1.
مجلد 1.التعليقات الحسان على صحيح ابن
حبان
وتمييز سقيمه من صحيحه ، وشاذه من محفوظه
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني (المتوفى : 1420هـ) عملنا في الكتاب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد إخواني إني أحمد الله عز وجل أن منَّا علينا بخدمة سنة النبي - صلى الله عليه
وسلم -
مرة أخرى "1"_,وها نحن اليوم نقدم لأهل السنة هذا الكتاب العظيم وهو
كتاب:
التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان
وتمييز سقيمه من صحيحه ، وشاذه من محفوظه
للعلامة المحدث الإمام
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ تغمده الله برحمته ـ
يُعَدُّ هذا الكتاب العُجاب من أواخر الكتب العلمية الحديثية ـ المسندة ـ التي
خرَّجها ـ وصنفها ـ فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ ؛ ذلكم
أنه ابتدأ بتخريجه بتاريخ :
(25 محرم سنة 1413هـ)_كما ذكر الناشر_
وهوـ كذلك ـ أكبرها وأضخمها ـ ولله الحمد ـ ؛ فقد بلغ عدد أحاديثه (7448) حديثا ؛
وهذا ما لا يوجد في سواه .وقد قارب عدد صفحات الكتاب _ماعدا الفهارس_حوالي 5000
صفحة,في عشرة مجلدات,وقد استغرق إعداد هذا العمل الضخم منا حوالي سنتين.
أما عن عملنا في هذا الكتاب فكان كالآتي:
1-كتابة أحكام الشيخ الألباني على أحاديث الكتاب,وتخريجاته لها.وهذا هو العمل
الأهم,ليصبح مرجعا لطلاب علم السنة النبوية في التخريج والحكم على الأحاديث,وجعلنا
الكتاب بصيغة المكتبة الشاملة,لنستفيد من خاصية البحث فيها._جزى الله القائمين
عليها خير الجزاء- .
2-كتابة جميع الهوامش في الكتاب وخصوصا هوامش الشيخ الألباني وما تحويه من فوائد
حديثية قيمة.وجعل كل هامش أسفل الحديث المتعلق به.
3-كتابة مقدمة الكتاب كاملة_مع موافقتها للمطبوع_
والتي تحتوي على مقدمات:الناشر+الشيخ أحمد شاكر+الشيخ الألباني+الأمير علاء
الدين._ننصح بقراءتها لفهم رموز الكتاب_.
4-ترقيم الكتاب حسب طبعة الشيخ الألباني وإضافة ترقيم طبعة المؤسسة
ـ إذا كان بينهما تفاوت ـ ، وذلك بين هلالين : ( ),وبذلك يصير الكتاب مرجعا لكلا
الطبعتين ,ثم أثبتنا رقم التقاسيم والأنواع.
5-حرصنا على ضبط نصوص الأحاديث_وتشكيل بعض الكلمات_ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
6-ما كان من قفز بين الأرقام أبقيناه كما هو في المطبوع.
7-جعلنا كل حديث من أحاديث الكتاب في صفحة مستقلة مع رقمه لتسهيل الرجوع إليه.
8-اعتمدنا في عملنا هذا على نسخة مصورة من ((التعليقات الحسان))موجودة على موقع
المكتبة الوقفية.http://www.waqfeya.com/book.php?bid=536
9-عملنا بطاقة للكتاب فيها نبذة بسيطة عنه وعن المؤلف رحمه الله.
10-جعلنا الكتاب مُقسم في عشرة مجلدات كما في المطبوع .
تنبيهات هامة جدا:
1-هذا العمل جهد بشري،يعتريه النقص والخطأ،وما تُوقِعُ به السرعة_مع العلم أن هذا
العمل استغرق منا حوالي عامين_،وقد وقع فيه بعض ذلك و لاريب...!
والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه،فمرحى ثم مرحى ، لمن وقف على خطأٍ ،أو خللٍ ، فنصح
وأصلح،ونبهنا عليه,واعتذر عنا ولنا، بحسن النية والضعف البشري .
2-ذكر الناشر في مقدمته ص31 مايلي:
((وقع ابن حبان ـ رحمه الله ـ في بعض المخالفات العقائدية ؛ كتأويل كثير من صفات
الباري
ـ جل و علا ـ ؛ مُغايراً في ذلك منهج السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ .
و لم يتعقَّبْه الشيخ ـ رحمه الله ـ بشيء من ذلك ـ و لا نحن ـ ؛ وإلا لطال الكتاب
، و خرج عن مقصوده ؛ مُكتفين بهذه الإشارة العلمية ـ هنا ـ ؛ التي تكفي اللبيب ،
وتغني الأريب .))
هذا ما وفقنا الله ـ تعالى ـ إليه ؛ في هذا العمل العلمي الجليل ؛ سائلين الله ـ
عز وجل ـ أن يرحم مؤلف الكتاب ، و مُرتِّبَهُ ، و مُخرِّجَهُ ، و ناشره و كل من
كانت له يد فيه ـ إنه سميع مجيب ـ .
إخواني :لا تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب بالعلم النافع والعمل الصالح
والذرية الصالحة.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . محبكم :خليل الراوي.
__________
(1) بعد عملنا في المجلد السابع من السلسلة الصحيحة.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الناشر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و سيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله ـ وحده لا شريك له ـ .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
فلم نجد مدخلا علمياً ـ متميزاً ـ لهذا الكتاب الجليل :ـ أعلى وأكملَ ـ مما كتبه
محدث الديار المصرية الأستاذ العلامة الشيخ أحمد بن محمد شاكر ؛ المتوفى سنة
(1377هـ ) ـ تغمَّده الله برحمته ـ .
ولقد كانت كتابته المشار إليها ـ هذه ـ مقدمة حافلة لذلك المجلد الصغير الذي حققه
و أخرجه ـ رحمه الله ـ من ((صحيح ابن حبان )) قبل أكثر من نصف
قرن من الزمان .
ولما كانت الصلات بين أهل الحديث ـ علماء وكبراء ـ منذ قديم الزمان ـ (متصلة)
و(مسلسلة) : كان (صحيحاً ) جداً ـ فيما نرى ـ البدء بهذا المدخل ؛ قوة ، وجودة
ومعرفة .
وبخاصة أنه كانت تربط الشيخ العلامة أحمد بن محمد شاكر ـ رحمه الله ـ مع مؤلف هذا
الكتاب : أستاذنا الجليل الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ
علاقة علمية منهجية رائقة ـ وعلى وجوه عدة ـ ؛ سواء في اللقاء الشخصي(1) ، أم في
التوجه السلفي ، أم في البحث العلمي ، أم في التخصصِ الحديثي .
000فهاكم عيون فوائد مقدمة (2) الأستاذ العلامة المحدث أحمد بن محمد شاكر ـ لهذا
الكتاب ـ ؛ بكل ما أَوْقَرَهُ فيها ـ تغمده الله برحمته ـ من علمٍ حقٍّ صواب(3) :
__________
(1) انظر كلام شيخنا العلامة الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في بعض ذلك ـ في كتابه
(( تمام
المنة)) (ص75) .
(2) مع تلخيص يسير لبعض ما لم نرَ فائدة (عظمى) في إثباته ـ هنا ـ مما هو ذو فائدة
قيمةٍٍٍٍ
في نفسهِ ـ هناك ـ .
(3) ثم نتناول بعدها ـ إن شاء الله ـ بمبحث منفرد ـ الكلام حول ((التعليقات الحسان
000)) ، وما يتعلق به من تفصيلٍ وتأصيلٍ .
ونُتْبِعُ ذلك ـ بتوفيق من الله ـ بإيراد نماذج متعددة من تعليقات شيخنا المؤلف ـ
رحمه الله ـ ، وحواشيه ، وتخريجاته ـ بخطه ـ .
والموفق الله .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العزيز القهار، الصمد الجبار، العالم بالأسرار، الذي اصطفى سيد البشر
محمد بن عبد الله بنبوته ورسالته ، وحذر جميع خلقه مخالفته ، فقال عز من قائل : (
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا) ـ صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين ـ .
أما بعد :
فإن الله ـ تعالى ذكره ـ أنعم على هذه الأمة بإصطفائه بصحبة نبيه ـ صلى الله عليه
وسلم ـ أخيار خلقه في عصره ، وهم الصحابة النجباء ، البررة الأتقياء ، لزموه في
الشدة والرخاء ، حتى حفظوا عنه ما شَرعَ لأمته بأمر الله ، ثم نقلوه إلى أتباعهم ،
ثم كذلك ـ عصراً بعد عصرٍ ـ إلى عصرنا هذا ؛ وهو هذه الأسانيد المنقولة إلينا :
بنقل العدل عن العدل ، وهي كرامة من الله لهذه الأمة ، خصهم بها دون سائر الأمم .
ثم قيض الله لكل عصر جماعة من علماء
الدين ، وأئمة المسلمين ، يُزَكُّون رواة الأخبار ، ونقلة الآثار ، ليذبوا به
الكذب عن وحي الملك الجبار .
فمن هؤلاء الأئمة : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي (1) ، وأبو الحسينِ مسلم
بن حجاج القشيري ـ رضي الله عنهما ـ : صَنَّفَا في صحيح الأخبار : كتابين مهذبين ،
انتشر ذكرهما في الأقطار (2) .
وقد التزم الشيخان ـ البخاري ومسلم ـ أن يخرجا في كتابيهما الصحيح من الحديث ، بل
أعلى أنواع الحديث درجة ، ولم يلتزما ـ ولا واحد منهما ـ استيعاب الصحيح كله ، بل
تركا كثيراً من الصحيح الذي على شرطهما ، والصحيح الذي هو أقل درجة من شرطهما .
وتبعهما في صنع كتب تقتصر على صحيح الحديث كثير من الحفَّاظ الأئمة الكبار ؛ منهم
:
ابن خزيمة ، الحافظ الكبير، إمام الأئمة ، شيخ الإسلام ، أبو بكر محمد بن إسحاق بن
خزيمة النيسابوري ، ولد سنة 223هـ ، وتوفي سنة 311 هـ ، عن89 سنة .
صنَّف كتابه المشهور ((صحيح ابن خزيمة )) ولم نره قط ، ولا ندري ! لعله
__________
(1) هو البخاري ـ رحمه الله ـ .
(2) من أول الخطبة إلى هنا : هو نص خطبة الحاكم أبي عبد الله [ المتوفى سنة (405هـ
)]، في كتاب ( المستدرك على الصحيحين ) ـ المطبوع في حيدر آباد بالهند سنة 1334 هـ
.
يوجد منه نسخ مخطوطة لم تصل إلينا ،
ولم يصل إلينا خبرها ، وعسى أن يجده من يُعنى بتحقيقه و نشره نشرا علميا صحيحاً(1)
.
ثم تبعه تلميذه : ابن حبان ، الإمام الحافظ العلامة ، أبو حاتم محمد بن حبان
التميمي البستي ، مات سنة 356هـ ، عن نحو 80 سنة .
صنف كتابه الذي سماه (( المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع ، من غير وجود قطعٍ
في سندها ، ولا ثبوت جرح في ناقليها )) ، الذي عُرف بين علماء الحديث باسم : ((
التقاسيم والأنواع )) ، و اشتهر بينهم ـ وعلى ألسنة الناس ـ باسم : (( صحيح ابن
حبان )) .
ثم تبعه تلميذه : الحاكم أبو عبد الله ، الحافظ الكبير الحجة ، إمام المحدثين في
عصره ، أبو عبد الله محمد بن عبدالله الضبي النيسابوري ، المشهور بالحاكم ،
والمعروف بابن البَيِّعِ، ولد في ربيع الأول سنة 321هـ ، ومات في صفر سنة 405 هـ .
صنَّف كتاب ((المستدرك على الصحيحين)) ، وهو معروف مطبوع ، كما أشرنا إلى ذلك ـ
آنفاً ـ .
وهذه الكتب ـ الثلاثة ـ هي أهم الكتب التي أُلِّفَتْ في الصحيح المجرد ، بعد
((الصحيحين )) ـ للبخاري ومسلم ـ .
ولطالما فكَّرت في طبع الأولين منها : (( صحيح ابن خزيمة )) ، و((صحيح ابن حبان ))
__________
(1) وقد وجدت منه قطعة حسنة ، طبعت في أربعة مجلدات ، حققها الدكتور محمد مصطفى
الأعظمي ، وراجع تخريج أحاديثها ،واستدرك كثيراً من أحكامها : شيخنا الإمام ـ مؤلف
هذا الكتاب ـ الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ .
ثم أُحجم ؛ لأن لا أجد الفرصة المواتية
، وأن لا أجد نسخاً منهما ـ أو من أحدهما ـ .
وكنت أعرف ـ منذ عهدي بطلب الحديث وخدمته ـ منذ أول الشباب ـ أن الأمير علاء الدين
الفارسي رتب (( صحيح ابن حبان )) على الأبواب ، وسماه : (( الإحسان في تقريب صحيح
ابن حبان)) ، وأن نسخته كاملة بدار الكتب المصرية ، في 9 مجلدات كبيرة .
فلما تهيأت الفرصة ـ بعون الله وتوفيقه ـ فكرت في طبع ((ترتيبِ)) الأمير علاء
الدين ، على كراهيتي للتصرف في كتب الأئمة القدماء (1) ، وحرصي على أن تخرج للناس
على الوضع الذي صنعه عليه مؤلفوها ـ رحمهم الله ـ ، ولكن لم أجد بُدًّا مما ليس
منه بد : أنَّ كتاب ابن حبان ـ الأصلي ـ غير موجود فيما وصل إلينا من العلم بالكتب
ومظانِّ وجودها (2)
أما بعد :
فهذا ((صحيح ابن حبان )) (3) ، وهو الاسم الذي اخترته له ، وأن لم يكن أحد
__________
(1) وهذا أمر اجتهادي ؛ لأهل العلم فيه طرائق ـ و((الأنظار تختلف )) ـ كما قاله
الشيخ أحمد شاكر ـ نفسه ـ فيما سيأتي (ص 14) ـ .
(2) ثم قد ذكر الأستاذ شاكر ـ رحمه الله ـ في (مقدمته) (ص7) ـ هنا ـ وقوفه على بعض
قطع من مخطوطة ((التقاسيم والأنواع)) ـ هذا ـ ، ووصفها .
(3) ومعه تعليقات العلامة المحدث الألباني ـ رحمه الله عليه ـ المسماة :
((التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان )) ، وهو هذا الكتاب ـ والحمد لله ـ .
الاسمين الذين أطلقهما عليه المؤلفان ؛
فإن لكتابنا هذا ـ كما عرفت ـ مؤلفين :
أحدهما : الراوي والجامع والمختار ،والمصنف ـ على نمط معين ، ونظام مبتدع ـ .
والآخر : المُرَتِّبْ على الوضع الحالي ، على الكتب والأبواب ، التي صنفت عليها
أكثر دواوين العلم ، في الحديث والفقه ، منذ عهد مالك في (( الموطَّإ )) ، ثم من
تبعه من الأئمة والعلماء ,على تباين آرائهم في التقسيم والتبويب ، وطرق اختيارهم
في التقديم والتأخير .
و إنما اخترت هذا الاسم ـ ((صحيح ابن حبان )) ـ دون الاسمين الآخرين ؛ لأنه
المطابق للكتاب ـ على الحقيقة ـ ؛ فعلى أي ترتيب كان ؛ فهو ((صحيح ابن حبان)) ،
وهو الاسم الأشهر والأَسْيَرُ على ألسنة المحدثين والفقهاء والمخرِّجين ، وعلى
ألسنة الناس كافة ، يقولون ـ إذا نسبوا إليه حديثاً ـ : ( أخرجه ابن حبان في
((صحيحه)) ) ، أو : (صححه ابن حبان) ، أو نحو ذلك من العبارات ، فهو في لسانهم ـ
أبداً : ـ ((صحيح ابن حبان)) يريدون : أنه رواه وأخرجه ، واختاره وصححه ، فسواء
تقدم الحديث أو تأخر ـ في ترتيب ابن حبان الذي صنع ـ فهو
حديث رواه في كتابه ، مختاراً له على شرطه ، و مصححاً .
هذا إذا ما خَرَّجُوا منه حديثاً ، أو نسبوه إليه ، على الأكثر الغالب ، الذي
يندُرُ أن يقولوا غيره .
أما أذا ما تحدَّثُوا عن الكتاب نفسه ، في كتب المصطلح ، أو كتب التراجم ـ ونحوها
ـ فإنهم أكثر ما يقولون في تسميته : " التقاسيم و الأنواع " ، وهذا
الاسم هو الذي كنا نعرف به الكتاب من
أقوالهم قبل أن نراه ، وكنا نظن ـ بكثرة ما كرروه و قالوه ـ أنه اسمه العلم الذي
وضعه له مؤلفه الحافظ الكبير .
و في الندرة النادرة أن يطلقوا عليه اسم "الأنواع " ـ فقط ـ ؛ كما صنع
الحافظ الذهبي في ترجمة ابن حبان في كتاب (( تذكرة الحافظ )) (3/126) ، قال : (قال
ابن حبان في كتاب " الأنواع ") ، أو (( كتاب الأنواع و التقاسيم )) !
كما صنع صاحب ((كشف الظنون)) (1) !
ثم كان من توفيق الله أن وقَعَتْ لي القطعة الأولى من الكتاب ، وهي قطعةٌ أستطيع
أن أثق بها ؛ فوجدت فيها عنوان الكتاب ـ هكذا ـ :
__________
(1) من عجب أن صاحب ((كشف الظنون)) اضطرب قوله في اسم الكتاب ، فذكره ثلاث مرات في
ثلاثة مواضع بثلاثة أسماء :
ـ سماه في ( حرف التاء ) : ((التقاسيم و الأنواع في الحديث)) ، (1/317 من طبعة
الأستانة بمطبعة ((العالم)) سنة 1310ـ1311هـ) ، و (1 : 463 من طبعة الأستانة بالمطبعة
الحكومية سنة 1360ـ1362هـ) .
ـ و سماهُ في ( حرف الصاد ) : ((صحيح ابن حبان)) ، (2 : 77 من الطبعة الأولى ) ، و
(2 : 1075 من الطبعة الثانية ) .
ـ و سماه في ( حرف الكاف ) : ( كتاب ((الأنواع و التقاسيم)) لابن حبان .... وهو
المعروف بـ ((صحيح ابن حبان)) ) ، ( 267:2 ) ، ( 1400:2) .
و هذا الاضطراب يدلنا على أن صاحب ((كشف الظنون)) لم يَرَ الكتاب ، و إنَّما وصف
عما نقل من الكتب !
( المسند الصحيح على التقاسيم و
الأنواع ،
من غير وجود قطع في سندها ،
ولا ثبوت جرح في ناقليها ) :
فَرَجَحَ عندي ـ بل استيقنت ـ أن هذا هو الاسم الصحيح للكتاب ، الاسم الذي سماه به
مؤلفه ، وزادني بذلك ثقة : أن الحافظ الذهبي نقل في ترجمة ابن حبان في ((تذكرة
الحفاظ )) (3/126) بعض ما قال أبو سعيد الإدريسي (1) في الثناء على ابن حبان قال
:((كان على قضاء سمرقند زمانا ، وكان من فقهاء الدين ، وحُفَّاظِ الآثار ، عالما
بالطب والنجوم ، وفنون العلم ، صنَّفَ (( المسند
الصحيح )) ، و ((التاريخ)) 000)) إلخ .
فهذا حافظ قديم ، معاصر لابن حبان ، سمع من شيوخ أقدم منه ، مثل أبي العباس الأصم
، المتوفى سنة 346هـ قبل ابن حبان بنحو 8 سنوات ـ ، وهو من طبقة الحاكم تلميذ ابن
حبان .
هذا المؤرخ القديم ـ المعاصر ـ سمى الكتاب بأول الاسم ـ على القطعة
__________
(1) هو الحافظ العالم أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن ادريس ، محدث
سمرقند ، ومصنف ((تاريخها )) كان حافظا جليل القدر ، كثير الحديث ، توفي مع الحاكم
أبي عبد الله في سنة واحدة ، سنة 405هـ .
ترجمَهُ الذهبي في (( تذكرة الحفاظ )) (3/249ـ250) ، والسمعاني في ((الأنساب )) ((
ورقة22)) .
قلنا : وفي ((سير أعلام النبلاء )) (7/226) ـ للذهبي ـ : (( أبو سعد )) ، وهو
الأرجح ـ إن شاء الله ـ .
التي أشرنا إليها ـ .
والظاهر أنه قال هذا في كتابه الذي صنفه في (( تاريخ سمرقند )) .
وما يُدرينا ! لعل الحافظ الذهبي اختصر اسم الكتاب ، فذكر أوَّلَهُ ـ فقط ـ
((المسند الصحيح)) ، إذا كان أبو سعيد الإدريسي ذكره كاملا !
لكن القرائن تكاد تقطع بصحة ما اسْتَيْقَنَّا ، لذكر كلمة (( المسند الصحيح )) في
كلام الإدريسي ولذكر اسم (( التقاسيم و الأنواع )) على ألسنة المحدثين عامة ، فهما
جزءان من اسم الكتاب ، وليس واحد منهما بمفرده اسمًا كاملا له .
و الأمير علاء الدين الفارسي لم يصنع في كتاب ابن حبان غير الترتيب و التبويب
المستحدث ، لم يَخْرِمَ منه كلمة ، ولم يُسْقِطْ منه حرفاً (1) ، أثبت الكتاب ـ
كُلَّهُ ـ بنصِّهِ ـ في مواضعه في الكتاب الجديد ، حتى الخطبة ، وما بعدها ،
وخواتيم الأقسام ؛ أثبتها ـ كلها ـ في مقدمة ((الإحسان)) ؛ فكان كتابه كما كان
أصلُهُ ((صحيح ابن حبان)) .
__________
(1) وهذا تنبيهٌ مهمٌّ جداً .
وقارن بما سيأتي (ص25 ـ 26 )
((صحيح ابن حبان))
ـ ومنزلته بين ((الصحاح))
و ((صحيح ابن حبان)) كتاب نفيس ، جليل القدر ، عظيم الفائدة ، حرَّرَهُ مؤلفه أدق
تحرير ، وجوَّده أحسن تجويد ، وحقق أسانيده ورجاله ، وعلل ما احتاج إلى تعليل من
نصوص الأحاديث و أسانيدها ، وتوثق من صحبة كل حديث اختاره على شرطه ، ما أظنه أخل
بشيء مما إلتزم ، إلا ما يخطئُ فيه البشر ، وما لا يخلو منه عالم محقق .
وقد رتب علماء هذا الفن ونقاده هذه الكتب الثلاث ـ التي إلتزم مؤلفوها رواية
الصحيح من الحديث وحده ـ أعني : الصحيح المجرد ـ بعد (( الصحيحين )) : البخاري و
مسلم ـ على الترتيب الآتي :
(( صحيح ابن خزيمة )) .
((صحيح ابن حبان)).
(( المستدرك )) ـ للحاكم ـ .
ترجيحاً منهم لكل كتاب منها على ما بعده ، في إلتزام الصحيح المجرد ، وإن
وافق هذا ـ مصادفة ـ ترتيبهم الزمني ،
عن غير قصد إليه (1).
ولست أدري ! أيَسْلَمُ لهم ما ذهبوا إليه من تقديم (( صحيح ابن خزيمة )) في درجة
الصحة على ((صحيح ابن حبان )) ؟! فلعله ؛فإني لم أرَ (( صحيح ابن خزيمة )) ، حتى
أتأمله ، و أقطع فيه برأي ، أو أُرَجِّحَ ، و الأنظار تختلف .
ولكني أستطيع أن أجزم ـ أو أرجح ـ أن ابن حبان لتصحيح الحديث في كتابه شروطا دقيقة
واضحة بينة ، وأنه وَفَّى بما اشترط ـ كما قال الحافظ ابن حجر (2) ـ إلا ما لا
يخلو منه عالم أو كتاب ، من السهو والغلط ، أو من اختلاف الرأي في الجرح و التعديل
، و التوثيق و التضعيف ، و التعليل و الترجيح.
وسترى شروطه في مقدمة كتابه ـإن شاء الله ـ ؛ فقد ساقها الأمير علاء الدين الفارسي
بنصها ـ حرفاً حرفاً ـ .
وهو ـ فيما رأينا من كتابه ـ قد أخرج كتابه مستقلاً ، لم يبنه على (( الصحيحين ))
ولا على غيرهما ، إنما أخرج كتابا كاملا .
وفي ((الشذرات)) ـ في ترجمة ابن حبان ـ : ((وأكثر نُقَّادِ الحديث على أن
__________
(1) وقد ساق الشيخ أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ في المقدمة (ص11ـ 14 ) ـ هنا ـ في أكثر
من ثلاث صفحات ـ نقولا عن عدد من أهل الحديث ـ في تقرير هذا الترتيب ، ومناقشته ؛
مما لم نر ـ في هذا المقام ـ فائدة (عُظمى) في إثباته .
(2) فيما نقله عنه السيوطي في ((تدريب الراوي )) (ص31 ـ32 ) ، وحاجي خليفة في
((كشف الظنون )) (2/77) ـ في نقل الشيخ شاكر في (مقدمته ) (ص13) ـ .
وأصل النص في ((النكت على ابن الصلاح )) (1/290) للحافظ ـ رحمه الله ـ .
((صحيحه)) أصحُّ من (( سنن ابن ماجه))
).
وأما الحاكم أبو عبد الله ؛ فإنه بنى كتابه ((المستدرك )) على ((الصحيحين )) ؛
التزم فيه إخراج أحاديث لم يُخَرِّجْهَا واحد منهما ،على أن تكون على شرطهما ، أو
شرط أحدهما ـ كما هو ظاهر من صنيعه ، ومن اسم كتابه ـ .
وعندي : أنه لم يتساهل في التصحيح ـ كما نبزه كثير من العلماء ـ؛ و إنما خَرَّجَ
كتابه مُسَوَّدَةٌ لم تُبَيَّضْ (1) ، ولم تحرر ! فكان فيه ما كان من تصحيح أحاديث
ضعاف ، ومن إخراج أحاديث أخرجها الشيخان ، أو أحدهما .
وقد استدرك عليه الحافظ الذهبي في ((تلخيصه)) كثيرا مما أخطأ فيه ، ولم يَخْلُ
استدراك الذهبي (2) ـ نفسه ـ أيضا ـ من خطإ في التصحيح أو التضعيف ، والجرح أو
التعديل ؛ كما يتبين ذلك لمن مارس الكتاب ، وتتبع كثيرا منه .
وليس هذا مقام تفصيل ذلك (3) .
__________
(1) انظر كلام الحافظ ابن حجر ـ في ذلك ـ في ((لسان الميزان )) (5/233)
(2) فقد قال الذهبي في ((السير )) (17/176) ـ عن ((تلخيصه )) هذا ـ : (( ويعوز
عملا و تحريرا )) .
(3) ثم قال الشيخ أحمد شاكر في مقدمته (ص15) :
((ثم إن ابن حبان بنى كتابه على ترتيب غير معهود لأهل العلم : بناه على خمسة أقسام
، تنطوي على أربع مئة نوع ، وتفنَّنَ ماشاء في التقسيم و التنويع ).
ثم نقل عن بعض أهل العلم ما يبين ذلك ؛ مشيرا ـ رحمه الله ـ إلى أن قصد ابن حبان ـ
في ترتيبه ـ لتسهيل حفظه ـ لم يتحقق له !! بل العكس هو الذي جرى ؛ تعسيراً و صعوبة
!! ـ قائلاً ـ : ((ولعل هذا أحد العوامل في ندرة نسخه )) .
((الإحسان000))
ـ للأمير علاء الدين ـ
وعن ذلك : كان ترتيب الأمير علاء الدين الفارسي إياه ـ على الكتب و الأبواب ـ
عملاً جليلاً ـ حقًّا ـ ؛ قرَّبَ الكتاب لطالبيه ، وحافظ على أصله ، بدقة الرجل
العالم الثقة الأمين .
وخير ما فيه أنه أثبت عناوين الأحاديث التي كتبها ابن حبان ، بنصها ـ كاملة ـ .
وفي هذه العناوين فقه ابن حبان وعلمه بالسنة ـ على المعنى الكامل التام ـ .
وأثبت ـ أيضاً ـ كل ماكتب ابن حبان بعقب الأحاديث ، وهو شيء كثير ، بعضه في الكلام
على الرجال ، وبعضه تفسير دقيق لمعاني الحديث ، وبعضه تعليل فني من وجهة النظر
الحديثية ، إلى غير ذلك من النفائس و الطرائف .
ـ ( الإحسان ) فهرس حقيقي لـ (( صحيح ابن حبان)) :
وشيء آخر دقيق عجيب نادر ، صنعه الأمير علاء الدين ، لم أكن لأظن أن أجده في شيء
من كتب المتقدمين ، وهو الفهرس الحقيقي الكامل :
فقد يعلم بعض القارئين أني تحدثت في
مقدمات بعض كتبي ـ وغيرها ـ ، ـ كمقدمة شرحي لـ (( سنن الترمذي )) ـ في شأن
الفهارس ، وغلط أهل هذا العصر في ظنهم أنها عمل إفرنجي طبَّقه المستشرقون على
كتبنا التي قاموا بنشرها وبيَّنت أن فكرة الفهارس فكرة عربية إسلامية ، لم يعرفها
الإفرنج ، ولاخطرت ببالهم إلا في عصور متأخرة ، وأن العرب سبقوهم بقرون طوال في
ترتيب اللغة على الحروف في المعاجم ، وفي كتب التراجم ـ وغيرها ـ على الحروف ، كما
صنع الخليل بن أحمد ـ ومن تبعه ـ في اللغة ـ (1) ، وكما صنع البخاري ـ ومن تبعه ـ
في التراجم ـ (2).
وبينت أن هذه محاولات للفهارس ،لم يمنعهم عن جعلها فهارس حقيقية إلا عدم وجود
المطابع .
أما هذا الكتاب ـ (( الإحسان )) ـ ؛ فقد وجد مؤلفه الأمير علاء الدين الفارسي
أمامه كتابا منظما على التقاسيم والأنواع ، و لأقسامه و أنواعه أرقام ، فواتته
الفكرة السليمة ، وأسعفه العقل النير ، فجعل كتابه فِهْرِساً حقيقيا لكتاب ابن
حبان ؛ فوضع بإزاء كل حديث رقم النوع الذي رواه فيه ابن حبان ، وبين القسم الذي
فيه النوع (3) .
__________
(1) في كتابه : (( العين )) .
(2) في كتابه :(( التاريخ الكبير)) .
(3) وقد ساق الشيخ أحمد شاكر في مقدمته (ص18) نص كلام الأمير علاء الدين في بيان
طريقة فهرسته ، وترتيبه ، وهي ـ تامة ـ هنا ـ فيما يأتي من مقدمة الأمير (ص140)
فهذا فهرس حقيقي ، صنعه عقل منظم دقيق
، نافذ لماح .
ولا أذكر أني رأيت فهرساً ـ على هذا النحو ـ لمؤلف أقدم من الأمير علاء الدين (1)
.
و بعد ـ مرة أخرى ـ (2) :
فسأبذل كل ما أستطيع من جهد ومعرفة ـ إن شاء الله ـ في تحقيق ((صحيح ابن حبان )) ـ
بترتيب الأمير علاء الدين ـ ؛ لعلي أوفَّق لإخراجه صحيحاً معتمدا عند أهل العلم
(3)
__________
(1) وقد ذكر الشيخ أحمد شاكر في (مقدمته ) (ص18) صنيع بعض علماء القواعد الفقهية ـ
في بعض الكتب ـ شيئا من ذلك ، ثم قال : ( وما ندري ! لعل في علمائنا الأقدمين من
أمثال هذا كثير ؛ خصوصا للكتب التي رتبها مؤلفوها على أقسام أو أنواع مرقمة معدودة
،كما صنع ابن حبان في ((التقاسيم)) ، وابن رجب في ((القواعد)) ) .
(2) وكان الشيخ شاكر ـ رحمه الله ـ قد كتب في ( المقدمة ) ـ قبل هذا ـ (ص19 ـ 20)
ـ فصلا صغيرا حول ( الكتب التي ألفت على ((صحيح ابن حبان)) ) ـ بعد كتاب
((الإحسان)) ) ـ ؛ فذكر منها :((موارد الضمآن)) ـ للهيثمي ـ ،و ((مختصر ابن الملقن
)) ـ لـ (( الصحيح )) ـ ، ثم كتاب ابن الملقن في تراجم رجال ابن حبان ـ مع رجال
كتب أخرى ـ، واسمه : ((إكمال تهذيب الكمال)) .
وكتاب (( الموارد )) ـ المشار إليه ـ خَدَمَهُ خِدمةً جُلى شيخنا الإمام مؤلف ((
التعليقات الحسان )) ـ رحمه الله ـ ، وذلك في كتابيه :( صحيح ((موارد الضمآن)) ) ،
و( ضعيف ((موارد الضمآن)) ) ـ و ضِمنهما المستدرك عليهما : ((الزوائد على الموارد ))
ـ وهما مطبوعان سائران .
(3) وقد ذكر الشيخ أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ في (مقدمته ) (ص21) نبذة موجزة عن
منهجه في تحقيق الكتاب ،وتراجم رجاله ، وما يتصل به .
ثم توفي ـ تغمده الله برحمته ـ دون إكمال أي مجلد آخر غير هذا المجلد ـ الأول ـ
الصغير ـ الذي يبلغ عدد صفحاته نحوا من ثلاث مئة صفحة .
وسنجعل لأحاديث الكتاب ـ ((الإحسان ))
ـ أرقاما متتابعة من أول الكتاب إلى آخره ـ إن شاء الله ـ بجوار أول كل حديث
،كعادتي في كتبي .
وأما أرقام الأنواع ،التي وضعها الأمير علاء الدين ، فإننا سنثبتها بجوار كل عنوان
من عناوينه ، ـ كما سيجيء ـ ؛ فنجمع بين الفائدتين ، ونحرص على الميزتين ـ إن شاء
الله ـ .
وأسأل الله ـ سبحانه ـ الهدى والسداد ـ و التوفيق والعون ، و أن يجنبنا مزالق
القلم و اللسان ، وأن ينصر الإسلام و المسلمين .
ترجمة
الأمير علاء الدين الفارسي (1)
ـ مؤلف ((الإحسان)) ـ
(675ـ739هـ)
هو الأمير علاء الدين أبو الحسن ، علي بن بلبلان بن عبدالله ، الفارسي ، المصري ،
الحنفي ، الفقيه النحوي المحدث .
كان من أول المتبحرين أصولا وفروعا ، عديم النظير ، فقيد المثيل .
__________
(1) مصادر الترجمة :
(( الجواهر المضية في طبقات الحنفية)) ـ لعبد القادر بن أبي الوفاء القرشي المصري
ـ ، ولد سنة 696 هـ ، وتوفي سنة 775 هـ ، طبعة حيدر آباد بالهند سنة 1332هـ (1/354
، 355 ) ، ((الدرر الكامنة )) ـ للحافظ ابن حجر العسقلاني ـ (3/32) ، ((السلوك)) ـ
للمقريزي ـ ( 2/2/470) ، ((النجوم الزاهرة )) ـ لابن تغري بردي ـ ، طبعة دار الكتب
المصرية (9/321) ، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين و النحاة )) ـ للسيوطي ـ
(ص331) ، ((حُسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة )) ، ـ للسيوطي طبعة مصر سنة
1299هـ (1/267) ، ((الفوائد البهية في طبقات الحنفية )) ـ للعلامة محمد عبد الحي
اللكنوي الهندي ـ ، طبعة مصر سنة 1324هـ (ص 118) .
ولد سنة 675هـ
وأخذ الفقه عن الفخر بن التركماني ، وشمس الدين أبي العباس أحمد السروجي ، وقرأ
النحو على أبي حيان ، و الأصول على العلاء القونوي ، وسمع الحديث من الحافظ
الدمياطي ، ومحمد بن علي بن ساعد ، وبهاء الدين بن عساكر ، ـ وغيرهم ـ .
وقال الحافظ الذهبي في ((المعجم المختص )) :
(( سمع بقراءتي من البهاء بن عساكر ، وكان تركيا عالما وقورا )) .
وقال الذهبي ـ أيضاً ـ :
((كان جيد الفهم ، حسن الذاكرة ، مليح الشكل ، وافر الجلالة)) .
وقال الحافظ ابن حجر :
((صحب أرغون النائب ، وعظُمت منزلته في أيام المظفر بيبرس000وكان قد عُيِّنَ مرة
للقضاء ؛لسكونه وعلمه وتصونه )) .
ووصفه معاصرُهُ ابن أبي الوفاء القرشي ـ وهو من طبقة تلاميذه ـ بأنه :
((الأمير الفقيه الإمام , تفقه على السروجي ـ وغيره ـ ؛ كقاضي القضاة القونوي
الشافعي ، ورشيد الدين بن المعلم ، ونجم الدين بن اسحاق الحلبي .
وأفتى ، وحصَّلَ من الكتب جملة ، وجمع وأفاد )) .
وقال ـ أيضاً ـ : (( رتب ((التقاسيم و الأنواع )) لابن حبان ، ورتب ((الطبراني ))
ترتيباً حسناً على أبواب الفقه )) .
وقال الحافظ ابن حجر :(( رتَّبَ ((صحيح
ابن حبان )) ،و ((معجم الطبراني الكبير)) ، بإشارة القطب الحلبي )) .
وتوفي الأمير علاء الدين ((بمنزله على شاطئ نيل مصر ، في 9شوال سنة (739هـ) تسع و
ثلاثين وسبع مئة ، ودُفِنَ بتربته خارج باب النصر )) ـ كما قال ابن أبي الوفاء
القرشي ـ .
وأطبقت مصادر ترجمته ـ كلها ـ على أن وفاته كانت في سنة 739هـ ، حتى الكتب المؤرخة
على السنين ، ذكرت وفاته فيها في وفيات تلك السنة .
ولكن أخطأ السيوطي في ((حسن المحاضرة )) ! فأَرَّخَ وفاته سنة731هـ ، قال : ((مات
بالقاهرة ، في شوال سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة )) .
وقد ظننت بادئ بدء أن هذا خطأ طابع أو ناسخ ،خصوصا و أن السيوطي ـ نفسه ـ أرَّخَهُ
في (( بغية الوعاة)) : ((سنة تسع وثلاثين وسبع مئة )) ! إلا أنه رجَّح عندي ـ أن
الخطأ سهو من السيوطي ـ أن العلامة اللكنوي حكى عنه الروايتين ، وعقَّبَ عليه
بالتصحيح ، فلم يكن الخطأ خاصًّا بالنسخ التي طبع عنها ((حُسن المحاضرة )) ـ كما
هو واضح ـ .
رحمهم الله جميعاً وإيانا ، وتجاوز عنا و عنهم ، والحمد لله رب العالمين .
كتب
أحمد محمد شاكر
عفا الله عنه
َِِِ بِمَنِّهِ
الأربعاء 3 جمادى الأولى سنة 1371
30 يناير سنة 1952
(( التعليقات الحسان على ((صحيح ابن
حبان))
وتمييز سقيمه من صحيحه ، وشاذه من محفوظه ))
للعلامة المحدث الإمام
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
ـ تغمده الله برحمته ـ
يُعَدُّ هذا الكتاب العجاب من أواخر الكتب العلمية الحديثية ـ المسندة ـ التي
خرَّجها ـ وصنفها ـ فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ ؛ ذلكم
أنه ابتدأ بتخريجه ـ كما هو مثبت بخطه ـ بتاريخ : (25 محرم سنة 1413هـ)
وهوـ كذلك ـ أكبرها وأضخمها ـ ولله الحمد ـ ؛ فقد بلغ عدد أحاديثه (7448) حديثا ؛
وهذا ما لا يوجد في سواه .
ولقد أراد ـ رحمه الله ـ ابتداء ـ تسمية كتابه هذا بـ (( مختصر الإحسان في تقريب
(1) صحيح ابن حبان ، وتمييز سقيمه من صحيحه ، وشاذه من محفوظه )) ـ كما هو ثابت
بخطه ـ.
ثم كأنه ـ رحمه الله ـ غيَّرَ أول العنوان ـ والاختصار ـ إلى (( التعليقات الحسان
على ( صحيح ابن حبان) ))؛ فعزا إليه في مواضع كثيرة من
__________
(1) وقع اسمه في ( الطبعة اللبنانية ) التي اتخذها الشيخ رحمه الله ـ أصلاً لعمله
ـ ويسميها : ( الأصل ) ـ : ((بترتيب)) ثم صححها الشيخ بخطه ؛ نقلا عن مقدمة المؤلف
.
كتبه التي طبعت في حياته ـ بهذا
العنوان ـ .
حتى في هذا الكتاب نفسه ؛ عزا إليه ـ في أواخره ـ بهذا العنوان ؛ كما في حديث رقم
(6662) و(7284) ـ وغيرهما ـ بخطه ـ .
كتب الشيخ ـ رحمه الله ـ على غلاف الصفحة الأولى ـ الداخلي ـ من المجلد الأول ـ
بخطه ـ نبذة من منهجه في التخريج ؛ فقال :
(( 1ـ إذا لم يُخَرَّجِ الحديث في شيء من كتبي ؛ اكتفيت بإعطاء الحكم عليه بمثل
قولي : صحيح الإسناد ، أو : حسن ، أو : ضعيف 00
وإذا كان في ((الصحيحين)) أو أحدهما ـ ؛ قلت صحيح ثم رمزتُ إليهما (1) ، أو أحدهما
.
2ـ وإذا قلت : حسن صحيح ؛ فأعني أنه : حسن لذاته ، صحيح لغيره ، أي بشواهده )) .
من طريقة الشيخ ـ أثناء عمله العلمي ـ أن كل صفحة كان ينتهي من مراجعتها ، وضبطها
: يكتب على رأسها ـ بخطه ـ كلمة : (تمت) (2).
وهذه الكلمة كما أنها موجودة في أول صفحة من الكتاب ؛ فإنها
__________
(1) والرمز إليهما بـ (ق) ، أي : متفق عليه ، و البخاري : خ ، و مسلم : م .
(2) وكان يكتب ـ أحياناً ـ : (انتهت) .
ولله الحمد ـ موجودة في آخر صفحة من
الكتاب ؛ دلالة على إنهائه ـ رحمه الله ـ مراجعة أحاديث الكتاب ـ كله ـ .
النسخة المخطوطة التي اعتمد عليها محقق ( الطبعة اللبنانية ) التي اتخذها الشيخ
أصلا ـ قبل وقوفه على الطبعة الثانية منشورة (1) ـ هي نفسها المتخذة لتحقيق (طبعة
المؤسسة ) ـ كما كتب الشيخ ـ رحمه الله ـ ذلك ـ بخطه ـ .
ومع ذلك ؛ فقد حصل تفاوت في الترقيم بين الطبعتين (2) ؛ أثبت الشيخ ـ رحمه الله ـ
محصلته ـ بخطه ـ في آخر صفحة من الكتاب(3) ؛ قائلاً :
(( الرقم في (طبعة المؤسسة ) (7291) ؛ فالفرق (43) حديثا ؛ فليُتَنبَّه لهذا )) .
للشيخ ـ رحمه الله ـ كلمة في (( السلسلة الصحيحة )) (5/337 ـ 338 ) ـ حول
((الإحسان)) ـ عند تخريجه حديث : ( ما ملأً آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنه 00) ، قال
فيها :
(( ( تنبيه ) : سقط من (( الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان )) ـ للأمير علاء الدين ـ
الطريق الأولى الصحيحة لهذا الحديث ، بخلاف الطريق الثالثة اللينة ، فهي ثابتة فيه
برقم (5213) ، مع ثبوت الطريقين ـ معا ـ في (( موارد
__________
(1) وهي التي يسميها الشيخ : (طبعة المؤسسة ) ، وتلك ـ ( اللبنانية ) ـ يسميها :
(الأصل) .
وفي ((السلسلة الصحيحة)) (7/1/370) إشارة إلى الطبعتين ؛ وشيء من المفاضلة بينهما
.
(2) و أول ذلك :رقم (329) من نسختنا ـ هذه ـ .
(3) وذلك على آخر حديث ، وهو برقم (7448) .
الظمآن )) ، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك
برقميها ، فلا أدري إذا كان السقط من مرتِّبه ، أو ناسخه ، أو طابعه !
فإن كان الأول ؛ فهل كان ذلك منه قصداً ، أو سهواً ؟!
فإن كان الأول ؛ فهل كان ذلك عن منهج التزمه فيه ، منه حذف المكرر منه ؟ أم كان
ذلك سهوا منه ؟
فإن كان الأول ـ وهذا ما أستبعدُهُ ـ ؛ فَيَرِدُ عليه شيئان :
الأول : أننا في الحالة لا نستطيع أن نعتقد أن (( الإحسان )) يغني (1) عن أصله :
(( صحيح ابن حِبَّان )) .
والآخر : أنه يجب في هذه الحالة (2) الاحتفاظ بالمتن الصحيح إسناده ، وحذف اللين
إسناده ، وليس العكس ، كما وقع في هذا الحديث ، والله أعلم . ) .
قلنا : بل الطريقان موجودان ، ولكن متباعد ما بين موضعيهما :
ـ فالطريق الأولى موجودة برقم : 673ـ ( الطبعة اللبنانية ) /674 ـ (طبعة المؤسسة)
.
ـ والطريق الثانية موجودة برقم : 5213 ـ (الطبعة اللبنانية ) /5236 ـ طبعة
المؤسسة) .
__________
(1) قارن بما تقدم (ص12) .
(2) أي : على مرتب ((الصحيح )) ـ وهو الأمير علاء الدين الفارسي ـ .
وَجَلَّ من لا يسهو 000( لَا يَضِلُّ
رَبِّي وَلَا يَنْسَى ) .
000 وها هنا تنبيهات متعددة على طريقة عملنا في نشر هذا الكتاب المبارك ؛ نجعلها
بما يأتي :
1ـ قابلنا ـ مقابلة دقيقة ـ (الطبعة اللبنانية) ـ وهي (الأصل) ـ الذي اعتمد عليه
الشيخ ـ رحمه الله ـ على (طبعة المؤسسة) ـ التي هي أدق منها وأضبط .
بحيث استدركنا مواضع التحريف ، والخلل ، والسقط .
ولم تَخْلُ ( طبعة المؤسسة ) من بعض ذلك ـ أيضاً ـ ؛ مُنبِّهين ـ حَسْبُ ـ على ما
رأينا فائدة جُلَّى في التنبيه عليه .
2ـ حَرَصْنَا على ضبط الأسماء و الأنساب ، و الكنى ، والألقاب ـ التي في الأسانيد
ـ ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ـ مُتحرِّين في ذلك أعلى وجوه الصواب ـ إن شاء الله ـ
.
3ـ كان بداية التفاوت في الترقيم بين الطبعتين هو الحديث رقم (331) .
4ـ أثبتنا الترقيم الأصلي لأحاديث الكتاب من (الطبعة اللبنانية ) ؛ لكونها (الأصل)
الذي اعتمده الشيخ في التخريج ، وجعله عمدته في العزو .
وحتى تكتمل الفائدة ـ مجموعة ـ من الطبعتين ـ معاً ـ أثبتنا عقب كل حديث رقمه من
(طبعة المؤسسة ) ـ إذا كان بينهما تفاوت ـ ، وذلك بين هلالين : ( ) .
5 ـ ثم جعلنا بعد هذا الرقم ـ الذي هو
بين هلالين ـ مباشرة ـ رقم ( التقاسيم و الأنواع )(1) ؛ الذي أثبته ابن بلبان في
((الإحسان)) ـ جاعلينه بين معقوفين : [ ](2) ـ ربطا بين ترتيبه ـ هو ـ و بين
الكتاب الأصل : ( التقاسيم و الأنواع ) ـ كما بين ذلك في مقدمته ـ .
6 ـ لم يُوَحِّد القائمون على ( طبعة المؤسسة ) موضع إثبات رقم
__________
(1) و ذلك نقلا عن ( طبعة المؤسسة ) ؛ فإن ( الطبعة اللبنانية ) ـ ( الأصل ) ـ لم
تُثبِتْ شيئاً من ذلك ـ أصلا .. !
و ثمة مواضع ـ من هذه ـ في ( طبعة المؤسسة ) وضعت بين المعقوفين فيها نقاط ـ هكذا
ـ [ .. : .. ] ؛ أشارة إلى عدم وجود رقم ( التقاسيم و الأنواع ) ـ .
و هناك ـ أيضاً ـ مواضع أخرى خالية من أي رقم أو أشارة ! فراجعنا هذه المواضع فيما
عزاه لابن حبان ـ في ( التقاسيم و الأنواع ) ـ الحافظ ابن حجر في كتابه العظيم :
(( إتحاف المهرة )) ـ و قد طبع منه إلى الآن سبعة عشر مجلدا ـ ؛ مُثبتين ما نجده
منها ـ وهو الأكثر ـ ولله الحمد ـ .
فأما ما لم نجده منها ؛ فهو قليل جدا ؛ لا يكاد يُتِمُّ عشرة أحاديث ...
وهاكم أرقامها في نسختنا من (( الإحسان )) ـ (( التعليقات الحسان )) ـ ، مع ما
يقابلها من مواضعها في (( الإتحاف )) ؛ ـ لعل الله ـ تعالى ـ ييسر لنا ـ أو لغيرنا
من أهل العلم وطلابه ـ وِجْدانَهَا .
وتكاد تكون ـ جميعاً ـ ساقطة من (( الإتحاف )) ـ إما من المؤلف ، أو من المحقق ـ ؛
وهي هذه :
حديث ( 3827 ـ (( الإحسان )) :7/ 312 (( الإتحاف )) ) ، و ( 4054 : 4/558 ) ، و (
5342: 9 /53 ) ، و ( 2751 : 4/642 ) ، و ( 5518 :17/266 ) ، و ( 1045: 15/66 ) ، و
( 1808: 6/48 ) و (2183: 6/168 ) ، و ( 7199 : 15/66 ) ، و{ فوق كل ذي علم عليم }
.
و انظر ما تقدم ( ص 17) ، و ما سيأتي (ص140) .
(2) ولتمييز ما أضفناه ـ و استدركناه ـ من أرقام (التقاسيم و الأنواع) ـ نقلا عن
((إتحاف المهرة )) ـ جعلنا استدراكاتنا بين معقوفين مكررين : [[ ]] .
( التقاسيم و الأنواع ) ؛ فمرة يجعلونه
في نهاية الحديث ، ومرة يجعلونه في نهاية تعليق أبي حاتم !
ولقد وحَّدْنا النسق العلمي في ذلك ؛ بأن جعلناها ـ جميعا ـ في سطر مستقل ـ نهاية
كل حديث ـ ؛ مع سَبْقها بإشارة = ؛ للتنبيه .
7 ـ و مما لاحظناه على كتاب ((الإحسان)) ـ نفسه ـ أنه يوجد فيه كتب لا أبواب لها ،
ولكن لها فروع .
وأنه يوجد كتب لا أبواب لها ، و لكن لها فصول ، ثم الفروع .
و لقد جعلنا ـ على ضوء ذلك ـ أرقام الأبواب متسلسلة مع أرقام الفصول ـ على نسقٍ
واحد ـ ؛ لأنهما في معنى واحد .
8 ـ خلت (الطبعة اللبنانية ) ـ ( الأصل ) ـ من ترقيم الكتب ، فضلاً عن ترقيم
الأبواب ـ و الفصول .
ولقد فعلنا ذلك ـ كلّه ـ على وجه الصواب ـ إن شاء الله ـ .
وأما فروع الأبواب ـ والفصول ـ فلم نهتد إلى ضبط دقيق يُسَهِّلُ من ترقيمها ؛
فأبقيناها كما هي ـ بدون أيِّ ترقيم ـ .
و الله الهادي .
9 ـ هنالك مجموعة قليلة جدا ـ من الأحاديث ـ ساقطة في ( الطبعة اللبنانية ) ، و هي
ثابتة في ( طبعة المؤسسة ) (1) ؛ فاستدركناها ـ جميعا ـ ،
__________
(1) و ما كان مكرراً من الأحاديث ـ فيها ـ فإنه ـ في الغالب ـ مقصود من مُرتَبِهِ
الأمير علاء الدين ؛ لكونه يحمل رقمين مختلفين لـ ( التقاسيم و الأنواع ) .
مع وجود أحاديث ـ أخرى مكررة في ( طبعة المؤسسة ) لم يتميز حالها لنا ؛ هل هي من
خطأ الناشر أو من اضطراب الناسخ ، أو من مقصود المرتب !! فأبقيناها ـ كما هي ـ مع
الإشارة و التنبيه .
جاعلِينها بين معقوفين ، آخذين أحكامها
من ((صحيح الموارد)) ـ و (( ضعيفه )) ـ ، فضلا عن كتب الشيخ ـ الأخرى ـ رحمه الله
ـ عند عدم وجودها في ذينك الكتابين ـ .
10 ـ ما حصل من أخطاء مطبعية في الترقيم ـ في الطبعتين ـ جميعاً ـ أصلحناه بحسب
الاستطاعة :
أ ـ ما كان من قفز بين الأرقام أبقيناه كما هو ؛ مع التنبيه على موضع الخلل .
ب ـ ما كان من خطإ سهل استدراكه ؛ كتكرار ـ أو نحوه ـ أصلحناه ، مع التنبيه و
البيان .
11 ـ ما كان لنا من تعليقات ـ يسيرة جدا ـ على شي من السقط ، أو الترقيم ـ أو نحوه
ـ جعلنا في أخره اسم ( الناشر ) .
و ما كان خِلْوًّا من ذلك : فهو من تعليق الشيخ ـ رحمه الله ـ .
12 ـ هناك أحاديث لها أكثر من إسناد ، دون سياق المتن ؛ جعلت أرقامها في ( الطبعة
اللبنانية ) نقاطا بين معقوفين : [ ... ] ، ونحن ـ تمييزاً ـ كررنا عليها رقم
الحديث السابق لها و بجانبه رمز ( @ ) ؛ هكذا : [ 3576 / @ ] ـ مثلا ـ .
و هي في (طبعة المؤسسة ) بدون أي من
ذلك ؛ لا رقما و لا نقاطا ....
13 ـ أما الأحاديث الساقطة من ( الطبعة اللبنانية ) ـ و التي استدركناها من ( طبعة
المؤسسة ) ـ فقد أعطينا الحديث الساقط ـ المستدرك ـ رقم الحديث الذي قبله ، مع
إضافة رمز (م) (1) ؛ إشارة إلى أنه مكرر ؛ كل ذلك بين معقوفين ؛ هكذا : [ 1698 / م
] ـ مثلا ـ .
14 ـ و ما كان موجودا ـ بالمتن و السند ( 2) ـ دون رقم ـ كذلك ـ في ( الطبعة
اللبنانية ) ـ مجعولا فيه نقاط بين معقوفين [ ... ] : كررنا عليها ـ للتمييز ـ رقم
الحديث السابق لها ، و بجانبه رمز (@) ؛ هكذا : [ 6457 /@] ـ مثلا ـ .
15 ـ وقع ابن حبان ـ رحمه الله ـ في بعض المخالفات العقائدية ؛ كتأويل كثير من
صفات الباري ـ جل و علا ـ ؛ مُغايراً في ذلك منهج السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ
.
و لم يتعقَّبْه الشيخ ـ رحمه الله ـ بشيء من ذلك(3) ـ و لا نحن ـ ؛ وإلا لطال
الكتاب ، و خرج عن مقصوده ؛ مُكتفين بهذه الإشارة العلمية ـ هنا ـ ؛ التي تكفي
اللبيب ، وتغني الأريب .
__________
(1) فإذا كان أكثر من حديث ـ على التوالي ـ جعلنا الرمز مرتبطا برقم مكررـ بجنبه ـ
؛ مثل : ( 5567 / م 1) و ( 5567 / م 2 ) ـ و هكذا ـ .
(2) و هي ـ في الغالب ـ أحاديث مكررة .
(3) مع أن له ـ رحمة الله ـ كلمة جيدة ـ في التنبيه على هذه المخالفات ـ في مقدمته
على ((صحيح موارد الظمآن)) ( 1/9) .
مع أن الشيخ ـ رحمه الله ـ ناقشَهُ ـ
لِمَاماً ـ في بعض مسائل الفقه والاستنباط ؛ كما في حديث رقم (3527) .
16 ـ على وجازة تعليقات الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا الكتاب ـ إلا أن عددا جيدا
منها متميز فريد ؛ حتى قال الشيخ ـ نفسُهُ ـ في حديث رقم (2910) :
(( فاغتنم هذا التحقيق ؛ فإنك قد لا تراه في مكان آخر ، و بالله التوفيق )) .
17 ـ و لقد يسر الله ـ تعالى ـ خدمة لهذا الكتاب ـ صنع مجموعة من الفهارس العلمية
الفنية ـ المتنوعة ـ ؛ التي تقرب بعيده ، و تيسر على الباحث فيه مقصوده ؛ و هي عشر
فهارس .
... هذا ما وفقنا الله ـ تعالى ـ إليه ؛ في هذا العمل العلمي الجليل ؛ سائلين الله
ـ عز وجل ـ أن يرحم مؤلف الكتاب ، و مُرتِّبَهُ ، و مُخرِّجَهُ ، و ناشره و كل من
كانت له يد فيه ـ إنه سميع مجيب ـ .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الناشر
الخامس من شهر ذي القعدة
ـ سنة 1423 هـ ـ
صورة العنوان الأول للكتاب ـ بخط الشيخ
ـ رحمه الله
صورة ما كتبه الشيخ بخطه حول منهجه في الكتاب
صورة تاريخ ابتداء الشيخ تخريج الكتاب ـ بخطه ـ
صورة ما أثبته ـ بخطه ـ فيما يتعلق
بالنسخة المخطوطة
كلمة (تمت) التي كان الشيخ يثبتها على رأس كل صفحة ينتهي
من تخريجها و مراجعتها
وهذه هي الصفحة الأولى للكتاب
كلمة (تمت) التي كان الشيخ يثبتها على
رأس كل صفحة ينتهي
من تخريجها و مراجعتها وهذه هي الصفحة الأخيرة للكتاب
وفي وسط الصفحة ما أثبته الشيخ بخطه من ذكر الفرق بين ترقيم الطبعتين
وأحيانا كان يكتب الشيخ ـ بخطه ـ : (انتهت ) بدل : (تمت )
وهذه صورتها
صورة من بعض استدراكات الشيخ ـ
وتصحيحاته ـ
على الطبعة اللبنانية ـ ((الأصل ))
صورة من استدراكات الشيخ ـ وتصحيحاته ـ
على الطبعتين :((الأصل )) و ((المؤسسة))
تسمية الشيخ ـ رحمه الله ـ للكتاب ـ
بخطه ـ في الكتاب نفسه ـ
باسم : ((التعليقات الحسان ))
صور بعض الملاحظات الخاصة للشيخ ـ بخطه ـ
على الغلاف الداخلي للكتاب
صورة من بعض تعليقات الشيخ ،
واستدراكاته ، وتخريجاته ـ بخطه ـ
صورة من بعض تعليقات الشيخ ، وتخريجاته ـ بخطه ـ
صورة من بعض تعليقات الشيخ ، وتخريجاته ـ بخطه ـ
صورة من بعض إلحاقات التخريج ـ بخط الشيخ ـ
صورة من استدراك الشيخ ، على ((فهرس ))
(الطبعة اللبنانية )
ـ ( الأصل ) ـ بخطه ـ
رَبِّ يَسِّر بخيرٍ
الحمد لله على ما علَّم من البيان ,وألهم من التِّبيان وتَّمم من الجود والفضل
والإحسان .
والصلاة والسلام ـ الأتَّمان الأكملان ـ على سيِّد وَلَدِ عدنان المبعوث بأكمل
الأديان المنعوت في التوراة والإنجيل والفرقان وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم
بإحسان صلاةً دائمةً ما كَرَّ الجديدان وعبد الرحمن .
وبعدُ :
فإنَّ من أجمع المُصنَّفات في الأخبار النبويَّة وأنفع المؤلفات في الآثار
المُحمديَّة وأشرف الأوضاع وأطرف الإبداع : كتاب ((التقاسيم والأنواع)) للشيخ
الإمام حسنة الأيام حافظ زمانه وضابط أوانه مَعدِن الإتقان أبي حاتم محمد بن
حبَّان , التميميِّ البُستيِّ ـ شَكَرَ الله مَسعاهُ وجعل الجنة مثواه ـ ؛ فإنه لم
يُنسَج له على منوال في جمع سُنن الحرام والحلال لكنه لبديع صُنعه ومنيع وضعه قد
عزَّ جانبه فكثُرَ مُجانِبُه تَعسَّر اقتناص شواهده فتعذَّر الاقتباس من فوائده
وموارده .
فرأيت أن أتسبَّب لتقريبه وأتقرَّب إلى الله بتهذيبه وترتيبه وأسهِّلَه على طُلابه
بوضع كلِّ حديث في بابه الذي هو أولى به لِيَؤُمَّهُ مَنْ هَجرَه ويُقدِّمَه مَن
أهمله وأخَّرَه .
وشَرعتُ فيه مُعترفاً بأنَّ البضاعة
مُزجاة وأنْ لا حول ولا قوة إلا بالله فحصَّلتُه في أيسرِ مُدَّة وجعلتُه عُمدةٌ
للطلبة وعُدَّة فأصبح ـ بحمد الله ـ موجوداً بعد أنْ كان كالعدم مقصوداً كنارٍ على
أرفعِ عَلَم , معدوداً ـ بفضل الله ـ مِنْ أكمل النِّعم قد فُتِحَت سماء يُسرِه
فصارت أبواباً وزُحزِحَت جبال عُسرِه فكانت سراباً وقُرِنَ كُلُّ صِنوٍ بصنفه
فآضَت أزواجاً وكُلُّ تِلْوٍ بإلفِه فضاءت سراجاً وهَّاجاً .
وسمَّيتُه :
الإحسان في تقريب ((صحيح ابن حبان))
والله أسأل أن يجعله زاداً لُحسنِ المصير إليه وعَتاداً ليُمنِ القُدُوم عليه إنه
بكلِّ جميل كفيل وهو حسبي ونعم الوكيل .
وها أنا أذكر مُقدِّمةً تشتمل على ثلاثة فُصولٍ :
الفصل الأول : في ذكر ترجمته ؛ لِيُعرَف قَدرُ جلالته .
والفصل الثاني : في نَصِّ خُطبته وما نَصَّ عليه في غُرَّةِ ديباجته وخاتمته
ليُعلَم مَضنون قراره ومكنون مَصونه وأسراره .
والفصل الثالث(1) : في ذكر ما رُتِّبَ عليه هذا الكتاب , من الكتب والفصول
والأبواب ؛ قصداً لتكميل التهذيب , وتسهيل التقريب .
__________
(1) لم يُصرح بهذا فيما يأتي , والظاهر أنَّه البحث الآتي (ص 128) .
قلنا : وقد سقط ذكر [ الفصل الثالث ] من موضعه ـ فيما يأتي ـ (ص 128) ـ ,
واستدركناه ـ ثَمَّة ـ (الناشر) .
( الفصل الأول )
أقول وبالله التوفيق :
هو(1) الإمام الفاضل المتقن المحقق الحافظ العلامة محمد بن حبان بن أحمد بن حبان ـ
بكسر الحاء المهملة وبالباء الموحدة ـ فيهما ـ ابن معاذ بن معبد ـ بالباء الموحدة
ـ بن سعيد بن سَهِيدٍ ـ بفتح السين
__________
(1) قال الشيخ أحمد شاكر - رحمَهُ الله - في (مُقدِّمتِهِ) (ص 43) :
(( لابن حبان تراجم حافلة في مصادر التاريخ المعتمدة واستيعابها يطول به الكلام .
ولم أجد نصًّا في تاريخ مولده , إلا قولهم : أنَّه مات في عشر الثمانين .
وأكثر مايريدون بهذا أنَّهُ قارب أن يبلغ عمره 80 سنة , فيغلب على الظَّنِّ أنَّه
وُلِدَ سنة 280 هـ ـ أو فيما يقاربها ـ .
وقد ترجم له الأمير علاء الدين الفارسي في مقدمة هذا الكتاب ((الإحسان)) ترجمة
متوسطة أرى أنها كافية مع الإشارة إلى مصادر ترجمته التي وصلت إليَّ فأَوْسَعُ
ترجمة رأيتها :
ترجمته في ((معجم البلدان)) لياقوت ـ في مادة ((بُسْت)) : البلد الذي يُنسبُ إليه
ابن حبان البُسْتِيِّ ـ (2/171 ـ 178) .
وترجم له ـ أيضاً ـ الحافظ الذهبي في ((تذكرة الحفَّاظ)) (3/125 ـ 129) وفي
((الميزان)) (3/39) , والحافظ ابن كثير في ((تاريخه)) (11/259) , والسمعاني في
((الأنساب)) (الورقة 80) , وابن الأثير في ((اللباب)) (1/122 ـ 123) وفي
((التاريخ)) (8/203) والحافظ ابن حجر في ((لسان الميزان)) (5/112 ـ 115) , والصلاح
الصَّفدي في ((الوافي بالوفيات)) (2/317 ـ 318) , وابن السُّبكي في ((طبقات الشافعية))
( 2/141 ـ 143) , وابن تَغْرِي بَرْدِي في ((النجوم الزاهرة)) (3/342 ـ 343) ,
وابن العماد في ((شذرات الذهب)) (3/16) .
المهملة وكسر الهاء ـ ويقال : ابن معبد
بن هَدِيَّةَ ـ بفتح الهاء وكسر الدال وتشديد الياء آخر الحروف ـ بن مُرَّة بن سعد
بن يزيد بن مُرَّةَ بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد
مَنَاةَ بن تميم بن مُرِّ بن أُدِّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن مَعَدِّ
بن عدنان أبو حاتم التميمي البُسْتِيُّ القاضي .
أحد الأئمَّة الرَّحَّالين والمُصنِّفين ذكره الحاكم أبو عبد الله فقال :
كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ من عقلاء الرجال .
وكان قَدِمَ نيسابور فَسَمِعَ بها من عبد الله بن شيرويه ثم إنَّه دخل العراق
فأكثر عن أبي خليفة القاضي وأقرانه وبالأهواز وبالموصل وبالجزيرة وبالشام وبمصر
وبالحجاز وكتب بهراة ومرو وبخارى .
ورحل إلى عمر بن محمد بن بجير ـ وأكثر عنه ـ وروى عن الحسن بن سفيان وأبي يعلى
الموصلي
ثم صنَّف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يُسبَق إليه .
ووَلِيَ القضاء بسمرقند وغيرها من المدن بخراسان .
ثم وردَ نيسابور سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة وخرج إلى القضاء إلى ( نَسَا ) ـ
وغيرها ـ وانصرف إلينا سنة سبع وثلاثين فأقام بنيسابور وبنى الخانقاه
وسمع منه خلق كثير روى عنه الحاكم أبو
عبد الله وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الهروي وأبو بكر عبد الله بن محمد بن
إبراهيم بن سلم وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله النُّوقاتي وأبو معاذٍ عبد
الرحمن بن محمد بن علي بن رِزْقٍ السجستاني وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد
الزَّوْزَنِيُّ .
وقال أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الإدريسي :
أبو حاتم البُسْتِيُّ كان من فقهاء الناس وحفَّاظ الآثار المشهورين في الأمصار
والأقطار عالماً بالطب والنجوم وفنون العلوم ألَّف : (( المسند الصحيح )) , و ((
التاريخ )) , و (( الضعفاء )) , والكتب المشهورة في كل فنٍّ وفقَّهَ الناس بسمرقند
ثم تحوَّل إلى بُسْتٍ .
ذكره عبد الغني بن سعيد في ( البُسْتِي ) .
وذكره الخطيب وقال : (( وكان ثقةً ثبتاً فاضلاً فَهِماً )) .
وذكره الأمير في ( حِبَّان ـ بكسر الحاء المهملة ـ ) .
وَلِيَ القضاء بسمرقند وكان من الحفاظ الأثبات .
توفي بسجستان ليلة الجمعة لثمان ليال بقين من شوال سنة أربع وخمسين وثلاث مئة وقيل
ببست في داره التي هي اليوم مدرسة لصحابه ومسكن للغرباء الذين يقيمون بها من أهل الحديث
والمتفقِّهةِ منهم ولهم جرايات يستنفقونها وفيها خزانة كتب .
( الفصل الثاني )
قال - رحمه الله - :
الحمد لله المستحقِّ الحمد لآلائه المتوحِّد بعزِّه وكبريائه القريب من خلقه في
أعلى عُلُوِّه البعيد منهم في أدنى دُنوِّه العالم بكَنِينِ مكنون النجوى والمُطَّلع
على أفكار السر وأخفى وما استجنَّ تحت عناصر الثرى وما جال فيه خواطر الورى الذي
ابتدع الأشياء بقدرته وذرأ الأنام بمشيئته من غير أصل عليه افتعل ولا رسمِ مرسومٍ
امتثل ثم جعل العقول مسلكاً لذوي الحِجا وملجأ في مسالك أولي النُّهى وجعل أسباب
الوصول إلى كيفية العقول ما شقَّ لهم من الأسماع والأبصار والتكلُّف للبحث
والاعتبار فأحكم لطيف ما دَبَّر وأتقن جميع ما قَدَّرَ .
ثم فضَّل ـ بأنواع الخطاب ـ أهل التمييز والألباب ثم اختار طائفة لصفوته وهداهم
لزوم طاعته من اتباع سُبُلِ الأبرار في لزوم السنن والآثار فزيَّن قلوبهم بالإيمان
وأنطق ألسنتهم بالبيان من كشف أعلام دينه واتباع سنن نبيه بالدُّؤُوب في الرَّحَل
والأسفار وفراق الأهل والأوطار في جمع السنن ورفض الأهواء والتفقُّه بترك الآراء .
فتجرَّد القوم للحديث وطلبوه ورحلوا فيه وكتبوه وسألوا عنه وأحكموه وذاكروا به
ونشروه وتفقَّهوا فيه وأصَّلوهُ وفرَّعوا عليه وبذلوه وبينوا المرسل من المُتَّصل
والموقوف من المنفصل والناسخ من المنسوخ والمحكم من المفسوخ
والمفسر من المجمل والمستعمل من المهمل
والمختصر من المتقصَّى والملزوق من المتفصَّى والعموم من الخصوص والدليل من
المنصوص والمباح من المزجور والغريب من المشهور والفرض من الإرشاد والحتم من
الإيعاد والعدول من المجروحين والضعفاء من المتروكين وكيفية المعمول والكشف عن
المجهول وما حُرِّف عن المخزول وقُلِب من المنحول من مخايل التدليس وما فيه من
التلبيس ....
حتى حفظ الله بهم الدين على المسلمين وصانه عن ثلب القادحين وجعلهم عند التنازع
أئمة الهدى وفي النوازل مصابيح الدجى فهم ورثة الأنبياء ومأنسُ الأصفياء وملجأ
الأتقياء ومركز الأولياء .
فله الحمد على قَدَرِه وقضائه وتَفضُّله بعطائه وبِرِّه ونعمائه ومَنِّه بآلائه .
أشهد أن لا إله إلا الذي بهدايته سَعِدَ من اهتدى وبتأييده رَشَدَ من اتعظ وارعوى
وبخذلانه ضَلَّ من زلَّ وغوى وحاد عن الطريقة المثلى .
وأشهد أن محمَّداً عبده المصفى ورسوله المرتضى بعثه إليه داعياً وإلى جنانه هادياً
فصلى الله عليه وأزلفه في الحشر لديه وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين .
أما بعد :
فإن الله ـ جل وعلا ـ انتخب محمداً صلى الله عليه و سلم لنفسه وليًّا وبعثه إلى
خلقه نبيًّا ليدعوا الخلق من عبادة الأشياء إلى عبادته ومن اتباع السُّبُلِ إلى
لزوم طاعته حيث كان الخلق في جاهلية
جهلاء وعصبية مُضلَّةٍ عمياء يهيمون في الفتن حيارى ويخوضون في الأهواء سكارى
يتردَّدون في بحار الضلالة ويجولون في أودية الجهالة شريفهم مغرور ووضيعهم مقهور .
فبعثه الله إلى خلقه رسولاً وجعله إلى جنانه دليلاً فبلَّغ صلى الله عليه و سلم
عنه رسالاته وبيَّن المراد عن آياته وأمر بكسر الأصنام ودحض الأزلام حتى أسفر الحق
عن محضه وأبدى الليل عن صُبحه وانحط به أعلام الشقاق وانهشم بيضة النفاق .
وإن في لزوم سُنَّتِه تمام السلامة وجُمَّاعَ الكرامة لا تُطفأ سُرُجُها ولا تُدحض
حُجَجُها مَنْ لَزِمَها عُصِمَ ومن خالفها نَدِمَ إذ هي الحصن الحصين والركن
الركين الذي بان فضله ومَتُنَ حبله من تمسك به ساد ومن رام خلافه باد فالمتعلقون
به أهل السعادة في الآجل والمغبوطون بين الأنام في العاجل .
وإني لمَّا رأيت الأخبار طُرُقُها كَثُرَت ومعرفة الناس بالصحيح منها قلَّت
لاشتغالهم بكتبة الموضوعات وحفظ الخطإ و المقلوبات حتى صار الخبر الصحيح مهجوراً
لا يُكتب والمنكر المقلوب عزيزاً [ لا](1) يُستغرب وأن من جمع السنن من الأئمة
المرضيين وتكلم عليها من أهل الفقه والدين أمعنوا في ذكر الطرق للأخبار وأكثروا من
تكرار المعاد للآثار قصداً منهم لتحصيل الألفاظ على من رام حفظها من الحُفَّاظ
فكان ذلك سبب اعتماد المتعلم على
__________
(1) زيادة مهمة غير موجودة في ((الأصل)) , ولا في ((طبعة المؤسسة)) !! والسياق
يقتضيها .
ما في الكتاب وتَرْكِ المقتبس التحصيل
للخطاب فتدبَّرتُ الصِّحاح لأسهِّل حفظها على المتعلِّمين وأمعنت الفكر فيها لئلا
يصعُب وَعيُها على المقتبسين فرأيتها تنقسم خمسة أقسام متساوية مُتَّفقة التقسيم
غير مُتنافيةٍ :
فأوَّلها : الأوامرُ التي أمر الله عبادَه بها .
والثاني : النواهي التي نهى الله عباده عنها .
والثالث : إخباره عما احتيج إلى معرفتها .
والرابع : الإباحات التي أُبيح ارتكابها .
والخامس : أفعال النبي صلى الله عليه و سلم التي انفرد بفعلها .
ثم رأيت كل قسم منها يتنوَّع أنواعاً كثيرة ومن كل نوعٍ تتنوَّع علوم خطيرة ليس
يَعقِلُها إلا العالمون الذين هم في العلم راسخون دون من اشتغل في الأصول بالقياس
المنكوس وأمعن في الفروع بالرأي المنحوس .
وإنَّا نُملِي كل قسم بما فيه من الأنواع وكل نوع بما فيه من الاختراع الذي لا
يخفى تحصيره على ذوي الحجا ولا تتعذَّرُ كيفيَّتُه على أُولِي النهى .
ونبدأ منه بأنواع تراجم الكتاب ثم نملي الأخبار بألفاظ الخطاب بأشهرها إسناداً
وأوثَقِها عماداً من غير وجود قطع في سندها ولا ثبوت جرح في ناقليها لأن الاقتصار
على أتم المتون أَولى والاعتبار بأشهر الأسانيد أحرى من الخوض في تخريج التكرار
وإن آل أمرُه إلى صحيح الاعتبار .
والله الموفق لما قصدنا بالإتمام وإياه نسأل الثبات على السُنَّةِ
والإسلام وبه نتعوَّذُ من البدع والآثام والسبب الموجب للانتقام إنه المعين لأوليائه على أسباب الخيرات والموفق لهم سلوك أنواع الطاعات وإليه الرغبة في تيسير ما أردنا وتسهيل ما أومأنا إنه جوادٌ كريم رؤوف رحيم .
القسم الأول من أقسام السنن ؛
وهو : الأوامر
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ :
تدبَّرتُ خطاب الأوامر عن المصطفى صلى الله عليه و سلم لاستكشاف ما طواه في جوامع
كَلِمهِ فرأيتها تدور على مائة نوع وعشرة أنواع يجب على كل منتحل للسُّنَنِ أن
يعرف فصولها وكل منسوب إلى العلم أن يقف على جوامعها لئلا يضع السُّنن إلا في
مواضعها ولا يزيلها عن موضع القصد في سننها :
فأما النوع الأول : من أنواع الأوامر فهو لفظ الأمر الذي هو فرض على المخاطبين
كافة في جميع الأحوال وفي كل الأوقات حتى لا يَسعَ أحداً منهم الخروج منه بحالٍ .
النوع الثاني : ألفاظ الوعد التي مرادها الأوامر باستعمال تلك الأشياء .
النوع الثالث : لفظ الأمر الذي أُمِرَ به المخاطبون في بعض الأحوال ـ لا الكلِّ ـ
.
النوع الرابع : لفظ الأمر الذي أُمِرَ به بعض المخاطبين في بعض الأحوال ـ لا
الكلِّ ـ .
النوع الخامس : الأمر بالشيء الذي قامت الدلالة من خبر ثان على فَرْضِيَّتِه
وعارضه بعض فعله ووافقه البعض .
النوع السادس : لفظ الأمر الذي قامت
الدلالة من خبر ثان على فَرْضِيَّتِه قد يسع ترك ذلك الأمر المفروض عند وجود عشر
خصال معلومة فمتى وجد خصلة من هذه الخصال العشر كان الأمر باستعمال ذلك الشيء
جائزاً تركه ومتى عُدِمَ هذه الخصال العشر كان الأمر باستعمال ذلك الشيء واجباً .
النوع السابع الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في اللفظ :
ـ الأول ـ منها ـ : فرضٌ يشتمل على أجزاء وشُعَبٍ تختلف أحوال المخاطبين فيها .
ـ والثاني : وَرَدَ بلفظ العموم والمراد منه استعماله في بعض الأحوال لأنَّ ردَّه
فرض على الكفاية .
ـ والثالث : أَمرُ ندبٍ و إرشاد .
والنوع الثامن : الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في اللفظ :
ـ الأول ـ منها ـ : فرض على المخاطبين في بعض الأحوال
ـ والثاني فرض على المخاطبين في جميع الأحوال .
ـ والثالث أمر إباحةٍ لا حتمٍ
النوع التاسع : الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في الذِّكرِ :
ـ أحدها فرض على جميع المخاطبين في جميع الأحوال .
ـ والثاني والثالث أمرُ ندبٍ وإرشادٍ لا فريضة وإيجاب .
النوع العاشر : الأمر بشيئين مقرونين
في اللفظ :
ـ أحدُهما فرض على بعض المخاطبين على الكفاية
ـ والثاني أمر إباحة لا حتم
النوع الحادي عشر : الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في اللفظ :
ـ الأول ـ منها ـ : فرض على المخاطَبين في بعض الأحوال .
ـ والثاني : فرض على المخاطَبين في بعض الأحوال .
ـ والثالث : فرض على المخاطَبين في جميع الأوقات .
النوع الثاني عشر : الأمر بأربعة أشياء مقرونة في الذِّكر :
ـ الأول ـ منها ـ : فرضٌ على جميع المخاطَبين في كل الأوقات .
ـ والثاني : فرض على المخاطَبين في بعض الأحوال .
ـ والثالث : فرض على بعض المخاطَبين في بعض الأوقات .
ـ والرابع : ورد بلفظ العموم وله تخصيصان اثنان من خبرين آخرين .
النوع الثالث عشر : الأمر بأربعة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ الأول ـ منها ـ : فرض على جميع المخاطَبين في كل الأوقات .
ـ والثاني : فرض على المخاطبين في بعض الأحوال .
ـ والثالث فرض على بعض المخاطبين في بعض الأحوال .
ـ والرابع : أمر تأديب وإرشاد أُمِرَ
به المخاطب إلا عند وجود علَّةٍ معلومة وخصال معدودة . النوع الرابع عشر : الأمر
بالشيء الواحد للشخصين المتباينين والمراد منه : أحدهما لا كلاهما .
النوع الخامس عشر : الأمر الذي أُمِرَ به إنسان بعينه في شيء معلوم لا يجوز لأحد
بعده استعمال ذلك الفعل إلى يوم القيامة وإن كان ذلك الشيء معلوماً يوجد .
النوع السادس عشر الأمر بفعل عند وجود سبب لعلة معلومة .
وعند عدم ذلك السبب الأمر بفعل ثان لعلَّةٍ معلومة خلاف تلك العلة المعلومة التي
من أجلها أُمِرَ بالأمر الأول .
النوع السابع عشر : الأمر بأشياء معلومة قد كرَّر بذكر الأمر بشيء من تلك الأشياء
المأمور بها على سبيل التأكيد .
النوع الثامن عشر : الأمر باستعمال شيء ـ بإضمار سبب ـ لا يجوز استعمال ذلك الشيء
إلا باعتقاد ذلك السبب المضمر في نفس الخطاب .
النوع التاسع عشر : الأمرُ بالشيء الذي أُمِرَ به على سبيل الحَتْمِ مراده استعمال
ذلك الشيء مع الزَّجْرِ عن ضدِّه .
النوع العشرون : الأمرُ بالشيء الذي أُمرَ به المخاطبون في بعض
الأحوال عند وقتين معلومين على سبيل
الفرض والإيجاب قد دلَّ فِعلُه على أن المأمور به في أحد الوقتين المعلومين غير
فرض وبقي حكم الوقت الثاني على حالته .
النوع الحادي والعشرون ألفاظ إعلام مرادها الأوامر التي هي المفسِّرة لمجمل الخطاب
في الكتاب .
النوع الثاني والعشرون : لفظة أمر بشيء يشتمل على أجزاء وشعب فما كان من تلك
الأجزاء والشُّعَبِ بالإجماع أنه ليس بفرض فهو نفل وما لم يَدُلَّ الإجماع ولا
الخبر على نفليَّتِه فهو حتم لا يجوز تركه بحال .
النوع الثالث والعشرون : الأوامر التي وردت بألفاظ مُجملةٍ تفسير تلك الجُمَلِ في
أخبار أُخرَ .
النوع الرابع والعشرون : الأوامر التي وردت بألفاظ مجملة مختصرة ذُكِرَ بعضها في
أخبار أُخر .
النوع الخامس والعشرون : الأمر بالشيء الذي بيان كيفيته في أفعاله صلى الله عليه و
سلم .
النوع السادس والعشرين : الأمر بشيئين مُتضادَّين على سبيل الندب خير المأمور به
بينهما حتى إنه ليفعل ما شاء من الأمرين المأمور بهما والقصد فيه الزجر عن شيء
ثالث .
النوع السابع والعشرون : الأمر بشيئين مقرونين في الذِّكر :
المراد من أحدهما : الحتم والإيجاب مع
إضمار شرط فيه قد قُرِنَ به حتى لا يكون الأمر بذلك الشيء إلا مقروناً بذلك الشرط
الذي هو المضمر في نفس الخطاب .
والآخر أمر إيجاب على ظاهره يشتمل على الزجر عن ضدِّهِ .
النوع الثامن والعشرون : لفظ الأمر الذي ظاهرُه مستقلٌّ بنفسه وله تخصيصان اثنان :
أحدهما : من خبر ثان والآخر من الإجماع
وقد يُستعمل الخبر مرَّةً على عمومه وتارة يخصُّ بخبر ثان وأخرى يخصُّ بالإجماع .
النوع التاسع والعشرون : الأمر بشيئين مقرونين في الذِّكر خُيِّرَ المأمور به
بينهما حتى إنَّهُ موسَّعٌ عليه ؛ يفعل أيُّهما شاء منهما .
النوع الثلاثون : الأمر الذي ورد بلفظ البدل حتى لا يجوز استعماله إلا عند عدم
السبيل إلى الفرض الأول .
النوع الحادي والثلاثون : لفظة أمرٍ بفعلٍ من أجل سببٍ مُضمرٍ في الخطاب فمتى كان
السبب للمضمر ـ الذي من أجله بذلك الفعل ـ معلوماً بعلمٍ : كان الأمر به واجباً
وقد عُدِمَ علمُ ذلك السبب بعد قَطْعِ الوحي ؛ فغير جائز استعمال ذلك الفعل لأحد
إلى يوم القيامة .
النوع الثاني والثلاثون : الأمر باستعمال فعل عند عدم شيئين معلومين فمتى عُدِمَ
الشيئان اللذان ذُكرا في ظاهر الخطاب : كان استعمال
ذلك الفعل مُباحاً للمسلمين كافَّةً
ومتى كان أحدُ ذيْنِكَ الشيئين موجوداً :
كان استعمال ذلك الفعل منهياً عنه بعض الناس وقد يباح استعمال ذلك الفعل تارةً لمن
وُجِدَ فيه الشيئان اللذان وصفتُهما كما زُجِرَ عن استعماله تارةً أُخرى مَنْ
وُجدا فيه .
النوع الثالث والثلاثون : الأمر بإعادة فعلٍ قَصَدَ المؤدِّي لذلك الفعل أداءه
فأتى به على غير الشرط الذي أُمِرَ به .
النوع الرابع والثلاثون : الأمرُ بشيئين مقرونين في الذكر عند حدوث سببين :
ـ أحدهما : معلومٌ يُستعملُ على كيفيِّتِه .
ـ والآخرُ : بيان كيفيِّته في فعله وأَمره .
النوع الخامس والثلاثون : الأمر بالشيء الذي أُمِرَ به بلفظ الإيجاب والحتم وقد
قامت الدلالة من خبر ثان على أنه سُنَّةٌ والقصد فيه علة معلومة أُمِرَ من أجلها
هذا الأمر المأمور به .
النوع السادس والثلاثون : الأمر بالشيء الذي كان محظوراً فأُبيحَ به ثم نُهِيَ عنه
ثم أُبِيح ثم نُهِي عنه فهو مُحَرَّمٌ إلى يوم القيامة .
النوع السابع والثلاثون : الأمر الذي خُيِّرَ المأمور به بين ثلاثة أشياء مقرونة
في الذكر عند عدم القدرة على كل واحد منها حتى يكون المقترض عليه عند العجز عن
الأول له أن يؤدي الثاني وعند عجز الثاني له أن يؤدي الثالث .
النوع الثامن والثلاثون لفظ الأمر الذي
خُيِّرَ المأمور به بين أمرين بلفظ التخيير على سبيل الحتم والايجاب حتى يكون
المفترض عليه له أن يؤدي أيهما شاء منها .
النوع التاسع والثلاثون : لفظ الأمر الذي خُيِّرَ المأمور به بين أشياء محصورة من
عدد معلوم حتى لا يكون له تعدِّي ما خُيِّرَ فيه إلى ما هو أكثر منه من العدد .
النوع الاربعون : الأمر الذي هو فرض خُيِّرَ المأمور به بين ثلاثة أشياء حتى يكون
المفترَضُ عليه له أن يؤدي أيما شاء من الأشياء الثلاث .
النوع الحادي والأربعون : الأمر بالشيء الذي خُيِّرَ المأمور به في أدائه بين صفات
ذوات عدد ثم نُدِبَ إلى الأخذ منها بأيسرها عليه .
النوع الثاني والأربعون : الأمر الذي خُيِّرَ المأمور به في أدائه بين صفات أربع
حتى يكون المأمور به له أن يؤدي ذلك الفعل بأي صفة من تلك الصفات الأربع شاء
والقصد فيه الندب والارشاد .
النوع الثالث والأربعون : الأمر الذي هو مقرونٌ بشرط فمتى كان ذلك الشرط موجوداً
كان الأمر واجباً ومتى عُدِمَ ذلك الشرط بَطَلَ ذلك الأمر .
النوع الرابع والأربعون : الأمرُ بفعلٍ مقرونٍ بشرطٍ حُكْمُ ذلك الفعل على الإيجاب
وسبيل الشرط على الإرشاد .
النوع الخامس والأربعون : الأمر الذي
أُمِرَ بإضمار شرط في ظاهر الخطاب فمتى كان ذلك الشرط المضمر موجوداً كان الأمر
واجباً ومتى عُدِمَ ذلك الشرط جاز استعمال ضد ذلك الأمر .
النوع السادس والأربعون : الأمر بشيئين مقرونين في الذكر :
ـ أحدهما : فرضٌ قامت الدلالة من خبر ثان على فرضيَّتِه .
ـ والآخر نفلٌ دلَّ الإجماع على نَفْلِيَّتِه .
النوع السابع والأربعون : الأمرُ بشيئين في الذِّكرِ .
ـ أحداهما : أراد به التعليم .
ـ والآخر : أمر إباحة لا حتمٍ .
النوع الثامن والأربعون : الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في الذَّكر .
ـ أحداهما : فرضٌ على جميع المُخاطَبين في كل الأوقات .
ـ والثاني : فرضٌ على بعض الخاطَبين في بعض الأحوال .
ـ والثالث : له تخصيصان اثنان من خبرين آخرين حتى لا يجوز استعماله على عموم ما
ورد الخبر فيه إلا بأحد التخصيصين اللذين ذكرتهما .
النوع التاسع والأربعون : الأمرُ بثلاثة أشياء مقرونة في الذكر المراد من اللفظتين
الأُولَيَيْنِ : أمر فضيلة وإرشاد والثالث أمر إباحة لا حتم .
النوع الخمسون : الأمرُ بثلاثة أشياء
مقرونة في الذِّكرِ :
ـ الأول ـ منها ـ : فرضٌ لا يجوز تركُه .
ـ والثاني والثالث : أمران لعلَّةٍ معلومةٍ مُرادُها الندب والإرشاد .
النوع الحادي والخمسون : الأمرُ بأربعة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ الأول والثالث : أمرا ندب وإرشادٍ .
ـ والثاني : قُرِنَ بشرط فالفعل المشار إليه في نفسه نفلٌ والشرط الذي قُرِنَ به
فرضٌ .
ـ والرابع : أمر إباحةٍ لا حتمٍ .
النوع الثاني والخمسون : الأمر بالشيء بذكر تعقيب شيء ماض والمراد منه بدايته
فأطلق الأمر بلفظ التعقيب والقصدُ منه : البداية لعدم ذلك التعقيب إلا بتلك
البداية .
النوع الثالث والخمسون : الأمرُ بفعلٍ في أوقات معلومة من أجل سبب معلوم فمتى صادف
المرء ذلك السبب في أحد الأوقات المذكورة : سقط عنه ذلك في سائرها وإن كان ذلك أمر
ندب وإرشاد .
النوع الرابع والخمسون : الأمرُ بفعل مقرون بصفة معينةٍ عليها يجوز استعمال ذلك
الفعل بغير تلك الصفة التي قُرِنَت به .
النوع الخامس والخمسون : الأمرُ من أجلِ عِلَلٍ مُضمَرةٍ في نفس الخطاب لم تُبيَّن
كيفيتها في ظواهر الأخبار .
النوع السادس والخمسون : الأمرُ بخمسة
أشياء مقرونة في الذكر :
ـ الأول ـ منها ـ : بلفظ العموم والمراد منه الخاصُّ .
ـ والثاني والثالث : لكلِّ واحدٍ منهما تخصيصان اثنان كل واحد منهما من سُنَّةٍ
ثابتةٍ .
ـ والرابع : قُصِدَ به بعض المخاطَبين في بعض الأحوال .
ـ والخامس : فرضٌ على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين فرضُه .
النوع السابع والخمسون : الأمر بستة أشياء مقرونة في اللفظ :
ـ الثلاثة الأُوَلُ : فرض على المخاطبين في بعض الأحوال .
ـ والثلاثة الأُخَرُ : فرض على المخاطبين في كل الأحوال .
النوع الثامن والخمسون : الأمر بسبعة أشياء مقرونةٍ في الذِّكرِ .
ـ الأول والثاني ـ منهما ـ : أَمرَا ندبٍ وإرشادٍ .
ـ والثالث والرابع : أُطلِقَا بلفظ العموم والمراد منه : البعضُ ـ لا الكلُّ ـ .
ـ والخامس والسابع : أَمرَا حتمٍ وإيجاب في الوقت دون الوقت .
ـ والسادسُ : أُمِرَ باستعماله على العموم والمراد منه : استعمالُه مع المسلمين
دون غيرهم .
النوع التاسع والخمسون : الأمر بفعلٍ
عند وجود شيئين معلومين والمراد منه : أحدُهما لا كلاهما لعدم اجتماعهما ـ معاً ـ
في السبب الذي من أجله أُمِرَ بذلك الفعل .
النوع الستُّون : الأمر بترك طاعة المرء بإتيانها من غير إرداف ما يُشبِهُها أو
تقديم مثلها .
النوع الحادي والستون : الأمر بشيئين مقرونين في الذكر :
ـ أحدهما : فرضٌ لا يَسَعُ رفضُه .
ـ والثاني : مرادُه التغليظُ والتشديدُ دون الحكم .
النوع الثاني والستون : لفظةُ أَمرٍ قُرِنَ بزجر عن ترك استعمال شيء قد قُرِنَ
إباحتُه بشرطين معلومين ثم قُرِنَ أحد الشرطين بشرطٍ ثالثٍ حتى لا يُباح ذلك الفعل
إلا بهذه الشرائط المذكورة .
النوع الثالث والستون : الأمر بالشيء الذي مُرادُه التحذير مما يُتوقَّع في
المُتعقَّب مما حُظِرَ عليه .
النوع الرابع والستون : الأمرُ بالشيء الذي مُرادُه الزَّجر عن سبب ذلك الشيء
المأمور به .
النوع الخامس والستون : الأمر بالشيء الذي خرج مخرج الخصوص والمراد منه إيجابه على
بعض المسليمن إذا كان فيهم الآلة التي من أجلها أُمِرَ بذلك الفعل موجودة .
النوع السادس والستون : لفظةُ أمرٍ
بقولٍ مرادها استعماله بالقلب دون النطق باللسان .
النوع السابع والستون : الأوامر التي أَمَرَ باستعمالها قصداً منه للإرشاد وطلب
الثواب .
النوع الثامن والستون : الأمر بشيء يُذْكَرُ بشرط معلوم زاد ذلك الشرط ـ أو نقص عن
تحصيره ـ كان الأمرُ ـ حالَتَهُ ـ واجباً بعد أن يوجد من ذلك الشرط ما كان ـ من
غير تحصير معلومٍ ـ .
النوع التاسع والستون : الأمر بالشيء الذي أُمِرَ من أجل سبب تقدَّمَ والمرادُ منه
التأديب لئلا يرتكب المرء ذلك السبب الذي من أجله أُمِرَ بذلك الأمر من غير عُذرٍ
.
النوع السبعون : الأوامر التي وردت مرادها الإباحة والإطلاق دون الحكم والإيجاب .
النوع الحادي والسبعون : الأوامر التي أُبِيحَت من أجل أشياء محصورة على شرط معلوم
للسَّعة والترخيص .
النوع الثاني والسبعون : الأمر بالشيء عند حدوث سببٍ بإطلاق اسم المقصود على سببه
.
النوع الثالث والسبعون : الأوامر التي وردت مرادها التهديدُ والزجر عن ضدِّ الأمر
الذي أُمر به .
النوع الرابع والسبعون : الأمر بالشيء
عند فعل ماض مرادُه جواز استعمال ذلك الفعل المسؤول عنه مع إباحة استعماله مرة
أخرى .
النوع الخامس والسبعون : الأمر باستعمال شيء قُصِدَ به الزجر استعمال شيء ثان
والمراد منهما ـ معاً ـ عِلَّةٌ مُضمَرةٌ في نفس الخطاب لا أن استعمال ذلك الفعل مُحرَّمٌ
وإن زُجِرَ عن ارتكابه .
النوع السادس والسبعون : الأمر بالشيء الذي مراده التعليم حيث جهل المأمور به
كيفية استعمال ذلك الفعل لا أنه أمر على سبيل الحتم والإيجاب .
النوع السابع والسبعون : الأمر الذي أُمِرَ به والمراد الوثيقة ليحتاط المسلمون
لدينهم عند الإشكال بعده .
النوع الثامن والسبعون : الأوامر التي أُمِرَتْ مرادها التعليم .
النوع التاسع والسبعون : الأمر بالشيء الذي أُمِرَ به لعلة معلومة لم تذكر في نفس
الخطاب وقد دل الإجماع على نفي إمضاء حكمه على ظاهره .
النوع الثمانون : الأمر باستعمال شيء بإطلاق اسمٍ على ذلك الشيء والمراد منه ما
تولَّد منه لا نفس ذلك الشيء .
النوع الحادي والثمانون : ألفاظ الأوامر التي أُطلِقَت بالكنايات دون التصريح .
النوع الثاني والثمانون : الأوامرُ التي أُمِرَ بها النساء في بعض الأحوال دون
الرجال .
النوع الثالث والثمانون : الأوامر التي
وردت بألفاظ التعريض مرادها الأوامر باستعمالها .
النوع الرابع والثمانون : لفظةُ أَمرٍ بشيء بلفظِ المسألة مراده استعماله على سبيل
العتاب لمرتكب ضدَّه .
النوع الخامس والثمانون : الأمر بالشيء الذي قُرِنَ بذكر نفي الاسم عن ذلك الشيء
لنقصه عن الكمال .
النوع السادس والثمانون : الأمر الذي قُرِنَ بذكر عدد معلوم من غير أن يكون المراد
من ذكر ذلك العدد نفياً عما وراءه .
النوع السابع والثمانون : الأمر بمجانبة شيء مرادُه الزجر عمَّا تولَّد ذلك الشيء
منه .
النوع الثامن والثمانون : الأمر الذي ورد بلفظ الردِّ والإرجاع مراده نفي جواز
استعمال الفعل دون إجازته وإمضائه .
النوع التاسع والثمانون : ألفاظ المدح للأشياء التي مرادها الأوامر بها .
النوع التسعون : الأوامر المعلَّلَة التي قُرِنَت بشرائط يجوز القياس عليها .
النوع الحادي والتسعون : لفظ الإخبار عن نفي شيء ـ إلا بذكر عدد محصور ـ مراده
الأمر على سبيل الإيجاب قد استثني بعض ذلك العدد المحصور بصفة معلومة فأُسقِطَ عنه
حكم ما دخل تحت ذلك العدد المعلوم
الذي من أجله أُمِرَ بذلك الأمر .
النوع الثاني والتسعون : ألفاظ الإخبار للأشياء التي مرادها الأوامر بها .
النوع الثالث والتسعون : الإخبار عن الأشياء التي مرادها الأمر بالمداومة عليها .
النوع الرابع والتسعون : الأوامر المضادة التي هي من اختلاف المباح .
النوع الخامس والتسعون : الأوامر التي أُمِرَت لأسباب موجودة وعلل معلومة .
النوع السادس والتسعون : لفظةُ أمر بفعل مع استعماله ذلك الأمر المأمور به ثم
نَسَخَها فعل ثان وأمر آخر .
النوع السابع والتسعون : الأمر الذي هو فرض خُيِّرَ المأمور به بين أدائه وبين
تركه مع الاقتداء ثم نُسِخَ الاقتداء والتخيير جميعاً وبقي الفرض الباقي من غير
تخيير .
النوع الثامن والتسعون : الأمر بالشيء الذي أُمِرَ به ثم حُرِّم ذلك الفعل على
الرجال وبقي حكم النساء مباحاً لهنَّ استعماله .
النوع التاسع والتسعون : ألفاظُ أوامر منسوخة نُسِخَت بألفاظ أخرى من ورود إباحة
على حَظْر أو حظر على إباحة .
النوع المئة : الأمر الذي هو المستثنى من بعض ما أُبِيحَ بعد حظره .
النوع الحادي والمئة : الأمر بالأشياء التي نُسِخَت تلاوتها وبقي حكمها .
النوع الثاني والمئة : ألفاظ أوامر
أُطلِقَت بألفاظ المجاورة من غير وجود حقائقها .
النوع الثالث والمئة : الأوامر التي أمَرَ بها قصداً لمخالفة المشركين وأهل الكتاب
.
النوع الرابع والمئة : الأمر بالأدعية التي يتقرب العبد بها إلى بارئه جل وعلا .
النوع الخامس والمئة : الأمر بأشياء أُطلِقَت بألفاظ إضمار القصد في نفس الخطاب .
النوع السادس والمئة : الأمر الذي أُمِرَ لعلة معلومة فارتفعت العلة وبقي الحكم
على حالته فرضاً إلى يوم القيامة .
النوع السابع والمئة : الأمر بالشيء على سبيل الندب عند سبب مُتقدِّمٍ ثم عُطِفَ
بالزجر عن مثله مراده السبب المتقدم لا نفس ذلك الشيء المأمور به .
النوع الثامن والمئة : الأمر بالشيء الذي قُرِنَ بشرط معلوم مراده الزجر عن ضد ذلك
الشرط الذي قُرِنَ بالأمر .
النوع التاسع والمئة : الأمرُ بالشيء الذي قُصِدَ به مخالفة أهل الكتاب قد خُيِّرَ
المأمور به بين أشياء ذوات عددٍ بلفظ مجمل ثم استثني من تلك
الأشياء شيء فزُجِرَ عنه وثبتت الباقية
على حالتها مباحاً استعمالها .
النوع العاشر والمئة : الأمر بالشيء الذي مراده الإعلام بنفي جواز استعمال ذلك
الشيء لا الأمر به(1) .
__________
(1) انظر (ص 123) .
القسم الثاني من أقسام السنن ؛
وهو : النواهي
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ :
وقد تتبعتُ النواهي عن المصطفى صلى الله عليه و سلم وتدبَّرت جوامع فصولها وأنواع
ورودها لأن مجراها في تشعُّب الفصول مجرى الأوامر في الأصول فرأيتها تدور على مائة
نوع وعشرة أنواع .
النوع الأول :الزجر عن الاتكال على الكتاب وترك الأوامر والنواهي عن المصطفى صلى
الله عليه و سلم .
النوع الثاني : ألفاظ إعلام لأشياء وكيفيتها مرادها الزجر عن ارتكابها .
النوع الثالث : الزجر عن أشياء زُجِرَ عنها المخاطبون في كل الأحوال وجميع الأوقات
حتى لا يسع أحداً منهم ارتكابها بحال .
النوع الرابع : الزجر عن أشياء زُجِرَ بعض المخاطبين عنها في بعض الأحوال ـ لا
الكل ـ .
النوع الخامس : الزجر عن أشياء زُجِرَ عنه الرجال دون النساء .
النوع السادس : الزجر عن أشياء زُجِرَ عنه النساء دون الرجال .
النوع السابع : الزجر عن أشياء زُجِرَ
عنها بعض النساء في بعض الأحوال ـ لا الكل ـ .
النوع الثامن : الزجر عن أشياء زُجِرَ عنها المخاطبون في أوقات معلومة مذكورة في
نفس الخطاب والمراد منها بعض الأحوال في بعض الأوقات المذكورة في ظاهر الخطاب .
النوع التاسع : الزجر عن الأشياء التي وردت بألفاظ مختصرة ذُكِرَ نقيضها في أخبارٍ
أُخَرَ .
النوع العاشر : الزجر عن أشياء وردت بألفاظ مجملة تفسير تلك الجمل في أخبار أخر .
النوع الحادي عشر : الزجر عن الشيء الذي ورد بلفظ العموم وبيان تخصيصه في فعله .
النوع الثاني عشر : الزجر عن الشيء بلفظ العموم من أجل علة لم تُذكر في نفس الخطاب
وقد ذُكِرَت في خبر ثان فمتى كانت تلك العلة موجودة كان استعماله مزجوراً عنه ومتى
عًدمت تلك العلة جاز استعماله .
وقد يباح هذا الشيء المزجور عنه في حالتين أخريين وإن كانت تلك العلة أيضاً موجودة
والزجر قائم .
النوع الثالث عشر : الزجر عن الشيء بلفظ العموم الذي استُثنِيَ
بعض ذلك العموم فأُبيح بشرائط معلومة
في أخبار أخر .
النوع الرابع عشر : الزجر عن الشيء بلفظ العموم الذي أُبيح ارتكابه في وقتين
معلومين :
ـ أحدهما : منصوص من خبر ثان .
ـ والثاني : مستنبط من سنة أخرى .
النوع الخامس عشر : الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ الأول والثاني : قُصِدَ بهما الرجال دون النساء .
ـ والثالث : قُصِدَ به الرجال والنساء جميعاً من أجل علة مضمرة في نفس الخطاب قد
بُيِّنَ كيفيتها في خبر ثان .
النوع السادس عشر : الزجر عن الشيء المخصوص في الذكر الذي قد يشارك مثله فيه
والمراد منه التأكيد .
النوع السابع عشر : الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ أحدها : قُصِدَ به الندب والإرشاد .
ـ والثاني : زُجِرَ عنه لعلة معلومة فمتى كانت تلك العلة التي من أجلها زَجَرَ عن
هذا الشيء موجودة كان الزجر واجباً ومتى عُدمت تلك العلة كان استعمال ذلك الشيء
المزجور عنه مباحاً .
ـ والثالث : زُجر عن فعل في وقت معلوم مراده ترك استعماله في ذلك الوقت
ـ وقبله وبعده ـ .
النوع الثامن عشر : الزجر عن الشيء بلفظ التحريم الذي قُصِدَ به الرجال دون النساء
وقد يَحِلُّ لهم استعمال هذا الشيء المزجور عنه في حالتين لعلتين معلومتين .
النوع التاسع عشر : الزجر عن الأشياء التي وردت في أقوام بأعيانهم يكون حكمهم وحكم
غيرهم من المسلمين فيه سواء .
النوع العشرون : الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر المراد من الشيئين الأولين
الرجال دون النساء والشيء الثالث قُصِدَ به الرجال والنساء جميعاً في بعض الأحوال
لا الكل .
النوع الحادي والعشرون : الزجر عن الشيء الذي رُخِّصَ لبعض الناس في استعماله لسبب
متقدم ثم حُظِرَ ذلك بالكلية عليه وعلى غيره والعلة في هذا الزجر القصد فيه مخالفة
المشركين .
النوع الثاني والعشرون : الزجر عن الشيء الذي زُجِرَ عنه إنسان بعينه والمراد منه
بعض الناس في بعض الأحوال .
النوع الثالث والعشرون : الزجر عن الأشياء التي قُصِدَ بها الاحتياط حتى يكون
المرء لا يقع ـ عند ارتكابها ـ فيما حُظِرَ عليه .
النوع الرابع والعشرون : الزجر عن أشياء زُجِرَ عنها بلفظ العموم وقد أُضمِرَ
كيفية تلك الأشياء في نفس الخطاب .
النوع الخامس والعشرون : الزجر عن
الشيء الذي مخرجه مخرج الخصوص لأقوام بأعيانهم عن شيء بعينه يقع الخطاب عليهم وعلى
غيرهم ممن بعدهم إذا كان السبب الذي من أجله نُهِيَ عن ذلك الفعل موجوداً .
النوع السادس والعشرون : الزجر عن الشيء بلفظ العموم الذي زُجِرَ عنه الرجال
والنساء ثم استُثنيَ منه بعض الرجال وأُبيح لهم ذلك وبقي حكم النساء وبعض الرجال
على حالته .
النوع السابع والعشرون : الزجر عن أن يُفْعَلَ بالمرء بعد الممات ما حُرِّمَ عليه
قبل موته لعلة معلومة من أجلها حُرِّمَ عليه ما حُرِّمَ .
النوع الثامن والعشرون : الزجر عن الشيء الذي ورد بلفظ الإسماع لمن ارتكبه قد
أُضمر فيه شرط معلوم لم يُذكَرُ في نفس الخطاب .
النوع التاسع والعشرون : الزجر عن الشيء الذي قُصِدَ به المخاطبون في بعض الأحوال
وأُبيح للمصطفى صلى الله عليه و سلم استعماله لعلة معلومة ليست في أُمَّتِه .
النوع الثلاثون : الزجر عن شيئين مقرونين في الذكر بلفظ العموم :
ـ أحدهما : مستعمل على عمومه .
ـ والثاني : بيان تخصيصه في فعله .
النوع الحادي والثلاثون : لفظ التغليط على من أتى بشيئين من الخبر
في وقتين معلومين قُصِدَ به أحد
الشيئين المذكورين في الخطاب مما وقع التغليط على مرتكبهما ـ معاً ـ .
النوع الثاني والثلاثون : الإخبار عن نفي جواز شيء بشرط معلوم مراده الزجر عن
استعماله إلا عند وجود إحدى ثلاث خصال معلومة .
النوع الثالث والثلاثون : لفظة إخبار عن شيء مراده الزجر عن شيء ثان قد سُئِلَ عنه
فزُجِرَ عن الشيء الذي سُئِلَ عنه بلفظ الإخبار عن شيء آخر .
النوع الرابع والثلاثون : الزجر عن سبعة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ الأول ـ منها ـ : حتمٌ على الرجال دون النساء .
ـ والثاني والثالث : قُصِدَ بهما الاحتياط والتورُّعُ .
ـ والرابع والخامس والسادس : قُصِدَ بها بعض الرجال دون النساء .
ـ والسابع : قُصِدَ به مخالفة المشركين على سبيل الحتم .
النوع الخامس والثلاثون : الزجر عن استعمال فعل من أجل علة مضمرة في نفس الخطاب قد
أبيح استعمال مثله بصفة أخرى عند عدم تلك العلة التي هي مضمرة في نفس الخطاب .
النوع السادس والثلاثون : الزجر عن الشيء الذي هو منسوخ بفعله وترك الإنكار على
مرتكبه عند المشاهدة .
النوع السابع والثلاثون : الزجر عن الشيء عند حدوث سبب مراده متعقب ذلك السبب .
النوع الثامن والثلاثون : الزجر عن
الشيء الذي قُرِنَ به إباحة شيء ثان والمراد به الزجر عن الجمع بينهما في شخص واحد
لا انفراد كل واحد منهما .
النوع التاسع والثلاثون : الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر :
ـ الأول والثاني : بلفظ العموم قُصِدَ بهما المخاطبون في بعض الأحوال .
ـ والثالث : بلفظ العموم ذكر تخصيصه في خبر ثان من أجل علة معلومة مذكورة .
النوع الأربعون : الزجر عن الشيء الذي هو البيان لمجمل الخطاب في الكتاب ولبعض
عموم السنن .
النوع الحادي والأربعون : الزجر عن الشيء عند عدم سبب معلوم فمتى كان ذلك السبب
موجوداً كان الشيء المزجور عنه مباحاً ومتى عُدِمَ ذلك السبب كان الزجر واجباَ .
النوع الثاني والأربعون : الزجر عن الشيء الذي قُرِنَ بشرط معلوم فمتى كان ذلك
الشرط موجوداً كان الزجر حتماً ومتى عُدِمَ ذلك الشرط جاز استعمال ذلك الشيء .
النوع الثالث والأربعون : الزجر عن أشياء لأسباب موجودة وعلل معلومة مذكورة في نفس
الخطاب .
النوع الرابع والأربعون : الأمر باستعمال فعلٍ مقرونٍ بترك ضِدِّهِ
مرادهما الزجر عن شيء ثالث استُعمِلَ
هذا الفعل من أجله .
النوع الخامس والأربعون : الزجر عن الشيء الذي نُهِيَ عن استعماله بصفة ثم أُبيح
استعماله بعينه بصفة أخرى غير تلك الصفة التي من أجلها نُهِيَ عنه إذا تقدَّمه
مثله من الفعل .
النوع السادس والأربعون : الزجر عن أشياء معلومة بألفاظ الكنايات دون التصريح .
النوع السابع والأربعون : الزجر عن استعمال شيء عند حدوث شيئين معلومين أُضمِرَ
كيفيتهما في نفس الخطاب والمراد منه إفرادهما واجتماعُهما ـ معاً ـ .
النوع الثامن والأربعون : الزجر عن الشيء الذي هو منسوخ نَسَخَهُ فعلُه وإباحتُه ـ
جميعاً ـ .
النوع التاسع والأربعون : الزجر عن أشياء قُصِدَ بها الندب والإرشاد لا الحتم
والإيجاب .
النوع الخمسون : لفظة إباحة لشيء سُئِلَ عنه مراده الزجر عن استعمال ذلك الشيء
المسؤول عنه بلفظ الإباحة .
النوع الحادي والخمسون : الزجر عن الشيء الذي قُصِدَ به الزجر عما يتولَّد من ذلك
الشيء لا أن ذلك الشيء الذي زُجِرَ في ظاهر الخطاب عنه منهي عنه إذا لم يكن ما
يَتولَُّد منه موجوداً .
النوع الثاني والخمسون : الزجر عن
أشياء بإطلاق ألفاظ بواطنها بخلاف الظواهر منها .
النوع الثالث والخمسون : الزجر عن فعل من أجل شيء يُتوقَّعُ فما دام يتوقع كون ذلك
الشيء كان الزجر قائماً عن استعمال ذلك الفعل ومتى عُدِمَ ذلك الشيء جاز استعماله
.
النوع الرابع والخمسون : الزجر عن الأشياء التي أُطلقت بألفاظ التهديد دون الحكم
قُصِدَ الزجر عنها بلفظ الإخبار .
النوع الخامس والخمسون : ألفاظ تعبير لأشياء مرادها الزجر عن استعمالها تورُّعاً .
النوع السادس والخمسون : الإخبار عن الشيء الذي مراده الزجر عن استعمال فعل من أجل
سبب قد يُتوقَّعُ كونه .
النوع السابع والخمسون : الزجر عن إتيان طاعة بلفظ العموم إذا كانت منفردة حتى
تُقرن بأخرى مثلها قد يباح تارة أخرى استعمالها مفردةً في حالة غير تلك الحالة
التي نُهِيَ عنها مُفردةً .
النوع الثامن والخمسون : الزجر عن الشيء الذي نُهِيَ عنه لعلة معلومة فمتى كانت
تلك العلة موجودة كان الزجر واجباً وقد يبيح هذا الزجر شرط آخر وإن كانت العلة
التي ذكرناها معلومة.
النوع التاسع والخمسون : الإعلام للشيء الذي مراده الزجر عن شيء ثان .
النوع الستون : الأمر الذي قُرِنَ
بمجانبته مُدَّةٌ معلومة مراده الزجر عن استعماله في الوقت المزجور عنه والوقت
الذي أُبيح فيه .
النوع الحادي والستون : الزجر عن الشيء بإطلاق نفي كون مرتكبه من المسلمين والمراد
منه ضد الظاهر في الخطاب .
النوع الثاني والستون : الزجر عن أشياء وردت بألفاظ التعريض دون التصريح .
النوع الثالث والستون : تمثيل الشيء الذي أُرِيدَ به الزجر عن استعمال ذلك الشيء
الذي يُمَثَّلُ من أجله .
النوع الرابع والستون : الزجر عن مجاورة شيء عند وجوده مع النهي عن مفارقته عند
ظهوره .
النوع الخامس والستون : لفظة إخبار عن فعل مرادها الزجر عن استعماله قُرِنَ بذكر
وعيدٍ مراده نفي الاسم عن الشيء للنقص عن الكمال .
النوع السادس والستون : الأمر بالشيء الذي سُئِلَ عنه بوصفٍ مراده الزجر عن
استعمال ضِدِّهِ .
النوع السابع والستون : الزجر عن الشيء بذكر عدد محصور من غير أن يكون المراد من
ذلك العدد نفياً عما وراءه أُطلق هذا الزجر بلفظ الإخبار .
النوع الثامن والستون : لفظة إخبار عن فعل مرادها الزجر عن ضد ذلك الفعل .
النوع التاسع والستون : لفظة استخبار
عن فعل مرادها الزجر عن استعمال ذلك الفعل المستخبر عنه .
النوع السبعون : لفظة استخبار عن شيء مرادها الزجر عن استعمال شيء ثان .
النوع الحادي والسبعون : الزجر عن الشيء بذكر عدد محصور من غير أن يكون المراد
فيما دون دون ذلك العدد المحصور مباحاً .
النوع الثاني والسبعون : الزجر عن استعمال شيء من أجل عِلَّةٍ مُضمرة في نفس
الخطاب فأوقع الزجر على العموم فيه من غير ذكر تلك العلة .
النوع الثالث والسبعون : فِعْلٌ فُعِلَ بأمته صلى الله عليه و سلم مراده الزجر عن
استعماله بعينه .
النوع الرابع والسبعون : الزجر عن الشيء الذي يكون مرتكبه مأجوراً حكمه في ارتكابه
ذلك الشيء المزجور عنه حكم من ندب إليه وحثَّ عليه .
النوع الخامس والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عما نُهِيَ عنه من الأشياء
التي غير جائز ارتكابها .
النوع السادس والسبعون : الإخبار عن ذَمِّ أقوام بأعيانهم من أجل أوصاف معلومة
ارتكبوها مراده الزجر عن استعمال تلك الأوصاف بأعيانها .
النوع السابع والسبعون : لفظة إخبار عن
شيء مرادها الزجر عن استعماله لأقوام بأعيانهم عند وجود نعت معلوم فيهم قد أُضمِرَ
كيفية ذلك النعت في ظاهر الخطاب .
النوع الثامن والسبعون : لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن استعمال بعض ذلك الشيء
ـ لا الكل ـ .
النوع التاسع والسبعون : لفظة عن نفي فعل مرادها الزجر عن استعماله لعلة معلومة .
النوع الثمانون : الإخبار عن نفي شيء عند كونه والمراد منه الزجر عن بعض ذلك الشيء
ـ لا الكل ـ .
النوع الحادي والثمانون : ألفاظ إخبار عن نفي أفعال مرادها الزجر عن تلك الخصال
بأعيانها .
النوع الثاني والثمانون : ألفاظ إخبار عن نفي أشياء مرادها الزجر عن الركون إليها
أو مباشرتها من حيث لا يجب .
النوع الثالث والثمانون : الإخبار عن الشيء بلفظ المجاورة مرادها الزجر عن الخصال
التي قُرِنَ بمرتكبها من أجلها ذلك الاسم .
النوع الرابع والثمانون : ألفاظ إخبار عن أشياء مرادها الزجر عنها بإطلاق استحقاق العقوبة
على تلك الأشياء والمراد منه مرتكبها لا نفسها .
النوع الخامس والثمانون : الإخبار عن
استعمال شيء مراده الزجر عن شيء ثان من أجله أخبر عن استعمال هذا الفعل .
النوع السادس والثمانون : ألفاظ الإخبار عن أشياء بتباين الألفاظ مرادها الزجر عن
استعمال تلك الأشياء بأعيانها .
النوع السابع والثمانون : ألفاظ التمثيل لشياء بلفظ العموم الذي بيان تخصيصها في
أخبار أُخَرَ قُصِدَ بها الزجر عن بعض ذلك العموم .
النوع الثامن والثمانون : لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن استعمال بعض الناس ـ
لا الكل ـ .
النوع التاسع والثمانون : ألفاظ الاستخبار عن أشياء مرادها الزجر عن استعمال تلك
الأشياء التي استُخبر عنها قُصِدَ بها التعليم على سبيل العَتْبِ .
النوع التسعون : لفظة إخبار عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر بلفظ العموم :
ـ المراد من أحدها : الزجر عنه لعلة مضمرة لم تُذْكَر في نفس الخطاب .
ـ والثاني والثالث : مزجورٌ ارتكابهما في كل الأحوال على عموم الخطاب
النوع الحادي والتسعون : الإخبار عن أشياء بألفاظ التحذير مرادها الزجر عن الأشياء
التي حُذِّرَ عنها في نفس الخطاب .
النوع الثاني والتسعون : الإخبار عن
نفي جواز أشياء معلومة مرادها الزجر عن إتيان تلك الأشياء بتلك الأوصاف .
النوع الثالث والتسعون : الزجر عن الشيء الذي زُجِرَ عنه بعض المخاطبين في بعض
الأحوال وعارضَه ـ في الظاهر ـ بعض فعله ووافقه البعض .
النوع الرابع والتسعون : الزجر عن الشيء بإطلاق الاسم الواحد على الشيئين المختلفي
المعنى فيكون أحدهما مأموراً به والآخر مزجوراًَ عنه .
النوع الخامس والتسعون : الإخبار عن الشيء بلفظ نُفِيَ استعماله في وقت معلوم
مراده الزجر عن استعماله في كل الأوقات ـ لا نفيُه ـ .
النوع السادس والتسعون : الزجر عن الشيء بلفظةٍ قد اسْتَعْمَلَ مثلَه صلى الله
عليه و سلم قد أُدِّي الخبران عنه بلفظة واحدة معناها غير شيئين .
النوع السابع والتسعون : الزجر عن استعمال شيء بصفة مطلقة يجوز استعماله بتلك
الصفة إذا قُصِدَ بالأداء غيرُها .
النوع الثامن والتسعون : الزجر عن الشيء بصفة معلومة قد أُبِيحَ استعماله بتلك
الصفة المزجور عنها بعينها لِعلَّة تحدث .
النوع التاسع والتسعون : الزجر عن الشيء الذي هو البيان لمجمل الخطاب في الكتاب
النوع المئة : الإخبار عن شيئين مقرونين في الذِّكر ؛ المراد من أحدهما
الزَّجرُ عن ضِدِّهِ , والآخر أَمرُ
ندب وإرشاد .
النوع الحادي والمئة : الزجر عن الشيء الذي كان مباحاً في كل الأحوال ثم زُجِرَ
عنه بالنسخ في بعض الأحوال , وبقي الباقي على حالته مباحاً في سائر الأحوال .
النوع الثاني والمئة : الزجر عن الشيء الذي مراده الزجر عنه على سبيل العموم وله
تخصيص من خبر ثانٍ .
النوع الرابع والمئة : الزجر عن الشيء الذي أباح لهم ارتكابه ثم أباح لهم استعماله
بعد هذا الزجر مدة معلومة ثم نهى عنه بالتحريم فهو مُحرَّمٌ إلى يوم القيامة .
النوع الخامس والمئة : الزجر عن الشيء من أجل سبب معلوم ثم أُبيحَ ذلك الشيء
بالنسخ وبقي السبب على حالته مُحرَّماً .
النوع السادس والمئة : الزجر عن الشيء الذي عارضه إباحة ذلك الشيء بعينه من غير أن
يكون بينهما في الحقيقة تضادٌّ و لا تهاتر .
النوع السابع والمئة : الأمر بالشيء الذي مراده الزَّجر عن ضِدِّ ذلك الشيء
المأمور به لعلَّةٍ مُضمَرةٍ في نفس الخطاب .
النوع الثامن والمئة : الزجر عن الأشياء التي قُصِدَ مخالفة المشركين وأهل الكتاب
.
النوع التاسع والمئة : ألفاظ الوعيد
على أشياء مُرادها الزجر عن ارتكاب تلك الأشياء بأعيانها .
النوع العاشر والمئة : الأشياء التي كان يكرهها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
, يُستحَبُّ مجانبتها , وإن لم يكن في ظاهر الخطاب النَّهي عنها مُطلقاً(1) .
__________
(1) انظر (ص 123) .
( القسم الثالث من أقسام السنن وهو
إخبار المصطفى صلى الله عليه و سلم عما احتيج إلى معرفتها )
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ :
وأما إخبار النبي صلى الله عليه و سلم عما احتيج إلى معرفتها فقد تأمَّلتُ جوامع
فصولها وأنواع ورودها لأسهِّل إدراكها على من رام حفظها فرأيتها تدور على ثمانين
نوعاً :
النوع الأول : إخباره صلى الله عليه و سلم عن بدء الوحي وكيفيته .
النوع الثاني : إخباره عمَّا فُضِّلَ به على غيره من الأنبياء ـ صلوات الله عليه
وعليهم ـ .
النوع الثالث : الإخبار عما أكرمه الله وجل وعلا وأراه إياه وفضَّلَهُ به على غيره
.
النوع الرابع : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي مضت مُتقدِّمة من فصول
الأنبياء بأسمائهم وأنسابهم .
النوع الخامس : إخباره صلى الله عليه و سلم عن فصول الأنبياء كانوا قبله من غير
ذكر أسمائهم .
النوع السادس : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأمم السالفة .
النوع السابع : إخباره صلى الله عليه و
سلم عن الأشياء التي أمره الله جل وعلا بها.
النوع الثامن : إخباره صلى الله عليه و سلم عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر
أسمائهم .
النوع التاسع : إخباره صلى الله عليه و سلم عن فضائل أقوام بلفظ الإجمال من غير
ذكر أسمائهم .
النوع العاشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أراد بها تعليم أمته .
النوع الحادي عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أراد بها تعليم
بعض أمته .
النوع الثاني عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي هي البيان عن
اللفظ العام الذي في الكتاب وتخصيصه في سُنَّتِه .
النوع الثالث عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بلفظ الإعتاب أراد به
التعليم .
النوع الرابع عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أثبتها بعض
الصحابة وأنكرها بعضهم .
النوع الخامس عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أراد بها التعليم
.
النوع السادس عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء المعجزة التي هي من
علامات النبوة .
النوع السابع عشر : إخباره صلى الله
عليه و سلم عن نفي جواز استعمال فعل إلا عند أوصاف ثلاثة فمتى كان أحد هذه الأوصاف
الثلاثة موجوداً كان استعمال ذلك الفعل مباحاً .
النوع الثامن عشر : إخباره عن الشيء بذكر علة في نفس الخطاب قد يجوز التمثيل بتلك
العلة ما دامت العلة قائمة والتشبيه بها في الأشياء وإن لم يُذكَر في الخطاب .
النوع التاسع عشر : إخباره صلى الله عليه و سلم عن أشياء بنفي دخول الجنة عن
مرتكبها بتخصيص مضمر في ظاهر الخطاب المطلق .
النوع العشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن أشياء حكاها عن جبريل عليه السلام
.
النوع الحادي والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء الذي حكاه عن أصحابه
.
النوع الثاني والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي كان
يتخوَّفها على أمته .
النوع الثالث والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق اسم
كُلِّيَّةِ ذلك الشيء على بعض أجزائه .
النوع الرابع والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن شيء مجمل قُرِنَ بشرط مضمر
في نفس الخطاب والمراد منه نفي جواز استعمال الأشياء التي لا
وصول للمرء إلى أدائها إلا بنفسه
قاصداً فيها إلى بارئه جل وعلا دون ما تحتوي عليه النفس من الشهوات واللذات .
النوع الخامس والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق اسم ما
يُتوقَّعُ في نهايته على بدايته قبل بلوغ النهاية فيه .
النوع السادس والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق اسم
المُستَحِقِّ لمن أتى ببعض ذلك الشيء الذي هو البداية كمن أتاه مع غيره إلى
النهاية .
النوع السابع والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق الاسم عليه
والغرض منه الابتداء في السرعة إلى الإجابة مع إطلاق اسم ضدِّه مع غيره للتثبُّط
والتلكؤ عن الإجابة .
النوع الثامن والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي تَمثَّل بها
مثلاً .
النوع التاسع والعشرون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بلفظ الإجمال الذي
تفسير ذلك الإجمال بالتخصيص في أخبار ثلاثة غيره .
النوع الثلاثون إخباره صلى الله عليه و سلم عما استأثر الله عز وعلا بعلمه دون
خلقه ولم يُطْلِعْ عليه أحداً من البشر .
النوع الحادي والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن نفي شيء بعدد محصور من
غير أن يكون المراد أن ما وراء ذلك العدد يكون مباحاً والقصد فيه جواب خرج على
سؤال بعينه .
النوع الثاني والثلاثون : إخباره صلى
الله عليه و سلم عن الأشياء التي حَصَرَها بعددٍ معلوم من غير أن يكون المراد من
ذلك العدد نفياً عما وراءه .
النوع الثالث والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء هو المُستثنى من
عددٍ محصور معلوم .
النوع الرابع والثلاثون : إخباره - صلى الله عليه وسلم - عن الأشياء التي أراد أن
يفعلها فلم يفعلها لعلة معلومة .
النوع الخامس والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء الذي عارضه سائر
الأخبار من غير أن يكون بينهما تضاد لا تهاتر .
النوع السادس والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء الذي ظاهره مستقلٌّ
بنفسه وله تخصيصان اثنان :
ـ أحدهما : من سُنَّةٍ ثابتةٍ .
ـ والآخر : من الإجماع .
قد يُستعملُ الخبر مرَّةً على عمومه وأخرى يُخَصُّ بخبر ثان وتارة يخصُّ بالإجماع
.
النوع السابع والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بالإيماء المفهوم
دون النُّطق باللسان .
النوع الثامن والثلاثون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق الاسم
الواحد على الشيئين المختلفين عند المقارنة بينهما .
النوع التاسع والثلاثون : إخباره عن
الشيء بلفظ الإجمال الذي تفسير ذلك الإجمال في أخبار أخر .
النوع الأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء من أجل علة مضمرة لم تُذكَر
في نفس الخطاب فمتى ارتفعت العلة ـ التي هي مُضمَرةً في الخطاب ـ : جاز استعمال
ذلك الشيء ومتى عُدِمَت بَطَلَ جواز ذلك الشيء .
النوع الحادي والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن أشياء بألفاظ مضمرة بيان
ذلك الإضمار في أخبار أخر .
النوع الثاني والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن أشياء بإضمار كيفية
حقائقها دون ظواهر نصوصها .
النوع الثالث والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الحكم للأشياء التي تحدث
في أمته قبل حدوثها .
النوع الرابع والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق إثباته
وكونه باللفظ العام والمراد منه كونه في بعض الأحوال ـ لا الكل ـ .
النوع الخامس والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بلفظ التشبيه مراده
الزجر عن ذلك الشيء لعلة معلومة .
النوع السادس والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بذكر وصف مُصرِّحٍ
مُعَلَّلٍ يدخل تحت هذا الخطاب ما أشبهه إذا كانت العلة التي من أجلها أُمِرَ به
موجودة .
النوع السابع والأربعون : إخباره صلى
الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق اسم الزوج على الواحد من الأشياء إذا قُرِنَ
بمثله وإن لم يكن في الحقيقة كذلك .
النوع الثامن والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي قُصِدَ بها
مخالفة المشركين وأهل الكتاب .
النوع التاسع والأربعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أُطلِقَ
الأسماء عليها لقُربها من التمام .
النوع الخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن أشياء بإطلاق نفي الأسماء عنها
للنقص عن الكمال .
النوع الحادي والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن أشياء بإطلاق التغليظ على
مرتكبها مرادها التأديب دون الحكم .
النوع الثاني والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أطلقها على
سبيل المجاورة والقرب .
النوع الثالث والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي ابتدأهم
بالسؤال عنها ثم أخبرهم بكيفيتها .
النوع الرابع والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق استحقاق ذلك
الشيء الوعد والوعيد والمراد منه مرتكبه ـ لا نفس ذلك الشيء ـ .
النوع الخامس والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بإطلاق اسم العصيان
على الفاعل فعلاً بلفظ العموم وله تخصيصان اثنان من خبرين آخرين .
النوع السادس والخمسون : إخباره صلى
الله عليه و سلم عن الشيء الذي لم يحفظ بعض الصحابة تمام ذلك الخبر عنه وحَفِظَهُ
البعض .
النوع السابع والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء الذي أراد به
التعليم قد بقي المسلمون عليه مُدَّةً ثم نُسِخَ بشرط ثان .
النوع الثامن والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أُرِيَهَا في
منامه ثم نُسِّيَ إبقاءً على أمته .
النوع التاسع والخمسون : إخباره صلى الله عليه و سلم عما عاتب الله جل وعلا أمته
على أفعال فعلوها .
النوع الستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الاهتمام لأشياء أراد فعلها ثم
تركها إبقاء على أمته .
النوع الحادي والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء بصفة معلومة مرادها
إباحة استعماله ثم زُجِرَ عن إتيان مثله بعينه إذا كان بصفة أخرى .
النوع الثاني والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أطلقها بألفاظ
الحذف عنها مما عليه مُعَوَّلُها .
النوع الثالث والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الشيء الذي مراده إباحة
الحكم على مثل ما أخبر عنه لاستحسانه ذلك الشيء الذي أخبر عنه .
النوع الرابع والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الأشياء التي أنزل الله من
أجلها
آيات معلومة .
النوع الخامس والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم بالأجوبة عن أشياء سُئِلَ عنها
.
النوع السادس والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم في البداية عن كيفية أشياء
احتاج المسلمون إلى معرفتها .
النوع السابع والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن صفات الله جل وعلا التي لا
يقع عليها التكييف .
النوع الثامن والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الله جل وعلا في أشياء
مُعيَّن عليها .
النوع التاسع والستون : إخباره صلى الله عليه و سلم عما يكون في أمته من الفتن
والحوادث .
النوع السبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الموت وأحوال الناس عند نزول
المنية بهم .
النوع الحادي والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن القبور وكيفية أحوال الناس
فيها .
النوع الثاني والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن البعث وأحوال الناس في ذلك
اليوم .
النوع الثالث والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الصراط وتباين الناس في
الجواز عليه .
النوع الرابع والسبعون : إخباره صلى
الله عليه و سلم عن محاسبة الله جل وعلا عباده ومناقشته إياهم .
النوع الخامس والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الحوض والشفاعة ومن له
منهما حظ من أمته .
النوع السادس والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن رؤية المؤمنين ربهم يوم
القيامة وحجب غيرهم عنها .
النوع السابع والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عما يُكرِمُه الله جل وعلا في
القيامة بأنواع الكرامات التي فَضَّلَهُ بها على غيره من الأنبياء ـ صلوات الله
عليه وعليهم أجمعين ـ .
النوع الثامن والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن الجنة ونعيمها واقتسام
الناس المنازل فيها على حسب أعمالهم .
النوع التاسع والسبعون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن النار وأحوال الناس فيها ـ
نعود بالله منها ـ .
النوع الثمانون : إخباره صلى الله عليه و سلم عن المُوحِّدين الذين استوجبوا
النيران وتَفَضُّلهِ عليهم بدخول الجنة ـ بعد ما امتُحِشُوا وصارُوا فحماً ـ(1) .
__________
(1) انظر (ص 124) .
( القسم الرابع من أقسام السنن وهو
الإباحات التي أبيح ارتكابها )
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ :
وقد تفقدت الإباحات التي أبيح ارتكابها ليحيط العلم بكيفية أنواعها وجوامع تفصيلها
بأحوالها ويسهُلَ وَعْيُها على المتعلمين ولا يصعب حفظها على المقتبسين فرأيتها
تدور على خمسين نوعاً
النوع الأول ـ منها ـ : الأشياء التي فعلها رسول الله صلى الله عليه و سلم تؤدي
إلى إباحة استعمال مثلها .
النوع الثاني : الشيء الذي فعله صلى الله عليه و سلم عند عدم سببٍ مُباحٍ استعمال
مثله عند عدم ذلك السبب .
النوع الثالث : الأشياء التي سُئِلَ عنها صلى الله عليه و سلم فأباحها بشرط مقرون
.
النوع الرابع : الشيء الذي إباحه الله جل وعلا بصفة وأباحه رسول الله صلى الله
عليه و سلم بصفة أخرى غير تلك الصفة .
النوع الخامس : ألفاظ تعريضٍ مرادها إباحة استعمال الأشياء التي عَرَّضَ من أجلها
.
النوع السادس : ألفاظ الأوامر التي مرادها الإباحة والإطلاق .
النوع السابع : إباحة بعض الشيء
المزجور عنه لعلَّةٍ معلومة .
النوع الثامن : إباحة تأخير بعض الشيء المأمور به لعلَّةٍ معلومةٍ .
النوع التاسع : إباحة استعمال الشيء المزجور عنه الرجال دون النساء لعلَّةٍ
معلومةٍ .
النوع العاشر : إباحة الشيء لأقوامٍ بأعيانهم من أجل علة معلومة لا يجوز لغيرهم
استعمال مثله .
النوع الحادي عشر : الأشياء التي فعلها صلى الله عليه و سلم مباح للأئمة استعمال مثلها
.
النوع الثاني عشر : الشيء الذي أُبِيحَ لبعض النساء استعماله في بعض الأحوال
وحُظِر ذلك على سائر النساء والرجال جميعاً .
النوع الثالث عشر : لفظةُ زجرٍ عن فعل مرادها إباحة استعمال ضد الفعل المزجور عنه
.
النوع الرابع عشر : الإباحات التي أُبيح استعمالها وتركها معاً خُيِّر المرء بين
إتيانها واجتنابها جميعاً .
النوع الخامس عشر : إباحة تخيير المرء بين الشيء الذي يُباح له استعماله بعد شرائط
تَقدَّمَتْهُ .
النوع السادس عشر : الإخبار عن الأشياء التي مُرادها الإباحة والإطلاق .
النوع السابع عشر : الأشياء التي أُبيحت
ناسخة لأشياء حُظِرَت قبل ذلك .
النوع الثامن عشر : الشيء الذي نُهِي عنه لصفةٍ معلومة ثم أُبِيحَ استعمال ذلك
الفعل بعينه بغير تلك الصفة .
النوع التاسع عشر : تَركُ النبي صلى الله عليه و سلم الأفعال التي تؤدِّي إلى
إباحة تركها .
النوع العشرون : إباحة الشيء الذي هو محظور قليله وكثيره وقد أُبيح استعماله بعينه
في بعض الأحوال إذا قَصَدَ مرتكبه فيه بنيَّتِه الخير دون الشر وإن كان ذلك الشيء
محظوراً في كل الأحوال .
النوع الحادي والعشرون : الشيء الذي هو مباح لهذه الأمة وهو مُحرَّمٌ على النبي
صلى الله عليه و سلم وعلى آله .
النوع الثاني والعشرون : الأفعال التي تؤدي إلى إباحة استعمال مثلها .
النوع الثالث والعشرون : ألفاظ إعلام مرادها الإباحة لأشياء سُئِلَ عنها .
النوع الرابع والعشرون : الشيء المفروض الذي أُبيح تركُه لقومٍ من أجل العذر
الواقع في الحال .
النوع الخامس والعشرون : إباحة الشيء الذي أُبيح بلفظ السؤال عن شيء ثان .
النوع السادس والعشرون : الأمر بالشيء
الذي مراده إباحة فعل مُتقدِّمٍ من أجله أُمِرَ بهذا الأمر .
النوع السابع والعشرون : الإخبار عن أشياء أنزل الله جل وعلا في الكتاب إباحتها .
النوع الثامن والعشرون : الإخبار عن أشياء سُئِلَ عنها فأجاب فيها بأجوبةٍ مرادها
إباحة استعمال تلك الأشياء المسؤول عنها .
النوع التاسع والعشرون : إباحة الشيء الذي حُظِرَ من أجل علَّةٍ معلومةٍ يلزم في
استعماله إحدى ثلاث خصال معلومة .
النوع الثلاثون : الشيء الذي سُئِلَ عن استعماله فأباح تركه بلفظه تعريض .
النوع الحادي والثلاثون : إباحة فعل عند وجود شرط معلوم مع حظره عند شرط ثان قد
حُظِرَ مرة أخرى عند الشرط الأول الذي أُبيح ذلك عند وجوده فأبيح مرة أخرى عند
وجود الشرط الذي حُظِرَ من أجله المرَّةَ الأولى .
النوع الثاني والثلاثون : الشيء الذي كان مباحاً في أول الإسلام ثم نُسِخَ بعد ذلك
بحكم ثان .
النوع الثالث والثلاثون : ألفاظ استخبار عن أشياء مرادها إباحة استعمالها .
النوع الرابع والثلاثون : الأمر بالشيء
الذي هو مقرون بشرط مراده الإباحة فمتى كان ذلك الشرط موجوداً كان الأمر الذي
أُمِرَ به مباحاً ومتى عُدِمَ ذلك الشرط لم يكن استعمال ذلك الشيء مباحاً .
النوع الخامس والثلاثون : الشيء الذي فعله صلى الله عليه و سلم مرادُه الإباحة عند
عدم ظهور شيء معلوم لم يَجُزِ استعمال مثله عند ظهوره كما جاز ذلك عند عدم الظهور
.
النوع السادس والثلاثون : ألفاظُ إعلامٍ عند أشياء سُئِلَ عنه مرادها إباحة
استعمال تلك الأشياء المسؤول عنها .
النوع السابع والثلاثون : إباحة الشيء بإطلاق اسم الواحد على الشيئين المختلفين
إذا قُرِنَ بينهما في الذكر .
النوع الثامن والثلاثون : استصوابُه صلى الله عليه و سلم الأشياء التي سُئل عنها
واستحسانه إياها يُؤدِّي ذلك إلى إباحة استعمالها .
النوع التاسع والثلاثون : إباحة الشيء بلفظ العموم وتخصيصه في أخبارٍ أُخَرَ .
النوع الأربعون : الأمر بالشيء الذي أُبيح استعماله على سبيل العموم لعلَّةٍ
معلومةٍ قد يجوز استعمال ذلك الفعل عند عدم تلك العلة التي من أجلها أُبيح ما
أُبيح .
النوع الحادي والأربعون : إباحة بعض الشيء الذي حُظِرَ على بعض المخاطبين عند عدم
سبب معلوم فمتى كان ذلك السبب موجوداً كان
الزجر عن استعماله واجباً ومتى عُدِمَ
ذلك السبب كان استعمال ذلك الفعل مباحاً .
النوع الثاني والأربعون : الأشياء التي أُبيحت من أشياء محظورة رُخِّصَ إتيانها ـ
أو شيء منها ـ على شرائط معلومة للسعة والترخيص .
النوع الثالث والأربعون : الإباحة للشيء الذي أُبيح استعماله لبعض النساء دون
الرجال لعلَّةٍ معلومةٍ .
النوع الرابع والأربعون : الأمر بالشيء الذي كان محظوراً على بعض المخاطبين ثم
أُبيح استعماله لهم .
النوع الخامس والأربعون : إباحة أداء الشيء على غير النعت الذي أُمر به قبل ذلك
لعلَّة تحدث .
النوع السادس والأربعون : إباحة الشيء المحظور بلفظ العموم عند سببٍ يحدُث .
النوع السابع والأربعون : إباحة تقديم الشيء المحصور وقتُه قبل مجيئه أو تأخيره عن
وقته لعلَّة تحدث .
النوع الثامن والأربعون : إباحة ترك الشيء المأمور به عند القيام بأشياء مفروضةٍ
غير ذلك الشيء الواحد المأمور به .
النوع التاسع والأربعون : لفظة زجر عن شيء مرادها تعقيب إباحة شيء ثان بعده .
النوع الخمسون : الأشياء التي شاهدها
رسول الله صلى الله عليه و سلم أو فُعِلت في حياته فلم يُنكر على فاعليها تلك مباح
للمسلمين استعمال مثلها(1) .
__________
(1) انظر (ص 125) .
( القسم الخامس من أقسام السنن
وهو أفعال النبي صلى الله عليه و سلم التي انفرد بها )
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ :
وأما أفعال النبي صلى الله عليه و سلم فإني تأمَّلت تفصيل أنواعها وتدبَّرت تقسيم
أحوالها لئلا يتعذر على الفقهاء حفظها ولا يصعب على الحُفَّاظ وعيها فرأيتها على
خمسين نوعاً .
النوع الأول : الفعل الذي فُرِضَ عليه صلى الله عليه و سلم مدة ثم جُعِلَ له ذلك
نفلاً .
النوع الثاني : الأفعال التي فُرِضَت عليه وعلى أمته صلى الله عليه و سلم .
النوع الثالث : الأفعال التي فعلها صلى الله عليه و سلم يُستحب للأئمة الاقتداء به
فيها .
النوع الرابع : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم يُستحب لأمته الاقتداء به فيها .
النوع الخامس : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم فعاتبه جل وعلا عليها .
النوع السادس : فعل فعله صلى الله عليه و سلم لم تقم الدلالة على أنه خُصَّ
باستعماله دون أمته مباح لهم استعمال مثل ذلك الفعل لعدم وجود تخصيصه فيه .
النوع السابع : فعلٌ فعله صلى الله
عليه و سلم مرة واحدة للتعليم ثم لم يَعُد فيه إلى أن قُبِضَ صلى الله عليه و سلم
.
النوع الثامن : أفعال النبي صلى الله عليه و سلم التي أراد بها تعليم أمته .
النوع التاسع : أفعاله صلى الله عليه و سلم التي فعلها لأسباب موجودة وعلل معلومة
.
النوع العاشر : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم تؤدي إلى إباحة استعمال مثلها .
النوع الحادي عشر : الأفعال التي اختلفتِ الصحابة في كيفيتها وتباينوا عنه في
تفصيلها .
النوع الثاني عشر : الأدعية التي كان يدعو بها صلى الله عليه و سلم بها يستحب
لأمته الاقتداء به فيها .
النوع الثالث عشر : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم قصد بها مخالفة المشركين وأهل
الكتاب .
النوع الرابع عشر : الفعل الذي فعله صلى الله عليه و سلم ولا يُعلَمُ لذلك الفعل
إلا علتان اثنتان كان مراده إحداهما دون الأخرى .
النوع الخامس عشر : نفي الصحابة بعض أفعال النبي صلى الله عليه و سلم التي أثبتها
بعضهم .
النوع السادس عشر : فعلٌ فعله صلى الله عليه و سلم لحدوث سبب فلما زال السبب ترك
ذلك الفعل .
النوع السابع عشر : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم والوحي ينزل فلما انقطع الوحي
بطل جواز استعمال مثلها .
النوع الثامن عشر : أفعاله صلى الله عليه و سلم تُفسِّرُ عن أوامره المجملة .
النوع التاسع عشر : فعلٌ فعله صلى الله عليه و سلم مدة ثم حَرُمَ بالنسخ عليه وعلى
أمته ذلك الفعل .
النوع العشرون : فعله صلى الله عليه و سلم الشيء الذي يَنسَخُ الأمر الذي أُمِرَ
به مع إباحته ترك الشيء المأمور به .
النوع الحادي والعشرون : فعلُه صلى الله عليه و سلم الشيء الذي نهى عنه مع إباحته
ذلك الفعل المنهي عنه في خبر آخر .
النوع الثاني والعشرون : فعله صلى الله عليه و سلم الشيء نهى عنه مع تركه الإنكار
على مرتكبه .
النوع الثالث والعشرون : الأفعالُ التي خُصَّ بها صلى الله عليه و سلم دون
أُمَّتِه .
النوع الرابع والعشرون : تَركُه صلى الله عليه و سلم الفعل الذي نَسخَهُ استعماله
ذلك الفعل نفسه لعلَّةٍ معلومةٍ .
النوع الخامس والعشرون : الأفعال التي تُخالفُ الأوامر التي أمر بها في الظاهر .
النوع السادس والعشرون : الأفعال التي تخالف النواهي في الظاهر دون أن يكون في
الحقيقة بينهما خلافٌ .
النوع السابع والعشرون : الأفعال التي فعلها صلى الله عليه و سلم أراد بها
الاستنان به فيها .
النوع الثامن والعشرون : تركُه صلى
الله عليه و سلم الأفعال التي أراد بها تأديب أمته .
النوع التاسع والعشرون : تركه صلى الله عليه و سلم الأفعال مخافة أن تُفرض على
أمته أو يَشُقَّ عليهم إتيانها .
النوع الثلاثون : تركه صلى الله عليه و سلم الأفعال التي أراد بها التعليم .
النوع الحادي والثلاثون : تركه صلى الله عليه و سلم الأفعال التي يُضادُّها استعماله
مثلها .
النوع الثاني والثلاثون : تركه صلى الله عليه و سلم الأفعال التي تدلُّ على الزجر
عن ضدها .
النوع الثالث والثلاثون : الأفعال المعجزة التي كان يفعلها صلى الله عليه و سلم أو
فُعِلَت بعده التي هي من دلائل النبوة .
النوع الرابع والثلاثون : الأفعال التي فيها تضادٌّ وتهاتُرٌ في الظاهر وهي من
اختلاف المباح من غير أن يكون بينهما تضادٌّ أو تهاتُرٌ .
النوع الخامس والثلاثون : الفعل الذي فعله صلى الله عليه و سلم لعلة معلومة
فارتفعت العلة المعلومة وبقي ذلك الفعل فرضاً على أمته إلى يوم القيامة .
النوع السادس والثلاثون : قضاياه صلى الله عليه و سلم التي قضى بها في أشياء
رُفِعَت إليه من أمور المسلمين .
النوع السابع والثلاثون : كِتْبَتُهُ صلى الله عليه و سلم الكتب إلى المواضع بما
فيها من الأحكام والأوامر وهي ضرب من الأفعال .
النوع الثامن والثلاثون : فعلٌ فعله
صلى الله عليه و سلم بأمته يجب على الأئمة الاقتداء به فيه إذا كانت العلة ـ التي
هي من أجلها فعل صلى الله عليه و سلم ـ موجودة .
النوع التاسع والثلاثون : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم لم تذكر كيفيتها في نفس
الخطاب لا يجوز استعمال مثلها إلا بتلك الكيفية التي هي مضمرة في نفس الخطاب .
النوع الأربعون : أفعال فعلها صلى الله عليه و سلم أراد بها المعاقبة على أفعالٍ
مضت مُتقدِّمةً .
النوع الحادي والأربعون : فعل فعله صلى الله عليه و سلم من أجل علة موجودة خفي على
أكثر الناس كيفية تلك العلة .
النوع الثاني والأربعون : الأشياء التي سُئل عنها صلى الله عليه و سلم فأجاب عنها
بالأفعال .
النوع الثالث والأربعون : الأفعال التي رويت عنه مجملة تفسير تلك الجمل في أخبار
أخر .
النوع الرابع والأربعون : الأفعال التي رويت عنه مختصرة ذِكرُ تَقصِّيها في أخبار
أخر.
النوع الخامس والأربعون : أفعاله صلى الله عليه و سلم في إظهاره الإسلام وتبليغ
الرسالة .
النوع السادس والأربعون : هجرته صلى الله عليه و سلم إلى المدينة وكيفية أحواله
فيها .
النوع السابع والأربعون : أخلاق رسول
الله صلى الله عليه و سلم وشمائله في أيامه ولياليه .
النوع الثامن والأربعون : علَّةُ رسول الله صلى الله عليه و سلم التي قُبِضَ بها
وكيفية أحواله في تلك العلة .
النوع التاسع والأربعون : وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم وتكفينه ودفنه .
النوع الخمسون : وصف رسول الله صلى الله عليه و سلم وسِنُّهُ(1) .
__________
(1) انظر (ص 125) .
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ :
فجميع أنواع السُّنن أربع مائة نوع ـ على حسب ما ذكرناها ـ .
ولو أردنا نزيد على هذه الأنواع التي نوَّعناها للسُّنن أنواعاً كثيرة لفعلنا
وأنما اقتصرنا على هذه الأنواع دون ما وراءها ـ وإن تهيأ ذلك لو تكلَّفنا ـ لأنَّ
قصدنا في تنويع السنن الكشف عن شيئين :
ـ أحدهما : خبر تنازع الأئمة فيه وفي تأويله .
ـ والآخر : عموم خطاب صَعُبَ على أكثر الناس الوقوف على معناه وأشكل عليهم بغية
القصد منه فقصدنا إلى تقسيم السنن وأنواعها لنكشف عن هذه الأخبار ـ التي وصفناها ـ
على حسب ما يُسهِّلُ الله ـ جل وعلا ـ ويُوفِّقُ القول فيه فيما بعد ـ إن شاء الله
ـ .
وإنما بدأنا بتراجم أنواع السنن ـ في أول الكتاب ـ قَصدَ التسهيل منا على من رام
الوقوف على كل حديث من كل نوع منها ولئلا يصعُب حفظ كل فصل من كل قسم عند البغية
ولأن قصدنا في نظم السنن حذو تأليف القرآن لأن القرآن أُلِّفَ أجزاء فجعلنا السنن
أقساماً بإزاء أجزاء القرآن .
ولما كانت الأجزاء من القرآن كل جزء منها يشتمل على سور جعلنا كل قسم من أقسام
السنن يشتمل على أنواع فأنواع السنن بإزاء سور القرآن .
ولما كان كل سورة من القرآن تشتمل على
آيٍ : جعلنا كل نوع من أنواع السنن يشتمل على أحاديث والأحاديث من السنن بإزاء
الآي من القرآن .
فإذا وقف المرء على تفصيل ما ذكرنا وقَصَدَ قَصْدَ الحفظ لها سَهُلَ عليه ما يريد
من ذلك كما يصعب عليه الوقوف على كل حديث منها إذا لم يقصِد قَصدَ الحفظ له .
ألا ترى أن المرء إذا كان عنده مصحف ـ وهو غير حافظ لكتاب الله ـ جل وعلا ـ فإذا
أحب أن يعلم آية من القرآن ـ في أي موضع هي ـ : صَعُبَ عليه ذلك فإذا حفظه : صارت
الآي كلها نَصْبَ عينيه .
وإذا كان عنده هذا الكتاب ـ وهو لا يحفظُه ولا يتدَّبر تقاسيمه وأنواعه ـ وأحب
إخراج حديث منه صَعُبَ عليه ذلك فإذا رام حفظه أحاط عِلمُه بالكل حتى لا ينخرم منه
حديث أصلاً .
وهذا هو الحيلة التي احتلنا ليحفظ الناس السنن ولئلا يُعرِّجُوا على الكِتْبَةِ
والجمع إلا عند الحاجة دون الحفظ له أو العلم به
وأما شرطنا في نِقْلَةِ ما أودعناه
كتابنا هذا من السنن فإنا لم نحتجَّ فيه إلا بحديث اجتمع في كل شيخ من رواته خمسة
أشياء :
الأول : العدالة في الدين بالسَّتر الجميل .
والثاني : الصدق في الحديث بالشُّهرة فيه .
والثالث : العقل بما يُحدِّثُ من الحديث .
والرابع : العلم بما يُحيلُ من معاني ما يروي .
والخامس : المتعرَّى خبره عن التدليس .
فكل من اجتمع فيه هذه الخصال الخمس احتججنا بحديثه وبَنَيْنَا الكتاب على روايته
وكل من تعرَّى عن خصلة من هذه الخصال الخمس لم نحتج به .
والعدالة في الإنسان هو أن يكون أكثر أحواله طاعة الله لأنا متى ما لم نجعل العدل
إلا مَنْ لم يوجد منه معصية بحال أدَّانا ذلك إلى أن ليس في الدنيا عدل إذ الناس
لا تخلو أحوالهم من ورود خلل الشيطان فيها بل العدل من كان ـ ظاهراً ـ أحواله طاعة
الله .
والذي يخالف العدل من كان أكثر أحواله معصية الله .
وقد يكون العدل الذي يشهد له جيرانه وعدول بلده به وهو غير
صادق فيما يروي من الحديث لأن هذا شيء
ليس يعرفه إلا من صناعته الحديث وليس كل مُعدِّل يعرف صناعة الحديث حتى يُعدِّلَ
العدل على الحقيقة في الرواية والدين ـ معاً ـ .
والعقل بما يحدِّث من الحديث هو أن يعقل من اللغة بمقدار ما لا يزيل معاني الأخبار
عن سننها ويعقل من صناعة الحديث ما لا يسندُ موقوفاً أو يرفع مرسلاً أو يُصحِّف
اسماً .
والعلم بما يُحيلُ من معاني ما يروي هو أن يعلم من الفقه بمقدار ما إذا أدَّى
خبراً أو رواه من حفظه أو اختصره لم يُحِلْهُ عن معناه الذي أطلقه رسول الله صلى
الله عليه و سلم إلى معنى آخر .
والمتعري خبره عن التدليس هو أن كون الخبر عن مثل مَن وصفنا نعته بهذه الخصال
الخمس فيرويه عن مثله سماعاً حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
ولعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من ( إسبيجاب ) إلى ( الإسكندرية ) ولم نَروِ
في كتابنا هذا إلا عن مئة وخمسين شيخاً ـ أقلَّ أو أكثر ـ .
ولعل مُعوَّلَ كتابنا هذا يكون على نحوٍ من عشرين شيخاً ممن أدَرْنا السُّنن عليهم
واقتنعنا برواياتهم عن رواية غيرهم ـ على الشرائط التي وصفناها ـ .
وربما أَروي في هذا الكتاب وأحتجُّ بمشايخ قد قَدَحَ فيهم بعض أئمَّتِنا مثل سماك
بن حرب وداود بن أبي هند ومحمد بن إسحاق بن يسار وحماد بن سلمة
وأبي بكر بن عياش وأضرابهم ممن تنكَّب
عن رواياتهم بعض أئمتنا واحتج بهم البعض فمن صح عندي منهم ـ بالبراهين الواضحة
وصحة الاعتبار على سبيل الدين ـ أنه ثقة احتججت به ولم أُعرج على قول من قدح فيه
ومن صح عندي ـ بالدلائل النيرة والاعتبار الواضح على سبيل الدين ـ أنه غير عدل لم
أحتج به وإن وثَّقَهُ بعض أئمتنا .
وإني سأُمثِّلُ واحداً منهم وأتكلم عليه ليستدرك به المرء من هو مثله :
كأنا جئنا إلى حماد بن سلمة فمثَّلناه وقلنا لمن ذَبَّ عمن ترك حديثه لِمَ استحق
حماد بن سلمة ترك حديثه وكان ـ رحمه الله ـ ممن رحل وكتب وجمع وصنف وحفظ وذاكر
ولَزِمَ الدين والورع الخفي والعبادة الدائمة والصلابة في السنة والطَّبقَ على أهل
البدع ؟! .
ولم يَشُكَّ عوام البصرة أنهُ كان مُستجاب الدعوة ولم يكن بالبصرة في زمانه أحدٌ ـ
ممن نُسِبَ إلى العلم ـ يُعَدُّ من البُدلاء غيره فمن اجتمع فيه هذه الخصال لِمَ
استحقَّ مجانبةَ روايته ؟! .
فإن قال : لمخالفته الأقران فيما روى في الأحايين .
يقال له : وهل في الدنيا مُحدِّثٌ ثقة لم يخالف الأقران في بعض ما روى ؟! .
فإن استحق لإنسان مجانبة جميع ما روى
بمخالفته الأقران في بعض ما يروي لاستحقَّ كل مُحدِّثٍ من الأئمة المرضيين أن
يُترك حديثه لمخالفتهم أقرانهم في بعض ما رَوَوْا .
فإن قال كان حماد يُخطىءُ .
يقال له وفي الدنيا أحدٌ بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرى عن الخطإ .
ولو جاز ترك حديث من أخطأ لجاز ترك حديث الصحابة والتابعين ومن بعدهم من
المحدِّثين لأنهم لم يكونوا بمعصومين .
فإن قال حماد قد كَثُرَ خطؤُه .
قيل له إن الكثرة اسم يشتمل على معانٍ شتى ولا يستحق الإنسان ترك روايته حتى يكون
منه من الخطإ ما يغلبُ صوابه فإذا فَحُشَ ذلك منه وغَلَبَ على صوابه استحق مجانبة
روايته .
وأما من كَثُرَ خطؤه ولم يغلب على صوابه فهو مقبول الرواية فيما لم يخطىء فيه
واستحق مجانبة ما أخطأ فيه ـ فقط ـ مثل شريك وهشيم وأبي بكر بن عياش وأضرابهم ـ
كانوا يخطئون فيُكثرون فروى عنهم واحتج بهم في كتابه وحماد واحد من هؤلاء .
فإن قال كان حماد يُدلِّسُ .
يقال له فإن قتادة وأبا إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وابن جريج والأعمش
والثوري وهشيماً كانوا يدلِّسون واحتججتَ بروايتهم .
فإن أوجب تدليس حماد في روايته تركَ
حديثه أوجب تدليس هؤلاء الأئمة ترك حديثهم .
فإن قال يروي عن جماعة حديثاً واحداً بلفظٍ واحدٍ من غير أن يُميِّزَ بين ألفاظهم
.
يقال له كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم والتابعون يُؤدُّون الأخبار على
المعاني بألفاظ متباينة وكذلك كان حماد يفعل كان يسمع الحديث عن أيوب وهشام وبن
عون ويونس وخالد وقتادة عن ابن سيرين فيتحرى المعنى ويجمع في اللفظ فإن أوجب ذلك
منه تركَ حديثه أوجب ذلك تركَ حديث سعيد بن المسيب والحسن وعطاء وأمثالهم من
التابعين لأنهم كانوا يفعلون ذلك .
بل الإنصاف في النَّقَلةِ الأخبار استعمال الاعتبار فيما رَوَوا .
وإني أُمَثِّلُ للاعتبار مثالاً يُستدرك به ما وراءه :
وكأنا جئنا إلى حماد بن سلمة فرأيناه روى خبراً عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه و سلم لم نجد ذلك الخبر عند غيره من أصحاب أيوب فالذي
يَلزَمُنا فيه التوقف عن جرحه والاعتبار بما روى غيره من أقرانه فيجب أن نبدأ
فننظر هذا الخبر هل رواه أصحاب حماد عنه أو رجل واحد منهم وحده ؟ فإن وُجِدَ
أصحابه قد رَوَوهُ عُلِمَ أن هذا قد حدَّثَ به حمادٌ .
وإن وُجد ذلك من رواية ضعيف عنه
أُلزِقَ ذلك بذلك الراوي دونه فمتى صَحَّ أنه روى عن أيوب ما لم يُتابع عليه يجب
أن يُتوقَّفَ فيه ولا يُلزَقَ به الوهن بل يُنظَرُ هل روى أحد هذا الخبر من الثقات
عن ابن سيرين غير أيوب ؟
فإن وُجِدَ ذلك عُلِمَ أن الخبر له أصل يُرجَعُ إليه وإن لم يوجد ما وصفنا نُظِرَ
ـ حينئذٍ ـ هل روى أحد هذا الخبر عن أبي هريرة غير ابن سيرين من الثقات ؟
فإن وُجِدَ ذلك عُلِمَ أن الخبر له أصل وإن لم يوجد ما قلنا نُظِرَ هل روى أحد هذا
الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم غير أبي هريرة ؟
فإن وجد ذلك صح أن الخبر له أصل ومتى عُدِمَ ذلك ـ والخبر نفسه يخالف الأصول
الثلاثة ـ عُلِمَ أن الخبر موضوع لا شك فيه وأن ناقله الذي تفرد به هو الذي وضعه .
هذا حكم الاعتبار بين النَّقَلةِ في الروايات وقد اعتبرنا حديث شيخ شيخٍ على ما
وصفنا من الاعتبار على سبيل الدين فمن صحَّ عندنا منهم أنه عدل احتججنا به وقبلنا
ما رواه وأدخلناه في كتابنا هذا ومن صح عندنا أنه غير عدل بالاعتبار الذي وصفناه
لم نحتج به وأدخلناه في كتاب (( المجروحين )) من المحدِّثين بأحد أسباب الجرح لأن
الجرح في المجروحين على عشرين نوعاً ذكرناها بفصولها في أول كتاب (( المجروحين ))
بما أرجو الغنية فيها للمتأمل ـ إذا تأمَّلها ـ فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا
الكتاب .
فأما الأخبار فإنها ـ كلها ـ أخبار
آحاد لأنه ليس يوجد عن النبي صلى الله عليه و سلم خبر من رواية عدلين روى أحدهما
عن عدلين وكل واحد منهما عن عدلين حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و
سلم فلما استحال هذا وبطل ثبت أن الأخبار ـ كلها ـ أخبار الآحاد وأن من تنكَّب عن
قبول أخبار الآحاد فقد عمد إلى ترك السنن كلها لعدم وجود السنن إلا من رواية
الآحاد .
وأما قبول الرفع في الأخبار فإنا نقبل ذلك عن كل شيخ اجتمع فيه الخصال الخمس التي
ذكرتها فإن أَرسل عدل خبراً وأسنده عدل آخر قبلنا خبر من أسند لأنه أتى بزيادة
حَفِظَها ما لم يحفظ غيره ممن هو مثله في الإتقان فإن أرسله عدلان وأسنده عدلان قُبِلَت
رواية العدلين اللذين أسنداه على الشرط الأول .
وهكذا الحكم فيه ـ كَثُرَ العدد فيه أو قلَّ ـ فإن أرسله خمسة من العدول وأسنده
عدلان نَظَرْتَ ـ حينئذٍ ـ إلى من فوقه بالاعتبار وحكمتَ لمن يجب كأنا جئنا إلى
خبر رواه نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم اتفق مالك وعبيد الله بن
عمر ويحيى بن سعيد وعبد الله بن عون وأيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر ورفعوه
وأرسله أيوب بن موسى وإسماعيل بن أمية وهؤلاء كلهم ثقات أو أَسند هذان وأرسل أولئك
اعتبرت فوق نافع هل روى هذا الخبر عن ابن عمر أحد من الثقات غير نافع مرفوعاً أو
من فوقه ـ على حسب ما وصفنا ـ ؟ .
فإذا وجد قبلنا خبر من أتى بالزيادة في روايته ـ على حسب ما وصفنا ـ .
وفي الجملة يجب أن يعتبر العدالة في
نَقَلَةِ الأخبار فإذا صحت العدالة في واحد منهم قُبِلَ منه ما روى من المسند ـ
وإن أوقفه غيره ـ والمرفوع ـ وإن أرسله غيره من الثقات ـ إذ العدالة لا توجب غيره
فيكون الإرسال والرفع عن ثقتين مقبولين والمسند والموقوف عن عدلين يقبلان ـ على
الشرط الذي وصفناه ـ .
وأما زيادة الألفاظ في الروايات فإنا لا نقبل شيئاً منها إلا عن مَن كان الغالب
عليه الفقه حتى يعلم أنه كان يروي الشيء ويَعلمُه حتى لا يشكَّ فيه أنه أزاله عن
سننه أو غيَّره عن معناه أم لا ؟ لأن أصحاب الحديث الغالب عليهم حفظ الأسامي
والأسانيد دون المتون والفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وأحكامها وأداؤها بالمعنى
دون حفظ الأسانيد وأسماء المحدِّثين فإذا رَفَعَ مُحدِّثٌ خبراً وكان الغالب عليه
الفقه لم أقبل رفعَه إلا من كتابه لأنه لا يعلم المسند من المرسل ولا الموقوف من
المنقطع وإنما هِمَّتُه إحكام المتن فقط .
وكذلك لا أقبل عن صاحب حديث حافظ متقن أتى بزيادة لفظةٍ في الخبر لأن الغالب عليه
إحكام إحكام الإسناد وحفظ الأسامي والإغضاء عن المتون وما فيها من الألفاظ إلا من
كتابه هذا هو الاحتياط في قبول الزيادات في الألفاظ
وأما المنتحلون المذاهب من الرواة ـ
مثل الإرجاء والترفُّض وما أشبههما ـ فإنا نحتج بأخبارهم إذا كانوا ثقات ـ على
الشرط الذي وصفناه ـ ونَكِلُ مذاهبهم وما تقلدوه ـ فيما بينهم وبين خالقهم ـ إلى
الله ـ جل وعلا ـ إلا أن يكونوا دعاة إلى ما انتحلوا فإن الداعي إلى مذهبه
والذابَّ عنه ـ حتى يصير إماماً فيه ـ وإن كان ثقة ثم روينا عنه ـ جعلنا للأتباع
لمذهبه طريقاً وسوَّغنا للمتعلم الاعتماد عليه وعلى قوله فالاحتياط ترك رواية الأئمة
الدعاة منهم والاحتجاج بالرواة الثقات منهم على حسب ما وصفناه .
ولو عمدنا إلى ترك حديث الأعمش وأبي إسحاق وعبد الملك بن عمير وأضرابهم ـ لما
انتحلوا ـ وإلى قتادة وسعيد بن أبي عروبة وابن أبي ذئب وأسنانِهم ـ لما تقلدوا ـ
وإلى عمر بن ذَرٍّ وإبراهيم التَّيْميِّ ومسعر بن كدام ـ لما اختاروا ـ فتركنا
حدثهم لمذاهبهم لكان ذلك ذريعة إلى ترك السنن كلها حتى لا يحصل في أيدينا من السنن
إلا الشيء اليسير .
وإذا استعملنا ما وصفنا أعنا على دحض السنن وطمسها بل الاحتياط في قبول رواياتهم
الأصل الذي وصفناه دون رفض ما رَوَوْهُ جملة .
وأما المختلطون في أواخر أعمارهم ـ مثل الجريري وسعيد بن أبي عروبة وأشباههما ـ
فإنا نروي عنهم في كتابنا ـ هذا ـ ونحتج بما رووا إلا إنا لا نعتمد من حديثهم إلا
ما روى عنهم الثقات من القدماء الذين نعلم أنهم سمعوا منهم قبل اختلاطهم وما
وافقوا الثقات في الروايات التي لا نشك في صحتها وثبوتها من جهة أخرى لأن حكمهم ـ
وإن اختلطوا في أواخر
أعمارهم وحُمِلَ عنهم في اختلاطهم بعد
تقدم عدالتهم ـ حكمُ الثقة إذا أخطأ أن الواجب ترك خَطَئِهِ إذا عُلِمَ ,
والاحتجاج بما نعلم أنه لم يخطىء فيه .
وكذلك حكم هؤلاء الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات وما انفردوا مما روى عنهم
القدماء من الثقات الذين كان سماعهم منهم قبل الاختلاط سواء .
وأما المدلسون الذين هم ثقات وعدول فإنا لا نحتج بأخبارهم إلا ما بينوا السماع
فيما رووا ـ مثل الثوري والأعمش وأبي إسحاق وأضرابهم من الأئمة المُتَّقين وأهل الورع
في الدين ـ لأنا متى قبلنا خبر مدلس لم يُبيِّنِ السماع فيه ـ وإن كان ثقة ـ
لَزِمَنا قبول المقاطيع والمراسيل كلها لأنه لا يدري لعل هذا المدلس دَلَّسَ هذا
الخبر عن ضعيف يَهِي الخبر بذكره إذا عُرِفَ اللهم إلا أن يكون المدلس يعلم أنه ما
دلَّس ـ قط ـ إلا عن ثقة فإذا كان كذلك قُبِلَتْ روايته وإن لم يبين السماع .
وهذا ليس في الدنيا إلا سفيان بن عيينة وحده فإنه كان يُدلِّسُ ولا يُدلِّسُ إلا
عن ثقة متقن ولا يكاد يوجد لسفيان بن عيينة خبر دلس فيه إلا وجد الخبر بعينه قد
بين سماعه عن ثقة مثلِ نفسه .
والحكم في قبول روايته لهذه العلة ـ وإن لم يبيِّن السماع فيها ـ كالحكم في رواية
ابن عباس إذا روى عن النبي صلى الله عليه و سلم ما لم يسمع منه وإنما قبلنا أخبار
أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ما رووها عن النبي صلى الله عليه و سلم ـ وإن
لم يُبيِّنُوا السماع في كل ما رووا ـ .
وبيقين نعلم أن أحدهم ربما سمع الخبر
عن صحابي آخر ورواه عن النبي صلى الله عليه و سلم من غير ذكر ذلك الذي سمعه منه
لنهم ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ كلهم أئمة سادة قادة عدول نَزَّهَ الله ـ عز و جل ـ
أقدار أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أن يَلزَق بهم الوهن .
وفي قوله صلى الله عليه و سلم :(( ألا ليُبلِّغِ الشاهد منكم الغائب )) أعظم
الدليل على أن الصحابة ـ كلهم ـ عدول ليس فيهم مجروح ولا ضعيف إذ لو كان فيهم
مجروح أو ضعيف أو كان فيهم أحد غير مجروح ولا ضعيف لاستثنى في قوله صلى الله عليه
و سلم وقال : (( ألا لِيُبلِّغ فلان وفلان منكم الغائب )) فلما أجملهم في الذكر
بالأمر بالتبليغ من بعدهم دل ذلك على أنهم ـ كلهم ـ عدول وكفى بمن عدَّلَهُ رسول
الله صلى الله عليه و سلم شرفاً .
فإذا صحَّ ـ عندي ـ خبر من رواية مُدلِّسِ أنه بَيَّنَ السماع فيه لا أبالي أن
أذكُرَه من غير بيان السماع في خبره ـ بعد صِحَّتِه عندي من طريق آخر ـ .
وإنا نملي ـ بعد هذا التقسيم وذكر الأنواع ـ وصف شرائط الكتاب قِسماً قِسماً
ونوعاً نوعاً بما فيه من الحديث على الشرائط التي وصفناها في نقلها من غير وجود
قطعٍ في سندها ولا ثُبُوت جرح في ناقليها ـ إن قضى الله ذلك وشاءه ـ وأتنكَّب عن
ذكر المعاد فيه إلا في موضعين إما لزيادة لفظة لا أجد منها بُدًّا أو للاستشهاد به
على معنى في خبر ثان .
فأما في غير هاتين الحالتين فإني أتنكَّب ذكر المعاد في هذا الكتاب .
جعلنا الله ممن أسبل عليه جلابيب الستر
في الدنيا واتصل ذلك بالعفو عن جناياته في العُقبى إنه الفعَّال لما يريد .
انتهى كلام الشيخ ـ رحمه الله ـ في الخطبة :
ثم قال ـ في آخر القسم الأول ـ(1) :
فهذا آخر جوامع أنواع الأمر عن المصطفى صلى الله عليه و سلم ذكرناها بفصولها
وأنواع تقاسيمها وقد بقي من الأوامر أحاديث بدَّدناها في سائر الأقسام لأن تلك
المواضع بها أشبه كما بدَّدنا منها في الأوامر للبُغية في القصد فيها .
وإنما نملي بعد هذا القسم الثاني ـ الذي هو النواهي ـ بتفصيلها وتقسيمها على حسب
ما أملينا الأوامر ـ إن قضى الله ذلك وشاءه ـ .
جعلنا الله ممن أغضى في الحكم في دين الله عن أهواء المتكلِّفين ولم يُعرِّج في
النوازل على آراء المقلِّدين من الأهواء المعكوسة والآراء المنحوسة إنه خير مسؤول
.
وقال ـ في آخر القسم الثاني ـ(2) :
فهذا آخر جوامع أنواع النواهي عن المصطفى صلى الله عليه و سلم فصَّلناها بفصولها
ليُعرف تفصيل الخطاب من المصطفى صلى الله عليه و سلم لأمته وقد بقي من النواهي
__________
(1) انظر (ص 70) .
(2) انظر (ص 86) .
أحاديث كثيرة بدَّدناها في سائر
الأقسام كما بدَّدنا في النواحي سواء على حسب ما أصَّلنا الكتاب عليه .
وإنما نملي بعد هذا القسم الثالث من أقسام السنن الذي هو إخبار المصطفى صلى الله
عليه و سلم عما احتيج إلى معرفتها ـ بفصولها فصلاً , فصلاً ـ إنِ الله يسر ذلك
وسهله ـ .
جعلنا الله من المتَّبعين للسنن كيف ما دارت والمتباعدين عن الأهواء حيث ما مالت
إنه خير مسؤول وأفضل مأمول .
وقال ـ في آخر القسم الثالث ـ(1) :
فهذا آخر أنواع الإخبار عما احتيج إلى معرفتها من السنن قد أمليناها وقد بقي من
هذا القسم أحاديث كثيرة بدَّدناها في سائر الأقسام كما بدَّدنا منها في هذا القسم
للاستشهاد على الجمع بين خبرين متضادين في الظاهر والكشف عن معنى شيء تعلَّق به
بعض من لم يحكم صناعة العلم فأحال السنَّةّ عن معناها التي أطلقها المصطفى صلى
الله عليه و سلم .
وإنا نملي بعد هذا القسم الرابع من أقسام السنن الذي هو الإباحات التي أُبيح
ارتكابها ـ إن الله قضى بذلك وشاء ـ .
جعلنا الله ممن آثر المصطفى صلى الله عليه و سلم على غيره من أمته وانخضع لقبول ما
ورد عليه من سُنَّتِه بترك ما يشتمل عليه القلب من اللذات وتحتوي عليه
__________
(1) انظر (ص 96) .
النفس من الشهوات من المحدَثات الفاضحة
والمخترعات الداحضة إنه خير مسؤول .
وقال ـ في القسم الرابع ـ(1) :
فهذا آخر جوامع الإباحات عن المصطفى صلى الله عليه و سلم أمليناها بفصولها وقد بقي
من هذا القسم أحاديث بددناها في سائر الأقسام كما بددنا منها في هذا القسم على ما
أصلَّنا الكتاب عليه وإنما نملي ـ بعد هذا ـ القسم الخامس من أقسام السنن التي هي
أفعال النبي صلى الله عليه و سلم بفصولها وأنواعها ـ إن الله قضى ذلك وشاءه ـ .
جعلنا الله ممن هُدي لسُبُل الرشاد ووُفِّق لسلوك السداد ـ في جمعٍ وتشمر ـ في جمع
السنن والأخبار وتفقَّه في صحيح الآثار وآثر ما يُقَرِّبُ إلى الباري ـ جل وعلا ـ
من الأعمال على ما يباعد عنه في الأحوال إنه خير مسؤول .
ثم قال ـ في آخر الكتاب ـ(2) :
فهذا آخر أنواع السنن قد فصَّلناها على حسب ما أصَّلنا الكتاب عليه من تقاسيمها
وليس في الأنواع التي ذكرناها ـ من أول الكتاب إلى آخره ـ نوع يُستقصى لأنا لو
ذكرنا كل نوع بما فيه من السنن لصار الكتاب أكثرُه معاداً لأن كل نوع منها يدخل
جوامِعُهُ في سائر الأنواع فاقتصرنا على ذكر
__________
(1) انظر (ص 103) .
(2) انظر (ص 109) .
الأنمى من كل نوع لنستدرك به ما وراءه
منها وكشفنا عمَّا أشكل من ألفاظها وفصلنا عما يجب أن يُوقف على معانيها على
حَسْبِ ما سهَّل الله ويسَّرَه وله الحمد على ذلك .
وقد تركنا من الأخبار المروية أخباراً كثيرة من أجل ناقليها وإن كانت تلك الأخبار
مشاهير تداوَلَها الناس فمن أحبَّ الوقوف على السبب الذي من أجله تركتها نظر في
كتاب (( المجروحين من المحدثين )) ـ من كتبنا ـ يجد فيه التفصيل لكل شيخ تركنا
حديثه ما يشفي صدره وينفي الريب عن خلده إن وفقه الله جل وعلا لذلك وطلب سلوك
الصواب فيه دون متابعة النفس لشهواتها ومساعدته إياها في لذاتها .
وقد احتججنا في كتابنا هذا بجماعة قد قَدَحَ فيهم بعض أئمتنا فمن أحب الوقوف على
تفصيل أسمائهم فلينظر في الكتاب المختصر من (( تاريخ الثقات )) يجد فيه الأصول
التي بنينا ذلك الكتاب عليها حتى لا يُعرِّجَ على قدح قادح في محدِّث على الإطلاق
من غير كشفٍ عن حقيقته .
وقد تركنا من الأخبار المشاهير ـ التي نقلها عدول ثقات ـ لعللٍ تبين لنا منها
الخفاء على عالم من الناس جوامعها .
وإنما نملي ـ بعد هذا ـ علل الأخبار ونذكر كل مَروِيٍّ صحَّ ـ أو لم يَصِحَّ ـ بما
فيه من العلل إن يسر الله ذلك وسهَّلَهُ .
جعلنا الله ممن سلك مسالك أولي النهى في أسباب الأعمال دون التعرج على الأوصاف
والأقوال فارتقى على سلالم أهل الولايات
بالطاعات والانقلاع بكل الكل عن
المزجورات حتى تفضَّل عليه بقبول ما يأتي من الحسنات و التجاوز عما يُرتَكَبُ من
الحوبات إنه خير مسؤول وأفضلُ مأمول .
انتهى كلامه أولاً وآخراً ـ رحمه الله بمنِّه وكرمه ـ .
[ الفصل الثالث ](1)
قال العبد الضعيف جامع شمل هذا التأليف :
قد رأيتُ أن أُنبِّهَ ـ في أول هذا الكتاب ـ على ما فيه من الكتب والفصول في
الأبواب(2) ؛لفائدته وتوفيراً لعائدته .
والله المسؤول أن يجعله خالصاً لذاته وفي ابتغاء مرضاته ـ وهو حسبي ونعم الوكيل ـ
:
1ـ [ المقدمة ]
1 ـ باب ما جاء في الابتداء بحمد الله ـ تعالى ـ . 2 ـ باب الاعتصام بالسنَّة وما
يتعلق بها ـ نقلاً وأمراً وزجراً ـ . [ 3 ـ فصل . 4 ـ فصل . ] .
2 ـ كتاب الوحي
3 ـ كتاب الإسراء
__________
(1) انظر التنبيه المتقدم (ص 44) . ( الناشر ) .
(2) وقد جاء في هذا الفهرس ـ هنا ـ شيءٌ من الاختصار والتصرُّف ـ والتقديم و
التأخير ـ لبعض أسماء الكتب والأبواب والفصول :
فما لم يكن مؤثراً ـ من الاختصار والتصرُّف ـ لم نُشر إليه .
وأمَّا مواضع النقص , أو التغيير المؤثر : فقد بيّناها وأشرنا إليها .
وما بين معقوفين ـ هنا ـ هو من زياداتنا بناءً على المُثْبَت في الكتاب . ( الناشر
) .
4 ـ كتاب العلم
[ 1 ـ باب الزجر عن كِتبة المرء السنن ؛ مخافة أن يتّكل عليها ـ دون الحفظ لها ـ .
] .
5 ـ كتاب الإيمان
1 ـ الفطرة . 2 ـ التكليف . 3 ـ فضل الإيمان . 4 ـ فرض الإيمان . 5 ـ صفات
المؤمنين . [ 6 ـ فصل ] . 7 ـ الشرك [ و ] النفاق .
6 ـ كتاب [ البِرّ و ] الإحسان
1 ـ باب الصدق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . 2 ـ الطاعات وثوابها . [ 3 ـ
فصل ] . 4 ـ الإخلاص وأعمال السر . 5 ـ حق الوالدين . 6 ـ صلة الرحم وقطعها . 7 ـ
الرحمة . 8 ـ حسن الخُلُق . 9 ـ العفو . 10 ـ إطعام الطعام وإفشاء السلام . 11 ـ
الجار . 12 ـ فصل من البر والإحسان . 13 ـ الرِّفقُ . 14 ـ الصحبة والمجالسة . 15
ـ الجلوس على الطريق . 16 ـ فصل في تشميت العاطس . 17 ـ العزلة .
7 ـ كتاب الرقائق
[1 ـ باب الحياء ] . 2 ـ التوبة . 3 ـ حسنُ الظنِّ بالله ـ تعالى ـ . 4 ـ الخوف
والتقوى . 5 ـ الفقر والزهد والقناعة . 6 ـ الورع والتوكل . 7 ـ القرآن وتلاوته
المطلقة . 8 ـ الأذكار المطلقة . 9 ـ الأدعية المطلقة . 10 ـ الاستعاذة .
8 ـ كتاب الطهارة
الفطرة بمعنى السُنَّةِ(1) . 1 ـ فضل الوضوء . 2 ـ فرض الوضوء . 3 ـ سنن الوضوء .
4 ـ نواقض الوضوء . 5 ـ الغُسلُ . 6 ـ قَدرُ ماءِ الغُسلِ . 7 ـ أحكام الجُنُبِ .
8 ـ غُسْلُ الجمعة . 9 ـ غسل الكافر إذا أسلم . 10 ـ المياه . 11 ـ الوضوء بفضل
وضوء المرأة . 12 ـ الماء المستعمل . 13 ـ الأوعية . [14 ـ جلود الميتة ] . 15 ـ
الأسأر . 16 ـ التيمم .17 ـ المسح على الخفين ـ وغيرهما ـ . 18 ـ الحيض والاستحاضة
. 19 ـ النجاسة وتطهيرها . [20 ـ تطهير النجاسة ] . 21 ـ الاستطابة .
9 ـ كتاب الصلاة
1 ـ فرض الصلاة . 2 ـ الوعيد على ترك الصلاة . 3 ـ مواقيت الصلاة . 4 ـ الأوقات
المنهى عنها . 5 ـ الجمع بين الصلاتين . 6 ـ المساجد . 7 ـ الأذان . 8 ـ شروط
الصلاة . 9 ـ فضل الصلوات الخمس . 10 ـ صفة الصلاة . 11 ـ القنوت . 12 ـ الإمامة
والجماعة . [13 ـ فصل في فضل الجماعة ] . 14 ـ فرض الجماعة , [ و ] الأعذار التي
تُبيح تركها . 15 ـ فرض متابعة الامام ., [16 ـ باب الحدث في الصلاة ] . 17 ـ ما
يُكرَهُ للمصلي , وما لا يكره . 18 ـ إعادة الصلاة . 19 ـ الوتر . 20 ـ النوافل .
21 ـ الصلاة على الدابة . 22 ـ صلاة الضحى . 23 ـ التراويح 24 ـ قيام الليل . 25 ـ
قضاء الفوائت .
__________
(1) هذه الجملة موجودة في الطبعتين , وكذا طبعة الشيخ شاكر ؛ ولم نَرَ لها أصلاًً
في هذا الموضع من الكتاب ـ و لا غيره ـ . ( الناشر ) .
26 ـ سجود السهو . [27 ـ فصل في سفر
المرأة ] . 28 ـ المسافر صلاة السفر . 29 ـ سجود التلاوة . 30 ـ صلاة الجمعة . 31
ـ صلاة العيدين . 32 ـ صلاة الكسوف . 33 ـ صلاة الاستسقاء . 34 ـ صلاة الخوف .
[10 ـ كتاب ] الجنائز(1)
1 ـ عيادة المريض . 2 ـ الصبر وثواب الأمراض والأعراض . 3 ـ أعمار هذه الأمة . 4 ـ
ذكر الموت . 5 ـ الأمل . 6 ـ تمني الموت . 7 ـ المحتضر . 8 ـ فصل في الموت وما
يتعلق به ؛ من راحة المؤمن وبُشراهُ وروحه وعمله والثناء عليه . 9 ـ الغسل . 10 ـ
التكفين . 11 ـ ما يقول الميت عند حمله . 12 ـ القيام للجنازة . 13 ـ الصلاة على
الجنازة . 14 ـ الدفن . 15 ـ أحوال الميت في قبره . 16 ـ النياحة ونحوها . 17 ـ
القبور . 18 ـ زيارة القبور . 19 ـ الشهيد .
[ 9 ـ تتمّة كتاب الصلاة ](2)
35 ـ الصلاة في الكعبة
11ـ كتاب الزكاة
1ـ جمع المال من حِلِّهِ ـ وما يتعلق بذلك ـ . 2 ـ الحرص وما يتعلق به .
__________
(1) هذا الكتاب وقع ـ في مقدمة الطبعتين , وطبعة شاكر ـ هنا ـ باباً ضمن أبواب
كتاب الصلاة !
وقد صححناه حسب ما يقتضيه تقسيم المؤلف وترتيبه ـ في الكتاب نفسِهِ ـ . ( الناشر )
.
(2) وقد سقطت ـ أيضاً ـ من ( الأصل ) أثناء الكتاب ـ . ( الناشر ) .
3 ـ فضل الزكاة . 4 ـ الوعيد لمانع
الزكاة . 5 ـ فرض الزكاة . 6 ـ العُشر . 7 ـ مصارف الزكاة . 8 ـ صدقة الفطر . 9 ـ
صدقة التطوع . 10 ـ فصل في أشياء لها حُكمُ الصدقة . 11 ـ المَنَّانُ . 12 ـ
المسألة والأخذ , وما يتعلق به من المكافأة والثناء والشكر .
12 ـ كتاب الصوم
1 ـ فضلُ الصوم . 2 ـ فضل رمضان . 3 ـ رؤية الهلال . 4 ـ السحور . 5 ـ آداب الصوم
. 6 ـ صوم الجُنُبِ . 7 ـ الإفطار وتعجيله . 8 ـ قضاء رمضان . 9 ـ الكفَّارة . 10
ـ حجامة الصائم . 11 ـ قُبْلَةُ الصائم . 12 ـ صوم المسافر . 13 ـ الصيام عن الغير
. 14 ـ الصوم المنهي عنه 15 ـ صوم الوصال . 16 ـ صوم الدهر . 17 ـ صوم يوم الشك .
18 ـ صوم العيد . 19 ـ صوم أيام التشريق . 20 ـ صوم عرفة . 21 ـ صوم الجمعة . 22 ـ
صوم السبت . 23 ـ صوم التطوع . 24 ـ الاعتكاف وليلة القدر .
13 ـ كتاب الحج
1 ـ فضل الحج والعمرة . 2 ـ فرض الحج . 3 ـ فضل مكة . 4 ـ فضل المدينة . 5 ـ
مقدمات الحج . 6 ـ مواقيت الحج . 7 ـ الإحرام . 8 ـ دخول مكة وما يَفعل فيها . 9 ـ
الصفا والمروة . 10 ـ الخروج من مكة إلى منى . 11 ـ الوقوف بعرفة والمزدلفة والدفع
منهما . 12 ـ رمي جمرة العقبة . 13 ـ الحلق والذبح . 14 ـ الإفاضة من منى لطواف
الزيارة . 15 ـ رمي الجمار أيام منى . 16 ـ الإفاضة من منى للصدر . 17 ـ القِران .
18 ـ التمتع .
19 ـ حجة النبي صلى الله عليه و سلم ,
اعتماره صلى الله عليه و سلم ما يباح للمحرم وما لا يُباح . 20 ـ الكفارة . 21 ـ
الحج والاعتمار عن الغير . 22 ـ الإحصار . 23 ـ الهدي .
14 ـ كتاب النكاح وآدابه
1 ـ الولي . 2 ـ الصَّداق . 3 ـ ثبوت النسب والقائف . 4 ـ حرمة المناكحة . 5 ـ
المتعة . [6ـ الشِّغار . 7 ـ نكاح الكفار ] . نكاح الإماء(1) . 8 ـ معاشرة الزوجين
. 9 ـ العزل . 10 ـ الغيلة . 11 ـ النهي عن اتيان النساء في أعجازهن . 12 ـ
القَسْمُ .
15 ـ [ كتاب ] الرضاع
1 ـ النفقة .
16 ـ كتاب الطلاق
1 ـ الرجعة . 2 ـ الإيلاء . 3 ـ الظِّهار . 4 ـ الخلع . 5 ـ اللِّعان . 6 ـ
العِدَّة . 7 ـ فصل في إحداد المُعتدّة . 8 ـ باب العِدَد ] .
17 ـ كتاب العِتق
1 ـ صحبة المماليك . 2 ـ [ باب عتق [ العبد ] المتزوج قبل زوجته ] . 3 ـ إعتاق
الشريك . 4 ـ العتق في المرض . 5 ـ الكتابة . 6 ـ أُمُّ الولد . 7 ـ الولاء .
18 ـ كتابُ الأَيْمان
__________
(1) هذا الباب غير موجود في الكتاب ـ كلّه ـ .
وموجود مكانه ـ هنا ـ ما جعلناه بين معقوفين ـ قبله ـ . ( الناشر ) .
19 ـ [ كتاب ] النذور
20 ـ كتاب الحدود
1 ـ الزنى وحَدَّه 2 ـ حدُّ الشرب . 3 ـ [ حدّ القذف ] . 4 ـ التعزير . 5 ـ السرقة
. 6 ـ [ باب قطع الطريق ] . 7 ـ الردة .
21ـ كتاب السِّيَر
1 ـ الخلافة والإمارة . 2 ـ بيعة الأئمة وما يُستحبُّ لهم . 3 ـ طاعة الأئمة . 4 ـ
فضل الجهاد . 5 ـ فضل النفقة في سبيل الله . 6 ـ فضل الشهادة . 7 ـ الخيل . 8 ـ
الحِمَى . 9 ـ السَّبقُ . 10 ـ الرَّمي . 11 ـ التقليد , والجرسُ . كُتُبُ النبي
صلى الله عليه و سلم(1) . 12 ـ فرض الجهاد . 13 ـ الخروج وكيفية الجهاد . ـ غزوة
بدر . 14 ـ الغنائم وقِسمتُها . 15 ـ الغلُولُ . 16 ـ الفداء وفك الأسرى . 17 ـ
الهجرة . 18 ـ الموادعة والمهادنة . 19 ـ الرسول . 20 ـ الذِّميُّ والجزية
22 ـ كتاب اللقطة
23 ـ كتاب الوقف
24 ـ كتاب البيوع
1 ـ السَّلَمُ . 2 ـ [ خيار العيب ] . 3 ـ بيع المُدَبَّر . 4 ـ [ التسعير
__________
(1) هذا الباب غير موجود في هذا الموضع من الكتاب .
نعم ؛ هو موجود في 59 ـ كتاب التاريخ / باب 7 ـ ممّا سيأتي ـ . ( الناشر ) .
والاحتكار ] . 5 ـ البيوع المنهي عنها
.6 ـ الرِّبا .7 ـ الإقالة . 8 ـ الجائحة . 9 ـ المفلس . 10 ـ الديون .
25(1) ـ كتاب الحَجْر
26 ـ كتاب(2) الحوالة
27 ـ كتاب [ الكفالة ]
28 ـ كتاب القضاء
1 ـ الرِّشوةُ .
29 ـ كتاب الشهادات
30 ـ كتاب الدعوى
1 ـ الاستحلاف . 2 ـ عقوبة الماطل .
31 ـ كتاب الصُّلْح(3)
__________
(1) اختلف ترقيم الكتب في ( طبعة المؤسسة ) من هنا إلى بداية كتاب الأطعمة !
مبتدئاً إياه برقم (11) !! ثم رجع الترقيم إلى الصواب . ( الناشر ) .
(2) وقع في ( طبعة المؤسسة ) بلفظ : ( باب الحوالة ) , وهو على الصواب في ( الأصل
) ؛ وقد صحّحناه بناءً على ما فيه , وما في هذا الفهرس . ( الناشر ) .
(3) وقع في ( طبعة المؤسسة) بلفظ : ( باب الصُّلح ) , وهو على الصواب في ( الأصل )
؛ وقد صححناه بناءً على ما فيه , وما في هذا الفهرس . ( الناشر ) .
32 ـ كتاب العاريَّة
33 ـ كتاب الهِبَة
1 ـ الرُّجوع في الهبة
34 ـ كتاب الرقبى والعمرى
35 ـ كتاب الإجارة
36 ـ كتاب الغَصْب
37 ـ كتاب الشُّفْعَة
38 ـ كتاب المزارعة
39 ـ كتاب إحياء الموات
40 ـ كتاب الأطعمة
1 ـ آداب الأكل . 2 ـ ما يجوز أكله وما لا يجوز . 3 ـ الضيافة . 4 ـ العقيقةُ .
41 ـ كتاب الأشربة
1 ـ آداب الشرب . 2 ـ ما يَحِلُّ شربه .
42 ـ كتاب اللباس وآدابه
43 ـ الزينة
1 ـ آداب النوم .
44 ـ كتاب الحظر والإباحة
وفيه : 1 ـ فصل في التعذيب . 2 ـ المُثلة(1) . 3 ـ وفصل فيما يتعلق بالدواب . 4 ـ
باب قتل الحيوان . 5 ـ باب ما جاء في التباغض والتحاسد والتدابر والتشاحن والتهاجر
بين المسلمين . 6 ـ باب التواضع والتكبر والعُجْبِ . 7 ـ والاستماع المكروه وسوء
الظن والغضب والفحش . 8 ـ باب ما يُكرَهُ من الكرم وما لا يُكرَهُ . وفيه : 9 ـ
الكذب . 10 ـ اللَّعن . 11 ـ وذو الوجهين . 12 ـ والغيبة . 13 ـ والنميمة . 14 ـ
والمدح . 15 ـ والتفاخر . 16 ـ والشعر والسجع . 17 ـ والمزاح والضحك . 18 ـ وفصل
من الكلام . 19 ـ باب الاستئذان . 20 ـ الأسماء والكنى .21 ـ باب الصور والمصورين
. 22 ـ واللعب واللهو . 23 ـ والسماع .
45 ـ كتاب الصيد
46 ـ كتاب الذبائح
47 ـ كتاب الأضحية
48 ـ كتاب الرهن
1ـ الفتن .
__________
(1) وقع هذان البابان في الفهرس ـ هنا ـ باباً واحداً .
والتصحيح من المُثْبَتِ في الكتاب . ( الناشر ) .
49 ـ كتاب الجنايات
1 ـ القِصاص . 2 ـ القَسامة .
50 ـ كتاب الديات
1 ـ الغُرَّة .
51 ـ كتاب الوصية
52 ـ كتاب الفرائض
1 ـ ذوو الأرحام .
53 ـ الرُّؤيا
54 ـ كتاب الطب
55 ـ كتاب الرُّقى والتمائم
56 ـ كتاب العدوى والطيرة
1 ـ بابُ الْهامِ والغُول .
57 ـ كتاب الأنواء والنجوم
58 ـ كتاب الكهانة والسحر
59(1) ـ كتاب التاريخ
1 ـ بَدءُ الخلق . 2 ـ [ فصل في هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدين , وكيفية
أحواله فيها ] . 3 ـ صفة النبي صلى الله عليه و سلم : خصائصه وفضائله . 4 ـ باب
الحوض والشفاعة ] . 5 ـ المعجزات . 6 ـ تبليغه صلى الله عليه و سلم الرسالة , وما
لقي من مرضه صلى الله عليه و سلم . 7 ـ [ كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - ] . 8
ـ مرضه - صلى الله عليه وسلم - . 9 ـ وفاته صلى الله عليه و سلم . إخباره صلى الله
عليه و سلم عما يكون في أمته من الفتن والحوادث .
[ 60 ـ كتاب إخباره - صلى الله عليه وسلم - عن ] مناقب الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ
مُفصَّلاً
1 ـ فضل الأمة . 2 ـ فضل الصحابة والتابعين . 3 ـ وباب ذكر الحجاز واليمن والشام
وفارس وعُمانَ . 4 ـ إخباره صلى الله عليه و سلم عن البعث وأحوال الناس في ذلك
اليوم . 5 ـ وصف الجنة وأهلها . 6 ـ صفة النار وأهلها .
__________
(1) في ( طبعة المؤسسة ) قفز عن الرقم (59) , جاعلاً إياه رقم : (60) ! ( الناشر )
.
[ الخاتمة ]
واعلم أني وضعتُ بإزاء كل حديث ـ بالقلم الهندي(1) ـ صورة النوع الذي هو منه في
كتاب (( التقاسيم والأنواع )) ليتيسر ـ أيضاً ـ كشفه من أصله من غير كُلفة
ومَشقَّةٍ : مثاله إذا كان الحديث من النوع الحادي عشر مثلاً : كان بإزائه هكذا
[11] ثم إن كان من القسم الأوَّل : كان العدد المرقوم مجرداً عن العلامة ؛ كما
رأيته .
وإن كان من القسم الثاني : كان تحت العدد خطٌّ عَرْضِيٌّ هكذا [11] وإن كان من
القسم الثالث كان الخط من فوقه هكذا [11] وإن كان من القسم الرابع كان العدد بين
خطين هكذا [11] وإن كان من القسم الخامس كان الخطان فوقه [11] توفيراً للخاطر
وتيسيراً للناظر(2) .
جعله الله خالصاً لذاته وفي ابتغاء مرضاته إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .
__________
(1) هو نوع أقلامٍ مُتميِّزٌ بخطِّه , وصفة كتابته ـ مشهور في التاريخ العلمي
الإسلامي ـ , منسوب إلى بلاد الهند التي عُرفَ بها .
(2) وجَرَينا في هذه الطبعة على نسق ( طبعة المؤسسة ) ؛ بإثبات [ رقم القسم ] ثم [
رقم النوع ] ؛ هكذا ـ مثلاً ـ : [66:3] ؛ أي : القسم الثالث : النوع السادس
والستون ... ( الناشر ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - [ المقدمة ]
1 - باب ما جاء في الإبتداء بحمد الله تعالى
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من إبتداء الحمد لله جل وعلا في أوائل كلامه عند بغية مقاصده
1 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان
قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين قال : حدثنا
الأوزاعي عن قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الإرواء)) ( 1/30/2)
ذكر الأمر للمرء أن تكون فواتح أسبابه بحمد الله جل وعلا لئلا تكون أسبابه بتراً
2 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد
القطان أبو علي بالرقة قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا شعيب بن إسحاق عن
الأوزاعي عن قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع )
=[92:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - مكرر ما قبله .
2 - باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً
3 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو كريب
حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال :
إن مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال : يا قوم إني رأيت الجيش
وإني أنا النذير فأطاعه طائفة من قومه فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبه طائفة منهم
فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش وأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به
ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق )
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .
4 - وقال صلى الله عليه و سلم :
( إن مثل ما آتاني الله من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة
طيبة قبلت ذلك فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وأمسكت الماء فنفع الله بها الناس
فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا
تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعمل ومثل من
لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرْسِلْتُ به )
=[28:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .
ذكر وصف الفرقة الناجية من بين الفرق التي تفترق عليها أمة المصطفى صلى الله عليه و سلم
5 - أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد
البرتي حدثنا علي بن المديني حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ثور بن يزيد حدثني خالد
بن معدان حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي و حجر بن حجر الكلاعي قالا :
أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه : { ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم
قلت لا أجد ما أحملكم عليه }[التوبة :92] فسلمنا وقلنا : أتيناك زائرين ومقتبسين
فقال العرباض :
( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا
موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل : يا رسول الله كأن هذه
موعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟ قال :
أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً مجدعاً فإنه من يعش منكم فسيرى
اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا
عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )
=[6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (937 و 3007 ) , (( ظلال الجنة)) (26 ـ 34 ) .
قال : أبو حاتم في قوله صلى الله عليه و سلم : ( فعليكم بسنتي ) عند ذكره الاختلاف
الذي يكون في أمته بيان واضح أن من واظب على السنن قال بها ولم يعرج على غيرها من
الآراء من الفرق الناجية في القيامة جعلنا الله منهم بمنه )
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم سنن المصطفى صلى الله عليه و سلم وحفظه نفسه عن كل من يأباها من أهل البدع وإن حسنوا ذلك في عينه وزينوه
6 - أخبرنا إبراهيم بن علي بن عبد
العزيز العمري بالموصل حدثنا معلى بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن أبي وائل
عن ابن مسعود قال :
خط لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطاً فقال :
( هذا سبيل الله ) ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال :
وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم تلا : { وأن هذا صراطي مستقيماً ...
} ) إلى أخر الآية[الأنعام :153] .
=[ 10:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الظلال)) ( 16و17)
ذكر ما يجب على المرء من ترك تتبع السبل دون لزوم الطريق الذي هو الصراط المستقيم
7 - أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان
المعدل بالفسطاط قال : حدثنا الحارث بن مسكين قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني
حماد بن زيد عن عاصم عن أبي وائل عن أبي مسعود قال :
خط لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطوطاً عن يمينه وعن شماله وقال :
( هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو له ) ثم قرأ : { وأن هذا صراطي مستقيما
فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ... } الآية كلها [الأنعام :153] .
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - مكرر ما قبله .
ذكر البيان بأن من أحب الله جل وعلا وصفيه صلى الله عليه و سلم بإيثار أمرهما وابتغاء مرضاتهما على رضا من سواهما يكون في الجنة مع المصطفى صلى الله عليه و سلم
8 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن
أبي بكر المقدمي حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أنس بن مالك :
أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه و سلم - وكانوا هم أجدر أن يسألوه من أصحابه
- فقال : يارسول الله متى الساعة ؟ قال :
( وما أعددت لها ) ؟ قال : ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله قال :
( فإنك مع من أحببت )
قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام أشد من فرحهم بقوله
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الروض النضير)) ( 104 - 106 و 360 - 361 و 370 و 1028) : ق .
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم هدي المصطفى بترك الانزعاج عما أبيح من هذه الدنيا له بإغضائه
9 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال
: حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن
عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت :
دخلت امرأة عثمان بن مظعون واسمها خولة بنت حكيم على عائشة وهي بذة الهيئة فسألتها
عائشة : ما شأنك ؟ فقالت : زوجي يقوم الليل ويصوم النهار فدخل النبي صلى الله عليه
و سلم فذكرت عائشة ذلك له فلقي النبي صلى الله عليه و سلم عثمان بن مظعون فقال
( يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب علينا أما لك في أسوة حسنة ! فوالله إني لأخشاكم
لله وأحفظكم لحدوده )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) ( 1239)
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تحري استعمال السنن في أفعاله ومجانبة كل بدعة تباينها وتضادها
10 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال
: حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال : حدثنا جعفر
بن محمد عن أبيه عن جابر قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى
كأنه نذير جيش يقول :
صبحكم ومساكم ويقول :
( بُعثت أنا والساعة كهاتين ) - يفرق بين السبابة والوسطى - ويقول :
( أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وإن شر الأمور محدثاتها
وكل بدعة ضلالة ) ثم يقول :
( أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالاً فلأهله ومن ترك ديناً أو ضيعة فإلي وعلي
)
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الإرواء)) (608 و 611) , ((أحكام الجنائز)) ( ص29 - 30) , ((خطبة الحاجة
)) (ص34 - 35) .
ذكر إثبات الفلاح لمن كانت شرته إلى سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم
11 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال
: حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا هاشم بن القاسم قال : حدثنا شعبة عن حصين بن عبد
الرحمن عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن لكل عمل شرة وإن لكل شرة فترة فمن كانت شرته إلى سنتي فقد أفلح ومن كانت شرته
إلى غير ذلك فقد أهلك )
=[89:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الظلال)) ( 151)
ذكر الخبر المصرح بأن سنن المصطفى صلى الله عليه و سلم كلها عن الله لا من تلقاء نفسه
12 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن
الفضل الكلاعي بحمص حدثنا كثير بن عبيد المذحجي حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن
مروان بن رؤبة عن ابن أبي عوف عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم أنه قال :
( إني أوتيت الكتاب وما يعدله يوشك شبعان على أريكته أن يقول : بيني وبينكم هذا
الكتاب فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه ألا وإنه ليس كذلك
)
=[1:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((الصحيحة)) ( 2869) ، ((المشكاة)) ( 163) .
13 - حدثنا أحمد بن علي بن المثنى قال
: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم قال : حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن مالك بن أنس
عن سالم أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع قال : قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم :
( لا أعرفن الرجل يأتيه الأمر من أمري إما أمرت به وإما نهيت عنه فيقول : ما ندري
ما هذا عندنا كتاب الله ليس هذا فيه )
=[1:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح ـ ((المشكاة)) ( 162)
ذكر الزجر عن الرغبة عن سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم في أقواله وأفعاله جميعاً
14 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة
قال : حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا بهز بن أسد قال : حدثنا حماد بن سلمة
عن ثابت عن أنس بن مالك :
أن نفراًً من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه و
سلم عن عمله في السر فقال بعضهم : لا أتزوج وقال بعضهم : لا آكل اللحم وقال بعضهم
: لا أنام على فراش فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
( ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب
عن سنتي فليس مني )
=[61:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (1782) : ق .
3 ـ فصل
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه و سلم كان يأمر أمته بما يحتاجون إليه من أمر دينهم قولاً وفعلاً معاً
15 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن
الدغولي حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال : حدثنا ابن أبي مريم قال : حدثنا محمد بن
جعفر بن أبي كثير قال : حدثني إبراهيم بن عقبة عن كريب ـ مولى ابن عباس ـ عن ابن
عباس :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه فقال :
( يعمد أحدهم إلى جمرة من النار فيجعلها في يده ) فقيل للرجل بعد ما ذهب : خذ
خاتمك فانتفع به فقال : لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه
و سلم !
=[5:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((آداب الزفاف)) ( 126) : م .
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالشيء لا يجوز إلا أن يكون مفسراً يعقل من ظاهر خطابه
16 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي
قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن يحيى
بن أبي كثير قال : حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال :
إذا نودي بالأذان أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع الأذان فإذا قُضِيَ الأذان
أقبل فإذا ثُوِّبَ بها أدبر فإذا قضي التثويب أقبل يخطر بين المرء ونفسه : أذكر
كذا أذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى فإذا لم يدر كم صلى ؟
فليسجد سجدتين وهو جالِس ))
=[18:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) ( 529) : ق .
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : أمره صلى الله عليه و سلم لمن شك في صلاته فلم
يدر كم صلى فليسجد سجدتين وهو جالس أمر مجمل تفسيره أفعاله التي ذكرناها لا يجوز
لأحد أن يأخذ الأخبار التي فيها ذكر سجدتي السهو قبل السلام فيستعمله في كل
الأحوال ويترك سائر الأخبار التي فيها ذكره بعد السلام وكذلك لا يجوز لأحد أن يأخذ
الأخبار التي فيها ذكر سجدتي السهو بعد السلام فيستعمله في كل الأحوال ويترك
الأخبار الأخر التي فيها ذكره قبل السلام .
ونحن نقول : إن هذه أخبار أربع يجب أن تستعمل ولا يترك شيء منها فيفعل في كل حالة
مثل ما وردت السنة فيها سواء فإن سلم من الاثنتين أو الثلاث من صلاته ساهياً أتم
صلاته وسجد سجدتي السهو بعد السلام على خبر أبي هريرة و عمران بن حصين اللذين
ذكرناهما
وإن قام من اثنتين ولم يجلس أتم صلاته وسجد سجدتي السهو قبل السلام على خبر ابن
بحينة
وإن شك في الثلاث أو الأربع يبني على اليقين على ما وصفنا وسجد سجدتي السهو قبل
السلام على خبر أبي سعيد الخدري و عبد الرحمن بن عوف
وإن شك ولم يدر كم صلى أصلاً تحرى على الأغلب عنده وأتم صلاته وسجد سجدتي السهو
بعد السلام على خبر ابن مسعود الذي ذكرناه حتى يكون مستعملاً للأخبار التي وصفناها
كلها
فإن وردت عليه حالة غير هذه الأربع في صلاته ردها إلى ما يشبهها من الأحوال الأربع
التي ذكرناها
ذكر إيجاب الجنة لمن أطاع الله ورسوله فيما أمر ونهى
17 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن
إسماعيل ببست ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف بنيسابور قالا : حدثنا قتيبة بن
سعيد قال : حدثنا خلف بن خليفة عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد الخدري :
قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( والذي نفسي بيده لَتَدْخُلُنَّ الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشراد
البعير ) قالوا : يا رسول الله ومن يأبى أن يدخل الجنة ؟ قال :
(من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) ( 2044)
قال أبو حاتم : طاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم هي الانقياد لسنته بترك
الكيفية والكمية فيها مع رفض قول كل من قال شيئاً في دين الله جل وعلا بخلاف سنته
الاحتيال في دفع السنن بالتأويلات المضمحلة والمخترعات الداحضة
ذكر البيان بأن المناهي عن المصطفى صلى الله عليه و سلم والأوامر فرض على حسب الطاقة على أمته لا يسعهم التخلف عنها
18 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي
حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وسفيان
عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ما
نهيتكم عنه فانتهوا وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم )
= [6:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (155و314) : ق .
قال ابن عجلان : فحدثت به أبان بن صالح فقال لي : ما أجود هذه الكلمة قوله : (
فأتوا منه ما استطعتم )
ذكر البيان بأن النواهي سبيلها الحتم والإيجاب إلا أن تقوم الدلالة على ندبيتها
19 - حدثنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا
محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني مالك عن أبي الزناد عن
الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء
فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )
=[1:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) أيضاً : ق .
20 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة
قال : حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن همام بن
منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وما أمرتكم بالأمر فأتوا منه ما استطعتم )
= [3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مختصر ما قبله .
21 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة
قال : حدثنا ابن أبي السري قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن همام بن
منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ذروني ما تركتكم فإنما هلك من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم
عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بالشيء فأتوا منه ما استطعتم )
=[25:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مكرر ( 18)
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( وإذا أمرتكم بشيء ) أراد به من أمور الدين لا من أمور الدنيا
22 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا عبد
الأعلى بن حماد قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة وثابت عن أنس بن مالك :
أن النبي صلى الله عليه و سلم سمع أصواتاً فقال :
( ما هذه الأصوات ؟ ) قالوا : النخل يأبرونه فقال :
( لو لم يفعلوا لصلح ذلك ) فأمسكوا فلم يأبروا عامته فصار شيصاً فذكر ذلك للنبي
صلى الله عليه و سلم فقال :
( إذا كان شيء من أمر دنياكم فشأنكم وإذا كان شيء من أمر دينكم فإلي )
=[25:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (3977 ) : م .
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( فما أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ) أراد به : ما أمرتكم بشيء من أمر الدين لا من أمر الدنيا
23 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد
الجبار قال : حدثنا عبد الله بن الرومي قال : حدثنا النضر بن محمد قال : حدثنا
عكرمة بن عمار قال : حدثني أبو النجاشي قال : حدثني رافع بن خديج قال :
قدم نبي الله صلى الله عليه و سلم المدينة وهم يؤبرون النخل - يقول يُلَقِّحُونَ -
قال : فقال :
ما تصنعون ؟ فقالوا : شيئاً كانوا يصنعونه فقال
لو لم تفعلوا كان خيراً فتركوها فنفضت أو نقصت فذكروا ذلك له فقال صلى الله عليه و
سلم :
(( إنما أنا بشر إذا حدثتكم بشيء من أمر دينكم فخذوا به وإذا حدثتكم بشيء من
دنياكم فإنما أنا بشر))
= [68:3]
قال عكرمة : هذا أو نحوه
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) - أيضاً - : م .
أبو النجاشي- مولى رافع- اسمه عطاء بن صهيب : قاله الشيخ
ذكر نفي الإيمان عمن لم يخضع لسنن رسول الله صلى الله عليه و سلم أو اعترض عليها بالمقايسات المقلوبة والمخترعات الداحضة
24 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو
الوليد حدثنا ليث بن سعد عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن عبد الله بن الزبير
حدثه :
أن رجلاً من الأنصار خاصم الزبير عند رسول الله صلى الله عليه و سلم في شراج الحرة
التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري : سَرِّحِ الماء يمر فأبى عليه الزبير فقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك فغضب الأنصاري وقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك
؟ فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجَدْرِ
قال الزبير : فوالله لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك
فيما شجر بينهم ... } الآية [النساء :65] .
= [36:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .
ذكر الخبر الدال على أن من اعترض على السنن بالتأويلات المضمحلة ولم ينقد لقبولها كان من أهل البدع
25 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري :
قال :
بعث علي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من اليمن بذهب في أدم فقسمها رسول الله
صلى الله عليه و سلم بين زيد الخيل والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن وعلقمة بن علاثة
فقال أناس من المهاجرين والأنصار : نحن أحق بهذا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و
سلم فشق عليه وقال :
( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر من في السماء صباحاً ومساءً ؟ )
فقام إليه ناتئ العينين مشرف الوجنتين ناشز الوجه كَثُّ اللحية محلوق الرأس مشمر
الإزار فقال : يا رسول الله اتق الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
أولست بأحق أهل الأرض أن أتقي الله ثم أدبر فقام إليه خالد سيف الله فقال : يا
رسول الله ألا أضرب عنقه ؟ فقال
لا إنه لعله يصلي قال : إنه رُبَّ مُصَلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه قال :
إني لم أومر أن أشق قلوب الناس ولا أشق بطونهم فنظر إليه صلى الله عليه و سلم وهو
مقفى فقال :
( إنه سيخرج من ضئضىء هذا قوم يتلون كتاب الله لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين
كما يمرق السهم من الرمية ) قال عمارة : فحسبت أنه قال :
( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود )
=[10:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (864 و 2470) : ق .
ذكر الزجر عن أن يُحدِثَ المرء في أمور المسلمين ما لم يأذن به الله ولا رسوله
26 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال :
حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه :
أن رجلاً أوصى بوصايا أبرها في ماله فذهبتُ إلى القاسم بن محمد أستشيره فقال
القاسم : سمعت عائشة تقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
=[86:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (88) ، ((غاية المرام)) (5) : ق .
ذكر البيان بأن كل من أحدث في دين الله حكماً ليس مرجعه إلى الكتاب والسنة فهو مردود غير مقبول
27 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى
حدثنا محمد بن الصباح الدولابي حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن القاسم بن محمد
عن عائشة قالت : قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
=[43:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق _ انظر ما قبله .
4 ـ فصل
ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب الشيء إلى المصطفى صلى الله عليه و سلم وهو غير عالم
بصحته
28 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي
قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا عبدة بن سليمان قال : حدثنا محمد بن
عمرو قال : حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (3100 ) .
ذكر الخبر الدال على صحة ما أومأنا إليه في الباب المتقدم
29 - أخبرنا عمران بن موسى السختياني
قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع قال : حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من حدَّث حديثاً وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين )
= [109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الضعيفة)) (1/12)
ذكر خبر ثان يدل على صحة ما ذهبنا إليه
30 - أخبرنا ابن زهير بتستر قال :
حدثنا محمد بن الحسين بن إشكاب قال حدثنا علي بن حفص المدائني قال : حدثنا شعبة عن
خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
( كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2025 ) : م .
ذكر إيجاب دخول النار لمتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم
31 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو
الوليد قال : حدثنا ليث بن سعد عن الزهري عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و
سلم قال :
( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح متواتر - ((الروض النضير)) (707) : ق .
ذكر البيان بأن الكذب على المصطفى صلى الله عليه و سلم من أفرى الفرى
32 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا
حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد
عن واثلة بن الأسقع قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( إن من أعظم الفرية - ثلاثاً - أن يفري الرجل على نفسه يقول : رأيت ولم ير شيئاً
في المنام أو يتقول الرجل على والديه فَيَدَّعِيَ إلى غير أبيه أو يقول : سمع مني
ولم يسمع مني )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) ( 3063) : خ .
2 - كتاب الوحي
33 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة
حدثنا ابن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني عروة بن
الزبير عن عائشة قالت :
( أول ما بُدىء برسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصادقة يراها في
النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حُبِّبَ له الخلاء فكان يأتي
حراء فيتحنَّث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدة ويتزود لذلك ثم يرجع إلى
خديجة فتزوده لمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال : إقرأ
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
فقلت : ما أنا بقارئ قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال لي :
أقرأ فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال
: اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني
فقال : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } [العلق :1] , حتى بلغ : { ما لم يعلم } [العلق
:5] قال : فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال :
زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ثم قال :
يا خديجة ما لي ؟ وأخبرها الخبر وقال :
قد خشيته علي فقالت : كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتصدق
الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به خديجة حتى أتت
به ورقة بن نوفل وكان أخا أبيها وكان أمرءاً تنصَّر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب
العربي فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء أن يكتب وكان شيخاً كبيراً قد عمي فقالت
له خديجة : أي عم اسمع من ابن أخيك فقال ورقة : ابن أخي ما ترى ؟ فأخبره رسول الله
صلى الله عليه و سلم ما رأى فقال ورقة : هذا الناموس الذي أُنزل على موسى يا ليتني
أكون فيها جذعاً أكون حياً حين يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أمخرجيَّ هم ؟ ! قال : نعم لم يأت أحد قط يما جئت به إلا عودي وأوذي وإن يدركني
يومك أنصرك نصراً مؤزراً ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول
الله صلى الله عليه و سلم ـ فيما بلغنا ـ حزناً غدا منه مراراً لكي يتردى من رؤوس
شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل كي يلقي نفسه منها تبدى له جبريل فقال له : يا
محمد إنك رسول الله حقاً فيسكن لذلك جأشه وتقرُّ نفسه فيرجع فإذا طال عليه فترة
الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة الجبل تبدَّى له جبريل فيقول له مثل ذلك .
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح دون جملة التردي ـ ((مختصر البخاري)) (رقم 3) ولم يذكرها (م)(1) ، ((فقه
السيرة)) .
__________
(1) خلافاً لما توهمه المعلق على الحديث في طبعة ((مؤسسة الرسالة)) (1/219) ، فقد
عزاهُ لجمعٍ ليست هذه الزيادة الواهية عند بعضهم ـ أحدهم مسلم ـ ! ولم يتنبه لها
الشيخ أحمد شاكر، فلم يستدركها ؛ فأوهم صحتها .
ذكر خبر أوهم من لم يُحكِم صناعة الحديث أنه يضاد خبر عائشة الذي تقدم ذكرنا له
34 - أخبرنا أحمد بن على بن المثنى
حدثنا هدبة بن خالد حدثنا أبان بن يزيد العطار حدثنا يحيى بن أبي كثير قال :
سألت أبا سلمة : أي القرآن أُنزل أول ؟ قال : { يا أيها المدثر } قلت : إني نُبئت
أن أول سورة أنزلت من القرآن : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } [العلق :1] قال أبو
سلمة : سألت جابر بن عبد الله : أي القرآن أُنزل أول ؟ قال : { يا أيها المدثر }
فقلت له : إني نُبئت أن أول سورة نزلت من القرآن : { اقرأ باسم ربك } قال جابر :
لا أحدِّثُكَ إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
جاورت في حراء فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن
يميني وعن شمالي فلم أر شيئاً فنوديت فنظرت فوقي فإذا أنا به قاعد على عرش بين
السماء والأرض فَجُئِثْتُ منه فانطلقت إلى خديجة فقلت دثروني دثروني وصبوا علي ماء
بارداً فأنزلت علي { يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر } [المدثر :1 ـ3] .
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) ( 90) : ق .
قال أبو حاتم في خبر جابر هذا : إن أول ما أنزل من القرآن : { يا أيها المدثر }
وفي خبر عائشة : { اقرأ باسم ربك } وليس بين هذين الخبرين تضاد إذ الله عز و جل
أنزل على رسوله صلى الله عليه و سلم : { اقرأ باسم ربك } وهو في الغار بحراء فلما
رجع إلى بيته دثرته خديجة وصبت عليه الماء البارد وأُنْزِلَ عليه في بيت خديجة : {
يا أيها المدثر * قم ... } من غير أن يكون بين الخبرين تهاتر أو تضاد
ذكر القدر الذي جاور المصطفى صلى الله عليه و سلم بحراء عند نزول الوحي عليه
35 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن
أبي كثير قال :
سألت أبا سلمة : أي القرآن أُنزل أول ؟ قال : { يا أيها المدثر } قلت : أوِ { اقرأ
} فقال : أبو سلمة : سألت جابر بن عبد الله عن ذلك فقال : { يا أيها المدثر } فقلت
: أوِ { اقرأ } فقال : إني أحدثكم ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
جاورت بحراء شهراً فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي
وعن يميني وعن شمالي فلم أر أحداً ثم نوديت فنظرت إلى السماء فإذا هو على العرش في
الهواء فأخذتني رجفة شديدة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني ثم صبوا عليَّ الماء وأنزل
الله عليَّ { يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر } [المدثر :1 ـ
4] .
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مكرر الذي قبله .
ذكر وصف الملائكة عند نزول الوحي على صفيه صلى الله عليه و سلم
36 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا إبراهيم
بن بشار حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى
الله عليه و سلم قال :
( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة
على صفوان حتى إذا فُزِّعَ عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ فيقولون : قال الحق
وهو السميع العليم فيستمعها مسترق السمع فربما أدركه الشهاب قبل أن يرمي بها إلى
الذي هو أسفل منه وربما لم يدركه الشهاب حتى يرمي بها إلى الذي هو أسفل منه قال :
وهم هكذا بعضهم أسفل من بعض - ووصف ذلك سفيان بيده - فيرمي بها هذا إلى هذا وهذا
إلى هذا حتى تصل إلى الأرض فتُلقى على فم الكافر والساحر فيكذب معها مئة كذبة
فيُصَدَّقُ ويقال : أليس قد قال في يوم كذا وكذا ـ كذا وكذا فصدق )
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1293) : خ .
ذكر وصف أهل السماوات عند نزول الوحي
37 - أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق
حدثنا علي بن الحسين بن إشكاب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد
الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا
فيُصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل فإذا جاءهم فُزِّعَ عن قلوبهم فيقولون
: يا جبريل ماذا قال ربك ؟ فيقول : الحق فينادون : الحق الحق )
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) ـ أيضاً ـ : خ معلقاً موقوفاً .
ذكر وصف نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم
38 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان
أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة :
أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله كيف
يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أحياناً يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فينفصم عني وقد وعيت ما قال
وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة : ولقد رأيته ينزل
عليه في اليوم الشَّاتي الشديد البرد فينفصم عنه وإن جبينه ليتفصَّد عرقاً
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (91) ، ((الصحيحة)) (5958) : ق .
ذكر استعجال المصطفى صلى الله عليه و سلم في تلقف الوحي عند نزوله عليه
39 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن
الجنيد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس في قوله : { لا تحرك به لسانك لتعجل به } [القيامة :16] قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يعالج من التنزيل شدة كان يحرك شفتيه فقال ابن عباس
: أنا أحركهما كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحركهم فأنزل الله : { لا
تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه } [القيامة :16 ـ 17] قال : جمعه
في صدرك ثم تقرأه { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } [القيامة :18] قال : فاستمع له
وأنصت { ثم إن علينا بيانه } [القيامة :19] ثم إن علينا أن تقرأه قال : فكان رسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى
الله عليه و سلم كما كان أقرأه
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الله جل وعلا لم ينزل آية واحدة إلا بكمالها
40 - أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك
الهروي قال : حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل
عن أبي إسحاق عن البراء قال :
لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } [النساء :95] قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
ادع لي زيداً ويجيء معه باللوح والدواة ـ أو بالكتف والدواة ـ ثم قال :
اكتب { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } { والمجاهدون في سبيل الله } [النساء :95]
قال : وخلف ظهر النبي صلى الله عليه و سلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى قال : يا رسول
الله فما تأمرني فإني رجل ضرير البصر ؟ قال البراء : فأُنزلت مكانها { غير أولي
الضرر } [النساء :95] .
=[24:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ .
41 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف بنسا
قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال : خبَّرنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي
إسحاق عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ائتوني بالكتف أو اللوح فكتب : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } [النساء :95]
وعمرو بن أم مكتوم خلف ظهره فقال : هل لي من رخصة ؟ فنزلت : { غير أولي الضرر }
[النساء :95] .
=[24:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - وهو مختصر ما قبله .
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أبا إسحاق السبيعي لم يسمع هذا الخبر من البراء
42 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو
الوليد قال : حدثنا شعبة قال : حدثنا أبو إسحاق قال : سمعت البراء يقول :
لما نزلت هذه الآية : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } [النساء :95] دعا رسول
الله صلى الله عليه و سلم زيداً فجاء بكتفٍ فكتبها فيه فشكا ابن أم مكتوم ضرارته
فنزلت : { غير أولي الضرر } [النساء :95] .
=[24:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .
ذكر ما كان يأمر النبي صلى الله عليه و سلم بكتبة القرآن عند نزول الآية بعد الآية
43 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا عثمان بن
الهيثم المؤذن حدثنا عوف بن أبي جميلة عن يزيد الفارسي قال : قال ابن عباس :
قُلت لعثمان بن عفان : ما حملكم على أن قرنتم بين الأنفال و{ براءة } [التوبة :1]
و { براءة } من المئين والأنفال من المثاني فقرنتم بينهما ؟ ! فقال عثمان : كان
إذا نزلت من القرآن الآية دعا النبي صلى الله عليه و سلم بعض من يكتب فيقول له :
ضعه في السورة التي يُذكر فيها كذا وأنزلت الأنفال بالمدينة و{ براءة } بالمدينة
من آخر القرآن فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يخبرنا أين نضعها فوجدتُ
قصتها شبيهاً بقصة الأنفال فقرنت بينهما ولم نكتب بينهما سطر : { بسم الله الرحمن
الرحيم } [الفاتحة :1] فوضعتُها في السبع الطُّوَلِ
=[1:3]
قال الشيخ الألباني :
منكر ـ (( ضعيف أبي داود )) (140 ) .
ذكر البيان بأن الوحي لم ينقطع عن صفي الله صلى الله عليه و سلم إلى أن أخرجه الله من الدنيا إلى جنته
44 - حدثنا أبو يعلى حدثنا وهب بن بقية
أخبرنا خالدٌ(1)عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري قال :
أتاه رجل وأنا أسمع فقال : يا أبا بكر كم أنقطع الوحي عن نبي الله صلى الله عليه و
سلم قبل موته ؟ فقال : ماسألني عن هذا أحد مُذْ وعيتها من أنس بن مالك قال أنس بن
مالك : لقد قُبِضَ من الدنيا وهو(2) أكثر مما كان .
=[48:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح : ق نحوه ، أتم منه دون سؤال السائل ، وقول الزهري .
__________
(1) هو خالد بن عبد الله الطحان الواسطي ، ثقة من رجال الشيخين .
وعبد الرحمن بن إسحاق : هو القرشي : صدوق فيه كلامٌ يسير ، احتج به مسلمٌ .
والزهريُّ : هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله الزهريُّ أبو بكر ، الثقة
الفقيه الجليل ، احتج به الجميع .
والسندُ جيدٌ .
وقد تابع ابن إسحاق : صالح بن كيسان عن ابن شهابٍ ..... بأتم منه : رواه البخاري
(8982) ، و مسلم (8/238) .
(2) يعني : الوحي .
3 - كتاب الإسراء
ذكر ركوب المصطفى صلى الله عليه و سلم البراق وإتيانه عليه بيت المقدس من مكة في بعض الليل
45 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى
حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش
قال :
أتيت حذيفة فقال : من أنت يا أصلع ؟ قلت : أنا زر بن حبيش حدثني بصلاة رسول الله
صلى الله عليه و سلم في بيت المقدس حين أُسرِيَ به قال : من أخبرك به يا أصلع ؟
قلت : القرآن قال : القرآن ؟ فقرأت { سبحان الذي أسرى بعبده } [الإسراء :1] من
الليل ـ وهكذا هي قراءة عبد الله ـ إلى قوله : { إنه هو السميع البصير } [الإسراء
:1] فقال : هل تراه صلى فيه ؟ قلت : لا , قال : إنه أُتي بدابة - قال حماد : وصفها
عاصم لا أحفظ صفتها - قال : فحمله عليها جبريل أحدهما رديف صاحبه فانطلق معه من
ليلته حتى أتى بيت المقدس فأُرِيَ ما في السماوات وما في الأرض ثم رجعا عودهما على
بدئهما فلم يصل فيه ولو صلى لكانت سنة )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (874) ؛ لكن قوله : ((فلم يصلِّ ....)) منكرٌ ؛ لمخالفته الثابت
عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلّى ـ ليلتئذٍ ـ إماماً ، والصلاة في الأقصى سنةٌ ،
يشرع شدُّ الرَّحلِ إليه .
ذكر استصعاب البراق عند إرادة ركوب النبي صلى الله عليه و سلم إياه
46 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن
العباس السامي حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة عن أنس :
( أن النبي صلى الله عليه و سلم أُتِيَ بالبراق ليلة أسري به مسرجاً ملجماً ليركبه
فاستصعب عليه فقال له جبريل : ما يحملك على هذا فوالله ما ركبك أحد أكرم على الله
منه قال : فَارْفَضَّ عَرَقاً )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح الإسناد .
ذكر البيان بأن جبريل شدَّ البراق بالصخرة عند إرادة الإسراء
47 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الرحمن
بن المتوكل المقرئ حدثنا يحيى بن واضع حدثنا الزبير بن جناده عن عبد الله بن بريدة
عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لما كان ليلة أُسْرِيَ بي انتهيت إلى بيت المقدس فخرق جبريل الصخرة بإصبعه وشد
بها البراق )(1) .
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((المشكاة)) (5921/ التحقيق الثاني ) ، ((الصحيحة)) (3487) .
__________
(1) في هامش الأصل ـ بخط الشيخ ـ : ((حسنه الترمذي ، وصححه الحاكم والذهبي)) .
ذكر وصف الإسراء برسول الله صلى الله عليه و سلم من بيت المقدس
48 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني
حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك
بن صعصعة : أن نبي الله صلى الله عليه و سلم حدثهم عن ليلة أسري به قال :
( بينما أنا في الحطيم - وربما قال : في الحجر - إذ أتاني آت فشقَّ ما بين هذه إلى
هذه - فقلت للجارود وهو إلى جنبي : ما يعني به ؟ قال : من ثُغْرَة نحره إلى شعرته
- فاستخرخ قلبي ثم أُتيتُ بطست من ذهب مملوءاً إيماناً وحكمة فغسل قلبي ثم حُشي ثم
أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض - فقال له الجارود : هو البراق يا أبا حمزة
؟ قال أنس : نعم يقع خطوه عند أقصى طرفه - فحُملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى
السماء الدنيا فاستفتح فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد
صلى الله عليه و سلم قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم
المجيء جاء ففُتح فلما خلصتُ إذا فيها آدم فقال : مرحباً بالابن الصالح و النبي
الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل
: ومن معك ؟ قال : محمد قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم
المجيء جاء ففُتح فلما خلصتُ إذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة قال : هذا يحيى وعيسى
فسلم عليهما فسلمت فردا ثم قالا : مرحباً بالأخ الصالح و النبي الصالح ثم صعد بي
إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال :
محمد صلى الله عليه و سلم قيل : أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم
المجيء جاء ففُتح فلما خلصت إذا يوسف قال : هذا يوسف فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم
قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة
فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه و
سلم قيل : أَوَقَدْ أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففُتح
فلما خلصت إذا إدريس قال : هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال : مرحباً
بالأخ الصالح و النبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل : من
هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه و سلم قيل : وقد أرسل
إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففُتح فلما خلصت إذا هارون قال
: هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح و
النبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل : من هذا ؟ قال جبريل
قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه و سلم قيل : أَوَقَدْ أُرسل إليه ؟ قال
: نعم قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففُتح فلما خلصت إذا موسى قال : هذا موسى
فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح و النبي فلما
تجاوزت بكى قيل له : با يبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بُعِثَ بعدي يدخل الجنة من
أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي ثم صعد بي حتى أتى السماء السابعة فاستفتح قيل : من
هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه و سلم قيل : وقد
أُرسل إليه ؟ قال : نعم قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففُتح فلما خلصت إذا
إبراهيم قال : هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال : مرحباً بالابن
الصالح و النبي الصالح ثم رُفِعْتُ إلى سدرة المنتهى فإذا نَبْقُهَا مثل قلال هجر
وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال : هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار : نهران
باطنان ونهران ظاهران فقلت : ما هذا جبريل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة
وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رُفِعَ لي البيت المعمور )
قال قتادة : و حدثنا الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه رأى
البيت المعمور ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه .
ثم رجع إلى حديث أنس :
( ثم أُتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال : هذه الفطرة
أنت عليها وأمتك ثم فُرِضَتْ علي الصلاة خمسين صلاة في كل يوم فرجعت فمررت على
موسى فقال : بم أُمِرْتَ ؟ قال : أُمِرْتُ بخمسين صلاة كل يوم قال : إن إمتك لا
تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة
فارجع إلى ربك فَسَلْهُ التخفيف لأمتك فرجعت فوضع عني عشراً فرجعت إلى موسى فقال
مثله فرجعت فوضع عني عشراً فرجعت إلى موسى فقال مثله فوضع عني عشراً فرجعت إلى
موسى فقال مثله فرجعت فأُمِرْتُ بعشر صلوات كل يوم فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت
فأُمرت بخمس صلوات كل يوم فرجعت إلى موسى فقال : بم أُمِرْتَ ؟ قال : أُمِرْتُ
بخمس صلوات كل يوم قال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وإني قد جربت الناس
قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسلهُ التخفيف لأمتك قال :
قلت : سألت ربي حتى استحييت لكني أرضى وأسلم فلما جاوزت ناداني مناد : أمضيت
فريضتي وخَفَّفْتُ عن عبادي )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (62) : ق .
ذكر خبر أوهم عالماً من الناس أنه مضاد لخبر مالك بن صعصعة الذي ذكرناه
49 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد
حدثنا عيسى بن يونس عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
( مررت ليلة أُسري بي على موسى عليه السلام يصلي في قبره )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2627) : م .
ذكر الموضع الذي فيه رأى المصطفى صلى الله عليه و سلم موسى صلى الله عليه و سلم يصلي في قبره
50 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا هدبة و
شيبان قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم :
( مررت بموسى ليلة أُسْرِيَ بي وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م ـ انظر ما قبله .
قال أبو حاتم : الله جل وعلا قادر على ما يشاء ربما يعد الشيء لوقت معلوم ثم يقضي
كون بعض ذلك الشيء قبل مجيء ذلك الوقت كوعده إحياء الموتى يوم القيامة وجعله
محدوداً ثم قضى كون مثله في بعض الأحوال مثل من ذكره الله وجعله الله جل وعلا في
كتابة حيث يقول : { أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه
الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض
يوم قال بل لبثت مئة عامٍ ... } إلى آخر الآية [البقرة :259] وكإحياء الله جل وعلا
لعيسى ابن مريم صلوات الله عليه بعض الأموات
فلما صح وجود كون هذه الحالة في البشر إذا أراده الله جل وعلا قبل يوم القيامة لم
ينكر أن الله جل وعلا أحيا موسى في قبره حتى مر عليه المصطفى صلى الله عليه و سلم
ليلة أسري به وذاك أن قبر موسى بمدين بين المدينة وبين بيت المقدس فرآه صلى الله عليه
و سلم يدعو في قبره - إذ الصلاة دعاء - فلما دخل صلى الله عليه و سلم بيت المقدس
وأسري به أسري بموسى حتى رآه في السماء السادسة وجرى بينه وبينه من الكلام ما تقدم
ذكرنا له وكذلك رؤيته سائر الأنبياء الذين في خبر مالك بن صعصعة
فأما قوله صلى الله عليه و سلم في خبر مالك بن صعصعة : ( بينما أنا في الحطيم إذ
أتاني آتٍ فشق ما بين هذه إلى هذه ) فكان ذلك له فضيلة فُضِّل بها على غيره وأنه
من معجزات النبوة إذ البشر إذا شُقَّ عن موضع القلب منهم ثم استخرج قلوبهم ماتوا
وقوله : ( ثم حُشِيَ ) يريد : أن الله جل وعلا حشا قلبه اليقين والمعرفة الذي كان
استقراره في طست الذهب فنُقِلَ إلى قلبه .
ثم أتي بدابة يقال لها : البراق فحُمِلَ عليه من الحطيم أو الحجر وهما جميعاً في
المسجد الحرام فانطلق به جبريل حتى أتى به على قبر موسى على حسب ما وصفناه ثم دخل
مسجد بيت المقدس فخرق جبريل الصخرة بإصبعه وشد بها البراق ثم صعد به إلى السماء .
ذكر شد البراق بالصخرة في خبر بريدة (1) ,ورؤيته موسى صلى الله عليه و سلم يصلي في
قبره ليسا جميعاً في خبر مالك ابن صعصعة .
فلما صعد به إلى السماء الدنيا استفتح جبريل قيل من هذا ؟ قال : جبريل : قيل ومن
معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه و سلم قيل : وقد أرسل إليه ؟ يريد به : وقد أرسل
إليه ليُسرى به إلى السماء لا أنهم لم يعلموا برسالته إلى ذلك الوقت لأن الإسراء
كان بعد نزول الوحي بسبع سنين فلما فتح له فرأى آدم على حسب ما وصفنا قبل
وكذلك رؤيته في السماء الثانية يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم وفي السماء الثالثة
يوسف بن يعقوب وفي السماء الرابعة إدريس ثم في السماء الخامسة هارون ثم في السماء
السادسة موسى ثم في السماء السابعة إبراهيم إذ جائز أن الله جل وعلا أحياهم لأن
يراهم المصطفى صلى الله عليه و سلم في تلك الليلة فيكون ذلك آية معجزة يُسْتدَلُ
بها على نبوته على حسب ما أصلنا قبل .
ثم رُفع له سدرة المنتهى فرآها على الحالة التي وصف .
ثم فُرِضَ عليه خمسون صلاة وهذا أمر ابتلاء أراد الله جل وعلا ابتلاء صفيه محمد
صلى الله عليه و سلم حيث فرض عليه خمسين صلاة إذ كان في علم الله السابق أنه لا
يفرض على أمته إلا خمس صلوات فقط فأمره بخمسين صلاة أمر ابتلاء وهذا كما نقول : إن
الله جل وعلا قد يأمر بالأمر يريد أن يأتي المأمور به إلى أمره من غير أن يريد
وجود كونه كما أمر الله جل وعلا خليله إبراهيم بذبج ابنه أمره بهذا الأمر أراد به
الإنتهاء إلى أمره دون وجود كونه فلما أسلما وتلَّهُ للجبين فداه بالذبح العظيم إذ
لو أراد الله جل وعلا كون ما أمر لوجد ابنه مذبوحاً فكذلك فرض الصلاة خمسين أراد
بها الانتهاء إلى أمره دون وجود كونه فلما رجع إلى موسى وأخبره أنه أمر بخمسين
صلاة كل يوم ألهم الله موسى أن يسأل محمداً - صلى الله عليه وسلم - بسؤال ربه
التخفيف لأمته فجعل جل وعلا قول موسى عليه السلام له سبباً لبيان الوجود لصحة ما
قلنا : إن الفرض من الله على عباده أراد إتيانه خمساً لا خمسين فرجع إلى الله جل
وعلا فسأله فوضع عنه عشراً وهذا أيضاً أمر ابتلاء أريد به الانتهاء إليه دون وجود
كونه ثم جعل سؤال موسى عليه السلام إياه سبباً لنفاذ قضاء الله جل وعلا في سابق
علمه أن الصلاة تُفرض على هذه الأمة خمساً لا خمسين حتى رجع في التخفيف إلى خمس
صلوات ثم ألهم الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه و سلم حينئذ حتى قال لموسى : ( قد
سألت ربي حتى استحييت لكني أرضى وأسلم ) فلما جاوز ناداه مناد : أمضيتُ فريضتي
أراد به الخمس صلوات و خففتُ عن عبادي يريد : عن عبادي من أمر الابتلاء الذي
أمرتهم به من خمسين صلاة التي ذكرناها .
وجملة هذه الأشياء في الإسراء رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم بجسمه عِياناً
دون أن يكون ذلك رؤيا أو تصويراً صُوِّر له إذ لو كان ليلة الإسراء وما رأى فيها
نوماً دون اليقظة لاستحال ذلك لأن البشر قد يرون في المنام السماوات والملائكة
والأنبياء والجنة و النار وما أشبه هذه الأشياء فلو كان رؤية المصطفى صلى الله
عليه و سلم ما وصف في ليلة الإسراء في النوم دون اليقظة لكانت هذه حالة يستوي فيها
معه البشر إذ هم يرون في مناماتهم مثلها واستحال فضله ولم تكن تلك حالة معجزة
يُفَضَّلُ بها على غيره ضد قول من أبطل هذه الأخبار وأنكر قدرة الله جل وعلا
وإمضاء حكمه لما يحب كما يحب جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه .
__________
(1) حديث بريدة مضى برقم (47) .
ذكر وصف المصطفى صلى الله عليه و سلم موسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم حيث رآهم ليلة أسري به
51 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ليلة أُسري بي لقيت موسى رَجِلَ الرأس كأنه من رجال شنوءة ولقيت عيسى فإذا رجل
أحمر كأنه خرج من ديماس - يعني من حمام - ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به فأُتيت
بإناءين : أحدهما خمر والآخر لبن فقيل لي : خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فقيل لي :
هُديت الفطرة أما إنك لوأخذت الخمر غوت أمتك )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) : ق .
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( فقيل هديت الفطرة ) أراد به : أن جبريل قال له ذلك
52 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن
الفضل الكلاعي بحمص حدثنا كثير بن عبيد المذحجي حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن
الزهري عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول :
( أُتِيَ رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أُسري به بقدحين من خمر ولبن فنظر
إليهما ثم أخذ اللبن فقال له جبريل عليه السلام : هُديت الفطرة ولو أخذت الخمر غوت
أمتك )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ، وهو مختصر الذي قبله .
ذكر وصف الخطباء الذين يتَّكلون على القول دون العمل حيث رآهم صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به
53 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد
بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا هشام الدستوائي حدثنا المغيرة ـ
خَتَنُ مالك بن دينار ـ عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال : قال : رسول الله
صلى الله عليه و سلم :
( رأيت ليلة أُسري بي رجالاً تُقرض شفاههم بمقارض من نار فقلت : من هؤلاء يا جبريل
؟ فقال : الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا
يعقلون )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (291) ، ((تخريج فقه السيرة)) (138) .
قال الشيخ : روى هذا الخبر أبو عتاب الدلال عن هشام عن المغيرة عن مالك بن دينار
عن ثمامة عن أنس .
ووهم فيه لأن يزيد بن زريع أتقن من مئتين من مثل أبي عتاب وذويه
ذكر وصف المصطفى صلى الله عليه و سلم قصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجنة حيث رآه ليلة أسري به
54 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى
حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لفتى من قريش
فظننت أنه لي قلت : من هو ؟ قيل : عمر بن الخطاب يا أبا حفص لولا ما أعلم من غيرتك
لدخلته ) فقال : يا رسول الله من كنت أغار عليه فإني لم أكن أغار عليك !
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1423) .
ذكر البيان بأن الله جل وعلا أرى بيت المقدس صفيه صلى الله عليه و سلم لينظر إليها ويصفها لقريش لما كذبته بالإسراء
55 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا ابن وهب أنبأنا يونس عن ابن شهاب حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال :
سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلَّى الله لي بيت المقدس فطفقت أُخبرهم عن آياته
وأنا أنظر )
=[2:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (138) : ق .
ذكر البيان بأن الإسراء كان ذلك برؤية عين لا رؤية نوم
56 - أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد
أنبأنا علي بن حرب الطائي أنبأنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس في
قوله تعالى :
( { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } [الإسراء :60] قال :
هي رؤيا عين أُرِيَها رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به )
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ظلال الجنة)) (1/201/462) :خ .
ذكر الإخبار عن رؤية المصطفى صلى الله عليه و سلم ربه جل وعلا
57 - أخبرنا أحمد بن عمرو المعدل بواسط
حدثنا أحمد بن سنان القطان حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن ابن عباس قال :
( قد رأى محمد صلى الله عليه و سلم ربه )
=[14:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الظلال)) (434 ـ 437 و 439) .
قال أبو حاتم : معنى قول أبن عباس : ( قد رأى محمد صلى الله عليه و سلم ربه ) أراد
به بقلبه في الموضع الذي لم يصعده أحد من البشر ارتفاعاً في الشرف .
ذكر الخبر الدال على صحة ما ذكرناه
58 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبيد الله
بن عمر القواريري حدثنا معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عبد الله بن شقيق
العقيلي قال :
قلت لأبي ذر : لو رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم لسألته عن كل شيء فقال : عن
أي شيء كنت تسأله ؟ قال : كنت أسأله هل رأيت ربك ؟ فقال : سألته فقال :
( رأيت نوراً )
=[14:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (192/441) : م .
قال أبو حاتم : معناه أنه لم ير ربه ولكن رأى نوراً علوياً من الأنوار المخلوقة .
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة العلم أنه مضاد للخبر الذي ذكرناه
59 - أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح
بعكبرا حدثنا مسروق بن المرزبان حدثنا أبن أبي زائدة حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود في قوله تعالى : { ما كذب الفؤاد ما رأى }
[النجم :11] قال :
رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم وسلم جبريل في حلة من ياقوت قد ملأ ما بين
السماء والأرض
=[14:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (1/191) : م .
قال أبو حاتم : قد أمر الله تعالى جبريل ليلة الإسراء أن يعلِّم محمداً صلى الله
عليه و سلم ما يجب أن يعلمه كما قال : { علمه شديد القوى * ذو مِرَّةٍ فاستوى *
وهو بالأفق الأعلى } [النجم : 5 ـ 7] يريد به جبريل { ثم دنا فتدلى } [النجم :8]
يريد به جبريل { فكان قاب قوسين أو أدنى } [النجم :9] يريد به جبريل { فأوحى إلى
عبده ما أوحى } [النجم :10] : بجبريل { ما كذب الفؤاد ما رأى } [النجم :11] يريد
به ربه بقلبه في ذلك الموضع الشريف ورأى جبريل في حلة من ياقوت قد ملأ ما بين
السماء والأرض على ما في خبر ابن مسعود الذي ذكرناه
ذكر تعداد عائشة قول ابن عباس الذي ذكرناه من أعظم الفرية
60 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد
بن مخلد حدثنا أبو الربيع حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد
أن داود بن أبي هند حدثه عن عامر الشعبي عن مسروق بن الأجدع أنه سمع عائشة تقول :
أعظم الفرية على الله من قال : إن محمداً صلى الله عليه و سلم رأى ربه وإن محمداً
صلى الله عليه و سلم كتم شيئاً من الوحي وإن محمداً صلى الله عليه و سلم يعلم ما
في غد قيل : يا أم المؤمنين وما رآه ؟ قالت : لا إنما ذلك جبريل رآه مرتين في
صورته : مرة ملأ الأفق ومرة ساداً أفق السماء
=[14:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) ـ أيضاً ـ : ق .
قال أبو حاتم قد يتوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن هذين الخبرين متضادان وليسا
كذلك إذ الله جل وعلا فضَّل رسوله صلى الله عليه و سلم على غيره من الأنبياء حتى
كان جبريل من ربه أدنى من قاب قوسين ومحمد صلى الله عليه و سلم يُعَلِّمُه جبريل
حينئذ فرآه صلى الله عليه و سلم بقلبه (1) كما شاء .
وخبر عائشة وتأويلها أنه لا يدركه تريد به في النوم ولا في اليقظة .
وقوله { لا تدركه الأبصار } [الأنعام :103] فإنما معناه : لا تدركه الأبصار يُرى
في القيامة ولا تدركه الأبصار إذا رأته لأن الإدراك هو الإحاطة والرؤية هي النظر
والله يُرى ولا يُدرك كنهه لأن الإدراك يقع على المخلوقين والنظر يكون من العبد
ربه .
وخبر عائشة أنه لا تدركه الأبصار فإنما معناه : لا تدركه الأبصار في الدنيا وفي
الأخرة إلا من يتفضل عليه من عباده بأن يُجعل أهلاً لذلك واسم الدنيا قد يقع على
الأرضين والسماوات وما بينهما لأن هذه الأشياء بدايات خلقها الله جل وعلا لتُكتسب
فيها الطاعات للآخرة التي بعد هذه البداية فالنبي صلى الله عليه و سلم رأى ربه في
الموضع الذي لا يُطلق عليه اسم الدنيا لأنه كان منه أدنى من قاب قوسين حتى يكون
خبر عائشة أنه لم يره صلى الله عليه و سلم في الدنيا من غير أن يكون بين الخبرين
تضاد أو تهاتر .
__________
(1) قلت : ثبت - بهذا القيد - عند مسلمٍ (1/ 109ـ 110) من طريقين عن ابن عباس ،
قال : رآه بقلبه .
4 - كتاب العلم
ذكر إثبات النصرة لأصحاب الحديث إلى قيام الساعة
61 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال
: حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم خذلان من خذلهم حتى تقوم الساعة )(1) .
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (270 و 403) .
__________
(1) هذا تمام الحديث الآتي برقم (7258 )
ذكر الإخبار عن سماع المسلمين السنن خَلَفٍ عن سَلَفٍ
62 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال :
حدثنا عبد الله بن جعفر البرمكي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش
عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال :
( تسمعون ويُسْمَعُ منكم و يُسْمَعُ ممن يَسْمَعُ منكم )
=[69:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1784) .
عبد الله بن عبد الله الرازي : ثقة كوفي
ذكر الإخبار عما يستحب للمرء كثرة سماع العلم ثم الاقتفاء والتسليم
63 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو
خيثمة قال : حدثنا أبو عامر العقدي قال : حدثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي
عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن سويد عن أبي حميد و أبي أسيد أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال :
إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب
فأنا أولاكم به وإذا سمعتم الحديث عتي تنكره قلوبكم وتنفر عنه أشعاركم وأبشاركم
وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن ـ ((الصحيحة)) (732 ) .
1 ـ باب الزجر عن كتبة المرء السنن مخافة أن يتكل عليها دون الحفظ لها
64 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال :
حدثنا كثير بن يحيى ـ صاحب البصري(1) ـ قال : حدثنا همام عن زيد بن أسلم عن عطاء
بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تكتبوا عني إلا القرآن فمن كتب عني شيئاً فَلْيَمْحُهُ )
=[56:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر التعليق : م .
قال أبو حاتم : زجره صلى الله عليه و سلم عن الكتبة عنه سوى القرآن أراد به الحث
على حفظ السنن دون الإتكال على كِتْبَتِها وترك حفظها والتفقُّه فيها .
والدليل على صحة هذا إباحته صلى الله عليه و سلم لأبي شاهٍ كتب الخطبة التي سمعها
من رسول الله صلى الله عليه و سلم وإذْنُهُ صلى الله عليه و سلم لعبد الله بن عمرو
بالكتبة .
__________
(1) تابعهُ جمعٌ عن همامٍ .... به : عند مسلم (8/229) ، والنسائي في ((الكبرى))
(3/431 و 5/10 - 11) ، والدارمي (1/119) , وأحمد (3/12 و 21/39 و 56) ، وغيرهم .
واستدركه الحاكم (1/126 - 127) على مسلمٍ ؛ فوهم !
وخالف هماماً : عبد الرحمن بنُ زيد بن أسلم ، فقال : عن أبيه ، عن عطاء بن يسار ،
عن أبي هريرة ؛ أخرجه البزارُ (194) .
وعبد الرحمن ضعيف جداً .
65 - أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام
بالأبلة حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد (1) : حدثنا سفيان عن فطر عن أبي الطفيل
عن أبي ذر قال :
( تركنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وما طائر يطير بجناحيه إلا عندنا منه علم )
=[78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر التعليق أدناه .
قال أبو حاتم : معنى : عندنا منه ؛ يعني بأوامره ونواهيه وأخباره وأفعاله وإباحاته
صلى الله عليه و سلم .
__________
(1) وعنه رواه البزار (1/88/147) ، قال : كتب إليَّ محمد بن يزيد بن عبد الله
المقرىء .... و هذا إسنادٌ صحيح .
وأخرجه أحمد (5/153) من طريق الأعمش ، عن منذر : ثنا أشياخ ، قالوا : قال أبو ذر
.... به .
وهذا إسنادٌ جيد ، والأشياخ جمعٌ من التابعين لا تضرُّ جهالتُهم .
وأخرجه أبو يعلى (5109) من طريقٍ أخرى عن أبي الدرداء .
ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه و سلم لمن أدى من أمته حديثاً سمعه
66 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال :
حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال : حدثنا عبد الله بن داود عن علي بن صالح عن سماك بن
حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم :
( نَضَّرَ الله امرءاً سمع منا حديثاً فَبَلَّغَهُ كما سَمِعَهُ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ
أوعَى من سامِعٍ )
=[12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/63) .
ذكر رحمة الله جل وعلا من بلَّغ أمة المصطفى صلى الله عليه و سلم حديثاً صحيحاً عنه
67 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا
مسدد قال : حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال : حدثني عمر بن سليمان - هو ابن عاصم
بن عمر بن الخطاب - عن عبد الرحمن بن أبان - هو ابن عثمان بن عفان عن أبيه قال :
خرج زيد بن ثابت من عند مروان قريباً من نصف النهار فقلت : ما بعث إليه إلا لشيء
سأله فقمت إليه فسألته فقال : أجل سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
( رحم الله امرءاً سمع مني حديثاً فَحَفِظَهُ حتى يُبَلِّغَهُ غيره فَرُبَّ حامل
فقه إلى من هو أفقه منه وَرُبَّ حامل فقه ليس بفقيه ثلاث خصال لا يغل عليهنَّ قلب
مسلم : إخلاص العمل لله ومناصحة ألاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من
ورائهم )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - سيأتي بأتم (679) .
ذكر البيان بأن هذا الفضل إنما يكون لمن أدى ما وصفنا كما سمعه سواء من غير تغيير ولا تبديل فيه
68 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال :
حدثنا صفوان بن صالح قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا شيبان قال : حدثني
سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه ابن مسعود أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال :
( رَحِمَ الله من سمع مني حديثاً فَبَلَّغَهُ كما سمعه فرُبَّ مُبَلَّغٍ أوعى له
من سامع )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - تقدم (66) .
ذكر إثبات نضارة الوجه في القيامة من بلَّغ للمصطفى صلى الله عليه و سلم سنة صحيحة كما سمعها
69 - أخبرنا ابن خزيمة قال : حدثنا
محمد بن عثمان العجلي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن سماك عن عبد
الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( نَضَّرَ الله امرءاً سمع منا حديثاً فَبَلَّغَهُ كما سمعه فرُبَّ مُبَلَّغٍ أوعى
من سامع )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .
ذكر عدد الأشياء التي أستأثر الله تعالى بعلمها دون خلقه
70 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم
مولى ثقيف حدثنا أبو عمر الدوري حفص بن عمر حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن
دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مفاتيح الغيب خمس : لا يعلم ما تضع الأرحام أحد إلا الله ولا يعلم ما في غد إلا
الله ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولايعلم متى
تقوم الساعة )
=[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2903) : خ .
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
71 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي
حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : وأخبرني عبد الله بن
دينار أنه سمع ابن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله : لا يعلم ما تغيض الأرحام أحد إلا الله
ولا ما في غد إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض
تموت ولا يعلم متى تقوم الساعة أحد إلا الله ) .
=[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ ـ انظر ما قبله .
ذكر الزجر عن العلم بأمر الدنيا مع الإنهماك فيها والجهل بأمر الآخرة ومجانبة أسبابها
72 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال
: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا عبد الله بن
سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن الله يُبْغِضُ كل جَعْظَرِيُّ جَوَّاظٍ سَخَّابٍ بالأسواق جيفة بالليل حمار
بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الأخرة )
=[76:2]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (2304) .
ذكر الزجر عن تتبع المتشابه من القرآن للمرء المسلم
73 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال :
حدثنا حبان قال : أخبرنا عبد الله حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري قال : حدثني ابن
أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم تلا قول الله : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه
آيات محكمات .... } [آل عمران :7] إلى آخرها فقال :
( إذا رأيتم الذين يتَّبعون ما تشابه منه فاعلموا أنهم الذين عنى الله فاحذروهم )
=[3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .
74 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال
: حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا أنس بن عياض عن أبي حازم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( أُنْزِلَ القرآن على سبعة أحرف والمراء في القرآن كُفْرٌ ـ ثلاثاً ـ ما عرفتم
منه فاعملوا به وما جهلتم منه فرُدُّوهُ إلى عالِمِهِ ) .
=[27:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1522) .
قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( ما عرفتم منه فاعملوا به ) أضمر فيه
الاستطاعة يريد : اعملوا بما عرفتم من الكتاب ـ ما استطعتم ـ .
وقوله : ( وما جهلتم منه فردُّوه إلى عالمه ) فيه الزجر عن ضد هذا الأمر وهو أن لا
يسألوا من لا يعلم .
ذكر العلة التي من أجلها قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( وما جهلتم منه فردوه إلى عالِمِهِ )
75 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال
: حدثنا إسحاق بن سويد الرملي قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني أخي عن
سليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق الهمداني عن أبي الأحوص عن ابن
مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أُنْزِلَ القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن )
=[27:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الضعيفة)) (2989) .
ذكر الزجر عن مجادلة الناس في كتاب الله مع الأمر بمجانبة من يفعل ذلك
76 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني
قال : حدثنا عاصم بن النضر الأحول قال : حدثنا المعتمر بن سليمان قال : سمعت أيوب
يحدث عن أبن أبي مليكة عن عائشة أنها قالت :
قرأ نبي الله صلى عليه وسلم هذه الآية : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات
محكمات هن أم الكتاب وأُخر متشابهات ... } إلى قوله : { أولو الألباب } [آل عمران
:7] قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إذ رأيتم الذين يجادولون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم ) قال مطر : حفظت أنه
قال :
( لا تجالسوهم فهم الذين عنى الله فاحذروهم )
=[3:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ؛ دون قول مطر : ((لا تجالسوهم ....)) .
قال أبو حاتم : سمع هذا الخبر أيوب عن مطر الوراق وابن أبي مليكة جميعاً .
ذكر وصف العلم الذي يتوقع دخول النار في القيامة لمن طلبه
77 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد
المروزي بالبصرة قال : حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال : حدثنا ابن أبي مريم عن
يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
( لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا تماروا به السفهاء ولا تخيَّروا به
المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره ـ ((التعليق الرغيب)) (1/68) .
78 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن يحيى
بن محمد بن مخلد قال : حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود قال : حدثنا ابن وهب قال :
أخبرني أبو يحيى بن سليمان الخزاعي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري عن
سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من تعلَّم علماً مما يُبْتَغَى به وجه الله لا يتعلَّمه إلا ليُصيب به عرضاً من
الدنيا لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((اقتضاء العلم العمل)) (102) ، ((المشكاة)) (277) .
[78/* ] ـ وأخبرنا عمر بن محمد بن بجير حدثنا أبو الطاهر بن السرح أنبأنا أبن وهب
... بأسناده مثله .
ذكر الزجر عن مجالسة أهل الكلام والقدر ومفاتحتهم بالنظر و الجدال
79 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال
: حدثنا أبو خيثمة وهارون بن معروف قالا : حدثنا المقرىء قال : حدثنا سعيد بن أبي
أيوب عن عطاء بن دينار عن حكيم بن شريك عن يحيى بن ميمون الحضرمي عن ربيعة الجرشي
عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
:
( لا تجالسوا أهل القَدَرِ ولا تفاتحوهم )
=[23:1]
قال الشيخ الألباني :
ضعيف - ((الطحاوية)) (242) ، ((الظلال)) (330 ) .
ذكر ما كان يتخوف صلى الله عليه و سلم على أمته جدال المنافق
80 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا خليفة بن
خياط حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن
حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم اللسان )
=[22:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/78) .
81 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى
حدثنا محمد بن مرزوق حدثنا محمد بن بكر عن الصلت بن بهرام حدثنا الحسن حدثنا جندب
البجلي في هذا المسجد أن حذيفة حدثه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان رِدْءاً للإسلام
غيره إلى ما شاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه
بالشرك ) قال : قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي ؟ قال :
( بل الرامي )
=[22:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن - ((الصحيحة)) (3201) .
ذكر ما يجب على المرء أن يسأل الله جل وعلا العلم النافع رزقنا الله إياه وكل مسلم
82 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع عن إسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( اللهم إني أسألك علماً نافعاً وأعوذ بك من علم لا ينفع )
=[12:5]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((الصحيحة)) (1/15) ، ((المشكاة)) (2498) ، ((التعليق الرغيب)) (1/75)
.
ذكر ما يستحب للمرء أن يقرن إلى ما ذكرنا في التعوذ منها أشياء معلومة
83 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد
الجبار الصوفي قال : حدثنا أبو نصر التمار قال : حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن
أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول :
( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وعمل لا يُرْفَعُ وقلب لا يخشع وقول لا يسمع )
=[12:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/75) .
ذكر تسهيل الله جل وعلا طريق الجنة على من يسلك في الدنيا طريقاً يطلب فيه علماً
84 - أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي
الزاهد قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا محمد بن خازم عن الأعمش عن أبي
صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً من طرق الجنة ومن أبطأ به
عمله لم يسرع به نسبه )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج علم أبي خيثمة)) (113/17) ، ((صحيح أبي داود)) (1308) : م .
ذكر بسط الملائكة أجنحتها لطلبة العلم رضاً بصنيعهم ذلك
85 - أخبرنا ابن خزيمة قال : حدثنا
محمد بن يحيى و محمد بن رافع قالا : حدثنا عبد الرزاق قال : أنبأنا معمر عن عاصم
عن زر : قال :
أتيت صفوان بن عسال المرادي قال : ما جاء بك ؟ قال : جئت أنبِطُ العلم قال : فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( ما من خارج يخرج من بيته يطلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رِضاً بما
يصنع )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/62) .
ذكر أمان الله جل وعلا من النار من أوى إلى مجلس علم ونيته فيه صحيحة
86 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال :
حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن أبا مرة ـ
مولى عقيل بن أبي طالب ـ أخبره عن أبي واقد الليثي :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل
ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وذهب واحد فلما وقفا على
رسول الله صلى الله عليه و سلم سلَّما فأما أحدهما فرأى فُرجة في الحلقة فجلس فيها
وأما الأخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهباً فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال :
( ألا أخبركم عن النفر الثلاثة : أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر
فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .
ذكر التسوية بين طالب العلم ومعلمه وبين المجاهد في سبيل الله
87 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا محمد
بن أبي بكر المقدمي قال : حدثنا المقرىء قال : أنبأنا حيوة قال : حدثني أبو صخر أن
سعيداً المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول :
( من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيراً أو يعلِّمه كان كالمجاهد في سبيل الله ومن دخله
لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن - ((التعليق الرغيب)) (1/62) .
ذكر وصف العلماء الذين لهم الفضل الذي ذكرنا قبل
88 - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال
: حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال : حدثنا عبد الله بن داود الخريبي قال : سمعت عاصم
بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال :
كنت جالساً مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فأتاه رجل فقال يا أبا الدرداء إني أتيتك
من مدينة الرسول في حديث بلغني أنك تحدِّثه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
أبو الدرادء : أما جئت لحاجة أما جئت لتجارة أما جئت إلا لهذا الحديث ؟ قال : نعم
قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة والملائكة تضع
أجنحتها رضاً لطالب العلم وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض
والحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب
إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وأورثوا العلم
فمن أخذه أخذ بحظ وافر )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
حسن - ((التعليق الرغيب)) (1/53) .
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : في هذا الحديث بيان واضح أن العلماء الذين لهم
الفضل الذي ذكرنا : هم الذين يعلمون علم النبي صلى الله عليه و سلم دون غيره من
سائر العلوم ألا تراه يقول : ( العلماء ورثة الأنبياء ) والأنبياء لم يورثوا إلا
العلم وعلمُ نبينا صلى الله عليه و سلم سُنَّتُه فمن تعرَّى عن معرفتها لم يكن من
ورثة الأنبياء
ذكر إرادة الله جل وعلا خير الدارين بمن تفقه في الدين
89 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا
حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني
حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يقول : سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول :
( من يُردِ الله به خيراً يُفَقِّّهْهُ في الدِّيْنِ )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1194) .
ذكر إباحة الحسد لمن أوتي الحكمة وعلمها الناس
90 - أخبرنا محمد بن يحيى بن خالد
أنبأنا محمد بن رافع حدثنا مصعب بن المقدام حدثنا داود الطائي عن إسماعيل بن أبي
خالد عن قيس بن أبي حازم قال : سمعت ابن مسعود يقول : قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم :
( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالاً فسلَّطه على هلكته في الحق ورجل
آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويُعَلِّمُها )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الروض)) (897) ، ((التعليق الرغيب)) (1/221) ، ((صحيح الترغيب والترهيب
)) (924) .
ذكر البيان بأن خيار الناس من حسُن خُلُقُه في فقهه
91 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع
حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا محمد بن زياد سمعت أبا هريرة
يقول : سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول :
( خيركم أحاسنكم أخلاقاً ـ إذا فَقُهُوا ـ )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (1846) .
ذكر البيان بأن خيار المشركين هم الخيار في الإسلام إذا فقهوا
92 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( الناس معادن في الخير والشر خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا )
=[9:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((فقه السيرة)) (56) : ق .
ذكر البيان بأن العلم من خير ما يخلِّف المرء بعده
93 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال :
حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة - هو الحراني - قال : حدثنا محمد بن سلمة عن
أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن أبي قتادة عن
أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( خير ما يخلِّف الرجل بعده ثلاث : ولد صالح يدعو له وصدقة تجري يَبْلُغُهُ أجرها
وعلم يُنْتَفَع به من بعده )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((أحكام الجنائز)) (224) ، ((التعليق الرغيب)) (1/58) ، ((الروض)) (1013) .
قال أبو حاتم ـ رضي الله عنه ـ : قد بقي من هذا النوع أكثر من مئة حديث بدَّدناها
في سائر الأنواع من هذا الكتاب لأن تلك المواضع بها أشبه
ذكر الأمر بإقالة زلات أهل العلم والدين
94 - اخبرنا الحسن بن سفيان قال :
حدثنا سعيد بن عبد الجبار ومحمد بن الصباح وقتيبة بن سعيد قالوا : حدثنا أبو بكر
بن نافع العمري عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة قالت : قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أقِيلُوا ذوي الهيئات زلاتهم )
=[78:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح لغيره - ((الصحيحة)) (638) .
ذكر إيجاب العقوبة في القيامة على الكاتم العلم الذي يُحتاج إليه في أمور المسلمين
95 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي
قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا النضر بن شميل قال : حدثنا حماد بن
سلمة عن علي بن الحكم البناني عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال :
( من كتم علماً تلجَّم بلجام من نار يوم القيامة )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج المشكاة)) (223) ، ((التعليق الرغيب)) (1/73) ، ((الروض النضير))
(1139) .
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
96 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال
: حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني عبد الله بن عياش بن
عباس [ عن أبيه ] عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال :
( من كتم علماً ألجمهُ الله يوم القيامة بلجام من نار )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - ((التعليق)) أيضاً ، ((تحذير الساجد)) (ص 4) .
ذكر الخبر الدال على إباحة كتمان العالم بعض ما يعلم من العلم إذا علم أن قلوب المستمعين له لا تحتمله
97 - أخبرنا الحسن بن أحمد بن بسطام
بالأبلة قال : حدثنا عبد الله ابن سعيد الكندي قال : حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن
عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال :
بينما النبي صلى الله عليه و سلم في بعض حيطان المدينة مُتَوَكِّئاً على عسيب إذ
جاءته اليهود فسألته عن الروح فنرلت : { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي
وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } الآية [الإسراء :85] .
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .
ذكر البيان بأن الأعمش لم يكن بالمنفرد في سماع هذا الخبر من عبد الله بن مرة دون غيره
98 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي
قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : اخبرنا عيسى بن يونس قال : حدثنا الأعمش عن
إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال :
كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حرث بالمدينة وهو مُتَّكىءٌ على
عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض : لو سألتموه ! فقال بعضهم : لا تسألوه
فيُسمعكم ما تكرهون فقالوا : يا أبا القاسم أخبرنا عن الروح فقام ساعة ينتظر الوحي
فعرفت أنه يوحى عليه فتأخَّرْتُ عنه حتى صعد الوحي ثم قرأ : { ويسألونك عن الروح
قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } الآية [الإسراء :85] .
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
99 - أخبرنا أبو يعلى (1) قال : حدثنا
مسروق بن المرزبان قال : حدثنا ابن أبي زائدة قال : حدثني داود بن أبي هند عن
عكرمة عن ابن عباس قال :
قالت قريش لليهود : أعطونا شيئاً نسأل عنه هذا الرجل فقالوا : سَلُوهُ عن الروح
فسألوه فنزلت : { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا
قليلاً } [الإسراء :85] فقالوا لم نؤت من العلم نحن إلا قليلاً وقد أُوتينا
التوراة ومن يؤت التوراة فقد أُوتي خيراً كثيراً ؟ فنزلت { قل لو كان البحر مداداً
لكلمات ربي ... } الآية [الكهف :109] .
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
حسن صحيح - انظر التعليق .
__________
(1) في ((مسنده)) (4/380 ـ 381) ، وإسناده حسن ، رجاله ثقات رجال مسلم ، غير مسروق
بن المرزُبان ؛ وهو صدوق له أوهام ؛ كما قال الحافظ .
وقد توبع من قتيبة بن سعيد : نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة :
أخرجه الترمذي (3139) ـ وصححه ـ ، والنسائي في ((الكبرى)) (11314) ، وأحمد (1/555)
، قال ثلاثتهم أنا قتيبة بن سعيد ؛ فصح السند والحمد لله .
ذكر ما يستحب للمرء من ترك سرد الأحاديث حذر قلة التعظيم والتوقير لها
100 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال
: حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال : حدثتا ابن وهب قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب
أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة قالت :
( ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم يُسمعُني ذلك وكنت أُسَبِّحُ فقام قبل أن أقضي سُبْحَتِي ولو أدركته
لَرَدَدْتُ عليه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن يسْرُدُ الحديث كسردكم )
=[109:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((تخريج فقه السيرة)) (37) : ق .
قال أبو حاتم : قول عائشة : ( لرَدَدْتُ عليه ) : أرادت به سرد الحديث لا الحديث
نفسه .
ذكر الإخبار عن إباحة جواب المرء بالكناية عما يسأل وإن كان في تلك الحالة مدحه
101 - أخبرنا أبو خليفة قال : حدثنا
مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا قرة بن خالد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله
قال :
بينما النبي صلى الله عليه و سلم يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل : اعْدِلْ
فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( يا ويلي لقد شَقِيتُ إن لم أَعْدِلْ )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ظلال الجنة)) (943) .
ذكر الخبر الدال على أن العالم عليه ترك التصلف بعلمه ولزوم الافتقار إلى الله جل وعلا في كل حاله
102 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس
:
أنه تمارى هو والحُرُّ بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى فقال ابن عباس : هو
الخضر فمر بهما أُبيُّ بن كعب فدعاه ابن عباس فقال : يا أبا الطفيل هلم إلينا فإني
قد تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لُقِيِّهِ فهل
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فيه شيئاً ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول :
( بينما موسى في ملإ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال له : هل تعلم أحداً أعلم منك
؟ فقال موسى : لا فأوحى الله إلى موسى : بل عبدنا الخضر فسأل موسى السبيل إلى
لُقِيِّهِ فجعل الله له الحوت آيةً وقيل له : إذا فقدت الحوت فارجع فإنك تلقاه
فسار موسى ماشاء الله أن يسير ثم قال لفتاه : آتنا غداءنا فقال لموسى حين سأله
الغداء : { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن
أذكره } [الكهف :63] وقال موسى لفتاه : { ذلك ما كنا نبغِ فارتدَّا على آثارهما
قصصاً } [الكهف :64] فوجدا خَضِراً وكان من شأنهما ما قصَّ الله في كتابه )
=[4:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .
ذكرالخبر الدال على إباحة إجابة العالم السائل بالأجوبة على سبيل التشبيه والمقايسة دون الفصل في القصة
103 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم
مولى ثقيف قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : أخبرنا المخزومي قال :
حدثنا عبد الواحد بن زياد قال : حدثنا عبيد الله بن عبد الله الأصم قال : حدثنا
يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد أرأيت جنة عرضها
السماوات والأرض فأين النار ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( أرأيتَ هذا الليل [الذي] (1) قد كان [ أَلْبَسَ عليك كل شيءٌ ] ؛ أين جُعِل ؟! )
قال : اللهُ أعلم ! قال :
( فإن الله يفعل ما يشاء )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2892) .
__________
(1) ما بين المعوقفتين سقط من الأصل .
ذكر الخبر الدال على إباحة إعفاء المسؤول عن العلم عن إجابة السائل على الفور
104 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال
: حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عثمان بن عمر قال : حدثنا فليح عن هلال بن علي
عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال :
بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدِّث القوم جاءه أعرابي فقال : متى الساعة
؟ فمضى صلى الله عليه و سلم يحدِّث فقال بعض القوم : سمع ما قال وكره ما قال وقال
بعضهم : بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال :
( أين السائل عن الساعة ؟ ) قال : ها أنا ذا قال :
( إذ ا ضُيِّعَت الأمانة فانتظر الساعة ) قال : فما إضاعتها ؟ قال :
( إذا أُسنِد الأمرُ [ إلى غير أهلِه ] فانتظرِ الساعة )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : خ .
ذكر الإباحة للعالم إذا سُئل عن الشيء أن يغضي عن الإجابة مدة ثم يجيب ابتدء منه
105 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون
قال : حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال : حدثنا المعتمر بن سليمان قال : حدثنا
حميد الطويل عن أنس بن مالك قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله متى قيام الساعة ؟
فقام النبي صلى الله عليه و سلم إلى الصلاة فلما قضى الصلاة قال :
( أين السائل عن ساعته ؟ ) فقال الرجل : أنا يا رسول الله قال :
( ما أعددت لها ) قال : ما أعددتُ لها كبير شيء ولا صلاة ولا صيام ـ أو قال : ما
أعددتُ لها كبير عمل ـ إلا أني أحب الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( المرء مع من أحب ) أو قال : ( أنت مع من أحببت )
قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام مثل فرحهم بهذا
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح الأدب المفرد)) (260/352) ، ومضى برقم (8) .
ذكر الخبر الدال على إباحة إلقاء العالم على تلاميذه المسائل التي يريد أن يعلمهم إياها إبتداء وحثه إياهم على مثلها
106 - أخبرنا ابن قتيبة قال : حدثنا
حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني
أنس بن مالك :
( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج حين زاغت الشمس فصلى لهم صلاة الظهر
فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أن قبلها أموراً عظاماً ثم قال :
( من أحب أن يسألني عن شيء فليسألني عنه فوالله لا تسألوني عن شيء إلا حدثتكم به
ما دمتُ في مقامي )
قال أنس بن مالك : فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه و
سلم وأكثر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقول :
( سلوني سلوني ) فقام عبد الله بن حذافة فقال : مَنْ أبي يا رسول الله ؟ قال :
( أبوك حذافة ) فلما أكثر رسول الله صلى الله عليه و سلم من أن يقول :
( سلوني ) برك عمر بن الخطاب على ركبتيه قال : يا رسول الله رضينا بالله ربا
وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه و سلم رسولاً قال : فسكت رسول الله صلى الله
عليه و سلم حين قال عمر ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( والذي نفسي بيده لقد عُرِضَ علي الجنة والنار آنفاً في عُرْضِ هذا الحائط فلم أر
كاليوم في الخير والشر )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح الأدب المفرد)) (916) : ق .
ذكر الخبر الدال على أن المصطفى صلى الله عليه و سلم قد كان يعرض له الأحوال في بعض الأحايين يريد بها إعلام أمته الحكم فيها لو حدثت بعده صلى الله عليه و سلم
107 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال :
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال : حدثنا عبدة وأبو معاوية عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة قالت :
كان النبي صلى الله عليه و سلم يسمع قراءة رجل في المسجد فقال :
( يرحمه الله ؛ لقد أذكرني آية كنت أُنسِيتُها )
=[17:5]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1202) .
ذكر الخبر الدال لى إباحة اعتراض المتعلِّم على العالم فيما يعلمه من العلم
108 - أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل
حدثنا هشام بن عمار حدثنا أنس بن عياض حدثنا الأوزاعي عن ابن شهاب عن سعيد بن
المسيب سمع أبا هريرة يقول :
قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : يا رسول الله نعمل في شيء نأتنفه أم في شيء
قد فُرِغَ منه ؟ قال :
( بل في شيء قد فُرِغَ منه ) قال : ففيم العمل ؟ قال :
( يا عُمر ! لا يُدركُ ذاك إلا بالعمل ) قال : إذاً نجتهد يا رسول الله !
=[30:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (165) .
ذكر الإباحة للمرء أن يسأل عن الشيء وهو خبير به عن غير أن يكون ذاك به إستهزاء
109 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا
حوثرة بن أشرس قال : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل علينا ولي أخ صغير يكنى أبا عمير فدخل
علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال :
( أبا عمير ما فعل النُّغير ؟ )
=[22:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مختصر الشمائل)) (201) : ق .
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك التكلف في دين الله بما تُنُكِّب عنه وأغضي عن إبدائه
110 - أخبرنا ابن سلم قال : حدثنا عبد
الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن الزهري قال : أخبرني
عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( إن أعظم الناس في المسلمين جُرماً من سأل عن مسألة لم تحرَّم فحُرِّمَ على
المسلمين من أجل مسألته )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (3276) : ق .
ذكر الخبر الدال على إباحة إظهار المرء بعض ما يحسن من العلم إذا صحت نيته في إظهاره
111 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة
قال : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب أن
عبيد الله بن عبد الله أخبره : أن ابن عباس كان يحدث
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني رأيت الليلة في
المنام ظُلَّةً تنطف السمن والعسل وإذا الناس يتكففون منها بأيديهم فالمتسكثر
والمستقل وأرى سبباً واصلاً من السماء إلى الأرض فأراك أخذت به فعلوت ثم أخذ به
رجل من بعدك فعلا ثم أخذ به رجل آخر فعلا ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به ثم وُصِلَ
له فعلا قال أبو بكر : يا رسول الله بأبي أنت والله لَتَدَعَنِّي فلأعْبُرْهُ فقال
النبي صلى الله عليه و سلم :
( عَبِّرْ ) قال أبو بكر : أما الظُّلَّةُ فَظُلَّةُ الإسلام وأما الذي ينطف من
السمن والعسل فالقرآن حلاوته ولينه وأما ما يتكفف الناس من ذلك فالمستكثر من
القرآن والمستقلُّ وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه
أخذته فيُعليك الله ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به
ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت
أصبتُ أم أخطأت ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً ) قال : والله يا رسول الله لتُخْبِرَنِّي بالذي أخطأت
قال :
( لا تُقْسِمْ )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (121) ، ((الظلال)) (1143) : ق .
ذكر الحكم فيمن دعا إلى هدى أو ضلالة فاتُّبع عليه
112 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا يحيى بن
أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال :
( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيء ومن دعا
إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً )
=[12:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (865) : م .
ذكر البيان بأن على العالم أن لا يُقَنَّطَ عباد الله عن رحمة الله
113 - سمعت أبا خليفة يقول : سمعت عبد
الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم يقول : سمعت الربيع بن مسلم يقول : سمعت محمداً
يقول : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت أبا هريرة يقول :
مَرَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم على رهط من أصحابه وهم يضحكون فقال :
( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراًَ ) فأتاه جبريل فقال : إن الله
يقول لك : لِمَ تُقَنِّطُ عبادي ؟ قال : فرجع إليهم فقال :
( سَدِّدُوا وقاربوا وأَبْشِرُوا )
=[66:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (3194) ، ((تخريج فقه السيرة)) (445) .
قال أبوحاتم : ( سدِّدُوا ) يريد به : كونوا مسددين والتسديد لزوم طريقة النبي صلى
الله عليه و سلم واتباع سنته .
وقوله : ( وقاربوا ) يريد به : لا تحملوا على الأنفس من التشديد ما لا تطيقون .
وأبشروا فإن لكم الجنة إذا لزمتم طريقتي في التسديد وقاربتم في الإعمال
ذكر إباحة تأليف العالم كُتُبَ الله جل وعلا
114 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد
الأعلى حدثنا وهب بن جرير حدثني أبي قال : سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي
حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت قال :
( كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم نُؤَلِّفُ القرآن من الرقاع )
=[1:4]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (503) ، ((المشكاة)) (6624) ، ((تخريج فضائل الشام )) (رقم1) .
ذكر الحث على تعليم كتاب الله وإن لم يتعلم الإنسان بالتمام
115 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا
حبان أنبانا عبد الله عن موسى بن علي بن رباح قال : سمعت أبي يقول : سمعت عقبة بن
عامر الجهني يقول :
خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في الصُّفَّةِ فقال :
( أيكم يحب أن يغدوا إلى بطحان أو العقيق فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين زهراوين
يأخذهما في غير إثم ولا قطيعة رحم ؟ ) قالوا : كلنا يا رسول الله يحب ذلك فقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( فَلأنْ يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث
خير من ثلاث وأربع خير من عدادهن من الإبل ) .
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1309) : م .
قال أبو حاتم : هذا الخبر أضمر فيه كلمة وهي : ( لو تصدَّق بها ) يريد بقوله :
فيتعلم آيتين من كتاب الله خير من ناقتين وثلاث لو تصدق بها لأن فَضْلَ تعلم آيتين
من كتاب الله أكبر من فضل ناقتين وثلاث وعدادهن من الإبل لو تصدق بها إذ محال أن
يُشَبِّه من تعلم آيتين من كتاب الله في الأجر بمن نال بعض حطام الدنيا فصح بما
وصفت صحة ما ذكرت
116 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي
قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن
زيد بن سلام عن جده عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه وعليكم بالزهراوين : البقرة
وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان ـ أو كأنهما غيايتان أو فرقان
ـ من طير تحاجَّان عن أصحابهما وعليكم بسورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة
ولا يستطيعها البطلة )
=[80:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((مختصر مسلم)) (2095) .
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تعلم كتاب الله جل وعلا واتباع ما فيه عند وقوع الفتن خاصة
117 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى
قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مسعر بن كدام عن
عمرو بن مرة عن عبد الله بن الصامت عن حذيفة قال :
قلت : يا رسول الله هل بعد هذا الخير ـ الذي نحن فيه ـ من شَرٍّ نحذره ؟ قال :
( يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلَّمه واتَّبِعْ ما فيه خيراً لك )
=[65:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2739) .
ذكر البيان بأن من خير الناس من تعلم القرآن وعلَّمه
118 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي
حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني أخبرنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن
أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه )
قال أبو عبد الرحمن : فهذا الذي أقعدني هذا المقعد
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1306) : خ .
ذكر الأمر باقتناء القرآن مع تعليمه
119 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن حباب عن موسى بن علي قال : سمعت أبي يقول : سمعت
عقبة بن عامر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( تعلموا القرآن واقتنوه فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصِّياً من المخاض في
العُقُلِ )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (2/214) .
ذكر الزجر عن أن لا يستغني المرء بما أوتي من كتاب الله جل وعلا
120 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة
قال : حدثنا يزيد بن موهب قال : حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي
نهيك عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن )
=[61:2]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (1321) .
قال أبو حاتم : معنى قوله صلى الله عليه و سلم ( ليس منا ) في هذه الأخبار يريد به
: ليس مثلنا في استعمال هذا الفعل لأنا لا نفعله فمن فعل ذلك فليس مثلنا
ذكر وصف من أعطي القرآن والإيمان أو أعطي أحدهما دون الآخر
121 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع
حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا معتمر ين سليمان قال : سمعت عوفاً يقول :
سمعت قسامة ـ هو ابن زهير ـ يحدث عن ابي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( مثل من أُعطي القرآن والإيمان كمثل أترُجَّةٍ طيب الطعم طيب الريح ومثل من لم
يُعط القرآن ولم يُعط الإيمان كمثل الحنظلة مُرَّة الطعم لا ريح لها ومثل من أُعطي
الإيمان ولم يُعط القرآن كمثل التمرة طيبة الطعم ولا ريح لها ومثل من أُعطي القرآن
ولم يعط الإيمان كمثل الريحانة مُرَّة الطعم طيبة الريح )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح الإسناد ـ ويأتي من طريق آخر نحوه (767 و 768) : ق .
ذكر نفي الضلال عن الآخذ بالقرآن
122 - أحبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد بن أبي سعيد
المقبري عن أبي شريح الخزاعي قال :
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( أبشروا وأبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ ) قالوا : نعم
قال :
( فإن هذا القرآن سببٌ طَرفُهُ بيد الله وطَرفُهُ بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن
تضلُّوا ولن تهلكوا بعده أبداً )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (713) .
ذكر إثبات الهدى لمن اتبع القرآن والضلالة لمن تركه
123 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حسان بن إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن
حيان عن زيد بن أرقم قال :
دخلنا عليه فقلنا له : لقد رأيت خيراً صَحِبْتَ رسول الله صلى الله عليه و سلم
وصليتَ خلفه ؟ فقال : نعم وإنه صلى الله عليه و سلم خَطَبَنَا فقال :
( إني تارك فيكم كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على
الضلالة )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (4/356) نحوه .
ذكر البيان بأن القرآن من جعله إمامه بالعمل قاده إلى الجنة ومن جعله وراء ظهره بترك العمل ساقه إلى النار
124 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي
معشر بحران حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا عبد الله بن الأجلح عن الأعمش عن
أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( القرآن شافعٌ(1) ومَا حِلٌ مُصَدَّقٌ مَن جَعَلَهُ إمامه قاده إلى الجنة ومن
جعله خلف ظهره ساقه إلى النار )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (2019) .
قال أبو حاتم : هذا خبر يوهم لفظه من جهل صناعة العلم أن القرآن مجعول مربوب وليس
كذلك لكن لفظه مم نقول في كتبنا : إن العرب في لغتها تُطلِقُ اسم الشيء على سببه
كما تطلق اسم السبب على الشيء فلما كان العمل بالقرآن قاد صاحبه إلى الجنة أطلق
إسم ذلك الشيء الذي هو العمل بالقرآن على سببه الذي هو القرآن لا أن القرآن يكون
مخلوقاً
__________
(1) في الأصل : ((مشفع)) .
ذكر إباحة الحسد لمن أوتي كتاب الله تعالى فقام به آناء الليل والنهار
125 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون
حدثنا أبن أبي عمر العدني حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال :
( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء
النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((التعليق الرغيب)) (1/221) ، ((الروض النضير)) ( 897) .
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار ) أراد به فهو يتصدق به
126 - أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة
حدثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سالم بن عبد الله عن أبيه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا حسد إلا على اثنتين : رجل آتاه الله هذا الكتاب فقام به آناء الليل والنهار
ورجل أعطاه الله مالاً فتصدَّق به آناء الليل وآناء النهار )
=[2:1]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - انظر ما قبله .
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الخلفاء الراشدين والكبار من الصحابة غير جائز أن يخفى عليهم بعض أحكام الوضوء والصلاة
127 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال
: حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال : سمعت أبي قال :
حدثنا حسين المعلم : أن يحيى بن أبي كثير حدثه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عطاء
بن يسار عن زيد بن خالد الجهني :
( أنه سأل عثمان بن عفان عن الرجل إذا جامع ولم ينزل ؟ فقال :
ليس عليه شيء
ثم قال عثمان : سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فسألت بعد ذلك علي
بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وأُبيُّ بن كعب فقالوا مثل ذلك
قال أبو سلمة : وحدثني عروة بن الزبير أنه سأل أبا أيوب الأنصاري مثل ذلك عن النبي
صلى الله عليه و سلم )
=[57:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق .
5 - كتاب الإيمان
1 - باب الفطرة
128 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن
يزيد القطان حدثنا موسى بن مروان الرقي حدثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن
الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (1220) : ق .
ذكر إثبات الألف بين الأشياء الثلاثة التي ذكرناها
129 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني
حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن
سعيد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال :
( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه و سلم : ( كل مولود يولد على الفطرة ) أراد به :
على الفطرة التي فطره الله عليها جل وعلا يوم أخرجهم من صلب آدم لقوله جل وعلا : {
فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } [الروم :30] يقول : لا تبديل
لتلك الخلقة التي خلقهم لها ـ إما لجنة وإما لنار ـ حيث أخرجهم من صلب آدم فقال :
هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار ألا ترى أن غلام الخضر قال صلى الله عليه و سلم : ( طبعه
الله يوم طبعه كافراً ) وهو بين أبوين مؤمنين فأعلم الله ذلك عبده الخضر ولم يُعلم
ذلك كليمه موسى صلى الله عليه و سلم على ما ذكرنا في غير موضع من كتبنا
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به حميد بن عبد الرحمن
130 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتجون إبلكم
هذه هل تُحِسُّونَ فيها من جدعاء ؟ )
ثم يقول أبو هريرة : فاقرأوا إن شئتم : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل
لخلق الله } [الروم :30] .
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .
قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم : ( فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه )
مما نقول في كتبنا : إن العرب تضيف الفعل إلى الآمر كما تضيفه إلى الفاعل قأطلق
صلى الله عليه و سلم اسم التهود والتنصر و التمجس على من أمر ولده بشيء منها بلفظ
الفعل لا أن المشركين هم الذين يهودون أولادهم أو ينصرونهم أو يمجسونهم دون قضاء
الله عز و جل في سابق علمه في عبيده على حسب ما ذكرناه في غير موضع من كتبنا .
وهذا كقول ابن عمر : ( إن النبي صلى الله عليه و سلم حلق رأسه في حجته ؛ يريد به
أن الحالق فعل ذلك به صلى الله عليه و سلم لا نفسه .
وهذا كقوله صلى الله عليه و سلم : ( من حين يخرج أحدكم من بيته إلى الصلاة فخطوتاه
إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة ) يريد : أن الله يأمر بذلك لا أن الخطوة تحط
الخطيئة أو ترفع الدرجة .
وهذا كقول الناس : الأمير ضرب فلاناً ألف سوط يريدون : أنه أمر بذلك لا أنه فعل
بنفسه
ذكر خبر قد يوهم عالماً من الناس أنه مضاد للخبرين اللذين ذكرناهما قبل
131 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة
حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أنبأنا يونس عن ابن شهاب أن عطاء بن يزيد أخبره
أنه سمع أبا هريرة يقول :
سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذراري المشركين فقال :
( الله أعلم بما كانوا عاملين )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الظلال)) (208 - 211) : ق .
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لخبر أبي هريرة الذي ذكرناه
132 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا السري بن يحيى أبو الهيثم - وكان عاقلاً - حدثنا
الحسن عن الأسود بن سريع - وكان شاعراً وكان أول من قصَّ في هذا المسجد - قال :
أفضى بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية فبلغ النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
( أوليس خياركم أولاد المشركين ما من مولود يولد إلا على فطرة الإسلام حتى
يُعْرِبَ فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الصحيحة)) (402) .
قال أبو حاتم : في خبر الأسود بن سريع هذا : ( ما من مولود يولد إلا على فطرة
الإسلام ) أراد به : الفطرة التي يعتقدها أهل الإسلام التي ذكرناها قبل حيث أخرج
الخلق من صلب آدم فإقرار المرء بتلك الفطرة من الإسلام فنسب الفطرة إلى الإسلام
عند الاعتقاد على سبيل المجاورة
ذكر الخبر المصرح بأن قوله صلى الله عليه و سلم ( الله أعلم بما كانوا عاملين ) كان بعد قوله : ( كل مولود يولد على الفطرة )
133 - أخبرنا عمر بن سعيد الطائي بمنبح
أخبرنا أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تناتج الإبل من بهيمة
جمعاء هل تحس من جدعاء ؟ ) قالوا : يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير ؟ قال :
( الله أعلم بما كانوا عاملين )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : ق ـ انظر ما قبله .
ذكر العلة التي من أجلها قال صلى الله عليه و سلم : ( أوليس خياركم أولاد المشركين )
134 - سمعت أبا خليفة يقول : سمعت عبد
الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم يقول : سمعت الربيع بن مسلم يقول : سمعت محمد بن
زياد يقول : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت أبا القاسم صلى الله عليه و سلم يقول :
(عجب ربنا من أقوام يُقادون إلى الجنة في السلاسل )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ظلال الجنة)) (573) : خ .
قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه و سلم ( عجب ربُّنا ) من ألفاظ التعارف التي لا
يتهيأ علم المخاطب بما يخاطب به في القصد إلا بهذه الألفاظ التي استعملها الناس
فيما بينهم والقصد في هذا الخبر السبي الذي يسبيهم المسلمون من دارالشرك مكتفين في
السلاسل يقادون بها إلى دور الإسلام حتى يسلموا فيدخلوا الجنة ولهذا المعنى أراد
صلى الله عليه و سلم بقوله في خبر الأسود بن سريع : ( أوليس خياركم أولاد المشركين
) وهذه اللفظة أطلقت أيضا بحذف ( من ) عنها يريد : أوليس من خياركم
ذكر خبر أوهم من لم يحسن طلب العلم من مظانه أنه مضاد للأخبار التي تقدم ذكرنا لها
135 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان
أنبأنا محمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن ابن عمر :
( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى في بعض مغازيه امرأة مقتولة فأنكر ذلك
ونهى عن قتل النساء والصبيان )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((الإرواء)) (1210) , ((صحيح أبي داود)) (2394) .
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد للأخبار التي ذكرناها قبل
136 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال : سمعناه من الزهري ـ عوداً و بدءاً ـ
عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : أخبرني الصعب بن جثامة قال :
مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا بالأبواء ـ أو بودَّان ـ فأهديت إليه
لحم حمار وحش فرده علي فلما رأى الكراهية في وجهي قال :
( إنه ليس بنا ردٌّ عليك ولكنا حرم ) وسئل النبي صلى الله عليه و سلم عن الدار من
المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم قال :
( هم منهم ) قال : وسمعته يقول :
( لا حمى إلا لله ورسوله )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2397 و 2705) : خ .
ذكر الخبر المصرح بأن نهيه صلى الله عليه و سلم عن قتل الذراري من المشركين كان بعد قوله صلى الله عليه و سلم : ( هم منهم )
137 - أخبرنا جعفر بن سنان القطان
بواسط حدثنا العباس بن محمد بن حاتم حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد بن عمرو عن
الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول :
( لا حمى إلا لله ولرسوله ) وسألته عن أولاد المشركين : أنقتلهم معهم ؟ قال :
( نعم فإنهم منهم ) ثم نهى عن قتلهم يوم حنين
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2397) .
ذكر خبر قد أوهم من أغضى عن علم السنن واشتغل بضدِّها أنه يضاد الأخبار التي ذكرناها قبل
138 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن العلاء بن المسيب عن فضيل بن
عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة ـ أم المؤمنين ـ قالت :
توفي صبي فقلت : طوبى له عصفور من عصافير الجنة فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( أولا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً )
=[35:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((ابن ماجة)) (82) : م .
قال أبو حاتم : أراد النبي صلى الله عليه و سلم بقوله هذا ترك التزكية لأحد مات
على الإسلام ولئلا يشهد بالجنة لأحد وإن عرف منه إتيان الطاعات والانتهاء عن
المزجورات ليكون القوم أحرص على الخير وأخوف من الرب لا أن الصبي الطفل من
المسلمين يخاف عليه النار وهذه مسألة طويلة قد أمليناها بفصولها والجمع بين هذه
الأخبار في كتاب ( فصول السنن ) وسنمليها إن شاء الله بعد هذا الكتاب في كتاب (
الجمع بين الأخبار ونفي التضاد عن الآثار ) إن يسر الله تعالى ذلك وشاء
2 - باب التكليف
ذكر الإخبار عن نفي تكليف الله عباده ما لا يطيقون
139 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال :
حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا روح بن القاسم
عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال :
لما نزلت على النبي صلى الله عليه و سلم هذه الآية : { لله ما في السماوات وما في
الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من
يشاء والله على كل شيء قدير } [البقرة :284] أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فجثوا
على الركب وقالوا : لا نطيق لا نستطيع كُلِّفْنَا من العمل ما لا نطيق ولا نستطيع
فأنزل الله : { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ... } إلى قوله {
غفرانك ربنا وإليك المصير } [البقرة:285] فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
( لا تقولوا كما قال أهل الكتاب من قبلكم : سمعنا وعصينا بل قولوا : سمعنا وأطعنا
غفرانك ربنا وإليك المصير ) فأنزل الله : { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما
كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } [البقرة :286] قال :
نعم { ربنا و لا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا } [البقرة :286]
قال : نعم { ربنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت
مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } [البقرة :286] قال : نعم
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح : م .
ذكر الإخبار عن الحالة التي من أجلها أنزل الله جل وعلا { لا إكراه في الدين }[البقرة :256]
140 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن
إسماعيل ببست قال : حدثنا حسن بن على الحلواني قال : حدثنا وهب بن جرير قال :
حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : { لا إكراه في الدين
} [البقرة :256] قال :
كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف : لئن عاش لها ولد
لَتُهَوِّدَنَّهُ فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم ناس من أبناء الأنصار فقالت
الأنصار : يا رسول الله أبناؤنا فأنزل الله هذه الآية : { لا إكراه في الدين }
[البقرة :256]
قال سعيد بن جبير : فمن شاء لحق بهم ومن شاء دخل في الإسلام
=[64:3]
قال الشيخ الألباني :
صحيح - ((صحيح أبي داود)) (2404) .
ذكر البيان بأن الفرض الذي جعله الله جل وعلا نفلاً جائز أن يفرض ثانياً فيكون ذلك الفعل الذي كان فرضاً في البداية فرضاً ثانياً في النهاية
141 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان
الطائي بمنبج قال : حدثنا سعيد بن حفص النفيلي قال : قرأنا على معقل بن عبيد الله عن
الزهري عن عروة عن عائشة أنها أخبرته :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج ليلة في رمضان فصلى في المسجد فصلى رجال
وراءه بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا بذلك فاجتمع أكثر منهم فخرج رسول الله صلى الله
عليه و سلم الثانية فصلوا بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا بذلك فاجتمع أهل المسجد ليلة
الثالثة فخرج