحارم لا توجب الوضوء


1106 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصلي وهو حامل أُمامة بنت زينب ابنته فكان إذا قام حملها وإذا سجد وضعها
=(1109) [10:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (851 ـ 853) : ق .


ذكر الخبر الدال على نفي إيجاب الوضوء من الملامسة إذا كانت من ذوات المحارم


1107 - أخبرنا الفضل قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا ليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عمرو بن سليم الزرقي أنه سمع أبا قتادة يقول :
بينما نحن على باب رسول الله صلى الله عليه و سلم جلوس إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يحمل أُمامة بنت أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي صبية فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي على عاتقه يضعها إذا ركع ويعيدها على عاتقه إذا قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها
=(1110)[[1:4]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر خبر فيه كالدليل على أن الملامسة للرجل من امرأته لا يوجب الوضوء عليها


1108 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا أبو الطاهر قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني أفلح بن حميد الأنصاري أنه سمع القاسم بن محمد يقول : سمعت عائشة تقول :
إني كنت لأغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم من إناء واحد تختلف أيدينا فيه وتلتقي
=(1111) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (70) ، ((الروض)) (798 و 803) ، ((التعليق على ابن خزيمة))(238 و 239) : ق .


1109 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنه سمع عروة بن الزبير يقول :
دخلت على مروان بن الحكم فذكرنا ما يكون منه الوضوء فقال مروان : أخبرتني بُسْرَةُ بنت صفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إذا مَسَّ أحدكم ذَكَرَهُ فليتوضأ )
=(1112) [23:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (116) ، ((صحيح أبي داود)) (175) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : عائذ بالله أن نحتج بخبر رواه مروان بن الحكم وذووه في شيء من كتبنا لأنا لا نستحل الاحتجاج بغير الصحيح من سائر الأخبار وإن وافق ذلك مذهبنا ولا نعتمد من المذاهب إلا على المنتزع من الآثار وإن خالف ذلك قول أئمتنا
وأما خبر بسرة الذي ذكرناه فإن عروة بن الزبير سمعه من مروان بن الحكم عن بسرة فلم يقنعه ذلك حتى بعث مروان شرطياً له إلى بسرة فسألها ثم أتاهم فأخبرهم بمثل ما قالت بسرة فَسَمِعَه عروة ثانياً عن الشرطي عن بسرة ثم لم يُقْنِعْه ذلك حتى ذهب إلى بسرة فسمع منها فالخبر عن عروة عن بسرة متصل ليس بمنقطع وصار مروان والشرطي كأنهما عاريتان يسقطان من الإسناد


ذكر الخبر الدال على أن عروة سمع هذا الخبر من بسرة نفسها


1110 - أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك بن عبيد الله بن مُسَرَّح الحراني أبو بدر ـ بسَرْ غامَرْطا ـ من ديار مضر ـ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعيب بن إسحاق قال : حدثني هشام بن عروة عن أبيه أن مروان بن الحكم حدثه عن بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا مَسَّ أحدكم ذكره فليتوضأ )
قال : فأنكر ذلك عروة فسأل بُسرة فَصَدَّقَتْهُ
=(1113) [23:1]
قال الشيخ الألباني:
صحيح ـ المصدر نفسه .


ذكر خبر ثان يصرح بأن عروة بن الزبير سمع هذا الخبر من بسرة كما ذكرناه قبل


1111 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا محمد بن رافع قال : حدثنا ابن أبي فديك قال : أخبرني ربيعة بن عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن مروان عن بسرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من مَسَّ فرجه فليتوضأ )
قال عروة : فسألت بسرة فَصَدَّقَتْه
=(1114) [23:1]
قال الشيخ الألباني
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر الخبر الدال على أن الأمر بالوضوء من مَسِّ الفرج إنما هو الوضوء الذي لا تجوز الصلاة إلا به


1112 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا علي بن المبارك عن هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من مَسَّ فرجه فَلْيُعِدِ الوضوء )
=(1115) [23:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .

قال أبو حاتم : لو كان المراد منه غسل اليدين كما قال بعض الناس لما قال صلى الله عليه و سلم : ( فَلْيُعِدِ الوضوء ) إذ الإعادة لا تكون إلا للوضوء الذي هو للصلاة


ذكر خبر ثان يصرح بأن الوضوء من مَسِّ الفرج إنما هو وضوء الصلاة وإن كانت العرب تسمي غسل اليدين وضوءاً


1113 - أخبرنا أبو نعيم عبد الرحمن بن قريش قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال : حدثنا عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان قال : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن مروان عن بسرة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من مَسَّ ذكره فليتوضأ وضوءه للصلاة )
=(1116) [23:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر البيان بأن حكم الرجال والنساء فيما ذكرنا سواء


1114 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدمشقي قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن نمر اليحصبي عن الزهري عن عروة عن بسرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا مَسَّ أحدكم فرجه فليتوضأ والمرأة مثل ذلك )
=(1117) [23:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح إلا قوله : ((والمرأة مثل ذلك)) ؛ فإنها مدرجة ـ ((صحيح أبي داود)) ـ أيضاً ـ .


ذكر البيان بأن الأخبار التي ذكرناها مجملة بأن الوضوء إنما يجب من مَسِّ الذكر إذا كان ذلك بالإفضاء دون سائر المسِّ أو كان بينهما حائل


1115 - أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان المعدل بالفسطاط و عمران بن فضالة الشعيري بالموصل قالا : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال : حدثنا أصبغ بن الفرج قال : حدثنا عبد الرحمن بن القاسم عن يزيد بن عبد الملك و نافع بن أبي نعيم القارئ عن المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه وليس بينهما سِترٌ ولا حجاب فليتوضأ )
=(1118) [23:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الموارد)) (210) ، ((الصحيحة)) (1235) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : احتجاجنا في هذا الخبر بنافع بن أبي نعيم دون يزيد بن عبد الملك النوفلي لأن يزيد بن عبد الملك تبرأنا من عهدته في كتاب ((الضعفاء)) .


ذكر خبر أوهم عالماً من الناس أنه مضاد لخبر بسرة أو معارض له


1116 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال : حدثنا نصر بن علي بن نصر قال : أخبرنا ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه قال :
خرجنا وفداً إلى النبي صلى الله عليه و سلم فجاء رجل فقال : يا نبي الله ما تقول في مَسِّ الرجل ذكره بعدما يتوضأ ؟ فقال :
( هل هو إلا مُضْغَةٌ ـ أو بَضْعَةٌ ـ منه )
=(1119) [23:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (176) .


ذكر البيان بأن حكم المتعمد والناسي في هذا سواء


1117 - أخبرنا ابن قتيبة بعسقلان حدثنا ابن أبي السري أخبرنا ملازم بن عمرو قال : حدثني عبد الله بن بدر قال : حدثني قيس بن طلق قال : حدثني أبي قال :
كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فأتاه أعرابي فقال : يا رسول الله إن أحدنا يكون في الصلاة فَيَحْتَكُّ فَتُصِيب يده ذكره فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( وهل هو إلا بضعة منك أو مضغة منك )
=(1120) [23:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (177) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا ما رواه ثقة عن قيس بن طلق خلا ملازم بن عمرو


1118 - أخبرنا محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري بمكة حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء حدثنا حسين بن الوليد عن عكرمة بن عمار عن قيس بن طلق عن أبيه :
أنه سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الرجل يمس ذكره وهو في الصلاة قال :
( لا بأس به إنه لَبْعضُ جسدك )
=(1121) [23:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ .


ذكر الوقت الذي وفد طلق بن علي على رسول الله صلى الله عليه و سلم


1119 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا مسدد بن مسرهد قال : حدثنا ملازم بن عمرو قال : حدثنا جدي عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه قال :
بنيت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مسجد المدينة فكان يقول :
( قَدِّمُوا اليمامي من الطين فإنه من أحسنكم"1" لَهُ مَسًّا )"2"
=(1122) [23:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر التعليق .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : خبر طلق بن علي الذي ذكرناه خبر منسوخ لأن طلق بن علي كان قدومه على النبي صلى الله عليه و سلم أول سنة من سني الهجرة حيث كان المسلمون يبنون مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة
وقد روى أبو هريرة إيجاب الوضوء من مس الذكر على حسب ما ذكرناه قبل و أبو هريرة أسلم سنة سبع من الهجرة فدل ذلك على أن خبر أبي هريرة كان بعد خبر طلق بن علي بسبع سنين

__________
(1) في الأصل : (أحكم) ، والتصحيح من ((الموارد)) (303) .
(2) إسناده صحيح ، وهو إسناد حديث البَضعة الذي قبله ، والحديث الذي بعده .
وأخرجه البيهقي (1/135) ، والطبراني في ((المجم الكبير)) (8/399/8242) ـ من طريق ملازم ... به ـ ، والدارقطني (1/148 ـ 149) ـ من طريق محمد بن جابر ـ ، عن قيس بن طلق ..... به نحوه .
وعزاه الحافظ للمؤلف بلفظ الدارقطني ! فوهم .


ذكر الخبر المصرح برجوع طلق بن علي إلى بلده بعد قَدْمتِهِ تلك


1120 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا ملازم بن عمرو قال : حدثنا عبد الله بن بدر الحنفي عن قيس بن طلق عن أبيه قال :
خرجنا ستة وفداً إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسة من نبي حنيفة ورجل من بني ضبيعة بن ربيعة حتى قدمنا على نبي الله صلى الله عليه و سلم فبايعناه وصلينا معه وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا واستوهبناه من فضل طهوره فدعا بماء فتوضأ منه وتمضمض وصبَّ لنا في إداوة ثم قال :
( اذهبوا بهذا الماء فإذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم ثم انضحوا مكانها من هذا الماء واتخذوا مكانها مسجداً ) فقلنا : يا رسول الله البلد بعيد والماء ينشف قال :
( فأمِدُّوه من الماء فإنه لا يزيده إلا طيباً ) فخرجنا فتشاححنا على حمل الإداوة أينا يحملها فجعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم نوباً لكل رجل منا يوماً وليلة فخرجنا بها حتى قدمنا بلدنا فعملنا الذي أمرنا ورَاهِبُ ذلك القوم رجل من طيىء فنادينا بالصلاة فقال الراهب : دعوة حق ثم هرب فلم يُرَ بعد
=(1123) [23:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2582) ، وانظر التعليق المتقدم .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : في هذا الخبر بيان واضح أن طلق بن علي رجع إلى بلده بعد القدمة التي ذكرنا وقتها ثم لا يعلم له رجوع إلى المدينة بعد ذلك فمن ادعى رجوعه بعد ذلك فعليه أن يأتي بسنة مصرحة ولا سبيل له إلى ذلك


ذكر الأمر بالوضوء من أكل لحم الجزور ضد قول من نفى عنه ذلك


1121 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا بشر بن معاذ العقدي قال : حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة
أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه و سلم قال : يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال :
( إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ ) قال : أنتوضأ من لحوم الإبل قال :
( نعم ) قال : أصلي في مَبَارِكِ الإبل ؟ قال :
( لا )
=(1124) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (118) : م .


1122 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة قال :
( أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نتوضأ من لحوم الإبل ولا نتوضأ من لحوم الغنم )
=(1125) [100:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أن هذا الخبر معلول


1123 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا النضر بن شميل قال : حدثنا شعبة عن سماك قال : سمعت أبا ثور بن عكرمة بن جابر بن سمرة عن جابر بن سمرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
أنه سُئِلَ عن الصلاة في مَبَاتِ الغنم فرخَّص فيها وسُئِلَ عن الصلاة في مبات الإبل فنهى عنها وسئل عن الوضوء من لحوم الغنم فقال :
( إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ )
=(1126) [100:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أبو ثور بن عكرمة بن جابر بن سمرة : اسمه جعفر وكنية أبيه : أبو ثور فجعفر بن أبي ثور هو : أبو ثور بن عكرمة بن جابر بن سمرة روى عنه عثمان بن عبد الله بن موهب و أشعث بن أبي الشعثاء و سماك بن حرب فمن لم يحكم صناعة الحديث توهم أنهما رجلان مجهولان فتفهموا رحمكم الله كيلا تغالطوا فيه


ذكر الخبر المصرح بإيجاب الوضوء من أكل لحوم الجزور


1124 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة قال :
أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نتوضأ من لحوم الإبل ولا نتوضأ من لحوم الغنم وأن نصلي في مرابض الغنم ولا نصلي في أعطان الإبل
=(1127) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر الخبر الدال على أن الأمر بالوضوء من أكل لحوم الإبل إنما هو الوضوء المفروض للصلاة دون غسل اليدين


1125 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن البراء
أن النبي صلى الله عليه و سلم سُئِلَ : أنصلِّي في أعطان الإبل ؟ قال :
( لا ) قيل : أنصلي في مرابض الغنم ؟ قال :
( نعم ) قيل : أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال :
( نعم ) قيل : أنتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال :
( لا )
=(1128) [110:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (138) ، ((الإرواء)) (118) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : في سؤال السائل عن الوضوء من لحوم الإبل وعن الصلاة في أعطانها وتفريق النبي صلى الله عليه و سلم بين الجوابين : أرى البيان أنه أراد الوضوء المفروض للصلاة دون غسل اليدين ولو كان ذلك غسل اليدين من الغمر لاستوى فيه لحوم الإبل والغنم جميعاً وقد كان ترك الوضوء مما مسته النار وبقي المسلمون عليه مدة ثم نُسِخَ ذلك وبقي لحوم الإبل مستثنى من جملة ما أُبيح بعد الخطر الذي تقدم ذكرنا له


ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الوضوء من لحوم الإبل إذا أُكلت غير واجب


1126 - أخبرنا محمد بن أحمد بن النضر الخلقاني بمرو قال : حدثنا إسحاق بن منصور قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال : حدثنا أبي قال : حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس :
أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على قِدْرٍ فانتشل منها عظماً فأكله ثم صلى ولم يتوضأ
=(1129) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (184) : ق .

قال أبو حاتم : قول ابن عباس فأكله أراد به : اللحم الذي على العظم لا العظم نفسه


ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الوضوء من أكل لحوم الجزور غير واجب


1127 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : حدثني محمد بن المنكدر سمع جابر بن عبد الله يقول :
قُرِّبَ لرسول الله صلى الله عليه و سلم خبز ولحم فأكله ودعا بوضوء ثم صلى الظهر ثم دعا بفضل طعامه فأكل ثم صلى العصر ولم يتوضأ ثم دخلت مع أبي بكر فقال : هل من شيء ؟ فلم يجدوا فقال : أين شاتكم الوالد ؟ فأمرني بها فاعتَقَلْتُهَا فحَلَبْتُ له ثم صنع لنا طعاماً فأكلنا ثم صلى قبل أن يتوضأ ثم دخلت مع عمر فوضعت جفنة فيها خبز ولحم فأكلنا ثم صلينا قبل أن نتوضأ
قال : وحدثنا معمر عن ابن المنكدر عن جابر ..... مثله
=(1130) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (186) .


ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الوضوء من أكل لحوم الإبل غير واجب


1128 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل من كَتِفٍ - أو قال : تَعَرَّق من ضِلَعٍ - ثم صلى ولم يتوضأ
=(1131) [20:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر (1126) .


ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه ناسخ للأمر الذي ذكرناه أو مضاد له


1129 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان بن موسى قال : حدثنا عبد الله عن معمر قال : حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال :
أكل رسول الله صلى الله عليه و سلم من لحم ومعه أبو بكر و عمر ثم قاموا إلى الصف ولم يتوضأوا
قال جابر : ثم شهدت أبا بكر أكل طعاماً ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ ثم شهدت عمر أكل من جفنة ثم قام فصلى ولم يتوضأ
=(1132) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (186) .


ذكر خبر أوهم عالماً من الناس أنه ناسخ للأمر بالوضوء من لحوم الإبل


1130 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال : حدثنا أبو بشر بكر بن خلف قال : حدثنا يحيى القطان قال : حدثنا هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل كتفاً فصلى ولم يتوضأ
=(1133) [100:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر (1126) .


ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه ناسخ لأمره صلى الله عليه و سلم بالوضوء من لحوم الإبل


1131 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا موسى بن سهل الرملي قال : حدثنا علي بن عياش قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال :
( كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه و سلم ترك الوضوء مما مَسَّتِ النار )
=(1134) [100:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (187) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : هذا خبر مختصر من حديث طويل اختصره شعيب بن أبي حمزة متوهماً لنسخ إيجاب الوضوء مما مست النار مطلقاً وإنما هو نَسْخٌ لإيجاب الوضوء مما مست النار خلا لحم الجزور فقط


ذكر الخبر المقتضي"1" للفظة المختصرة التي ذكرناها

__________
(1) كذا في الطبعتين ! ولعل الصواب : (المُتَقَصِّي) ، ولكُلٍّ وَجْهٌ . ((الناشر)) .


1132 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا أبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة المديني قال : حدثني محمد بن المنكدر عن جابر قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل طعاماً مما مست النار ثم صلى قبل أن يتوضأ ثم رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر أكل طعاماً مما مسته النار ثم صلى قبل أن يتوضأ ثم رأيت بعد أبي بكر عمر أكل طعاماً مما مسته النار ثم صلى قبل أن يتوضأ
=(1135) [100:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (1127) .


1133 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان بن موسى قال : أخبرنا عبد الله عن معمر"1" قال : حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال :
أكل رسول الله صلى الله عليه و سلم من لحم ومعه أبو بكر و عمر رضوان الله عليهما ثم قاموا إلى العصر ولم يتوضأوا
قال جابر : ثم شهدت أبا بكر أكل طعاماً ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ ثم شهدت عمر أكل من جفنة ثم قام فصلى ولم يتوضأ
=(1136) [20:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .

__________
(1) في الأصل : (منعم) .


ذكر البيان بأن هذا الطعام الذي لم يتوضأ صلى الله عليه و سلم من أكله كان لحم شاة لا لحم إبل


1134 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا الحسن بن قزعة قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال : حدثنا أيوب عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال :
دَعَتَ امرأة من الأنصار رسول الله صلى الله عليه و سلم على شاة فأكل النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه فحَضَرَتِ الصلاة فتوضأ رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم عاد إلى بَقِيَّتِها فأكلوا فحضرت العصر فلم يتوضأ رسول الله صلى الله عليه و سلم
=(1137) [100:1]
قال الشيخ الألباني
صحيح .


ذكر البيان بأن أكل المصطفى صلى الله عليه و سلم ما وصفناه كان ذلك من لحم شاة لا من لحم جزور


1135 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا وهب بن جرير قال : حدثنا أبي قال : حدثني محمد بن المنكدر عن جابر
أن النبي صلى الله عليه و سلم أتى امرأة من الأنصار قال : فبسطت له عند ظِلِّ صَوْرٍ ورشَّتْ بالماء حوله وذبحت شاة فأكل وأكلنا معه ثم قال تحت الصَّوْرِ فلما استيقظ توضأ ثم صلى الظهر فقالت المرأة : يا رسول الله فضلت عندنا فضلة من طعام فهل لك فيها ؟ قال :
( نعم ) فأكل وأكلنا معه ثم صلى قبل أن يتوضأ
=(1138) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح الإسناد .


ذكر البيان بأن اللحم الذي أكل رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يتوضأ منه كان لحم شاة لا لحم إبل


1136 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا بشر بن معاذ العقدي قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال :
دعتنا امرأة من الأنصار وذبحت شاة وصنعت طعاماً ورشَّت لنا صَوْراً فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالطهور فتوضأ ثم صلى ثم أتينا بفضول الطعام فأكله وصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يتوضأ ودخلنا على أبي بكر فدعا بطعام لم يجده فقال : أين شاتكم التي ولدت ؟ قالت : هي ذِهْ فدعا بها فحلبها بيده ثم صنعوا لِبَأَ فأكل فصلى ولم يتوضأ وتعشيت مع عمر فأتي بقصعتين فوضعت واحدة بين يديه والأخرى بين يدي القوم فصلى ولم يتوضأ
=(1139) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (1127) .

قال أبو حاتم : الصَّوْر : مجتمع النخل


ذكر البيان بأن الكتف الذي لم يتوضأ صلى الله عليه و سلم من أكله كان كتف شاة لا كتف إبل


1137 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال : حدثنا أبو مروان العثماني قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن موسى بن عقبة عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ
=(1140) [20:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر (1126) .


ذكر خبر ثان يصرح بأن الكتف الذي أكله المصطفى صلى الله عليه و سلم ولم يتوضأ منه كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل


1138 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يَحْتَزُّ من كتف شاة فيأكل منها فدُعي إلى الصلاة فقام فطرح السكين فصلى ولم يتوضأ
قال ابن شهاب : وحدثني علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ..... مثل ذلك
=(1141) [20:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح .


ذكر خبر ثالث يُصرِّحُ بأن الكتف الذي أكله صلى الله عليه و سلم فصلى من غير إحداث وضوء كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل


1139 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال : حدثنا أبو مروان العثماني قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل كتف شاة ثم قام إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ ولم يتمضمض
=(1142) [20:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3028) : ق دون ذكر المضمضة ، وقد مضى قريباً (1126) .


ذكر البيان بأن الكتف الذي أكله المصطفى صلى الله عليه و سلم ولم يتوضأ منه إنما كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل


1140 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ
=(1143) [100:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر (1126) .


ذكر البيان بأن الكتف الذي لم يتوضأ من أكله كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل


1141 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس :
أن النبي صلى الله عليه و سلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ
=(1144) [19:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .


ذكر البيان بأن الأكل الذي وصفناه من المصطفى صلى الله عليه و سلم اللحم الذي لم يتوضأ منه كان ذلك لحم شاة لا لحم إبل


1142 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير بن حازم قال : سمعت محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله
أن النبي صلى الله عليه و سلم أتى أمرأة من الأنصار فبسطت له عند صَوْرٍ ورشَّت حوله وذبحت شاة فصنعت له طعاماً فأكل صلى الله عليه و سلم وأكلنا معه ثم توضأ لصلاة الظهر فصلى فقالت المرأة : يا رسول الله قد فضلت عندنا من شاتنا فضلة فهل لك في العشاء ؟ قال :
( نعم ) فأكل وأكلنا ثم صلى العصر ولم يتوضأ
=(1145) [20:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (1127) .


ذكر الأمر بالشيء الذي نسخه فعله الذي ذكرناه قبل


1143 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا ابن علية عن معمر عن الزهري عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ
أن أبا هريرة أكل أثوَارَ أَقِطٍ فتوضأ ثم قال : أتدرون لم توضأت ؟ إني أكلت أثوار أقِطٍ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( توضأ مما مَسَّتِ النار )
وكان عمر بن عبد العزيز يتوضأ من السُّكَّرِ
=(1146) [20:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (189) : م .


ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه و سلم بالوضوء من أكل ما مسَّتْهُ النار


1144 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس و عمرو بن الحارث عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز حدثه أن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ حدثه
أنه وجد أبا هريرة على ظهر المسجد يتوضأ فسأله
قال أبو هريرة : إنما أتوضأ من أثوار أقِطٍ أكلتها إن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( توضأ مما مَسَّتْهُ النار )
=(1147)[[100:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .

قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : هكذا أخبرنا ابن قتيبة
وقال : عبد الله بن إبراهيم بن قارظ وإنما هو إبراهيم بن عبد الله بن قارظ


ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( توضأ مما مسته النار ) أراد به ما أنضجته النار


1145 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ قال : حدثنا أبي عن شعبة عن أبي بكر بن حفص عن الأغرِّ أبي مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( توضأ مما مَسَّتِ النار )
=(1148) [100:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .


ذكر الإباحة للمرء ترك الوضوء مما مست النار من لحوم الغنم


1146 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال : حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم"1" عن زيد بن أبي أنيسة عن شرحبيل بن سعد الأنصاري
عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
أُهْدِيَتْ لرسول الله صلى الله عليه و سلم شاة فَشُويَ له بطنها فأكل منها ثم قام يصلي ولم يتوضأ
=(1149) [[1:4]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((المشكاة)) (327 و 328) ، ((الضعيفة)) تحت الحديث (6514) ، وسيأتي الضعيف برقم (5221) .

__________
(1) اسمه : خالد بن أبي يزيد .


ذكر الإباحة للمرء ترك الوضوء مما مَسَّتِ النار من لحوم الغنم


1147 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست و محمد بن الحسن بن الخليل بنسا قالا : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل قال : حدثنا موسى بن عقبة عن صالح بن كيسان عن الفضل بن عمرو بن أمية الضمري عن عمرو بن أمية :
أنه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم يَحْتَزُّ من عَرْقٍ يأكل فأتى المؤذن بالصلاة فألقى العَرْقَ والسكين من يده ولم يتوضأ
قال إسحاق : عن الفضل بن عمرو بن أمية عن أبيه ولم يذكر الضمري وقال :
( يحتز من عرق فأتاه الإذن بالصلاة )
وقال : ( مِن يده وصلى ولم يتوضأ )
=(1150) [19:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى (1138) .


ذكر البيان بأن ترك الوضوء من أكل كتف الشاة كان بعد الأمر بالوضوء مما مست النار


1148 - أخبرنا ابن خزيمة قال : حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة :
أنه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم توضأ من ثَوْرِ أقِطٍ ثم رآه أكل كتف شاة فصلى ولم يتوضأ
=(1151) [100:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (149) .


ذكر إباحة ترك الوضوء مما مسَّته النار من الأسْوِقَةِ


1149 - حدثنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال : حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال : حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سويد بن النعمان قال :
أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كنا على روحة من خيبر دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بطعام فلم يوجد إلا سوِيقٌ قال : فأكلناه ثم دعا بماء فمضمض رسول الله صلى الله عليه و سلم وصلى ولم يتوضأ
=(1152) [19:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ يأتي قريباً أتمَّ منه (1152) .


ذكر الإباحة للمرء إذا أكل لحماً مسته النار أن يصلي من غير أن يمسَّ ماء بيده ولا فمه


1150 - أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك أبو بدر بحران قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل عرقاً من شاة ثم صلى ولم يتمضمض ولم يمس ماء
(1153) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3028) : ق دون ذكر المضمضة وقد مضى (1126) .


ذكر البيان بأن الأمر بالوضوء مما مست النار منسوخ خلا لحم الإبل وحدها


1151 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا بشر بن معاذ العقدي قال : حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة
أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه و سلم قال : يا رسول الله أتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال :
( إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ ) قال : أتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال :
( نعم توضأ من لحوم الإبل ) قال : أُصلي في مرابض الغنم ؟ قال :
( نعم ) قال : أُصلي في مبارك الإبل ؟ قال :
( لا )
=(1154) [20:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر رقم (1121) .


ذكر الخبر الدال على أن الوضوء لا يجب من أكل ما مسَّته النار خلا لحم الجزور للأمر الذي وصفناه قبل


1152 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار
أن سويد بن النعمان أخبره :
أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عام خيبر حتى إذا كنا بالصهباء - وهي من أدنى خيبر - نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى العصر ثم دعا بالأزواد فلم يُؤْتَ إلا بالسَّوِيقِ فَأَمَرَ به رسول الله صلى الله عليه و سلم فَثُرِّيَ فأكل رسول الله صلى الله عليه و سلم فأكلنا معه ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا ولم يتوضأ
=(1155) [20:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ .


ذكر الخبر الدال على أن الأمر بالوضوء من لحوم الإبل هو المستثنى مما أُبيح من ترك الوضوء مما مسَّت النار


1153 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا بشر بن معاذ العقدي قال : حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة
أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال :
( إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ ) قال : أتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال :
( نعم توضأ من لحوم الإبل ) قال : أصلي في مرابض الغنم ؟ قال :
( نعم ) قال : أصلي في مبارك الإبل ؟ قال :
( لا )
=(1156) [100:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر رقم (1121) .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


1154 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا بندار قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : حدثنا زائدة و إسرائيل عن أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة قال :
سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الوضوء من لحوم الغنم فقال :
( توضأ إن شئت ) وسُئِلَ عن الصلاة في مرابض الغنم فقال :
( صَلِّ إن شئت ) وسُئِلَ عن الوضوء من لحوم الإبل فقال :
( توضأ ) وسُئِلَ عن الصلاة في مَبَاتِ الإبل فقال :
( لا تُصَلِّ )
=(1157) [100:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .


ذكر إباحة ترك الوضوء من شرب الألبان كلها


1155 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم شرب لبناً ثم دعا بإناء فمضمض وقال :
( إن له دَسَماً )
=(1158) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (191) : ق .


ذكر البيان بأن شرب اللبن لا يوجب على شاربه وضوءاً


1156 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه و سلم شرب لبناً فدعا بماء فتضمض وقال :
( إنه له دسماً )
=(1159) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .


ذكر الخبر الدال على إباحة ترك الوضوء من أكل الفواكه


1157 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا سعيد بن حفص"1" ـ خال النفيلي ـ قال : حدثنا موسى بن أعين عن عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن جابر
أنهم كانوا يأكلون تمراً على تُرْسٍ فمر بنا النبي صلى الله عليه و سلم فقلنا : هَلُمَّ فتقدم فأكل معنا من التمر ولم يَمَسَّ ماء
=(1160) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((ضعيف سنن أبي داود)) (3762) .

__________
(1) وثَّقه المؤلف وغيره ، لكنه كان تغير ، فانظر ((الهذيب)) ، و ((التيسير)) .
لكن قد توبع ؛ فرواه أبو داود (3762) بسند اخر صحيح عن أبي الزبير ..... به .
وأحمد (3/397) من طريق ابن لهيعة عنه .
فالعلة : عنعنة أبي الزبير .


ذكر الأمر بالوضوء من حمل الميت


1158 - أخبرنا الحسن بن سفيان و أبو يعلى قالا : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من غَسَّلَ مَيِّتاً فَلْيَغْتَسِلْ ومن حمله فليتوضأ )
=(1161) [55:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الأحكام)) (71) .

قال أبو حاتم : أضمر في هذا الخبر ( إذا لم يكن بينهما حائل )
والدليل على أنه الوضوء الذي لا تجوز الصلاة إلا به دون غسل اليدين تقرينه صلى الله عليه و سلم الوضوء بالاغتسال في شيئين متجانسين


ذكر إباحة اقتصار المرء على مسح اليد بشيء معه من الغمر دون غسل اليدين منه عند القيام إلى الصلاة


1159 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا خلف بن هشام البزار قال : حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس , قال :
أكل النبي صلى الله عليه و سلم كَتِفاً ثم مسح يده بِمِسْحٍ كان تحته ثم قام فصلى
=(1162) [19:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (184) .


ذكر البيان بأن مسح المرء اللحم النيئ لا يوجب عليه وضوءاً


1160 - أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف قال : حدثنا عمرو بن عثمان قال : حدثنا مروان بن معاوية قال : حدثنا هلال بن ميمون قال : حدثنا عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مَرَّ بغلامٍ يَسْلُخُ شاة فقال له :
( تَنَحَّ حتى أُرِيَكَ فإني لا أراك تُحْسِنُ تَسْلُخُ ) قال : فأدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم يده بين الجلد واللحم فَدَحَسَ بها حتى توارت إلى الإبط ثم قال صلى الله عليه و سلم :
( هكذا يا غلام فاسْلُخْ )
ثم انطلق فصلى ولم يتوضأ ولم يَمَسَّ ماءً
=(1163) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (179) .


5 ـ باب الغُسْلِ


ذكر البيان بأن الغسل يجب من الإنزال وإن لم يكن التقاء الختانين موجوداً


1161 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة عن أنس
أن أم سليم سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل ؟ قال :
( إذا أَنْزَلَتِ المرأة فَلْتَغْتَسِلْ )
=(1164) [57:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (235) : م .


ذكر البيان بأن قول أم سليم : المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل أرادت به الاحتلام


1162 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بن أم سلمة عن أم سلمة قالت :
جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق هل على المرأة غُسْلٌ إذا هي احتلمت ؟ قال :
( نعم إذا رأت الماء )
=(1165) [57:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (237) : ق .


ذكر إيجاب الاغتسال على المحتلم من النساء


1163 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال : حدثني عروة بن الزبير عن زوج النبي صلى الله عليه و سلم
أن أم سليم الأنصارية وهي أم أنس بن مالك قالت : يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق هل على المرأة من غسل إذا رأت الماء في النوم ما يرى الرجل أتغتسل أم لا ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( تَغْتَسِلُ ) فقالت زوج النبي صلى الله عليه و سلم : فأقْبَلْتُ عليها فقلت : أُفٍّ لك وهل ترى ذلك المرأة ؟ قالت : فأقبل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال :
( تَرِبَتْ يمينك فَمِنْ أين يكون الشَّبَهُ ؟ )
=(1166) [65:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (236) : ق .


ذكر البيان بأن الاغتسال إنما يجب على المحتلمة عند الإنزال دون الاحتلام الذي لا يوجد معه البلل


1164 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة أنها قالت :
جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق هل على المرأة من غُسلٍ إذا هي احتلمت ؟ قال :
( نعم إذا رأت الماء )
=(1167) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر (1162) .


ذكر الخبر الدال على إسقاط الاغتسال عن المحتلم الذي لا يجد بللاً


1165 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث أن ابن شهاب حدثه أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( الماء من الماء )
=(1168) [57:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (211) : م .


ذكر البيان بأن الفرض في أول الإسلام كان عند الإكسال غَسْلَ ما مَسَّ المرأة منه ثم الوضوء للصلاة دون الاغتسال


1166 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة قال : أخبرني أبي قال : حدثني أبو أيوب قال : حدثني أبي بن كعب قال :
( قلت يا رسول الله الرجل يأتي المرأة فلا يُنْزِلُ ؟ قال :
( يغسل ما مَسَّ المرأة منه ويتوضأ ويصلي )
=(1169) [57:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .


ذكر ما كان على من أَكْسَلَ في أول الإسلام سوى الاغتسال من الجنابة


1167 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال : حدثنا محمد بن عبد ربه قال : حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي أيوب الأنصاري عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
قلت : أرأيت أحدنا إذا جامع المرأة فأكْسَلَ ولم يُمْنِ ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لِيَغْسِلْ ذَكَرَهُ وأُنْثَيَيْهِ وليتوضأ ثم ليُصَلِّ )
=(1170) [32:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


1168 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال : حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريم قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم بن عتيبة عن أبي صالح قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول :
خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم يوماً حتى مَرَّ بدار رجل من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( أين فلان ؟ ) فدعاه فخرج الرجل مستعجلاً يقطر رأسه ماء فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( لعلَّنا أعجلناك عن حاجتك ) ؟ فقال الرجل : أجل والله يا رسول الله لقد أُعْجِلْتُ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( إذا عَجِلَ أحدكم أو أُقْحِطَ فلا غُسْلَ عليه إنما عليه أن يتوضأ )
=(1171) [57:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (210) : ق .


1169 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال : حدثني أبي قال : حدثنا حسين المعلم قال : حدثني يحيى بن أبي كثير أن أبا سلمة حدثه أن عطاء بن يسار حدثه أن زيد بن خالد الجهني حدثه
أنه سأل عثمان بن عفان عن الرجل يجامع فلا يُنْزِلُ فقال :
ليس عليه غُسْلٌ
ثم قال عثمان : سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فسألت بعد ذلك علي بن أبي طالب و الزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله و أبي بن كعب فقالوا مثل ذلك
قال أبو سلمة : وحدثني عروة بن الزبير أنه سأل أبا أيوب فقال مثل ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم
=(1172) [32:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق على ابن خزيمة)) (224) .


ذكر البيان بأن هذا الخبر يعني خبر عثمان منسوخ بعد أن كان مباحاً


1170 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان بن موسى قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب قال :
إنما كان الماء من الماء رخصة في أول الإسلام ثم نُهِيَ عنها
=(1173) [57:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (208) ، وانظر (1176) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : روى هذا الخبر معمر عن الزهري من حديث غندر فقال : أخبرني سهل بن سعد
ورواه عمرو بن الحارث عن الزهري قال : حدثني من أرضى عن سهل بن سعد
ويشبه أن يكون الزهري سمع الخبر من سهل بن سعد كما قاله غندر وسمعه عن بعض من يرضاه عنه فرواه مرة عن سهل بن سعد وأخرى عن الذي رضيه عنه
وقد تتبعت طرق هذا الخبر على أن أجد أحدا رواه عن سهل بن سعد فلم أجد في الدنيا أحداً إلا أبا حازم ويشبه أن يكون الرجل الذي قال الزهري : حدثني من أرضى عن سهل بن سعد هو أبو حازم رواه عنه


ذكر إيجاب الاغتسال على من فعل الفعل الذي ذكرنا وإن لم يُنزل


1171 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : وأخبرنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن قتادة و مطر عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا قعد بين شُعَبِهَا الأربع ثم جَهَدَ فعليه الغسل )
=(1174) [[43:3]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (1/122) ، ((صحيح أبي داود)) (210) : ق .


ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه و سلم الفعل الذي أباح تركه


1172 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمود بن خالد قال : حدثنا عبد الله بن كثير القارئ الدمشقي عن الأوزاعي قال : حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة :
أنها سُئلت عن الرجل يجامع فلا يُنزل الماء قالت : فعلت ذلك أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم فاغتسلنا منه جميعاً
=(1175) [57:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (80) ، ((الصحيحة)) (3/260) .


ذكر البيان بأن الغُسل يجب على المجامع عند التقاء الختانين وإن لم يكن الإنزال موجوداً


1173 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال : حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت :
إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل فعلت أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم فاغتسلنا
=(1176) [57:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) ـ أيضاً ـ ولمسلم منه الشطر الأول مرفوعاً .


ذكر إيجاب الغسل عند التقاء الختانين وإن لم يكن الإنزال موجوداً


1174 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن عبد العزيز بن النعمان عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل )
=(1177) [43:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .


ذكر إيجاب الاغتسال من الإكسال


1175 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة و مطر عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا جلس بين شُعَبِهَا الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل )
وفي حديث مطر : ( وإن لم يُنْزِلْ )
=(1178) [43:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر (1171) .


ذكر البيان بأن ترك الاغتسال من الإكسال كان ذلك في أول الإسلام ثم أمر بالاغتسال منه بعد


1176 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمد بن مهران الجمال قال : حدثنا مبشر بن إسماعيل عن محمد بن مطرف أبي غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : حدثني أبي
أن الفُتيا الذي كانوا يفتون : أن الماء من الماء كان رخصة رخصها رسول الله صلى الله عليه و سلم في أول الزمان أو بَدْءِ الإسلام ثم أمر بالاغتسال بعد
=(1179) [32:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (209) .

قال أبو حاتم : يشبه أن يكون أبي بن كعب أدَّى نسخ هذا الفعل على ما أخبر سهل بن سعد عنه ثم نسيه وأفتى بالفعل الأول الذي هو منسوخ على ما أخبر عنه زيد بن خالد الجهني


ذكر الوقت الذي نسخ فيه هذا الفعل


1177 - أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان قال : حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة قال : حدثنا أبو حمزة قال : حدثنا الحسين بن عثمان"1" عن الزهري قال :
سألت عروة عن الذي يجامع ولا يُنزل ؟ قال : على الناس أن يأخذوا بالآخِرِ فالآخر من أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثتني عائشة :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يفعل ذلك ولا يغتسل وذلك قبل فتح مكة ثم اغتسل بعد ذلك وأمر الناس بالغسل
=(1180) [32:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ انظر التعليق .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : الحسين هذا : هو الحسين بن عثمان بن بشر بن المحتفز من أهل البصرة سكن مرو ثقة من الثقات

__________
(1) كذا وقع هنا ! وكذلك ذكره المؤلف في آخر الحديث ووثقه ، وكذلك أورده في ((الثقات))(6/207) ، وكذلك ذكره ابن أبي حاتم (1/2/59) .
ويُشكلُ عليه أنه في ((تاريخ البخاري)) (1/2/387) : ((حسين بن عمران الجهني)) ، وساق له حديثاً غير هذا ، عن شيخ آخر .
فاحتمل عندي أن يكون غير المروزي هذا ولا سيما أن ابن حبان قال في آخر ترجمته : ((وهو أخو حسن بن عثمان)) .
لكن يرد على هذا أن الحافظ وغيره تبعوا البخاري في نسبته إلى عمران الجهني ، ويقرره أن جمعاً رووا حديثه هذا ـ مثل : العقيلي (1/254) ، والدارقطني (1/126/2) ـ من طريق أخرى عن أبي حمزة ـ واسمه : محمد بن ميمون ـ قال : نا الحسين بن عمران ... به .
وكذلك هو في ((الموارد)) (81/220) ، وكذلك وقع في أصل هذا الكتاب : ((الأنواع والتقاسيم)) ؛ كما ذكر المعلق عليه (3/454) ؛ فالله أعلم أيهما الصواب ! والأمر يحتاج إلى مزيد من التحقيق .
وعلى كل حال ؛ فالرجل قد وثقه ابن حبان كما تقدم ، وتبعه الدارقطني فقال كما في ((التهذيب)) : ((لا بأس به)) ، وقال الحافظ : ((صدوق يهم)) .
فهو عندي حسن الحديث ـ إن شاء الله ـ وحديثه هنا صحيح بشواهده وبخاصة أُبَيٍّ الذي قبله والله أعلم .


ذكر إيجاب الاغتسال من الجماع وإن لم يكن ثَمَّ إمناء


[1177/@] - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمود بن خالد قال : حدثنا عبد الله بن كثير عن الأوزاعي قال : حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
أنها سُئِلَتْ عن الرجل يجامع فلا يُنزل قالت : فعلت أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم فاغتسلنا منه جميعاً
=(1181) [[57:3]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ وهو مكرر (1172) .


ذكر الخبر المصرح بإيجاب الاغتسال عندالتقاء الختانين وإن لم يكن ثَمَّ إمناء


1178 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا إسماعيل بن مسعود الجحدري قال : حدثنا خالد بن الحارث قال : حدثنا هشام قال : حدثنا قتادة عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا جلس بين شُعَبِهَا الأربع ثم جَهَدَ فقد وجب الغسل )
=(1182) [32:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر (1171) .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


1179 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال : حدثنا هشام بن حسان عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي موسى عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل )
=(1183) [32:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (80) ، ((الصحيحة)) (1261) : م .


ذكر خبر ثالث يصرح بصحة ما ذكرناه


1180 - أخبرنا المفضل بن محمد الجندي بمكة قال : حدثنا علي بن زياد اللحجي قال : حدثنا أبو قرة عن سفيان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل )
=(1184) [32:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (127) .


ذكر فعل النبي صلى الله عليه و سلم نفس ما وصفناه


1181 - أخبرنا القطان بالرقة حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
أنها سُئِلَتْ عن الرجل يجامع أهله فلا يُنزل الماء قالت : فعلتُهُ أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم فاغتسلنا منه جميعاً
=(1185) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى (245) .


ذكر إيجاب الاغتسال من الجماع وإن لم يكن ثَمَّ إمناء"1"

__________
(1) وقع التبويب في ((الأصل)) بلفظ : (ذكر استعمال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الفعل الذي أباح تركه) .
وهو موجود بهذا اللفظ في الموضع المكرر المشار إليه في التعليق . ((الناشر)) .


1182 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمود بن خالد قال : حدثنا عبد الله بن كثير عن الأوزاعي قال : حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
أنها سُئِلَت عن الرجل يجامع فلا يُنزل الماء قالت : فعلتُ أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم فاغتسلنا منه جميعاً
=(1186) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى (1172) .


ذكر الخبر الدال على إسقاط الاغتسال عن المحتلم الذي لا يجد بللاً


1183 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث أن ابن شهاب حدثه أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( الماء من الماء )"1" .
=(1168) [57:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر (1165) .

__________
(1) هذا الحديث غير موجود في ((طبعة المؤسسة)) ـ هنا ـ , ولكنه موجود في الموضع المُكرر المُشار إليه في التعليق . ((الناشر)) .


ذكر ما يُستحب للمرء إذا أراد الاغتسال وهو في فضاء أن يأمر مَن يَسْتُرُ عليه بثوب حتى لا يراه ناظر


1184 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن أباه قال :
سألت وحرصت على أن أجد أحداً من الناس يُخبرني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحى فلم أجد أحداً يخبرني عن ذلك غير أم هانئ بنت أبي طالب أخبرتني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى بعدما ارتفع النهار يوم الفتح فأمر بثوب يَسْتُرُ عليه فاغتسل ثم قام فركع ثماني ركعات لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجوده كل ذلك منه متقاربة قالت : فلم أره يُسَبِّحُهَا قبل ولا بعد
=(1187) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (464) .


ذكر البيان بأن المغتسل جائز أن يستره عند اغتساله امرأة يكون لها محرم


1185 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب تقول :
ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح فوجدته يغتسل و فاطمة ابنته تستره بثوب قالت : فسلَّمت فقال :
( من هذه ) ؟ قلت : أم هانئ بنت أبي طالب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مرحباً يا أم هانئ ) فلما فرغ من غُسْلِهِ قام فصلى ثمان ركعات ملتحفاً في ثوب واحد ثم انصرف فقلت له : يا رسول الله زَعمَ ابن أمي علي ابن أبي طالب - رضوان الله عليه - أنه قَاتِلٌ رجلاً أَجَرْتُهُ ـ فلان ابن هبيرة ـ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( قد أجرنا من أجرتِ يا أم هانئ ) وذلك ضُحىً
=(1188) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (2468) ، ((الإرواء)) (464) ، وسيأتي نحوه (2529) .


ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر أبي مرة الذي ذكرناه


1186 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم هانئ قالت :
نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بأعلى مكة فأتيته فجاءه أبو ذر بجفنة فيها ماء قالت : إني لأرى فيها أثر العجين قالت : فَسَتَرَهُ أبو ذر فاغتسل ثم ستر النبي صلى الله عليه و سلم أبا ذر فاغتسل ثم صلى النبي صلى الله عليه و سلم ثمان ركعات وذلك في الضحى "1"
=(1189) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف منكر ـ انظر التعليق .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : يشبه أن يكون المصطفى صلى الله عليه و سلم حيث اغتسل يوم الفتح سترته فاطمة ابنته و أبو ذر جميعاً بثوب فأدَّى أبو مرة مولى أم هانئ الخبر بذكر فاطمة وحدها وأدى المطلب بن حنطب الخبر بذكر أبي ذر وحده حتى لا يكون بين الخبرين تضاد ولا تهاتر لأن الاغتسال منه صلى الله عليه و سلم في ذلك اليوم كان مرة واحدة فلما أراد"2" أبو ذر أن يغتسل ستره النبي صلى الله عليه و سلم دون فاطمة

__________
(1) إسناده رجاله ثقات ؛ غير أنه منقطع بين المطلب وأم هانئ ، فقد قال الحافظ في ((التقريب)) في المطلب هذا : ((صدوق كثير التدليس والإرسال)) .
ولهذا ؛ فتأويل المؤلف لحديثه هذا ـ حتى يتوافق مع الذي قبله ـ لا وجه له ؛ إذ التأويل فرع التصحيح ! ثم إن المؤلف روى الحديث من طريق ابن خزيمة وهذا أخرجه في ((صحيحه)) (1/119/237) بإسناده هذا عن عبد الرزاق ، وهو رواه في ((المصنف)) (3/76/4860) ، وعنه أحمد (6/341) .
(2) وكذا في الطبعة الأخرى ، والمعنى غير مطابق للسياق !


ذكر الاستحباب للمُغتسل من الجنابة أن يكون غَسْلُ فرجه بشماله دون اليمين منه


1187 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا علي بن حجر السعدي قال : حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس قال : حدثتني خالتي ميمونة قالت :
أدنيت لرسول الله صلى الله عليه و سلم غُسْلَهُ من الجنابة قالت : فغسل كفيه مرتين أو ثلاثاً ثم أدخل كفه اليمنى في الإناء فأفرغ بها على فرجه فغسله بشماله ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكاً شديداً ثم توضأ وضوءه للصلاة ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفيه ثم تنحى غير مقامه ذلك فغسل رجليه ثم أتيته بالمنديل فَرَدَّهُ
=(1190) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (244) : ق .


ذكر وصف الاغتسال من الجنابة للجنب إذا أراده


1188 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عمر بن عبيد الطنافسي عن عطاء بن السائب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال :
وصفت عائشة غُسْلَ رسول الله صلى الله عليه و سلم من الجنابة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغسل يديه ثلاثاً ثم يُفيض بيده اليمنى على اليسرى فيغسل فرجه وما أصابه ثم يمضمض ويستنشق ثلاثاً ويغسل وجهه ويديه ثلاثاً ثلاثاً ثم يفيض على رأسه ثلاثاً ثم يَصُبُّ عليه الماء
=(1191) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن النسائي)) (237 و 240) : م (1/274) .


ذكر البيان بأن المرأة وزوجها إذا أرادا الاغتسال من الجنابة يجب أن تبدأ المرأة فتُفْرِغُ على يديه ثم يغتسلان معاً


1189 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا عمران بن موسى القزاز قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن يزيد الرشك عن معاذة العدوية قالت :
سألت عائشة : أتغتسل المرأة مع زوجها من الجنابة من الإناء الواحد جميعاً ؟ قالت : نعم الماء طهور لا يُجْنِبُ ولقد كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم في الإناء الواحد أبدأه فأُفرغ على يده من قبل أن يغمسهما في الماء
=(1192) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى (1105) .


ذكر الإباحة للجنب أن يغتسل مع امرأته من الإناء الواحد


1190 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك ابن أبي سليمان عن عطاء عن عائشة قالت :
كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم من إناء واحد من الجنابة نشرع فيه جميعاً
=(1193) [50:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن النسائي)) (226) : خ .


ذكر الإباحة للمرء أن يغتسل مع امرأته من إناء واحد


1191 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت :
كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم من إناء واحد نغترف منه جميعاً
=(1194) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله.


ذكر إباحة اغتسال الجُنُبَيْن معاً من إناء واحد وإن كان الماء قليلاً


1192 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو كامل الجحدري قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد قال : حدثنا عاصم الأحول عن معاذة العدوية قالت عائشة :
كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم نغتسل من إناء واحد يبتدر فيقول :
( أبقي لي أبقي لي )
=(1195) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن النسائي)) (233) : م (1/176) .


ذكر استحباب تخليل الجنب أصول شعره عند اغتساله من الجنابة


1193 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلِّل بها أصول شعره ثم يصب على رأسه ثلاث غرفات بيده ثم يفيض الماء على سائر جسده
=(1196) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (241) : ق .


ذكر وصف الغرفات الثلاث التي وصفناه للمغتسل من جنابته


1194 - أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار بالبصرة قال : حدثنا عمرو بن علي قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا حنظلة بن أبي سفيان قال : سمعت القاسم بن محمد قال : سمعت عائشة تقول :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغتسل في حلاب مثل هذه - وأشار أبو عاصم بكفيه - يصب على شق الأيمن ثم يأخذ بكفيه فيصب على سائر جسده
=(1197) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (241) .


ذكر الإباحة للمرأة إذا كانت جنبا ترك حَلِّها ضفرة رأسها عند اغتسالها من الجنابة


1195 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة
أنها قالت للنبي صلى الله عليه و سلم : إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأحُلَّه لغسل الجنابة ؟ فقال صلى الله عليه و سلم :
( إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات من ماء ثم تفيضي عليك الماء فإذا أنت قد طهرْتِ )
=(1198) [3:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (246) : م .


ذكر الاستحباب للمرأة الحائض استعمال السِّدرِ في اغتسالها وتعقيب الفرصة بعده


1196 - أخبرنا ابن خزيمة حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثني منصور بن صفية عن أمه عن عائشة
أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه و سلم فسألته عن غُسْلِ الحيض فأمرها أن تغتسل بماء وسدر وتأخذ فرصة فَتَوَضَّأ بها وَتَطَّهَّرَ بها قالت : كيف أَتَطَهَّرُ بها ؟ قال :
( تَطَهَّري بها ) قالت : كيف أتَطَهَّر بها ؟ فاستتر النبي صلى الله عليه و سلم بيده وقال :
( سبحان الله اطَّهَّرِي بها )
قالت عائشة : فاجْتَذَبْتُ المرأة وقلت : تَتَبَّعِينَ بها أَثَرَ الدَّمِ
=(1199) [50:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (331) : ق .


ذكر البيان بأن المرأة الحائض إنما أُمِرَتْ بتعقيب الغسل بالفرصة المُمُسَّكَة دون غيرها


1197 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا الفضل بن سليمان حدثنا منصور بن عبد الرحمن خبّرتني أمي أنها سمعت عائشة تقول :
إن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الحيض كيف تغتسل منه ؟ قال :
( تأخذي فرصة مُمَسَّكَةً فتتوضئين بها ) قالت : كيف أتوضأ بها ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تَوَضَّئِينَ بها ) قالت : كيف أتوضأ بها ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تَوَضَّئِينَ بها )
قالت عائشة : فعرفتُ الذي يريد فجَبَذْتُها إلي فَعلَّمْتُهَا
=(1200) [50:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .


6 ـ باب قدر ماء الغُسْلِ


ذكر ما كان المصطفى صلى الله عليه و سلم يغتسِلُ منه إذا كان جنباً


1198 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة :
أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يغتسل من إناء ـ وَهُوَ الفَرَقُ ـ من الجنابة
=(1201) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (238) : ق .


ذكر قدر الماء الذي كان المصطفى صلى الله عليه و سلم و عائشة يغتسلان منه


1199 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن مالك أن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر كانت تحت المنذر بن الزبير
وأن عائشة أخبرتها :
أنها كانت تغتسل هي ورسول الله صلى الله عليه و سلم من إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريباً من ذلك
=(1202) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م (1/175 ـ 176) .


ذكر البيان بأن القدر الذي وصفناه للاغتسال من الجنابة ليس بقدر لا يجوز تعديه فيما هو أقل أو أكثر منه


1200 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : أخبرنا أبو خيثمة قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك قال : سمعت أنساً يقول :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ بِمَكُّوكٍ ويغتسل بخمس مكاكي
=(1203) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (85) : م .

قال أبو خيثمة : المَكُّوك : المُدُّ


ذكر الخبر الدال على أن هذا القدر من الماء للاغتسال ليس بقدر لا يجوز تعديه


1201 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا بندار قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال : حدثنا شعبة عن عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك قال : سمعت أنس بن مالك يقول :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضأ بمَكُّوكٍ ويغتسل بخمس مكاكي
=(1204) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .


7 - باب أحكام الجنب


ذكر نفي دخول الملائكة الدار التي فيها الجنب


1202 - أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن علي بن مدرك قال : سمعت أبا زرعة بن عمرو يحدث عن عبد الله بن نُجَيٍّ عن أبيه قال : سمعت عليا يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
( لا تدخل االملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب ولا جُنُبٌ )
=(1205) [41:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف ـ ((ضعيف أبي داود)) (30) .


ذكر الإباحة للمرء الطَّواف على نسائه أو جواريه بالغسل الواحد


1203 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا مسدد بن مسرهد قال : حدثنا : إسماعيل قال : حدثنا : حميد عن أنس بن مالك :
( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم طاف على نسائه في ليلة بغُسْلٍ واحد )
=(1206) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (212) .


ذكر الخبر الدال على أن هذا الفعل لم يكن من المصطفى صلى الله عليه و سلم مرة واحدة فقط


1204 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا هُشَيْمٌ عن حميد : عن أنس بن مالك
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يطوف على جميع نسائه في ليلة ثم يغتسل غسلاً واحداً
=(1207) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر عدد النساء اللاتي كان المصطفى صلى الله عليه و سلم يطوف عليهن بغسل واحد


1205 - أخبرنا ابن خزيمة قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن قتادة : عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم
أنه كان يدور على نسائه في ساعة من الليل أو النهار وهن إحدى عشرة فقلت لأنس بن مالك : أكان يطيق ذلك ؟ قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين
=(1208) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ (268) .


ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لخبر هشام الدستوائي الذي ذكرناه


1206 - أخبرنا أبو حاتم رضي الله عنه قال : حدثنا : الحسن بن سفيان قال حدثنا عباس بن الوليد النرسي قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد عن قتادة : عن أنس
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة
=(1209) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ (284) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : في خبر هشام الدستوائي عن قتادة ( وهن إحدى عشرة نسوة ) وفي خبر سعيد عن قتادة ( وله يؤمئذ تسع نسوة )
أما خبر هشام فإن أنساً حكى ذلك الفعل منه صلى الله عليه و سلم في أول قدومه المدينة حيث كانت تحته إحدى عشرة امرأة وخبر سعيد عن قتادة إنما حكاه أنس في آخر قدومه المدينة صلى الله عليه و سلم حيث كان تحته تسع نسوة لأن هذا الفعل كان منه صلى الله عليه و سلم مراراً كثيرة لا مرة واحدة"1".

__________
(1) وخطّأه الحافظ (1/378) .


ذكر الأمر بالوضوء لمن أراد معاودة أهله


1207 - أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال : حدثنا منصور بن أبي مزاحم قال : حدثنا أبو الأحوص عن عاصم بن سليمان عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال : قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم
( إذا مس أحدكم المرأة فأراد أن يعود فليتوضأ )
=(1210) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (217) : م .


ذكر العلة التي من أجلها أُمر بهذا الأمر


1208 - أخبرنا الحسين بن محمد السنجي بمرو حدثنا جعفر بن هاشم العسكري قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن عاصم الأحول عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ فإنه أنشط للعود )
=(1211) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (217) : م دون قوله : ((فإنه أنشط للعود)) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : تفرد بهذه اللفظة الأخيرة مسلم بن إبراهيم


ذكر الإخبار عما يعمل الجنب إذا أراد النوم قبل الاغتسال


1209 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا أبو الوليد و الحوضي قالا : حدثنا شعبة عن عبد الله بن دينار قال : سمعت ابن عمر يقول :
إن عمر أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : تصيبني الجنابة من الليل فكيف أصنع ؟ قال :
( اغسل ذكرك ثم توضأ ثم ارقد )
=(1212) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (218) : ق .


1210 - أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن دينار : عن ابن عمر أنه قال :
ذكر عمر بن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه و سلم أنه تُصيبه الجنابة من الليل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( توضأ واغسل ذكرك ثمَّ نَمْ )
=(1213) [49:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( توضأ واغسل ذكرك ) أمرُ ندب وقوله صلى الله عليه و سلم : ( ثم نم ) أمر إباحة وليس في قوله صلى الله عليه و سلم ( واغسل ذكرك ) دليل على أن المني نجس لأن الأمر بغسل الذكر إنما أُمِرَ لأن المرء قلما يطأ إلا ويلاقي ذكره شيئاً نجساً فإن تعرى عن هذا فلا يكاد يخلو من البول قبل الاغتسال فمن أجل ملاقاة النجاسة للذكر أُمِرَ بغسله لا أن المني نجس لأن عائشة كانت تفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم يصلي فيه


ذكر الإباحة للجنب ترك الاغتسال عند إرادة النوم بعد غسل الفرج والوضوء للصلاة


1211 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال : حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : أخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول :
ذكر عمر لرسول الله صلى الله عليه و سلم أنه تصيبه الجنابة من الليل فأمره أن يتوضأ ويغسل ذكره ثم ينام
=(1214) [2:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .


ذكر الإباحة للجنب أن ينام قبل أن يغتسل من جنابته إذا توضأ قبل النوم


1212 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا القعنبي قال : حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر
أن عمر بن الخطاب سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم : أيَرْقُدُ أحدُنا وهو جنب ؟ فقال صلى الله عليه و سلم :
( نعم إذا توضأ )
=(1215) [36:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((آداب الزفاف)) (ص114ـ الطبعة الجديدة) : ق .


ذكر البيان بأن الوضوء للجنب إذا أراد النوم ليس بأمر فرض لا يجوز غيره


1213 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر
أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم : أينام أحدنا وهو جنب ؟ فقال :
( نعم ويتوضأ إن شاء )
=(1216) [36:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر السابق : م نحوه .


ذكر الإباحة للمرء أن ينام وهو جنب بعد أن يتوضأ وضوءه للصلاة


1214 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا الليث عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة قبل أن ينام
=(1217) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (219) : م .


ذكر ما يستحب للمرء إذا كان جنباً وأراد النوم أن يتوضأ وضوءه للصلاة ثم ينام


1215 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا محمد بن الصباح الدولابي منذ ثمانين سنة قال : حدثنا ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن ينام وهو جُنُبٌ لم يَنَمْ حتى يتوضأ وإذا أراد أن يأكل"1" غسل يديه وأكل
=(1218) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (390) ، ((صحيح أبي داود)) (219 ـ 220) .

__________
(1) زاد أبو داود : (وهو جنب) وهذه الزيادة مهمة ؛ لأن دِلالة الحديث تختلف بوجودها ؛ كما بينته في ((الصحيحة)) .


8 - باب غُسْلِ الجمعة


1216 - أخبرنا القطان بالرقة قال : حدثنا عقبة بن مكرم قال : حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( على كل مسلم في كل سبعة أيام غُسْلٌ وهو يوم الجمعة )
=(1219) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الإرواء)) (1/173) .


1217 - أخبرنا محمد بن الحسين بن قتيبة اللخمي حدثنا يزيد بن موهب حدثنا المفضل بن فضالة عن عياش بن عباس عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن ابن عمر : عن حفصة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( على كل محتلم رواح الجمعة وعلى من راح الغسل )
=(1220) [18:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (370) .

قال أبو حاتم : في هذا الخبر إتيان الجمعة فرضٌ على كل محتلم والعلة فيه أن الاحتلام بلوغ فمتى بلغ الصبي وأدرك بأن يأتي عليه خمس عشرة سنة كان بالغاً وإن لم يكن محتلماً
ونظير هذا قول الله جل وعلا : { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم } [النور :59] فأمر الله جل وعلا في هذه الآية بالاستئذان من بلغ الحلم إذ الحُلُمُ بلوغ وقد يبلغ الطفل دون أن يحتلم ويكون مخاطباً بالاستئذان كما يكون مخاطباً عند الاحتلام به


ذكر تطهير المغتسل للجمعه من ذنوبه إلى الجمعه الأخرى


1218 - أخبرنا محمد بن زهير أبو يعلى بالأبلة حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا هارون بن مسلم صاحب الحناء حدثنا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة قال :
دخل علي أبو قتادة وأنا أغتسل يوم الجمعة فقال : أغُسْلُكَ هذا من جنابة ؟ قلت : نعم قال : أَعِدْ غُسْلاً آخر فإني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( من اغتسل يوم الجمعة لم يزل طاهراً إلى الجمعة الأخرى )
=(1222) [2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (2321) .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( لم يزل طاهراً إلى الجمعة الأخرى ) يريد به من الذنوب لأن من حضر الجمعة بشرائطها غُفِرَ له ما بينها وبين الجمعة الأخرى


ذكر البيان بأن الاغتسال للجمعة من فطرة الإسلام


1219 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا ابن أبي أويس حدثنا أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن فطرة الإسلام الغُسْلُ يوم الجمعة والاستنان وأخذ الشارب وإعفاء اللحى فإن المجوس تُعفي شواربها وتُحفي لحاها فخالفوهم خذوا"1" شواربكم واعفوا لحاكم )"2"
=(1221) [[1:1]]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (3123) .

__________
(1) في الأصل : ((حِدُّوا)) .
(2) وقع هذا الحديث والذي قبله متبادلي المواضع في ((طبعة المؤسسة)) . ((الناشر)) .


ذكر ما يستحب للمرء الاغتسال للجمعة إذا قصدها


1220 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال : حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : أخبرني عبد الله بن دينار : أنه سمع ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا جئتم الجمعة فاغتسلوا )
=(1223) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما بعده .


ذكر الأمر بغسل يوم الجمعة لمن أتاها مع إسقاطه عن من لم يأتها


1221 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا مروان بن معاوية قال : حدثنا يحيى بن كثير الكاهلي عن نافع : عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( من أتى الجمعة فَلْيَغْتَسِلْ )
=(1224) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الروض)) (492 و 493 و 560) ، ((التعليق على صحيح ابن خزيمة)) (1749 و 1751) : ق .


ذكر إيقاع اسم الرَّواح على التبكير


1222 - أخبرنا يوسف بن يعقوب المقرىء الخطيب بواسط قال : حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله قال حدثنا هشيم عن عبيد الله بن عمر و يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع عن ابن عمر قال :
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من راح إلى الجمعة فليغتسل )
=(1225) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر الاستحباب للنساء أن يغتسلن للجمعة إذا أردن شهودها


1223 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال : حدثنا زيد بن الحباب قال : حدثنا عثمان بن واقد العمري عن نافع : عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من أتى الجمعة ـ من الرجال والنساء ـ فليغتسل )
=(1226) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
شاذ بذكر النساء ـ ((الضعيفة)) (3958) ، ((التعليق على ابن خزيمة)) (1752) .


ذكر لفطة أوهمت عالماً من الناس أن غُسل يوم الجمعة فرضٌ لا يجوز تركه


1224 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال : حدثنا زيد بن الحباب قال : حدثنا عثمان بن واقد العمري عن نافع : عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الغُسل يوم الجمعة على كل حالم من الرجال وعلى كل بالغ من النساء )
=(1227) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
شاذ ـ أيضاً ـ المصدر نفسه .


ذكر خبر ثان ذهب إليه بعض أئمتنا فزعم أن غُسل يوم الجمعة واجب


1225 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن صفوان بن سُليم عن عطاء بن يسار : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( غُسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم )
=(1228) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (143) ، ((صحيح أبي داود)) (369) : ق .


ذكر وصف الغُسل للجمعة والاغتسال لها لمن أراد أن يشهدها


1226 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا عبد العزيز بن محمد قال : حدثنا صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( غُسْلُ يوم الجمعة واجب على كل محتلم كغسل الجنابة )
=(1229) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ، وهو مكرر ما قبله .


ذكر الخبر الدال على أن الأمر بالاغتسال للجمعة في الأخبار التي ذكرناها قبل إنما هو أمر ندب وإرشاد لعلة معلومة


1227 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه
أن عمر بن الخطاب بينا هو يخطب الناس يوم الجمعة إذ دخل عليه رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فناداه عمر : أيُّ ساعة هذه ؟ قال : إني شُغِلْتُ اليوم فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت النداء فلم أَزِدْ على أن توضأت
قال عمر : والوضوء أيضاً وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمر بالغُسل !
=(1230) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (367) : ق .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : في هذا الخبر دليل صحيح على نفي إيجاب الغسل للجمعة على من يشهدها لأن عمر بن الخطاب كان يخطب إذ دخل المسجد عثمان بن عفان فأخبره أنه ما زاد على أن توضأ ثم أتى المسجد فلم يأمره عمر ولا أحد من الصحابة بالرجوع والاغتسال للجمعة ثم العود إليها ففي إجماعهم على ما وصفنا أبين البيان بأن الأمر كان من المصطفى صلى الله عليه و سلم بالاغتسال للجمعة أمر ندب لا حتم


ذكر خبر ثان يصرح بأن الاغتسال للجمعة غير فرض على من شهدها


1228 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من توضأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فدنا وأنصت واستمتع غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام )
=(1231) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (371) : م .


ذكر خبر ثالث يدل على أن غسل يوم الجمعة ليس بفرض


1229 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شبيبة قال : حدثنا شبابة بن سوار عن هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إن لله حقاً على كل مسلم أن يغتسل كل سبعة أيام يوماً فإن كان له طِيبٌ مَسَّهُ )"1".
=(1232) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح .

__________
(1) إسناده صحيح ، رجاله كلهم ثقات .
وله شاهد من حديث البراء بن عازب : أخرجه ابن أبي شيبة (2/92 ـ 93) بسند لا بأس به في الشواهد .


ذكر خبر رابع يدل على أن الأمر بالاغتسال للجمعة أمر ندب لا حتم


1230 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال و بكير بن الأشج حدثاه عن أبي بكر بن المنكدر عن عمرو بن سليم الزرقي عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( الغُسْلُ يوم الجمعة على كل محتلم والسواك وأن يمس من الطيب ما قدر عليه )
=(1233) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (372) : م ، خ نحوه .

اللفظ لسعيد بن أبي هلال


ذكر خبر خامس يدل على أن الغسل للجمعة قصد به الإرشاد والفضل


1231 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال : حدثنا روح بن عبادة قال : حدثنا شعبة قال : سمعت عمرو بن دينار يحدث عن طاوس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( حق على كل مسلم أن يغتسل كل سبعة أيام وأن يمس طيباً إن وجده )
=(1234) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق على صحيح ابن خزيمة)) (1761) .


ذكر العلة التي من أجلها أمر القوم بالاغتسال يوم الجمعة


1232 - أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد بالبصرة قال : حدثنا نصر بن علي بن نصر قال : حدثنا نوح بن قيس عن أخيه عن قتادة عن أبي بردة بن أبي موسى : عن أبيه قال :
لقد رأيتنا ونحن عند نبينا صلى الله عليه و سلم ولو أصابتنا مَطْرُةٌ"1" لَشَمِمْتَ مِنَّا رِيحَ الضأن
=(1235) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((التعليق الرغيب)) (3/109) .

__________
(1) في الأصل : (نظرة) !


ذكر البيان بأن القوم إنما كانوا يروحون إلى الجمعة في ثياب مِهنهم فلذلك أُمروا بالاغتسال لها


1233 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا يحيى بن سعيد بن عمرة : عن عائشة قالت :
كان الناس مُهَّانَ أنفسهم فكانوا يروحون إلى الجمعة بهيئتهم فقيل لهم :
لو اغتسلتم
=(1236) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (379) : ق .


ذكر البيان بأن قول عائشة ( فقيل لهم : لو اغتسلتم ) أرادت أن النبي صلى الله عليه و سلم أمرهم بذلك


1234 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه عن عروة بن الزبير : عن عائشة أنها قالت :
كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم من العوالي فيأتون في العباء ويصيبهم الغبار والعرق فيخرج منهم الريح فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم إنسان منهم وهو عندي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لو أنكم تَطَهَّرْتُمْ ليومكم هذا ؟ )
=(1237) [35:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .


9 - باب غسل الكافر إذا أسلم


ذكر الأمر بالاغتسال للكافر إذا أسلم


1235 - أخبرنا أبو عروبة قال : حدثنا سلمة بن شبيب قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أنبأنا عبد الله بن عمر و عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة :
أن ثمامة الحنفي أُسِرَ فكان النبي صلى الله عليه و سلم يعود إليه فيقول :
( ما عندك يا ثمامة ) ؟ فيقول : إن تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذا دم وإن تَمُنَّ تَمُنَّ على شاكر وإن تُرِدِ المال تُعْطَ ما شئت قال : فكان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يحبون الفداء ويقولون : ما نصنع بقتل هذا فمَرَّ به النبي صلى الله عليه و سلم يوماً فأسلم فبعث به إلى حائط أبي طلحة فأمره أن يغتسل فاغتسل وصلى ركعتين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لقد حَسُنَ إسلام صاحبكم )
=(1238) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (1/164) .


ذكر البيان بأن ثمامة رُبِطَ إلى سارية في وقت أسره


1236 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا عيسى بن حماد قال : أخبرنا الليث عن سعيد المقبري أنه سمع أبا هريرة يقول :
بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم خيلاً قِبَلَ نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له : ثمامة بن أُثَالٍ سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( ما عندك يا ثمامة ) ؟ قال : عندي يا محمد خير إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تُنْعِم تُنْعِم على شاكر وإن كنت تريد المال فَسَلْ تُعْطَ منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى كان الغد ثم قال له :
( ما عندك يا ثمامة ) ؟ قال : ما قلت لك : إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى كان بعد الغد فقال له :
( ما عندك يا ثمامة ) ؟ فقال : عندي ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أطلقوا ثمامة ) فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فقد أصبح دينك أحب الدين كله إلي والله ما كان بلد أبغض إلي من بلدك فقد أصبح بلدك أحب البلاد إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فَبَشَّرَهُ رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل : صَبَوْتَ ؟ قال : لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا والله لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم
=(1239) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (1/164 و 5/41 ـ 42) : ق .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : في هذا الخبر دليل على إباحة التجارة إلى دور الحرب لأهل الورع


ذكر الاستحباب للكافر إذا أسلم أن يكون اغتساله بماء وسدر


1237 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا عمرو بن علي عن يحيى القطان قال : حدثنا سفيان عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن قيس بن عاصم
أنه أسلم فأمره النبي صلى الله عليه و سلم أن يغتسل بماء وسدر
=(1240) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (382) ، ((الإرواء)) (163 ـ 164) .


10 - باب المياه


1238 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو معمر القطيعي حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( الماء لا يُنَجِّسُهُ شيء )
=(1241) [36:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (61) ، ((الإرواء)) (14 و 25) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ورد في المياه الجارية دون المياه الراكدة


1239 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن سفيان عن سماك بن حرب عن عكرمة : عن ابن عباس
أن امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم اغتسلت من جنابة فجاء النبي صلى الله عليه و سلم يتوضأ من فضلها فقالت له فقال :
( إن الماء لا يُنَجِّسُهُ شيء )
=(1242) [36:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ المصدر نفسه.


ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز الوضوء بماء البحر


1240 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمجي قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبد الدار أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول :
سأل رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر ؟ فقال :
( هو الطَّهُورُ مَاؤُهُ الحِلُّ مَيْتَتُهُ )
=(1243) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة) (480) ، ((صحيح أبي داود)) (76) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه السنة تفرد بها سعيد بن سلمة


1241 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال : حدثنا أحمد بن حنبل قال : حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال : أخبرني إسحاق بن حازم عن ابن مقسم - يعني عبيد الله - عن جابر
أن النبي صلى الله عليه و سلم سُئِلَ عن ماء البحر فقال :
( هو الطَّهُورُ مَاؤُهُ الحِلُّ مَيْتَتُهُ )
=(1244) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (76) .


ذكر إباحة الاغتسال من الماء الذي خالطه بعض المأكول ما لم يغلب على الماء كثرته


1242 - أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال : حدثنا محمد بن مشكان قال : حدثنا زيد بن الحباب قال : حدثنا إبراهيم بن نافع قال : حدثنا عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد : عن أم هانىء
أن ميمونة و رسول الله صلى الله عليه و سلم اغتسلا في قصعة فيها أثر العجين
=(1245) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (1/64) .


ذكر ما يعمل المرء عند وقوع ما لا نَفْسَ له تسيل في مائه أو مرقته


1243 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا زياد بن يحيى الحساني حدثنا بشر بن المفضل حدثنا ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله ثم بينزعه )
=(1246) [43:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (38) : خ .


ذكر الأمر بغمس الذباب في الإناء إذا وقع فيه إذ أحد جناحيه داء والآخر شفاء


1244 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا يحيى القطان قال : حدثنا ابن أبي ذئب قال : حدثني سعيد بن خالد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامْقُلُوهُ فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء )
=(1247) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر خبر يدحض قول من زعم أن الماء المغتسل به من الجنابة إذا كان راكداً ينجس بعد أن يكون قليلاً لا يكون عشراً في عشر


1245 - أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي ببغداد حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال :
اغتسل بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم من جفنةٍ فجاء النبي صلى الله عليه و سلم يغتسل منها ـ أو يتوضأ ـ فقالت : يا رسول الله إني كُنْتُ جُنُباً فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( إن الماء لا يُجْنِبُ )
=(1248) [36:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ تقدم قريباً (1239) .


ذكر أحد التخصيصين اللذين يخُصَّان عموم الخبر الذي ذكرناه


1246 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير أن عبد الله بن عبد الله حدثهم : أن أباه عبد الله بن عمر حدثهم
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سُئِلَ عن الماء وما يَنُوبُهُ من الدواب والسباع فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا كان الماء قُلَّتَيْنِ لم يُنَجِّسْهُ شيء )
=(1249) [36:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (56) ، ((الإرواء)) (23) .

قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( الماء لا ينجسه شيء ) لفظة أطلقت على العموم تستعمل في بعض الأحوال وهو المياه الكثيرة التي لا تحتمل النجاسة فتطهر فيها وتخص هذه اللفظة التي أطلقت على العموم ورود سنة وهو قوله صلى الله عليه و سلم : ( إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شيء ) ويخص هذين الخبرين الإجماع على أن الماء قليلاً كان أو كثيراً فغيَّر طعمه أو لونه أو ريحه نجاسة وقعت فيه أن ذلك الماء نجسٌ بهذا الإجماع الذي يخص عموم تلك اللفظة المطلقة التي ذكرناها


ذكر الزجر عن أن يبول المرء في الماء الذي لا يجري إذا كان ذلك دون قلتين


1247 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثني الليث عن أبي الزبير عن جابر : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
أنه نهى عن أن يبال في الماء الراكد
=(1250) [3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح .


ذكر الزجر عن البول في الماء الذي دون القلتين ثم الوضوء منه


1248 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عيسى بن يونس عن عوف عن محمد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يَبُولَنَّ أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه )
=(1251) [3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (63) .


ذكر الزجر عن اغتسال الجنب في أ قل من القلتين من الماء حذر نجاسة على بدنه إن بقيت


1249 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج أن أبا السائب مولى هشام بن زهرة حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب ) فقالوا : كيف نفعل يا أبا هريرة ؟ قال : يتناوله تناولاً
=(1252) [3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح سنن ابن ماجه)) (605) : م (1/163) .


ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا الماء من اللذين ذكرناهما في البابين المتقدمين


1250 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن عباد بن جعفر عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه :
أن النبي صلى الله عليه و سلم سُئل عن الماء وما ينوبه من السباع والدواب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا كان الماء قُلَّتَيْنِ لم يُنَجِّسْهُ شيء )
=(1253) [3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (23) ، ((صحيح أبي داود)) (56) .

قال أبو حاتم : هذه لفظة إخبار مراده الإعلام عما سئل عنه يعني : لا ينجسه شيء مما سألني عنه


ذكر الزجر عن أن يبول المرء في الماء الذي دون القلتين ومن نيته الاغتسال منه بعده


1251 - أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس قال : حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال : حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل منه )
=(1254) [24:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (62) : ق .

قال أبو حاتم : سمعت ابن أبي أمية يقول : سمعت حامد بن يحيى يقول : سمعت سفيان يقول : سمعت ابن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان أربعة ونسيت واحداً يعني : أربعة أحاديث


ذكر الزجر عن بول المرء في المغتسل الذي لا مجرى له


1252 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال : أخبرنا عبد الله عن معمر عن أشعث عن الحسن عن عبد الله بن المغفل :
أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يبول الرجل في مغتسله فإن عامة الوسواس يكون منه
=(1255) [43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح دون الشطر الثاني منه ـ ((ابن ماجة)) (304) ، ((المشكاة)) (353) ، ((تمام المنة)) ، ((صحيح أبي داود)) (21) .


ذكر الزجر عن البول في الماء الدائم الذي دون القلتين إذا أراد البائل الوضوء أو الشرب منه بعد ذلك


1253 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا أنس بن عياض عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه أو يشرب )
=(1256) [43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ مضى (1248) .


ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن اغتسال لجنب في الماء الدائم ينجسه


1254 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا يحيى القطان عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( لا يبول أحدكم في الماء الدائم ولا يغتسل فيه من الجنابة )
=(1257) [43:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (63) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن اغتسال الجنب في البئر يُنَجِّس ما فيه من الماء


1255 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا جرير عن الشيباني عن أبي بردة عن حذيفة قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا لَقِيَ الرجل من أصحابه مَسَحَهُ ودعا له قال : فرأيته يوماً بُكْرَةً فَحِدْتُ عنه ثم أتيته حين ارتفع النهار فقال :
( إني رأيتك فَحِدْتُ عني ) فقلت : إني كنت جنباً فخشيت أن تمسَّني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن المسلم لا يَنْجُسُ )
=(1258) [43:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (225) : م مختصراً دون الشطر الأول منه .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الجنب إذا وقع في البئر وهو ينوي الاغتسال ينجس ماء البئر


1256 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا عبد الوارث بن عبيد الله العتكي قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله عن أبي رافع
: عن أبي هريرة قال :
لَقِيَنِي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا جُنُبٌ فمشيت معه وهو آخذ بيدي فانسللت منه فانطلقت فاغتسلت ثم رجعت إليه فجلست معه فقال :
( أين كنت يا أبا هِرٍّ ) قلت : لقيتني وأنا جنب فكرهت أن أجالسك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن المؤمن لا يَنْجُسُ )
=(1259) [50:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (226) : ق .


11 - باب الوضوء بِفَضْلِ وضوء المرأة


1257 - أخبرنا علي بن أحمد بن بسطام بالبصرة قال : حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا شعبة عن عاصم الأحول قال : سمعت أبا حاجب يُحَدِّث عن الحكم بن عمرو الغفاري
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة
=(1260) [36:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (1/43) ، ((صحيح أبي داود)) (75) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أبو حاجب : اسمه سوادة بن عاصم القيزي


ذكر خبر يصرح باستعمال المصطفى صلى الله عليه و سلم هذا الفعل المزجور عنه


1258 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة : عن ابن عباس قال :
اغتسل بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم في جفنة فأراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يتوضأ منه فقالت : يا رسول الله إني كنت جنباً فقال :
( الماء لا يُجْنِبُ )
=(1261) [36:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (61) .

قال أبو حاتم لم يقل : ( في جفنة ..... ) إلا أبو الأحوص فإنه قال : في جفنة .
وهذه اللفظة دالة على نفي إيجاب الوضوء من الملامسة إذا كانت مع ذوات المحارم


ذكر خبر ثان يصرح بإباحة هذا الفعل المزجور عنه


1259 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا خالد بن الحارث قال : حدثنا شعبة قال : حدثني عبد الرحمن بن القاسم قال : سمعت القاسم يحدث عن عائشة قالت :
كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم من إناء واحد من الجنابة
=(1262) [36:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((آداب الزفاف)) (108) ، ((الروض النضير)) (798) ، ((صحيح أبي داود)) (70) : ق .


ذكر ترك إنكار المصطفى صلى الله عليه و سلم على من فعل هذا الفعل المزجور عنه في خبر الحكم بن عمرو


1260 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا عاصم بن النضر قال : حدثنا معتمر بن سليمان قال : حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع : عن ابن عمر
أنه أَبْصَرَ النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه يَتَطَهَّرُونَ الرجال والنساء من إناء واحد كلهم يَتَطَهَّرُ منه
=(1263) [36:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (72) : ق مختصراً .


ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز الوضوء بفضل ما بقي من المغتسل من الجنابة


1261 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه : عن عائشة قالت :
كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم من إناء واحد من الجنابة
=(1264) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (1259) .


ذكر الإباحة للرجال والنساء أن يتوضأوا من إناء واحد


1262 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن نافع أن ابن عمر كان يقول :
إن الرجال والنساء كانوا يتوضأون في زمن رسول الله صلى الله عليه و سلم جميعاً
=(1265) [50:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (72) : خ .


12 - باب الماء المستعمل


ذكر الخبر الدال على أن الماء المستعمل المؤدى به الفرض مرة طاهر جائز أن يؤدى به الفرض أخرى


1263 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله يقول :
جاءني النبي صلى الله عليه و سلم يعودني وأنا مريض لا أعقل فتوضأ وصب من وضوئه علي فعقلت فقلت : يا رسول الله لمن الميراث فإنما يرثني كلالة فنزلت آية الفرائض
=(1266) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((مختصر الشمائل)) (291) : خ .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : في صب المصطفى صلى الله عليه و سلم وضوءه على جابر بيان واضح بأن الماء المتوضأ به طاهر ليس له أن يتيمم لأنه واجد الماء الطاهر وإنما أباح الله عز و جل التيمم عند عدم الماء الطاهر وكيف التيمم لواجد الماء الطاهر ؟ !


ذكر خبر ينفي الريب عن الخَلَدِ بالتصريح بإباحة ما ذكرناه


1264 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال : حدثنا يزيد بن زريع حدثنا شعبة عن الحكم عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال
سأل رجل عمر فقال : إني أجْنَبْتُ فلم أجد الماء فقال : لا تُصَلِّ فقال عمار : أما تَذْكُرُ إذ كنت أنا وأنت في سرية على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فذُكِرَ ذلك له فقال صلى الله عليه و سلم :
( إنما كان يكفيك ) وضرب بيده الأرض ضربة فنفخ في كفيه ومسح وجهه وكفيه
=(1267) [8:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (158 و 161) : ق .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : في تعليم المصطفى صلى الله عليه و سلم التيمم والاكتفاء فيه بضربة واحدة للوجه والكفين أبين البيان بأن المؤدى به الفرض مرة جائز أن يؤدى به الفرض ثانياً وذاك أن المتيمم عليه الفرض أن يُيمِّم وجهه وكفيه جميعاً فلما أجاز صلى الله عليه و سلم أداء الفرض في التيمم لكفيه بفضل ما أدى به فرض وجهه صحَّ أن التراب المؤدى به الفرض بعضو واحد جائز أن يؤدى به فرض العضوء الثاني به مرة أخرى ولما صح ذلك في التيمم صح ذلك في الوضوء سواء


ذكر إباحة التبرك بوضوء الصالحين من أهل العلم إذا كانوا متبعين لسنن المصطفى صلى الله عليه و سلم دون أهل البدع منهم


1265 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو عامر العقدي قال حدثنا عمر بن أبي زائدة عن عون بن أبي جحيفة : عن أبيه قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في قبة حمراء ورأيت بلالاً أخرج وضوءة فرأيت الناس يبتدرون وضوءه يتمسَّحون قال : ثم أخرج بلال عنزة فركزها ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في حلة حمراء سِيَرَاءَ فصلَّى إليها والناس والدواب يمرُّون بين يديه
=(1268) [50:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (689) : ق .


13 - باب الأوعية


ذكر إباحة اغتسال الجنب من الأواني التي اتُّخِذَتْ من خشب


1266 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال :
اغتسل بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم في جفنة فجاء النبي صلى الله عليه و سلم يتوضأ - أو يغتسل - من فضلها فقالت : يا رسول الله إني كنت جنباً فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الماء لا يُنَجِّسُهُ شيءٌُ )
=(1269) [50:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (61) .


ذكر الأمر بتخمير الإناء بالليل ولو بعود يُعرض عليه


1267 - أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال : حدثنا يوسف بن سعيد حدثنا حجاج عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن أبي حميد الساعدي قال :
أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بلبن - وهو بالنقيع - غير مُخَمَّرٍ فقال :
( ألا خَمَّرْتَهُ ولو تَعْرُضُ عليه عوداً )
قال أبو حميد : إنما كنا نُؤمر بالأسقية أن تُوكأ ليلاً وبالأبواب أن تُغْلَقَ ليلاً
=(1270) [83:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الإرواء)) (1/11/39) : ق ، ليس عند (خ) : قال أبو حميد ... إلخ .


ذكر الأمر بإغلاق الأبواب وإيكاء السِّقاء وإطفاء المصباح وتخمير الإناء


1268 - أخبرنا أبو بكر عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( أغلقوا الأبواب وأوكوا السقاء وخَمِّرُوا الإناء وأطْْْفِئُوا المصباح فإن الشيطان لا يفتح غَلْقاً ولا يَحُلُّ وكاء ولا يكشف إناء وإن الفويسقة تُضْرِمُ على الناس بيتهم )
=(1271) [[95:1]]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الإرواء)) (1/80) : ق .


ذكر البيان بأن الأمر بهذه الأشياء إنما أُمر مع التسمية


1269 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا عمرو بن علي قال : حدثنا يحيى القطان عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أغْلِقْ بابك واذكر اسم الله فإن الشيطان لا يفتح باباً مُغلقاً وأطفىء مصباحك واذكر اسم الله وأوْك سقاءك واذكر اسم الله وخَمِّر إناءك واذكر اسم الله ولو بعود يُعرض عليه )
=(1272) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) أيضاً : ق .


ذكر البيان بأن هذا الأمر بهذه الأشياء إنما أمر باستعمالها ليلاً لا نهاراً


1270 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان قال : حدثنا محمد بن معمر قال : حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال
أَمَرَنَا رسول الله صلى الله عليه و سلم بأربع ونهانا عن خمس :
إذا رقدتَ فأغْلِقْ بابك وأَوْكِ سقاءك وخَمِّرْ إناءك وأطفىء مصباحك فإن الشيطان لا يفتح باباً ولا يَحُلُّ وكاء ولا يكشف غطاء وإن الفأرة الفويسقة تحرِقُ على أهل البيت بيتهم ولا تَأْكُل بشمالك ولا تَشْرَبْ بشمالك ولا تَمْشِ في نعل واحدة ولا تشتمل الصَّمَّاء ولا تَحْتَبِ في الإزار"1" مُفضياً
=(1273) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((الصحيحة)) (2974) .

__________
(1) في الأصل ، و ((طبعة الرسالة)) : (الدار) !


ذكر الخبر المصرح بأن الأمر بهذه الأشياء أُمر باستعمالها بالليل دون النهار


1271 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا الحسن بن الصباح البزار قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال : أخبرني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب بن منبه قال أخبرني جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول :
( أوكوا الأسقية وغَلِّقُوا الأبواب إذا رقدتم بالليل وخَمِّروا الطعام والشراب فإن الشيطان يأتي فإن لم يجد الباب مُغلقاً دخل وإن لم يجد السقاء موكى شرب منه وإن وجد الباب مغلقاً والسِّقاء موكى لم يَحْلُلْ وكاء ولم يفتح باباً مغلقاً وإن لم يجد أحدكم لإنائه الذي فيه شرابه ما يُخَمِّرُهُ فليعرض عليه عوداً )
=(1274) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((التعليق على صحيح ابن خزيمة)) (1/69) .


ذكر البيان بأن الأمر بهذه الأشياء التي وصفناها أُمر باستعمالها في بعض الليل لا كله


1272 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا يوسف بن موسى قال : حدثنا جرير عن فِطْرِ بن خليفة عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( غَلِّقُوا أبوابكم وأوكوا أسقيتكم وخمروا آنيتكم وأطفئوا سرجكم فإن الشيطان لا يفتح غلقاً ولا يحُلُّ وكاء ولا يكشف غطاء وإن الفويسقة ربما أضرمت على أهل البيت بيتهم وكُفُّوا فواشيكم"1" وأهليكم عند غروب الشمس إلى أن تذهب فجوة العِشَاءِ )
=(1275) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره دون قوله : (( ... مواشيكم)) ـ ((الصحيحة)) (3454) ، ((الإرواء)) (1/80 ـ 81) : م .

__________
(1) في الأصل : (مواشيكم) ! والتصويب من ((صحيح ابن خزيمة)) (1/18/132) ، وعنه تلقاه المؤلف .


ذكر العلة التي من أجلها أُمر بهذا الأمر في هذا الوقت


1273 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج قال : حدثنا حماد بن سلمة عن حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( كُفُّوا صبيانكم حتى تذهب فَوْعَة العشاء فإنها ساعة يخترق فيها الشيطان )
=(1276) [95:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح بلفظ : ((صبيانكم)) مكان : ((مواشيكم)) ؛ فإنها شاذة ـ ((الصحيحة)) (40 و 905) .


14 - باب جلود الميتة


1274 - أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابي بالبصرة بخبر غريب قال : حدثنا بشر بن علي الكرماني قال : حدثنا حسان بن إبراهيم قال حدثنا أبان بن تغلب عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : عن عبد الله بن عكيم قال
كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل موته بشهر :
( أن لا تنتفعوا من الميتة بإ هابٍ ولا عَصَبٍ )
=(1277) [106:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (38) .


ذكر البيان بأن عبد الله بن عُكيم شَهِدَ قراءة كتاب المصطفى صلى الله عليه و سلم بأرض جهينة


1275 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا شعبة قال : حدثنا الحكم"1" قال : سمعت عبد الرحمن بن ليلى يحدِّث عن عبد الله بن عكيم الجهني قال :
قُرِىءَ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن بأرض جهينة :
( أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب )
=(1278) [106:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .

__________
(1) هو ابن عُتَيبَةَ .


ذكر لفظة أوهمت عالماً من الناس أن هذا الخبر مرسل ليس بمتصل


1276 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا صدقة بن خالد قال : حدثنا يزيد بن أبي مريم عن القاسم بن مخيمرة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
: عن عبد الله بن عكيم قال : حدثنا مشيخة لنا من جهينة
أن النبي صلى الله عليه و سلم كتب إليهم :
( أن لا تَسْتَمْتِعُوا من الميتة بشيء )
=(1279) [106:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (3133) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : هذه اللفظة ( حدثنا مشيخة لنا من جهينة ) أوهمت عالماً من الناس أن الخبر ليس بمتصل وهذا مما نقول في كتبنا : إن الصحابي قد يشهد النبي صلى الله عليه و سلم ويسمع منه شيئاً ثم يسمع ذلك الشيء عمَّن هو أعظم خطراً منه عن النبي صلى الله عليه و سلم فمرة يُخبر عما شاهد وأخرى يروي عمن سمع ألا ترى أن ابن عمر شهد سؤال جبريل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الإيمان وسمعه عن عمر بن الخطاب ؟ فمرة أخبر بما شاهد ومرة روى عن أبيه ما سمع فكذلك عبد الله بن عكيم شهد كتاب المصطفى صلى الله عليه و سلم حيث قُرىء عليهم في جهينة وسمع مشايخ جهينة يقولون ذلك فأدى مرة ما شهد وأُخرى ما سمع من غير أن يكون في الخبر انقطاع
ومعنى خبر عبد الله بن عكيم : ( أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب ) يريد به قبل الدباغ والدليل على صحته قوله صلى الله عليه و سلم : ( أيُّما إهابٍ دُبْغَ فَقَدْ طَهُرَ )


ذكر إباحة الانتفاع بجلود الميتة بنفعٍ مطلَق


1277 - أخبرنا مجمد بن عبد الله بن الجنيد قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال :
ماتت شاة لزوجة النبي صلى الله عليه و سلم فأتاها صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال :
( ألا انتفعتم بِمَسْكِهَا ) ؟ فقالت : يا رسول الله مَسْكُ مَيْتَةٍ ؟ ! قال : فقرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم :
{ قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة .... } إلى آخر الآية [الأنعام : 145] إنكم لستم تأكلونه )
قال ابن عباس : فبعثت إليها فَسُلِخَتْ فَجَعَلَتْ من مَسْكها قِربة قال ابن عباس : فرأيتها بعد سنة
=(1280) [46:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((غاية المرام)) (29) .


ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه و سلم إنما أباح لها في الانتفاع بجلد الميتة الذي ذكرناه


1278 - أخبرنا أبو يعلى قال : أخبرنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال : حدثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال :
ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت : يا رسول الله ماتت فلانة - يعني الشاة - قال :
( فهلا أخذتم مَسْكَهَا ؟ قالت : فنأخذ مَسْكَ شاة ماتت ! فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( إنما قال : { قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً } - إلى آخر الآية - [الأنعام : 145] لا بأس أن تَدْبُغُوهُ فَتَنْتَفِعُوا به ) قال : فأرسلنا إليها فَسَلَخَتْ مَسْكَهَا فاتخذت منه قِرْبَةً حتى تَحَرَّقَتْ
=(1281) [46:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر الأمر بالانتفاع بجلود الميتة إذا دُبغت


1279 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله : عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مَرَّ بشاة ميتة قال :
( هلا اسْتَمْتَعْتُم بجلدها ؟ ) قالوا : يا رسول الله إنها ميتة قال :
( إنَّما حُرِّمَ أَكْلُهَا )
=(1282) [83:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((غاية المرام)) (25) .


ذكر البيان بأنَّ الأمر إنما أبيح استعماله عند دباغ جلد الميتة لا قبله


1280 - أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال : حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال : حدثنا حجاج عن ابن جريج قال : أخبرنا عمرو بن دينار قال : أخبرني عطاء بن أبي رباح منذ حين عن ابن عباس قال : حدثنني ميمونة زوج النبي صلى الله عليه و سلم
أن شاة لهم ماتت فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( هلا دبغتم إهابها فاستمتعتم به )
=(1283) [83:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (1277) .


ذكر إباحة الانتفاع بجلود الميتة التي تَحِلُّ بالذكاة إذا دُبغت


1281 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : أخبرنا ابن وهب قال : حدثنا يونس عن ابن شهاب قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وجد شاة ميتة أُعطيتها مولاة لميمونة من الصدقة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( هلا انتفعتم بجلدها ) ؟ قالوا : إنها ميتة قال :
( إنما حُرِّمَ أكلها )
=(1284) [106:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر البيان بأن إباحة الانتفاع بجلود الميتة إنما هي بعد الدباغ لا قبل


1282 - أخبرنا عبد الرحمن بن بحر البزار قال : حدثنا ابن أبي عمر العدني قال : حدثنا سفيان قال : سمعت الزهري يحدث عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة قالت :
مَرَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة من الصدقة ميتةٍ أُعطيتها مولاة لميمونة فقال :
( ألا أخذوا إهابها فدبغوها فانتفعوا بها ) ؟ فقالوا : يا رسول الله إنها ميتة فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( إنما حُرِّمَ أكلها )
=(1285) [106:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر الخبر الدال على إباحة الانتفاع بجلود الميتة ما يحل منها بالذكاة وما لا يحل منها إذا احتملت الدباغ


1283 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا زهير بن عباد الرواسي قال : حدثنا مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أمه عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر أن يُستمتع بجلود الميتة إذا دُبغت
=(1286) [106:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((غاية المرام)) (26) .


ذكر خبر ثان يدل على إباحة الانتفاع بكل جلد ميت إذا دبغ واحتمل الدباغ


1284 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن وعلة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( أَيُّما إهاب دُبغَ فقد طَهُرَ )
=(1287) [106:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((غاية المرام)) (28) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه ابن وعلة عن ابن عباس ولا زيد بن أسلم منه


1285 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال : حدثنا ابن أبي عمر العدني قال : حدثنا سفيان بن عيينة قال : حدثني زيد بن أسلم قال : سمعت ابن وعلة يقول : سمعت ابن عباس يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( أيُّما إهاب دبُغ فقد طَهُرَ )
=(1288) [106:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر الإخبار عن إباحة انتفاع المرء بجلود ما يحل بالذكاة إذا دُبغت وإذا كانت ميتة


1286 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس : عن ميمونة قال :
مَرَّ النبي صلى الله عليه و سلم بشاة ميتة فقال :
( ألا أخذوا إهابها فدبغوه فانتفعوا به ) ؟ فقالوا : إنها ميتة فقال :
( إنما حُرِّمَ أكلُها )
=(1289) [10:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (1282) .


ذكر البيان بان الانتفاع بجلود الميتة بعد االدباغ جائز


1287 - أخبرنا الحسن بن سفيان بخبر غريب حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا حسين بن محمد حدثنا شريك عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الأسود عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( دِباغُ جُلُودِ المَيْتَةِ طُهُورُها )
=(1290) [43:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((غاية المرام)) (26) .


1288 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة عن ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن كثير بن فرقد أن عبد الله بن مالك بن حذافة حدثه عن أمه العالية بنت سبيع أنها قالت :
كان لي غنم بأُحُدٍ فوقع فيها الموت فدخلتُ على ميمونة فذكرت ذلك لها فقالت لي ميمونة : لو أخذت جلودها فانتفعت بها ؟ قالت : فقلت : وَيَحِلُّ ذلك ؟ قالت : نعم مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على رجال من قريش يَجُرُّون شاة لهم مثل الحمار فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لو أخذتم إهابها ) قالوا : إنها ميتة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يُطَهِّرُهَا الماء والقَرَظُ )
=(1291) [46:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) (2163) .


15 - باب الأسآر


ذكر إباحة مجِّ المرء في البئر التي يُستقى منها


1289 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع
أنه عقل رسول الله صلى الله عليه و سلم وعقل مَجَّةً مَجَّهَا من دلو في بئرٍ في دراهم .
=(1292) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن سؤر المرأة الحائض نجس


1290 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع عن مسعر و سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت :
كنت أضع الإناء على فِيَّ ـ وأنا حائض ـ ثم أناوله للنبي صلى الله عليه و سلم فيضع فاه على موضع فِيَّ وآخذ العَرْقَ ـ وأنا حائض ـ ثم أناوله فيضع فاه على موضع فِيَّ
=(1293) [1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (252) : م .


ذكر الأمر بغسل الإناء من ولوغ الكلب بعدد معلوم


1291 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم حدثنا عقبة بن مكرم العمي حدثنا يونس بن بكير حدثنا هشام بن عروة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه سبع مرات )
=(1294) [43:3]
قال الشيخ الألباني
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (65) : م .


ذكر الخبر الدال على أن نجاسة ما في الإناء بعد ولوغ الكلب فيه


1292 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا ابن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات )
=(1295) [43:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن ما في الإناء بعد ولوغ الكلب فيه طاهر غير نجس يُنتفع به


1293 - أخبرنا ابن خزيمة حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا إسماعيل بن خليل حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي صالح و أبي رزين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فَلْيُهْرِقْهُ ثم ليَغْسِلْهُ سبع مرات )
=(1296) [43:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (24) : ق .


ذكر البيان بأن المرء مأمور عند غسله الإناء من ولوغ الكلب فيه أن يجعل أول الغسلات بالتراب


1294 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب )
=(1297) [43:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (66) .


ذكر البيان بأن المرء يستحب له عند غسله الإناء من ولوغ الكلب أن يُعَفِّر الإناء بالتراب عند الثامنة


1295 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة عن أبي التياح قال : سمعت مطرف بن عبد الله بن الشخير : عن عبد الله بن مغفل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعَفِّرُوا الثامنة بالتراب )
=(1298) [43:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (77) و ((الإرواء)) (24) : م .


ذكر الخبر الدال على أن أسآر السباع كلها طاهرة


1296 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن إسحاق بن أبي طلحة عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة
: أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءاً فجاءت هرة تشرب فأصغى أبو قتادة الإناء فشربت
قالت كبشة : فرآني أنظر إليه فقال : أتعجبين يا ابنة أخي ؟ فقلت : نعم فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إنها ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم والطوافات )
=(1299) [66:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (68) ، ((الإرواء)) (173) .


16 - باب التيمم


1297 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها قالت :
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عِقْدٌ لي فأقام رسول الله صلى الله عليه و سلم على التماسه فأقام معه الناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء ناس أبا بكر الصديق فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة ؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه و سلم وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه و سلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال : حَبَسْتِ رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء ؟ فعاتبني أبو بكر و قال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه و سلم فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أصبح فأنزل الله آية التيمم فَتَيَمَّمُوا )
قال أسيد بن حضير - وهو أحد النقباء - : ما هذا بأول بَرَكَتِكُم يا آل أبي بكر ! قالت عائشة : فَبَعَثْنَا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته
=(1300) [30:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (335 و 337) : ق .


ذكر البيان بأن التيمم بالكُحل والزَّرنيخ وما أشبههما دون الصعيد الذي هو التراب وحده غير جائز


1298 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يحيى القطان حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء قال : حدثنا عمران بن حصين قال :
كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر وإنا سرنا ليلة حتى إذا كان من آخر الليل وقعنا تلك الوقعة - ولا وقعة أحلى عند المسافر منها - فما أيقظنا إلا حر الشمس قال : وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان - وكان يسميهم أبو رجاء ونسيهم عوف - ثم عمر بن الخطاب الرابع قال : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا نام لم نوقظه حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه قال : فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس قال : وكان رجلاً أجوف جليداً قال : فكبر ورفع صوته فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه و سلم شكوا الذي أصابهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا ضير - أو لا يضير - ارتحلوا ) فسار غير بعيد ثم نزل فدعا بماء فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يُصَلِّ مع القوم قال :
( ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم ) ؟ قال : يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( عليك بالصعيد فإنه يكفيك ) ثم سار رسول الله صلى الله عليه و سلم فاشتكى إليه الناس العطش قال : فنزل فدعا فلاناً - وكان يسميه أبو رجاء ونسيه عوف - ودعا عليا فقال :
( اذهبا فابغيا لنا الماء ) فلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها فقالا لها : أين الماء ؟ قالت : عهدي بالماء أَمْسِ هذه الساعة ونَفَرُنَا خُلُوفٌ قال : فقالا لها : انطلقي إذاً قالت : إلى أين ؟ قالا : إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : هذا الذي يُقال له : الصابىء ؟ قالا : هو الذي تعنين فانطلقي إذاً فجاءا بها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وحدَّثَاهُ الحديث
قال : فاستنزلوها عن بعيرها ودعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين وأوكأ أفواههما وأطلق العزالي ونودي في الناس أن اسْتَقُوا واسْقُوا قال : فسقى من شاء واستقى من شاء وكان آخر ذلك أن أعطي الذي أصابته الجنابة إناء من ماء فقال :
( اذهب فأفرغه عليك ) قال : وهي قائمة تنظر إلى ما يُفْعَلُ بمائها قال : وايم الله لقد أُقلع عنها حين أُقلع وإنه لَيُخَيَّلُ لنا أنها أشد مَلأً منها حين ابتُدىء فيها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اجمعوا لها طعاماً ) قال : فجمع لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاماً كثيراً وجعلوه في ثوب وحَمَلوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تعلمين أنَّا و الله ما رَزِئْنَا من مائك شيئاً ولكن الله هو سقانا ) قال : فأنت أهلها وقد احتبست عليهم فقالوا : ما حبسك يا فلانة ؟ قالت : العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له : الصابىء ففعل بي كذا وكذا الذي قد كان فو الله إنه لأَسْحَرُ من بين هذه إلى هذه أَوْ إنه لرسول الله صلى الله عليه و سلم حقاً
قال : فكان المسلمون بعد ذلك يُغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصِّرْمَ الذي هي فيه فقالت لقومها : و الله هؤلاء القوم يدعونكم عمداً فهل لكم في الإسلام ؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام
=(1301) [30:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (156) : ق .


1299 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال : حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى بن سعيد قال : حدثنا عوف قال حدثني أبو رجاء قال : حدثني عمران بن حصين قال :
كنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا تلك الوقعة - ولا وقعة أحلى عند المسافر منها - فما أيقظنا إلا حر الشمس فاستيقظ فلان وفلان - كان يسميهم أبو رجاء ونسيهم عوف - ثم عمر بن الخطاب رضوان الله عليه الرابع وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في النوم فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس وكان رجلاً جليداً فكبر ورفع صوته بالتكبير فما زال يُكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه و سلم شكوا إليه الذي أصابهم فقال :
( لا يضير فارتحلوا ) وارتحل فسار غير بعيد ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ فنودي بالصلاة فصلى بالناس فلما انفتل من صلاته فإذا هو برجل معتزل لم يُصَلِّ مع القوم فقال :
( ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم ) ؟ فقال : يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( عليك بالصعيد فإنه يكفيك ) ثم سار رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكا الناس إليه العطش فنزل فدعا فلاناً - كان يُسميه أبو رجاء ونسيه عوف - ودعا عليا وقال
اذهبا فأتيا بالماء فانطلقا فاستقبلتهما امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها و قالا لها : أين الماء ؟ فقالت : عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونَفَرُنَا خُلُوفٌ قالا لها : انطلقي قالت إلى أين ؟ قالا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : هذا الذي يقال له : الصابىء ؟ قالا : هو الذي تعنين فانطلقي وجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه و سلم فاستنزلوها عن بعيرها ودعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين وأوكأ أفواههما وأطلق العزالي ونودي في الناس : أن استقوا واسقوا
قال : فسقى من شاء واستسقى من شاء وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء وقال :
( اذهب فأفرغه عليك ) قال : وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها قال : وايم الله لقد أُقلع عنها حين أُقلع وإنه لَيُخَيِّلُ إلينا أنها أشد مَلأ منها حين ابتدىء فيها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اجمعوا لها طعاماً ) قال : فجُمع لها من عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاماً كثيراً وجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب الذي فيه الطعام بين يديها فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تعلمين و الله ما رزأنا من مائك شيئاً ولكن الله هو الذي سقانا ) فأتت أهلها وقد احتبست عنهم فقالوا : ما حبسك يا فلانة ؟ قالت : العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له : الصابىء ففعل بي كذا وكذا - الذي قد كان - والله إنه لأسحر من بين هذه و هذه - وقالت بأصبعيها السبابة والوسطى فرفعتهما إلى السماء والأرض - أو إنه لرسول رسول الله صلى الله عليه و سلم حقاً
فكان المسلمون بعد يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبوا الصِّرْمَ الذي هي فيهم قالت يوماً لقومها : ما أرى هؤلاء القوم يدعونكم إلا عمداً فهل لكم في الإسلام ؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام
=(1302) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ المصدر نفسه .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : أبو رجاء العطاردي : عمران بن تيم مات ابن مئة وعشرين سنة


ذكر وصف التيمم الذي يجوز أداء الصلاة به عند إعواز الماء


1300 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن عمار بن ياسر قال :
سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن التيمم فأمرني بالوجه والكفين ضربة واحدة
وكان قتادة به يفتي
=(1303) [30:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (158) ، ((صحيح أبي داود)) (351) : ق .


ذكر خبر ثان يصرح بأن مسح الذراعين في التيممم غير واجب


1301 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا أبو معاوية و يعلى بن عبيد قالا : حدثنا الأعمش عن شقيق قال :
كنت جالساً مع عبد الله و أبي موسى فقال أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن الرجل يُجنب فلا يجد الماء أيصلي ؟ فقال : لا فقال : أما تذكر قول عمار لعمر : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا وأنت فأجنبت فَتَمَعَّكْت في التراب فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال :
( كان يكفيك هكذا ) وضرب بيديه الأرض فمسح وجهه وكفيه فقال : لم أَرَ عمر قَنَعَ بذلك قال : فما تصنع بهذه الآية { فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً } [المائدة : 6] فقال : أما إنا لو رَخَّصنا لهم في هذا لكان أحدهم إذا وجد برد الماء تيمم بالصعيد
زاد يعلى : قال الأعمش : فقلت لشقيق : فلم يكن هذا إلا لهذا
=(1304) [30:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) ـ أيضاً ـ ((الصحيح)) برقم (344) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن مسح الذراعين في التيمم واجب لا يجوز تركه


1302 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا بشر بن معاذ العقدي قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد قال : حدثنا سليمان الأعمش عن شقيق بن سلمة قال :
قال أبو موسى لعبد الله بن مسعود : لو أن جُنُباً لم يجد الماء شهراً لم يُصَلِّ قال عبد الله : لا قال أبو موسى : أما تذكر حين قال عمار بن ياسر لعمر : يا أمير الممؤمنين ألا تتقي الله ألا تذكر حين بعثني وإياك رسول الله صلى الله عليه و سلم في الإبل فأصابتني جنابة فَتَمَعَّكْتُ في التراب فلما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إنما كان يكفيك أن تقول هكذا ) وضرب بيده إلى الأرض ومسح وجهه وكفيه قال عبد الله : لا جرم ما رأيت عمر قنع بذلك
قال أبو موسى : فكيف بهذه الآية في سورة النساء { فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً } [المائدة : 6] فقال عبد الله : إنا لو رخصنا لهم في ذلك يوشك إذا برد على جلد أحدهم الماء أن يتيمم
قال الأعمش : فقلت لشقيق : أما كان لعبد الله غير ذلك ؟ قال : لا
=(1305) [2:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .


1303 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه
أن رجلاً أتى عمر بن الخطاب فقال : إني أجنبت فلم أجد الماء فقال عمر : لا تُصَلِّ فقال عمار : أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد الماء فأما أنت فلم تُصَلِّ وأما أنا فتمعكت في التراب فصليت فلما أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكرت ذلك له فقال :
( إنما كان يكفيك ) وضرب النبي صلى الله عليه و سلم بيده إلى الأرض ثم نفخ فيهما ومسح بهما وجهه وكفيه
=(1306) [42:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (345) : ق .


ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه


1304 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش: عن شقيق قال :
كنت مع عبد الله و أبي موسى فقال أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن الرجل يجنب فلا يجد الماء يصلي ؟ فقال : تسمع قول عمار بن ياسر لعمر : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثنا أنا وأنت فأجنبت فتمعكت بالصعيد فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال :
( إنما كان يكفيك ) ومسح وجهه وكفيه واحدة فقال إني لم أرَ عمر قنع بذلك فقال : كيف تصنعون بهذه الآية : { فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً } قال : لو رخَّصنا لهم في هذه كان أحدهم إذا وجد الماء البارد يمسح بالصعيد
قال الأعمش : فقلت لشقيق : ما كَرِههُ إلا لهذا
=(1307) [42:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر (1301) .


ذكر الأمر بالاقتصار في التيمم بالكفين مع الوجه دون الساعدين بالضربتين


1305 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن عمار بن ياسر قال :
سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن التيمم فأمرني بالوجه والكفين ضربة واحدة
وكان قتادة به يفتي
=(1308) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر (1300) .


ذكر استحباب النفخ في اليدين بعد ضربهما على الصعيد للتيمم


1306 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة و عمر بن محمد الهمداني قالا : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة"1" عن الحكم عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه
أن رجلاًَ أتى عمر بن الخطاب فقال : إني أجنبت فلم أجد الماء فقال عمر : لا تُصَلِّ فقال عمار : أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد الماء فأما أنت فلم تُصَلِّ وأما أنا فتمعكت في التراب فصليت فلما أتينا النبي صلى الله عليه و سلم ذكرت ذلك له فقال :
( إنما يكفيك ) وضرب النبي صلى الله عليه و سلم بيده إلى الأرض ثم نفخ فيهما ومسح بهما وجهه وكفيه
=(1309) [30:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (158) ، ((صحيح أبي داود)) (351 ـ 353) : ق .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : اللفظ لمحمد بن إسحاق رحمه الله

__________
(1) في الأصل : (سعيد) .


ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أنه مضاد للأخبار التي ذكرناها قبل


1307 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ابن أخي جويرية قال : حدثنا جويرية عن مالك بن أنس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبيه عن عمار قال :
تَيَمَّمْنَا مع النبي صلى الله عليه و سلم إلى المناكب
=(1310) [30:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (341) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه : كان هذا حيث نزل أنه التيمم قبل تعليم النبي صلى الله عليه و سلم عماراً كيفية التيمم ثم علَّمه ضربة واحدة للوجه والكفين لما سأل عمار النبي صلى الله عليه و سلم عن التيمم


ذكر البيان بأن الصعيد الطيب وضوء المُعْدِمِ الماء وإن أتى عليه سنون كثيرة


1308 - أخبرنا شباب بن صالح قال : حدثنا وهب بن بقية قال : أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر قال :
اجتمعت غنيمة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( يا ابا ذر ابْدُ فيها ) قال : فبدوت فيها إلى الرَّبَذَةِ فكانت تصيبني الجنابة فأمْكُثُ الخمس والست فدخلت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( أبو ذَرٍّ ) فسكتُّ ثم قال :
( أبو ذرٍّ ثكلتك أمك ) فأخبرته فدعا بجارية سوداء فجاءت بِعُسٍّ من ماء فسترتني واستترت بالراحلة فاغتسلت فكأنها ألقت عني جبلاً فقال صلى الله عليه و سلم :
( الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين فإذا وجدت الماء فأمْسِسْهُ بجلدك فإن ذلك خير )
=(1311) [65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (358) .


ذكر البيان بأن واجد الماء إذا الماء إذا كان جنباً بعد تيممه عليه إمساس الماء بشرته حينئذ


1309 - أخبرنا محمد بن علي الصيرفي غلام طالوت بن عباد بالبصرة قال : حدثنا الفضيل بن الحسين الجحدري قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان قال : سمعت أبا ذر قال :
اجتمعت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم غنم من غنم الصدقة فقال :
( ابْدُ يا أبا ذر ) قال : فبدوت فيها إلى الرَّبْذَةِ قال : فكان يأتي علي الخمس والست وأنا جنب وأنا جنب فوجدت في نفسي فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو مُسْنِدٌ ظهره إلى الحجرة فلما رآني قال :
ما لك يا أبا ذر قال فجلست , قال :
( ما لك يا أبا ذر ثكلتك أمك ) ؟ قلت يارسول الله جنب قال : فأمر جارية سوداء فجاءت بِعُسٍّ فيه ماء فاستترت بالبعير وبالثوب فاغتسلت فكأنما وضع عني جبلاً فقال :
( ادن فإن الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو عشر حجج فإذا وجد الماء فَلْيُمِسُّ بشرته الماء )
=(1312) [30:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (358) .


ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به خالد الحذاء


1310 - أخبرنا أحمد بن عيسى بن السكين بواسط - وكان يحفظ الحديث ويذاكر به - قال : حدثنا عبد الحميد بن محمد بن المستام قال : حدثنا مخلد بن يزيد قال : حدثنا سفيان الثوري عن أيوب السختياني و خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين )
=(1313) [30:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر ما قبله .


ذكر إباحة التيمم للعليل الواجد الماء إدا خاف التلف على نفسه باستعماله الماء


1311 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال : حدثنا أبي قال : أخبرني الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح أن عطاء عمه حدثه عن ابن عباس
أن رجلاً أجنب في شتاء فسأل فأُمِرَ بالغُسْلِ فمات فذُكِرَ ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( ما لهم قَتَلُوه ؟ قَتَلَهُمُ الله - ثلاثاً - قد جعل الله الصعيد - أو التيمم - طهوراً )
قال : شك ابن عباس ثم أثبته بعد
=(1314) [5:4]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((صحيح أبي داود)) (365) .

  ذكر الإباحة للجنب إذا خاف التلف على نفسه من البرد الشديد عند الاغتسال أن يصلي بالوضوء أو التيمم دون الاغتسال

  1312 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص :
أن عمرو بن العاص كان على سرية وأنه أصابهم برد شديد لم يروا مثله فخرج لصلاة الصبح قال : و الله لقد احتلمت البارحة فغسل مكانه وتوضأ وضوءه للصلاة ثم صلى بهم فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه فقال :
( كيف وجدتم عَمْراً وصحابته"1" ) ؟ فأثنوا عليه خيراً وقالوا : يا رسول الله صلى بنا وهو جنب فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عمرو فسأله فأخبره بذلك وبالذي لَقِيَ من البرد و قال : يا رسول الله : إن الله قال : { ولا تقتلوا أنفسكم } [النساء : 29] ولو اغتسلت مُتُّ فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عمرو
=(1315) [5:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (154) ، و ((صحيح أبي داود)) (361) 
(1) في الأصل : (و أصحابه) .


ذكر ما يستحب للمرء أن يتيمم لرد السلام وإن كان في الحضر


1313 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا عبد الله بن يحيى عن حيوة بن شريح عن يزيد بن الهاد أن نافعاً حدثه عن ابن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبل من الغائط فلقيه رجل عند بئر جَمَلٍ فسلَّم عليه فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أقبل على الحائط فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده على الحائط ثم مسح وجهه ويديه ثم رد رسول الله صلى الله عليه و سلم على الرجل السلام
=(1316) [10:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((صحيح أبي داود)) (357) .


[ ذكر الإباحة للمسافر أن ينزل في منزل بسبب من أسباب هذه الدنيا وهو غير واجد الماء


1314 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها قالت :
( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عِقْدٌ لي فأقام رسول الله صلى الله عليه و سلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء ناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه و سلم وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فعاتبني أبو بكر وقال : ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه و سلم فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أصبح فأنزل الله آية التيمم فَتَيَمَّمُوا .]"1"
قال أسيد بن حضير - وهو أحد النقباء - : ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته
=[1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر (1297) .

__________
(1) مابين المعقوفين سقط من ((طبعة المؤسسة)) وقد تقدم بتمامه ـ مكرراً ـ برقم (1297) .


17 - باب المسح على الخفين وغيرهما


1315 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الجنيد ببست قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا أبو عوانة عن أبي يعفور"1" قال :
سألت أنس بن مالك عن المسح على الخفين فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يمسح عليهما"2" .
=(1318)[35:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ انظر التعليق .

__________
(1) الأصل (يعقوب) ـ بالباء ـ وإنما هو بالراء وكثيراً ما يقع في كتب السنة هكذا مُحرَّفاً لِنُدرة هذه الكنية واسمه : عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس والتصحيح من ((الموارد)) (174) , وكتب الرجال وهو ثقة من رجال الشيخين وكذلك من دونه غير محمد بن عبيد الله بن الجنيد البُسْتْيِّ فلم أجد له الآن ترجمة ! .
وقد رواه البيهقي (1/275) من طريق سعدان بن نصر : حدثنا سفيان .... به موقوفاً على أنسٍ .
وسعدان هذا ؛ قال فيه أبو حاتم وابنه : ((صدوق)) .
فالسند صحيح , ولايضرُّه وقفُه فإنه في حكم المرفوع ؛ لأنه لا مجال للرأي فيه .
ولذلك أنكره بعض الصحابة كابن عمر وغيره ـ انظر ((الصحيحة)) (2940) ـ وكعائشة في ((مصنف ابن أبي شيبة)) (1/185 و 186) وما ذاك إلا لِما ذكرت ولذلك ثبت عن عائشة أنه لمَّا سألها شريح بن هانىء عن المسح على الخفين ؟ قالت عليك بابن أبي طالب فَسَلْهُ فإنَّهُ كان يسافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..... الحديث : رواه مسلم (1/160) .
ولذلك قال ابن المبارك : ليس في المسح على الخفين عن الصحابة اختلاف ؛ لأن كل مَنْ رُوي عنه منهم إنكاره فقد روي عنه إثباته , ذكره في ((الفتح)) (1/305) .
فمن الضلال البعيد : إصرار الروافض والخوارج ـ ومنهم الإباضية ـ على إنكار المسح على الخُفَّين ؛ كما تواترت الأحاديث به عن النبي - صلى الله عليه وسلم - , والآثار السلفيّة .
وأمَّا ما جاء في ((مسند الربيع)) (ص 35 ـ 36) من بعض الآثار المُخالفة لذلك فمدارها على شيخه أبي عبيدة وهو مجهول مع كونها نافية !! ومخالفة للسنة وآثارنا مثبتة ومطابقة للسنة .
(2) وقع خطأ هنا ـ في ترقيم ((طبعة المؤسسة)) ؛ بحيث قفز الرقم من (1316) إلى (1318) !! . ((الناشر)) .

======

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعة أقوال يحي بن معين في رجال الحديث

ولا يمكن تحصيل تلك الفوائد والوقوف على تلـك العوائـد إلا بجمـع ت وبين الضعيف , َ تثب ْ أقوالهم وتتبعها وفحص رواتها, للتمييزبين الثقة الم ِّ ...