4 مصاحف

حمل المصحف

مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

الأربعاء، 11 مايو 2022

ج2. حاشية السندى على صحيح البخارى محمد بن عبد الهادي السندي

 حاشية السندى على صحيح البخارى ج2..
محمد بن عبد الهادي السندي

مكتبة مشكاة الإسلامية www.almeshkat.net/books
حاشية السندى على صحيح البخارى ج2..
محمد بن عبد الهادي السندي

الملف الثاني

قوله : (من العذراء) أي : البكر وقوله في خدرها بكسر المعجمة وسكون المهملة أي في سترها.
قوله : (الأسدي) ـ بسكون السين ـ اهـ. شيخ الإسلام.
490
24 ـ باب كانَ النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} تَنَامُ عَينُهُ وَلاَ يَنَامُ قَلبُهُ
قوله : (والنبي صلى الله تعالى عليه وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه) تمسك به من قال إن الإسراء رؤياً منام ولا حجة له فيه لأنا إن قلنا بتعدد القصة ، فذاك أو باتحادها. فيقال كان ذلك حاله أول وصول الملك إليه ، وليس في الحديث ما يدل على كونه نائماً في القصة كلها مع أنه قيل إن رواية شريك أنه كان نائماً زيادة مجهولة.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 472
491
25 ـ باب عَلاَماتِ النُّبُوَّةِ في الإِسْلاَمِ
قوله : (عرّسوا) أي : نزلوا للاستراحة.
قوله : (فنزل) أي : بعد ما ارتحل وسار غير بعيد.
قوله : (وجعلني) قيل صوابه عجلني أي أمر لي بالتعجيل ، وقوله في ركوب بفتح الراء ما يركب من الدواب فعول بمعنى مفعول ، وبضمها جمع راكب كشاهد وشهود.
492
قوله : (مزادتين) تثنية مزادة بفتح الميم الرواية وقوله بالعزلاوين تثنية عزلاء بسكون الزاي والمد فم المزادة الأسفل اهـ. شيخ الإسلام.
قوله : (بمخضب) ـ بكسر الميم وسكون المعجمة ـ هو المركن وتسمى الإجانة قوله : (ركوة) بتثليث الراء إناء صغير من جلد يشرب فيه.
493
قوله : (فجهش الناس) ـ بفتح الهاء وكسرها ـ وفي نسخة بدون فاء أي أسرعوا متهيئين لأخذ الماء.
قوله : (أو صدرت) أي : رجعت وقوله ركائبنا بفتح الراء وبتحتية بعد الألف ، وفي نسخة ركابنا بكسر الراء وحذف التحتية أي إبلنا التي نركبها.
قوله : (ولا تثني) أي : لفتني ببعضه أي الخمار.
قوله : (فآدمته) بالمدّ أي جعلته إداماً اهـ.
شيخ الإسلام.
494

(2/112)


قوله : (قال فهو أنا وأبي وأمي الخ) أي : فالذي في الدار هو أنا وأبي وأمي ، ويحتمل أن هو ضمير الشأن والخبر محذوف أي الشأن أنا وأبي وأمي في الدار كما قاله القسطلاني والله
495
تعالى أعلم. قوله : (غير أنه بعث معهم) أي : بعث مع كل رئيس منهم نصيب أتباعه اهـ. سندي.
496
467
قوله : (فيقال فيكم من صحب الرسول {صلى الله عليه وسلّم} ) استدل به بعضهم على انقطاع الصحابة في الأعصار المتأخرة ، وفيه بحث لجواز وجودهم مع اعتزالهم وعدم خروجهم مع البعوث والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
498
قوله : (الحيرة) ـ بكسر المهملة ـ بلد ملوك العرب الذي تحت حكم فارس.
قوله : (دعار) ـ بضم أوله وفتح ثانيه مشدّداً ـ جمغ داعور هو الشيطان الخبيث ، والمراد قطاع الطريق.
قوله : (سعروا البلاد) أي : أوقدوا نار الفتنة فيها اهـ. شيخ الإسلام.
قوله : (فرطكم) ـ بفتح الراء ـ أي أتقدمكم إلى الحوض كالمهيىء لكم.
499
قوله : (أطم) ـ بضم أوله وثانيه ـ أي حصن قوله : (خلال بيوتكم) أي : في نواحيها.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 472
قوله : (فزعاً) ـ بكسر الزاء ـ أي خائفاً قوله : (ويل للعرب) أي : المسلمين العرب ومواليهم.
قوله : (رعامها) ـ بعين مهملة ـ ما يسيل من أنفها قوله : (شعف الجبال) ـ بمعجمة فمهملة ـ جمع شعفة وهي رأس الجبل قوله : (أو سعف) ـ بمهملتين ـ جريد النخل ولا معنى له هنا ، والشك من الرواي.
500
قوله : (القاعد فيها الخ) بين به عظم خطرها ، والحث على تجنبها والهرب منها قوله : (تستشرفه) أي : تغلبه وتصرعه قوله : (أو معاذاً) شك من الراوي وهو بمعنى ملجأ قوله : (فليعذ به) أي : فليعتزل فيه.
قوله : (أثرة) ـ بفتح الهمزة والمثلثة وبالضم والسكون ـ أي استبداداً واختصاصاً بالأموال فيما حقه الاشتراك.

(2/113)


قوله : (غلمة) جمع غلام اهـ. شيخ الإسلام.
501
502
503
قوله : (قرأ رجل الكهف) لعله قرأ في الصلاة ، والمراد بقوله فسلم أي فخرج عنها بالسلام ، وقال الكرماني : أي دعا بالسلامة كما يقال اللهم سلم أو فوض الأمر إلى الله تعالى ، ورضي بحكمه أو قال سلام عليك ، قلت : والأقرب بالنظر إلى قوله فإذا ضبابة هو الوجه الأول الذي ذكرت والله تعالى أعلم.
وقوله فقال إقرأ فلان يحتمل أن المراد أن هذا من آثار القبول ، فإذا ظهر آثار القبول في قراءتك فاشتغل بها وأكثر منها ، ويحتمل أن المراد أنك لا تجعل فيما بعد مثل هذا مانعاً عن القراءة بل كن مستمراً عليها إن ظهر لك مثل هذا ، وقال النووي كان ينبغي لك أن تستمر على القراءة. قلت : فهذا تنديم على قطع القراءة السابقة ، وما ذكرناه أقرب.
504
قوله : (حتى قام قائم الظهيرة) أي : وقف الظل الذي يقف عادة عند الظهيرة حسب ما يرى ويظهر ، فإن الظل عند الظهيرة لا يظهر له حركة سريعة حتى يظهر بمرأى العين أنه واقف وهو سائر حقيقة والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
505
506
قوله : (ثم سارّني فأخبرني أول أهل بيته أتبعه فضحكت) لعله صلى الله تعالى عليه وسلم ذكر لها هذه البشارة مرتين : مرة ضمها إلى خبر الوفاة فغلب عليها ذلك الخبر فبكت ، ومرة ضمها إلى البشارة بالسيادة فصار كل من البشارتين سبباً للضحك ، وعلى هذا يحصل التوفيق بين هذه الرواية ، والرواية السابقة غاية الأمر أنه يلزم أن يكون في كل من الروايتين اختصار وهو غير مستبعد فافهم.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 472
507

(2/114)


قوله : (فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية الخ) أي : إظهاراً لعلمه بين الناس وعذره في التقديم بأنه وإن كان صغيراً لكنه يستحق التقديم لكمال علمه ووفور فضله ، ولما كان هذا الكمال مما حصل له بدعائه صلى الله تعالى عليه وسلم له بالعلم والفقه في غير أوانه ذكر المصنف هذا الحديث في باب علامات النبوّة ، وهذا إن شاء الله تعالى أوجه مما قال العيني : مطابقة هذا الحديث للترجمة في قوله أعلمه إياه أي أعلم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ابن عباس أن هذه السورة في أجله عليه الصلاة والسلام ، وهو إخبار قبل وقوعه فوقع كما قال إذ الظاهر أن معنى قوله أعلمه إياه أعلم الله تعالى الأجل نبيه بانزال هذه السورة عليه لا أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أعلم ابن عباس أن هذه السورة أجلى والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
508
قوله : (ألم يقل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إنها ستكون لكم الأنماط) تريد أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قد بشر بوجود الأنماط لنا ، والبشارة بها تدل على أن اتخاذها مباح غير مضر لنا ، فلا وجه لقول الحافظ إن الأخبار بأنها ستكون لا يدل على الإباحة فكيف استدلت به على الإباحة لأن هذا الأخبار سبق بشارة والله تعالى أعلم.
قوله : (حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت) ـ بضم التاء على صيغة
509
المتكلم ـ كما في الأصول المعتمدة وهو من كلام أمية كما يقتضيه السياق ، والمعنى انطلقت وطفت معك. وقال القسطلاني : من كلام سعد ، وقال العيني بفتح التاء خطاب لسعد والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
510
26 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :
قوله : (يجنأ) ـ بجيم ساكنة فنون مفتوحة فهمزة ـ أي يكب وفي نسخة بخاء بدل الجيم أي يعطف.

(2/115)


27 ـ باب سُؤَالِ المُشْرِكِينَ أَنْ يُرِيَهُم النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} آيَةً ، فَأَرَاهُم انْشِقَاقَ القَمَرِ
قوله : (شفتين) ـ بكسر المعجمة ـ وقد تفتح قوله : (اشهدوا) إنما قال لأنه معجزة عظيمة محسوسة خارجة عن عادة المعجزات.
511
قوله : (أهل مكة) يعني الكفار من قريش.
28 ـ باب
قوله : (يضيئان الخ) أي : إكراماً لهما.
قوله : (وهم ظاهرون) أي : غالبون من خالفهم وغالبون عليه من ظهرت أي علوت. قيل وفي الحديث دليل لكون الإجماع حجة وهو أصح ما يستدل به من الحديث ، وأما حديث لا تجتمع أمتي على ضلال فضعيف اهـ. شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 472
512
قوله : (الخيل في نواصيها الخير الخ) ذكره في هذا الباب لأنه صلى الله تعالى عليه وسلم أخبر به فوجد كما أخبر والله تعالى أعلم.
513
514
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 472
62 ـ كتاب فضائل أصحاب النبي {صلى الله عليه وسلّم}
1 ـ بابُ فَضَائِلُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم}
قوله : (ومن صحب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه) ينبغي أن يراد بالرؤية اللقاء ليعمّ الأعمى والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
قوله : (خير أمتي قرني) قال القسطلاني : هذا صريح في أن الصحابة أفضل من التابعين ، وأن التابعين أفضل من تابعي التابعين ، وهذا مذهب الجمهور انتهى. قلت : في صراحة الحديث فيما ذكر بحث ظاهر لأن خيرية القرن لا تستلزم خيرية كل واحد من آحاده كيف وقد كان في القرن أهل النفاق ، وأيضاً لم يقل أحد بأن كل تابعي أفضل ممن بعده وكل من تبع
515
التابعي خير ممن بعده فافهم. والله تعالى أعلم.

(2/116)


قوله : (يشهدون ولا يستشهدون) كأن المراد أنه لا يطلب منهم الشهادة لعلم الناس أنه لا شهادة عندهم فهو كناية عن الكذب والله تعالى أعلم.
قوله : (ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه الخ) أي : إن الناس لا يصدقونهم لإكثارهم الكذب ، فيحتاجون فيه إلى اليمين فيأتون باليمين إما قبل الشهادة أو بعدها ليصدقهم الناس في شهادتهم.
2 ـ بابُ مَنَاقِبُ المُهَاجِرِينَ وَفَضْلُهُمْ
قوله : (باثنين الله ثالثهما) أي : بالعون والنصر لا بمجرد الإطلاع على الأحوال فلا يرد
516
أن كل اثنين كذلك لقوله تعالى : {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} إلى قوله إلا هو معهم لأن ذلك بالنظر إلا الإطلاع على الأحوال ، والمراد ههنا المعية بالعون والنصر والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
517
5 ـ بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيلاً"
قوله : (ولكن أخوّة الإسلام أفضل) أي : الاكتفاء بأخوة الإسلام أفضل من ارتكاب اتخاذ غير الله خليلاً ، فتركت الاتخاذ واكتفيت بالإخوة والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
518
519
قوله : (خيلاء) بالمد أي كبرا وقوله لم ينظر الله إليه أي لم يرحمه.
قوله : (من أبواب) بلا تنوين لاضافته في المعنى إلى الجنة كما أشار إليه بقوله يعني الجنة بالنصب قوله : (قال نعم) أي : يدعي منها كلها وإن كان لا يدخل إلا من أحدها.
والحاصل أنه يفتح له أبوابها كلها ، ويدعي إلى الدخول منها تكرمة له لكن لا يدخل إلا
520
من باب العمل الذي يكون غلب عليه.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 515
قوله : (بالسنح) ـ بضم المهملة وسكون النون وضمها وبحاء مهملة ـ وفسره بقوله يعني بالعالية وهي أحد العوالي وهي أماكن بأعلى أراضي المدينة.

(2/117)


قوله : (هم) أي : قريش وقوله داراً أي مكة وقوله وأعربهم أحساباً أي أشبههم شمائل وأفعالاً بالعرب. والحسب مأخوذ من الحساب يعني إذا حسبوا مناقبهم فمن كان يعد لنفسه ولأبيه مناقب أكثر كان أحسب قوله : (قتلتم سعداً الخ) هو كناية عن الإعراض والخذلان قوله : (قتله الله) دعاء عليه عمر لعدم نصرته للحق وتخلفه عن مبايعة أبي بكر لكنه تأول أن للأنصار في الخلافة استحقاقاً فهو مجتهد في تخلفه ، وإن كان مخطئاً.
521
قوله : (قالت شخص) ـ بفتح المعجمتين والمهملة ـ أي ارتفع اهـ. شيخ الإسلام.
522
قوله : (بئر أريس) ـ بفتح الهمزة وكسر الراء ـ أي بستان ، والمعنى بئر بستان بقرب قباء قوله : (قفها) ـ بضم القاف وتشديد الفاء ـ حافتها قوله : (وجاهه) ـ بضم الواو وكسرها ـ أي مقابله قوله : (فأوّلها قبورهم) أي : من جهة أن الشيخين مصاحبان له في الحضرة المباركة ، وأما عثمان ففي البقيع مقابلاً لهم.
523
قوله : (وأبو بكر) عطف على الضمير في صعد قوله : (فرجف بهم) أي : اضطرب قوله : (اثبت أحد) أي : يا أحد وهو الجبل المعروف بالمدينة قوله : (فإنما عليك نبي الخ) حكمته أنه لما رجف أراد {صلى الله عليه وسلّم} أن يبين أن هذه الرجفة ليست من جنس رجفة الجبل بقوم موسى لما حرّفوا الكلم ، وأن تلك رجفة عضب وهذه هزة طرب فنص على مقام النبوة والصدّيقية والشهادة اللاتي توجب سرور ما اتصلت به ، فأقر الجبل بذلك ، فاستقرّ اهـ. شيخ الإسلام.
524
6 ـ بابُ مَنَاقِبُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ ، أَبِي حَفصٍ ، القُرَشِيِّ ، العَدَوِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (فلما استأذن عمربن الخطاب قمن فبادرن الحجاب الخ) لا يخفى أن المبادرة إلى
525

(2/118)


الحجاب لازمة عند دخول الأجنبي سواء كان عمر أولاً فما وجه التعجب إلا أن يقال هذه الواقعة قبل آية الحجاب لكن حينئذٍ يكفي القيام ولا حاجة إلى الحجاب ، فلعل فيهنّ من يجوز لهنّ الكشف عند عمر كحفصة مثلاً ، فالتعجب بالنظر إلى قيامهنّ أو يقال لعلّ التعجب من اسراعهن قبل أن يعلمهن أن النبى {صلى الله عليه وسلّم} يأذن له أم لا ؟ وهذا أقرب والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 515
526
قوله : (حتى انتهى من عمر) أي : انتهى الأمر إلى عمر فمن بمعنى إلى الله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
527
528
7 ـ بابُ : مَنَاقِبُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، أَبِي عَمْرٍو ، القُرَشِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (يأيها المرء منك) يحتمل أن يقدر أي أمنك النصيحة والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
529
530
قوله : (فقال له) أي : للرجل وقوله اذهب بها أي بالأجوبة التي أجبتك بها ، وقوله معك أي حتى يزول عنك ما كنت تعتقده من عيب عثمان.
قوله : (صعد) ـ بكسر العين ـ قوله : (اسكن أحد) بالبناء على الضم منادي مفرد حذف منه الأداة.
8 ـ بابٌ قِصَّةُ البَيعَةِ ، وَالاِتِّفَاقُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (باب قصة البيعة) أي : بعد عمربن الخطاب رضي الله عنه قوله : (والاتفاق على عثمان الخ) أي : في الخلافة على غيره.
قوله : (قبل أن يصاب) أي : بالقتل اهـ. قسطلاني.
531
532
قوله : (فولجت داخلاً) أي : داخل البيت فهو ظرف وقال القسطلاني : أي مدخلاً لأهلها فجعله حالاً وهو بعيد من حيث إن الواجب حينئذٍ التأنيث إلا بتأويل ، ومن حيث إنه يلزم أن يكون داخلاً بمعنى مدخل والله تعالى أعلم.
قوله : (كهيئة التعزية له) أي : كهيئة التصبير له عن طلب الخلافة ، والكف عنه والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.

(2/119)


قوله : (من حواشي أموالهم) ـ بحاء مهملة ـ أي التي ليست بخيار ولا كرام قوله : (بذمة الله وذمة رسولالله) أي : بأهل الذمة.
قوله : (اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم) أي : في اختيار من يجعل خليفة ليقلّ الاختلاف.
533
قوله : (من هذا الأمر) أي : من آفته قوله : (والله عليه) أي : رقيب عليه وقوله والإسلام عطف على الجلالة أي والإسلام كذلك.
قوله : (فأسكت الشيخان) أي : عثمان وعلي وهو بفتح الهمزة والكاف مبنياً للفاعل بمعنى سكت ، وفي نسخة بالبناء للمفعول.
قوله : (أفتجعلونه) أي : أمر الولاية.
قوله : (والقدم) ـ بفتح القاف وكسرها ـ وقوله ما قد علمت صفة للقدم أو بدل منه اهـ. شيخ الإسلام.
9 ـ بابُ مَنَاقِبُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ القُرَشِيِّ اْلهَاشِمِيِّ ، أَبِي الحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 515
قوله : (فأرغم الله بأنفك) أي : ألصقه بالرغام وهو التراب قوله : (أوسط بيوت النبي)
534
أي : أحسنها قوله : (فاجهدك عليّ جهدك) ـ بفتح الجيم أي افعل فيّ حق ما تقدر عليه ، فإن الذي قلته لك الحق وقائل الحق لا يبالي ما قيل فيه من الباطل.
535
قوله : (فهو خير لكما من خادم) قيل : فيه من واظب على ذلك عند النوم لم يعي لأن فاطمة رضي الله عنها اشتكت التعب من العمل ، فأحالها على ذلك قال القاضي عياض معنى الخيرية أن عمل الآخرة أفضل من أمور الدنيا.
10 ـ بابُ مَنَاقِبُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَقالَ النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} : "أَشْبَهْتَ خَلقِي وَخُلُقِي"
قوله : (باب مناقب جعفر الخ) هو شقيق الإمام علي ، وأسن منه بعشر سنين اهـ. شيخ الإسلام.
536
12 ـ بابُ مَنَاقِبُ قَرَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ {صلى الله عليه وسلّم}

(2/120)


قوله : (وفدك) بالصرف ومنعه بلد بينها وبين المدينة ثلاث مراحل.
537
قوله : (قرابتهم من رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ) وقرابة النبى {صلى الله عليه وسلّم} من ينتسب إلى جده الأقرب وهو عبد المطلب ممن صحب النبى {صلى الله عليه وسلّم} منهم كعليّ وأولاده الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وفاطمة وجعفر وأولاده عبد الله وعون ومحمد.
قوله : (ارقبوا) أي : احفظوا وقوله في أهل بيته قيل هم نساؤه ؛ وقيل : علي وفاطمة والحسن والحسين وقيل من حرم عليه الصدقة بعده ، والأولى أن يقال أولاد وأزواجه وعليّ والحسن والحسين لملازمتهم له.
538
13 ـ بابُ مَنَاقِبُ الزُّبَيرِ بْنِ العَوَّامِ
قوله : (جمع لي رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} أبويه) أي : في الفداء تعظيماً لي لأن الإنسان لا يفدي إلا من يعظمه.
539
قوله : (اليرموك) ـ بسكون الراء ـ موضع بالشام كان فيه الواقعة بين المسلمين والروم اهـ. شيخ الإسلام.
قوله : (قد شلت) ـ بفتح المعجمة واللام المشددة ـ أي نقصت وبطل عملها.
15 ـ بابُ مَنَاقِبُ سَعْدِ ابْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ ، وَبَنُو زُهْرَةَ أَخْوَالُ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} وَهْوَ سَعْدُ بْنُ مالِكٍ
قوله : (ثلث الإسلام) أي : ثالث من أسلم بحسب اعتقاده ، وإلا فهو سابع سبعة في
540
الواقع وقوله ما أسلم أحد إلا في اليوم الخ قاله بحسب اعتقاده أيضاً. وإلا فقد أسلم قبله غيره قوله : (تعزرني) ـ بزاي مشددة فراء ـ أي تعيرني بأني لا أحسن الصلاة ، وقوله وشوابه أي سعوا به ونموا عليه.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 515
541
17 ـ بابُ مَنَاقِبُ زَيدِ بْنِ حارِثَةَ ، مَوْلَى النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم}

(2/121)


قوله : (فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه) ـ بفتح العين ـ لأنه في طعن العرض ، أما في طعن الرمح ونحوه فبالضم وقيل هما لغتان فيهما ، وإنما طعن من طعن في إمارة أسامة وابنه لأنهما كانا من الموالي. وقوله وإن كان لخليقاً للإمارة أي إن زيداً لقد كان حقيقاً بالإمارة ، وقوله وإن هذا أي أسامة وفي الحديث جواز إمارة المولى وتولية الصغير على الكبير والمفضول على الفاضل.
قوله : (دخل عليّ قائف) هو من يلحق الفروع بالأصول بالشبه والعلامات.
18 ـ بابُ ذِكْرُ أُسَامَةَ بْنِ زَيدٍ
قوله : (حب رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ) ـ بكسر الحاء ـ أي محبوبة اهـ. شيخ الإسلام.
542
543
20 ـ بابُ مَنَاقِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قوله : (لها قرنان) أي : طرفان قوله : (لن تراع) بالنصب بلن وفي نسخة لن ترع بالجزم بنية الوقف أو على لغة من جزم بلن وبحذف الألف لوجود مقتضيه.
21 ـ بابُ مَنَاقِبُ عمَّارٍ وَحُذَيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قوله : (ابن أم عبد) هو ابن مسعود قوله : (فقرأت عليه والليل إذا يغشى الخ) أي : بحذف
544
وما خلق وبالجر قوله : (لقد أقرأنيها رسولالله) أي كما يقرأ عبد اللهبن مسعود وهو خلاف القراءة المتواترة المشهورة ، وقد قيل إنها نزلت كذلك ثم أنزل وما خلق الذكر والأنثى وما سمعه ابن مسعود ولا أبو الدرداء ، وسمعه سائر الناس وأثبتوه.
قوله : (السرار) ـ براءين من السر في نسخة السواد بكسر المهملة وبواو ودال يقال ساودته سوداً أي ساررته ، وفي نسخة الوساد بتقديم الواو على السين اهـ. شيخ الإسلام.
545
24 ـ بابُ مَنَاقِبُ الحَسَنِ وَالحسَينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قوله : (كان يأخذه والحسن) القياس يأخذني ففيه التفات أو تجريد.

(2/122)


قوله : (أتي) بالبناء للمفعول وقوله طست ـ بفتح الطاء وسكون السين ـ فجعل أي ابن زيادة وقوله ينكت بفوقية في آخره أي يضرب بقضيب له على الأرض فيؤثر فيها لكن في الترمذي وابن حبان فجعل يضرب بقضيبه في أنفه وعينه ، فقال له زيدبن أرقم ارفع قضيبك فقد رأيت فم رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} في موضعه قوله : (مخضوباً بالوسمة) ـ بسكون السين ـ وحكى فتحها نبت يختضب به يميل إلى السواد ، وفي نسخة بالشين المعجمة.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 515
قوله : (ارقبوا محمداً) أي : احفظوه اهـ. شيخ الإسلام.
546
547
28 ـ بابُ مَنَاقِبُ سَالِمٍ ، مَوْلَى أَبِي حُذَيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (من أربعة الخ) خصهم لأنهم أكثر ضبطاً للفظ القرآن وأتقن لأدائه ، وإن كان غيرهم أفقه في معانية منهم أو لأنهم تفرغوا لأخذه مشافهة وغيرهم اقتصروا على أخذ بعضهم من بعض أو أنه {صلى الله عليه وسلّم} أراد الإعلام بما يكون بعده من تقدمهم وأنهم أقرأ من غيرهم ، وليس المراد أنه لم يجمعه غيرهم.
548
29 ـ بابُ مَنَاقِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (لم يكن فاحشاً) أي : متكلماً بالقبيح وقوله ولا متفحشاً أي ولا متكلفاً للتكلم بالقبيح.
قوله : (سمتا) أي : هيئة حسنة وقوله وهديا بسكون الدال أي طريقة ومذهباً ، وقوله ودلاً بفتح الدال وتشديد اللام أي سيرة وحالة وهيئة.
549
30 ـ بابُ ذِكْرُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (دعه) اي : اترك القول في معاوية والإنكار عليه اهـ. شيخ الإسلام.
550
32 ـ بابُ فَضْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

(2/123)


قوله : (كفضل الثريد الخ) المراد به الطعام المتخذ من اللحم والثريد معاً ، وإن كان أصله فتيت الخبر ، والظاهر أن فضل الثريد على الطعام كان في زمنهم لأنهم قلماً كانوا يجدون الطبيخ ، أما في زمننا فثم أطعمة فاخرة لا ثريد فيها ، فلا يقال إن مجرد اللحم مع الخبز الفتيت أفضل منها اهـ.
شيخ الإسلام.
قوله : (على فرط صدق) ـ بفتح الراء ـ والإضافة فيه من إضافة الموصوف لصفته ، والفرط بمعنى الفارط أي السابق إلى الماء ، والمنزل والصدق بمعنى الصادق أو الحسن وقوله على رسول الله بدل من فرط صدق ، والمعنى أنه {صلى الله عليه وسلّم} وأبا بكر قد سبقاك وأنت تلحقينهما وقد هيآ لك المنزل في الجنة فافرحي بذلك.
551
552
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 515
63 ـ كتاب مناقب الأنصار
1 ـ باب مَنَاقِبُ الأَنْصَارِ وقول اللَّه عزَّ وجلَّ : {والذين آووا ونصروا}
قوله : (بعاث) ـ بضم الموحدة وتخفيف المهملة وبمثلثة ـ اسم بقعة بقرب المدينة وقع بها حرب بين الأوس والخزرج.
قوله : (سرواتهم) أي : خيارهم وأشرافهم وهو جمع سراة جمع سرى وهو السيد الشريف قوله : (في دخولهم) في تعليلية.
553
قوله : (يوم فتح مكة) أي : عام فتحها بعد قسم غنائم خيبر ، وكان قبل فتح مكة بشهرين.
قوله : (إن سيوفنا تقطر الخ) فيه قلب نحو عرضت الناقة على الحوض والأصل دماؤهم تقطر من سيوفنا.
2 ـ بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "لَوْلاَ الهِجْرَةُ لَكُنْتُ مِنَ الأَنْصَارِ"
قوله : (لولا الهجرة لكنت من الأنصار) مراده بذلك تألفهم واستطابة نفوسهم ، والثناء عليهم في دينهم حتى رضي أن يكون واحداً منهم لولا ما يمنعه من الهجرة التي لا ينبغي تبديلها بغيرها اهـ. شيخ الإسلام.
554
555

(2/124)


5 ـ بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} لِلأَنْصَارِ : "أَنْتُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ"
قوله : (أنتم أحبّ الناس إليّ) هو حكم على المجموع أي مجموعكم أحب إليّ من مجموع غيركم ، فلا ينافي قوله في جواب من قال من أحبّ الناس إليك أبو بكر قوله : (ممثلاً) ـ بضم الميم الأولى وإسكان الثانية وكسر المثلثة وفتحها ـ أي منتصباً قائماً.
6 ـ بابُ أَتْبَاعِ الأَنْصَارِ
قوله : (باب أتباع الأنصار) ـ بفتح الهمزة ـ جمع تابع وأراد به حلفاءهم.
556
7 ـ بابُ فَضْلِ دُورِ الأَنْصَارِ
قوله : (باب فضل دور الأنصار) يعني فضل قبائلهم اهـ. شيخ الإسلام.
557
558
قوله : (أكتادنا) يفوقية جمع كتد وهو من الكاهل إلى الظهر ، وفي نسخة بموحدة جمع كبد ، ووجهه أنا نحمل التراب على جنوبنا مما يلي الكبد.
10 ـ بابٌ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلوْ كانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}
قوله : (طاويين) أي : جائعين قوله : (من فعالكما) جمع فعلة ـ بفتح الفاء ـ فيهما أو جمع فعلة بكسرها فيهما الأول للمرة أي المرة من الفعلات ، والثاني للهيئة أي الفعلة الحسنة أو القبيحة ، والمراد هنا الحسنة اهـ. شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 553
559
12 ـ بابُ مَنَاقِبُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (باب مناقب سعد) وذكر فيه فجعل أصحابه يمسونها ويعجبون من لينها ، فقال أتعجبون الخ قال لهم : ذلك لئلا يرغبوا في الدنيا فرغبهم في الآخرة وزهدهم في الدنيا والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
560
561
17 ـ بابُ مَنَاقِبُ زَيدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار) كأن أنساً ما علم بجمع غيرهم والله تعالى أعلم.

(2/125)


18 ـ بابُ مَنَاقِبُ أَبِي طَلحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (مجوب به عليه بحجفة له) قيل لفظة به لا معنى لها وهي ساقطة من أكثر النسخ
562
قلت : يمكن أن يجعل ضمير به لأبي طلحة ، ويجعل قوله بحجفة بدلاً منه بإعادة الجار بدل الاشتمال ، وبه يستقيم إن شاء الله تعالى.
19 ـ بابُ مَنَاقِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (ما سمعت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد اللهبن سلام) يحتمل أن الحصر بالنظر إلى خصوص اللفظ وهو لفظ إنه في الجنة أو بالنظر إلى خصوص الحالة وهي حالة المشي أو بالنظر إليهما.
والحاصل أن لفظ إنه في الجنة حالة المشي يمكن أنه ما ورد إلا في حقه ، ويحتمل أن الحصر بالنظر إلى السماع وهو الذي اختاره النووي والله تعالى أعلم.
قوله : (وسأحدثك لم ذاك) أي : لم ذلك الكلام منهم أي بأي سبب شاع ذلك بينهم ، وقيل أي لم ذلك الإنكار مني عليهم قلت : والأول أوجه بالنظر إلى ما بعده اهـ. سندي.
563
564
20 ـ بابُ تَزْوِيجُ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} خَدِيجَةَ ، وَفَضْلُهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قوله : (لا صخب فيه ولا نصب) نفي لأدنى آفات بيوت الدنيا اللازمة فيها ليستدلّ بذلك على نفي ما فوقها بالأولى ، ومثله قوله تعالى : {لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاماً} والله تعالى أعلم.
565
21 ـ بابُ ذِكْرُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البَجَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

(2/126)


قوله : (وكان يقال له الكعبة اليمانية أو الكعبة الشامية) أي : يقال لأجل وجود هذا البيت الاسمان على الكعبتين أحدهما : على تلك الكعبة والثاني : على الكعبة المتعارفة حتى يحصل التمييز بينهما في الإطلاق ، وعلى هذا فلا إشكال في الحديث ولشراح الحديث وجوه مستبعدة لا يخفى على الناظر بعدها ولله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 553
566
567
25 ـ بابُ بُنْيَانُ الكَعْبَةِ
قوله : (باب بنيان الكعبة) أي : في الجاهلية على يد قريش في زمن النبى {صلى الله عليه وسلّم} قبل بعثته ، وكان عمره إذ ذاك خمساً وعشرين سنة.
قوله : (فخر إلى الأرض) عطف على محذوف أي ففعل ما ذكره له عباس فخر أي سقط ، وقوله وطمحت عيناه أي ارتفعتا وقوله إزاري أي ناولوني إزاري وكرره تأكيداً.
قوله : (جدره) ـ بفتح الجيم ـ أي جداره وقوله فبناه أي البيت.
568
26 ـ بابُ أَيَّامُ الجَاهِليَّةِ
قوله : (رابعة) أي : صبح رابعة من ذي الحجة قوله : (أي الحل) أي : أيّ شيء يحل لنا قال الحل كله أي يحل جميع ما يحرم على المحرم حتى الجماع اهـ. شيخ الإسلام.
قوله : (حفش) ـ بمهملة ففاء ـ فمعجمة بيت صغير قوله : (فتحدث عندنا) أي : فتتحدث فخذفت إحدى التاءين اهـ. شيخ الإسلام.
569
قوله : (كنت في أهلك) أي : كنت قبل هذا اليوم في أهلك ما أنت فيه أي الذي أنت فيه أي قد علمنا ما كنت فيه قبل اليوم لكن لا ندري ما أنت فيه اليوم والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
570
27 ـ بابُ القَسَامَةُ فِي الجَاهِلِيَّةِ
قوله : (فكنت) من الكون ـ بفتح التاء ـ وفي نسخة فكتب من الكتابة وقوله الموسم أي
571
موسم الحج وقوله قتلني في عقال أي بسبب عقال.

(2/127)


قوله : (وإن شئت) أي : الحلف فمفعول شئت محذوف ، وجواب الشرط جملة حلف ، وفاعل حلف خمسون ومفعوله أنك لم تقتله.
قوله : (أن تجيز) ـ بالزاي ـ أي تسقط عنه اليمين وقوله برجل أي بدل رجل فالباء للمقابلة وقوله ولا تصبر بفتح الفوقية وضم الموحدة وكسرها ، وفي نسخة ولا تصبره بضم الفوقية وكسر الموحدة أي ولا تلزمه باليمين.
قوله : (حيث تصبر الأيمان) أي : بين الركن والمقام اهـ. شيخ الإسلام.
572
573
29 ـ بابُ مَا لَقِيَ النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} وَأَصْحَابُهُ مِنَ المُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ
قوله : (فجزاؤه جهنم) خالداً فيها أي فلا تقبل توبته قاله ابن عباس تشديداً ومبالغة في الزجر عن القتل ، وإلا فمذهب أهل السنة أن توبة قاتل المسلم عمداً مقبولة لآية ، وإني لغفار لمن تاب وإن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، وليس في الآية متمسك لمن قال بالتخليد في النار بارتكاب الكبائر لأنها نزلت في قاتل هو كافر أو هي وعيد لمن قتل مؤمناً مستحلاً لقتله قوله : (إلا من ندم) أي : من تاب حملاً للمطلق على المقيد.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 553
574
31 ـ بابُ إِسْلاَمُ سَعْدٍ
قوله : (ما أسلم أحد الخ) قيل قد أسلم قبله كثير كأبي بكر وعليّ وخديجة وزيد. وأجيب بأنه لعلهم أسلموا أول النهار وهو آخره وقوله وإني لثلث الإسلام قيل كيف يكون ثلث الإسلام ، وقد أسلم قبله أكثر من اثنين. وأجيب بأن ذلك نظراً إلى إسلام البالغين.
575
32 ـ بابُ ذِكْرُ الجِنِّ وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : {قُل أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ}

(2/128)


قوله : (وإنه أتاني وفد جنّ نصيبين) وهي بلدة مشهورة بجزيرة ابن عمر في الشرق قيل في الصحيحين أن ابن عباس قال ما قرأ رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} على الجن ولا رآهم. وأجيب بأن نفي ابن عباس إنما هو حيث استمعوا التلاوة في صلاة الفجر لا مطلقاً.
ويجاب أيضاً بأن نفي الرؤية محمول على نفي رؤية غير جن نصيبين.
576
34 ـ بابُ إِسْلاَمُ سَعِيدِ بْنِ زَيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (سعيدبن زيد) هو أحد العشرة المبشرة بالجنة قوله : (ارفضّ) أي : زال عن مكانه وقوله الذي أي لأجل الذي صنعتم بعثمان أي من القتل.
35 ـ بابُ إِسْلاَمُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (العاص) ـ بكسر الصاد ـ من الناقص وحذفت ياؤه تخفيفاً وبضمها من الأجوف إذ
577
أصله العوص وهو الصعوبة والشدة قوله : (وهم حلفاؤنا) جمع حليف من الحلف وهو المعاقدة على التعاضد والتساعد قوله : (إن أسلمت) ـ بفتح أن ـ أي لأجل إسلامي وقوله بعد أن قالها أي كلمة لا سبيل إليك وقوله أمنت بضم الفوقية من كلام عمر وقيل بفتحها من كلام العاص ، وقوله قد سال بهم الوادي أي مكة وهو كناية عن امتلائه بهم اهـ. شيخ الإسلام.
578
36 ـ بابُ انْشِقَاقُ القَمَرِ
قوله : (حراء) هو الجبل المعروف ، وما قيل من أن القمر لو انشق لما خفي على أهل الأقطار لأن الطباع مجبولة على نشر العجائب مردود بمخالفته ، وبأنه يجوز أن يحجبه الله عنهم بغيم لا سيما وأكثر الناس نام ، والأبواب مغلقة وقلّ من يرصد السماء.
579
37 ـ بابُ هِجْرَةُ الحَبَشَةِ
قوله : (هجرة الحبشة) أي : هجرة المسلمين من مكة إلى أرض الحبشة وكانت مرتين قوله : (يا ابن أخي) في نسخة يا ابن أختي قال الكرماني : وهو الصواب لأنه كان حاله اهـ. شيخ الإسلام.

(2/129)


رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 553
580
قوله : (قال أبو عبد الله) أي : البخاري وقوله وفي موضع أي وقال في موضع آخر قوله : (النعم) ـ بكسر النون ـ وقوله وهي أي لفظة بلاء في هذه الآية مأخوذة من أبليته وقوله وتلك أي في تلك الآية وهي بلاء من ربكم مأخوذة من ابتليته اهـ. شيخ الإسلام.
581
582
40 ـ بابُ قِصَّةُ أَبِي طَالِبٍ
قوله : (باب قصة أبي طالب) وفيه وكان يحوطك ويغضب لك. وكذا فيه لعله تنفعه شفاعتي الخ. قلت : تنفعه شفاعتي مع ما منه من الحوط ، والغضب ونحو ذلك فلا ينافي الحديث قوله تعالى : {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} وكذا قوله تعالى : {والذين كفروا أعمالهم كسراب} الخ إذ عدم نفع كل من الشفاعة والأعمال لا ينافي نفي المجموع ، ويحتمل أن يقال هذا من باب الخصوص والخصوصيات مستثناة من عموم الآيات أو يقال المنفي نفع الخلاص من النار وهو لا ينافي التخفيف والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
قوله : (إنك لا تهدي من أحببت) أي : هدايته ولا ينافي ذلك قوله وإنك لتهدي إلى
583
صراط مستقيم لأن الذي أثبته الله له هداية الدعوة أي وإنك لتدعو والذي نفاه عنه هداية التوفيق.
41 ـ بابُ حَدِيثُ الإِسْرَاءِ
قوله : (سبحان الذي أسرى بعبده الخ) الحكمة في إسرائه إلى بيت المقدس قبل إسرائه إلى السموات أن يجمع في تلك الليلة بين رؤبة القبلتين ، أو أن بيت المقدس كان هجرة غالب الأنبياء عليهم السلام أو أنه محل المحشر فرحل إليه ليجمع بين أشتات الفضائل.
42 ـ بابُ المِعْرَاجِ
قوله : (في الحطيم) أي : في الحجر سماه حطيماً مع ما مر من نهيه عن تسميته بذلك
584
بياناً للجواز قوله : (آت) هو جبريل قوله : (شعرته) ـ بكسر المعجمة وسكون العين ـ أي عانته اهـ. شيخ الإسلام.
585

(2/130)


قوله : (قال أبكي لأن غلاماً الخ) ليس بكاؤه حسداً حاشاه الله بل أسفا على ما فاته من الأجر المترتب عليه رفع درجته بسبب ما حصل من أمته من كثرة المخالفة المقتضية لتنقيص أجورهم المستلزم ذلك لنقص أجره لأن لكل نبي مثل أجر جميع من اتبعه وقوله غلاماً مراده به أنه صغير السنّ بالنسبة إليه ، وقد أنعم الله عليه بما لم ينعم به عليه مع طول عمره اهـ. قسطلاني.
586
43 ـ بابُ وُفُودِ الأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} بِمَكَّةَ ، وَبَيعَةُ العَقَبَةِ
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 553
قوله : (تواثقنا) بالمثلثة أي حين وقع بيننا الميثاق على ما تبايعنا عليه ، وفي نسخة بالفاء بدل من المثلثة.
قوله : (وخاليّ) ـ بفتح اللام وتشديد الياء والواو ـ عليها بمعنى مع وفي نسخة وخالاي.
587
قوله : (بايعوني) أي : عاقدوني.
قوله : (ولا نعصي) من العصيان وفي نسخة ولا نقضي من القضاء وقوله بالجنة متعلق ببايعناه على النسخة الأولى أي بايعناه على أن لا نفعل شيئاً مما ذكر بمقابلة الجنة ، فالباء للمقابلة وينقضي على الثانية أي لا يقضي لنا بالجنة بل الأمر موكول إلى الله تعالى لا حتم في شيء منه ، وفي نسخة فالجنة بالفاء أي فلنا الجنة اهـ. شيخ الإسلام.
588
45 ـ بابُ هِجْرَةُ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} وَأَصْحَابِهِ إِلَى المَدِينَةِ
قوله : (وهلي) ـ بفتح الهاء وسكونها ـ أي ظني وقوله اليمامة هي مدينة من اليمن على مرحلتين من الطائف وقوله أو هجر بفتح الهاء والجيم بلد معروف من البحرين ، وقيل قرية بقرب المدينة.
قوله : (مضى) أي : مات قوله : (من أينعت) أي : نضجت وقوله يهدبها ـ بكسر الدال المهملة ـ ويجوز فتحها وضمها أي يجتنيها.
589
قوله : (أن أجاهدهم) أي : قريشاً اهـ. شيخ الإسلام.
590

(2/131)


قوله : (هو المخير) بنصب المخير خبر كان وهو ضمير فصل وبرفعه خبر هو والجملة خبر كان.
قوله : (يدينان الدين) أي : يطيعان دين الإسلام قوله : (برك) ـ بفتح الموحدة وحكى كسرها وبسكون الراء ـ موضع بناحية اليمن قوله : (الغماد) ـ بمعجمة مكسورة وحكى ضمها ودال مهملة ـ موضع على خمس ليال من مكة إلى جهة اليمن مما يلي ساحل البحر قوله : (ابن الدغنة) ـ بفتح المهملة وكسر المعجمة وفتح النون المخففة ـ عند المحدثين وعند اللغويين ـ بضم المهملة والمعجمة وتشديد النون ـ وقوله سيد القارة هي قبيلة مشهورة من بني الهون بضم الهاء قوله : (وتحمل الكلّ) ـ بفتح الكاف وتشديد اللام ـ ما يثقل حمله من القيام بالعيال ونحوه
591
وقوله فأنا لك جار أي مجير اهـ. شيخ الإسلام.
592
قوله : (أحثّ) من الحث وهو الإسراع وقوله الجهاز ـ بفتح الجيم وكسرها ـ ما يحتاج إليه في السفر ونحوه قوله : (من نطاقها) ـ بكسر النون ـ ويقال له منطق وهو ما تشد به المرأة وسطها فوق ثيابها من إزار ونحوه عند معاناة الأشغال قوله : (ثقف) ـ بفتح المثلثة وكسر القاف ـ وحكى إسكانها وفتحها أي حاذق فطن وقوله لقن بكسر القاف أي سريع الفهم وقوله فيدلج بتشديد المهملة أي يسير إلى مكة قوله : (حتى ينعق) أي : يصيح وقوله بها أي بالمنحة أو بالغنم قوله : (فأمناه) ـ بفتح الهمزة وكسر الميم ـ أي ائتمناه.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 553
593
قوله : (فخططت) ـ بخاء معجمة ـ وفي نسخة بحاء مهملة وقوله بزجه ، وفي نسخة به أي بالرمح أي أمكنت أسفله وقوله وخفضت عاليه أي عالي الرمح لئلا يظهر بريقه لمن بعد منه لأنه كره أن يتبعه أحد ، فيشركه في الدية اهـ. شيخ الإسلام.
594

(2/132)


قوله : (قالت فخرجت وأنا متم) الظاهر متنمة بالتأنيث فكأن التذكير بناء على أن المراد
595
معنى النسبة أي ذات إتمام وصيغ النسبة يستوي فيها المذكر والمؤنث أو لمراعاة لفظة أنا والله تعالى أعلم.
قوله : (مردف أبا بكر) كأنه وقع كذلك أحياناً أو معنى مردف الخ أن راحلته متأخرة عن راحلة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وإلا فهما كانا على راحلتين على مقتضى الأحاديث الأخر والله تعالى أعلم.
قوله : (أبو بكر شيخ) أي : كالشيوخ في المعرفة بين الناس لمباشرته التجارة بخلاف النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فإنه كالشاب الذي لا يعرف لعدم سبق معاملته مع الناس والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
596
597
قوله : (هل يسرك إسلامنا الخ) الظاهر أن الإسلام مبتدأ خبره برد ، والجملة في محل الرفع على أن مضمونه فاعل واللائق به أن يقال إن إسلامنا الخ. برد لنا لكن استعمال الجملة في محل المصدر من غير تصريح بأداء المصدر كثير والله تعالى أعلم. قوله : (فقلت إن أباك والله خير من أبي) أي : لأن الخشية من ثمرة العلم والله تعالى أعلم. اهـ. سندي.
598
قوله : (أشمط) هو من خالط شعره الأسود بياض وقوله فغلفها ـ بفتح اللام مخففة ومشددة ـ أي لطخ لحيته وقوله والكتم بفتح الفوقية المخففة وحكى تشديدها ورق يخضب به كالآس ؛ وقيل : النيل وقيل حناء قريش.
قوله : (حتى قنأ لونها) ـ بفتح القاف والنون وبهمزة ـ أي اشتدت حمرتها.
قوله : (رثى كفار قريش) أي : الذين قتلوا يوم بدر قوله : (من الشيزى) ـ بكسر المعجمة
599

(2/133)


وسكون التحتية وفتح الزاي ـ والقصر شجر يعمل منه الجفان. والمراد أصحابها إذ المعنى ماذا بقليب بدر من أصحاب الجفان المتخذة من الشزى للثريد ، وقوله تزين بالبناء للمفعول وقوله بالسنام ـ بفتح المهملة ـ أي : بلحوم سنام الإبل فهو على حذف مضاف قوله : (والشرب) ـ بفتح المعجمة وسكون الراء ـ أي الندامى الذين يجتمعون للشرب اهـ. شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 553
46 ـ بابُ مَقْدَمِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} وَأَصْحَابِهِ المَدِيَنَة
قوله : (عقيرته) أي : صوته قوله : (بواد) هو مكة وقوله إذخر هو حشيش مكة له رائحة
600
طيبة. وقوله وجليل بالجيم نبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت قوله : (مجنة) ـ بفتح الميم والجيم ـ موضع على أميال من مكة كان سوقاً في الجاهلية قوله : (شامة وطفيل) هما جبلان أو عينان.
601
قوله : (رعاع الناس) ـ بفتح الراء والمهملة ـ أسقاطهم وسفلتهم.
قوله : (طار لهم) أي : وقع في سهمهم قوله : (ما يفعل بي) كان هذا قبل نزول ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، وفي نسخة ما يفعل به أي بعثمان.
602
قوله : (بما تقاذفت الأنصار) ـ بقاف وذال معجمة ـ أي ترامت اهـ. شيخ الإسلام.
قوله : (ألقى) أي : نزل قوله : (ثامنوني حائطكم) أي : عينوا لي ثمنه أو ساوموني بثمنه ، والحائط البستان ، قوله خرب ـ بكسر المعجمة وفتح الراء وبالفتح والكسر ـ الجروف المستديرة في الأرض.
47 ـ بابُ إِقامَةِ المُهَاجِرِ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ
قوله : (نسكه) أي : من حج وعمرة.
603

(2/134)


قوله : (ثلاث) أي : ثلاث ليال ترخص قوله : (بعد الصدر) أي : بعد طواف الصدر بفتح المهملتين وكانت الإقامة بمكة حراماً على الذين هاجروا منها قبل الفتح إلى المدينة ثم أبيح لهم إذا دخلوها بحج أو عمرة أن يقيموا بعد قضاء نسكهم ثلاثة أيام لأنها في حكم السفر فسكنى المدينة كان واجباً عليهم لنصرة النبى {صلى الله عليه وسلّم} ، وأما غير المهاجرين فله سكنى أيّ بلد أراد سواء مكة وغيرها اهـ. شيخ الإسلام.
604
605
52 ـ بابُ إِتْيَانِ اليَهُودِ النَّبِيَّ {صلى الله عليه وسلّم} حِينَ قَدِمَ المَدِينَةَ
قوله : (هادوا) أي : في قوله تعالى : {ومن الذين هادوا معناه صاروا يهوداً} قوله : (هدنا تبناً) أي : معناه تبناً ، ومعنى هائد تائب.
t
قوله : (لو آمن بي عشرة الخ) أي : لو آمن بي عشرة قبل قدومي المدينة أو عقب قدومي أو عشرة من رؤسائهم لتابعهم الكلّ ، ويتعين التقييد بذلك ، وإلا فقد آمن به من اليهود أكثر من عشرة أضعافاً مضاعفة.
606
53 ـ بابُ إِسْلاَمُ سَلمَانَ الفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 553
قوله : (بضعة عشر من رب إلى رب) أي : من مالك إلى مالك وقد أسلم وأدرك عيسى ابن مريم وهو غلط لما سيأتي أن بين النبي وعيسى ستمائة سنة وسلمان إنما عاش مائتين وخمسين سنة ؛ وقيل : ثلثمائة وخمس ومات بالمدائن سنة ست وثلاثين من الهجرة اهـ. شيخ الإسلام.
قوله : (من رام هرمز) مدينة مشهورة بأرض فلوس وهو مركب من رام وهرمز تركيب مزج كبعلبك اهـ. شيخ الإسلام
607
رقم الجزء : 2 رقم الصفحة : 553

(2/135)


64 ـ كتاب المغازي
المغازي : جمع مغزى ، والمغزى يصلح أن يكون مصدراً ، نقول : غزا يغزو غزواً ، ومغزى ومغزاة ، ويصلح أن يكون موضع الغزو ، لكن كونه مصدراً متعين هنا ، والمراد هنا ، ما وقع من قصد النبى {صلى الله عليه وسلّم} الكفار بنفسه ، أو بجيش من قبله.
1 ـ بابُ غَزْوَةِ العُشَيرَةِ ، أَوِ العُسَيرَةِ
قوله : (الأبواء) : بفتح الهمزة ، وسكون الموحدة ممدوداً منصوب على المفعولية ، قرية من عمل الفرع بينها وبين الجحفة من جهة المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً ، وهي ودان ، بفتح الواو ، وتشديد الدال. قوله : (بواط) : بضم الموحدة وفتحها ، وتخفيف الواو جبل من جبال جهينة ، بقرب ينبع.
قوله : (العشيرة) : بالشين المعجمة والتصغير ، ببطن ينبع.
قوله : (العسيرة) : بالتصغير اهـ قسطلاني.
3
4
4 ـ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :
قوله : (ويثبت به الأقدام) أي : بالمطر حتى لا تسوخ في الرمل ، وهو شجاعة الظاهر ، أو بالربط على القلوب حتى تثبت في المعركة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزل رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} يعني حين سار إلى بدر ، والمشركون بينهم ، وبين الماء رملة دعصة ، فأصاب المسلمين ضعف شديد ، وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ يوسوس بينهم تزعمون أنكم أولياء الله ، وفيكم رسوله ، وقد غلبكم المشركون على الماء ، وأنتم تصلون مجنبين ، فأمطر الله عز وجل عليهم مطراً شديداً ، فشرب المسلمون ، وتظهر واو أذهب الله عز وجل عنهم رجز الشيطان ، وأنشف الرمل حين أصابه المطر ، ومشى الناس عليه ، والدواب ، فساروا إلى القوم ، وأمد الله عز وجل نبيه {صلى الله عليه وسلّم} ، والمؤمنين بألف من الملائكة ، فكان جبريل عليه السلام في خمسمائة مجنبة وميكائيل في خمسمائة مجنبة اهـ قسطلاني.
5
6 ـ بابُ عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدْرٍ

(3/5)


قوله : (لا والله) جواب كلام محذوف ، أي : هل كان بعضهم غير مؤمن ، أو لا زائدة ، وإنما حلف تأكيد للخبر.
6
وكان طالوت من ذرية بنيامين شقيق يوسفبن يعقوب عليهما الصلاة والسلام.
8 ـ بابُ قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ
قوله : (أتى أبا جهل الخ) زاد ابن إسحاق ، فعرفه ، فوضع رجله على عنقه ، ثم قال له : أخزاك الله يا عدو الله.
قوله : (أعمد) بهمزة مفتوحة ، فعين مهملة ساكنة ، فميم مفتوحة ، فدال مهملة ، أي : أشرف.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
7
قوله : (من رجل قتلتموه) أي : ليس بعار وأعمد القول : سيدهم اهـ قسطلاني.
8
قوله : (في ستة من قريش الخ) وهؤلاء الستة بعضهم أقارب بعض إذ الكل من عبد مناف ، فالثلاثة الأول المسلمون من بني عبد مناف ، اثنان من بني هاشم ، وعبيدة من بني المطلب ، وباقيهم مشركون من بني عبد شمسبن عبد مناف.
قوله : (نزلت في الذين برزوا الخ) وقال سعيدبن أبي عروبة في هذه الآية : اختصم المسلمون وأهل الكتاب ، فقال أهل الكتاب : نبينا قبل نبيكم ، وكتابنا قبل كتابكم ، فنحن أولى بالله تعالى منكم ، وقال المسلمون : كتابنا يقضي على الكتب كلها ، ونبينا خاتم الأنبياء ، فنحن أولى الله تعالى منكم ، فأنزل الله عز وجل الآية. وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في هذه الآية : {مثل الكافر والمؤمن اختصما في البعث} ، وهذا يشمل الأقوال كلها ، فينتظم فيه قصة بدر وغيرها ، فإن المؤمنين يريدون نصرة دين الله ، والكافرين يريدون إطفاء نور الإيمان وخذلان الحق ، اهـ قسطلاني.
9
10
11
9 ـ بابُ فَضْلُ مَنْ شَهِدَ بَدْراً

(3/6)


قوله : (باب فضل من شهد بدراً) وفيه قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : "ويحك أوهبلت" كأنها لما سألت بناء على الشك في شهادة الولد ، لأنه مات بسهم عند اشتغاله بشرب الماء ذكر لها صلى الله تعالى عليه وسلم : "أن هذا الشك منك مبني على ما غلب على عقلك من فقد الولد" ، وإلا فهو شهيد من أهل الجنة ، فلا ينبغي أن يسئل عن شأن دخول الجنة ، بل عن شأن أنه من أهل ، أي الجنان ، والله تعالى أعلى اهـ سندي.
12
قوله : (صدق ولا تقولوا له إلا خيراً ، فقال عمر : أنه قد خان الله الخ) لا يخفى أن كلام عمر المذكور بعد قوله صلى الله تعالى عليه وسلم صدق ، وقوله : لا تقولوا له إلا خيراً ، لا يخلو عن إشكال ، ولعل وجهه أنه كان لشدة ما قام عليه من الحال ما التفت إلى المقال ، فما علم ماذا قال ، فإن الإنسان عند شدة الحال عليه كثيراً ما يغفل ما يقول له صاحبه ، ويحتمل أن عمر أول كلامه صلى الله تعالى عليه وسلم بحمله على التأليف ، وأنه قال بناء على الظاهر للتأليف ، ورأى أن مثله لا يليق بحالة التأليف ، فأشار إلى أن الأصلح في حقه التأديب لا التأليف والله تعالى أعلم.
قوله : (فقال : اعملوا ما شئتم) مثله لا يكون لإباحة المعاصي ، بل يكون لإظهار صلاح الحال ، وأن الغالب على أعماله الصلاح ، وما يكون على خلافه ، فذاك نادر معفوّ لكثرة الحسنات يذهبن السيئات ، وأنه تعالى يوفقه للتوبة عنه. فالحاصل أنه بشارة بحسن العاقبة والتوفيق للخيرات رزقنا الله تعالى ذلك.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
13
10 ـ بابٌ
قوله : (يعني كثروكم) أي : قاربوكم بحيث كأنهم اختلطوا معكم ، فظهر بهم الكثرة فيكم ، فهذا كناية عن القرب ، فاندفع ما قيل : إنه لا يظهر لهذا التفسير أصل اهـ سندي.
14

(3/7)


قوله : (بددا) : بفتح الباء والدال المهملة ، أي : متفرقين. قوله : (شلو) : بكسر المعجمة ،
15
وسكون اللام ، أي : جسد. قوله : (الظلة) : بضم الظاء المعجمة وتشديد اللام ، السحابة المظلة.
قوله : (من الدبر) : بفتح المهملة ، وإسكان الموحدة ذكور النحل ، أو الزنانير. قوله : (فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئاً) لأنه كان حلف أن لا يمس مشركاً ، ولا يمسه مشرك ، فبرّ الله قسمه. قوله : (مرارة) : بضم الميم وتخفيف الراءين المهملتين.
قوله : (وترك الجمعة) أي : بعذر إشراف قريبه سعيد على الهلاك إذ كان ابن عم عمر وزوج أخته.
قوله : (سبيعة) : بضم السين المهملة ، وفتح الموحدة اهـ قسطلاني.
16
11 ـ بابُ شُهُودِ المَلاَئِكَةِ بَدْراً
قوله : (هذا جبريل الخ) وعند ابن إسحاق أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم خفق خفقة ، ثم انتبه ، فقال : "أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله ، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه الغبار".
وعند سعيد بن منصور من مرسل عطيةبن قيس : أن جبريل عليه السلام أتى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بعدما فرغ من بدر على فرس حمراء معقود الناصية قد عصب الغبار ثنيته عليه درعه ، وقال : يا محمد إن الله عز وجل بعثني إليك ، وأمرني أن لا أفارقك حتى ترضى أفرضيت قال : "نعم" اهـ قسطلاني.
17
18
12 ـ بابٌ

(3/8)


قوله : (فذكر الحديث) بقيته فكيف ترى فيه ، فقال لهارسول الله {صلى الله عليه وسلّم} : "أرضعيه" فأرضعته خمس رضعات ، فكان بمنزلة ولدها من الرضاعة ، فبذلك كانت عائشة رضي الله عنها تأمر بنات إخوتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ، ويدخل عليها ، وإن كان كبيراً خمس رضعات ثم يدخل عليها وأبت أم سلمة ، وسائر أزواج النبى {صلى الله عليه وسلّم} أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس حتى يرضع في المهد ، وقلن لعائشة رضي الله عنها : والله ما ندري لعلها رخصة من رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} لسالم دون الناس اهـ قسطلاني.
19
20
قوله : (أن عمر استعمل قدامة الخ) ثم عزله ، وولى عثمانبن أبي العاص ، وكان سبب عزله ما ذكره عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر ، عن الزهري بمعناه أنه شرب مسكراً ، فلما ثبت عنده حده وغضب على قدامة ، ثم حجا جميعاً ، فاستيقظ عمر من نومه فزعاً ، فقال :
21
عجلوا بقدامة أتاني آت ، فقال صالح : قدامة فإنك أخوه ، فاصطلحا ، ولم يذكر المنصف رحمه الله قصته لكونها ليست على شرطه ، وإنما غرضه منها قوله ، وكان شهد بدراً اهـ قسطلاني.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
قوله : (أن رافعاً أكثر على نفسه) أي : أطلق في موضع التقييد ، وإلا فالممنوع نوع من كراء المزارع وهو ما يكون فيه البدل مجهولاً لا مطلق الكراء اهـ سندي.
22
23
قوله : (طباخ) : بفتح الطاء المهملة والموحدة المخففة ، وبعد الألف خاء معجمة ، أي : عقل وقيل : قوّة وقيل : بقية خير في الدين اهـ قسطلاني.
24
13 ـ بابُ تَسْمِيَةُ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ، في الجَامِعِ الَّذِي وَضَعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
عَلَى حُرُوِف المُعْجَمِ
قوله : (رضي الله عنهم) وجملة من ذكره هنا من البدريين وأربعة وثلاثون غير النبى {صلى الله عليه وسلّم} .

(3/9)


وسرد الحافظ أبو الفتح اليعمري ما وقع له من المهاجرين أربعة وتسعين ، ومن الخزرج مائة وخمسة وتسعين ومن الأوس أربعة وسبعين ، فذلك ثلاثمائة وثلاثة وستون. قال : وهذا العدد أكثر من عدد أهل بدر ، وإنما جاء ذلك من جهة الخلاف في بعضهم اهـ.
وقال في "الكواكب" ، وفائدة ذكرهم معرفة فضيلة السبق ، وترجيحهم على غيرهم ، والدعاء لهم على التعيين اهـ قسطلاني.
25
26
14 ـ بابُ حَدِيثُ بَنِي النَّضِيرِ ، وَمَخْرَجُ رَسُولِ اللَّهِ {صلى الله عليه وسلّم} إِلَيهِمْ في دِيَةِ الرَّجُلَينِ ، وَما أَرَادُوا مِنَ الغَدْرِ بِرَسُولِ اللَّهِ {صلى الله عليه وسلّم}
قوله : (فاستب عليّ وعباس) المذكور في "صحيح مسلم" هو أن عباساً سب علياً ، فقال :
27
اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم ، وكأنه سكت عليّ وأطال عباس في الكلام ، لأنه بمنزلة الوالد لعلي ، ثم لعل معنى هذا الكلام بيني وبين من يعاملني معاملة من يتصف بهذه الأوصاف ، وهذا بناء على أنه ما رضي بمعاملته ، وأن معاملة عليّ في نفسه لا تكون كذلك ، وهذا يجري بين الأكابر في المعاملات ، والله تعالى أعلم.

(3/10)


قوله : (وأنتم حينئذ فأقبل على عليّ وعباس ، وقال : تذكران أن أبا بكر فيه كما تقولان) أنتم مبتدأ في معنى ، وأنتما ولذا ثنى الضمير في الخبر أعني : تذكران ، وهذا كناية عن قولهما في أبي بكر : إنه غير صادق وغير بارّ ونحو ذلك لكنه مشكل جدّاً إذ كيف يجيء منهما تكذيب أبي بكر سيما فيما روي عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، وهو صديق هذه الأمة إلا أن يقال : أنتما تعاملان معاملة من يصف أبا بكر بنقيض هذه الأوصاف التي ذكر عمر بقوله : أنه لصادق الخ في طلب المال وإظهار الغضب بالمنع عنه ، وذلك الغضب الذي جرى ، وإن لم يكن منهم بسبب منعه الإرث بل بسبب أن أبا بكر لما منعهم المال إرثاً للنص الذي سمعه ، كأنه خطر ببالهم أنه لو أعطاهم شيئاً تكرماً لكان أحسن ، لكن إظهاره بعد المنع يشبه أنهم غضبوا لمنع الإرث ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان المنع لا يكون حقاً ، والله تعالى أعلم ، اهـ سندي.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
28
15 ـ بابُ قَتْلُ كَعْبٍ بْنِ الأَشْرَفِ
قوله : (يعني السلاح) والذي قاله أهل اللغة : أنها الدرع ، فيكون إطلاق السلاح عليها من
29
إطلاق اسم الكل على البعض ومراده أن لا ينكر كعب السلاح عليهم إذا أتوه ، وهو معهم كما في رواية الواقدي.
16 ـ بابُ قَتْلِ أَبِي رَافِعٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الحُقَيقِ
قوله : (ابن أبي الحقيق) بضم الحاء المهملة ، وفتح القاف الأولى مصغراً اليهودي.
30
قوله : (ويقال : سلام) بتشديد اللام. قوله : (ابن عتيك) بفتح العين المهملة ، وكسر الفوقية ، وسكون التحتية بعدها كاف الأنصاري اهـ قسطلاني.
31
قوله : (قلت : إن نذر بي القوم انطلقت على مهل) أي : إن كان الباب مفتوحاً وإن لم يكن مفتوحاً احتاج إلى استعجال كثير لفتح الباب والله تعالى أعلم.

(3/11)


قوله : (فقلت لهم : انطلقوا فبشروا الخ) كأنه قال ذلك لبعض أصحابه ، وترك البعض مكانه ، ورجع إلى قرب القلعة ثم رجع إليهم ثانياً حين سمع كلام الناعي ، وأما قوله : أمشى ما
32
بي قلبه ، فكأن المراد به قلة الوجع ، وأما ذهاب تمام الوجع فكان حين وصل إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
17 ـ بابُ غَزْوَةِ أُحُدٍ
قوله : (يوم أحد هذا جبريل) قد ثبت قتال الملائكة يوم أحد أيضاً كما سيجيء ، فلا وجه لحمل قوله : يوم أحد في هذا الحديث على السهو ، والقول بأنه سهو ، ومن بعض الكتابيين بعيد جداً إذ "المصنف" ما ذكر هذا الحديث في هذا الباب إلا لمكان قوله : يوم أحد فيه ، كما لا يخفى والله تعالى أعلم.
قوله : (كالمودّع للأحياء والأموات) كأن المراد ، وكان في ذلك اليوم كالمودع بتقدير
33
كان ، وليس المراد أنه صلى كالمودّع للأحياء إذ لا يتصور أن تكون الصلاة توديعاً بالنسبة إلى الأحياء ، والله تعالى أعلم.
قوله : (فلم يملك عمر نفسه فقال الخ) كأن عمر فهم أن نهي النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لمجرد تحقيره ، فرأى أن مصلحة التحقير تقتضي في ذلك الوقت الجواب بهذا الوجه ، فأجاب وإلا فلا وجه للتكلم بعد النهي ، والله تعالى أعلم اهـ.
34
35
18 ـ بابُ {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفشَلاَ وَ اللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ}
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
قوله : (وترك ست بنات) ولعل الست هي : المحتاجة بالعناية لسفرها ، فلذلك خصصت
36
ههنا ، فلا ينافي التسع ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
قوله : (حدثنا مسعر) بكسر الميم ، وسكون السين ، وفتح العين المهملتين آخره راء ابن كدام الكوفي اهـ سندي.
37

(3/12)


قوله : (خدم سوقهما) بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة ، أي : خلا خيلهما ، وهو محمول على نظر الفجأة ، أو كان إذ ذاك صغيراً.
38
قوله : (ما احتجزوا) بالحاء المهملة الساكنة والفوقية ، والجيم المفتوحة ، والزاي المضمومة ما انفصلوا عنه اهـ قسطلاني.
19 ـ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :
قوله : (وكانت مريضة) فأمره النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بالتخلف هو وأسامةبن زيد.
39
20 ـ بابٌ
قوله : (وأقبلوا منهزمين) أي : بعضهم إذ فرقة استمروا في الهزيمة حتى فرغ القتال ، وهم قليل ، وفيهم نزل : {إن الذين تولوا} ، وفرقة تحيرت لما سمعت : أنه عليه الصلاة والسلام قتل ، فكانت غاية أحدهم الذب عن نفسه ، أو يستمرّ على بصيرته في القتال حتى يقتل ، وهم الأكثرون ، والثالثة ثبتت معه عليه الصلاة والسلام ثم تراجعت الثانية لما عرفوا أنه عليه الصلاة والسلام حيّ.
40
23 ـ بابُ ذِكْرِ أُمِّ سَلِيطٍ
قوله : (أم سليط) : بفتح السين المهملة ، وكسر اللام ، وبعد التحتية الساكنة طاء مهملة لا يعرف اسمها وعند ابن سعد أنها أم قيس بنت عبيدبن زياد من بني مازن ، وكان يقال لها : أم سليط لأن اسم ابنها سليط اهـ قسطلاني.
24 ـ بابُ قَتْلِ حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قوله : (في ثنته) بضم المثلثة وتشديد النون بعدها فوقية في عانته. قوله : (مسيلمة
41
الكذاب) : بكسر اللام صاحب اليمامة.
على أثر وفاة النبى {صلى الله عليه وسلّم} وادّعى النبوة ، وجمع جموعاً كثيرة لقتال الصحابة وجهز له أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه جيشاً وأمّر عليهم خالدبن الوليد.
42
43
28 ـ بابُ مَنْ قُتِلَ مِنَ المُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنْهُمْ : حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، وَاليَمانُ ، وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيرٍ

(3/13)


قوله : (حمزةبن عبد المطلب) أسد الله وأسد رسوله قتله وحشيبن حرب وفي "طبقات ابن سعد" عن عميربن إسحاق ، قال : كان حمزةبن عبد المطلب يقاتل بين يدي رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} يوم أُحد بسيفين ، ويقول : أنا أسد الله وجعل يقبل ، ويدبر فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة ، فوقع على ظهره وبصر به الأسود فزرقه بحربة ، فقتله.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
44
وفيها أيضاً : أن هند لما لاكت كبده ، ولم تستطع أكلها ، قال {صلى الله عليه وسلّم} : "أأكلت منها شيئاً" قالوا : لا ، قال : "ما كان الله ليدخل شيئاً من حمزة النار" ، اهـ قسطلاني.
قوله : (غطى بها رجليه) ولأبي ذرّ رجلاه بالألف بدل الياء ، وهو أوجه.
45
30 ـ بابُ غَزْوَةُ الرَّجِيعِ ، وَرِعْلٍ ، وَذَكْوَانَ ، وَبِئْرِ مَعُونَةَ
قوله : (باب غزوة الرجيع) بفتح الراء ، وكسر الجيم ، وبعد التحتية عين مهملة اسم موضع من بلاد هذيل. كانت الوقعة بالقرب منه في صفر من سنة أربع اهـ قسطلاني.
46
قوله : (على أوصال شلو) جمع وصل ، والشلو بكسر الشين المعجمة ، وسكون اللام الجسد ، أي : على أعضاء جسده.
47
قوله : (وبني لحيان) بكسر اللام وفتحها حيّ من هذيل. قوله : (فدعا النبى {صلى الله عليه وسلّم} الخ) وإنما شرّك بين القاتلين هنا وبين غيرهم في الدعاء لورود خبر بئر معونة ، وأصحاب الرجيع في ليلة واحدة اهـ قسطلاني.
48
49
31 ـ بابُ غَزْوَةِ الخَنْدَقِ ، وَهْيَ الأَحْزَابُ
قوله : (باب غزوة الخندق) وفيه قوله عرضه يوم أحد ، أي : أظهره ، وأحضره عنده لينظر في حاله ، وأنه هل يليق الحضور في الحرب لمثله أم لا اهـ سندي.
50
51
قوله : (ادع لي خابزة فلتخبز معك) وفي بعض النسخ معي ولعله بمعنى عندي ، أو هو حكاية قولها بتقدير ، أي : قالت : نعم فلتخبز معي اهـ سندي.
52

(3/14)


قوله : (ومن أبيه) أي : عمر ولعل معاوية كان رأيه في الخلافة تقديم الفاضل في القوة
53
والمعرفة ، والرأي على الفاضل في السبق إلى الإسلام والدين ، فلذا أطلق أنه أحق ، ورأى ابن عمر خلاف ذلك وأنه لا يبايع المفصول إلا إذا خشي الفتنة ، ولذا بايع بعد ذلك معاوية ثم ابنه يزيد ونهى بنيه عن نقض بيعته اهـ قسطلاني.
54
32 ـ بابُ مَرْجَعِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} مِنَ الاحْزَابِ ، وَمَخْرَجِهِ إِلَى بَنِي قُرَيظَةَ وَمُحَاصَرَتِهِ إِيَّاهُمْ
قوله : (إلى بني قريظة) بضم القاف وفتح الظاء المعجمة والمشالة بوزن جهينة قبيلة من يهود خيبر لسبع بقين من ذي القعدة سنة خمس في ثلاث آلاف رجل وستة وثلاثين فرساً.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
55
56
قوله : (فمات منها) أي من تلك الجراحة واهتز لموته عرش الرحمن وشيعه سبعون ألف ملك.
33 ـ بابُ غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقاعِ
قوله : (خصفة) بالخاء والصاد المهملة والفاء المفتوحات اهـ. قسطلاني.
57
قوله : (فنقبت) بفاء ونون مفتوحتين فقاف مكسورة فموحدة بعدها فوقية أي رقت وتقرضت.
58
قوله : (بنى أنمار) بفتح الهمزة وسكون النون آخره راء قبيلة من بجيلة بفتح الموحدة وكسر الجيم اهـ قسطلاني.
59
34 ـ بابُ غَزْوَةُ بَنِي المُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ ، وَهْيَ غَزْوَةُ المُرَيسِيعِ
قوله : (المصطلق) بضم الميم وسكون الصاد وفتح الطاء المهملتين وكسر اللام بعدها قاف لقب جذيمة بن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة اهـ قسطلاني.
60
قوله : (قلت الله فشامه) يقال شمت السيف أي غدته وسللته فهو من الأضداد. وهذا الحديث غير موجد في هذا الباب في كثير من النسخ وعلى تقدير ثبوته فقد قيل في وجهه إن غزوة بني المصطلق كانت قريباً من غزوة ذات الرقاع فأعطيت حكمها كذا ذكره الكرماني.

(3/15)



61
36 ـ بابُ حَدِيثُ الإِفكِ
وفيه وكلهم حدثني أي كل واحد منهم حدثني ولذلك أفرد حدثني وجعل مفعوله طائفة من حديثها.
قوله : (فكنت أحمل) على بناء المفعول وقولها وأنزل فيه من بناء المفعول أو الفاعل من النزول والله تعالى أعلم اهـ سندي.
62
قوه : (وهو يريبني) ضمير هو للشأن أو هو مبهم وقولها إني لا أعرف إلخ بيان ه اهـ سندي.
63
قوله : (أغمصه) بغين معجمة وصاد مهملة أي أعيبه عليها. قوله : (الداجن) بكسر الجيم الشاة وقيل ك ما يألف البيوت شاة أو غيرها.
قوله : (رجلاً صالحاً) كاملاً في الصلاح لم يتقدم منه ما يتعلق بالوقوف مع أنفة الحمية ولم تغمصه في دينه ولكن كان بين الحيين مشاحة قبل الإسلام ثم زالت وبقي حكمها ببعض الأنفة اهـ قسطلاني.
64
قوله : (قلص دمعي) بالقاف واللام المفتوحتين والصاد المهمة انقطع لأن الحزن والغضب إذا أخذ أحدهما فقد الدمع لفرط حرارة المصيبة.
قوله : (ما رام) بالراء والألف بعدها ميم ما فارق.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
قوله : (من البرحاء) بضم الموحدة وفتح الراء والحاء المهملة ممدوداً أي من الشدة من ثقل الوحي اهـ. قسطلاني.
قوله : (ثم أنزل الله تعالى هذا في براءتي) هو بمنزلة التأكيد بكلمة ثم مثل كلا سيعلون ثم كلا سيعلمون اهـ. سندي.
65
قوله : (قالت : ابني الخ) قال الحافظ ابن حجر ، والذين تكلموا في الافك من الأنصار ممن عرفت أسماءهم عبداللهبن أبيّ وحسانبن ثابت ، ولم تكن أم واحد منهما موجودة إلا أن يكون لأحدهما ، أم من رضاع ، أو غيره اهـ قسطلاني.
66
قوله : (فقالت : أي عذاب أشد من العمى) كأنه قالت على تقدير فرض شمول الآية لحسان ، وإلا فهي في ابن أبيّ ، والله تعالى أعلم.
37 ـ بابُ : غَزْوَةِ الحُدَيبِيَةِ

(3/16)


قوله : (باب غزوة الحديبية) وفيه قولهصلى الله تعالى عليه وسلم : "فإن يأتونا كان الله قد قطع عيناً من المشركين".
67
قال الكرماني : من المشركين متعلق بقطع ، فالمعنى قطع منهم الجاسوس الذي بعثناه إليهم على معنى ما ظهرت له فائدة ، وأثر فيهم ، بل صار كأنا مابعثنا إليهم ، والله تعالى أعلم ، اهـ سندي.
قوله : (أربع عشرة مائة) : بسكون الشين المعجمة لم يقل : ألفاً وأربعمائة إشعاراً بأنهم كانوا منقسمين إلى المائة وكانت كلّ مائة ممتازة عن الأخرى.
68
قوله : (أنتم خير أهل الأرض) فيه أفضلية أصحاب الشجرة على غيرهم من الصحابة ، وعثمان رضي الله عنه منهم ، وإن كان حينئذ غائباً بمكة لأنه {صلى الله عليه وسلّم} بايع عنه ، فاستوى معهم ، فلا
69
حجة في الحديث للشيعة في تفضيل عليّ على عثمان.
قوله : (في بضع عشرة الخ) والبضع : بكسر الموحدة وسكون الضاد المعجمة ما بين ثلاث إلى تسع على المشهور ، وقيل : إلى عشر ، وقيل : من اثنين إلى عشرة ، وقيل : من واحد إلى أربعة.
70
قوله : (ابن سوار) : بفتح السين المهملة والواو المشددة اهـ قسطلاني.
71
قوله : (يوم الحرة) : بفتح الحاء المهملة ، والراء المشددة خارج المدينة التي وقعت بين عسكر يزيد ، وأهل المدينة في سنة ثلاث وستين بسبب خلع أهل المدينة يزيدبن معاوية ، وأباح مسلمبن عقبة أمير جيش يزيد المدينة ثلاثة أيام يقتلون ، ويأخذون الناس ، ووقعوا على النساء.
72
قوله : (إذا أوترت من أوله الخ) يعني لا تنقضه ، وهذا هو الصحيح عن الشافعية ، وهو قول المالكية ، وعليه جمهور الحنفية.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
73
قوله : (وقد جمعوا لك الأحابيش) بالحاء المهملة ، وبعد الألف موحدة آخره سين معجمة جماعات من قبائل شتى اهـ قسطلاني.
74

(3/17)


قوله : (عاتق) بالمثناة الفوقية ، أي : شابة ، أو أشرفت على البلوغ اهـ.
75
قوله : (يستلئم) : بسكون اللام وكسر الهمزة ، أي : يلبس لأمته بالهمزة ، أي : درعه اهـ قسطلاني.
76
قوله : (يوم أبي جندل) لما جاء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يوم الحديبية من مكة مسلماً ، وهو يجر قيوده ، وكان قد عذب في الله ، فقال أبوه : يا محمد أول ما أقاضيك عليه ، فردّ عليه أبا جندل وكان رده أشق على المسلمين من سائر ماجرى عليهم.
قوله : (أسهلن بنا) أي : أدتنا الأسياف إلى أمر سهل نعرفه فأدخلتنا فيه. قوله : (قبل هذا الأمر) يعني الفتنة الواقعة بين المسلمين ، فإنها مشكلة لما فيه من قتل المسلمين. قوله : (وفرة) : بفتح الواو ، وسكون الفاء شعر إلى شحمة الأذن.
قوله : (تساقط) بتشديد السين.
77
38 ـ بابُ قِصَّةُ عُكْلٍ وَعُرَينَةَ
قوله : (عكل) بضم العين ، وسكون الكاف بعدها لام.
قوله : (وعرينه) بضم العين المهملة ، وفتح الراء ، وسكون التحتية ، وفتح النون.
قوله : (ريف) : بكسر الراء أرض زرع وخصب.
قوله : (بذود) : بفتح المعجمة آخره مهملة من الإبل ما بين الثلاثة إلى العشرة.
قوله : (وراع) اسمه يسار النوبي.
قوله : (حتى إذا كانوا الخ) أي : وصحوا وسمنوا ورجعت إليهم ألوانهم.
قوله : (فسمروا أعينهم) بتخفيف الميم ، ولأبي ذرّ بتشديدها ، أي : كحلت بالمسامير المحمية.
قوله : (المثلة) : بضم الميم ، وسكون المثلثة ، يقال : مثلت بالحيوان إذا قطعت أطرافه وشوهت به.
78
39 ـ بابُ غَزْوَةُ ذَاتِ القَرَدِ
قوله : (ذات القرد) : بفتح الكاف والراء وحكى ضم القاف ، ونسب اللغويين والأول للمحدثين ماء على نحو بريد مما يلي غطفان.
قوله : (لقاح الخ) : بكسر اللام جمع لقحة وهي الناقة ذات اللبن كانت عشرين لقحة اهـ قسطلاني.
40 ـ بابُ غَزْوَةُ خَيبَرَ

(3/18)


قوله : (باب غزوة خيبر) : وفيه قوله : فاغفر فداء لك يحتمل أن يقال : اللام الداخلة على
79
كاف الخطاب ليست لام التقوية الداخلة على المفعول ، بل لام التعليل ، فالمقصود أنا نفدي أنفسنا حيثما نفديها لأجلك ، ولتحصيل رضاك ومحبتك ، وأما المفعول ، فمحذوف ك النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ونحوه ، ويحتمل أن تكون اللام داخلة على المفعول على حذف المضاف فداء لنبيك ، أو لدينك مثلاً ، ولعل هذا من الوجهين أقرب مما ذكره بعض الشراح ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
80
قوله : (فخرجوا) أي : يهود خيبر يسعون في السكك ، أي : في أزقة خيبر ويقولون : محمد ، والخميس فقاتلهم عليه الصلاة والسلام حتى ألجأهم إلى قصرهم فصالحوه على أن له {صلى الله عليه وسلّم} الصفراء ، والبيضاء والحلقة ولهم ماحملت ركابهم وعلى أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئاً ،
81
فإن فعلوا ، فلا ذمة لهم ولا عهد ، فغيبوا مسكاً لحيبن أخطب فيه حليهم ، فقال عليه الصلاة والسلام : "أين مسك حييبن أخطب ، قالوا : أذهبته الحروب والنفقات ، فوجدوا المسك ، فقتل النبي {صلى الله عليه وسلّم} المقاتلة وسبى الذرية اهـ قسطلاني.
82
قوله : (إربعوا) : بكسر الهمزة ، وفتح الموحدة ، أي : ارفقوا.
قوله : (المكي)علم لا نسبة لمكة ووهم صاحب "الكواكب" اهـ قسطلاني.
83
قوله : (طيالسة) : بكسر اللام على رءوسهم ، وهو جمع طيلسان بفتح اللام فارسي معرب.
قوله : (كأنهم الساعة يهود خيبر) قال في "الفتح" الذي يظهر أن يهود خيبر كانوا يكثرون من لبس الطيالسة ، وكان غيرهم من الناس الذين شاهدهم أنس لا يكثرون منها فلما قدم البصرة رآهم يكثرون منها فشبههم بيهود خيبر ، ولا يلزم منه كراهية لبس الطيالسة ، وقيل : إنما أنكر ألوانها لأنها كانت صفراء.
84

(3/19)


قوله : (حمر النعم) تملكها مما يتفاخر العرب بها ، أو تتصدق بها ، وحمر بسكون الميم في اليونينية ، وعند ابن إسحاق من حديث أبي رافع أنه ، قال : خرجنا مع عليّ حين بعثه رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} برايته فضربه رجل من اليهود فطرح ترسه فتناول عليّ باباً كان عند الحصن ، فتترس به عن نفسه حتى فتح الله عليه ، فلقد رأيتني في سبعة إناثاً منهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب ، فما نقلبه.
قوله : (وكانت فيمن ضرب عليها الحجاب) أي : كانت من أمهات المؤمنين لأن ضرب الحجاب ، إنما هو على الحرائر لا على ملك اليمين.
85
86
قوله : (يوم خيبر) ثم رخص فيه عام الفتح أو عام حجة الوداع ثم حرم إلى يوم القيامة اهـ قسطلاني.
قوله : (لأنها لم تخمس الخ) وفي التعليلين شيء لأن التبسط قبل القسمة في المأكولات قدر الكفاية حلال ، وأكل العذرة يوجب الكراهة لا التحريم ، وقد قالوا إن السبب في الإراقة النجاسة ، وقيل : إنما نهى عنها للحاجة إليها.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
87
قوله : (فله ثلاثة أسهم) ولا يزاد الفارس على ثلاثة ، إن حضر بأكثر من فرس كما لا ينقص عنها.
88
قوله : (آلحبشية) : بمد همزة الاستفهام ، وليس في اليونينية وفرعها مد على الهمزة ، وقال الحبشية لسكناها فيهم اهـ قسطلاني.
89
قوله : (يقول افتتحنا خيبر) أي : افتتح المسلمون خيبر ، وإلا فأبو هريرة لم يحضر فتح خيبر. نعم حضرها بعد الفتح.
قوله : (وادي القرى) : بضم القاف ، وفتح الراء مقصوراً مواضع بقرب المدينة.
قوله : (عائر) بعين مهملة فألف فهمزة ، فراء بوزن فاعل ، أي : لا يدري من رمى به.

(3/20)


قوله : (قوقل) : بقافين مفتوحتين بينهما واو ساكنة آخره لام بوزن جعفر. قوله : (لوبر) : بلام مكسورة فواو مفتوحة فموحدة ساكنة ، فراء دوبية تشبه السنور تسمى غنم بني إسرائيل. قوله : (تدلى) : بمعنى انحدر علينا. قوله : (من قدوم الضأن) : بفتح القاف ، وضم الدال
90
المخففة بعدها همزة ، اسم جبل بأرض دوس قوم أبي هريرة.
قوله : (فهجرته) هجران انقباض عن لقائه لا الهجران المحرم ولعلها تمادت في اشتغالها بشؤونها ، بمرضها اهـ قسطلاني.
91
قوله : (ولم ننفس) : بفتح الفاء ، أي : لم نحسدك على الخلافة. قوله : (فلم آل) بمد الهمزة ، وضم اللام ، لم أقصر.
92
43 ـ بابُ الشَّاةِ التَّيِ سُمَّتْ للِنَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} بِخَيبَرَ رَوَاهُ عُرْوَةُ ، عَنْ عائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم}
قوله : (شاة فيها سم) : بتثليث السين أهدتها له زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلامبن مشكم ، وكانت سألت ، أي عضو من الشاة أحب إليك ، فقيل : الذراع ، فأكثرت فيها من السم ، فلما تناول الذراع لاك منها مضغة ولم يسغها وأكل منها معه بشربن البراء فأساغ لقمته ، ومات منها ، وعند البيهقي أنه عليه السلام أكل ، وقال لأصحابه : "امسكوا فإنها مسمومة" ، وقال لها : "ما حملك على ذلك" ، قالت : أردت إن كنت نبياً فيطلعك الله وإن كنت كاذباً ، فأريح الناس منك ، قال : فما عرض لها زاد عبد الرزاق ، واحتجم على الكاهل ، قال : قال الزهري : وأسلمت ، فتركها ، وعند ابن سعد : أنه دفعها إلى أولياء بشر ، فقتلوها اهـ قسطلاني.
93
45 ـ بابُ عُمْرَةُ القَضَاءِ ذَكَرَهُ أَنَسٌ ، عَنِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم}
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3

(3/21)


قوله : (فقضى بها الخ) فرجح جانب جعفر لقرابته ، وقرابة امرأته منها دون الآخرين ، وفي رواية أبي سعيد السكري : ادفعاها إلى جعفر فإنه أوسعكم.
94
قوله : (أن يرملوا) : بضم الميم.
قوله : (إلا الابقاء) : بكسر الهمزة والرفع فاعل لم يمنعه ، أي : لا إرادة الرفق.
قوله : (من قبل) : بكسر القاف.
95
46 ـ بابُ غَزْوَةُ مُؤْتَةَ مِنْ أَرْضِ الشَّأْمِ
قوله : (موتة) بضم الميم ، وسكون الواو من غير همز للأكثر.
قوله : (من أرض الشام) : بالقرب من البلقاء في جمادى الأولى سنة ثمان.
قوله : (حتى فتح الله عليهم) وذكر موسىبن عقبة في "المغازي" أن يعلىبن أمية قدم
96
بخبر أهل مؤتة ، فقال له رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} : "إن شئت ، فأخبرني وإن شئت ، فأخبرتك" ، قال : فأخبرني ، فأخبره خبرهم ، فقال : والذي بعثك بالحق نبياً ما تركت من حديثهم حرفاً لم تذكره. اهـ قسطلاني.
قوله : (أرغم الله أنفك) أي : ألصقه بالتراب ، ولم ترد حقيقة الدعاء.
97
47 ـ بابُ بَعْثِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} أُسَامَةَ بْنَ زَيدٍ إِلَى الحُرُقَاتِ مِنْ جُهَينَةَ
قوله : (الحرقات) : بضم الحاء والراء المهملتين ، وفتح القاف ، وبعد الألف فوقية ، نسبة إلى الحرقة ، واسمه جهيشبن عامربن ثعلبةبن مودعةبن جهينة ، وسمي الحرقة ، لأنه حرق قوماً بالقتل فبالغ في ذلك ، والجمع فيه باعتبار بطون تلك القبيلة.
98
48 ـ بابُ غَزْوَةُ الفَتْحِ
قوله : (الفتح) أي : فتح مكة لنقض أهلها العهد الذي وقع بالحديبية اهـ قسطلاني.
قوله : (عنق هذا المنافق) أطلق عليه ذلك لأنه أبطن خلاف ما أظهر لكن عذره النبى {صلى الله عليه وسلّم} ، لأنه كان متأولاً أن لا ضرر فيما فعله.
99
قوله : (فأنزل الله السورة يا أيها الذين الخ) فيه دليل على أن الكبيرة لا تسلب اسم الإيمان.
49 ـ بابُ غَزْوَةِ الفَتْحِ فِي رَمَضَانَ

(3/22)


قوله : (في رمضان) سنة ثمان ، وكان عليه الصلاة والسلام ، قد خرج من المدينة لعشر مضين من رمضان.
100
50 ـ بابُ أَينَ رَكَزَ النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} الرَّايَةَ يَوْمَ الفَتْحِ ؟
قوله : (فأخذوهم) : وقد سمى منهم في "السير" عمربن الخطاب ، وعند ابن عائذ ، وكان رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} بعث بين يديه خيلاً تقبض العيون وخزاعة على الطريق لا يتركون أحداً يمضي ، فلما دخل أبو سفيان وأصحابه عسكر المسلمين أخذتهم الخيل تحت الليل.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
قوله : (حطم الخيل) بالحاء والطاء الساكنة المهملتين ، والخيل بالحاء المعجمة بعدها تحتية ، أي : ازدحامها وللأصيلي وأبي ذرّ عن المستملي. خطم : بالخاء المعجمة ، والجبل
101
بالجيم الموحدة ، أي : أنف الجبل ، لأنه ضيق فيرى الجيش كلهم ، ولا يفوته رؤية أحد منهم اهـ قسطلاني.
102
قوله : (بخيف بني كنانة الخ) قيل : إنما اختار النزول في الخيف لتذكر الحالة السابقة ، فيشكر الله تعالى على ما أنعم به عليه من الفتح العظيم ، وتمكنه من دخول مكة ظاهراً ومبالغة في الصفح عن الذين أساؤوا ، ومعاملتهم بالإحسان والمنّ اهـ قسطلاني.
103
52 ـ بابُ مَنْزِلُ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} يَوْمَ الفَتْحِ
قوله : (باب منزل النبى صلى الله تعالى عليه وسلم يوم الفتح) وفيه ، فقال : إنه ممن قد علمت ، أي ممن قد علمتموهم أهل فضل وتقدم لما سيظهر لكم ، أي : ممن ستعلمون فضله ، وتقدمه ، فعبر بعلمتم للتنبيه على أن ظهور فضله محقق ثابت ، وإن تأخر إلى حين ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
104
53 ـ بابٌ

(3/23)


قوله : (فسبح بحمد ربك الخ) أمره الله تعالى بعد أن بذل المجهود فيما كلف به من تبليغ الرسالة ، ومجاهدة أعداء الدين بالإقبال على التسبيح والاستغفار ، والتأهيب للمسير إلى المقامات العليا ، واللحوق بالرفيق الأعلى ، وهذا المعنى هو الذي فهمه منها ابن عباس حتى ردّ به على أولئك المشايخ ، وقال : أجل رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ، وصدقه عمر.
105
قوله : (ساعة من نهار) وهي من طلوع الشمس ، فكانت مكة في حُقه عليه الصلاة والسلام في تلك الساعة بمنزلة الحل.
106
55 ـ بابٌ
قوله : (سنين) بضم السين ، وفتح النون بعدها تحتية ساكنة ، فنون أخرى.
قوله : (أبي جميلة) : بفتح الجيم ، وكسر الميم الضمري ، ويقال : السلمي.
قوله : (تقلصت) : بقاف ولام مشددة ، وصاد مهملة ، أي : انجمعت ، وتكشفت اهـ قسطلاني.
107
قوله : (عتبة بن أبي وقاص) قيل : إنه صحابي ، وقال أبو نعيم لا بل مات كافراً ، وهو الذي كسر رباعية النبى {صلى الله عليه وسلّم} .
قوله : (إلى أخيه سعد) أحد العشرة المبشرة بالجنة.
قوله : (لو أن فاطمة سرفت لقطعت يدها) وهذا من الأمثلة التي صح فيها أن لو حرف امتناع لامتناع ، وقد ذكر ابن ماجه عن محمدبن رمح : سمعت الليث يقول عقب هذا الحديث ، وقد أعاذها الله من أن تسرق ، وكل مسلم ينبغي له أن يقول هذا ، وخص {صلى الله عليه وسلّم} فاطمة ابنته بالذكر لأنها أعز أهله عنده فأراد المبالغة في إثبات إقامة الحد على كل مكلف ، وترك المحاباة اهـ قسطلاني.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
108
109
56 ـ بابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :
قوله : (ويوم حنين) وحنين وادٍ بين مكة والطائف إلى جنب ذي المجاز بينه وبين مكة بضعة عشر ميلاً من جهة عرفات ، سمي باسم حنينبن قابسةبن مهلاييل.

(3/24)


خرج إليه النبى {صلى الله عليه وسلّم} لست خلون من شوّال لما بلغه أن مالكبن عوف النضري جمع القبائل من هوازن ، ووافقه على ذلك الثقفيون ، وقصدوا محاربة المسلمين ، وكان المسلمون اثني عشر ألفاً ، وهوازن وثقيف أربعة آلاف ، وقد روى يونسبن بكير في زيادات "المغازي" عن الربيعبن أنس قال : قال رجل يوم حنين : لن تغلب اليوم من قلة ، فشق ذلك على النبى {صلى الله عليه وسلّم} ، فكانت الهزيمة.
110
قوله : (استأنيت) : بسكون المهملة وفتح الفوقية بعدها همزة ساكنة فنون مفتوحة ، فتحتية ساكنة.
وقوله : (بكم) ، أي : أخرت قسم السبي بسببكم لتحضروا ، ولأبي ذرّ عن الكشميهني لكم ، أي : لأجلكم فأبطأتم حتى ظننت أنكم لا تقدمون ، وقد قسمت السبي.
111
قوله : (كانت للمسلمين) أي : لبعضهم غير رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ومن معه.
قوله : (جولة) بالجيم ، أي : تقدم وتأخر ، وعبر بذلك احترازاً عن لفظ الهزيمة.
قوله : (على حبل عاتقه) أي : عصب عاتقه عند موضع الرداء من العنق اهـ قسطلاني.
112
قوله : (مخرفاً) بفتح الميم والراء بينهما خاء معجمة ساكنة ، وبعد الراء فاء ، أي : بستاناً اهـ قسطلاني.
113
58 ـ بابُ غَزْوَةُ الطَّائِفِ
قوله : (باب غزوة الطائف) وفيه من ادعى إلى غير أبيه فالجنة عليه حرام ، أي دخوله ابتداء حرام بمعنى أن جزاء عمله أن لا يدخل ابتداء ، وأما فضل الله فواسع ، فيمكن أنه تعالى بفضله يدخله ابتداء لقوله تعالى : {إن الله لا يغفر أن يشرك به} الآية.
114
وإن استحلّ ذلك فأمره أصعب ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
قوله : (النهدي) بفتح النون ، وسكون الهاء.
115
قوله : (بالجعرانة) : بكسر الجيم وسكون العين ، وقد تكسر العين ، وتشدد الراء.
قوله : (فأدخل رأسه) ليرى النبى {صلى الله عليه وسلّم} حال نزول الوحي لتقوية الإيمان بمشاهدته.

(3/25)


قوله : (يغط) بكسر المعجمة ، وتشديد المهملة يتردد صوت نفسه ، كالنائم من شدة ثقل الوحي.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
قوله : (في المؤلفة قلوبهم) بدل بعض من كل والمؤلفة : هم أناس أسلموا يوم الفتح إسلاماً ضعيفاً.
وقد سرد ابن طاهر في المهمات له أسماؤهم. قوله : (ضلالاً) : بضم المعجمة ، وتشديد اللام الأولى اهـ قسطلاني.
116
117
قوله : (فصبر) وذلك أن موسى صلوات الله عليه وسلامه كان حيياً ستيراً لا يرى من جلده شيء استحياء فآذاه من آذاه من بني إسرائيل ، فقالوا : ما يستتر هذا الستر إلا من عيب بجلده ، إما برص أو أدرة ، وإما آفة فبرأه الله مما قالوا.
قوله : (على بغلة بيضاء) وفي رواية لمسلم من حديث العباس أنه {صلى الله عليه وسلّم} ، قال ، أي
118
عباس : ناد أصحاب الشجرة ، وكان العباس صيتاً ، قال : فناديت بأعلى صوتي : أين أصحاب الشجرة ، قال : فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها ، فقالوا : يا لبيك يا لبيك ، قال : فاقتتلوا ، والكفار فنظر رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ، وهو على بغلته كالمطاول إلى قتالهم ، فقال هذا حين حمي الوطيس.
60 ـ بابُ بَعْثِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} خالِدَ بْنَ الوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ
قوله : (بني جذيمة) : بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة بعدها تحتية ساكنة.
قوله : (صبأنا صبأنا) بالهمز الساكن فيهما ، أي : خرجنا من الشرك إلى دين الإسلام ، فلم يكتف خالد إلا بالتصريح بذكر الإسلام أو فهم أنهم عدلوا عن التصريح أنفة منهم ، ولم ينقادوا.
119
61 ـ بابٌ سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ ، وَعَلقَمَةَ بْنِ مُجَزِّزٍ المُدْلِجِيِّ

(3/26)


قوله : (حذافة) بضم الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة بعدها ألف ففاء ابن قيسبن عديبن سعد. قوله : (مجزز) : بضم الميم ، وفتح الجيم وكسر الزاي الأولى المشددة اهـ قسطلاني.
قوله : (المدلجي) : بضم الميم ، وسكون الدال المهملة ، وكسر اللام والجيم.
120
62 ـ بابُ بَعْثُ أَبِي مُوسى وَمُعَاذٍ إِلَى اليَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ
قوله : (وكيع) وهو ابن الجراح.
121
قوله : (ثم حلّ) بكسر الحاء المهملة وتشديد اللام ، أي من إحرامك.
قوله : (حين بعثه إلى اليمن) سنة عشر قبل حجة الوداع يعلمهم القرآن والشرائع ، ويقضي بينهم ويأخذ الصدقات من العمال.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
قوله : (من أهل الكتاب) أي : التوراة والإنجيل اهـ قسطلاني.
قوله : (قرت عين أمّ إبراهيم) أي : بردت دمعتها لأن دمعة السرور باردة ودمعة الحزن حارة ، ومراده من إعادته بيان بعثه {صلى الله عليه وسلّم} لمعاذ ، وفهم من حديث ابن عباس السابق ، وهذا الحديث أنه بعثه أميراً على المال ، وعلى الصلاة أيضاً اهـ قسطلاني.
122
63 ـ بابُ بَعْثُ علِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيهِ السَّلاَمُ ، وَخالِدِ بْنِ الوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، إِلَى اليَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ

(3/27)


قوله : (بعث عليّبن أبي طالب وخالدبن الوليد رضي الله عنهما) وفيه : لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك قد يؤخذ من هذا الحديث : أن من له حق في بيت مال المسلمين له أن يأخذ منه بقدر حقه بعير إذن سلطان إن قدر على ذلك لا يقال : لعلهصلى الله تعالى عليه وسلم أذن له في ذلك لأنا نقول لو كان الذكر على أن الاكتفاء بهذا التعليل يكفي في إفادة هذا المطلوب حتى لو فرض وجود إذن أيضاً لما كان له دخل لأنهصلى الله تعالى عليه وسلم جعل هذا القدر علة لثبوت حل انتفاع عليّ بالجارية ، فدل على أن هذا القدر يكفي ، والله تعالى أعلم.
123
قوله : (فقال : يا رسول الله اتق الله ، قال : "ويلك" إلى أن قال : "إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس الخ) ظاهر هذا الحديث يفيد أن المسلم لا يقتل المسلم بمثل هذه الكلمة المشتملة على مثل هذا التعريض المؤدي إلى إيذاء النبى صلى الله تعالى عليه وسلم إذ ظاهر هذا الحديث يفيد أنه لا سلامة لم يتعرض له ، وجعل إسلامه الظاهري علة لعصمته مع وجود هذه الكلمة منه ، والقول بأن هذه الكلمة تقتضي قتله إلا أنه تركه لمراعاة التألف حتى لا يشتهر بين الناس أنهصلى الله تعالى عليه وسلم يقتل أصحابه ، فإنه قد يؤدي إلى نفر قلوبهم عن الإسلام. يأبى عنه هذا الحديث ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
124
64 ـ بابُ غَزْوَةُ ذِي الخَلَصَةِ
قوله : (يقال : ذو الخلصة) الذي كان فيه الصنم ، وقيل : اسم البيت الخلصة واسم الصنم ذو الخلصة.
وحكى المبرد كما في "الفتح" أن موضع ذي الخصلة صار مسجداً جامعاً لبلدة يقال لها : العبلات من أرض خثعم.

(3/28)


قوله : (في خثعم) : بفتح الخاء المعجمة وسكون المثلثة بوزن جعفر ، قبيلة من اليمن ينسبون إلى خثعمبن أنمار بفتح الهمزة ، وسكون النون ابن إراش بكسر الهمزة ، وتخفيف الراء وبعد الألف شين معجمة. ابن عنز : بفتح العين المهملة ، وسكون النون آخره زاي.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
125
قوله : (بلي) : بفتح الموحدة ، وكسر اللام المخففة بعدها تحتية للنسبة ، قبيلة كبيرة ينسبون إلى بليبن عمروبن الحاف بن قضاعة.
126
67 ـ بابُ غَزْوَةُ سِيفِ البَحْرِ ، وَهُمْ يَتَلَقَّوْنَ عِيراً لِقُرَيشٍ ، وَأَمِيرُهُمْ أَبُو عُبَيدَةَ
قوله : (سيف البحر) : بكسر السين المهملة ، وسكون التحتية بعدها فاء ، أي ساحله اهـ قسطلاني.
قوله : (مثل الظرب) : بفتح الظاء المعجمة المشالة وكسر الراء ، الجبل الصغير.
قوله : (من ودكه) بفتح الواو والدال المهملة ، شحمة.
127
قوله : (حتى ثابت) بالمثلثة ، وبعد الألف موحدة ففوقية ، أي رجعت.
قوله : (يقال له : العنبر) ، ويقال أن العنبر الذي يشم رجيع هذه الدابة ، وقيل : أنه يخرج من قعر البحر يأكله دوابه لدسومته فيقذفه رجيعاً ، فيوجد كالحجارة الكبار يطفو على الماء ، فتلقيه الريح إلى الساحل ، وهو يقوي القلب والدماغ ، نافع من الفالج واللقواء والبلغم الغليظ اهـ قسطلاني.
128
129
71 ـ بابُ وَفدِ عَبْدِ القَيسِ

(3/29)


قوله : (وأنهاكم عن الدباء الخ) وفي "مسند أبي داود الطيالسي" بإسناد حسن عن أبي بكرة ، قال : أما الدباء : فإن أهل الطائف كانوا يأخذون القرع فيخرطون فيه العنب ، ثم يدفنونه حتى يهدر ، ثم يموت. وأما النقير : فإن أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة ، ثم ينبذون الرطب والبسر ، ثم يدعونه حتى يهدر ، ثم يموت. وأما الحنتم : فجرار يحمل إلينا فيها الخمر. وأما المزفت : فهذه الأوعية التي فيها الزفت. وتفسير الصحابي أولى أن يعد عليه من غيره لأنه أعلم بالمراد.
130
72 ـ بابُ وَفدِ بَنِي حَنِيفَةَ ، وَحَدِيثِ ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ
قوله : (عندي ما قلت لك) اقتصر في اليوم الثاني على أحد الأمرين وحذفهما في اليوم الثالث ، وفيه دليل على حذفه لأنه قدم أول يوم أشق الأمرين عليه ، وهو القتل لما رأى من
131
غضبه {صلى الله عليه وسلّم} في اليوم الأول ، فلما رأى أنه لم يقتله رجا أن ينعم عليه ، فاقتصر على قوله : أن تنعم. وفي اليوم الثالث اقتصر على الإجمال تفويضاً إلى جميل خلقه ولطفه صلوات الله وسلامه عليه ، وهذا أدعى للاستعطاف اهـ قسطلاني.
132
قوله : (بخزائن الأرض) ما فتح على أمته {صلى الله عليه وسلّم} من الغنائم من ذخائر كسرى وقيصر ، وغيرهما ، أو المراد : معادن الأرض التي فيها الذهب والفضة.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
73 ـ بابُ قِصَّةُ الأَسْوَدِ العَنْسِيِّ
قوله : (الأسود) هو عبهلة : بفتح العين المهملة ، وسكون الموحدة ، وفتح الهاء. ابن كعب : وكان يقال له : ذو الخمار بالخاء المعجمة ، لأنه كان يخمر وجهه ، وقيل : هو اسم شيطانه.
133

(3/30)


قوله : (الذي قتله فيروز باليمن) وقد كان خرج بصنعاء ، وادعى النبوة ، وغلب على عامل صنعاء المهاجربن أبي أمية ، وقيل : إنه مرّ به ، فلما حاذاه عثر الحمار ، فادعى أنه سجد له ، ولم يقم الحمار حتى قال له : شيا اهـ قسطلاني.
74 ـ بابُ قِصَّةُ أَهْلِ نَجْرَانَ
وفيها قال : فأعطاني ، قال جابر : فلقيت الخ. يحتمل أن المراد بقوله : فأعطاني ، أي بالآخرة ، ويكون قوله : فلقيت بياناً لكيفية ذلك الإعطاء ، ويحتمل أن المراد بقوله : فأعطاني فوعدني بالإعطاء ، والله تعالى أعلم.
ولعله جمع عمان مع البحرين ، ثم ذكر قصة البحرين فقط بناء على قربهما ، فكأن قصة البحرين قصتهما جميعاً ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
134
135
76 ـ بابُ قُدُومُ الأَشْعَرِيَّينَ وَأَهْلِ اليَمَنِ
قوله : (والحكمة يمانية) قال في "الفتح" : الأظهر أن المراد من ينسب له بالسكن ، بل هو المشاهد في كل عصر من أحوال سكان جهة اليمن ، إذ غالبهم رقاق القلوب والأبدان ، وغالب من يوجد من جهة الشمال غلاظ القلوب والأبدان ، وعند البزار من حديث ابن عباس : بينا رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} بالمدينة إذ قال : الله أكبر إذا جاء نصر الله والفتح ، وجاء أهل اليمن نقية قلوبهم حسنة طاعتهم الأيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية.
وعن جبيربن مطعم عنه {صلى الله عليه وسلّم} قال : "يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خير أهل الأرض". رواه أحمد والبزار وأبو يعلى اهـ قسطلاني.
136
137
79 ـ بابٌ حَجَّةُ الوَدَاعِ
قوله : (المعرّف) بتشديد الراء المفتوحة ، أي : الوقوف بعرفة. قوله : (بيان) : بفتح الموحدة والتحتية المخففة آخره نون اهـ قسطلاني.
138
قوله : (القصواء) : بفتح القاف وسكون المهملة ممدوداً ناقته عليه الصلاة والسلام.
قوله : (بينه وبين الجدار) : أي الذي قبل وجهه قريباً من ثلاثة أذرع.

(3/31)


قوله : (مرمرة حمراء) : بسكون الراء بين الميمين المفتوحتين. واحدة المرمر جنس من الرخام نفيس معروف ، قد استشكل دخول هذا الحديث في باب حجة الوداع للتصريح فيه ، بأنه كان في الفتح.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
139
قوله : (ولا ندري ما حجة الوداع) أي : هل وداع النبى {صلى الله عليه وسلّم} أم غيره حتى توفي {صلى الله عليه وسلّم} فعلموا أنه ودع الناس بالوصايا قرب موته.
قوله : (يضرب بعضكم رقاب بعض) قال المظهري : يعني إذا فارقت الدنيا ، فاثبتوا بعدي على ما أنتم عليه من الإيمان والتقوى ، ولا تظلموا أحداً ، ولا تحاربوا المسلمين ، ولا تأخذوا أموالهم بالباطل.
140
قوله : (كهيئته يوم خلق الله الخ) والمعنى أن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر ، وهو النسىء المذكور في قوله تعالى : {إنما النسىء زيادة في الكفر} ليقتتلوا فيه ، ويفعلون ذلك كل سنة فينتقل المحرم من شهر إلى شهر حتى جعلوه في جميع شهور السنة ، فلما كانت تلك السنة عاد إلى زمانه المخصوص به ، وقيل : دارت السنة كهيئتها الأولى اهـ قسطلاني.
141
قوله : (أشفيت) : بالشين المعجمة ، والفاء أشرفت.
قوله : (أمض) : بهمزة قطع ، أي : أتمم.
قوله : (لكن البائس) أي : الذي عليه أثر البؤس من شدة الفقر والحاجة.
قوله : (سعدبن خولة) العامري المهاجري البدري.
قوله : (رثى له) أي : حزن لأجله. قوله : (أن توفي بمكة) : بفتح الهمزة ، أي : لموته بالأرض التي هاجر منها.
142
80 ـ بابٌ غَزْوَةُ تَبُوكَ ، وَهْيَ غَزْوَةُ العُسْرَةِ
قوله : (غزوة تبوك) : بفتح الفوقية ، وتخفيف الموحدة المضمومة موضع بينه وبين الشام إحدى عشرة مرحلة. وكانت آخر غزواته {صلى الله عليه وسلّم} وكانت في شهر رجب من سنة تسع قبل حجة الوداع اتفاقاً اهـ قسطلاني.
143
144

(3/32)


81 ـ باب حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مالِكٍ ، وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :{وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}
قوله : (حديث كعببن مالك) وفيه وليس الذي ذكر الله مما خُلفنا عن الغزو إذ الظاهر حينئذ أن يقال : وعلى الثلاثة الذين تخلفوا لا خلفوا ، لأنه يوهم أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم خلفهم عن الغزو مع أنهم تخلفوا بأنفسهم ، فموضع تقرير المعصية عليهم يقتضي تخلفوا ، والله تعالى أعلم.
ثم لا يخفى أن ما قرره العلماء في تحقيق معنى التوبة ، وكذا ما يقتضيه كثير من الآثار ، هو أنها تتحقق بأدنى ندامة ، وأنها إذا تحققت بشرائط لا ترد عند الله تعالى ، وقد قال تعالى : {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء} الآية. وهذا ما يوافق مقتضى هذا الحديث في حال هؤلاء الثلاثة ، ويمكن أن يقال : ذاك حال العوام على العموم ، وهذا المذكور حال الخواص ، فلا إشكال إذ لا يقاس حال الخواص في أمثال هذه الأشياء بحال العوام ، أو يقال : كانت توبة مقبولة عند الله حين وجدت منهم بشرائطها لكن التوقف كان في أمرهم من حيث نزول الوحي بقبول توبتهم وهو أمر زائد على نفس التوبة ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
145
قوله : (من بني سلمة) : بكسر اللام ، وهو عبداللهبن أنيس السلمي بفتح السين واللام ، وهو غير الجهني الصحابي المشهور. قوله : (برداه) تثنية برد.

(3/33)


قوله : (ونظر في عطفيه) : بكسر العين المهملة والتثنية ، أي : جانبية كناية عن كونه معجباً بنفسه ذا زهوّ وتكبر ، أو لباسه أو كنى به عن حسنه وبهجته ، والعرب تصف الرداء بصفة الحسن وتسميه عطفاً لوقوعه على عطفي الرجل. قوله : (وكانوا بضعة وثمانين رجلاً) أي : من منافقي الأنصار ، قاله الواقدي : وإن المعذرين من الأعراب كانوا أيضاً اثنين وثمانين رجلاً من غفار وغيرهم ، وأن عبداللهبن أبيّ ومن أطاعه من قومه من غير هؤلاء ، وكانوا عدداً كثيراً ، اهـ قسطلاني.
146
قوله : (فقال الله ورسوله أعلم) وليس ذلك تكليماً لكعب لأنه لم ينو به ذلك لأنه منهي عنه ، بل أظهر اعتقاده ، فلو حلف لا يكلم زيداً فسأله عن شيء ، فقال : الله أعلم ، ولم يرد جوابه ، ولا إسماعه لم يحنث.
147
قوله : (ولا مضيعة) : بسكون الضاد المعجمة ، أي : حيث يضيع حقك. قوله : (فسجرته بها) وهذا يدل على قوة إيمانه ، وشدة محبته لله ورسوله على ما لا يخفى ، وعند ابن عائذ أنه شكا حاله إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ، وقال : ما زال إعراضك عني حتى رغب فيّ أهل الشرك اهـ قسطلاني.
148
قوله : (لقد تاب الله على النبي الخ) وفيه حثّ للمؤمنين على التوبة ، وأنه ما من مؤمن إلا ، وهو محتاج إلى التوبة ، والاستغفار حتى النبى {صلى الله عليه وسلّم} ، والمهاجرين والأنصار.
82 ـ باب نُزُولُ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} الحِجْرَ
قوله : (الحجر) : بكسر الحاء المهملة ، وسكون الجيم ، وهي منازل ثمود قوم صالح عليه السلام بين المدينة والشام.
149
83 ـ باب

(3/34)


قوله : (فقال : إن بالمدينة أقواماً الخ) فالمعية والصحبة الحقيقية إنما هو بالسير بالروح لا بمجرد البدن ، ونية المؤمن خير من عمله ، فتأمل هؤلاء كيف بلغت لهم نيتهم مبلغ أولئك العاملين بأبدانهم ، وهم على فرشهم في بيوتهم فالمسابقة إلى الله تعالى وإلى الدرجات العوالي بالنيات والهمم لا بمجرد الأعمال اهـ قسطلاني.
150
84 ـ باب كِتَابُ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} إِلَى كِسْرَى وَقَيصَرَ
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
قوله : (كتاب النبى صلى الله تعالى عليه وسلم إلى كسرى)وفيه : لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول اللهصلى الله تعالى عليه وسلم أيام الجمل الخ ، كأنه رضي الله تعالى عنه نسي في تلك الأيام حديث إذا التقى المسلمان بسيفيهما ، وإلا فهو رضي الله تعالى عنه كان يمنع الناس عن الانتصار لعلى بذلك الحديث ، ومع وجود ذلك الحديث على ما فهمه رضي الله تعالى عنه ليس له أن يلحق بعائشة مع قطع النظر عن كونها امرأة كما لا يخفى ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
151
85 ـ باب مَرَضِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} وَوَفاتِهِ
قوله : (باب مرض النبى صلى الله تعالى عليه وسلم) ذكره ههنا لأنه آخر سفر الإنسان من الدنيا إلى الآخرة ، وقد ألحق الأسفار مع الغزوات ، ولكونه معدوداً في أسفار الإنسان ذكر الله تعالى عند ركوب الإنسان الدابة للسفر ، فقال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
152
قوله : (فاختلف أهل البيت) أي الذي كانوا فيه من الصحابة لا أهل بيته {صلى الله عليه وسلّم} .
قوله : (وأخذته بحه) : بضمّ الموحدة وتشديد الحاء المهملة غلظ وخشونة يعرض في مجاري النفس فيغلظ الصوت اهـ قسطلاني.
153

(3/35)


قوله : (في الرفيق الأعلى) أي : الجماعة من الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين ، وقيل : المعنى ألحقني بالرفيق الأعلى ، أي : بالله تعالى يقال : الله رفيق بعباده من الرفق والرأفة ، فهو فعيل بمعنى فاعل ، وفي حديث عائشة رفعته أن الله رفيق يحب الرفق. رواه مسلم وأبو داود من حديث عبداللهبن مغفل ، ومحتمل أن يراد به حظيرةٍ القدس.
قوله : (حاقنتي) : بالحاء المهملة ، والقاف المكسورة ، والنون المفتوحة النقرة بين الترقوة ، وحبل العاتق. قوله : (وذاقنتي) : بالذال المعجمة ، والقاف المكسورة طرف الحلقوم اهـ قسطلاني.
154
155
قوله : (وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع إلى قولها ، ولا كنت أرى أنه لن يقوم الخ) في بعض النسخ ، وإلا كنت أرى ، وهذا صحيح ، وفي بعضها ، ولا كنت أرى بكلمة لا ، والظاهر أنها زائدة ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
156
قوله : (أن يفتتنوا في صلاتهم) : أي بأن يخرجوا منها.
قوله : (سحري) : بفتح السين ، وسكون الحاء المهملة ، وتضم السين كما في "القاموس" ، وغيره الرئة. قوله : (ونحري) : بالحاء المهملة موضع القلادة من الصدر.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
قوله : (فقضمته) : بكسر الضاد المعجمة. قوله : (إلى صدري) وإما ما روي : أنه {صلى الله عليه وسلّم} توفي ، وهو إلى صدر عليّبن أبي طالب فضعيف لا يحتج به.
157
قوله : (بالسنح) : بضم السين المهملة بعدها نون ساكنة ، وبضمها فجاء مهملة من عوالي المدينة.
قوله : (حبرة) : بكسر الحاء المهملة ، وفتح الموحدة ، وهو من ثياب اليمن اهـ قسطلاني.
قوله : (وعمر بن الخطاب يكلم الناس) يقول لهم : ما مات رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} . وفي رواية : ولا يموت حتى يقتل الله المنافقين ، قال : وكانوا أظهر والاستبشار ، ورفعوا رءوسهم. قوله :
158

(3/36)


(إلا يتلوها) وعند أحمد عن عائشة : أن أبا بكر حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله يقول : {إنك ميت وأنهم ميتون} حتى فرغ من الآية تلا : {وما محمد إلا رسول} الآية ، وقال فيه : قال عمر : أو أنها في كتاب الله ، وما شعرت أنها في كتاب الله ، وزاد ابن عمر عند ابن أبي شيبة ، فاستبشر المسلمون ، وأخذت المنافقين الكآبة. قال ابن عمر فكأنما كانت على وجوهنا أغطية ، فكشفت.
قوله : (لددناه) : بدالين مهملتين ، أي : جعلنا الدواء في أحد جانبي فمه بغير اختياره ، وكان الذي لدوه به العود الهندي والزيت.
قوله : (إلا لدّ وأنا أنظر) عقوبة لهم بتركهم امتثال نهيه عن ذلك اهـ قسطلاني.
159
160
161
162
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 3
65 ـ كتاب التفسير
سورة الفاتحة
1 ـ باب مَا جَاءَ فِي فاتِحَةِ الكِتَابِ
قوله : (أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ، ويبدأ بقراءتها في الصلاة) أي : فلها تقدم في الكتابة والقراءة على غالب الكتاب كتقدم الأم على الولد في الوجود ، واعتبار التأنيث في الاسم أعني الأم دون الأب باعتبار تأنيث السورة ، والله تعالى أعلم.
163
قوله : (ألم يقل الله استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) لا يقال : الأمر لا يدل على الفور لأنا نقول ذاك إذا كان مطلقاً ، وأما المقيد بظرف كما ههنا ، فلا بد فيه من مراعاة التقييد ، وعند اعتبار التقييد ههنا يلزم وجوب الاستجابة عند النداء ، ولو في الصلاة كما لا يخفى.
سورة البقرة
1 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ : {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا} (31)
قوله : (وعلمك أسماء كل شيء) وبه تبين أن المراد بالأسماء كلها أسماء كل شيء لا أسماء نوع مخصوص ، وهذا هو الموافق للتأكيد ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
164
165
6 ـ باب قَوْلُهُ : {مَنْ كانَ عَدُوَّاً لِجِبْريلَ}

(3/37)


قوله : (ذاك عدوّ اليهود) أي : باتخاذ اليهود إياه عدوّاً لهم وبعداوتهم له كما هو مقتضى الآية فبين الآية أنهم يعادون جبريل لا أن جبريل يعاديهم ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
166
8 ـ باب {وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ}
قوله : (فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر الخ) أي : وقد أخبرت في كتابي بأني أقدر على ذلك ، ويمكن أن يراد بالتكذيب إنكار قدرة الله تعالى.
167
10 ـ بابٌ قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّل مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ}
قوله : (واحدها قاعد) بلا هاء كالحائض لأن القاعد في مقابلة الحائض هي التي قعدت عن الحيض ، فهي من الأسماء المخصوصة بالنساء كالطالق ونحو اهـ سندي.
168
169
17 ـ باب {الَّذِينَ آتَينَاهُمُ الكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ ـ إِلَى قَوْلِهِ ـ مِنَ المُمْتَرِينَ}
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
قوله : (كما يعرفون أبناءهم) وروي أن عمر سأل عبدالله بن سلام عن رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ،
170
فقال : إني أعلم به مني بابني ، قال : لأني لم أشك في محمد أنه نبي ، فأماولدي ، فلعل والدته خانت. زاد السمرقندي في روايته : أقرّ الله عينيك يا عبدالله ، وقيل : الضمير في يعرفونه للقرآن ، وقيل : لتحويل القبلة وظاهر سياقه ثم يقتضي اختياره.
171
21 ـ باب {إِنَّ الصَفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ البَيتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}

(3/38)


قوله : (فما أرى على أحد شيئاً ألا يطوّف بهما) لأن مفهوم الآية : أن السعي ليس بواجب لأنها دلت على رفع الجناح وهو الاثم ، وذلك يدل على الإباحة ، لأنه لو كان واجباً لما قيل فيه مثل ذلك اهـ قسطلاني.
22 ـ باب {وَمِنَ النَّاس مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً}
قوله : (من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار) أي : دخول خلود ودوام ، فالمراد في مقابله
172
أعني قوله : دخل الجنة أن لا يدوم في النار ، لا أن يدخل النار أصلاً. ومع ذلك فالمراد بقوله : ومن مات ، وهو لا يدعو لله نداً أي : لا يأتي بما هو بمنزلة دعوة الندّ من المعاصي كجحد النبوة والشك في التوحيد ونحو ذلك ، ثم قوله : قلت : أنا ليس المراد أنه مما يدل عليه الكلام الأول باعتبار أن انتفاء السبب يقتضي انتفاء المسبب كما قيل ، لأن ذلك لا يتم إلا إذا انحصرت السببية في ذلك السبب وإلا فقد يكون للشيء أسباب متعددة فعند انتفاء بعضه يوجد المسبب بسبب آخر ، وهذا واضح وههنا لفظ الحديث لا يفيد الحصر ، فأخذ هذا القول من هذا اللفظ بعيد ، وإنما المراد : أن هذا القول مما علم من الشرع ، وإن لم يدل عليه هذا الحديث ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
173
174
25 ـ باب {أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيراً فَهُوَ خَيرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
قوله : (وقال عطاء يفطر الخ) والذي عليه الجمهور أنه يباح الفطر لمرض يضرّ معه الصوم ضرراً يبيح التيمم ، وإن طرأ على الصوم ويقضي. قوله : (تفطران ثم تقضيان) ويجب مع ذلك الفدية في الخوف على الولد أخذاً من آية ، وعلى الذين يطيقونه فدية.

(3/39)


رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
قال ابن عباس : أنها نسخت إلا في حق الحامل والمرضع. رواه البيهقي عنه لا في الخوف على النفس كالمريض فلا فدية عليه.
175
27 ـ باب {أُحِلَّ لَكُمْ لَيلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ
لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}
قوله : (هنّ لباس لكم الخ) قال الزمخشري : لما كان الرجل والمرأة يعتنقان ، ويشتمل كل واحد منهما على صاحبه في عناقه شبه باللباس المشتمل عليه ، قال الجعدي :
إذا ما الضجيج ثنى عطفها تثنت فكانت عليه لباسا اهـ قسطلاني.
176
29 ـ باب {وَلَيسَ البِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفلِحُونَ}
قوله : (وأتوا البيوت من أبوابها) ونقل ابن كثير عن محمدبن كعب ، قال : كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت ، فأنزل الله تعالى الآية.
177
31 ـ باب {وَأَنْفِقُوا في سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلقُوا بِأَيدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ}
قوله : (قال : نزلت في النفقة) قال أبو أيوب الأنصاري : نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار ، إنا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه ، قلنا : فيما بيننا لو أقبلنا على أموالنا فأصلحناها ،
178
فأنزل الله هذه الآية ، وهو مفسر لقول حذيفة هذا اهـ قسطلاني.
33 ـ باب {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ}

(3/40)


قوله : (يحرّمه) أي : التمتع. وقوله عنها ، أي : المتعة ، فذكر الضمير باعتبار التمتع وأنثه باعتبار المتعة.
34 ـ باب {لَيسَ عَلَيكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ}
قوله : (عكاظ) : بضم العين المهملة وتخفيف الكاف وبالظاء المعجمة.
قوله : (ومجنة) : بفتح الميم والجيم.
قوله : (وذو المجاز) : بفتح الميم والجيم ، وبعد الألف زاي.
179
35 ـ باب {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيثُ أَفاضَ النَّاسُ}
قوله : (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) أي : سائر العرب غير قريش ، ومن دان دينهم ، وقيل : المراد بالناس إبراهيم ، وقيل : آدم عليهما الصلاة والسلام.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
وقرىء الناس بالكسر أي : الناسي يريد آدم عليه السلام من قوله تعالى : {فنسي} ، والمعنى أن الإفاضة من عرفة شرع قديم ، فلا تغيروه.
36 ـ باب {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
قوله : (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة الخ) قال ابن كثير : جمعت هذه الدعوة كل خير في
180
الدنيا ، وصرفت كل شر فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ورزق واسع ، وعلم نافع ، وعمل صالح إلى غير ذلك ، وكذا حسنة الآخرة.
39 ـ باب {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ}
قوله : ({فأتوا حرثكم أنى شئتم}) فأباح للرجال أن يتمتعوا بنسائهم كيف شاءوا ، أي :
181

(3/41)


فأتوهن كما تأتون أرضكم التي تريدون أن تحرثوها من أي جهة شئتم لا يحظر عليكم جهة دون جهة ، والمعنى جامعوهن من أي شق أردتم بعد أن يكون المأتى واحداً ، وهو موضع الحرث ، وهذا من الكنايات اللطيفة والتعريضات المستحسنة ، قاله الزمخشري. قال الطيبي : لأنه أبيح لهم أن يأتوهن من أي جهة شاءوا كالأراضي المملوكة ، وقيد بالحرث ليشير أن لا يتجاوز ألبتة موضع البذر ، وأن يتجاوز عن مجرد الشهوة فالغرض الأصلي طلب النسل لا قضاء الشهوة اهـ قسطلاني.
182
183
44 ـ باب {فَإِنْ خِفتُمْ فِرِجالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}
قوله : (قال ابن جبير كرسيه علمه) ولعل وجه الإطلاق على العلم هو أن العالم يقعد في العادة على الكرسي عند نشر العلم ، فصار كأنه محل العلم ، فأطلق عليه كلإطلاق اسم المحل على الحال ، ويحتمل أن وجهه أن العالم يعتمد على العلم ، ويتمكن به في الكلام.
184
والجواب : كما يتمكن صاحب الكرسي بالقعود عليه فشبه أحدهما بالآخر ، وأطلق الاسم ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
185
186
55 ـ باب {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيهِ مِنْ رَبِّهِ}
قوله : (نسختها الآية التي بعدها) هي : {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} ، أي : لا يكلف
187
الله تعالى أحداً فوق طاقته لطفاً منه تعالى بخلقه ورأفة بهم وإحساناً إليهم ، فأزالت ما كان أشفق منه الصحابة في قوله : وإن تبدوا ما في أنفسكم ، أو تخفوه يحاسبكم به الله ، أي : هو وإن حاسب وسأل لكنه لا يعذب إلا على ما لا يملك دفعه من وسوسة النفس وحديثها ، فهذا لا يكلف به الأنسان اهـ قسطلاني.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
سورة آل عمران
1 ـ باب {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ}

(3/42)


قوله : (وأخر متشابهات الخ) حاصل ما ذكروه في تفسيره أنها متناسبات يشبه بعضها
188
بعضاً في المعنى بحيث يصير كل منها كالمصدق لصاحبه ، ولا يخفى أن هذا المعنى غير مناسب لما بعده ، وإنما المناسب به أن يفسر بالمشتبهات التي يشتبه ، ويلتبس معانيها بحيث لا يكاد تفهم ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
189
4 ـ باب {قُل يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَينَنَا وَبَينَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ}
قوله : (إلى في) عبر بفيّ موضع أذني إشارة إلى تمكنه من الإصغاء إليه بحيث يجيبه إذا احتاج إلى الجواب. قوله : (انطلقت في المدة الخ) أي : مدة الصلح بالحديبية على وضع
190
الحرب عشر سنين. قوله : (قال : فقال هرقل) أي : قال أبو سفيان ، فقال هرقل. قوله : (فإن كذبني) : بتخفيف المعجمة أي نقل إليّ الكذب. قوله : (أن يؤثروا) أي : يرووا ، ويحكوا عني الكذب ، وهو قبيح. قوله : (ملك) : بفتح الميم ، وكسر اللام. قوله : (هذه المدة) أي : مدة صلح الحديبية. قوله : (قال : والله الخ) أي : قال أبو سفيان ، وقوله : شيئاً ، أي : أنتقصه به.
قوله : (وهم أتباع الرسل) أي : غالباً بخلاف أهل الاستكبار. قوله : (سجالاً) أي : نوباً
191

(3/43)


أي : نوبة له ونوبة عليه. قوله : (أخلص إليه) : بضم اللام أي : أصل. قوله : (بدعاية الإسلام) : بكسر الدال المهملة ، أي : بالكلمة الداعية للإسلام ، وهي شهادة التوحيد. قوله : (أجرك مرتين) أي : لكونه مؤمناً بنبيه المسيح ، ثم آمن بمحمد ، أو لأن إسلامه سبب لإسلام أتباعه. قوله : (الأريسيين) : بهمزة ، وتشديد التحتية بعد السين ، أي : الزراعين نبه بهم على جميع الرعايا. قوله : (لقد أمر) : بفتح الهمزة مع القصر ، وكسر الميم ، أي : عظم. وقوله : أمر ابن أبي كبشة بسكون الميم ، أي : شأن ابن أبي كبشة ، بفتح الكاف ، وسكون الموحدة كنية أبي النبى {صلى الله عليه وسلّم} من الرضاع الحرثبن عبد العزى.
قوله : (قوله بني الأصفر) وهم : الروم اهـ قسطلاني.
192
5 ـ باب {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ـ إِلَى ـ بِهِ عَلِيمٌ}
قوله : (بخ) : بفتح الموحدة ، وسكون المعجمة. قوله : (رايح) : بالمثناة التحتية ، أي : من شأنه الذهاب ، والفوات ، فاذهب في الخير فهو أولى. قوله : (رابح) : بالموحدة ، أي : يربح صاحبه في الآخرة.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
193
8 ـ باب {إِذْ هَمَّتْ طَائِفتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفشَلاَ}
قوله : (أن تفشلا) أي : تتخلفا عن الرسول {صلى الله عليه وسلّم} ، وتذهبا مع عبداللهبن أبيّ ، وكان ذلك في غزوة أحد. قوله : (وقال سفيان مرة وما يسرني الخ) أي : بدل وما نحب ومفهومه أن نزولها سره لما حصل لهم من الشرف وتثبيت الولاية.
9 ـ باب {لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ}
قوله : (وطأتك) : بفتح الواو ، وسكون الطاء ، وهمزة مفتوحة ، أي : بأسك.
194
قوله : (لأحياء) أي : قبائل.
10 ـ باب {وَالرَّسُولُ يَدَعُوكُمْ في أُخْرَاكُمْ}

(3/44)


قوله : (آخركم) : بكسر الخاء ، أي : لتصير دالة على التأخر كما في قالت : أولاهم لأخراهم ، أي : المتقدمة للمتأخرة ، واستعماله في هذا المعنى موجود في كلامهم فلا يعترض بأن أخرى تأنيث آخر بفتح الخاء كفضلى ، وأفضل ، لأنه عليه لم يكن فيه دلالة على التأخر الوجودي بحسب العرف ، بل يدل على المغايرة اهـ قسطلاني.
195
15 ـ باب {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً}
قوله : (قطيفة) : كساء غليط ، وقوله : فدكية بفاء فدال مهملة مفتوحتين نسبة إلى فدك بلد على مرحلتين من المدينة.
196
قوله : (البحيرة) : بالتصغيرة ، أي : البليدة ، وهي المدينة النبوية. وقوله : بالعصابة ، أي بعمامة الملوك يعني : يجعلونه رئيساً لهم.
قوله : (شرق) : بفتح الشين المعجمة ، وبالراء المكسورة ، والقاف ، أي : غص ابن أبيّ.
قوله : (قد توجه) أي : ظهر وجهه.
قوله : (فبايعوا) : بفتح التحتية بلفظ الماضي والرسول نصب على المفعولية. وفي رواية بلفظ الأمر لرسول الله {صلى الله عليه وسلّم} اهـ قسطلاني.
197
16 ـ باب {لاَ يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَفرَحُونَ بِمَا أَتَوا} (188)
قوله : (بمقعدهم) مصدر ميمي ، أي : بقعودهم. قوله : (نمر) : بفتح النون ، وكسر الميم. قوله : كريب بضم الكاف ، وفتح الراء. قوله : (واستنّ) أي : استاك. قوله : (ركعتين) أي : سنة الصبح صلاهما في بيته.
198
18 ـ باب {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ في خَلقِ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ}
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
قوله : (فطرحت) مبني للمفعول. قوله : (طولها) أي : وابن عباس في عرضها.

(3/45)


قوله : (فجعل يمسح الخ) فيه حذف ، أي : فنام حتى انتصف الليل أو قريباً منه ، فاستيقظ يمسح النوم ، أي : أثره. قوله : (شنا) : بفتح الشين المعجمة ، وتشديد النون قربة عتقت من الاستعمال. قوله : (يفتلها) : بكسر المثناة الفوقية ، أي : يدلكها لينتبه من بقية نومه ، ويستحضر أفعال الرسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ، وفيه أن الفعل القليل غير مبطل للصلاة اهـ قسطلاني.
19 ـ باب {رَبَّنَا إنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}
قوله : (العشر الآيات الخواتم الخ) التي أولها : {إن في خلق السموات والأرض}.
199
سورة النساء
1 ـ باب {وَإِنْ خِفتُمْ أَنْ لاَ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى}
قوله : (قواماً الخ) : بكسر القاف بعدها واو ، والتلاوة بالياء التحتية إذ مراده ، ولا تؤتوا
200
السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً ، ولم يقصد المؤلف بها التلاوة ، بل حذف الكلمة القرآنية ، وأشار إلى تفسيرها.
قوله : (كانت له) أي : عنده. قوله : (عذق) : بفتح العين المهملة ، وسكون الذال المعجمة آخره قاف ، أي : نخلة. قوله : (يمسكها) أي : اليتيمة. قوله : (عليه) أي : لأجله.
2 ـ باب {وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَليَأَكُل بِالمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيهِمْ}
قوله : (من العتاد) : بفتح العين.
201
قوله : (مكان قيامه عليه بمعروف) بقدر حاجته بحيث لا يتجاوز أجرة المثل اهـ قسطلاني.
202
8 ـ باب {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}
قوله : (ضوء ليس فيها سحاب) قد ضبط ضوء في النسخ المتعمدة بالرفع ولعلّ وجهه أنه
203
خبر محذوف ، أي : هي ، أي : الظهيرة ضوء.
والجملة حال واختار بعض الشراح الجر على البدلية.

(3/46)


قوله : (يتبع) إما بالرفع على أنه خبر وقع موقع الإنشاء ، أو بالجزم على تقدير الأمر.
قوله : (فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب الخ) ، أي بخلاف من كان يعبد نحو عزير وعيسى ضرورة أن نحو الأصنام في النار ، فمن كانوا يعبدونها عند أتباعهم يلحقون بهم في النار بخلاف عزير وعيسى ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
قوله : (في أدنى صورة) أي : أقرب صفة ، وقوله من التي رأوه ، أي : عرفوه ، وقوله : فيها ، أي : بأنه لا يشبه شيئاً من المحدثات. قوله : (على أفقر الخ) أي : أحوج ما كنا إليهم في معايشنا ، ومصالح دنيانا.
9 ـ باب {فَكَيفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هؤُلاَءِ شَهِيداً}
قوله : (المختال والختال واحد) هذا لا ينتظم على رواية الأكثر بأن الثاني بالتاء المثناة المشددة لأنه من الختل ، وهو الخديعة ، والأول بمعنى المتكبر. وفي رواية : والخال بدل
204
الختال ، وهو يطلق على معانٍ ، فيكون بمعنى الخائل ، وهو المتكبر ، والمراد قوله تعالى : {إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً} اهـ قسطلاني.
205
13 ـ بابٌ قَوْلُهُ : {وَما لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ ـ إِلَى ـ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}
قوله : (ممن عذر الله) أي : جعلهم الله تعالى من المعذورين المستضعفين.
206
14 ـ باب {فَمَالَكُمْ في المُنَافِقِينَ فِئَتَينِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ}
قوله : (رجع ناس من أصحاب النبي الخ)وهم : عبداللهبن أبي المنافق وأتباعه ، وكانوا ثلاثمائة ، وبقي النبى {صلى الله عليه وسلّم} في سبعمائة.
15 ـ باب {وَإِذَا جَاءَهُمْ أمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ}

(3/47)


قوله : (إلا إناثاً) يريد قوله تعالى : {إن يدعون من دونه إلا إناثاً}. وقوله : يعني الموت الخ. قال الحسن : كل شيء لا روح فيه فهو أنثى. وقد كانوا يسمون أصنامهم بأسماء الإناث ، فيقولون : اللات والعزى ومناة.
قوله : (بتكه) أي : قطعة ، وقد كانوا يشقون أذني الناقة إذا ولدت خمسة أبطن ، والخامس ذكر ويحرمون الانتفاع بها اهـ قسطلاني.
207
18 ـ باب {لاَ يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ... وَالمُجاهِدُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ}
قوله : (فلاناً) أي : زيدبن ثابت فدعوه.
208
19 ـ باب {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ المَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ في الأَرْضِ قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}
قوله : (قطع على أهل المدينة بعث) بضم القاف ، وكسر الطاء مبنياً للمفعول ، أي : ألزموا بإخراج جيش لقتال أهل الشام في خلافة عبداللهبن الزبير على مكة في غير سبيل الله ، وغرض عكرمة أن الله ذم من كثر سواد المشركين مع أنهم كانوا لا يريدون بقلوبهم موافقتهم فكذلك أنت لا تكثر سواد هذا الجيش ، وإن كنت تريد موافقتهم ، لأنهم لا يقاتلون في سبيل الله اهـ قسطلاني.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
209
210
25 ـ باب {إِنَّ المُنَافِقِينَ في الدَّرَكِ الأَسْفَلِ}
قوله : (لقد أنزل الله النفاق على قوم خير منكم) أي : قرن خير منكم لأنه قرن الصحابة ، وهو خير من قرن التابعين ، أو المراد بالنفاقي نفاق العمل ، أو المراد أنهم صاروا خيراً منكم حتى تابوا ، ومعنى قوله : على قوم كانوا خير ، أي : صاروا خيراً حين تابوا اهـ سندي.
26 ـ باب {إِنَّا أَوْحَينَا إِلَيكَ ـ إِلَى قَوْلِهِ ـ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيمانَ}

(3/48)


قوله : (من قال : أنا خير من يونسبن متى فقد كذب) أي : من قال كذلك افتخاراً لا بد أن يكون كاذباً إذ الذي يكون خيراً ، ويقول على وجه التحدث بنعمة الله ، أو على وجه تبليغ ما
211
أوحى إليه ، وأمر بتبليغه ك النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، قال : أنا سيد ولد آدم لا يقول افتخاراً ، ولذلك قال صلى الله تعالى عليه وسلم ، ولا فخر ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
212
سورة المائدة
3 ـ باب {فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً}
قوله : (ما هي) أي : البركة التي حصلت للمسلمين برخصة التيمم بأول بركتكم ، بل هي مسبوقة بغيرها.
قوله : (فلكزني) : بالزاي ، أي : دفعني في صدري بيده دفعة.
213
4 ـ باب {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هاهُنَا قاعِدُون}
قوله : (فقاتلا أنا ههنا الخ) ظاهره أنهم قالوا ذلك استهانة بالله ورسوله ، وأصل هذا أن موسى عليه السلام أمر أن يدخل مدينة الجبارين ، وهي أريحا ، فبعث اثني عشر عيناً ، فلما دخلوها رأوا أمراً هائلاً من عظمتهم ، فدخلوا حائطاً فجاء صاحبه ليجتني الثمار فكلما ما أصاب واحداً منهم جعله في كمه مع الفاكهة إلى آخرهم وذهب إلى ملكهم فنثرهم بين يديه ، فقال الملك : قد رأيتم شأننا ، فاذهبوا وأخبروا صاحبكم اهـ قسطلاني.
214
215
10 ـ باب {إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيطَانِ}
قوله : (وفعلت منه قسمت) أي : صيغة المتكلم منه لفظة قسمت ، والمقصود أن الاستفهام استفعال من القسم ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
216
217
13 ـ باب {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حامٍ}
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163

(3/49)


قوله : (وإذ قال : الله يقول قال الله : وإذ ههنا صلة) اعلم أن قوله : يقول : تفسير قال لبيان أن الماضي بمعنى المضارع ، وقوله : قال الله لبيان أن إذ زائدة ثم صرح بذلك بقوله : وإذ ههنا صلة ، كأنه قال : قال في إذ ، قال الله بمعنى يقول ، وأصله ، قال الله : وإذ زائدة ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
218
219
220
سورة الأنعام
2 ـ باب {قُل هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ}
قوله : (يلبسكم ، يخلطكم) أي : يجمعكم في معركة القتال مختلطين ، وعلى هذا ، فقوله تعالى : {أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض} ، مجموعه نوع ثالث من العذاب ، وهذا هو ظاهر القرآن لأن العطف بين كل نوعين بكلمة أو ، والعطف ههنا بالواو ، فالظاهر أن مجموعهما نوع واحد ، وكذا هو ظاهر الحديث المذكور في الكتاب لقوله : هذا أهون بصيغة الإفراد بعد ذكر مجموع الفعلين ، والله تعالى أعلم.
221
5 ـ باب {أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}
قوله : (إلى قوله : فبهداهم اقتده ثم قال : هو) أي : داود منهم ، أي : فلا بدّ لنا أن نسجد في ص اقتداء بداود عليه السلام فضرورة أنا نقتدي بمن أمر نبينا عليه الصلاة والسلام بالاقتداء به ، وكذا لا بد أن نبيناصلى الله تعالى عليه وسلم يسجد في ص للأمر بالاقتداء بداود عليه الصلاة والسلام لكن قد يقال : الاقتداء بداود عليه السلام يقتضي أن نسجد عند التوبة كما هو سجد عند التوبة ، وأما عند قراءة سورة ص ، فلا إذ داود ما قرأ سورة ص ، ولا سجد عند ذلك قط إلا أن يقال : ينبغي السجود عند تذكر توبته عليه السلام ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
222
223
224
سورة الأعراف

(3/50)


2 ـ باب {وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيكَ قالَ لَنْ تَرَانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ، فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلجَبَلِ جَعَلَهُ دَكَّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيكَ وَأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ}
قوله : (قال ابن عباس : أرني أعطني) أي : ارزقني رؤيتك ومكني منها اهـ سندي.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
3 ـ باب {المَنَّ والسَّلوَى}
قوله : (الكمأة) : بفتح الكاف ، وسكون الميم ، وقوله : من المنّ ، أي : نوع من المنّ لأنه
225
ينبت بنفسه من غير علاج ، ولا مؤنة ، كما كان المنّ ينزل على بني إسرائيل.
4 ـ باب {قُل يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلكُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
قوله : (ابن زبر) : بفتح الزاي الموحدة.
5 ـ باب {وَقُولُوا حِطَّةٌ}
قوله : (شعرة) : بفتح العين والراء. وحاصل الأمر أنهم أمروا أن يخضعوا لله تعالى عند
226
فتح بيت المقدس ، ودخولهم الباب بعد إخراجهم من التيه بعد أربعين سنة بالفعل ، والقول : وأن يغترفوا يذنوبهم ، فخالفوا غاية المخالفة فبدلوا السجود بالزحف ، وقالوا مستهزئين حبة في شعرة بدل حطة اهـ قسطلاني.
227
سورة الأنفال
1 ـ باب قَوْلُهُ : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَينِكُمْ}

(3/51)


قوله : (وتصدية الصفير) وهو الصوت بالفم والشفتين ، كذا في "المجمع" اهـ سندي.
228
229
230
سورة براءة
قوله : (الخوالف الخالف) أي : مفرده الخالف ، وقوله ، ويجوز أن يكون معنى لفظ الخوالف النساء ، وقوله : من الخالفة ، أي : يجوز أن يكون النساء ، أي : على أنه مأخوذ من لفظة الخالفة جمع له. وقوله : وإن كان جمع الذكور ، أي : فهو شاذ وارد على قلة ، فإنه لم يوجد الخ اهـ سندي.
231
1 ـ باب {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ المُشْرِكِينَ}
قوله : (أذن يصدق) أي : كل ما سمع وسمي بالجارحة للمبالغة كأنه من فرط سماعه صار جملة آلة السماع كما سمي الجاسوس عيناً لذلك. وقوله : تطهرهم وتزكيهم هما بمعنى واحد لأن الزكاة والتزكية في اللغة الطهارة.
232
3 ـ باب {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِىءٌ مِنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
قوله : (في تلك الحجة) أي : التي أمره عليها رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} قبل حجة الوداع اهـ قسطلاني.
233
5 ـ باب {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيمَانَ لَهُمْ}
قوله : (أعلاقنا) : بالعين المهملة ، والقاف ، أي : نفائس أموالنا. قوله : (شجاعاً أقرع) أي : حية تمعط جلد رأسها لكثرة السم ، وطول العمر.
7 ـ باب {يَوْمَ يُحْمى عَلَيهَا في نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}

(3/52)


قوله : (جباههم وجنوبهم الخ) تخصيص هذه الأعضاء لأن جمع المال والبخل به كان لطلب الوجاهة ، فوقع العذاب بنقيض المطلوب ، والظهر لأن البخيل يولي ظهره عن السائل ،
234
أو لأنها أشرف الأعضاء لاشتمالها على الدماغ والقلب والكبد.
قوله : (هذا ما كنزتم الخ) معمول لقول محذوف ، أي : يقال لهم : هذا ما كنزتم لمنفعة أنفسكم ، فصار مضرة لها ، وسبب تعذيبها.
قوله : (ما كنتم تكنزون) أي : جزاء الذي كنتم تكنزونه ، لأن المكنوز لا يذاق اهـ قسطلاني.
235
236
12 ـ باب {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً}
قوله : (تصلي عليه ، وقد نهاك ربك) بتقدير الاستفهام ، أي : أتصلي عليه فيه أنه كيف لعمر أن يقول : ذلك ، أو يعتقد ، وفيه اتهام النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بارتكاب المنهي عنه. قلت : لعله جوّز النسيان ، والسهو ، فأراد أن يذكره ذلك ويمكن تنزيل الاستفهام على الجملة الحالية ، كما قالوا : أن القيد الأخير في الجملة هو مناط الإثبات والنفي ، فصار المطلوب هل نهاك الله أم لا ؟ ، ولم يقل ذلك للتردد منه بين النهي وعدمه ، بل ليتوسل به إلى فهم ما ظنه نهياً ، ويؤيده.
237
رواية الترمذي : أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين ، أي : بين لي أن الذي أظنه نهياً أهو نهي أم لا ؟ ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
238
14 ـ باب {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كانُوا يَكْسِبُونَ}
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163

(3/53)


قوله : (لتعرضوا عنهم) أي : فلا تعاتبوهم ، وقوله : فأعرضوا عنهم ، أي : احتقاراً لهم. وقوله : إنهم رجس ، أي : قذر نجس بواطنهم ، واعتقاداتهم ، وهو علة للإعراض ، وترك المعاتبة.
قوله : (أن لا أكون كذبته) لا زائدة والمعنى أن أكون كذبته ، وأكون مضارع بمعنى الاستمرار المتناول للماضي ، فلا منافاة بينه وبين كذبته. وقوله : فأهلك ، بكسر اللام وتفتح النصب ، أي : فإن أهلك اهـ قسطلاني.
239
18 ـ باب {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لاَ مَلجَأَ مِنَ اللَّهَ إِلاَّ إِلَيهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
قوله : (ونهى النبى {صلى الله عليه وسلّم} عن كلامي ، وكلام صاحبي) هما : هلال ومرارة لأن الثلاثة تخلفوا من غير عذر ، واعترفوا بذلك.
240
قوله : (ولم ينه عن كلام أحد من المتخلفين غيرنا) أي : وهم الذين اعتذروا إليه ، وقبل منهم علانيتهم ، واستغفر لهم ، ووكل سرائرهم إلى الله تعالى ، وكانوا بضعة وثمانين رجلاً.
241
20 ـ باب {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ}
قوله : (من الرقاع) : بكسر الراء جمع رقعة من أديم أو ورق ونحوهما. وقوله : والأكتاف بالمثناة بالفوقية جمع كتف عظم عريض في أصل كتف الحيوان ينشف ، ويكتب فيه. وقوله : والعسب : بضم العين والسين المهملتين آخره موحدة جمع عسيب ، وهو جريد النخل يكشطون خوصه ، ويكتبون في طرفه العريض. وقوله : وصدور الرجال ، أي : الذين جمعوا القرآن وحفظوه كاملاً في حياته {صلى الله عليه وسلّم} فما في الرقاع والأكتاف والعسب تقرير على تقرير اهـ قسطلاني.
242
243
244
سورة هود

(3/54)


2 ـ باب {وَكان عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ} (7)
قوله : (أنفق أنفق عليك) : بفتح الهمزة في الأولى وضمها في الثانية ، وجزم الأول بالأمر والثاني بالجواب.
قوله : (يد الله ملأى) كناية عن خزائنه التي لا تنفذ بالعطاء. وقوله : لا يغيضها : بفتح التحتية ، وكسر الغين وبالضاد المعجمتين بينهما تحتية ساكنة ، أي : لا ينقصها. وقوله : نفقة سحاء الليل النهار بنصهما ، وسحاء بمعنى هطلاء اهـ قسطلاني.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
245
246
6 ـ باب {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَآتِ ذلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}
قوله : (وزلفاً من الليل) المراد به ساعات الليل القريبة ، واختلف في طرفي النهار ، وزلف الليل ، فقيل : الطرف الأول الصبح ، والثاني الظهر والعصر ، والزلف المغرب والعشاء ، وقيل غير ذلك.
قوله : (ألى هذه) : بفتح الهمزة للاستفهام ، أي : هذه الآية مختصة بي ، أو عامة للناس كلهم.
247
سورة يوسف
قوله : (متكا) : بضم الميم ، وسكون الفوقية ، وتنوين الكاف من غير همز في المواضع الثلاثة ، وهي قراءة اهـ قسطلاني.
248
3 ـ باب {قالَ بَل سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً}
قوله : (بل سولت الخ) قبل هذه الجملة جملة محذوفة تقديرها لم يأكله الذئب ، {بل سولت لكم أنفسكم أمراً} في شأنه. وقوله : {فصبر جميل} ، أي : أمري صبر جميل ، فهو خبر لمبتدإ محذوف. وروي مرفوعاً الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه فمن بث لم يصبر ويدلّ له إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ، والصبر غير الجميل : هو الصبر لغرض لا لأجل الرضا بقضاء الله سبحانه اهـ قسطلاني.
249
250
251
سورة الرعد

(3/55)


قوله : (تعقب الأولى منها الأخرى) يحتمل أن المراد بالأولى إحدى الطائفتين ، وبالأخرى غيرها ، أي : تعقب واحدة منهما ، وهي الثانية غيرها ، وهي الأولى ، وعلى هذا الأولى هي الفاعل ، والأحرى للمفعول ، ويحتمل أن المراد بالأولى هي السابقة وبالأخرى هي اللاحقة ، وعليه الفاعل هو الأخرى والأولى مفعول ، وقولهم بوجوب تقديم الفاعل في مثله يقتضي الحمل على المعنى الأول ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
252
253
سورة الحجر
قوله : (والمسنون المصبوب) من سنّ الماء صبه ، أي : المفرغ على هيئة الإنسان كما تفرغ الصور من الجواهر المذابة في القوالب.
1 ـ باب {إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ}
قوله : (كالسلسلة) ، أي : حال قوله : كالسلسة ، أي : حال قوله : كالسلسلة ، أي : كصوتها اهـ سندي.
254
2 ـ باب {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ المُرْسَلِينَ}
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
قوله : (أصحاب الحجر) هو وادي ثمود بين المدينة والشام. وقوله : المرسلين ، أي : صالحاً ، ومن كذب واحداً من المرسلين ، فكأنما كذب الجميع.
قوله : (قال لأصحاب الحجر) أي : قال لأصحابه عليه الصلاة والسلام الذين قدموا الحجر لما مروا به معه في حال توجههم إلى تبوك. وقوله : لا تدخلوا على هؤلاء القوم ، أي : المعذبين في ديارهم اهـ قسطلاني.
255
قوله : (شاكلته) هذا في سورة الإسراء ، فذكره هنا لعله من الناسخ. وقوله : ناحيته ، أي : على ناحيته ، ولأبي ذر عن الحموي نيته بدل ناحيته ، أي : التي تشاكل حاله في الهدى والضلال. وقوله : ما استدفأت ، أي : به مما يقي البرد.
256
سورة النحل
قوله : (تنقص) تفسير لتخوّف ، أي : تنقص شيئاً بعد شيء في أنفسهم ، وأموالهم حتى يهلكوا من تخوفته إذا تنقصته اهـ قسطلاني.
257
سورة بني إسرائيل

(3/56)


قوله : (تقصف كل شيء) أي : تكسره وتجعله كالرميم إذا مر به اهـ سندي.
258
259
260
6 ـ باب قوله : {وَآتَينَا دَاوُدَ زَبُوراً}
قوله : (يعني القرآن) وقرآن كل نبي يطلق على كتابه الذي أوحي إليه ، ويدل هذا على أن البركة قد تقع في الزمن اليسير حتى يقع فيه العمل الكثير ، فمن ذلك أن بعضهم كان يقرأ أربع ختمات بالليل ، وأربعاً بالنهار ، وقد أنئبت عن الشيخ أبي طاهر المقدسي أنه يقرأ في اليوم والليلة خمس عشرة ختمة ، وهذا الرجل قد رأيته بحانوته بسوق القماش في الأرض المقدسة سنة سبع وستين وثمانمائة اهـ قسطلاني.
261
262
13 ـ باب {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ}
قوله : (سلوه عن الروح) أي : الذي يحيا به بدن الإنسان ، ويدبره أو جبريل أو القرآن أو الوحي أو ملك يقوم وحده صفاً يوم القيامة ، أو ملك له أحد عشر ألف جناح ووجه ، أو ملك له سبعون ألف لسان ، أو خلق كخلق بني آدم يقال لهم : الروح يأكلون ، ويشربون. أو سلوه عن كيفية ملك الروح في البدن وامتزاجها به ، أو عن ماهيتها ، وهل هي متحيزة أم لا ؟ وهل هي حالة في متحيز أم لا ؟ ، وهل هي قديمة أو حادثة ، وهل تبقى بعد انفصالها من الجسد أو تفنى ، وما حقيقة تعذيبها وتنعيمها اهـ قسطلاني.
263
264
265
سورة الكهف
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
3 ـ باب {فَلَمَّا بَلَغَا مجْمَعَ بَينِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمْا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ في البَحْرِ سَرَباً}
قوله : (كذب عدوّ الله) أي : نوف وخرّج هذا مخرج الزجر والتحذير لا القدح في نوف لأن ابن عباس ، قال ذلك حال غضبه ، وألفاظ الغضب تقع على غير الحقيقة غالباً ، وتكذيبه له لكونه ، قال غير الواقع ، ولا يلزم منه تعمده.
266

(3/57)


قوله : (فقال : أنا) أي : قال ذلك بحسب اعتقاده لأنه نبي ذلك الزمان ، ولا أحد في زمانه أعلم منه ، فهو خبر صادق. قوله : (فعتب الله عليه الخ) أي : لئلا يقتدى به من لم يبلغ كماله في تزكية نفسه ، وعلو درجته من أمته ، فيهلك اهـ قسطلاني.
قوله : (قال بمجمع البحرين) وهو المكان الذي وعد فيه موسى لقاء الخضر ، وهو متلقى بحر فارس والروم ، مما يلي المشرق ، أو بحري المشرق والمغرب المحيطين بالأرض ، أو العذب والملح. قوله : (في مكان ثريان) : بمثلثة مفتوحة ، وراء ساكنة ، فتحتية مفتوحة ، وبعد الألف نون صفة لمكان مجرور بالفتحة لا ينصرف لأنه من باب فعلان فعلى. قوله : (إذ تضرّب الحوت) : بضاد معجمة ، وراء مشدّدة تفعل ، أي : اضطرب وتحرم إذ حيي في المكتل.
267
قوله : (أنهما أبدلا جارية) أي : مكان المقتول فولدت نبياً من الأنبياء ، رواه النسائي ، ولابن أبي حاتم من طريق السدي ، قال : ولدت جارية ، فولدت نبياً ، وهو الذي كان بعد موسى ، فقالوا له : ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله واسم هذا النبي شمعون ، واسم أمه حنة.
وفي تفسير ابن الكلبي : ولدت جارية ولدت عدة أنبياء ، فهدى الله بهم أمماً ، وقيل : عدة من جاء من ولدها من الأنبياء سبعون نبياً اهـ قسطلاني.
268
4 ـ باب {فَلَمَّا جاوَزَا قالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هذا نَصَباً}
قوله : (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً) أي : لكونه منكراً من حيث الظاهر ، وقد كانت أحكام موسى كغيره من الأنبياء مبنية على الظواهر ، ولذا أنكر خرق السفينة ، وقتل الغلام إذ التصرف في أموال الناس ، وأرواحهم بغير حق حرام في الشرع الذي شرعه لأنبيائه عليهم السلام إذ لم يكلفنا إلى الكشف عن البواطن لما في ذلك من الحرج اهـ قسطلاني.
269
270
271

(3/58)


6 ـ باب قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً} (80)
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
قوله : (حتى تموت ثم نبعث) مفهومه غير مراد إذ الكفر لا يتصور بعد البعث ، فكأنه قال : لا أكفر أبداً.
272
قوله : (أطلع الغيب أم أتخذ عند الرحمن عهداً) قال في "الكشاف" ، أي : أو قد بلغ من عظمة شأنه أن أرتقي إلى عالم الغيب الذي توحد به الواحد القهار ، والمعنى أن ما ادعى أنه يؤتاه وتألى عليه لا يتوصل إليه إلا بأحد هذين الفريقين إما علم الغيب ، وإما عهد من عالم الغيب ، فبأيهما توصل إلى ذلك اهـ قسطلاني.
سورة طه
قوله : (وقد كنت بصيراً في الدنيا) أي : بحجتي يريد أنه كانت له حجة بزعمه في الدنيا ، فلما كوشف بأمر الآخرة بطلت ، ولم يهتد إلى حجة حق.
273
1 ـ باب {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفسِي}
قوله : (واصطنعتك لنفسي) افتعال من الصنع فأبدلت التاء طاء لأجل حرف الاستعلاء ، أي : اصطفيتك لمحبتي ، وهذا مجاز عن قرب منزلته ، ودنوه من ربه ، لأن أحداً لا يصطنع إلا من يختاره.
274
275
سورة الأنبياء
1 ـ باب {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلقٍ نُعِيدُهُ وَعْدَاً عَلَينَا}
قوله : (غرلاً) : بغين معجمة مضمومة ، فراء ساكنة ، جمع أغرل ، وهو الأقلف الذي لم يختن ، قال أبو الوفاءبن عقيل لما أزالوا تلك القطعة في الدنيا أعادها الله ليذيقها من حلاوة فضله اهـ قسطلاني.
قوله : (ثم إن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم) وخصوصية إبراهيم بهذه الأولية لكونه ألقي في النار عرياناً.
276
277
سورة الحج
3 ـ باب {هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهِمْ}

(3/59)


قوله : (وفيهم نزلت : هذان خصمان اختصموا في ربهم) وقد روي أن الآية نزلت في أهل الكتاب والمسلمين. قال أهل الكتاب نحن أحق بالله ، وأقدم منكم كتاباً ونبينا قبل نبيكم ، وقال المؤمنون نحن أحق بالله آمنا بمحمد ، وآمنا بنبيكم ، وما أنزل الله من كتاب.
قوله : (عليّ وحمزة وعبيدة) والثلاثة مسلمون اهـ قسطلاني.
278
279
سورة النور
1 ـ باب {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لِمَنَ الصَّادِقِينَ}
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
قوله : (فطلقها) وفي رواية ثلاثاً ، وتمسك به من قال : لا تقع الفرقة بين المتلاعنين إلا بإيقاع الزوج ، وهو قول عثمان الليثي. وقال الشافعي وسحنون من المالكية تقع بعد فراع الزوج من اللعان لأن لعان المرأة شرع لدفع الحدّ عنها بخلاف الرجل ، فإنه يزيد في حقه نفي النسب وإلحاق الولد ، وزوال الفراش. وقال مالك بعد فراغ المرأة اهـ قسطلاني.
280
5 ـ باب {إِنَّ الَّذِينَ جاؤُا بِالإِفكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاَ تَحْسِبُوهُ شَرَّاً لَكُمْ بَل هُوَ خَيرٌ لَكُمْ لِكُل امْرِىءٍ مِنْهُمْ ما اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
قوله : (عصبة منكم) أي : جماعة من العشرة إلى الأربعين منكم أيها المؤمنون ، والمراد بهم عبداللهبن أبيّ ابن سلول ، وكان من جملة من حكم له بالإيمان ظاهراً ، وزيدبن رفاعة ، وحسانبن ثابت ، وحمنة بنت جحش ، ومن ساعدهم.
قوله : (له عذاب عظيم) ، أي : في الآخرة ، أو في الدنيا بأن جلدوا ، وصار ابن أبيّ
281
مطروداً مشهوراً بالنفاق ، وحسان أعمى أشل اليدين ، ومسطح مكفوف البصر اهـ قسطلاني.

(3/60)


6 ـ باب {وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلتُمْ ما يَكُونَ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} لَوْلاَ جاؤُا عَلَيهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذَا لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فأُوْلائِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الكاذِبُونَ}
قوله : (إلا كثرن عليها) بتشديد المثلثة وروي : إلا أكثرن ، أي : نساء الزمان. وقوله :
282
عليها ، أي : القول في نقصها فالاستثناء منقطع ، أو إشارة لما وقع من حمنة بنت جحش أخت أم المؤمنين زينب ، فإن الحامل لها على ذلك كون عائشة ضرة أختها ، فالاستثناء متصل لم تقصد أم رومان بقولها ولها ضرائر إلا كثرن عليها قصة عائشة بنفسها ، وإنما ذكرت شأن الضرائر ، وأما ضرائر عائشة ، وإن لم يصدر منهن شيء ، فلم يعدم ذلك ممن هو من أتباعهن كحمنة اهـ قسطلاني.
283
284
قوله : (العشر الآيات كلها) قال ابن حجر آخر العشر ، والله يعلم ، وأنتم تعلمون اهـ.
وأقول : بل هي تسعة ولعله عد قوله : لهم عذاب أليم رأس آية ، وليس كذلك بل تشبه فاصلة ، وليست بفاصلة كما نص عليه غير واحد من العادّين وحينئذ ، فآخر العشر رءوف رحيم اهـ قسطلاني.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
285
9 ـ باب {وَلوْلاَ إِذ سَمِعْتُمُوهُ قُلتُمْ ما يَكونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}
قوله : (أن يثني عليّ) أي : لأن الثناء يورث العجب.
قوله : (ابن عم رسول الله) أي : هو ابن عم رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ، وقائله عبداللهبن عبد الرحمنبن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم ، وإنما قاله لأنه فهم منها أن تمنعه ، والمستأذن لابن عباس ذكوان مولى عائشة. قوله : خلافه) أي : بعد خروجه.
286
10 ـ باب {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً}

(3/61)


قوله : (حصان) أي : عفيفة ورزان ، أي : كاملة العقل ، قوله : ما تزنّ ، أي : ما تتهم بريبة ، أي : بتهمة. وقوله : وتصبح غرثى ، أي : جائعة ، وقوله : من لحوم الغوافل ، أي العفيفات.
قوله : (قالت : لكن أنت) أي : لم تصبح غرثان أشارت به إلى أنه خاض في الافك اهـ شيخ الإسلام.
287
12 ـ باب {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدُّنْيَا وَالأَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ}
قوله : (فبقرت لي الحديث) أي : فتحته لي. قوله : (في السفل) أي : سفل البيت. قوله :
288
(واستعبرت) أي : من العبرة ، أي : تجلبت الدم. قوله : (خادمتي) هي بريرة. قوله : (حتى أسقطوا لها به) أي : صرحوا لبريرة بالأمر. قوله : (إلى ذلك الرجل) هو صفوان. وقوله : قيل له ، أي : عنه. قوله : (أقول : ماذا) منصوب بمقدر بعده يفسره ما قبله لأن للاستفهام صدر الكلام. قوله : (قد باءت) أي : أقرت اهـ شيخ الإسلام.
289
13 ـ باب {وَليَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}
قوله : (مروطهن) أي : أزرهن جمع إزار ، وهي الملاءة بضم الميم ، وتخفيف اللام وبالمدّ ، وهي الملحفة.
سورة الفرقان
قوله : (ما تسفي به الريح) وهو بمعنى ما قاله غير معناه ما يرى في الكوى التي عليها الشمس.
290
قوله : (مدّ الظل) هو عدم الضوء عما من شأنه أن يضيء والمراد به هنا ما ذكره بقوله : ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. قوله : (مذكر) أي : لفظاً ، وإلا فهو يؤنث في المعنى موافقة للنار. قوله : (الرسّ) أي : في قوله تعالى : {وأصحاب الرسّ} معناه المعدن.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
قوله : (عتت) أي : عصت على الخزان.
291

(3/62)


2 ـ باب {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهَاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفعَل ذلِكَ يَلقَ أَثَاماً}
قوله : (كانت هذه) أي : آية {لا يدعون مع الله إلهاً آخر} ، وما ذكره ابن عباس في تفسير الآيتين هو مذهبه ، وحملهما الجمهور ، وما في معناهما على التغليظ والتهديد ، وصححوا توبة القاتل كغيره إلا أن يكون مستحلاً لذلك ، وعليه يحمل ما ذكره ، ويؤيد كلامهم الاستثناء في آية : {والذين لا يدعون مع الله إلهاً أخر} بقوله : {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً} اهـ شيخ الإسلام.
292
5 ـ باب {فَسَوفَ يَكُونُ لِزَاماً}
قوله : (هلكة) : بفتح اللام.
293
سورة الشعراء
قوله : (تباً لك) مصدر ، أي : ألزمك الله هلاكاً وخسراناً.
294
سورة النمل
قوله : (كل ملاط) : بميم مكسورة ، وهو طين يوضع بين البنيان. وفي نسخة بموحدة مفتوحة ، وهو ما تكسى به الأرض من حجارة ، أو رخام ، وسيأتي للصرح نفسير آخر اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (ضرب عليها سليمان) أي : بنى عليها ، أي على مائها.
سورة القصص
قوله : (إلا ملكه) وقال بعضهم : إلا إياه ، وبعضهم : إلا ذاته ، والكل صحيح.
295
1 ـ باب {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}
قوله : (مثل ألم تر أن الله)أي : في كونه للاستفهام التقريري.
296
سُورَةُ العَنْكَبُوتِ
قوله : (ضللة) ، وقال غيره ، أي : غفلاً ذوي بصائر.
سورة آلم غلبت الروم
قوله : (فاصدع) أي : في قوله تعالى في سورة الحجر : {فاصدع بما تؤمر} ، أي : فاجهر به ، وأمضه ، وذكره هنا لمناسبة يصدّعون لفظاً.
قوله : (ضعف وضعف) : بضم الضاد في الأول ، وفتحها في الثاني ، وسكون العين فيهما.
قوله : (السوأى) أي : في قوله تعالى أساء والسوأى.
297

(3/63)


قوله : (والروم قد مضى) ساقط من نسخة بل لا فائدة لذكره هنا اهـ شيخ الإسلام.
298
سورة تنزيل السجدة
قوله : (ذخراً) منصوب بأعددت ، أي : أعددت ذلك لهم مذخوراً.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
299
1 ـ باب {فَلاَ تَعْلَمُ نَفسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ}
قوله : (بله ما أطلعتم عليه) : بضم الهمزة ، وكسر اللام. وفي نسخة : أطلعتهم بفتحهما ، وزيادة هاء بعد التاء ، وبله : بفتح الموحدة والهاء ، وسكون اللام. وفي نسخة : من بله بزيادة من ، وكسر الهاء ، فكسرتها على هذه كسرة إعراب ، وفتحها في الأولى فتح بناء ، وهي عليها اسم فعل بمعنى : دع ما أطلعتم عليه ، فإنه سهل يسير في جنب ما ادخرته لهم ، وعلى الثانية مصدر بمعنى الترك ، أو بمعنى سوى ، أي : ترك ، أو سوى ما اطلعتم عليه ، ومحل ما أطلعتم عليه على الأولى نصب ، وعلى الثانية جر.
سورة الأحزاب
قوله : (حتى نزل القرآن ادعوهم لآبائهم) أي : أمر فيه برد نسبهم إلى آبائهم الحقيقيين ،
300
ونسخ ما كان في ابتداء الإسلام من جواز دعاء الأبناء الأجانب لمن تبناهم اهـ شيخ الإسلام.
2 ـ باب {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}
قوله : (نرى هذه الآية) أي : نظن.
301
3 ـ باب {قُل لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَينَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً}
قوله : ({وأسرحكن سراحاً جميلاً}) زاد في نسخة الآية ، واقتصر على قوله : {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن} الآية.
قوله : (حتى تستأمري أبويك) أي : تطلبي منهما المشورة اهـ شيخ الإسلام.
302

(3/64)


6 ـ باب {تُرْجِىءُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيتِ مِمَّنْ عَزَلتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيكَ}
قوله : (كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ) قال الطيبي ، أي : أعيب عليهن لأن من غار عاب ، ويدل عليه قولها : أتهب المرأة الخ. وهو ههنا تقبيح ، وتنفير لئلا تهب النساء أنفسهن له صلى الله تعالى عليه وسلم ، فتكثر النساء عنده. قال القرطبي : وسبب ذلك القول الغيرة ، وإلا فقد علمت أن الله سبحانه أباح له هذا خاصة ، وأن النساء معذورات ، ومشكورات في ذلك لعظيم بركته صلى الله تعالى عليه وسلم ، وأي منزلة أشرف من القرب منه لا سيما مخالطة اللحوم ، ومشابكة الأعضاء ، انتهى ، وقولها : قلت : ما أرى ربك الخ ، كناية
303
عن ترك التنفير والتقبيح لما رأت من مسارعة الله تعالى في مرضاة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، أي : كنت أنفر النساء عن ذلك ، فلما رأيت الله جل ذكره يسارع في مرضاة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم تركت ذلك لما فيه من الإخلال بمرضاتهصلى الله تعالى عليه وسلم ، والله تعالى أعلم.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
وقيل : قولها المذكور أبرزته الغيرة والدلال وإلا فإضافة الهوى إلى الرسولصلى الله تعالى عليه وسلم غير مناسب ، فإنهصلى الله تعالى عليه وسلم منزه عن الهوى لقوله تعالى : {وما ينطق عن الهوى} ، وهو ممن ينهى النفس عن الهوى ، ولو قالت في مرضاتك كان أولى اهـ ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
304
305
306
9 ـ باب {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}

(3/65)


قوله : (كما صليت) قد اعترض بأن الصلاة المطلوبة له {صلى الله عليه وسلّم} ينبغي أن تكون على حسب منصبه وجاهه عند الله تعالى ، ومنصبه أعلى ، فكيف له الصلاة المشبهة بصلاة إبراهيم مع أن صلاة إبراهيم على حسب منصبه صلوات الله تعالى وسلامه عليهما أجيب بأن وجه الشبه ههنا هو كون صلاة كل أفضل من صلاة من تقدم ، أي : صل عليه صلاة هي أفضل من صلاة من تقدم عليه كما صليت على أبراهيم صلاة هي أفضل من صلاة من تقدم عليه ، فعلى هذا صارت صلاته أفضل من صلاة إبراهيم كما لا يخفى ، وقد يجاب بأن التشبيه في اشتراك الآل معه في الصلاة ، أي : صل صلاة مشتركة بينه وبين أهل بيته كما صليت على إبراهيم كذلك ، فكأنهصلى الله تعالى عليه وسلم نظر إلى أن صلاة الله تعالى عليه دائماً لقوله تعالى : {إن الله وملائكته يصلون على النبي} بصيغة المضارع ، وقد تقرر أنها تفيد الدوام والاستمرار ، فالأقيد أن المؤمنين يطلبون اشتراك أهل بيته معه في الصلاة فعلمهم هذه الكيفية ليفيد دعاؤهم فائدة جديدة ، وإلا فيصير دعاؤهم كتحصيل الحاصل ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
307
سورة سبأ
قوله : (يا صباحاه) هو شعار الغارة إذ كان الغالب فيه أنه يقال : في الصباح اهـ شيخ الإسلام.
308
309
سورة فاطر
قوله : (مثقلة) : بسكون المثلثة ، ومثقلة الثاني بفتحها ، وتشديد القاف ، أي : تثقل بذنوبها.
قوله : (الحرور بالنهار) ، أي : هو الحر بالنهار ، وقوله : مع الشمس ، أي : عند شدة حرها ، فالظل مقابله ، وغيره فسر الظل بالجنة ، والحرور بالنار.
سورة يس
قوله : (فعززنا شددنا) وقال غيره ، أي : قوينا ، وهما متقاربان.
قوله : (ولا ينبغي لهما ذلك) أي : ستر أحدهما الآخر لأن لكل منهما حدّاً لا يعدوه ، ولا يقصر دونه ، فإذا اجتمعا ، وأدرك كل واحد صاحبه قامت القيامة اهـ شيخ الإسلام.

(3/66)


رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
310
311
سورة ص
قوله : (اقتده) : بهاء السكت.
قوله : (القط الصحيفة) أي : لأنها قطعة من القرطاس من قطة إذ قطعه. قوله : (معازين) وقال غيره ، أي : في حمية ، وتكبر عن الإيمان. ومعنى معازين : مغالبون. قوله : (طرقي السماء في أبوابها) الجار والمجرور في محل الحال من طرق.
312
قوله : (سخرياً) : بضم السين ، وكسرها قراءتان ، أي : أحطنا بهم ، وقال غيره ، أي : كنا نسخر بهم في الدنيا ، وهو الأوجه ، ومن ثم قال الحافظ الدمياطي : لعله أخطأناهم.
قوله : (أمثال) أي : أسنانهم واحدة وهنّ بنات ثلاث وثلاثين سنة.
قوله : (الأيد) أي : في قوله : أولى الأيدي والأبصار هي القوّة في العبادة على ثبوت الياء بعد الدال وحذفها بعضهم اكتفاء بالكسرة.
313
سورة الزمر
قوله : (والذي جاء بالصدق القرآن) بالجر ، وفي نسخة بالرفع بتقدير هو والذي جاء بالصدق جبريل ، والمصدّق به محمد. وقيل : الذي جاء به وصدّق به محمد. وقيل : الذي جاء به محمد ، والمصدّق به أبو بكر. وقيل : الذي جاء به محمد ، والمصدّق به المؤمنون. وقيل : الذي جاء به الأنبياء ، والمصدّق به الأتباع ، وعليه يكون الذي بمعنى الذين كما في قوله تعالى : {وخضتم كالذي خاضوا}.
قوله : (متشاكسون) أي : متنازعون سببه أخلافهم ، وإليه أشار بقوله الرجل الشكس بكسر الكاف اهـ شيخ الإسلام.
314
315
316
سورة حم السجدة
قوله : (أعطيا) استشكل تفسير ائتيا وأتينا بالقصر بالإعطاء مع أن معناهما المجيء ، وإنما يفسرا به إذا كانا بالمدّ ، وأجيب بأن ابن عباس قرأ ذلك بالمدّ والمعنى أعطيا الطاعة قالتا أعطيناها كما يقال : فلان يعطي الطاعة لفلان.

(3/67)


قوله : (تختلف عليّ) أي : لتدافع ظواهرها ، أو لإفادة بعضها ما لا يصح عقلاً ، وقد ذكرها البخاري مع جواب ابن عباس عنها بأن التساؤل بعد النفخة الثانية وعدمه قبلها ، والكتمان قبل إنطاق الجوارح ، وعدمه بعدها ، وخلق الأرض قبل خلق السماء ، ودخولها بعده اهـ شيخ الإسلام.
317
318
سورة الشورى
1 ـ باب {إِلاَّ المَوَدَّةَ في القُرْبى}
قوله : (باب قوله : إلا المودّة في القربى) أي : في قوله : {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا
319
المودّة في القربى وضمير عليه لما أتاهم به من البينات والهدى} ، أو لتبليغ الرسالة ، فالاستثناء على الأوّل متصل ، وعلى الثاني منقطع ، وظاهر الآية أنه يجوز طلب الأجر على تبليغ الوحي مع أنه غير جائز ، وأجيب بأنه من باب :
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهنّ فلول من قراع الكتائب أي : أنا لا أطلب أجراً أصلاً كما أن معنى البيت لا عيب فيهم أصلاً اهـ شيخ الإسلام.
سورة الزخرف
قوله : (ينشأ في الحلية الخ) فسر ينشأ في الحلية ، أي الزينة بقوله : الجواري الخ ، يعني
320
جعلتم الإناث ولد الله حيث قلتم : الملائكة بنات الله فكيف تحكمون بذلك ولا ترضون به لأنفسكم ولا يخفى أن تفسير ما ذكر بما قاله باللازم ، وإلا فمعنى الآية ، أو يجعلون من ينشأ في الحلية ، وهو في الخصام غير مبين ، أي : غير مظهر لحجته لضعفه عنها بالأنوثة ، فالهمزة للإنكار ، والواو للعطف على مقدر.
321
سورة الدخان
2 ـ باب {يَغْشى النَّاسَ هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ}
قوله : (لجريء) أي : ذو جراءة حيث تشرك بالله ، وتطلب رحمته.
قوله : (الرفاهية) أي : التوسيع والراحة.
322
3 ـ باب {رَبَّنَا اكْشِف عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤمِنُونَ}
قوله : (اكشف عنا العذاب) أي : عذاب القحط والجهد اهـ شيخ الإسلام.

(3/68)


4 ـ باب {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ}
قوله : (رسول مبين) أي : ظاهر الصدق. قوله : (حصت كل شيء) أي : أذهبته.
323
قوله : (فقال أحدهم) القياس أحدهما ، أي : سليمان ، ومنصور وكأنه مشى على أن أقل الجمع اثنان ، أو أرادهما ، ومن معهما.
6 ـ باب {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ}
قوله : (يوم نبطش البطشة الكبرى) في بعض النسخ باب : يوم نبطش.
قوله : (خمس قد مضين) أي : من علامات الساعة.
قوله : (اللزام) أي : المذكور في قوله تعالى : {فسوف يكون لزاماً} ، أي : هلكة ، وقيل : أسراً ، اهـ شيخ الإسلام.
324
325
سورة محمد
صلى الله تعالى عليه وسلم.
قوله : (خلق الله الخلق ، فلما فرغ منه) يحتمل أن المراد خلق الأنواع لا الآحاد ، ويحتمل أن المراد خلق السماوات والأرض ، وغير ذلك مما ذكر الله تعالى في قوله : {قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض} الخ ، وذلك لأن ما ذكر هنالك مبدأ الخلق ومنشؤه ، وليس المراد خلق الآحاد إذ هي ما تمت بعد ويمكن أن المراد بخلق الخلق خلق نوع المكلف من نوع الإنس والجن فقط ، ولو حمل على آحاد الإنس بالنظر إلى ظهورهم يوم الميثاق لكان ممكناً ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
326
سورة الفتح
قوله : (السحنة) : بفتح المهملة ، وكسرها ، وفتح الثانية ، وسكونها ، وهي لين البشرة والنعومة في المنظر ، وهو المراد بقول بعضهم : هي الهيئة.
وقال منصور عن مجاهد فيما نقله بعد هي التواضع ، وهذا الضبط في "الصحاح" ، و"القاموس" ، وبعضه في "نهاية ابن الأثير" ، وبه سقط قول من قال : إن الصواب فتح المهملتين عند أهل اللغة ، وفي نسخة بدل السحنة السجدة ، أي : أثر السجدة في الوجه. سورة الفتح
قوله : (حاملة الشجرة) بالإضافة البيانية كشجر أراك.
327

(3/69)


قوله : (إذ خرج وحده) أي : على كفار مكة يدعوهم إلى الله.
1 ـ باب {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً}
قوله : (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً) أي : فتح مكة ، وغيرها المستقبل بجهادك ، وعبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه كما في أتى أمر الله.
328
4 ـ باب {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ في قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ}
قوله : (تلك) أي : التي نفرت منها الفرس ، وقوله : السكينة. وقيل : هي ريح هفافة لها
329
وجه كوجه الإنسان ، وقيل : ملك يسكن قلب المؤمن ، والمختار ، كما نقله النووي : أنها شيء من المخلوقات فيه طمأنينة ورحمة ، ومعه الملائكة.
5 ـ باب {إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}
قوله : (تحت الشجرة) هي : سمرة ، وقيل : سدرة والسمرة واحدة السمر بضم الميم فيهما ضرب من شجر الطلح ، وهو شجرة عظام من شجر عظام العضاه ، والعضاه : كل شجر يعظم ، وله شوك ، قاله الجوهري. قال : والطلح لغة في الطلع.
قوله : (الخذف) : بفتح الخاء ، وسكون الذال المعجمتين : الرمي بالحصى بين الإبهام والسبابة ، أو غيرها اهـ شيخ الإسلام.
330
331
سورة ق
قوله : (ردّ) أي : هو في غاية البعد. وقوله : فتوق ، أي : شقوق. وقوله : حبل الوريد الإضافة فيه للبيان. وقوله : في حلقه ، أي : عنقه.
قوله : (الحنطة) وقال : غيره ، أي : حب الزرع الذي من شأنه أن يحصد كالبرّ والشعير ، وهو أعم من الأول. قوله : (أفأعيي علينا) بالبناء للمفعول ، أي : أفعجزنا عن الإبداء حتى نعجز عن الإعادة.
قوله : (رصد) وهو الذي يرصد ، أي : يرقب وينظر وظاهر كلامه أنه تفسير لرقيب
332
وعتيد ، وقال غيره رقيب ، أي : حافظ عتيد ، أي : حاضر ، وهو أولى وكلّ من رقيب وعتيد بمعنى المثنى.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
333
سورة الذاريات

(3/70)


قوله : (عليّ عليه السلام) هذا ، وإن كان صحيحاً لكن الأولى تركه لأنه لا يستعمل في الغائب ، ولا يفرد به غير الأنبياء.
قوله : (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) أي : أفلا تبصرون بعين الاعتبار.
قوله : (وديس) : بكسر الدال من الدوس ، وهو وطء الشيء بالأقدام حتى يفتت.
قوله : (واختلاف الألوان) أي : في قوله في سورة الروم ومن آياته خلق السموات
334
والأرض ، واختلاف ألسنتكم وألوانكم ، أي : فإن فيها زوجين أيضاً كأحمر وأسود ، كما يقال في الإنسان ذكر وأنثى ، وقاس باختلاف الألوان اختلاف الأطعمة ، فقال : حلو وحامض اهـ شيخ الإسلام.
335
سورة النجم
1 ـ باب
قوله : (ثم قرأت : {لا تدركه الأبصار} إلى آخر الآيتين) وفي مسلم أنها سألت النبي {صلى الله عليه وسلّم}
336
عن قوله تعالى : {ولقد رآه} نزلة أخرى ، فقال : إنما هو جبريل ، وقد خالفها غيرها من الصحابة كابن عباس ، ففي الترمذي عنه أنه قال : رأى محمد ربه مرتين وروى ابن خزيمة بإسناد قوي عن أنس ، قال : رأى محمد ربه ، وأجيب عن الآيتين بأنهما لا يستلزمان عدم رؤيته مطلقاً. وما رواه ابن مردويه من أنها قالت : يا رسول الله هل رأيت ربك ، فقال : لا إنما رأيت جبريل محمول على نفي رؤية الإحاطة.
أما الأولى : فلأن المراد بالإدراك فيها الإحاطة ونفيها لا يستلزم عدم الرؤية.
وأما الثانية : فلأن نفي الرؤية فيها مقيد بحالة التكلم ، ولا يلزم منه نفي الرؤية في غير هذه اهـ شيخ الإسلام.
337
338
سورة القمر
قوله : (فاستطير جنوناً) في نسخة بإسقاط الفاء من قولهم : ازدجرته الجن ، وذهبت بلبه ، أي : عقله ، وفسر غيره ازدجر بانتهر بالسب وغيره.

(3/71)


قوله : (جزاء من الله) المعنى إغراق قوم نوح جزاء وانتصاراً له لأنه نعمة كفروها إذ كل نبي نعمة من الله ورحمة ، فمن كان كفر هو نوح وقرىء كفر بالبناء للفاعل ، فمن كفرهم الكافرون ، والمعنى : أغرقوا جزاء لهم ، أي لكفرهم ، وفي كلام البخاري تقديم ، وتأخير مع حذف ، أي : أغرقوا جزاء من الله لمن كان كفر على القراءتين اهـ شيخ الإسلام.
339
340
341
سورة الرحمن
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
قوله : (النبط) هم الفلاحون من الأعاجم ينزلون بالبطائح بين العراقين. قوله : (صلّ)
342
أي : صل اللحم إذا أنتن ، ومثله أصل. قوله : (يقال : صلصال إلى آخره) أشار به إلى أن صلصل مضاعف صلّ كما يقال في صرصر الباب ، وصرّ إذا صوت ، وكما يقال : كبكبته وكببته ومنه قوله : فكبكبوا فيها ، أي : كبوا.
قوله : (قال بعضهم : ليس الرمان الخ) قيل : يريد أبا حنيفة إذ مذهبه أن من حلف لا يأكل فاكهة ، فأكل رماناً ، أو رطباً لا يخنث ، فاحتج عليه بأن العرب تعدّهما فاكهة ، وأن عطفها على الفاكهة في الآية من عطف الخاص على العام كما في الصلاة الوسطى اهـ شيخ الإسلام.
343
سورة الواقعة
قوله : (بمواقع النجوم بمحكم القرآن) مبني على تشبيه معاني القرآن بالنجوم الساطعة ،
344
والأنوار اللامعة ، ومحل تلك المعاني هي محكم القرآن ، فصار مواقع النجوم.
سورة الحديد
قوله : (يقال : الظاهر على كل شيء علماً والباطن على كل شيء علماً) يريد أنه تعالى
345

(3/72)


ظاهر على كل شيء من حيث العلم به تعالى من وجه بناء على أن كل ما يدرك بأي حاسة كانت ، فهو من آثار قدرته ووجوده ، والأثر يدل على المؤثر ، فهو من هذه الحيثية ظاهر علماً على كل شيء فما من شيء إلا وهو يعلمه ، ويعرفه وكذلك هو تعالى باطن من حيث العلم به ، فلا أحد يعلمه بالنظر إلى حقيقته وكنهه حتى قيل ما عرفناك حق معرفتك ، فصدق الأمر أن كونه ظاهراً علماً على كل أحد ، وباطناً علماً على كل أحد ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
سورة الحشر
قوله : (الواصلة) هي التي تصل شعرها بآخر.
346
347
4 ـ باب {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالإِيمَانَ}
قوله : (والذين تبوّءوا الدار والإيمان) أي : لزموهما ، والمراد بالدار : المدينة النبوية.
قوله : (ويعفو عن مسيئهم) أي : ما عدا الحدود ، وحقوق العباد.
5 ـ باب {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ}
قوله : (حي على الفلاح) عجل ذكره لمناسبة المفلحون. قوله : (لا تدخريه شيئاً) أي : لا تمسكي عنه شيئاً من الطعام اهـ شيخ الإسلام.
348
سورة الممتحنة
قوله : (تعادي) أي : تتباعد وتتجاري. قوله : (من عقاصها) : بكسر العين ، أي شعرها المضفور.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
349
3 ـ باب {إِذَا جاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ}
قوله : (عن النياحة) هو رفع الصوت بالندب على الميت. قوله : (فقبضت امرأة) هي أم عطية ، وقوله : يدها أي عن المبايعة. قوله : (أسعدتني فلانة) أي : بالنياحة على الميت.
قوله : (فما قال لها النبي {صلى الله عليه وسلّم} شيئاً) استشكل بأن النياحة حرام ، فكيف لم ينكر عليها وأجاب النووي عليها بأنه كان ترخيصاً لأم عطية خاصة وغيره بأن النهي إذ ذاك كان للتنزيه والتحريم ، وإنما كان بعد المبايعة.
350

(3/73)


قوله : (الفتخ) بفتحات وآخره خاء معجمة الخواتيم العظام ، أو حلق من فضة لا فص فيها اهـ شيخ الإسلام.
351
352
سورة المنافقين
قوله : (فكذبني رسول اللهصلى الله تعالى عليه وسلم وصدقه الخ) فإن قلت : كيف يكذب النبى صلى الله تعالى عليه وسلم المؤمن ، ويصدق المنافق في مثل هذا مع أن المنافقين دأبهم الكذب في مثله ، والمؤمنون من الصحابة ما كان دأبهم الكذب بل دأبهم الصدق سيما في حضرة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم.
فالجواب يحتمل أنه ما علم حالهم قبل ، وإنما أطلعه الله تعالى على حالهم أولاً بهذه السورة ، وهذا ظاهر قوله تعالى. قالوا : نشهد إنك لرسول الله الخ. وقوله : وأن يقولوا تسمع لقولهم ، وقوله تعالى : {هم العدوّ فاحذرهم} ، والله تعالى أعلم. ويحتمل أنه صدقهم ، وكذب هذا ظاهراً بمعنى أنه رد خبره لوحدته ، وترك عقوبتهم ، فصار كأنه صدقهم ، وكذبه والله تعالى أعلم.
وقوله : ما أردت إلى أن كذبك فمعناه أيّ شيء أردت بما خضت فيه إلى أن كذبك فإلى الجارة متعلقة بمحذوف ، وهو خضت غاية له ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
353
354
6 ـ باب قَوْلُهُ : {سَوَاءٌ عَلَيهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ}

(3/74)


قوله : (فكسع) : بكاف فسين فعين مهملتين بفتح ، أي : ضرب. قوله : (رجلاً من الأنصار) هو سنانبن وبرة الجهني حليف لابن أبي ابن سلول رأس المنافقين. قوله : (دعوها) أي : اتركوا دعوى الجاهلية. قوله : (منتنة) : بضم الميم ، وسكون النون وكسر الفوقية ، أي : كلمة خبيثة قبيحة. قوله : (فعلوها) بحذف همزة الاستفهام ، أي : أفعلوا الأثرة يريد شركناهم فيما نحن فيه فأرادوا الاستبداد به علينا ، وعند ابن إسحاق ، فقال عبداللهبن أبي : أقد فعلوها نافرونا وكاثرونا في بلادنا ما مثلنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك اهـ قسطلاني.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
355
356
سورة التغابن
قوله : (التغابن) غبن أهل الجنة أهل النار ، أي : فهو تفاعل بمعنى الفعل.
سورة الطلاق
قوله : (سورة الطلاق) جمع في نسخة بين ترجمة هذا الباب ، وترجمة ما قبله ، فقال : سورة التغابن والطلاق والأولى أولى.
357
قوله : (ولدت بعد زوجها) أي : بعد وفاته.
قوله : (آخر الأجلين) أي : هو آخرهما نزولاً عن آية {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهم أربعة أشهر وعشراً} فهي ناسخة لتلك الأوجه أنها مخصصة لها وعليه فتخصيصها لا يختص بتأخرها بل لو كانت سابقة كانت مخصصة لها أيضاً.
قوله : (لنزلت سورة النساء القصرى) يعني سورة الطلاق وفيها آية {وأولات الأحمال} ولام لنزلت لام قسم محذوف.
قوله : (بعد الطولى) يعني سورة البقرة ، وفيها آية {والذين يتوفون منكم}.
358
سورة التحريم
قوله : (في الحرام) أي في هذا عليّ حرام ، أنت عليّ حرام. وقوله : يكفر بكسر الفاء المشددة ، أي : كفارة يمين.
قوله : (فتواطأت) أي : توافقت أنا وحفصة ، ووقع ذلك منهما مع أنه حرام لغلبة الغيرة على النساء ، وهو صغيرة.

(3/75)


قوله : (أكلت) فيه استفهام مقدر ، أي : أأكلت ، وقوله : مغافير بفتح الميم ، وبمعجمة جمع مغفور بضم الميم. وقيل : مغفر ، وقيل : مغفار بكسرها فيهما ، وهو صمغ حلو له رائحة كريهة ينضجه شجر يسمى العرفط.
2 ـ باب {تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ} {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلةَ أَيمَانِكُمْ}
قوله : (يرقى) أي : يصعد.
359
قوله : (قرظا) بفتحات ، وهو ورق السلم الذي يدبغ به.
قوله : (أهب) : بفتح الهمزة ، والهاء وبضمهما جمع إهاب ، وهو الجلد الذي لم يدبغ.
360
4 ـ باب قَوْلُهُ : {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}
قوله : (صغوت وأصغيت ملت) فالأول ثلاثي مجرد ، والثاني ثلاثي مزيد لتصغي ، أي : لتميل ذكره هنا مع أنه في سورة الأنعام لمناسبة صغت. قوله : (وأدّبوهم) عطف على الفعل ، والضمير للأهل ، وعليه كان الأولى وأدبوهما اهـ شيخ الإسلام.
361
قوله : (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكم الآية) ذكر في نسخة الآية بتمامها ، ومعنى سائحات فيها صائمات ، أو مهاجرات اهـ شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
362
سورة الحاقة
قوله : (ويقال : بالطاغية بطغيانهم ، ويقال : طغت على الخزان الخ) يريد أن الطاغية مصدر بمعنى الطغيان ، والباء للسببية ، أو صفة للريح والباء للآلة والمعنى على الأول : هلكوا بسبب طغيانهم ، وعلى الثاني : أهلكوا بالريح الطاغية على الخزان ، والله تعالى أعلم.
363
سورة نوح
قوله : (أسماء رجال صالحين من قوم نوح) الظاهر أن المراد ممن تقدم من آبائهم ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
364
سورة الجن

(3/76)


قوله : (ما حال بينكم وبين خبر السماء الخ) قال القسطلاني. قال : أي إبليس الخ ، ولا يخفى أن هذا الحديث يقتضي أن الشياطين ما علموا ببعثتهصلى الله تعالى عليه وسلم إلى سنين ، وقد ، أسلم قبل ذلك ناس ، وكان يدعوصلى الله تعالى عليه وسلم آخرين إلى الإسلام والشياطين ما عندهم علم بالأمر ، وهذا مشكل بحديث كل أحد من الإنس معه شيطان حتى قالصلى الله تعالى عليه وسلم : معي شيطان أيضاً إلا أن الله تعالى أعانه على ذلك الشيطان ، فأسلم أو نحو ذلك فأولئك الشياطين الذين كانوا مع أهل مكة كيف خفي عليهم خبره إلا أن يقال : الشياطين المسترقون السمع غير أولئك المصاحبين مع الناس وبعضهم لا يلقى بعضاً في سنين فخفي على مسترقي السمع الأمر لكن في بعض الأحاديث أن إبليس يضع عرشه على الماء ، ويبعث سراياه كل يوم ، أو نحو ذلك للإضلال فيسألهم ، فانظر ، والله تعالى أعلم.
365
سورة المدثر
قوله : (يا أيها المدثر) أي : فإنها أول ما نزل حين تتابع الوحي وحمي ، والذين كانوا يقولون هو : {اقرأ} ذكروا ذلك بناء على أنها الأول مطلقاً ، ويحتمل أن بعض الناس ظنّ {اقرأ} أول سورة حين تتابع الوحي بناء على ظن نزولها مرتين مثلاً ، فهذا رد عليهم ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
366
367
368
سورة القيامة
3 ـ باب قَوْلُهُ : {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}
قوله : (أولى لك فأولى توعد) أشار به إلى جملة أولى لك ، فأولى ثم أولى ذلك ، فأولى ، وفسرها بقوله توعد ، أي : هذا وعيد من الله تعالى على وعيد لأبي جهل ، وهي كلمة موضوعة للتهديد ، والوعيد ، وقيل : أولى مقلوب ويل من الويل كما يقال : ما أطيبه وأيطبه ، وعليه فالمعنى كأنه يقول لأبي جهل الويل لك يوم تحيا والويل لك يوم تموت ، والويل لك يوم تبعث ، والويل لك يوم تدخل النار.

(3/77)


رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
369
سورة المرسلات
قوله : (فقال : إنه) أي : يوم القيامة. وقوله : ذو ألوان ، أي : أزمنة مختلفة. اهـ شيخ الإسلام.
370
371
372
سورة عبس
قوله : (سفرة) أي : بين القوم ، ومعناه أصلحت بينهم كما قاله.
قوله : (تصدّى) أي : تغافل عنه وأصلهما تتصدى وتتغافل بحذف إحدى التاءين. وقال الزمخشري ، أي : تتعرض له بالإقبال عليه ، وهذا هو المناسب المشهور.
وقال الحافظ أبو ذرّ : إن تفسيره بتغافل عنه ليس بصحيح لأنه إنما يقال : تصدى للأمر إذا رفع رأسه إليه. اهـ شيخ الإسلام. قوله : (مثل الذي يقرأ القرآن) لفظ مثل زائد للتأكيد.
قوله : (وهو حافظ له) أي : ماهر فيه لا يشق عليه. قوله : (فله أجران) أي : أجر القراءة وأجر التعب ، وليس المراد أن أجره أكثر من أجر الماهر بل الماهر أكثر ، ولذا كان مع السفرة.
سورة التكوير
قوله : (المسجور الملوء) ذكره هنا مع أنه في سورة الطور لمناسبة سجرت لفظاً ليبين أن فعله من الأضداد.
373
قوله : (والخنس) هي النجوم الخمسة : المريخ ، وزحل ، وعطارد ، والزهرة ، والمشتري.
قوله : (والضنين) أي : البخيل من ضن بالشيء يضن به ، أي : يبخل به. قوله : (زوّجت) أي : قرنت بمثلها.
قوله : (يزوج نظيره من الجنة والنار) أي : فمن هو من أهل الجنة يقرن بمثله من الرجال والنساء ، ومن هو من أهل النار كذلك ، اهـ شيخ الإسلام.
374
375
سورة الغاشية
قوله : (عاملة ناصبة النصارى) أي : هما النصارى زاد في رواية ، واليهودي عاملة ناصبة صفتان لوجوه ، ولا يخفى ما في تفسيرهما بما ذكر ، ومن ثم فسرها غيره بقوله ذات نصب وتعب بالسلاسل والأغلال. ولعله أراد بالنصارى تفسير الوجوه لكن عبارته قاصرة عن ذلك ، ومعنى خاشعة في الآية : ذليلة. قله : (عين آنية) أي : في قوله : تسقى من عين آنية ، وقوله :
376

(3/78)


بلغ إناها ، بكسر الهمزة وبألف غير مهموز ، أي : وقتها.
سورة الفجر
قوله : (القديمة) ظاهره أنه تفسير لازم ، وهو صحيح ، وإن كان في الحقيقة تفسيراً لعاد لأن إرم بدل من عاد ، أو عطف بيان له ، وهو غير منصرف للعلمية ، والتأنيث ، وكانت عاد قبيلتين : عاد الأولى ، وهي القديمة. وعاد الأخيرة ، وقيل : لعقب عادبن عوصبن إرمبن سامبن نوح. عاد كما يقال : لبني هاشم هاشم وإرم تسمية لهم باسم جده ، واختلف في {إرم ذات العماد} فقيل : دمشق ، وقيل : الاسكندرية ، وقيل : أمة قديمة.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
377
سورة الشمس
قوله : (عقبى أحد) فسر عقباها ، وهو مؤنث بأحد ، وهو مذكر نظراً إلى معنى أحد لأنه بمعنى الجماعة كما سلكه الزمخشري في قوله تعالى : {لا نفرّق بين أحد} وفسره جمع بالدمدمة أخذاً من قوله تعالى : {فدمدم} وفي نسخة عقبى أخذ بمعجمتين ، وهو معنى الدمدمة ، وبالجملة ، فمعنى عقباها عاقبة الجماعة ، أو الدمدمة ، أي : الهلاك العام.
قوله : (عارم) أي : جبار مفسد خبيث. وقوله : منيع ، بفتح الميم ، أي : ذو منعة.
قوله : (لم يضحك أحدكم مما يفعل) كانوا في الجاهلية إذا وقع ذلك من أحدهم في مجلس يضحكون ، فنهاهم عن ذلك اهـ شيخ الإسلام.
378
سورة الليل
قوله : (مخصرة) : بكسر الميم ، أي عصى ، وقوله : منفوسة : أي مولودة.
379
380
8 ـ باب {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسْرَى}
قوله : (فسنيسره للعسرى) أي : للنار.
سورة الضحى
قوله : (استوى) أي : استوى نصفاً وذلك وقت نصفه. قوله : (وسكن) أي : سكن الناس فيه.
381
1 ـ باب {ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلَى}
قوله : (اشتكى) أي : مرض. قوله : (فلم يقم) أي : للتهجد.
2 ـ باب قَوْلُهُ : {ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلَى}

(3/79)


قوله : (قالت امرأة) هي خديجة أم المؤمنين. قوله : (صاحبك) هو جبريل. قوله : (إلا أبطأك) أي : جعلك بطيئاً في القراءة اهـ شيخ الإسلام.
سورة الشرح
قوله : (وزرك في الجاهلية) أي : الكائن فيها من ترك الأفضل ، والذهاب إلى الفاضل. وقيل : الوزر الخطأ والسهو ، وقيل : ذنوب أمته ، وأضيفت إليه لاشتغال قلبه بها واهتمامه لها اهـ شيخ الإسلام.
382
سورة التين
قوله : (كأنه قال : ومن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب) أي : ومن يقدر على أن يجعل خبرك كاذباً غير مطابق للواقع بأن لا يقع ما أخبرت به ليس المراد ومن يقدر على نسبة الكذب إليك ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
383
384
385
سورة إنا أنزلناه
قوله : (مخرج الجميع) أي : خرج مخرج صيغة الجمع ، وإن كان المنزل هو الله الواحد الأحد تعظيماً له ليتوسل به إلى تحقيق الأمر ، وأنه نازل من عظيم لا يكتنه كنهه جل ذكره وثناؤه ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
386
387
سورة القارعة
قوله : (كالفراش) هو الطير الذي يتساقط في النار ، وقيل : هو الهمج من البعوض ، والجراد وغيرهم. وقوله : {المبثوث} أي المتفرق.
388
سورة لإيلاف قريش
قوله : (كغوغاء الجراد الخ) تفسير للفراش المبثوث ، وإنما شبه الناس بذلك عند البعث لأن الفراش إذا ثار لم يتجه لجهة واحدة بل كل واحدة تذهب إلى غير جهة الأخرى ، وغوغاء الجراد جولانه ، وظاهر كلام "القاموس" ، وغيره أن الغوغاء نفس الجراد ، حيث قال : الغوغاء الجراد بعد أن ينبت جناحه وبه سمى الغوغاء من الناس ، وعليه فالإضافة فيه للبيان.
قوله : (وقال ابن عيينة) الوجه ذكره في سورة قريش وقوله : {لإيلاف} لنعمتي على
389

(3/80)


قريش ، أي : معناه لنعمتي على قريش ، وهو مبني على القول بأن هذه السورة متصلة بما قبلها ، أي : أهلكنا أصحاب الفيل الذين أرادوا تخريب الكعبة {لإيلاف قريش} ، أي : لنعمتي على قريش الذين لم يتعرضوا لها وما قبله مبني على القول بأنها منفصلة عن السورة التي قبلها ، أي : ألفوا ذلك ، فلا يشق عليهم وعليه ، فالعامل في اللام يعبدوا ، ولا يمنع منه فصل الفاء كما في قوله ، {فأما اليتيم فلا تقهر} اهـ شيخ الإسلام.
390
391
سورة المسد
قوله : (ورهطك منهم المخلصين) بنصب رهط بالعطف على عشيرتك ، ويجوز رفعه بالعطف على {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، وبالجملة فهو قراءة شاذة ، أو منسوخة.
392
2 ـ باب قَوْلُهُ : {وَتَبَّ * ما أَغْنَى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ}
قوله : ({وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب}) فاعل تب ضمير أبي لهب ، وهو إخبار عن وقوع ما دعى به عليه في قوله : {تبت يدا} فالجملة الأولى دعائية ، والثانية خبرية. وقيل : هما دعائيتان ، فتكونان من باب ذكر العام بعد الخاص ظاهراً ، وقيل : هما خبريتان ، وأراد بالأولى هلاك عمله ، وبالثانية هلاك نفسه ، وخصت اليدان بالذكر لأن الأعمال غالباً تزاول بهما اهـ شيخ الإسلام.
393
394
395
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
386
387
سورة القارعة
قوله : (كالفراش) هو الطير الذي يتساقط في النار ، وقيل : هو الهمج من البعوض ، والجراد وغيرهم. وقوله : {المبثوث} أي المتفرق.
388
سورة لإيلاف قريش

(3/81)


قوله : (كغوغاء الجراد الخ) تفسير للفراش المبثوث ، وإنما شبه الناس بذلك عند البعث لأن الفراش إذا ثار لم يتجه لجهة واحدة بل كل واحدة تذهب إلى غير جهة الأخرى ، وغوغاء الجراد جولانه ، وظاهر كلام "القاموس" ، وغيره أن الغوغاء نفس الجراد ، حيث قال : الغوغاء الجراد بعد أن ينبت جناحه وبه سمى الغوغاء من الناس ، وعليه فالإضافة فيه للبيان.
قوله : (وقال ابن عيينة) الوجه ذكره في سورة قريش وقوله : {لإيلاف} لنعمتي على
389
قريش ، أي : معناه لنعمتي على قريش ، وهو مبني على القول بأن هذه السورة متصلة بما قبلها ، أي : أهلكنا أصحاب الفيل الذين أرادوا تخريب الكعبة {لإيلاف قريش} ، أي : لنعمتي على قريش الذين لم يتعرضوا لها وما قبله مبني على القول بأنها منفصلة عن السورة التي قبلها ، أي : ألفوا ذلك ، فلا يشق عليهم وعليه ، فالعامل في اللام يعبدوا ، ولا يمنع منه فصل الفاء كما في قوله ، {فأما اليتيم فلا تقهر} اهـ شيخ الإسلام.
390
391
سورة المسد
قوله : (ورهطك منهم المخلصين) بنصب رهط بالعطف على عشيرتك ، ويجوز رفعه بالعطف على {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، وبالجملة فهو قراءة شاذة ، أو منسوخة.
392
2 ـ باب قَوْلُهُ : {وَتَبَّ * ما أَغْنَى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ}
قوله : ({وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب}) فاعل تب ضمير أبي لهب ، وهو إخبار عن وقوع ما دعى به عليه في قوله : {تبت يدا} فالجملة الأولى دعائية ، والثانية خبرية. وقيل : هما دعائيتان ، فتكونان من باب ذكر العام بعد الخاص ظاهراً ، وقيل : هما خبريتان ، وأراد بالأولى هلاك عمله ، وبالثانية هلاك نفسه ، وخصت اليدان بالذكر لأن الأعمال غالباً تزاول بهما اهـ شيخ الإسلام.
393
394
395
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 163
66 ـ كتاب فضائل القرآن

(3/82)


1 ـ باب كَيفَ نُزُولُ الوَحْيِ ، وَأُوَّلُ ما نَزَلَ
قوله : (ما مثله آمن عليه البشر) كلمة ما موصولة مفعول ثان لأعطى ، ومثله مبتدأ خبره جملة آمن عليه البشر ، والجملة الأسمية صلة ومعنى عليه لأجله ، ولا يخفى أن الحديث مسوق
396
للفرق بين معجزات الأنبياء من قبل ، ومعجزته العظمى التي هي القرآن ، والشراح قد تعرضوا للفرق بوجوه لكن ما أتوا بها على وجه يؤديه لفظ الحديث ، ويخرج منه ، والأقرب عندي في بيان الفرق أن يقال : أن قوله : آمن عليه البشر إما لبيان ظهور معجزات غيره ، أي : أن معجزات غيره من الظهور كانت بحيث إن البشر مع كمال ما جبلوا عليه من الجدال والخصام كما يشهد بذلك. قوله تعالى : {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً}.

(3/83)


وقوله تعالى : {فإذا هو خصيم مبين} آمن بها ، أي : يمكن إيمانه بها بسبب الظهور ، أي : أنها كانت من الظهور بحيث تجلب القلوب إلى التصديق بها كالعصا ، وانفلاق البحر ، وشق الجبل ، وإحياء الموتى ، وخروج الناقة من حجر. وأما معجزي فوحي متلوّ لا يدرك إعجازه إلا بكمال العقل وحدة النظر ، ولا يظهر لكل أحد ، فإعطاؤه لأمتي دليل على أنهم خلقوا على كمال العقل وحدة النظر ، فرجاء الإيمان منهم أكثر ، وأغلب والمعنى : أما معجزتي ، فكلام مبارك يجلب القلوب إلى الإيمان ببركاته ، أو هي معجزة خفية الإعجاز ، فالإيمان به تكرمة من الله تعالى ، فرجاء الإيمان من أمتي بسبب بركة القرآن ، أو بتكرمة الله تعالى أكثر ، وإلى الوجه الثاني يشير كلام الأبي رحمه الله تعالى في شرح مسلم. والوجه الأول أقرب ، أو يقال : إن قوله : آمن عليه البشر بيان لاقتصار معجزاتهم على قدر الحاجة ، والكفاية ، أي : أن معجزاتهم كانت مما يكفي لإيمان البشر ومعجزتي أظهر وأوفر وأزيد على قدر الحاجة لأنه ليس من جنس ما يقال إنه سحر ، وأنه دائم ، فهو أزيد على قدر الحاجة ، وكلام الشراح يشير إلى الوجه الأخير ، وقيل : معنى ما آمن عليه البشر ، أي : عند معاينته ومعاينة تلك المعجزات ما كانت إلا وقت ظهورها ، وأما معجزتي فمستمرة دائمة لا تختص معاينتها بوقت دون وقت ، والله أعلم.
قوله : (حتى توفاه أكثر ما كان الوحي) أي : حتى يوم توفاه كما في "مسلم" ، والظاهر أن المراد باليوم : الوقت ، وكني به عن آخر العمر مطلقاً ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
397
398
3 ـ باب جَمْعِ القُرْآنِ
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 396
قوله : (أن يحرق) : بمهملة أو بمعجمة ساكنة ، وراء مفتوحة ، والمراد به ما هو مختلط بغيره من التفاسير ، أو القراءات الشاذة ، أو ما كان بلغة غير العرب.
399

(3/84)


4 ـ باب كاتِبِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم}
قوله : (باب كاتب النبى {صلى الله عليه وسلّم} ) والمراد ذكر أشهر كتابه ، وهو زيدبن ثابت لأنه أكثر كتابة للوحي لرسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ، وإلا فله كتاب كثيرون كالخلفاء الأربعة ، وأبيّبن كعب ، والزبيربن العوام ، وخالد ، وأبان ابني سعيدبن العاصبن أمية ، وحنظلةبن الربيع الأسيدي ، ومعيقيببن أبي فاطمة اهـ شيخ الإسلام.
400
6 ـ باب تَأْلِيفِ القُرْآنِ
قوله : (ويحك وما يضرّك) قال شيخنا لعل هذا العراقي كان سمع ما رواه الترمذي ، وصححه البسوا من ثيابكم البياض ، وكفنوا فيها موتاكم ، فإنها أطهر وأطيب ، فأراد أن يستثبت عائشة في ذلك ، فقالت له : وما يضرّك يعني : أيّ كفن كفنت به أجزأ.
قوله : (فيها ذكر الجنة والنار) وهي سورة {اقرأ باسم ربك} ، أو المدثر ، أما ذكرهما في اقرأ ، فلزوم من قوله فيها إن كان على الهدى. وقوله : إن كذب ، وتولى وسندع الزبانية لكن الذي نزل أولاً منها خمس آيات فقط ، وأما في المدثر ، فصريح بقوله : {فيها جنات} يتساءلون. وقوله : {وما أدارك ماسقر} اهـ شيخ الإسلام.
401
402
8 ـ بابُ : القُرَّاءِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم}
قوله : (فضربه الحد) أي : رفعه إلى من له ولاية فضربه.
قوله : (تبلغه الإبل) : بسكون الموحدة وضم اللام ، وفي ذلك إشارة لإخراج نحو جبريل ، فإنه في السماء.
403
قوله : (ولم يجمع القرآن غير أربعة) أي : لم يجمعه غيرهم في علمي ، أو من الأوس ، وإلا فقد كان ممن يجمعه إذ ذاك كثير من الصحابة كما هو معلوم. قوله : (ونحن ورثناه) أي : أبا زيد لأنه مات ، ولم يترك وارثاً غيرنا فورثناه بالعمومة.
قوله : (لندع من لحن أبيّ) أي : من قراءته مانسخت تلاوته.
قوله : (قال الله تعالى ما ننسخ الخ) استدل به عمر على أبيّ اهـ شيخ الإسلام.
404

(3/85)


10 ـ باب فَضْلُ البَقَرَةِ
قوله : (من قرأ بالآيتين) ضمن قرأ معنى تبرك ، فعداه بالباء ، وقيل : أنها زائدة مع أنها ساقطة من نسخة.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 396
قوله : (كفتاه) أي : من الآفات في ليلته ، أو عن القيام فيها.
قوله : (صدقك) أي : في نفع قراءة آية الكرسي.
قوله : (وهو كذوب) أي : شأنه الكذب والكذوب قد يصدق.
405
11 ـ باب فَضْلُ الكَهْفِ
قوله : (حصان) : بكسر الحاء المهملة الذكر من الخيل.
قوله : (بشطنين) : بفتح الشين والطاء ، أي : حبلين.
13 ـ باب فَضْلُ : {قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
قوله : (يتقالها) أي : يعدّها قليلة في العمل. قوله : (إنها لتعدل ثلث القرآن) أي : باعتبار
406
معانيه ، لأنه أحكام وأخبار وتوحيد ، وقد اشتملت على الثالث ، فكانت ثلثا لذلك اهـ شيخ الإسلام.
14 ـ باب فَضْلِ المُعَوِّذَاتِ
قوله : (باب فضل المعوذات) وفيه جمع كفيه ثم نفت فيهما ، فقرأ فيهما يحتمل أن الفاء في فقرأ لبيان كيفية النفث ، أي : يقرأ فيهما ثم ينفث باعتبار أن القراءة من كيفيات النفث ، ويحتمل أن يقال : إن قوله ، ثم نفث. وقوله : فقرأ كلاهما معطوفان على جمع ، فيعتبر في النفث التراخي عن الجمع.
وفي قراءة التعقيب بلا مهلة عن الجمع ، وعند ذلك يظهر وقوع القراءة قبل النفث ، فتأمل. والله تعالى أعلم.
407
15 ـ بابُ : نُزُولِ السَّكِينَةِ وَالمَلاَئِكَةِ عَندَ قِرَاءَةِ القُرْآنِ
قوله : (باب نزول السكينة) وفيه لأصبحت ينظر الناس إليه كأنه علمصلى الله تعالى عليه وسلم في خصوص تلك القراءة تقديراً معلقاً أنه لو مضى عليها لظهرت الملائكة للناس ، وإلا فلا يلزم من حضور الملائكة ظهورهم للناس كما لا يخفى ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
408
19 ـ بابٌ : "مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ"

(3/86)


قوله : (باب من لم يتغنّ بالقرآن ، وقوله تعالى : أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم) أي : يدوم تلاوته عليهم ، فلا يزال معهم آية ثابتة. والمراد بالتغني تحسين الصوت ، أو الاستغناء به عن السؤال ، أو عن أخبار الأمم الماضية لكن في ذكر الآية بعده إشارة إلى معنى التغني الاستغناء عن أخبار الأمم.
409
21 ـ بابُ : خَيرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ
قوله : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وجهه مع أن الجهاد ، وكثيراً من الأعمال أفضل أن الخيرية بحسب المقامات ، فاللائق بأهل ذلك المجلس التعلم والتعليم ، أو أن المراد خير المتعلمين من كان تعلمه وتعليمه في القرآن لا في غيره لأن خير الكلام كلام الله تعالى فكذلك خير الناس بعد النبيين من اشتغل به ، أو المراد به خاصة من هذه الجهة ، ولا يلزم أفضليتهم مطلقاً اهـ شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 396
410
23 ـ بابُ : اسْتِذْكارِ القُرْآنِ وَتَعَاهُدِهِ
قوله : (باب استذكار القرآن) أي : طلب قارىء القرآن من نفسه ذكره بالمحافظة على قراءته.
411
قوله : (المعقلة) : بفتح العين ، وتشديد القاف ، أي : المشدودة بالعقال ، وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير.
قوله : (كيت وكيت) : بفتح التاء وكسرها كلمتان يعبر بهما عن الجمل الكثيرة وسبب الذمّ ما في ذلك من الأشعار بعدم الاعتناء بالقرآن ، والتعهد له.
قوله : (بل نسي) : بضم النون ، وتشديد السين المكسورة.
وفي الحديث كراهة أن يقول : نسيت كذا لتضمنه التساهل والتغافل في تلاوة القرآن.
قوله : (تفصياً) أي : تفلتا اهـ شيخ الإسلام.
412
27 ـ بابُ : مَنْ لَمْ يَرَ بَأْساً أَنْ يَقُولَ : سُورَةُ البَقَرَةِ ، وَسُورَةُ كَذَا وَكَذَا

(3/87)


قوله : (فلببته) : بتشديد الموحدة الأولى ، وسكون الثانية ، أي : جمعت عليه ثيابه لئلا ينفلت مني.
413
28 ـ بابُ : التَّرْتِيلِ في القِرَاءَةِ
قوله : (ورتل القرآن ترتيلاً) ، أي : اقرأه على تؤدة وتبيين حروف بحيث يتمكن السامع من عدها. قوله : (وقرآناً فرقناه) أي : نزلناه مفرقاً. قوله : (لتقرأه على الناس على مكث) أي : على تؤدة. قوله : (أن يهذ كهذ الشعر) : بذال معجمة ، أي : في الإسراع المفرط بحيث يخفي كثير من الحروف.
414
قوله : (لأحفظ القرناء) أي : النظائر في الطول والقصر.
30 ـ بابُ : التَّرْجِيعِ
قوله : (يرجع) بين معاوية الترجيع في كتاب التوحيد بأن يقول آآآ بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة في الثلاثة اهـ شيخ الإسلام.
415
34 ـ بابٌ : في كَمْ يُقْرَأُ القُرْآنُ
قوله : (كم يكفي الرجل من القرآن) أي : في صلاته. وقوله : فلم أجد سورة أقل من ثلاث آيات صادق بجميع سور القرآن حتى سورة الكوثر ، وليس مراداً بل مراده أنه لم يجد سورة قدر ثلاث إلا سورة الكوثر ، وكم في كلام ابن شبرمة أن حملت على كمية الأيام وهو بعيد طابق الحديث الترجمة أو على كمية آيات كل سورة كما يدل له آخر كلامه لم يطابقها إلا
416
أن يقال : إنه أراد بقوله : لم أجد سورة أقل من ثلاث آيات قياس الأيام على الآيات ، أي : فكما أن السور ثلاث آيات ، فليكن أقل قراءة القرآن ثلاثة أيام ، أي : فتحصل المطابقة.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 396
417
35 ـ بابُ : البُكاءِ عِنْدَ قِرَاءَةِ القُرْآنِ
قوله : (إني أشتهي أن أسمعه من غيري) أي : لأن المستمع أقوى على التدبر من القارىء لاشتغاله بالقراءة ، وأحكامها. قوله : (كفّ أو أمسك) هذا شك من الراوي.
36 ـ باب مَنْ رَايَا بِقِرَاءَةِ القُرْآنِ ، أَوْ تَأَكَّلَ بِهِ ، أَوْ فَخَرَ بِهِ

(3/88)


قوله : (أو تأكل به) أي : طلب الأكل بالقرآن. قوله : (أو فخر به) بخاء معجمة من الفخر ، أو بجيم من الفجور.
قوله : (كما يمرق السهم من الرمية) : بكسر الميم وتشديد التحتية فعيلة بمعنى مفعولة ، أي : من المرمى إليه من صيد وغيره وأراد أن دخول من ذكر في الإسلام ثم خروجهم منه كالسهم الذي دخل في الرمية ، ثم خرج منها في أنه لم يحصل به غرض. قوله : (لا يجاوز إيمانهم حناجرهم) جمع حنجرة ، وهي رأس الغلصمة حيث تراه ناتئاً من خارج الحلق ،
418
والمعنى لا تفقهه قلوبهم اهـ شيخ الإسلام.
419
420
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 396
67 ـ كتاب النكاح
1 ـ بابُ التَّرْغِيبِ في النِّكاحِ
قوله : (جاء ثلاثة رهط الخ) ورد في بعض المراسيل أنهم عليّبن أبي طالب ، وعبداللهبن عمروبن العاص ، وعثمانبن مظعون وفيه إشكال من وجهين : أحدهما أن هجرة عبداللهبن عمرو كانت بعد موت عثمانبن مظعون فإن عبداللهبن عمرو من مسلمي الفتح ، وعثمانبن مظعون مات قبل ذلك ، والثاني أن سورة الفتح.
وقوله : {ليغفر لك الله} نزلت بعد الحديبية ، وموت عثمان كان قبل ذلك ، فكيف يستقيم حينئذ قولهم : قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. كيف وقد قال النبى صلى الله تعالى عليه وسلم يوم مات عثمان ما أدري ما يفعل بي ، أو كما قال. وقد يجاب عن الثاني بأنهم قالوا يومئذ عند اجتهادهم وظنهم ، فوافق ظنهم الواقع ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
421
4 ـ بابُ كَثْرَةِ النِّسَاءِ
قوله : (فإن خير هذه الأمة الخ) هو النبى {صلى الله عليه وسلّم} . وقيل : من هو أكثر نساء من غيره إذا
422

(3/89)


تساووا في الفضائل ، وقيد بهذه الأمة احترازاً عن داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام ، فإنهما أكثر زوجات من النبى {صلى الله عليه وسلّم} ، فقد قيل : كان لداود تسع وتسعون امرأة ، ولسليمان ألف امرأة ثلثمائة حرائر ، والبقية إماء.
423
8 ـ بابُ ما يُكْرَهُ مِنْ التَّبَتُّلِ وَالخِصَاءِ
قوله : (ولو أذن له) أي : في ترك النكاح. وقوله : لاختصينا الأنسب لاختصى. والمراد لفعلنا ما يزيل الشهوة لا الخصاء حقيقة ، وهو انتزاع الانثيين لأنه حرام ، أو كان ذلك قبل النهي عنه ، ولو قال بدل لاختصينا لتبتلنا لما احتيج إلى ذلك لكنه عدل عنه إلى الاختصاء للمبالغة لأنه أبلغ من التبتل ، وهو الانقطاع من النساء ، لأن وجود الآلة لا ينافي استمرار وجود الشهوة بخلاف الاختصاء اهـ شيخ الإسلام.
424
9 ـ بابُ نِكاحِ اْلأَبْكارِ
قوله : (في سرقة حرير) : بفتح السين والراء ، أي : قطعة منه.
قوله : (إن يكن هذا الخ) أي : ما رأيته وأتى بأن الدالة على الشك مع أن رؤيا الأنبياء وحي لاحتمال أنها كانت قبل النبوّة.
10 ـ بابُ الثَّيِّبَاتِ
قوله : (لا تعرضن على بناتكن ولا أخواتكن) أي : لا أتزوجهنّ لحرمتهن عليّ لأن بناتهن ربائب وأخواتهن أخوات زوجات.
425
قوله : (أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً) لا يعارضه خبر لا يطرق أحدكم أهله ليلاً الآتي لأن هذا فيمن علم خبر مجيئه ليلاً ، وذاك فيمن قدم بغتة.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 421
قوله : (المغيبة) : بضم الميم ، وكسر المعجمة من غاب عنها زوجها من أغابت المرأة إذا غاب عنها زوجها اهـ شيخ الإسلام.
426
14 ـ بابُ مَنْ جَعَلَ عِتْقَ اْلأَمَةِ صَدَاقَهَا
قوله : (وجعل عتقها صداقها) هذا من خصائصهصلى الله تعالى عليه وسلم ، وحمله
427

(3/90)


بعضهم على أنه أعتقها تبرّعاً ثم تزوجها بلا صداق لا في الحال ، ولا فيما بعده ، وهو من خصائصه أيضاً.
16 ـ بابُ اْلأَكْفَاءِ في الدِّينِ
قوله : (فذكر الحديث) هو أنها ، أي : سهلة قالت : يا رسول الله إن سالماً بلغ مبلغ
428
الرجال ، وأنه يدخل عليّ وأني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً ، فقال : "أرضعيه تحرمي عليه ، ويذهب ما في نفسه" ، فأرضعته وذهب الذي في نفسه. وهذا من خصائصها ، قال عياض : لعلها حلبته ثم شربه من غير أن يمسّ ثديها.
قال النووي : وهو حسن ، ويحتمل أنه عفى عن مسه للحاجة كما خص بالرضاعة مع الكبر اهـ شيخ الإسلام.
17 ـ بابُ الأَكْفَاءِ في المَالِ وَتَزْوِيجِ المُقِلِّ المُثْرِيَةَ
قوله : (رغبوا في نكاحها ونسبها في إكمال الصداق) كأن المعنى : وفي قربها مخلين
429
بإكمال الصداق. وفي بعض النسخ وسنتها في إكمال الصداق ، وكأن معناه ، وإخلال سنتها في إكمال الصداق إذ الظاهر أنهم كادوا يخلون إكمال المهر ، أو يرغبون في إخلاله حتى قيل : ليس لهم نكاحها إلا أن يقسطوا ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
430
431
22 ـ بابُ مَنْ قالَ لاَ رَضَاعَ بَعْدَ حَوْلَينِ
قوله : (فإنما الرضاعة من المجاعة) بالصغر الذي يسد اللبن فيه الجوع ، وهذا هو المناسب لترجمة "المصنف" رحمه الله تعالى ، لكن يشكل عليه مذهب عائشة ، فإنها رواية هذا
432
الحديث مع أن مذهبها ثبوت الرضاعة في الكبر فكأنما فهمت كثرة اللبن بحيث يسد الجوع لا الصغر ، ويحتمل أنها علمت بتأخر تاريخ واقعة سالم مولى أبي حذيفة قرأت هذا الحديث منسوخاً بتلك الواقعة ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
23 ـ بابُ لَبَنِ الفَحْلِ

(3/91)


قوله : (فأبيت أن آذن له) إن كانت هذه الواقعة قبل واقعة عم حفصة يشكل إنكارها دخول العم في واقعة حفصة ، وإن كانت بعد يشكل عدم إذنها ههنا فلعل الواقعتين كانتا في عمين من الرضاعة بجهتين ، أو يكون أحدهما لنسيان الواقعة السابقة ، والله تعالى أعلم.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 421
433
26 ـ بابٌ {وَرَبَائِبُكُمُ الَّلاَتِي في حُجُورِكمْ مِنْ نِسَائِكُمُ الَّلاَتِي دَخَلتُمْ بِهِنَّ}
قوله : (من بناته) في نسخة من بناتها ، أي : هنّ كبناته ، أو بناتها في التحريم على الزوج. قوله : (لقول النبيالخ) وجه دلالته على أن بنت ولد المرأة حرام كبنتها أن لفظ البنات يشمل بنات الولد. قوله : (وهل تسمى الربيبة ، وإن لم تكن في حجره) الجمهور على أنها تسمى به وإن لم تكن في حجره والتقييد به في الآية جرى على الغالب ، فلا يعتبر مفهومه بدليل عدم التقييد بعدمه في قوله : فإن لم تكونوا دخلتم بهن الخ.
434
قوله : (بمخلية) : بضم الميم ، وسكون المعجمة من أخليت بمعنى خلوت من الضرة ، والمعنى : لست بمنفردة عنك ، ولا خالية من ضرة. وفي نسخة بفتح الميم من خلوت اهـ شيخ الإسلام.
435
29 ـ بابُ الشِّغَارِ
قوله : (والشغار أن يزوّج الرجل بنته الخ) تفسير الشغار بهذا قيل : قيل أنه من الحديث. وقيل : من الراوي ، ويبطل به النكاح ، ومعنى البطلان به التشريك في البضع حيث جعل مورد النكاح امرأة ، وصداقاً فأشبه تزويج واحدة من اثنين. وقيل : التعليق والتوقيف.
31 ـ بابُ نِكاحِ المُحْرِمِ
قوله : (تزوج النبى {صلى الله عليه وسلّم} وهو محرم) هذا من خصائصه على أن أكثر الروايات أنه تزوج ،
436
وهو حلال ، وقد قال {صلى الله عليه وسلّم} : "لا ينكح المحرم ، ولا ينكح" ، والفعل إذا عارض القول قدم القول.

(3/92)


32 ـ بابُ نَهْيِ رَسُولِ اللّهِ {صلى الله عليه وسلّم} عَنْ نِكاحِ المُتْعَةِ آخِراً
قوله : (باب نهي رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} عن نكاح المتعة آخراً) ، وهو الموقت بمدة معلومة ، أو مجهولة ، وسمي بذلك لأن الغرض منه مجرد التمتع دون التوالد ، وسائر أغراض النكاح. وقد كان جائزاً في صدر الإسلام ثم نسخ كما ذكره آخراً.
33 ـ بابُ عَرْضِ المَرْأَةِ نَفسَهَا ، عَلَى الرَّجُلِ الصَّالِحِ
قوله : (أملكناكها) في نسخة أملكناها لك ، وكل منهما مؤول بأنه قال ذلك بعد قوله :
437
زوّجناكها ، أي : زوّجناكها اذهب فقد ملكناكها ، أو ملكناها لك بالتزوبج السابق على أنه روي بدلهما زوّجتكها ، وهي رواية الأكثر اهـ شيخ الإسلام.
438
35 ـ بابُ قَوْلِ اللّهِ جَلَّ وَعَزَّ : {وَلاَ جَنَاحَ عَلَيكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ في أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ ـ الآيَةَ إِلَى قَوْلِهِ ـ غَفُورٌ حَلِيمٌ}
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 421
قوله : (أو نحو هذا) أي : من ألفاظ العريض كاذا حللت فأذنيني ، ومن يجد مثلك. قوله : (ولا يبوح) أي : لا يصرح والتصريح ما يقطع الرغبة في النكاح كإذا انقضت عدّتك نكحتك. وحكمة النهي عنه أنها قد تكذب في انقضاء العدة.
36 ـ بابُ النَّظَرِ إِلَى المَرْأَةِ قَبْلَ التَّزْوِيجِ
قوله : (فإذا أنت هي) أي : فإذا أنت الآن تلك الصورة ، أي : كهي ، وهو تشبيه بليغ.
439
واستدل بالحديث على جواز النظر لأن رؤيا الأنبياء ، وحي بل هو مندوب لقول النبى {صلى الله عليه وسلّم} للمغيرة ، وقد خطب امرأة انظر إليها فإنه أحرى أن يدوم بينكما ، أي أن تدوم بينكما المودة ، والألفة ، وقيس بما فيه عكسه ، والمنظور إليه ما عدا العورة.

(3/93)


37 ـ بابُ مَنْ قالَ : لاَ نِكاحَ إِلاَّ بِوَلِيَ
قوله : (لقول الله تعالى : فلا تعضلوهن) في نسخة لقول الله تعالى : {وإذا طلقتم النساء فبلغهن أجلهن فلا تعضلوهن}. قال الشافعي : هذه الآية أصرح دليل في القرآن على اعتبار الوليّ وإلا لما كان لعضله معنى اهـ شيخ الإسلام.
440
قوله : (فيعضلها) أي : يمنعها أن تتزوّج.
441
قوله : (فزوّجها إياه) أي : بعقد جديد.
38 ـ بابٌ إِذَا كانَ الوَلِيُّ هُوَ الخَاطِبَ
قوله : (باب إذا كان الولي هو الخاطب) أي : كابن العم هل يزوّج نفسه أو يزوّجه وليّ غيره. والشافعي على الثاني. قوله : (امرأة) هي ابنة عمه.
442
39 ـ بابُ إِنْكاحِ الرَّجُلِ وَلَدَهُ الصِّغَارَ
قوله : (باب إنكاح الرجل ولده الصغار) : بضم الواو ، وسكون اللام ، وبفتحهما. قوله : (واللائي لم يحضن) أي : فعدّتهن ثلاثة أشهر. قوله : (فجعل عدتها ثلاثة أشهر الخ) فدلّ على أن نكاحها قبل البلوغ جائز.
40 ـ بابُ تَزْويجِ اْلأَبِ ابْنَتَهُ مِنَ اْلإِمامِ
قوله : (باب تزويج الأب ابنته من الإمام) أي : الأعظم اهـ شيخ الإسلام.
41 ـ بابٌ السُّلطَانُ وَلِيٌّ
قوله : (لقول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم زوجناكها الخ) قد يقال : لا دلالة فيه على ولاية السلطان لأن المرأة قد فوّضت أمرها إليه صلى الله تعالى عليه وسلم بقولها : وهبت لك
443
نفسي ، فيمكن أن يكون تزويجها بحكم الهبة لا بحكم الولاية للسلطنة ، فتأمل ، والله تعالى أعلم.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 421
444
46 ـ بابُ لاَ يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَدَعَ
قوله : (باب لا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع) لا يخفى ما في الغاية الأولى في الترجمة ، وثاني حديثي الباب.
445

(3/94)


والجواب : أنه غاية لمحذوف ، أي : بل ينتظر حتى ينكح ، أو يدع ، ولا شك في انتهاء الانتظار بكل من الغايتين ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
446
447
53 ـ بابُ الشُّرُوطِ في النِّكاح
قوله : (أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به من الفروج) الظاهر أن قوله : أن توفوا به بتقدير بأن توفوا به متعلق بأحق ، والمعنى : الشروط التي كنتم توفون بها في الجاهلية أحقها بالإيفاء بها فيما بعد هي الشروط التي استحللتم بها الفروج. وأما قول القسطلاني قوله : أن توفوا بدل من الشروط ، فلا يظهر له كثير معنى ، وقول العيني أن قوله : توفوا خبر أحق بتقدير بأن توفوا ليس له كثير معنى ، فتأمل ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
448
58 ـ بابُ الدُّعَاءِ للِنِّسَاءِ الَّلاَتِي يَهْدِينَ العَرُوسَ وَلِلعَرُوسِ
قوله : (باب الدعاء للنساء اللاتي يهدين العروس) قلت : ليس في الحديث ما يدل على الدعاء لهن ، وإنما فيه الدعاء للعروس قد تكلف بعضهم تكلفاً ، وحاصل تكلفهم أن الدعاء المذكور ، وهو على الخير والبركة شامل لعائشة وأمها ، فأنها مهدية لها ، وهي العروس ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
449
62 ـ بابُ البِنَاءِ بِالنَّهَارِ بِغَيرِ مَرْكَبٍ وَلاَ نِيرَانٍ
قوله : (ولا نيران) أي : توقد كالشموع ونحوها بين يدي العروس.
قوله : (فلم يرعني) أي : لم يفجأني ، ولم يخوّفني. وقوله : ضحى ، أي : وقت الضحى.
63 ـ بابُ اْلأَنْمَاطِ وَنَحْوِهَا لِلنِّسَاءِ
قوله : (باب الأنماط) : بفتح الهمزة جمع نمط بفتحتين ضرب من البسط له خمل رقيق يستر به المخدع ونحوه.
450
64 ـ بابُ النِّسْوَةِ الَّلاَتِي يَهْدِينَ المَرْأَةَ إِلَى زَوْجِهَا
قوله : (ما كان معكم لهو) ما استفهامية بدليل قوله في رواية ، فهل بعثتم جارية تضرب بالدف وتغني.
65 ـ بابُ الهَدِيَّةِ لِلعَرْوسِ

(3/95)


قوله : (باب الهدية للعروس) ، أي : صبيحة البناء.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 421
قوله : (بجنبات) : بفتحات ، أي : بنواحيها.
قوله : (حيسة) : بفتح الحاء هو طعام يتخذ من الثلاثة اهـ شيخ الإسلام.
451
66 ـ بابُ اسْتِعَارَةِ الثِّيَابِ لِلعَرُوسِ وَغَيرِهَا
قوله : (باب استعارة الثياب للعروس وغيرها) أي : وغير الثياب مما يتجمل به العروس من الحلي اهـ شيخ الإسلام.
452
453
70 ـ بابُ مَنْ أَوْلَمَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ أَكْثَرَ مِنْ بَعْضٍ
قوله : (باب من أولم على بعض نسائه أكثر من بعض) أي : التفاوت في الوليمة بالقلة والكثرة لا يخل في العدل الواجب بين النساء لأن الوليمة ليست من الحقوق المختصة بالنساء التي يجب فيها العدل حتى يخل التفاوت فيها قلة ، وكثرة في العدل الواجب ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
454
455
77 ـ بابٌ هَل يَرْجِعُ إِذَا رَأَى مُنْكَراً في الدَّعْوَةِ
قوله : (فقال : من كنت أخشى عليه الخ) أي : إن كنت أخشى على أحد غلبة النساء ، أو كسر خاطره بالرجوع من بيته بلا أكل ، فلا أخشى عليك ذلك ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
456
82 ـ بابٌ {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}
قوله : (باب قوا أنفسكم الخ) جعل حديث : "والرجل راع على أهله" تفسيراً للآية للتنبيه على أن حسن الرعاية يفيد الوقاية للنفس والأهل ، وأن إهمالها يفضي إلى النار.
457
83 ـ بابُ حُسْنِ المعَاشَرَةِ مَعَ اْلأَهْلِ

(3/96)


قوله : (لا سهل فيرتقي ولا سمين فينتقل) قلت : مقتضى العطف والمقابلة أن يكون قولها لا سهل ، ولا سمين صفة لشيء واحد إما الجبل أو اللحم لكن المعنى لا يساعد إلا على جعل لا سهل صفة الجبل ، ولا سمين صفة اللحم ، ولا يخفى ما فيه من الفك والركاكة ، فالوجه أن يحمل قولها : لا سهل على أنه صفة اللحم باعتبار المكان والمحل فالنسبة مجازية أو لاسمين صفة للجبل باعتبار الحال فالنسبة مجازية فافهم. قوله : (أن لا أذره) أي : لا أترك الخبر بل أذكره بتمامه ، فيفضي ذلك إلى التطويل الممل وهذا منها بيان لحال الزوج بالإجمال ، وكأن التعاقد كان على ما يعمّ الإجمال والتفصيل فلا يرد أن هذا مخالف لمقتضى التعاقد.
قوله : (ولا يولج الكف ليعلم البث) أي : المرأة المبثوثة ، أي : المفروشة عنده ، فالمطلوب ذم الزوج بأنه لا يدري عن أهله لا في الأكل ولا في الشرب ، ولا حالة النوم ، والله تعالى أعلم.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 421
قوله : (مالك خير من ذلك) أي : خير مما يمدح به.
458
قوله : (فلو جمعت كل شيء) على صيغة التكلم أو الخطاب للعموم ، أو بالكسر ، أي : أيتها المخاطبة لأن الكلام كان مع النساء ، ويحتمل أن صيغة جمعت للمؤنث الغائب بسكون التاء على بناء المفعول ، والتأنيث لما في كل شيء من الكثرة ، وقولها : ما بلغ الخ من قبيل :
ما الحب إلا للحبيب الأول والفضل للمتقدم ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
459
460
85 ـ بابٌ صَوْمِ المَرْأَةِ بَإِذْن زَوْجِهَا تَطَوُّعاً
قوله : (باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوّعاً ، أي : بيان جواز ذلك قوله عبدالله) أي : ابن المبارك. قوله : (أخبرنا معمر) أي : ابن راشد. قوله : (وبعلها شاهد) ، أي : حاضروا الحديث خبر بمعنى النهي اهـ شيخ الإسلام.

(3/97)


86 ـ ـ بابُ إِذَا بَاتَتِ المَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا
قوله : (حتى تصبح) ولعل المراد حتى ترجع إلى رضا الزوج كما في الرواية الثانية ، وهو
461
الموافق لرواية مسلم حتى يرضى عنها زوجها وذكر حتى تصبح بناء على أن العادة أن الزوج يدعوها إلى الفراش ليلاً ، وأن المرأة العاقلة لا تستمر على الإباء في الليل بل تعتذر ، وترجع إلى رضا الزوج ، والله تعالى أعلم.
88 ـ باب
قوله : (قمت على باب الجنة) يحتمل أن المضي في المواضع كلها بمعنى الاستقبال ، والتعبير عن المستقبل بالماضي لإفادة أنه كالذي تحقق ، ومضى ويحتمل أن المضي في قمت على ظاهره.
462
وكان القيام ليلة المعراج مثلاً. وقوله : وكان عامة من دخلها بمعنى أنه ظهر له ببعض علامات أو علم به أراد الله تعالى لإعلامه به ومعنى من دخلها من سيدخلها والله تعالى أعلم.
وأما حديث ورأيت أكثر أهلها ، فلعل المراد به أنه ظهر لي بعلامات ونحو ذلك فلا ينافي أن الدخول يكون في يوم القيامة لا في البرزخ ، والله تعالى أعلم.
463
93 ـ بابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} نِسَاءَهُ في غَيرِ بُيُوتِهِنَّ
قوله : (باب هجرة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم نساءه في غير بيوتهن) أي : الاعتزال عنهن والكينونة في أيام الاعتزال في غير بيوتهن والله تعالى أعلم اهـ سندي.
464
465
466
102 ـ بابٌ إِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ عَلَى البِكْرِ
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 421

(3/98)


قوله : (إذا تزوج الرجل البكر على الثيب) أي : القديمة ولعل إطلاق الثيب بناء على أن القديمة عادة تكون ثيباً. وقوله : إذا تزوج الثيب على البكر ، أي : على من تزوجها بكراً ، وعلى من هي باقية على بكارتها ، فإذا كان حكم الثيب على البكر هو هذا كان على الثيب بالأولى ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
467
107 ـ بابُ المُتَشَبِّعِ بِمَا لَمْ يَنَل ، وَما يُنْهَى مِنِ افتِخَارِ الضَّرَّةِ
قوله : (باب المتشبع بما لم ينل) أي : المستكثر بما ليس عنده.
قوله : (وما ينهي من افتخار الضرة) أي : بادعائها الحظوة عند زوجها.
قوله : (كلابس ثوبي زور) بأن يلبس ثوبي وديعة ، أو عارية ، فيظن الناس أنهما له ولباسهما لا يدوم ، أو بأن يلبس ثياب أهل الزهد وقصده أن يظهر للناس أنه متصف به ، وليس كذلك.
468
108 ـ بابُ الغَيرَةِ
قوله : (باب الغيرة) : بفتح الغين المعجمة مأخوذ من تغير القلب وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص.
قوله : (غير مصفح) : بضم الميم ، وفتح الفاء وكسرها ، أي : غير ضارب بعرضه بل بحده للقتل والإهلاك ، فمن فتح جعل غير مصفح حالاً من السيف ، ومن كسر جعله حالاً من الضارب اهـ شيخ الإسلام.
469
470
471
112 ـ بابٌ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ ذُو مَحْرَمٍ ، وَالدُّخُولُ عَلَى المُغِيبَةِ
قوله : (باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم) ولعل المراد بالرجل غير الزوج لظهور أمره ، أو المراد بذي محرم ، وهو وما يجري مجراه ، فدخل فيه الزوج ، وأما لفظ الحديث لا يخلونّ رجل بامرأة فلعل المراد به الدخول عليها ، والرجل هو الأجنبي ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.

(3/99)


قوله : (الحمو الموت) أي : مثل لقائه إذ الخلوة به تؤدي إلى هلاك الدين إن وقعت المعصية ، أو النفس إن وجب الرجم ، والمراد بالحمو أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه لأنهم محارم الزوجة يجوز لهم الخلوة بها ، ومعناه أن الخوف منه أكثر لتمكنه من الخلوة بها من غير أن ينكر عليه ، وهو تحذير مما عليه عادة الناس من المساهلة فيه كالخلوة بامرأة أخيه.
113 ـ بابُ ما يَجُوزُ أَنْ يَخْلُوَ الرَّجُلُ بِالمَرْأَةِ عِنْدَ النَّاسِ
قوله : (فخلا بها) أي : بحيث لا يسمع من حضر شكواها لا بحيث غاب عن أبصار من حضر.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 421
472
قوله : (إنكنّ) في نسخة : إنكم وعلى الأول ، فالخطاب لنسوة الأنصار ، وليس المراد أنهن أحب إليه من نساء أهله بل نساء هذه القبيلة أحب من نساء سائر القبائل في الجملة.
115 ـ بابُ نَظَرِ المَرْأَةِ إِلَى الحَبَشِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ غَيرِ رِيبَةٍ
قوله : (باب نظر المرأة إلى الحبش الخ) لو قال : إلى لعبهم أو بعض ، فعلهم لكان أقرب ، وهو المراد بقولهم : وأنا أنظر إلى الحبشة.
والحاصل الفرق بين أن تقصد النظر إلى نفس الرجال ، وبين أن تقصد إلى بعض أفعالهم ، والله تعالى أعلم.
473
120 ـ بابُ قَوْلِ الرَّجُلِ : لأَطُوفَنَّ اللَّيلَةَ عَلَى نِسَائِي
قوله : (على نسائه) في نسخة : على نسائي.
474
قوله : (لأطوفنّ) أي : لأجامعنّ.
قوله : (ونسي) أي : أن يقولها بلسانه. قوله : (لم يحنث) أي : في يمينه.
121 ـ بابٌ لاَ يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيلاً إِذَا أَطَالَ الغَيبَةَ ، مَخَافَةَ أَنْ يُخَوِّنَهُمْ أَوْ يَلتَمِسَ عَثَرَاتِهِمْ
قوله : (عثراتهم) أي : زلاتهم.
قوله : (طروقاً) : بضم الطاء ، أي : أتيانا من سفر ، أو غيره على غفلة.

(3/100)


قوله : (إذا أطال أحدكم الغيبة الخ) ذكر الطول ليس بقيد اهـ شيخ الإسلام.
122 ـ بابُ طَلَبِ الوَلَدِ
قوله : (باب طلب الولد) أي : النكاح بأن يكون غرضه به طلب الولد لا مجرد التلذذ بالوطء.
475
قوله : (فلما قفلنا) : بفتح القاف ، أي : رجعنا. وقوله : تعجلت ، أي : أسرعت بالسير. وقوله : قطوف ، أي : بطيء.
قوله : (الكيس الكيس) : بفتح الكاف وبالنصب على الإغراء ، والكيس الجماع والعقل ، والمراد حثه على ابتغاء الولد.
476
477
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 421
68 ـ كتاب الطلاق
قوله : (كتاب الطلاق) هو لغة حل القيد ، وشرعاً حل عقد النكاح بلفظ الطلاق ونحوه.
1 ـ بابٌ قَوْلُ اللّهِ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ
لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا العِدَّةَ}
قوله : (وقول الله تعالى) بالجر عطف على الطلاق.
قوله : (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) خص النبى {صلى الله عليه وسلّم} بالنداء لأنه المخاطب أصالة وعم بالخطاب لأن الحكم يعمه وأمته.
وقوله : {إذا طلقتم} ، أي : أردتم الطلاق. قوله : ({فطلقوهن لعدتهن}) أي : لوقت شروعهن في العدة.
478
2 ـ بابٌ إِذَا طُلِّقَتِ الحَائِضُ يُعْتَدُّ بِذلِكَ الطَّلاَقِ
قوله : (فليراجعها) الأمر فيه للندب عند الشافعية ، وبعض الأئمة اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (تحتسب) أي : التطليقة.
قوله : (فمه) أصله ما الاستفهامية أدخل عليها هاء السكت في الوقف مع أنها غير مجرورة وهو قليل ، أي : فما يكون إن لم تحتسب ، هي أو كلمة كف وزجر ، أي : انزجر عنه فإنه لا يشك في وقوع الطلاق اهـ شيخ الإسلام.
479
4 ـ بابُ مَنْ أَجازَ طَلاَقَ الثَّلاَثِ

(3/101)


قوله : (باب من أجاز طلاق الثلاث لقوله تعالى : الطلاق مرتان الخ) كأنه استدل به بناء على المراد الطلاق المعقب للرجعة ثنتان ، فيعم ما إذا وقعتا دفعة أو متفرقتين ، فيدل على اعتبار ما وقع دفعة ، وإلا فلو حمل مرتان على معنى تطليقة بعد تطليقة على التفرق دون الجمع كما ذكره القسطلاني لم يستقم الاستدلال لعدم شموله للدفعة والتعجب أنه قال بعد ذلك إنه عام يتناول إيقاع الثلاث دفعة واحدة مع أنه لا يشمل الثلاث أصلاً ، نعم يشمل الاثنتين ، ويقاس عليه الثلاث لكن لا يشمل على المعنى الذي ذكره إلا المتفرق دون ما يكون دفعة ، والله تعالى أعلم.
480
قوله : (طلقني فبتّ طلاقي) وفي الرواية الثانية : أن رجلاً طلق امرأته ثلاثاً الخ في أنه حكاية الفعل ، فلا يعم الثلاث دفعة ، فيحتمل أنه طلق متفرقاً بل قد جاء أنه طلق آخراً ثلاثاً فلا يستقيم به الاستدلال ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
481
5 ـ بابُ مَنْ خَيَّرَ نِسَاءَهُ
قوله : (شيئاً) أي : طلاقاً.
قوله : (عن الخيرة) : بكسر الخاء ، وفتح التحتية ، واختلف فيما إذا اختارت نفسها هل يقع واحدة رجعياً أو بائناً ، أو ثلاثاً ومذهبنا أن التخيير كناية ، فإذا خير الزوج امرأته وأراد بذلك تخييرها بين أن تطلق منه ، وبين أن تستمر في عصمته ، فاختارت نفسها ، وأرادت بذلك الطلاق طلقت. وأما كونه رجعياً ، أو بائناً فهو بحسب نيتهما ، فإنه إن نويا واحدة ، أو ثنتين كان رجعياً ، أو ثلاثاً فبائن وإن اختلفت نيتهما وقع ما اتفقا عليه اهـ شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 478
482
483
484
11 ـ بابُ الطَّلاَقِ في اْلإِغْلاَقَ وَالكُرْهِ ، وَالسَّكْرَانِ وَالمَجْنُونِ وَأَمْرِهِمِا وَالغَلَطِ وَالنِّسْيَانِ في الطَّلاَقِ وَالشّرْكِ وَغَيرِهِ

(3/102)


قوله : (باب الطلاق في الإغلاق والكره والسكران) وفيه قول حمزة ، وهل أنتم إلا عبيد لأبي ، أي : أنه صدر منه هذا القول حال السكر ، فلم يعتبر شرعاً ، ولم يعاقب عليه فعلم أن كلام السكران لا عبرة به ، وفيه أنه كذلك حين كون السكر حلالاً ، فلا يقاربه بعد أن صار حراماً ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
485
قوله : (أنفسها) بالنصب على المفعولية ، وبالرفع على الفاعلية.
قوله : (رجلاً من أسلم) هو ماعزبن مالك الأسلمي. قوله : (فلما أذلقته الحجارة) : بذال معجمة ، أي : أصابته بحدّها فعقرته.
وقوله : جمز بجيم ، وزاي ، أي : أسرع هارباً من القتل. وقوله : حتى أدرك بالبناء للمفعول اهـ شيخ الإسلام.
12 ـ بابُ الخُلعِ وَكَيفَ الطَّلاَقُ فِيهِ
قوله : (باب الخلع) : بضم الخاء من الخلع بفتحها ، وهو لغة النزع سمي به لأن كلا من
486
الزوجين لباس الآخر.
قال تعالى : {هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ} ، فكأنه بمفارقة الآخر نزع لباسه ، وشرعاً فرقة بعوض مقصود يجعل للزوج ، أو لسيده.
قوله : (وأجاز عثمان الخلع) أي : أجازه ببذل جميع ما تملكه المرأة دون عقاص رأسها ، وهو الخيط الذي يعقص به أطراف الرأس.
487
13 ـ بابُ الشِّقَاقِ وَهَل يُشِيرُ بِالخُلعِ عَنْدَ الضَّرُورَةِ
قوله : (حدثنا أبو الوليد الخ) قال الكرماني : ومطابقة الحديث للترجمة أن فاطمة رضي الله عنها لم تكن راضية بما ذكر فيه ، وكان الشقاق بينها وبين عليّ رضي الله عنه متوقعاً ، فأراد {صلى الله عليه وسلّم} دفع وقوعه.
14 ـ بابٌ لاَ يَكُونُ بَيعُ اْلأَمَةِ طَلاَقاً
قوله : (باب لا يكون بيع الأمة طلاقاً) أي : عند الأكثر.
488
15 ـ بابُ خِيَارِ اْلأَمَةِ تَحْتَ العَبْدِ
قوله : (باب خيار الأمة تحت العبد) أي : بيان جوازه إذا عتقت لأنها تتعير به.

(3/103)


قوله : (رأيته عبداً) فائدته الرد على من زعم أنه كان حراً حين عتقت بريرة اهـ شيخ الإسلام.
489
18 ـ بابُ قَوْلِ اللّهِ تَعَالى : {وَلاَ تَنْكِحُوا المُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنةٌ خَيرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 478
قوله : (إن الله حرم المشركات على المؤمنين) هذا محمول على عبدة الأوثان والمجوس ، وأخذ ابن عمر بعموم آية البقرة ، وجعل آية المائدة وهي : {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} منسوخة ، وبه جزم بعضهم. والجمهور على أن ما في البقرة مخصوص بآية المائدة.
19 ـ بابُ نِكاحِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ المُشْرِكاتِ وَعِدَّتِهِنَّ
قوله : (فتزوجها عبداللهبن عثمان الثقفي) استشكل عدم ردها إلى أهل مكة مع وقوع
490
الصلح بيننا وبينهم في الحديبية على أن من جاء إلينا رردناه ، ومن ذهب منا لم يردوه ، وأجيب بأن النساء لم يدخلن في أصل الصلح بدليل ما في رواية على أن لا يأتيك منا رجل إلا رددته ، وبأن حكم النساء منسوخ بمفهوم آية : {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات} ، إذ فيه {فلا ترجعوهن إلى الكفار}.
491
21 ـ بابُ قَوْلِ اللّهِ تَعَالَى : {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ـ إِلَى قَوْلِهِ ـ سَمِيعٌ عَليمٌ} فَإِنْ فَاؤُوا : رَجَعُوا
قوله : (آلى رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} من نسائه) أي : شهراً ، والإيلاء لغة الحلف ، وهو الذي صدر منه {صلى الله عليه وسلّم} ، وشرعاً حلف زوج يصح طلاقه على امتناع من وطء الزوجة مطلقاً ، أو أكثر من أربعة أشهر ، وكان الإيلاء طلاقاً في الجاهلية ، فخصه الشرع بذلك اهـ شيخ الإسلام.
22 ـ بابُ حُكْمِ المَفقُودِ في أَهْلِهِ وَمالِهِ

(3/104)


قوله : (والسقاء) هو قربة الماء ، والمراد : بطن ضالة الإبل.
492
23 ـ بابٌ {قَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ في زَوْجِهَا ـ إِلَى قَوْلِهِ ـ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً}
قوله : (باب الظهار) مأخوذ من الظهر لأن صورته الأصلية أن يقول لزوجته : أنت عليّ كظهر أمي ، وكان طلاقاً في الجاهلية كالإيلاء ، فغير الشرع حكمه إلى تحريمها ، ولزوم الكفارة بالعود. وحقيقته الشرعية تشبيه الزوج زوجته في الحرمة بمحرمه.
قوله : (وفي العربية) أي : وفي اللغة العربية يستعمل اللام بمعنى في.
قوله : (وفي بعض ما قالوا) : بموحدة ومهملة ، وفي نسخة : بنون وقاف ، وهي أصحّ. وقوله : وهذا ، أي : معنى يعودون لما قالوا : ينقضون ما قالوا أولى من قول داود الظاهري معنى العود تكرير كلمة الظهار.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 478
قوله : (لأن الله لم يدلّ الخ) أي : ولو كان المعنى ما قاله داود لكان الله دالاً عليهما ، وهو محال ، والواو في قوله : وفي بمعنى ، أو على نسخة بعض.
493
24 ـ بابُ اْلإِشَارَةِ في الطَّلاَقِ وَاْلأُمُورِ
قوله : (فأخذ أوضاحاً) أي : أي حلياً.
رمق ، أي : نفس. وقوله : أصمتت بالبناء للمفعول ، أي : اعتقل لسانها ، فلم تستطع النطق.
قوله : (أن لا) لفظة أن في المواضع الثلاث تفسيرية.
494
قوله : (فأمر به رسول الله الخ) أي : بعد قيام الحجة عليه بأنه قتلها بدليل رواية : فاعترف فأمر به فرضخ رأسه.
قوله : (فاجدح لي) أي : بلّ السويق بالماء ، أو اللبن.
وقوله : لو أمسيت جواب لو محذوف ، أي : لكنت متمماً للصوم ، أو هي للتمني ، فلا جواب لها.
قوله : (ليرجع قائمكم) بالنصب على أن يرجع مع الرجع بالرفع على أنه من الرجوع والمعنى ليعود إلى الاستراحة بأن ينام ساعة قبل الصبح.
495
496

(3/105)


25 ـ بابُ اللِّعَانِ
قوله : (في الفدادين) جمع فداد ، وهو المصوّت عند أوثاب الإبل.
26 ـ بابٌ إِذَا عَرَّضَ بِنَفي الوَلَدِ
قوله : (باب إذا عرّض بنفي الولد) أي : بيان حكم ما إذا عرّض الرجل في سؤاله بنفي الولد ، والتعريض ذكر شيء يفهم منه شيء آخر لم يذكر.
قوله : (من أورق) هو ما في لونه بياض إلى سواد.
27 ـ بابُ إِحْلاَفِ المُلاَعِنِ
قوله : (باب إحلاف الملاعن) أي : تحليفه ، والمراد به هنا نطقه بكلمات اللعان المعروفة.
497
28 ـ بابٌ يَبْدَأُ الرَّجُلُ بِالتَّلاَعُنِ
قوله : (باب يبدأ الرجل بالتلاعن) أي : وجوباً.
29 ـ بابُ اللِّعَانِ ، وَمَنْ طَلَّقَ بَعْدَ اللِّعانِ
قوله : (باب اللعان ومن طلق بعد اللعان) ذكر اللعان الأول هنا ليس مقصوداً اهـ شيخ الإسلام.
498
30 ـ بابُ التَّلاَعُنِ في المَسْجِدِ
قوله : (أعين) أي : واسع العين.
31 ـ بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "لَوْ كُنْتُ رَاجِماً بِغَيرِ بَيِّنَةٍ"
قوله : (باب قول النبى {صلى الله عليه وسلّم} : "لو كنت راجماً أحداً بغير بينة") جواب لو محذوف ، أي : لرجمت هذه.
قوله : (مصفراً) أي : كثير الصفرة.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 478
499
وقوله : خدلاً بفتح المعجمة ، وسكون المهملة ، وكسرها ، أي : ضخماً. وقوله : آدم بالمد ، أي : أسمر.
32 ـ بابُ صَدَاقِ المُلاَعَنَةِ
قوله : (لا مال لك) لام لك للبيان كما في هيت لك اهـ شيخ الإسلام.
500
34 ـ بابُ التَّفرِيقِ بَينَ المُتَلاَعِنَينِ
قوله : (باب التفريق بين المتلاعنين) وفيه لاعن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، أي : أمر بالملاعنة بينهما ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
501
502

(3/106)


40 ـ بابٌ قَوْلُ اللّهِ تَعَالَى : {وَالمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوءٍ}
قوله : (فيمن تزوج في العدة) أي : امرأة طلقها زوجها طلاقاً رجعياً. وقوله : فحاضت عنده ، أي : عند الثاني. وقوله : ولا تحتسب به ، أي : بحيضها لمن بعده ، أي : للثاني بل تعتدّ عدّة أخرى له لتعدد المستحق. قوله : (وقال الزهري تحتسب) أي : فتكفي لهما عدّة واحدة. قوله : (يقال أقرأت المرأة الخ) غرضه أن القرء يستعمل بمعنى الحيض والطهر ، فهو من الأضداد لكن المراد بالقرء عند الشافعية : الطهر ، وهو ما احتوشه دمان ، أي : دما حيضتين أو حيض ونفاس.
وقوله : بسلا ، بفتح المهملة والتنوين ، أي : بغشا الولد ، اهـ شيخ الإسلام.
503
504
44 ـ بابٌ {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ}
قوله : (ثم خلى عنها) بمعجمة ولام مشدّدة ، أي : تركها. وقوله : فحمي بكسر الميم. وقوله : أنفاً بفتح النون ، والفاء منونة ، يقال : حميت عن كذا حمية بالتشديد إذا أنفت منه ، وداخلك عار.
قوله : (وهو يقدر عليها) أي : على رجعتها قبل انقضاء عدّتها.
قوله : (التي أمر الله) أي : أمر ندب عند الشافعية.
505
46 ـ بابٌ تُحِدُّ المُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً
قوله : (باب تحد المتوفى عنها زوجها الخ) تحدّ بضم التاء وكسر الحاء ، وبالفتح والضم ، يقال : أحدت المرأة على زوجها ، فهي محدة وحدّت فهي حادة إذا تركت الزينة اهـ شيخ الإسلام.
506
قوله : (اشتكت عينها) بالرفع على الفاعلية ، وبالنصب على المفعولية ، والفاعل مستتر ، أي : المرأة.
47 ـ بابُ الكُحْلِ لِلحَادَّةِ
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 478

(3/107)


قوله : (أحلاسها) جمع حلس ، وهو الثوب ، أو الكساء الرقيق تحت البرذعة. وقوله : أو شرّ بيتها شك من الراوي. وقوله : رمت ببعرة ، أي : لترى من حضرها أن مقامها حولاً أهون عليها من بعرة ترمى بها كلباً.
507
48 ـ بابُ القُسْطِ لِلحَادَّةِ عِنْدَ الطُّهْرِ
قوله : (باب القسط) : بضم القاف عود يتبخر به. قوله : (إلا ثوب عصب) : بفتح العين ، وسكون الصاد المهملتين من برود اليمن. وقوله : في نبذة ، أي شيء قليل. وقوله : من كست بكاف ، وتاء بدل القاف والطاء في قسط فهما لغتان. وقوله : أظفار صوابه ظفار كما في نسخة : وهو موضع بساحل عدن ، اهـ شيخ الإسلام.
508
51 ـ بابُ مَهْرِ البَغِيِّ وَالنِّكاحِ الفَاسِدِ
قوله : (وكسب البغيّ) أي : كسب الزانية بزناها.
509
قوله : (عن كسب الإماء) أي : من وجه محرّم كالزنا.
52 ـ بابُ المَهْرِ لِلمَدْخُولِ عَلَيهَا ، وَكَيفَ الدُّخُولُ ، أَوْ طَلَّقَهَا قَبْلَ الدُّخُولِ وَالمَسِيسِ
قوله : (وكيف الدخول) عطف على المهر ، وما بعده على الدخول.
قوله : (مالي) أي : أطلب مالي.
53 ـ بابُ المُتْعَةِ لِلَّتِي لَمْ يُفرَضْ لَهَا
قوله : (لم يفرض لها) أي : مهر.
510
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 478
69 ـ كتاب النفقات
قوله : (النفقات) جمع نفقة من الإنفاق ، وهو الإخراج ، وجمعت باعتبار تعدد أنواعها نفقة زوجة ، وقريب وغيرهما.
1 ـ بابُ فَضْلِ النَّفَقَةِ عَلَى اْلأَهْلِ
قوله : (وفضل النفقة على الأهل) عطف على النفقات. قوله : (العفو الفضل) أي : الفاضل عن الحاجة.
قوله : (على أهله) أي : من زوجة وولد. وقوله : كانت له صدقة ، أي : كالصدقة في الثواب.
511
قوله : (الأرملة) : بفتح الهمزة والميم من لا زوج لها ، اهـ شيخ الإسلام.
2 ـ بابُ وُجُوبِ النَّفَقَةِ عَلَى اْلأْهْلِ وَالعِيَالِ

(3/108)


قوله : (أفضل الصدقة ما ترك غنى) أي : ما يبقى لصاحبها عقبها غنى اليد أو غنى القلب. ولعله المراد بقوله : ما كان عن ظهر غنى ، أي : ما يبقى عقبه غنى يكون كالظهر لصاحبه يستند إليه ، ويعتمد عليه سواء كان غنى اليد أو غنى القلب ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
512
3 ـ بابُ حَبْسِ نَفَقَةِ الرَّجُلِ قُوْتَ سَنَةٍ عَلَى أَهْلِهِ ، وَكَيَف نَفَقَاتُ العِيَالِ
قوله : (إن أبا بكر كذا وكذا) أي : منعكما ميراثكما منه {صلى الله عليه وسلّم} .
513
قوله : (وأمركما جميع) أي : مجتمع اهـ شيخ الإسلام.
4 ـ بابٌ وَقالَ اللّهُ تَعَالَى : {وَالوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَينِ كامِلَينِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} إِلَى قَوَلِهِ : {بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
قوله : (باب وقال الله تعالى : والوالدات الخ) في نسخة : باب {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين} إلى قوله : {بصير}. قوله : (ضراراً لها إلى غيرها) أي : منتهياً إلى رضاع غيرها.
514
5 ـ بابُ نَفَقَةِ المَرْأَةِ إِذَا غابَ عَنْهَا زَوْجُهَا ، وَنَفَقَةِ الوَلَدِ
قوله : (مسيك) : بكسر الميم ، وتشديد المهملة ، وبالفتح والتخفيف ، أي : بخيل.
وقوله : إلا بالمعروف ، أي : بين الناس أنه قدر الكفاية.
قوله : (عن غير أمره) أي : الصريح في القدر المنفق بل فهمت ذلك من القرائن ، ووقع في نسخة تقديم هذا الباب على الباب قبله.
6 ـ بابُ عَمَلِ المَرْأَةِ في بَيتِ زَوْجِهَا

(3/109)


قوله : (فهو خير لكما من خادم) قيل : كيف يكون خيراً من الخادم بالنسبة إلى مطلوبها ، وهو الاستخدام ، وأجيب بأنه تعالى لعله يعطي للمسبح قوة يقدر بها على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم عليه ، أو يسهل الأمور عليه بحيث يكون فعل ذلك بنفسه أسهل عليه من أمر الخادم بذلك ، أو أن نفع التسبيح في الآخرة ، ونفع الخادم في الدنيا ، والآخرة خير وأبقى.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 511
515
8 ـ بابُ خِدْمَةِ الرَّجُلِ في أَهْلِهِ
قوله : (كان في مهنة أهله) : بكسر الميم أكثر من فتحها ، وسكون الهاء ، أي : خدمتهم ففيه أن خدمة الدار وأهلها سنة عباد الله الصالحين.
10 ـ بابُ حَفظِ المَرْأَةِ زَوْجَهَا في ذَاتِ يَدِهِ وَالنَّفَقَةِ
قوله : (في ذات يده) أي : في ماله. وقوله : والنفقة من عطف الخاص على العام.
516
11 ـ بابُ كِسْوَةِ المَرْأَةِ بِالمَعْرُوفِ
قوله : (باب كسوة المرأة بالمعروف) أي : بين الناس من كسوة أمثالها ، اهـ شيخ الإسلام.
13 ـ بابُ نَفَقَةِ المُعْسِرِ عَلَى أَهْلِهِ
قوله : (فأنتم إذا) أي : فأنتم أحق حينئذ.
517
14 ـ بابُ {وَعَلَى الوَارِثِ مِثْلُ ذلِكَ}
قوله : (باب وعلى الوارث مثل ذلك) أي : مثل ما كان على أبيه في حياته.
قوله : (وضرب الله مثلاً رجلين الخ) قال الكرماني : شبه منزلة المرأة من الوارث بمنزلة الأبكم الذي لا يقدر على النطق من التكلم ، وجعلها كلا على من يعولها.
قوله : (هكذا وهكذا) ، أي : محتاجين.
15 ـ بابُ قَوْلُ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "مَنْ تَرَكَ كَلاًّ أَوْ ضَيَاعاً فَإِلَيَّ"
قوله : (من ترك كلاًّ) : بفتح الكاف ، أي : ثقلاً من دين ونحوه. وقوله : أو ضياعاً : بفتح المعجمة ، أي : من لا يستقل بنفسه ، وقوله : فإليّ ، أي : فينتهي ذلك إليّ فأتداركه.

(3/110)


قوله : (فضلاً) أي : قدراً زائداً على مؤنة تجهيزه يفي بدينه.
518
16 ـ بابُ المَرَاضِعِ مِنَ المَوَالِيَاتِ وَغَيرِهِنَّ
قوله : (باب المراضع من المواليات) : بفتح الميم جمع مولاة ، وهي الأمة.
519
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 511
70 ـ كتاب الأطعمة
1 ـ بابُ وَقَوْلِ اللّهِ تَعَالَى : {كُلُوا مِنَّ طَيِّبَاتِ ما رَزَقْنَاكُمْ}
قوله : (وفكوا) : أي : خلصوا ، وقوله : العاني ، أي : الأسير. قوله : (فاستقرأته) : بالهمز ، وبدونه ، أي : سألته أن يقرأ عليّ. قوله : (وفتحها) أي : الآية ، أي قرأها عليّ وفهمني إياها. قوله : (بعس) : بضم العين وتشديد السين ، أي : بقدح ضخم. قوله : (كالقدح) : بكسر
520
القاف ، وسكون الدال ، أي : كالسهم الذي لا ريش له في الاستواء والاعتدال ، اهـ شيخ الإسلام. قوله : (تولى الله ذلك) أي : إشباعي ، أي : ولاه من كان أحق منك يا عمر ، وهو رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ، فالجملة في محل نصب مفعول ثان لتولي الله بالمعنى المذكور ، وهذا أولى ، وفي نسخة : تولى ذلك رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ، فرسول الله فاعل تولى ، وذلك مفعوله ، وتولى باق على معناه. قوله : (لأن أكون أدخلتك) أراد به لأن أكون ضيفتك. وقوله : من حمر النعم ، أي : الإبل وخصها بالذكر لأنها أشرف أموال العرب.
2 ـ بابُ التَّسْمِيَةِ عَلَى الطَّعَامِ وَاْلأَكْلِ بِاليَمِينِ
قوله : (في حجر رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ) أي : تحت نظره.
قوله : (تطيش في الصحفة) أي : تتحرك وتمتدّ في نواحيها. قوله : (سم الله) أي : ندباً طرداً للشيطان عن الأكل معك ، وذلك سنة كفاية.
قوله : (وكل بيمينك) أي : لأن الشيطان يأكل بالشمال.
قوله : (وكل مما يليك) أي : لأن في أكله من غيره سوء عشرة وتقذر نفس وإظهاراً للحرص على كثرة الأكل.

(3/111)


قوله : (فما زالت تلك) ، أي : المذكورات. وقوله : طعمتي بكسر الطاء ، أي صفة أكلي.
521
6 ـ بابُ مَنْ أَكَلَ حَتَّى شَبِعَ
قوله : (مشعانّ) بنون مشددة ، أي : طويل.
522
قوله : (فصنعت) أي : ذبحت. وقوله : بسواد البطن ، أي : بالكبد اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (حين شبعنا) ظرف لتوفي ، أي : توفي النبى {صلى الله عليه وسلّم} وقت كوننا شابعين. وقوله : من الأسودين فيه تغليب التمر على الماء.
523
7 ـ بابُ {لَيسَ عَلَى اْلأَعْمى حَرَجٌ ـ إِلَى قَوْلِهِ ـ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
قوله : (على روحة) هي ضد الغدرة. قوله : (فلكناه) : بضم اللام ، أي : علكناه.
قوله : (عوداً وبدءاً) أي : مبتدأ وعائداً ، أي : أولاً وآخراً.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 520
8 ـ بابُ الخُبْزِ المُرَقَّقِ ، وَاْلأَكْلِ عَلَى الخِوَانِ وَالسُّفرَةِ
قوله : (الخوان) : هو بكسر الخاء وضمها ما يؤكل عليه الطعام.
قوله : والسفرة بضم السين ما يوضع عليه الطعام ، وتفارق الخوان بأنه مرتفع عن الأرض بقوائم والأكل عليه من شأن المترفهين.
قوله : (ولا شاة مسموطة) هي التي أزيل شعرها بعد الذبح بالماء السخن ثم شويت.
قوله : (الاسكاف) : بكسر الهمزة. قوله : (فعلى ما) بألف وفي نسخة : فعلام بحذفها ، وهو الأكثر.
524
قوله : (وأقطاً) الأقط هو اللبن الجامد.
قوله : (وأضباً) : بفتح الهمزة وضم المعجمة ، وتشديد الموحدة جمع ضب.
قوله : (كالمستقذر لهن) : بذال معجمة ، أي : كان كارهاً لهن من القذارة ، وهي خلاف النظافة.
525
11 ـ بابٌ طَعَامُ الوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَينِ
قوله : (طعام الاثنين) أي : المشبع لهما كافي الثلاثة ، أي : كافي لقوتهم ، وكذا الكلام فيما بعده ، والمراد : أن البركة تنشأ عن كثرة الجماعة.
12 ـ بابٌ المُؤُمِنُ يَأْكُلُ في مِعًى وَاحِدٍ

(3/112)


قوله : (في معي واحد) : بكسر الميم والتنوين ، وهو المصران ، اهـ شيخ الإسلام.
526
قوله : (والكافر يأكل في سبعة أمعاء) قيل : هو على ظاهره ، وقيل : للمبالغة في التكثير كما في قوله تعالى : {والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر} ، وقال النووي : الصفات السبع في الكافر ، وهي الحرص والشره ، وطول الأمل ، والطمع ، وسوء الطبع ، والحسد ، وحب السمن.
وقال القرطبي : شهوات الطعام سبع : شهوة الطبع ، وشهوة النفس ، وشهوة العين ، وشهوة الفم ، وشهوة الأذن ، وشهوة الأنف ، وشهوة الجوع. وهي الضرورية التي يأكل بها المؤمن ، وأما الكافر ، فيأكل بالجميع ، اهـ شيخ الإسلام.
527
16 ـ بابُ الخَزِيرَةِ
قوله : (باب الخزيرة) وفيه : فإذا كانت الأمطار سال الوادي. جملة سال الوادي بدل من الجملة السابقة ، وجملة لم أستطع جزاء الشرط ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
528
529
20 ـ بابُ تَعَرُّقِ العَضُدِ
قوله : (فلم يؤذنوني له) وروي به ، أي : لم يعلموني به. قوله : (فوقعوا فيه) أي : في الصيد بعد طبخه وإصلاحه. قوله : (شكوا) أي : في أنه حلال أو حرام.
21 ـ بابُ قَطْعِ اللَّحْمِ بِالسِّكِّينِ
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 520
قوله : (يحتز) أي : يقطع اللحم بالسكين ، فيه جواز قطعه بها ، وكذا يجوز قطع الخبز بها
530
إذا لم يأت نهي صحيح بذلك. وأما خبر : لا تقطعوا الخبز بالسكين كما يقطعه الأعاجم ، وإذا أراد أحدكم أن يأكل اللحم ، فلا يقطعه بالسكين ، ولكن ليأخذه بيده ، فلينهسه بفيه ، فضعيف.
23 ـ بابُ النَّفخِ في الشَّعِيرِ
قوله : (باب النفخ في الشعير) أي : بعد طحنه ليطير منه قشره.
قوله : (النقي) : بفتح النون وكسر القاف الخبز الحواري الأبيض ، اهـ شيخ الإسلام.
24 ـ بابُ ما كانَ النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ

(3/113)


قوله : (إحداهن حشفة) هي من أردإ التمر.
قوله : (في مضاغي) : بفتح الميم ، وكسرها ، وبمعجمتين ، المضغ ، أو موضعه ، وهو الأسنان ، اهـ شيخ الإسلام.
531
532
26 ـ بابُ الثَّرِيدِ
قوله : (باب الثريد) وفيه كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء الخ ، أي : فيمن سبق ، وإلا ففي وقتهصلى الله تعالى عليه وسلم كمل من النساء خديجة ، وفاطمة ، وعائشة ، وغيرهن ، والله تعالى أعلم.
ولعل المراد من الكمال الوصول إلى مرتبة منه ، فلا يشكل الكلام بأم موسى عليه السلام ونحوها كحوّاء ، وهاجر ، وسارّة ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
533
534
30 ـ بابُ اْلأَكْلِ في إنَاءِ مُفَضَّضٍ
قوله : (باب الأكل في إناء مفضض) وفيه كأنه يقول : لم أفعل هذا فالتقدير لولا أني نهيته لم أفعل هذا.
31 ـ بابُ ذِكْرِ الطَّعَامِ
قوله : (باب ذكر الطعام) أي : لا يكره ذكر الطعام في المجلس ، وعند ذكر العلوم ، ولا يستدلّ به على حقارة طبع صاحبه ، أو على حاجته إليه ، والله تعالى أعلم.
535
33 ـ بابُ الحَلوَاءِ وَالعَسَلِ
قوله : (يحبّ الحلواء والعسل) ليس المراد أنه كان يكلف بصنعه ، أو بإحضاره بل المراد أنه لو أتفق حضوره كان يتناول منه قدراً صالحاً فيستدلّ به على أنه يحبه ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
536
537
41 ـ بابٌ
قوله : (تضيفت أبا هريرة) أي : نزلت به ضيفاً.
قوله : (يعتقبون الليل) أي : يتناوبونه. قوله : (سبع تمرات) لا ينافي قوله : بعد فأصابني منه خمس لأن القليل لا ينافي الكثير ، أو لتعدد القصة.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 520
538
42 ـ بابُ الرُّطَبِ وَالتَّمْرِ

(3/114)


قوله : (إلى الجداد) : بكسر الجيم ، وفتحها ، وإعجام الذالين ، وإهمالهما ، أي : قطع ثمر النخل. قوله : (رومة) : بضم الراء بئر بالمدينة اشتراها عثمان وسبلها. قوله : (فجلست) بلفظ الغيبة ، أي : تأخرت أرض رومة عن الأثمار. وفي نسخة بلفظ المتكلم ، أي : فتأخرت أنا عن قضائه. قوله : (فخلا) بتشديد اللام من التخلية ، وبتخفيفها من الخلوّ ، أي : فتأخر ، أو مضى إلى عام ثانٍ. قوله : (نستنظر) أي : نطلب الأنظار. قوله : (عريشك) أي : المكان المتخذ للاستظلال به ، اهـ شيخ الإسلام.
539
44 ـ بابُ العَجْوَةِ
قوله : (من تصبح كل يوم بسبع تمرات الخ) ظاهر اللفظ يعطي أن التناول كل يوم شرط لعدم الضرر في يوم التناول ، ويمكن أن يقال كلمة كل لاعتبار التعميم بعد تمام الحكم على معنى من تناول يوماً لا يضره في ذلك اليوم ، وذلك الحكم ثابت كل يوم ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
540
541
542
55 ـ بابُ ما يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ
قوله : (غير مكفي) منصوب على أنه حال من ضمير لله الراجع إلى الحمد ، أي : حال كونه غير مردود ولا مقلوب ولا مودّع ، أي : لا متروك وملتفت إليه ، ولا مستغني عنه ، ولا ممن يستغني عنه الحامد بل هو محتاج إلى أدائه.
وقوله : ربنا بتقدير يا ربنا ، والله تعالى أعلم.
543
59 ـ بابٌ إِذَا حَضَرَ العَشَاءُ فَلاَ يَعْجَل عَنْ عَشَائِهِ
قوله : (باب إذا حضر العشاء) وذكر فيه حديث : "فدعي إلى الصلاة فألقاها" الخ. وكأنه أفاد به أن تأخير الصلاة إذا كان محتاجاً إلى الأكل ، وإلا فيقدم الصلاة ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
544
60 ـ بابُ قَوْلِ اللّهِ تَعَالَى : {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا}
قوله : (أنا أعلم الناس بالحجاب) أي : بسبب نزول آيته.

(3/115)


قوله : (وأنزل الحجاب) أي آيته. قوله : (كتاب العقيقة) هو لغة الشعر الذي على رأس المولود حين يولد ، وشرعاً ما يذبح عند حلق شعره سمي بذلك لأن مذبحه يعق ، أي : يشق ويقطع ، ولأن الشعر يحلق إذ ذاك ، وهي سنة مؤكدة عند الشافعي كالأضحية بجامع أن كلا إراقة دم بغير جناية.
545
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 520
71 ـ كتاب العَقِيقَةِ
1 ـ بابُ تَسْمِيَةِ المَوْلُودِ غَدَاةَ يُولَدُ ، لِمَنْ لَمْ يَعُقَّ ، وَتَحْنِيكِهِ
قوله : (لم يعق عنه) في نسخة : وإن لم يعق عنه. قوله : (وتحنيكه) بالجر عطف على تسمية المولود ، وأراد بغداة الولادة عقبها لأنه الذي دلّ عليه الحديث ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (فأتبعه الماء) أي : فأتبع البول بالماء. قوله : (وأنا متم) أي : مشارف لتمام حملي.
546
قوله : (يشتكي) أي : مشتكياً ، أي : مريضاً. قوله : (فقبض) أي : مات. قوله : (ثم أصاب منها) أي : جامعها. قوله : (وار الصبي) أي : ادفنه. قوله : (أعرستم) : بسكون العين من الأعراس ، وهو الوطء والاستفهام مقدر.
2 ـ بابُ إِماطَةِ اْلأَذى عَنِ الصَّبِيِّ في العَقِيقَةِ
قوله : (باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة) أي : إزالة الشعر ، أو قلفة الختان عنه في وقت العقيقة.
قوله : (مع الغلام عقيقة) أي : عقيقته مصاحبة له وقت ولادته فيعق عنه.
547
4 ـ بابُ العَتِيرَةِ
قوله : (والعتيرة) : بمهملة وفوقية النسيكة التي كانوا يذبحونها في العشر الأول من شهر رجب.
548
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 546
72 ـ كتاب الذبائح والصيد

(3/116)


قوله : (وقال ابن عباس العقود الخ) أي : مرة فسر العقود بالعهود ، ومرة فسرها بما أحل وحرم ببنائهما للمفعول ، يوقذها ، أي : يثخنها ، فتموت ويوقذ من أوقذ ، والموقوذة من وقذ ، يقال : وقذة وأوقذه والوقذ بالمعجمة الضرب المثخن.
1 ـ بابٌ وَقَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيءٍ مِنَ الصَّيدِ ـ إِلَى قَوْلِهِ ـ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
قوله : (تنطح الشاة) بالبناء للمفعول وأقام الظاهر مقام المضمر المستتر اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (المعراض) : بكسر الميم خشبة ثقيلة ، أو عصا في طرفها حديدة غالباً ، وقيل : سهم بلا ريش دقيق الطرفين غليظ الوسط يصيب بعرضه دون حده ، وقيل غير ذلك.
549
3 ـ بابُ ما أَصَابَ المِعْرَاضُ بِعَرْضِهِ
قوله : (خزق) بمعجمة فزاي ، فقاف ، أي : جرح ونفذ.
4 ـ بابُ صَيدِ القَوْسِ
قوله : (باب صيد القوس) أي : بيان حكم مصيد سهمه والقوس يذكر ، فتصغيره قويس ، ويؤنث ، فتصغيره قويسة ، ويجمع على قسي وأقواس. قوله : (وتأكل سائره) أي : باقية ومحله
550
عند الشافعية ، إذا تراخى الموت عن الإبانة ، وإلا فيؤكل كله. قوله : (حمار) أي : وحشي.
5 ـ بابُ الخَذْفِ وَالبُنْدُقَةِ
قوله : (باب الخذف) : بمعجمتين ، الرمي بحصى ، أو نوى بين سبابتيه ، أو السبابة والإبهام. وقوله : والبندقة هي المتخذة من الطين وتيبس فيرمى بها.
6 ـ بابُ مَنِ اقْتَنى كَلباً لَيسَ بِكَلبِ صَيدٍ أَوْ ماشِيَةٍ
قوله : (أو ضارية) من ضري الكلب بالصيد ضراوة ، أي : تعود ، وكان حقه أن يقول : أو ضار لكنه أنث لتناسب لفظ ماشية نحو لا دريت ، ولا تليت ، وحقه تلوت.
551
8 ـ بابُ الصَّيدِ إِذَا غابَ عَنْهُ يَوْمَينِ أَوْ ثَلاَثَةً
قوله : (حدثنا عاصم عن الشعبي الخ) قال الرافعي : يؤخذ منه أنه لو جرح صيداً ثم غاب
552

(3/117)


ثم وجده ميتاً لا يحل ، وهو ظاهر نص الشافعي ، وقال النووي : الحل أصح دليلاً ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (فيقتفر أثره) : بقاف ساكنة فوقية مفتوحة ففاء مكسورة ، فراء. وفي نسخة : فيقتفي بتحتية بدل الراء وهما بمعنى ، أي : يتبع أثره.
10 ـ بابُ ما جاءَ في التَّصَيُّدِ
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 549
قوله : (باب ما جاء في التصيد) أي : في التكلف بالصيد والاشتغال به للتكسب.
553
قوله : (وأرض صيد) أي : ذات صيد. قوله : (فلا تأكلوا فيها) النهي للتنزيه.
وقوله : فاغسلوها الأمر فيه للندب.
قوله : (أنفجنا أرنباً) أي : هيجناه والأرنب حيوان قصير اليدين طويل الرجلين.
قوله : (حتى لغبوا)) بفتح الغين أفصح من كسرها ، أي : تعبوا كما في نسخة.
554
قوله : (فسألهم رمحه) أي : أن يناولوه له. قوله : (طعمة) : بضم الطاء ، أي : أكله.
11 ـ بابُ التَّصَيُّدِ عَلَى الجِبَالِ
قوله : (مولى التوأمة) : بفتح الفوقية. وحكي ضمها ، وحكي أيضاً ضمها مع حذف الواو لفظاً بوزن حطمة. قوله : (رقاء) أي : كثير الرقى ، اهـ شيخ الإسلام. قوله : (إلى ذاك) في نسخة إلا ذلك ، أي : إلا أني أدركته.
قوله : (أستوقف لكم النبى {صلى الله عليه وسلّم} ) أي : أسأله أن يقف لأسأله عن ذلك.
555
12 ـ بابُ قَوْلِ اللّهِ تَعَالَى : {أُحِلَّ لَكُمْ صَيدُ البَحْرِ}
قوله : (الطافي) بلا همز ، وهو ما علا الماء ميتاً. وقوله : حلال ، أي : أكله. قوله : (مذبوح) أي : حلال كالمذكي. قوله : (وقلات السيل) : بكسر القاف وتخفيف اللام آخره فوقية جمع قلة ، وهي نفرة في صخرة يستنقع فيها الماء.
556
13 ـ بابُ أَكْلِ الجَرَادِ

(3/118)


قوله : (كنا نأكل معه الجراد) زاد في رواية ، ويأكل معنا ، وأما خبر أبي داود أنه {صلى الله عليه وسلّم} سئل عن الجراد ، فقال : لا آكله ولا أحرمه فمرسل. قوله : (أو ذاك) فيه إشارة إلى التخيير بين الكسر والغسل.
15 ـ بابُ التسْمِيَةِ عَلَى الذَّبِيحَةِ ، وَمَنْ تَرَكَ مُتَعَمِّداً
قوله : (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) بأن مات ، أو ذبح على اسم غيره ، وإلا
557
فما ذبح ، ولم يسم فيه عمداً أو نسياناً ، فهو حلال عند الشافعية. قوله : (لفسق) أي : خروج عما يحل.
قوله : (فدفع إليهم النبي) أي : وصل إليهم ، اهـ شيخ الإسلام.
16 ـ بابُ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَاْلأَصَنَامِ
قوله : (ما ذبح على النصب) أي : حجارة كانت منصوبة حول الكعبة يعظمونها بالذبح عليها ، وقيل : ما يعبد من دون الله.
قوله : (بلدح) بالصرف وعدمه موضع بالحجاز قريب من مكة ، اهـ شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 549
558
559
21 ـ بابُ ذَبِيحَةِ اْلأَعْرَابِ وَنَحْوِهِمْ
قوله : (فقال : سموا عليه أنتم وكلوه) كأنهصلى الله تعالى عليه وسلم أرشدهم بذلك إلى حمل حال المؤمن على الصلاح ، وإن كان جاهلاً ، وأن الشك بلا دليل لا يضر ، وأن الوسوسة الخالية عن دليل يكفي في دفعها تسمية الآكل ، والله تعالى أعلم.
فلا يرد أن التسمية عند الذبح إن لم تكن واجبة يجوز لهم الأكل ، وإن لم يسموا ، وإن وجبت فلا ينفع تسمية الآكل ولا تنوب عن تسمية الذابح فالحديث مشكل على الوجهين. وبهذا ظهر أن الاستدلال بهذا الحديث على عدم وجوب التسمية عند الذبح لا يخلو عن ضعف لطهور أن الحديث بظاهره يفيد أن التسمية واجبة لكن تنوب تسمية الآكل عن تسمية الذابح ، ولم يقل به أحد ، وعند التأويل لا يبقى دليلاً فتأمل ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
560

(3/119)


22 ـ بابُ ذَبَائِحِ أَهْلِ الكِتَابِ وَشْحُومِهَا ، مِنْ أَهْلِ الحَرْبِ وَغَيرِهِمْ
قوله : (فنزوت) أي : وثبت.
قوله : (فاستحييت منه) أي : لكونه طلع على حرصي.
23 ـ بابُ ما نَدَّ مِنَ البَهَائِمِ فَهْوَ بِمَنْزِلَةِ الوَحْشِ
قوله : (باب ما ندّ) أي : شرد من البهائم الأنسية المأكولة.
قوله : (كالصيد) أي : في حله بعقره.
قوله : (اعجل) : بكسر الهمزة ، وفتح الجيم أمر من العجلة.
قوله : (أو أرن) شك من الراوي ، وهو بفتح الهمزة ، وكسر الراء ، وسكون النون ، أي : أهلكها ذبحاً من ران القوم إذا هلكت ماشيتهم. وقيل : بسكون الراء بوزن أعط ، أي : أدم القطع ، ولا تفتر. والمراد على كل عجل ذبحها لئلا تموت.
561
24 ـ بابُ النَّحْرِ وَالذَّبْحِ
قوله : (إلا في المذبح) : بفتح الميم مكان الذبح لغير الإبل. وقوله : والمنحر بفتحها مكان النخر للإبل ، ويجوز العكس عند الجمهور لكن مع الكراهة. وإليه أشار ابن جريج بقوله : قلت : أيجزي الخ.
25 ـ بابُ ما يُكْرَهُ مِنَ المُثْلَةِ وَالمَصْبُورَةِ وَالمُجَثَّمَةِ
قوله : (النهبة) : بضم النون أخذ مال الغير اهـ شيخ الإسلام.
562
26 ـ بابُ الدَّجَاجِ
قوله : (خمس ذود) بالإضافة ، أي : خمسة عشر بعيراً كم يدل له بعض طرق الحديث
563
لصدق والذود وبثلاثة ، فسقط قول من أنكر صحة الإضافة لفهمه أن الإبل لم تكن خمسة عشر بل خمسة أبعرة حتى قال. والصواب تنوين خمس ورفع ذود بدلاً من خمس.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 549
غر بالنصب صفة لخمس وبالجر صفة لذود ، وهو أجمع أغر ، وهو الأبيض. وقوله : الذرى بضم الذال مقصوراً جمع وذروة كل شيء أعلاه ، والمراد هنا أسنمة الإبل.
27 ـ بابُ لَحُومِ الخَيلِ
قوله : (باب لحوم الخيل) أي : بيان حل أكلها.
564
قوله : (المتعة) أي : النكاح الموقت.

(3/120)


قوله : (أفنيت الحمر) أي : لكثرة ما ذبح منها.
565
29 ـ بابُ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ
قوله : (ذي ناب من السباع) أي : يعدو به كأسد ونمر ، وذئب ، ودبّ ، وفيل ، وقرد.
30 ـ بابُ جُلُودِ المَيتَةِ
قوله : (استمتعتم) أي : انتفعتم بإهابها ، أي : بجلدها. وهذا عند الشافعية في جلد كل حيوان طاهر بخلاف جلد الكلب والخنزير ، وما يولد منهما أو من أحدهما مع غيره.
31 ـ بابُ المِسْكِ
قوله : (المسك) : بكسر الميم الطيب المعروف.
566
قوله : (من مكلوم) أي : مجروح. وقوله : يكلم في الله ، أي : يجرح في سبيل الله.
وقوله : وكلمة يدمي ، أي : جرحه يدمي : بفتح الياء والميم ، أي يسيل منه الدم ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (ونافخ الكير) أي : كير الحداد ، وهو زقّ ينفخ فيه الحداد.
33 ـ بابُ الضَّبِّ
قوله : (باب الضب) أي : بيان حلّ أكله ، وهو حيوان برّي يشبه الورل بفتح الواو والراء واحد الورلان والأرول.
567
34 ـ بابٌ إِذَا وَقَعَتِ الفَأْرَةُ في السَّمْنِ الجَامِدِ أَوِ الذَّائِبِ
قوله : (ألقوها وما حولها وكلوه) أي : إذا كان جامد بخلاف ما إذا كان مائعاً.
قوله : (ثم أكل) أي : ما بقي من السمن الجامد.
568
35 ـ بابُ الوَسْمِ وَالعَلَمِ في الصُّورَةِ
قوله : (باب الوسم) : بمهملة وفي نسخة بمعجمة.
قوله : (والعلم) : بفتح العين واللام ، أي : العلامة. وقوله : في الصورة تنازع فيه العاملان قبله ، والمراد بالصورة وجه البهيمة.
قوله : (كره أن تعلم الصورة) ، أي : أن تجعل فيها علامة بنحو كيّ.
قوله : (حسبته قال في آذانها) فيه حجة للجمهور على جواز الكي في غير الوجه اهـ شيخ الإسلام.
569
38 ـ بابُ أَكْلِ المضْطَرِّ
قوله : (غير باغ) أي : غير خارج عن سبيل المسلمين ، ولا عاد ، أي : معتد عليهم بقطع الطريق ، أو فوق مقدار الحاجة.

(3/121)


رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 549
قوله : (قال ابن عباس) أي : في تفسير مسفوحاً مهراقاً ، ومعناه سائلاً.
قوله : (وما أهلّ لغير الله به) أي : ذبح للأصنام.
570
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 549
73 ـ كتابُ الأضاحيِّ
قوله : (كتاب الأضاحي) : بفتح الهمزة ، وتشديد الياء وتخفيفها جمع أضحية بضم الهمزة ، وتشديدها ، وكسرها مع تخفيف الياء ، ويقال : ضحية بفتح الضاد ، وكسرها ، وأضحاة بفتح الهمزة ، وكسرها ، وهي ما ذبح من النعم تقرباً إلى الله تعالى من يوم العيد إلى آخر أيام التشريق.
571
3 ـ بابُ اْلأُضْحِيَّةِ لِلمُسَافِرِ وَالنِّسَاءِ
قوله : (أنفست) : بفتح النون أفصح من ضمها وبكسر الفاء ، أي : أحضت ، وأما النفاس الذي هو الولادة ، فيقال : فيه نفست بالضم فقط.
5 ـ بابُ مَنْ قالَ اْلأَضْحى يَوْمَ النَّحْرِ
قوله : (ورجب مضر) : بضم الميم قبيلة منسوبة إلى مضربن نزاربن معدبن عدنان ،
572
وخص رجب بها لأنها كانت تعظمه غاية التعظيم ، ولم تغيره عن وضعه الذي بين جمادى الآخرة وشعبان ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (أليس البلدة) أي : مكة.
قوله : (أليس يوم النحر) تمسك بهذا من خص النحر بها العيد وبه حصلت المطابقة. وأجاب الجمهور بأن المراد النحر الكامل الفضل لأن أل كثيراً ما تأتي للكمال ، وإلا فالنحر جائز في أيام التشريق أيضاً لقوله تعالى : {ليذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}.
573
8 ـ بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} لأَبِي بُرْدَةَ : "ضَحِّ بِالجَذَعِ مِنَ المَعَزِ ، وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ"

(3/122)


قوله : (ولن تجزي عن أحد بعدك) : بفتح تاء تجزي ، قال شيخنا ما ملخصه فيه تخصيص أبي بردة بذلك لكن وقع في عدة أحاديث التصريح بنظير ذلك لغيره كحديث عقبة السابق ، وأطال في ذلك ثم قال : وأقرب ما يقال في جوابه : أن خصوصية المتقدم منسوخة بخصوصية المتأخر.
574
9 ـ بابُ مَنْ ذَبَحَ اْلأَضَاحِيَّ بِيَدِهِ
قوله : (على صفاحهما) : بكسر الصاد جمع صفحة ، وهي من كل شيء جانبه وجمعها مع أن البهيمة ليس لها إلا صفحتان باعتبار مذهب أن أقل الجمع اثنان ، أو هو من باب قطعت رءوس الكبشين. ومنه فقد صغت قلوبكما ، اهـ شيخ الإسلام.
11 ـ بابُ الذَّبْحِ بَعْدَ الصَّلاَةِ
قوله : (أو توفي) : بسكون الواو والشك من الراوي.
575
12 ـ بابٌ مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاَةِ أَعادَ
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 571
قوله : (هنة) أي : حاجة. وقوله : عذره ، أي : قبل عذره ، اهـ شيخ الإسلام.
576
16 ـ بابُ ما يُؤْكَلُ مِنْ لُحُومِ اْلأَضَاحِيِّ وَما يُتَزَوَّدُ مِنْهَا
قوله : (أخي أبا قتادة) صوابه كما في الأصول المعتمدة واليونينية أخي قتادة بلا لفظ الأب ، وهو ابن النعمان ، وقد تقدم في عدّة من شهد بدراً على الصواب ، اهـ سندي.
577
قوله : (ثم خطب الناس فقال : إن رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} نهاكم أن تأكلوا لحوم نسككم فوق ثلاث) ولعله كانت السنة سنة جوع فزعم بقاء النهي في سنة الجوع ، أو لعله ما بلغه الناسخ ، والله تعالى أعلم.
578
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 571
74 ـ كتاب الأشربة
579
2 ـ بابٌ الخَمْرُ مِنَ العِنَبْ

(3/123)


قوله : (لقد حرمت الخمر وما بالمدينة منها شيء) قيل : مبني على أن الخمر مخصوص بماء العنب وغيره لا يسمى خمراً ضرورة أن الأشربة الأخر كانت في المدينة يوم نزول التحريم موجودة على كثرة ، وقد يقال : لعله قصد الرد على من زعم الخصوص بماء العنب على أن ضمير منها الخمر العنب خاصة لا لمطلق الخمر بقرينة الرد على الزاعم ، أي : كيف يختص بماء العنب مع أنه يوم نزول التحريم ما كان في المدينة من ماء العنب شيء وإنما كان الموجود غيره فلا بدّ من شمول الاسم لذلك الغير. وهذا أوقع لتتبع الأحاديث ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
580
4 ـ بابٌ الخَمْرُ مِنَ العَسَلِ ، وَهْوَ البِتْعُ
قوله : (عن البتع) : بكسر الموحدة ، وسكون الفوقية ، وكسرها ، وقد تفتح الموحدة وتسكن الفوقية يتخذ من عسل النحل.
581
قوله : (وكان أبو هريرة يلحق معهما الحنتم والنقير) أي : يلحقهما في روايته عن النبى {صلى الله عليه وسلّم} لا من قبل نفسه ليوافق بقية الأحاديث كحديث ابن عباس السابق في كتاب الايمان في قصة عبد القيس والحنتمة الجرة ، والدباء والقرعة ، والنقير أصل النخلة تنقر والمزفت المقير.
5 ـ بابُ ما جاءَ في أَنَّ الخَمْرَ ما خامَرَ العَقْلَ مِنَ الشَّرَابِ
قوله : (حتى يعهد إلينا عهداً) أي : يبين لنا حكمها.
وقوله : الجد ، أي : هل يحجب الأخ ، أو يحجب به ، أو يقاسمه. وقوله : والكلالة ، أي : من لا والد له ولا ولد ، أو بنو العم والأباعد ، أو غير ذلك.
وقوله : وأبواب من أبواب الربا ، أي : ربا الفضل ، وهو البيع مع زيادة أحد العوضين ، وربا اليد ، وهو البيع مع تأخر قبضهما ، أو قبض أحدهما ، وربا النسيئة ، وهو البيع لأجل.
وقد اختلف فيها كثيراً حتى قيل : لا ربا إلا في النسيئة ، اهـ شيخ الإسلام.
582
7 ـ بابُ الانْتِبَاذِ في اْلأَوْعِيَةِ وَالتَّوْرِ

(3/124)


قوله : (في تور) : بفتح الفوقية ، إناء من حجارة ، أو نحاس ، أو خشب ، وهو محمول على ما إذا لم يسكر فيوافق منطوق الترجمة خمراً.
8 ـ بابُ تَرْخِيصِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} في اْلأَوْعِيَةِ وَالظُّرُوفِ بَعْدَ النَّهْيِ
قوله : (في الجرّ) : بفتح الجيم جمع جرة ، وهو إناء يتخذ من فخار.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 579
583
قوله : (قال لا) أي : لأن حكمه كالأخضر ، وحينئذٍ فالوصف بالخضرة لا مفهوم له والنهي عن ذلك محمول على ما إذا صار المنتبذ خمراً.
10 ـ بابُ البَاذَقِ وَمَنْ نَهى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ مِنَ اْلأَشْرِبَةِ
قوله : (باب الباذق) : بفتح المعجمة ، وكسرها ما طبخ من عصير العنب.
قوله : (شرب الطلاء) : بكسر الطاء ما طبخ من عصير العنب حتى صار على الثلث وذهب ثلثاه.
584
قوله : (سبق محمد الباذق) بالنصب مفعول سبق ، أي : سبق حكم محمد {صلى الله عليه وسلّم} بتحريم الخمر تسميتهم إياها بالباذق وتغيير اسمها لا ينفعهم في تحريمها إذا أسكرت ، فليس التحريم منوطاً بالاسم حتى يكون تغييره مغيراً للحكم بل بالإسكار.
قوله : (الحلال الطيب) يعني الباذق لأنه عصير العنب.
وقوله : قال أي : ابن عباس ليس بعد الحلال الخ ، أي : حيث تغير عن حاله إلى الخبيث.
585
12 ـ بابُ شُرْبِ اللَّبَنِ
قوله : (من النقيع) : بفتح النون موضع بوادي العقيق.
قوله : (ألا خمرته) أي : هلا غطيته. وقوله : تعرض بضم الراء وكسرها.
586
قوله : (اللقحة) : بكسر اللام أكثر من فتحها الناقة الحلوب. وقوله : الصفيّ ، أي : الكثيرة اللبن. وقوله : منحة ، أي : عطية ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (فنهران في الجنة) هما السلسبيل والكوثر.
قوله : (أصبت الفطرة) أي : علامة الإسلام والاستقامة.
13 ـ بابُ اسْتِعْذَابِ المَاءِ

(3/125)


قوله : (باب استعذاب الماء) أي : طلب الماء العذب ، أي : الحلو.
587
588
16 ـ بابُ الشُّرْبِ قائِماً
قوله : (باب الشرب قائماً) وفيه ذكر رأسه ورجليه ، أي : ما نسيهما من البلة أصلاً بل استعمل فيها شيئاً يسير والظاهر أنه مسحهما ، ويحتمل أنه غسل الرجلين غسلاً خفيفاً ، وعلى الوجهين ، فلا إشكال لما صح عنه في هذا الحديث أنه قال في آخره : هذا ضوء من لم يحدث وعلماؤنا وإن لم يصرحوا بمثله لكن لا يأبى كلامهم جواز مثله لمن لم يحدث ، فينبغي أن من لم يحدث يجوز له أن يصلي من غير تجديد وضوء ، وأن يتوضأ مثل هذا الوضوء.
وهو أفضل من الأول ، وأن يتوضأ وضوءاً سابغاً ، وهو أفضل الكل ، والله تعالى أعلم.
17 ـ بابُ مَنْ شَرِبَ وَهْوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 579
قوله : (باب من شرب وهو واقف) أي : بعرفة على بعيره ، والوقوف بعرفة هو الكون فيها أعم من القيام والقعود ، والنوم كما لا يخفى ، فلا يرد أن الراكب على البعير قاعد لا قائم ،
589
فكيف سماه واقفاً ولا حاجة إلى الجواب عنه بأن الراكب من حيث كونه سائراً يشبه القائم ، ومن حيث كونه مستقراً على الدابة يشبه القاعد فمراده بيان حكم هذه الحالة هل تدخل تحت النهي أم لا مع أن هذا يتحقق إذا كان البعير سائراً لا واقفاً والأمر ههنا بالعكس ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
20 ـ بابُ الكَرْعِ في الحَوْضِ
قوله : (بأبي أنت وأمي) أي : مفدّى بهما. قوله : (وهي ساعة حارة) أي : الساعة التي أنت فيها. قوله : (والرجل يحوّل الماء في حائط) كرره للتأكيد ولاختلاف عامل الجملتين إذ عامل الأولى ، قال : والثانية كرع والكرع هو شرب الماء بالفم بلا واسطة.
590
21 ـ بابُ خِدْمَةِ الصِّغَارِ الكِبَارَ

(3/126)


قوله : (عمومتي) بدل من ضمير أسقيهم. وقوله : (الفضيخ) هو الخمر المتخذ من البسر والتمر. قوله : (رطب وبسر) أي : متخذ منهما.
22 ـ بابُ تَغْطِيَةِ اْلإِنَاءِ
قوله : (جنح) : بكسر الجيم ، وضمها ، أي : ظلامه. وقوله : أو أمسيتم شك من الراوي. وقوله : فكفوا صبيانكم ، أي : امنعوهم من الخروج.
591
592
26 ـ بابُ الشُّرْبِ بِنَفَسَينِ أَوْ ثَلاَثَةٍ
قوله : (يتنفس في الإناء مرتين أو ثلاثاً) بأن يبينه من فمه ثم يتنفس خارجه ، اهـ شيخ الإسلام.
27 ـ بابُ الشُّرْبِ في آنِيَةِ الذَّهَبِ
قوله : (بالمداين) هي مدينة عظيمة على دجلة.
قوله : (دهقان) : بكسر الدال المهملة ، أي : كبير القرية.
وقوله : فقال : أي معتذراً لحاضريه. وقوله هنّ ، أي : المذكورات. وقوله : لهم ، أي : للكفار.
28 ـ بابُ آنِيَةِ الفِضَّةِ
قوله : (يجرجر) : بكسر الجيم الثانية. وحكي فتحها. وقوله : ناراً بالنصب مفعول
593
يجرجر ، وقيل : بالرفع على الفاعلية.
قوله : (المياثر) جمع ميثرة بكسر الميم من الوثارة ، وهي اللين ، وأصلها مؤثرة قبلت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، وهي مراكب للعجم من حرير ، أو ديباج كالفراش الصغير يحشى بقطن ، أو صوف ، ويجعل فوق الرحل والسرج.
وقوله : (والقسي) بفتح القاف وتشديد السين ، والياء ثياب من كتان مخلوط بحرير منسوب لقرية تسمى : قس.
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 579
30 ـ بابُ الشُّرْبِ مِنْ قَدَحَ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} وَآنِيَتِهِ
قوله : (من نضار) : بضم النون خشب معروف.
594
31 ـ بابُ شُرْبِ البَرَكَةِ وَالمَاءِ المُبَارَكِ
قوله : (باب شرب البركة) أي : الماء لأنه مبارك فيه ، فعطف ما بعده عليه تفسير.
قوله : (حي على أهل الوضوء) في نسخة على الوضوء ، قيل : وهو الصواب. ووجه الأول بأن أحي معناه أسرعوا ، وأهل منصوب على النداء وياء عليّ مشددة يعني أسرعوا إليّ يا أهل الوضوء.
قوله : (لا آلو) بالمدّ ، أي : لا أقصر في الاستكثار مما جعلت في بطني منه فمن الأولى متعلقة بمحذوف.
595
قوله : (خمس عشرة مائة) عدل عن ألف وخمسمائة ليشير إلى كمية عدد الفرق ، اهـ شيخ الإسلام.
596
رقم الجزء : 3 رقم الصفحة : 579

(3/127)


75 ـ كتاب المرضى
1 ـ بابُ ما جاءَ في كَفَّارَةِ المَرَضِ
قوله : (باب ما جاء في كفارة المرض وقول الله تعالى : من يعمل سوءاً يجز به) في ذكر هذه الآية ههنا إشارة إلى أن المراد بالجزاء في الآية ما يعمّ المرض ، ونحوه كما ورد في الحديث : "لا جزاء الآخرة فقط".
3
قوله : (فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء) قيل : أريد بالبلاء : الريح. والجملة جزاء للشرط والمعنى ، فإذا اعتدلت أتتها ريح أخرى كفأتها ، والمقصود بيان استمرار هذه الحالة عليها ، وقيل : تكفأ بالبلاء وصف للمؤمن كأنه بيان لحاصل ما يؤديه التشبيه ، والجزاء محذوف ، أي : استقامت ، أي : الخامة ، ولا يخفى أن الاستقامة عين الاعتدال ، والوجه أن يقدر ، أي : أتتها ريح أخرى فكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
قوله : (يوعك) : بفتح المهملة. وقوله : وعكاً بسكونها.
2 ـ بابٌ شِدَّةِ المَرَضِ
قوله : (قال : أجل) ، أي : نعم.
قوله : (إلا حاتّ) : بتشديد الفوقية ، أي : نثر.
4
3 ـ بابٌ أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً اْلأَنْبِيَاءُ ثُمَّ اْلأَوَّلُ فَاْلأَوَّلُ
قوله : (ثم الأول فالأول) في نسخة : ثم الأمثل فالأمثل وأمثل القوم خيارهم.
4 ـ بابُ وُجُوبِ عِيَادَةِ المَرِيضِ

(4/5)


قوله : (وجوب عيادة المريض) عبر بالوجوب تبعاً لظاهر الحديث ، وإلا فهو محمول على الندب المؤكد كما في خبر غسل الجمعة واجب.
قوله : (العاني) أي : الأسير.
5 ـ بابُ عِيَادَةِ المُغْمى عَلَيهِ
قوله : (المغمى عليه) وهو من قام به الإغماء ، وهو الغشي ، وهو تعطل جلّ القوى الحساسة.
5
6 ـ بابُ فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ مِنَ الرِّيحِ
قوله : (يصرع من الريح) أي : من داء يكون فيها.
8 ـ بابُ عِيَادَةِ النِّسَاءِ الرِّجَالَ
قوله : (بواد) هو مكة. وقوله : إذخر : هو حشيش بمكة له رائحة طيبة. وقوله : وجليل
6
بالجيم نبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت. وقوله : مجنة : بفتح الميم ، والجيم موضع على أميال من مكة كان سوقاً في الجاهلية. وقوله : شامة وطفيل : جبلان أو عينان ، اهـ شيخ الإسلام.
9 ـ بابُ عِيَادَةِ الصِّبْيَانِ
قوله : (تقعقع) أي : تضطرب وتتحرك.
7
قوله : (فيما يخال إليّ) أي : فيما أتخيله.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 3
8
14 ـ بابُ ما يُقَالُ لِلمَرِيضِ ، وَما يُجِيبُ
قوله : (كلا) أي : ليس بظهور. قوله : (تفور أو تثور) شك من الراوي ، ومعناهما واحد ، أي : تغلي ويظهر حرّها ووهجها.
قوله : (فنعم إذا) تقرير لما قاله الأعرابي.
قال الكرماني : الفاء مرتبة على محذوف ، وإذا جواب وجزاء ، أي : إذا أبيت كان كما زعمت.
وروي أن الأعرابي أصبح ميتاً.
9
15 ـ بابُ عِيَادَةِ المَرِيضِ ، رَاكِباً وَماشِياً ، وَرِدْفاً عَلَى الحِمَارِ
قوله : (على إكاف) هي : البرذعة. وقوله : على قطيفة ، أي : دثار محمل ، والأول بدل من على حمار ، والثاني بدل من الأول ، وقوله : فدكية نسبة إلى فدك قرية بخيبر. اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (ولا برذون) : بكسر الموحدة ، وفتح المعجمة نوع من الخيل.
10

(4/6)


16 ـ بابُ قَوْلِ المَرِيضِ إِنِّي وَجِعٌ ، أَوْ وَارَأْسَاهْ ، أَوِ اشَّتَدَّ بِي الوَجَعُ
قوله : (باب قول المريض إني وجع) في نسخة : باب ما رخص للمريض أن يقول : إني وجع. قوله : (ذاك الخ) أي : إن مت وأنا حي الخ.
قوله : (واثكلياه) : بضم المثلثة ، وسكون الكاف وكسر اللام ، وحكي فتحها لأنه مصدر ، وإن جعل صفة لفاقدة ولدها فالثاء واللام مفتوحتان ، وبكل حال هو مندوب.
والثكل : فقدان المرأة ولدها وليس هنا مراداً بل هو كلام يجري على ألسنة العرب عند حصول المصيبة ، أو توقعها.
قوله : (بل أنا وارأساه) أي : دعي ذكر ما تجدينه من وجع رأسك ، واشتغلي بي ، فإنك لا تموتين في هذه الأيام بل تعيشين بعدي.
وقوله : وأعهد ، أي : أوصي بالخلافة لأبي بكر. وقوله : أن يقول القائلون الخ ، أي : كراهة ذلك ، اهـ شيخ الإسلام.
11
12
19 ـ بابُ تَمَنِّي المَرِيضِ المَوْتَ
قوله : (لن يدخل أحداً عمله الجنة) أي : لا يستحق بعمله الجنة من غير فضل منه تعالى ، فإن عمله أقل قليل بالنظر إلى الجنة ، فكيف ، وهو ما عمل هذا العمل إلا بعد أن أسبغ عليه مولاه نعمة ظاهرة وباطنة ، وأنعم عليه بما لا يحصى قبل العمل وبعده بل التوفيق للعمل والتيسير له من نعمه ، فلو فرض لعمله جزاء ، فقد استوفاه قبل العمل ، وبعده بوجوه فهل يستحق الجزاء بعد ذلك على هذا العمل فضلاً عن أن يجزي بالجنة ، فإدخال الله تعالى إياه الجنة في مقابلة هذا العمل ، أو بسببه تفضل ، وإحسان لا يستحقه العبد بعمله ، فلا ينافي
13
الحديث نحو قوله تعالى : {وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون} سواء جعل الباء للمقابلة ، أو السببية أما المقابلة ، فلأنها لا تقتضي المساواة بل ثقد يكون إحساناً محضاً كما ههنا.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 3

(4/7)


وأما السببية فلأنها سببية جعلية ، فجعل ذلك العمل سبباً لدخول الجنة عين الإحسان كما لا يخفى ، وإلى هذا يشير قوله : إلا أن يتغمدني الله الخ ، أي : لا يتسبب العمل لدخول الجنة إلا بالرحمة ، فلا يرد أنه يفهم من الاستثناء أنه إذا رحمه الله تعالى فيدخله العمل الجنة مع أنه إذا رحمه فيدخل الجنة بالرحمة لا بالعمل ، ويمكن دفع هذا الإيراد بوجه آخر ، وهو أنها استثناء من مقدر ، أي : فلا أدخل الجنة إلا أن يتغمدني الله الخ.
وأما قوله : فسددوا فمعناه ، فتوسطوا في الأعمال ، ولا تفرطوا فيها إذ ليس المدار عليها بل على الفضل ، والله تعالى أعلم. وأما قوله : إما محسناً فتقديره لا يخلو إما أن يكون محسناً ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
14
15
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 3
76 ـ كتاب الطب
1 ـ بابٌ ما أَنْزَلَ اللّهُ دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً
قوله : (باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء) أي : ما خلق الله من مرض إلا خلق له سبب شفاء ، ولما كان الخلق منه تعالى بواسطة بعض الأسباب السماوية عبر عنه بالإنزال ، ولم يذكر إلا السام والهرم كما جاء في بعض الروايات لأن الموت والهرم لا يعدّ أن من الأمراض حقيقة ، فلا حاجة إلى الاستثناء نظراً إلى الحقيقة ، وما جاء من الاستثناء في بعض الروايات ، فهو النظر إلى المشابهة ، والله تعالى أعلم.
3 ـ بابٌ الشِّفَاءُ في ثَلاَثٍ
قوله : (قال : الشفاء في ثلاثة) أي : متفرقة لا مجتمعة كما أشار إلى ذلك بقوله في شرطه
16
محجم ، أو شربة عسل فطعف بأو ، والله تعالى أعلم.
4 ـ بابُ الدَّوَاءِ بِالعَسَلِ

(4/8)


قوله : (إن كان في شيء من أدويتكم الخ) التعليق بهذا الشرط ليس للشك بل للتحقيق ، والتأكيد إذ وجود الخير في شيء من الأدوية من المحقق الذي لا يمكن فيه الشك ، فالتعليق به يوجب تحقق المعلق به بلا ريب كأن يقال : إن كان في أحد في العالم خير ففيك ، ونحو ذلك ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
17
6 ـ بابُ الدَّوَاءِ بِأَبْوَالِ اْلإِبِلِ
قوله : (قبل أن تنزل الحدود) والجمهور على أنه كان بعده ، وإنما فعل ذلك قصاصاً منهم لفعلهم ذلك بالراعي.
7 ـ بابُ الحَبَّةِ السَّوْدَاءِ
قوله : (شفاء من كل داء) أي : يحدث من الرطوبة والبرودة لأنها حار يابس ، فهي شفاء
18
للداء المقابل لها في الرطوبة والبرودة لأن الدواء أبداً بالمضاد كما أن الغذاء بالمشاكل.
قال الكرماني : ويحتمل إرادة العموم لكن بتركبه مع غيره بل يتعين العموم بدليل الاستثناء لأن جواز الاستثناء معيار جواز العموم ، وأما وقوع الاستثناء ، فهو معيار وقوع العموم.
8 ـ بابُ التَّلبِينَةِ لِلمَرِيضِ
قوله : (باب التلبينة) هي ما يتخذ من نخالة ولبن وعسل.
قوله : (نجم) : بضم الفوقية ، أي : تريح.
قوله : (البغيض) بمعنى المبغوض. وقوله : النافع ، أي : للمرض.
19
9 ـ بابُ السَّعُوطِ
قوله : (السعوط) : بفتح السين دواء يصب في الأنف.
قوله : (واستعط) أي : استعمل السعوط.
10 ـ بابُ السَّعُوطِ بِالقُسْطِ الهِنْدِيِّ البَحْرِيِّ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 16
قوله : (بالقسط) : بصم القاف ، وكذلك الكست وهما لغتان.
20
14 ـ بابُ الحِجَامَةِ عَلَى الرَّأْسِ
قوله : (بلحى جمل) : بفتح اللام ، وسكون المهملة ، وكسر التحتية ، وبفتح الجيم والميم عقبة معروفة بالجحفة.
21
15 ـ بابُ الحَجْمِ مِنَ الشَّقِيقَةِ وَالصُّدَاعِ

(4/9)


قوله : (الشقيقة) هي وجع في أحد شقي الرأس. وقوله : والصداع هو وجع في أعضاء الرأس ، فعطف الصداع عليها من عطف العام على الخاص.
قوله : (بماء)أي : في منزل فيه ماء. قوله : (أو لذعة) أي كية.
16 ـ بابُ الحلقِ مِنَ اْلأَذَى
قوله : (باب الحلق) أي : حلق الرأس وغيره بسبب الأذى اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (أو حمة) : بضم المهملة وتخفيف الميم ، أي : ذات سم. قوله : (ولم يبين لهم) أي : للصحابة من السبعون. قوله : (ولا يتطيرون) أي : لا يتشاءمون بالطيور ، وقوله : ولا يكتوون ، أي : معتقدين أن الشفاء من الكي.
22
18 ـ بابُ الإِثْمِدِ وَالكُحْلِ مِنَ الرَّمَدِ
قوله : (فلا أربعة أشهر) أي : أفلا تؤخر الاكتحال حتى تمكث أربعة أشهر.
23
19 ـ بابُ الجُذَامِ
قوله : (لا عدوى) أي : لا سراية للمرض على صاحبه إلى غيره.
وقوله : ولا طيرة بكسر الطاء ، وفتح التحتية ، وقد تسكن من التطير ، وهو التشاؤم بالطيور كانوا يتشاءمون بها فتصدّهم عن مقاصدهم. قوله : (ولا هامة) : بتخفيف الميم على الصحيح ، وهي على الرأس واسم طائر ، وهو المراد هنا ، وهي من طير الليل. قيل : هي البومة. قوله : (ولا صفر) هو تأخير المحرم إلى صفر ، وكل مما ذكر خبر أريد به النهي.
قوله : (وفرّ من المجذوم الخ) لا يشكل هذا بقوله : لا عدوى لأن المراد نفي العدوى المستلزم أن شيئاً لا يعدي بطبعه نفياً لما كانت الجاهلية تعتقده ، فأبطل {صلى الله عليه وسلّم} اعتقادهم ونهاهم عن الدنوّ من المجذوم ليبين أن هذا من الأسباب التى أجرى الله العادة بأنها تفضي إلى مسبباتها ، وقد يتخلف ذلك عن سببه اهـ شيخ الإسلام.
24
25
26
28 ـ بابٌ الحُمَّى مِنْ فَيحِ جَهَنَّمَ

(4/10)


قوله : (فأطفئوها بالماء) للحديث تأويلات كثيرة أشار "المصنف" إلى بعضها بحديث أسماء المذكور بعد ذلك ، وقد سبق في الكتاب إشارة إلى أن المراد بالماء ماء زمزم ، ومما يتحمله الحديث أن يكون كناية عن تغطية المحموم والسعي في خروج العرق منه بما أمكن على أن المراد بالماء العرق المعلوم أن يبرد الحمى ، ويحتمل أن يكون كناية عن الاشتغال بما يستحق به المحموم الرحمة من التصدق ، وغيره من أعمال البرّ على أن المراد بالماء الرحمة المعارض لنار جهنم ، وقد حمله بعضهم على التصدق بالماء ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 16
27
28
30 ـ باب ما يذكر في الطاعون
قوله : (أرأيت لو كان لك إبل هبطت وادياً الخ) يريد أن راعي الإبل والغنم إذا ترك العدوة الخصبة وأخذ العدوة الجدبة يصير معاتباً بين الناس منسوباً إلى العجز مطعوناً مع أن النزول في كلتا العدوتين بقدر الله كذلك أنا راعي الناس ، فيخاف عليّ بالنزول في أرض البلاء من العتاب ما يخاف على الراعي ، وإن كان الأمر كله بقدر الله تعالى ، والله تعالى أعلم.
ويحتمل أنه مجرد توضيح لقوله : نفرّ من قدر الله إلى قدر الله ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
29
30
35 ـ بابُ رُقْيَةِ العَينِ
قوله : (قالت : أمرني رسول اللهصلى الله تعالى عليه وسلم أو أمر أن يسترقي) قلت : كأن المراد بقولها أمر أذن فيه ، ورخص ، وأباح ، أو المراد به أمر به أمر إرشاد إلى بعض المنافع الدنيوية ، وإلا فالظاهر أن الرقية غير مندوبة ، كما يفيده حديث الذين لا يتطيرون ، ولا يسترقون. الحديث ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
31
36 ـ بابٌ العَينُ حَقٌّ
قوله : (العين حق) أي : الإصابة بها ثابتة مؤثرة في النفوس بقدرته تعالى.

(4/11)


قوله : (ونهى عن الوشم) : بفتح الواو ، وسكون المعجمة هو أن يغرز الجلد بإبرة ، أو نحوها حتى يسيل الدم ، ثم يحشى بنحو كحل ، فيخضرّ.
37 ـ بابُ رُقْيَةِ الحَيَّةِ وَالعَقْرَبِ
قوله : (من الحمة) : بضم المهملة ، وتخفيف الميم ، أي : ذات السم.
38 ـ بابُ رُقْيَةِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم}
قوله : (اشتكيت) أي : مرضت. وقوله : (ألا أرقيك) بفتح الهمزة.
قوله : (لا يغادر) أي : لا يترك. وقوله : (سقماً) بفتح السين ، والقاف ، وبضم فسكون ، أي : مرضاً ، اهـ شيخ الإسلام.
32
39 ـ بابُ النَّفثِ في الرُّقْيَةِ
قوله : (والحلم) : بضم الحاء مع ضم اللام وسكونها ، أي : الكاذبة. وقوله : من الشيطان نسبتها إليه مجاز من حيث أن الله تعالى يخلق في قلب النائم اعتقادات فيخلق الاعتقاد الذي هو علامة الخير في غيبة الشيطان ، والذي هو علامة الشر بحضرته ، وإلا فالكل من الله تعالى مع أن نسبتها إليه تأدباً معه تعالى.
33
34
42 ـ بابُ مَنْ لَمْ يَرْقِ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 16
قوله : (عرضت عليّ الأمم) أي : في منامي.
43 ـ بابُ الطِّيرَةِ
قوله : (الطيرة) : بكسر الطاء ، وفتح التحتية ، وقد تسكن التشاؤم بالشيء اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (والشؤم في ثلاث الخ) هذا معارض في الظاهر لقوله : لا طيرة وأجيب بأن لا طيرة عام مخصوص إذ قوله : والشؤم الخ في معنى الاستثناء من الطيرة ، أي : الطيرة منهي عنها
35
إلا أن يكون له دار ضيقة ، أو سيئة الجوار ، أو امرأة سلطة اللسان ، أو لا تلد ، أو دابة جموح ، فليفارقها. قلت : لكن الشؤم فيها هي الحقيقة من الطيرة التي يعتقدها أهل الجاهلية.

(4/12)


قوله : (وخيرها) أي : الطيرة ، فإن قلت : إضافة الخير إليها مشعر بأن الفأل من جملتها ، وليس كذلك ، قلت : الإضافة لمجرد التوضيح ، فلا يلزم أن يكون منها ، وأيضاً هي في الأصل تعم الخير والشرّ كالفأل ، ثم خصها العرف. قاله الكرماني.
46 ـ بابُ الكِهَانَةِ
قوله : (الكهانة) : بفتح الكاف ، وكسرها ادعاء علم الغيب في الأخبار بما يكون في أقطار الأرض.
36
قوله : (ولا استهل) أي : صاح عند الولادة.
قوله : (فمثل ذلك بطل) : بموحدة ومهملة مفتوحتين من البطلان.
قوله : (إنما هذا من إخوان الكهان) أي : لمشابهة كلامة كلامهم.
قوله : (وحلوان الكاهن) : بضم المهملة ما يأخذه الكاهن على كهانته ، والكاهن من يدعي معرفة الأسرار.
37
قوله : (يخطفها) : بفتح الطاء ، أي : يأخذها الكاهن ، وماضي يخطف خطف بالكسر ، ويقال : خطف يخطف بالفتح في الماضي ، والكسر في المضارع ، وهي لغة رديئة.
قوله : (في أذن وليه) هو الذي يواليه ، وهو الكاهن ، وغيره ممن يوالي الجن.
47 ـ بابُ السِّحْرِ
قوله : (لكنه دعا دعا) أي : لكنه لم يكن مشتغلاً بي بل بالدعاء ، والمستدرك منه.
قوله : وهو عندي ، أو قوله : كان يخيل إليه ، أي : كان السحر أضر في بدنه لا في عقله ، وفهمه بحيث أنه توجه إلى الله ، ودعا.
38
39
50 ـ بابُ السِّحْرِ
قوله : (أفتاني) أي : أجابني.
قوله : (رجلان) أي : جبريل وميكائيل.
وقوله : مطبوب ، أي : مسحور. وقوله : في مشط بتثليث الميم الآلة التي يسرح بها الشعر. وقوله : ومشاطة بضم الميم ما يخرج من الشعر عند التسريح ، وقوله : وجفّ طلع نخله بضم الجيم ، وتشديد الفاء غشاء الطلع.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 16

(4/13)


قوله : (ذروان) : بفتح المعجمة ، وسكون الراء ، وفي نسخة ذي أروان بزيادة ذي ، وبهمزة بدال الذال بئر بالمدينة في بستان بني زريق ، وإضافة بئر لما بعده بيانية.
قوله : (أثوّر) : بضم الهمزة ، وفتح المثلثة ، وكسر الواو مشدّدة.
40
52 ـ بابُ الدَّوَاءِ بِالعَجْوَةِ لِلسِّحْرِ
قوله : (باب الدواء بالعجوة للسحر)أي : لدفعه ، وبطلانه.
قوله : (تمرات وعجوة) بنصب عجوة صفة لتمرات ، أو عطف بيان لها ، وبجرها بإضافة تمرات إليها ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (بعد)أي : بعد أن سمع من أبي هريرة : لا عدوى الخ.
قوله : (لا يوردنّ) : بكسر الراء ، وبنون التوكيد الثقيلة.
وقوله : ممرض بكسر الراء ، أي : من له إبل مرضى. وقوله : مصح بكسر الصاد ، أي : من له إبل صحيحة ، أي : لا يوردنّ من له إبل مرضى على إبل غيره الصحيحة ، ولا يعارض
41
هذا قوله : لا عدوى لأن المراد بذلك نفي ما كانوا يعتقدونه أن المرض يعدي بطبعه ، ولم ينف حصول الضرر عند ذلك بقدر الله وفعله.
وبقوله : لا يوردن الإشارة إلى مجانبة ما يحصل الضرر عنده في العادة بفعل الله ، وقدره. وقيل : لا يوردن منسوخ بلا عدوى اهـ شيخ الإسلام.
42
43
44
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 16
قوله : (ذروان) : بفتح المعجمة ، وسكون الراء ، وفي نسخة ذي أروان بزيادة ذي ، وبهمزة بدال الذال بئر بالمدينة في بستان بني زريق ، وإضافة بئر لما بعده بيانية.
قوله : (أثوّر) : بضم الهمزة ، وفتح المثلثة ، وكسر الواو مشدّدة.
40
52 ـ بابُ الدَّوَاءِ بِالعَجْوَةِ لِلسِّحْرِ
قوله : (باب الدواء بالعجوة للسحر)أي : لدفعه ، وبطلانه.
قوله : (تمرات وعجوة) بنصب عجوة صفة لتمرات ، أو عطف بيان لها ، وبجرها بإضافة تمرات إليها ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (بعد)أي : بعد أن سمع من أبي هريرة : لا عدوى الخ.

(4/14)


قوله : (لا يوردنّ) : بكسر الراء ، وبنون التوكيد الثقيلة.
وقوله : ممرض بكسر الراء ، أي : من له إبل مرضى. وقوله : مصح بكسر الصاد ، أي : من له إبل صحيحة ، أي : لا يوردنّ من له إبل مرضى على إبل غيره الصحيحة ، ولا يعارض
41
هذا قوله : لا عدوى لأن المراد بذلك نفي ما كانوا يعتقدونه أن المرض يعدي بطبعه ، ولم ينف حصول الضرر عند ذلك بقدر الله وفعله.
وبقوله : لا يوردن الإشارة إلى مجانبة ما يحصل الضرر عنده في العادة بفعل الله ، وقدره. وقيل : لا يوردن منسوخ بلا عدوى اهـ شيخ الإسلام.
42
43
44
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 16
77 ـ كتاب اللباس
1 ـ بابُ قَوْلِ اللّهِ تَعَالَى : {قُل مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخْرَج لعِبَادِهِ}
قوله : (في غير إسراف الخ) متعلق بالكل ، والإسراف والمخيلة يتصوّران في التصدق أيضاً.
قوله : (لا ينظر الله الخ) أي : يقطع الله تعالى عنه الرحمة ، وإلا فنظر الله عامّ لا يغيب عنه أحد ، والمراد أنه لا يرحمه الله تعالى مع المرحومين أو لا. والمقصود أنه يستحق بعمله هذا الجزاء ، فمن الممكن أن يعفو عنه ويرحمه أو لا لقوله تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به ، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
وأما حديث : "من تردى من الجبل" الخ فلا بد من حمله على الكافر سابقاً ، أو المستحل لهذا الفعل ، أو يقال له : إنه يستحق بفعله هذا الجزاء لولا فضل الله تعالى لكنه إذا كان مؤمناً لا يجزي هذا الجزاء ألبتة بل لا كلام فيه ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
45
3 ـ بابُ التَّشْمِيرِ في الثِّيَاب
قوله : (باب التشمير في الثياب) أي : بيان حكم رفع أسفلها.
4 ـ بابُ ما أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَينِ فَهْوَ في النَّارِ
قوله : (باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار) أي : إذا كان ذلك للخيلاء.

(4/15)


5 ـ بابُ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الخُيَلاَءِ
قوله : (من الخيلاء) من للتعليل.
قوله : (بطراً) أي : تكبراً.
46
قوله : (مرجل) أي : مسرح شعره. وقوله : جمته بضم الجيم ، وتشديد الميم مجتمع شعر رأسه المتدلي إلى المنكبين. وقوله : يتجلجل بجيمين مفتوحتين ، أي : يتحرّك ويسوخ في الأرض. قوله : (لم ينظر الله إليه) أي : لم يرحمه.
قوله : (ما خص إزاراً ولا قيمصاً) أي : بل عبر بالثوب الشامل لهما ، ولغيرهما.
6 ـ بابُ اْلإِزَارِ المُهَدَّبِ
قوله : (الإزار المهدب) بضم الميم ، وفتح الهاء ، والمهملة المشددة ، أي : الذي له هدب
47
جمع هدبة وهي ما على أطراف الثياب من سدي بلا لحمة اهـ شيخ الإسلام.
7 ـ بابُ اْلأَرْدِيَةِ
قوله : (جبذ) بجيم فموحدة بمعنى جذب. قوله : رداء بالمد هو ما يوضع من الثياب بين الكتفين.
8 ـ بابُ لُبْسِ القَمِيصِ
قوله : (باب لبس القميص) أراد أن لبسه ليس بحادث ، وإن كان الشائع في العرب لبس الإزار والرداء.
48
قوله : (ما يلبس المحرم) ما مبتدأ ، أي : أيّ شيء ، ويلبس المحرم خبره.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 45
9 ـ بابُ جَيبِ القَمِيصِ مِنْ عِنْدِ الصَّدْرِ وَغَيرِهِ
قوله : (قد اضطرت أيديهما الخ) أي : أمسكت أيديهما في الموضع الذي ضاق عليهما ، وهو الثدي والتراقي.
وقوله : ثديهما بضم المثلثة ، وكسر المهملة ، وتشديد التحتية جمع ثدي. وقوله : وتراقيهما جمع ترقوة بفتح القاف العظم الذي بين نقرة النحر ، والعاتق.
49
وقوله : وتعفو أثره بفتح الهمزة ، أي : تمحو أثر مشيه لطولها. وقوله : قلصت ، أي : تأخرت وانضمت.
12 ـ بابُ القَبَاءِ وَفَرُّوجِ حَرِيرٍ

(4/16)


قوله : (باب القباء) : بفتح القاف والموحدة المخففة ، بالمد ، وقوله : وفروج ، بفتح الفاء ، وضم الراء مشدّدة ، وبالجيم بالإضافة إلى حرير وعدمها وعطفه على القباء من عطف المرادف اهـ شيخ الإسلام. قوله : (شق) : بفتح الشين ، وتشديد القاف.
50
قوله : (كالكاره له) أي : لوقوع تحريمه حينئذ ، ومفهوم المتقين حل ذلك للنساء ، ولو متقيات كما يدل له أيضاً منطوق خبر هذان حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم ، ويحل أيضاً للصبيان.
قوله : (وقال غيره : فروج حرير) أي : بالتنوين.
13 ـ بابُ البَرَانِسِ
قوله : (البرانس) جمع برنس بضم الموحدة ، والنون ، وهو قلنسوة طويلة.
قوله : (من خز) من بفتح المعجمة ، وتشديد الزاي : ما غلظ من الديباج ، وأصله من وبر الأرنب اهـ شيخ الإسلام.
51
52
18 ـ بابُ البُرُودِ وَالحِبَرَةِ وَالشَّمْلَةِ
قوله : (باب البرود والحبرة) وفيه منسوخ في حاشيتها ، أي : مع حاشيتها ، أي : لا أن حاشيتها مخيطة عليها بعد النسج. وجاء في رواية أخرى : وفيها حاشيتها ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
53
قوله : (نمرة) أي : شملة ، وهي بفتح الشين كساء يتغطى به.
قوله : (سجي) أي : غطى.
54
19 ـ بابُ اْلأَكْسِيَةِ وَالخَمَائِصِ
قوله : (والخمائص) جمع خميصة ، وهي كساء من صوف أسود مربعة لها أعلام. قوله : (لما نزل) بالبناء للمفعول ، ويجوز بناؤه للفاعل ، وهو مقدر ، أي : المرض.
قوله : (ألهتني) أي : أشغلتني. وقوله : آنفاً ، أي : قريباً.
قوله : (بأنبجانية) : بفتح الهمزة كساء غليظ ، لا علم له.
20 ـ بابُ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ
قوله : (اشتمال الصماء) هو أن يشتمل الرجل بكساء واحد ليس عليه غيره ، ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبيه ، فيبدو منه فرجه ، أو أن يرده من قبل يمينه على يده وعاتقه
55

(4/17)


الأيسرين ، ثم يرده ثانياً من خلفه على يده وعاتقه الأيمنين ، فيغطيهما جميعاً ، وإنما قيل للهيئة المذكورة الصماء بالمدّ لأن فاعلها يسد على يديه ورجليه المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق ولا صدع ، وهذا واضح على التعريف الثاني دون الأول ، اهـ شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 45
56
57
25 ـ بابُ لُبْسِ الحَرِيرِ وَافتِرَاشِهِ للِرِّجالِ ، وَقَدْرِ ما يَجُوزُ مِنْهُ
قوله : (باب لبس الحرير) وفيه إنما يلبس الحرير من لا خلاق له في الآخرة يمكن حمل قوله : من لا خلاق له على معنى لا خلاق له منه ، أي : من الحرير ، فيرجع إلى حديث من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ، وهذا تأويل قريب يحصل به التوفيق ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
قوله : (لا يلبس) بالبناء للمفعول.
58
قوله : (بالمدائن) هو اسم مدينة كانت دار مملكة الأكاسرة.
قوله : (دهقان) : بكسر الدال على المشهور ، وبضمها. وقيل : بفتحها وهو غريب ، وهو زعيم الفلاحين. وقيل : زعيم القرية.
قوله : (هي لهم في الدنيا) بيان للواقع لا تجويز لهم لأنهم مكلفون بالفروع كالمسلمين.
قوله : (فقال شديداً) أي : فقال عبد العزيز على سبيل الغضب الشديد. قوله : (نلمسه) : بضم الميم أكثر من فتحها ، وكسرها.
59
27 ـ بابُ افتِرَاشِ الحَرِيرِ
قوله : (باب افتراش الحرير) أي : للجلوس عليه.
قوله : (هو) أي : افتراش الحرير.
28 ـ بابُ لُبْسِ القَسِّيِّ
قوله : (باب لبس القسي) : بفتح القاف ، وتشديد المهملة نسبة إلى القس بلد على ساحل البحر بالقرب من دمياط.
60
29 ـ بابُ ما يُرَخَّصُ للِرِّجالِ مِنَ الحَرِيرِ لِلحِكَّةِ
قوله : (للحكة) هو نوع من الجرب ، اهـ شيخ الإسلام.
30 ـ بابُ الحَرِيرِ للِنِّسَاءِ
قوله : (أو تكسوها) أي : نساءك.

(4/18)


قوله : (رأى على أم كلثوم) رؤية أنس البرد على أم كلثوم لا يستلزم رؤيته لها ولو سلم ، فيحتمل أنه كان قبل البلوغ ، أو قبل نزول الحجاب.
61
31 ـ بابُ ما كانَ النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} يَتَجَوَّزُ مِنَ اللِّبَاسِ وَالبُسْطِ
قوله : (يتجوز الخ) معنى التجوز منهما التخفيف ، والمعنى أنه كان يتوسع فيهما ، فلا يضيق بالاقتصار على صنف منهما.
قوله : (وإنك لهناك) أي : إنك في هذا المقام حتى تغلظي عليّ.
قوله : (وتقدمت إليها) أي : ودخلت إلى حفصة أولاً قبل الدخول على غيرها. وقوله : في أذاه ، أي : في قصة إيذائه {صلى الله عليه وسلّم} ، أو المعنى تقدمت إليها في أذى شخصها ، وإيلام بدنها بضرب ونحوه.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 45
62
قوله : (وكانت هند لها أزرار الخ) أي : فتزررها خشية أن يبدو من جسدها شيء لسعة كميها ، فتدخل في الوعيد المذكور.
32 ـ بابُ ما يُدْعى لِمَنْ لَبِسَ ثَوْباً جَدِيداً
قوله : (رأته) أي : الثوب المفهوم من الخميصة.
63
35 ـ باب الثَّوْبِ اْلأَحْمَرِ
قوله : (وقد رأيته في حلة حمراء) يجمع بينه وبين خبر النهي عن المزعفر والمعصفر بحمل النهي على التنزيه ، أو على أن المنهي عنه كله أصفر أو أحمر ، وحمل ما هنا على الجواز ، وإن كان مكروهاً في حقنا ، أو على أن الحلة لم تكن كلها حمراء ، ولم يكن الأحمر أكثر من غيره.
37 ـ باب النِّعَالِ السِّبْتِيَّةِ وَغَيرِهَا
قوله : (النعال السبتية) : بكسر المهملة المدبوغة بالقرظ ، أو التي سببت أيّ قطع ما عليها من شعر.
64
38 ـ بابٌ يَبْدَأُ بِالنَّعْلِ اليُمْنى
قوله : (وترجله) أي : تسريح شعره.
39 ـ بابٌ يَنْزِعُ نَعْلَ اليُسْرَى

(4/19)


قوله : (أولهما تنعل الخ) ببناء الفعلين للمفعول ، وبنصب أولهما وآخرهما الأول بأنه خبر كان ، والثاني بالعطف عليه.
65
40 ـ بابٌ لاَ يَمْشِي في نَعْلٍ وَاحِدٍ
قوله : (لا يمشي أحدكم في نعل واحدة) قال الخطابي : لمشقة ذلك ولعدم الأمن من العثار مع سماجته في الشكل ، وقبح منظره في العيون إذ يخيل للناس إن إحدى رجليه أقصر من الأخرى. قوله : (قبالان) : بكسر القاف ، وقوله : في نعل ، أي : في كل فرد.
41 ـ باب قِبَالاَنِ في نعْلٍ ، وَمَنْ رَأَى قِبَالاً وَاحِداً وَاسِعاً
قوله : (ومن رأى قبالاً واحداً واسعاً) أي : جائزاً ، وقبال النعل الزمام الذي يكون بين الأصبعين الوسطى والتي تليها ، ويشدّ فيه الشسع ، وهو أحد شسوع النعل ، والمراد بالتي تليها التالية للإبهام ، وما ذكر هو أحد القبالين ، والآخر يكون بين الإبهام ، والتي تليها اهـ شيخ الإسلام.
66
67
46 ـ باب خاتَمِ الفِضَّةِ
قوله : (في بئر أريس)بمنع صرف أريس على الأصح بالمدينة قرب مسجد قباء ، وهو موضع.
47 ـ بابٌ
قوله : (فطرح رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} خاتمه الخ) قيل : لم طرح الخاتم الذي من ورق ، وهو
68
حلال ، وأجيب بأن هذا وهم من ابن شهاب لأن المطروح إنما كان خاتم الذهب ، وبأن الحديث مؤول بأن الضمير في خاتمه راجع إلى الذهب ، وبأنه ليس في الحديث أن المطروح كان من الورق بل هو مطلق ، فيحمل على خاتم من ذهب ، ولا يخفى بعد كل من الجوابين الأخيرين.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 45
48 ـ باب فَصِّ الخَاتَمِ
قوله : (باب فص الخاتم) : بفتح الفاء أكثر من ضمها وكسرها.
قوله : (وبيص خاتمه) أي : بريقه ، ولمعانه اهـ شيخ الإسلام.
69
50 ـ باب نَقْشِ الخَاتَمِ
قوله : (من ورق) : بفتح الواو ، وكسر الراء ، أي : فضة.
51 ـ باب الخَاتَمُ في الخِنْصَرِ

(4/20)


قوله : (في الخنصر) : بكسر المعجمة ، وفتح المهملة ، وكسرها.
52 ـ باب اتِّخَاذِ الخَاتَمِ لِيُخْتَمَ بِهِ الشَّيءُ ، أَوْ لِيُكْتَبَ بِهِ إِلَى أَهْلِ الكِتَابِ وَغَيرِهِمْ
قوله : (أو ليكتب به) أي : ولأجل ختم الكتاب الذي يكتب ويرسل به.
70
53 ـ باب مَنْ جَعَلَ فَصَّ الخَاتَمِ في بَطْنِ كَفِّهِ
قوله : (فرقى) : بكسر القاف ، أي : صعد.
54 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} لاَ يَنْقُشُ عَلَى نَقْشِ خاتَمِهِ
قوله : (على نقش خاتمه) أي : خاتمي ، ففيه التفات.
قوله : (كتب له) أي : مقادير الزكوات.
قوله : (محمد سطر ورسول سطر والله سطر) قيل : وكتابتها كانت من أسفل إلى فوق لتكون الجلالة أعلى ورسول بالتنوين وبدونه حكاية ، والله بالرفع وبالجر حكاية.
71
57 ـ باب القَلاَئِدِ وَالسِّخَابِ للِنِّسَاءِ
قوله : (باب القلائد والسحاب) : بكسر المهملة ، وقوله يعني من طيب وسك ، بضم المهملة ، وتشديد الكاف طيب معروف يضاف إلى غيره من الطيب ، وقيل : طيب عربي فعطفه على الطيب من عطف الخاص على العام ، ويسمى ذلك بالسخاب لتصويت خرزه عند الحركة من السخب ، وهو اختلاط الأصوات ، وفي نسخة ، ومسك بميم قبل المهملة ، وعطف السخاب على القلائد من عطف الخاص على العام.
قوله : (بخرصها) بضم المعجمة ، وكسرها حلقة صغيرة تعلق في الأذن ، اهـ شيخ الإسلام.
72
60 ـ باب السِّخَابِ لِلصِّبْيَانِ
قوله : (لكع) : بضم اللام ، وفتح الكاف ، ومعناه الضمير. قوله : (بيده هكذا) أي : بسطها كما هو عادة من يريد المعانقة. قوله : (فأحبه) : بفتح الهمزة ، وتشديد الموحدة ، وفي نسخة ، فأحببه ، أي : اجعله محبوباً.
61 ـ بابٌ المُتَشَبِّهُونَ بِالنِّسَاءِ ، وَالمَتَشَبِّهَاتُ بِالرِّجالِ
قوله : (باب المتشبهين بالنساء والمتشبهات بالرجال) بإضافة باب إلى ما بعده ، وفي
73

(4/21)


نسخة ما بعده مرفوع بالابتداء فباب منون ، وخبر المبتدأ محذوف ، أي : يحرم عليهم التشبه اهـ شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 45
74
66 ـ باب ما يُذْكَرُ في الشَّيبِ
قوله : (باب ما يذكر في الشيب) فيه من قصة فيها شعر ، أي : أرسلوني لأجل قصة كان في تلك القصة شعر من شعر النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، أي : لأجل أن تغسل تلك القصة في ذلك القدح تبركاً بشعرهصلى الله تعالى عليه وسلم. وقوله : بعث إليها مخضبة ، أي : بعث ذلك الإنسان مخضبة إلى أم سلمة ، أي : ظرفاً من ظروف الماء لتغسل الشعر فيه ، اهـ سندي.
75
68 ـ باب الجَعْدِ
قوله : (جمته) : بضم الجيم مجتمع شعر الرأس.
76
قوله : (له لمة) : بكسر اللام ، وتشديد الميم الشعر الذي ألمّ إلى المنكبين.
قوله : (من اللمم) : بكسر اللام. وقوله : قد رجلها ، أي : سرحها.
77
قوله : (جعد) : بفتح الجيم ، وسكون المهملة ، وبدال مهملة ، أي : منقبض الشعر كهيئة الحبش ، والزنج. وقوله : قطط ، أي : شديد الجعودة. وقوله : طافية بتحتية بلا همز ، أي : بارزة. قوله : (رجلاً) : بفتح الراء ، وكسر الجيم.
وقوله : (ليس بالسبط) ، أي : الذي يسترسل شعره ، فلا ينكسر فيه شيء لغلظه.
قوله : (ضخم اليدين والقدمين) أي : غليظهما. قوله : (بسط الكفين) : بسكون السين ، أي : مبسوطهما.
78
69 ـ باب التَّلبِيدِ
قوله : (باب التلبيد) هو جمع الشعر بما يلصق بعضه ببعض كالصمغ ، اهـ شيخ الإسلام.
70 ـ باب الفَرْقِ
قوله : (باب الفرق) : بسكون الراء ، أي : فرق شعر الرأس ، وهو قسمته في المفرق ، وهو وسط الرأس.
79
قوله : (يسدلون) : بفتح التحتية ، وضم الدال ، وكسرها من سدل ثوبه ، إذا أرخاه ، وشعر منسدل ضد متفرق لأن السدل يستلزم عدم الفرق ، وبالعكس قاله الكرماني.
قوله : (ثم فرق بعد) أي : فكان الفرق آخر الأمرين.

(4/22)


71 ـ باب الذِّوَائِبِ
قوله : (باب الذوائب)جمع ذؤابة بذال معجمة مضمومة ، فهمزة ، فألف ما تدلى من شعر الرأس مضفوراً.
72 ـ باب القَزَعِ
قوله : (باب القزع) بفتح القاف ، والزاي حلق بعض الرأس ، وترك بعضه.
80
قوله : (إذا حلق الصبي الخ) ذكر الصبي مثال وإلا فغيره مثله.
قوله : (نهى عن القزع) أي : نهى تنزيه اهـ شيخ الإسلام.
81
82
81 ـ باب الذَّرِيرَةِ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 45
قوله : (باب الذريرة) هي بمعجمة نوع من الطيب.
82 ـ باب المُتَفَلِّجَاتِ لِلحُسْنِ
قوله : (باب المتفلجات للحسن) أي : لأجله. والفلج تفريق ما بين الثنايا والرباعيات بنحو مبرد.
83 ـ باب الوَصْلِ في الشَّعَرِ
قوله : (باب الوصل في الشعر) أي : بآخر ليطول ، وهو حرام بشعر آدمي مطلقاً ، أو بشعر غيره ، وإن لم يكن للمرأة حليل ، أو لها حليل ، ولم يأذن لها فإن أذن جاز إن كان الشعر طاهراً.
قوله : (قصة) : بضم القاف.
83
وقوله : حرسى : بفتح المهملتين من خدم معاوية الذين يحرسونه ، والجملة حال معترضة بين القول ، ومعقوله.
قوله : (أن يصلوها) أي : أن يصلوا شعرها.
قوله : (فتمرق) : براء مشددة ، أي : تقطع.
84
84 ـ باب المُتَنَمِّصَاتِ
قوله : (باب المتنمصات) جمع متنمصة ، وهي من تطلب إزالة ما في وجهها من شعر ينبت غالباً.
85 ـ باب المَوْصُولَةِ
قوله : (باب الموصولة) أي : من تطلب ، أي : يوصل شعرها.
قوله : (الحصبة) أي : حبها ، والحصبة بثرات حمر تخرج في الجسد متفرقة.
وقوله : فامرقي بهمزة وصل وميم مسدّدة ، وراء ، وأصله انمرق أبدلت النون ميماً ، اهـ شيخ الإسلام.
85
86 ـ باب الوَاشِمَةِ
قوله : (العين الحق) أي : الإصابة بها.
87 ـ باب المُسْتَوْشِمَةِ
قوله : (باب المستوشمة) هي التي تطلب أن يفعل بها الوشم ، اهـ شيخ الإسلام.
86

(4/23)


87
92 ـ باب مَنْ كَرِهَ القُعُودَ عَلَى الصُّورَةِ
قوله : (باب من كره القعود على الصور) وفيه أنها اشترت بمرقة لا يخفى ما بين هذا الحديث. والحديث المتقدم أعني حديث القرام من التدافع سيما وقد جاء أنه كان ينتفع
88
بالوسادتين ، وقد أجيب بأن الواقعة متعددة ، ولا يخفى أنه يقوي التعارض ، ويوجب أن إحدى الروايتين باطلة ، ولا يدفع التعارض أصلاً ضرورة أن تعارض الروايتين مع اتحاد الواقعة يعين إن إحداهما خطأ ألبتة ، فالوجه في الجمع ما يشير إليه كلام المحقق ، وهو أن يحمل حديث القرآن على أنها شقته بحديث ما بقيت الصورة سالمة في الوسادتين ، وها هنا الصور في النمرقة كانت سالمة. وأما حديث : "أميطي" عنى الحديث وسيجىء ، فالظاهر أنها في غير صور ذي الروح. وأما حديث : "إلا رقماً في ثوب" ، فهذه الأحاديث لا توافقه إلا بأن يقال : بأن الكراهة في البعض أشد من البعض ، والاستثناء محمول على الخروج من أشد الكراهة إلى كراهة أخف منه على الإباحة ، وإلا فلا بد أن يكون أحد الحديثين ناسخاً للآخر غاية الأمر إذا جهلنا بالتاريخ ، فالوجه الأخذ بالأحوط. والقول بكراهة الكل ، فهذا ما يؤدي إليه النظر في الأحاديث.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 45
وأما الفقهاء فهم مختلفون في المسألة ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
89
94 ـ بابٌ لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيتاً فِيهِ صُورَةٌ
قوله : (باب لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة) أي : كصورة الحيوان من آدمي وغيره ما لم تقطع رأسه أو يمتهن ، والمعنى فيه أن متخذها قد تشبه بالكفار لأنهم يتخذون الصور في بيوتهم يعظمونها ، فكرهت الملائكة ذلك ، فلم تدخل بيته هجراً له لذلك قاله القرطبي.
قوله : (فراث) بالمثلثة ، أي : أبطأ.
90
98 ـ باب الارْتِدَافِ عَلَى الدَّابَّةِ

(4/24)


قوله : (باب الارتداف) وهو أن يركب الراكب شخصاً خلفه.
قوله : (على إكاف) : بهمزة مكسورة ، وتخفيف الكاف ، وبعد الألف برذعة اهـ قسطلاني.
91
103 ـ باب الاسْتِلقَاءِ وَوَضْعِ الرِّجْلِ عَلَى اْلأُخْرَى
قوله : (باب الاستلقاء ووضع الرجل على الأخرى) لا يخفى أن الذي في الحديث هو الاضطجاع ، فكأنه نبه في الترجمة على أنه محمول على الاستلقاء مجازاً ، قيل : وذلك لأن رفع إحدى الرجلين على الأخرى لا يتأتى إلا عند الاستلقاء. قلت : لا يخفى أن مطلق الرفع يتأتي عند الاضطجاع أيضاً نعم المتبادر هو الرفع المخصوص الذي يقل وقوعه ، ويعد غريباً في الجملة. وأما الرفع حال الاضطجاع فليس كذلك ، فالظاهر أن مراد الراوي هو الرفع الغريب لا الرفع الشائع الذي لا يهتم لبيانه ، فيحمل بذلك الاضطجاع على الاستلقاء ، والله تعالى أعلم.
92
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 45
78 ـ كتاب الأدب
2 ـ باب مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ
قوله : (قال أمك ثم أمك الخ) يحتمل أن تكريرها لمزيد حقها ، أو لقلة صبرها فتغضب بأدنى تقصير في مراعاة حقها.
93
3 ـ بابٌ لاَ يُجَاهِدُ إِلاَّ بِإِذْنِ اْلأَبَوَينِ
قوله : (ففيهما فجاهد) أي : ففي تحصيل مرضاتهما ، فجاهد نفسك ، أو الشيطان اهـ سندي.
94
6 ـ باب عُقُوقُ الوَالِدَينِ مِنَ الكَبَائِرِ
قوله : (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قال : قول الزور) عدّه أكبر الكبائر إما لشموله الشرك نعوذ بالله تعالى منه ، أو على أن المعنى بالذي هو من أكبر الكبائر ، والله تعالى أعلم ، اهـ سندي.
95
96
11 ـ باب إِثْمِ القَاطِعِ

(4/25)


قوله : (باب إثم القاطع) وفيه لا يدخل الجنة قاطع ، أي : لا يستحق الدخول أو لا ؟ إن كان يمكن دخوله فيها ، أو لا بمغفرة من الله تعالى ومثله حديث : "أقطع من قطعك" ، أي : يستحق أن أقطع عنه رحمتي أو لا ؟ فلا أرحمه مع المرحومين أو لا ؟ وإن كان يمكن أن يغفر له ، والله تعالى أعلم.
97
98
18 ـ باب رَحْمَةِ الوَلَدِ وَتَقْبِيلِهِ وَمُعَانَقَتِهِ
قوله : (باب رحمة الولد) وفيه : فقال : "لله أرحم بعباده من هذه بولدها" ، أي : بعباده المؤمنين الذين يستحقون الرحمة وأما من لا يستحقها أصلاً أو يستحقها بعد الدخول في النار ، فالله تعالى لا يرحمهما أصلاً ، أو يرحمهما في أوانها.
ويحتمل أن يقال : هذا بيان عظيم جرم العباد على معنى أنه تعالى مع أنه أرحم بالعباد يدخل بعضهم النار لعظم ذنوبهم التي يستحقون بها حرمان الرحمة مع عظمها وسعتها ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
99
قوله : (أو أملك لك أن نزع الله الخ) المشهور فتح الهمزة ، وعليه فهو مفعول به بتقدير دفع أن نزع الله أوله الاستفهام للإنكار ، أي : ما أملك لأن نزع الله ، أو فيه ، أي : حين نزع الله. وروي كسرها وهو واضح معنى.
100
24 ـ باب فَضْلِ مَنْ يَعُولُ يَتِيماً
قوله : (باب فضل من يعول يتيماً) وفيه قال : "أنا وكافل اليتيم" الخ كأنه كناية عن زيادة
101
قرب الكافل اليتيم إليهصلى الله تعالى عليه وسلم من بعض الوجوه ، إلا فمعلوم أن درجتهصلى الله تعالى عليه وسلم أرفع ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 93
27 ـ باب رَحْمَةِ النَّاسِ وَالبَهَائِم
قوله : (باب رحمة الناس) وفيه ترى المؤمنين الخطاب للصحابي ، أو لكل مخاطب ، والمطلوب حث المؤمنين على هذه الحالة حتى يراهم كل راء على هذه الحالة لا الأخبار ،
102

(4/26)


أي : اللائق بحال المؤمنين أن يكونوا على هذه الحالة حتى تراهم أيها الرائي عليها ، والله تعالى أعلم.
قوله : (ما من مسلم غرس) كأنه مبني على أن المؤمن لا يخلو عن حسن النية في أعماله ، والغرس بحسن النية يتسبب عنه بالأجر بأكل كل آكل منه ، وإلا فالغرس بدون حسن النية ، أو بنية قبيحة لا يترتب عليه الأجر ظاهراً ، والله تعالى أعلم.
103
29 ـ باب إِثْمِ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ
قوله : (باب إثم من لا يأمن جاره بوايقه) وفيه : "والله لا يؤمن" ، وقد حمل هذا على كمال الإيمان ، وهو في موقعه ؛ لأنه خبر عنه بعد الإيمان ، فلا يصح على إطلاقه ، وكذا حمل قوله من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يؤذ جاره ، وأمثاله على كمال الإيمان ، وهذا فيما يظهر تأويل في غير موضعه لأن المطلوب الأمر ، أو النهي وكل منهما متوجه إلى المؤمنين كلهم ، ولا يختص بهما كامل الإيمان بل ناقص الإيمان أولى بالأمر والنهي من الكامل ، فافهم ، اهـ سندي.
104
105
35 ـ باب الرِّفقِ في اْلأَمْرِ كُلِّهِ
قوله : (باب الرفق في الأمر كله) وفيه : "فقلت وعليكم السام واللعنة" كأنهم لما لبسوا كلامهم بالسلام ردته عليهم على طبق ردّ السلام ، فوضعت اللعنة موضع الرحمة في السلام اتهاماً بأنه كأنه ردّ للتحية بأحسن منها ، وفيه تهكم بهم واستهزاء مثل الاستهزاء في قوله تعالى : {فبشرهم بعذاب} ، والله تعالى أعلم.
106
38 ـ بابٌ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} فَاحِشاً وَلاَ مُتَفَحِّشاً

(4/27)


قوله : (باب لم يكن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فاحشاً) وفيه : إن شر الناس الخ الظاهر أن المقصود بيان أن أحسن المعاملة مع هذا الرجل للاحتراز عن الدخول ، فيمن يتركه الناس اتقاء شره ، أي : مثلاً أكون منهم ، ويحتمل أن المراد بيان أن هذا الرجل من الذين يخاف شرهم فتركت التعرض له بإظهار مذمته عند وجهه خوفاً من ذلك. والمعنى الأول أظهر ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
107
39 ـ باب حُسْنِ الخُلُقِ وَالسَّخَاءِ ، وَما يُكْرَهُ مِنَ البُخْلِ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 93
قوله : (السخاء) : بالمد ، وهو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي.
قوله : (فزع أهل المدينة) : بكسر الزاي ، أي : خاف.
108
قوله : (فقال : لا) أي : لم يقلها مريداً منع العطاء ، بل معتذراً من الفقد كما في قوله تعالى : {قلت لا أجد ما أحملكم عليه}.
قوله : (إن خياركم) أي : من خياركم.
قوله : (يتقارب الزمان) أي : في الشر حتى يشبه أوله آخره ، أو في أحوال أهله في غلبة الفساد عليهم ، أو في قصر أعمارهم.
109
قوله : (ألا صنعت) : بفتح الهمزة ، وتشديد اللام ، أي : فلا صنعت.
40 ـ بابٌ كَيفَ يَكُونُ الرَّجُلُ في أَهْلِهِ
قوله : (في مهنة أهله) : بفتح الميم ، وكسرها ، أي : في خدمتهم.
41 ـ باب المِقَه مِنَ اللّهِ تَعَالَى
قوله : (باب المقه) : بكسر الميم ، وفتح القاف المخففة ، أي : المحبة اهـ شيخ الإسلام.
110
44 ـ باب ما يُنْهى مِنَ السِّبَابِ وَاللَّعْنِ
قوله : (باب ما ينهى من السباب) وفيه : سباب المسلم فسوق ، أي : من أعمال الفسقة ، وقتاله من أعمال الكفرة ، وخصالهم ، والله تعالى أعلم.
قوله : (إلا ارتدت) أي : كلمته عليه ، أي : على القائل أن يكون وبالها عليه ، أو أنه
111

(4/28)


يخاف عليه من شؤمها أن يصير كافراً ، نعوذ بالله تعالى لا أنه يصير في الحال كافراً ، والله تعالى أعلم.
قوله : (من حلف على ملة غير الإسلام) أي : مستحسناً لها راضياً بالدخول فيها ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
112
113
47 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "خَيرُ دُورِ اْلأَنْصَارِ"
قوله : (باب قول النبى صلى الله تعالى عليه وسلم : "خير دور الأنصار") أي : تفضيل طائفة على أخرى ، وإن كان يستلزم تنقيص الأخرى ، وعدم رضاهم بذلك لكنه جائزاً لمصلحة ولا يعدّ من الغيبة ، والله تعالى أعلم.
114
51 ـ باب قَوْلِ اللّهِ تَعَالَى : {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}
قوله : (باب قول الله تعالى : واجتنبوا قول الزور) وفيه قوله : فليس لله حاجة الخ كناية عن عدم القبول ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
115
116
57 ـ باب ما يُنْهى عَنِ التَّحَاسُدِ وَالتَّدَابُرِ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 93
قوله : (باب ما ينهى عن التحاسد) أي : ما ينهى عنه من التحاسد ، وفي بعض النسخ عن التحاسد فكلمة ما مصدرية ، وفيه : وكونوا عباد الله إخواناً ، أي : ما عاملوه بالعبودية ، وفيما بينكم بالأخوة ، أي : تعاونوا ، وتحابوا فيما بينكم كتعاون الأخوة وتحابهم لكن لا مطلقاً بل في عبادة الله وطاعته ، ولذلك جمع بين الأمرين ، وللاهتمام بشأن العبادة قدم الأول ، ولأنه يستلزم الثاني ، والله تعالى أعلم.
117
61 ـ باب الكِبْرِ
قوله : (باب الكبر) وفيه : "ألا أخبركم بأهل الجنة" الخ ، ليس المراد أخبركم بأهل الجنة كلهم ، وأهل النار كلهم ، وإلا لزم الواسطة وثبوت المنزلة بين المنزلتين ضرورة خروج كثير من الناس من الطائفتين جميعاً ، فقيل : أي : بأغلب أهل الجنة ، وبأغلب أهل النار ، ولا يخلو عن
118

(4/29)


نظر ، وكذا لا يمكن حمله على من يدخل الجنة ابتداء كما لا يخفى نعم لو حمل على أصحاب المراتب العالية الكاملين من أصحاب الجنة بتنزيل غيرهم منزلة العدم لكان له وجه ، والأقرب بالنظر إلى لفظ الحديث أن يراد بأهل الجنة الطائفة التي تدخل كلها الجنة يدل على ذلك كل ضعيف وعلى هذا ، فإما أن يقال : من وفق لهذه الخصلة يختم له بالخير ألبتة ، أو يقال : لما كان غالب هذه الطائفة يدخل الجنة عد الكلّ داخلاً ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
62 ـ باب الهجرة
قوله : (قالت : هو الله عليّ نذر أن لا أكلم الخ) كأنه بتقدير لئلا أكلم ، وهو تعليل
119
للإيجاب ، أي : أوجبت النذر ليكون سبباً حاملاً على ترك التكلم ، فيؤدي إلى أن الإيجاب على تقدير أن تكلمه ، ولذلك قيل : تقدير الكلام على نذر أن كلمته ، والله تعالى أعلم.
وقوله : فلم يزالا بها حتى كلمت ، وأعتقت ليس عطفاً على كلمت ، فإن القول : بأنهما لم يزالا بها حتى أعتقت بعيد بل قد علم أنها أعتقت بعد ذلك بأيام إلا أن يحمل ذلك على تجوز بل على ما يفهم من تمام الكلام ، أي : أنها فعلت ذلك النذر والحنث ، وأعتقت ، والله تعالى أعلم.
63 ـ باب ما يَجُوزُ مِنَ الهِجْرَانِ لِمَنْ عَصى
قوله : (باب ما يجوز من الهجران لمن عصى) أي : ونحوه كهجران الاسم لشدة الغيرة فلذلك ذكر في الباب حديث عائشة ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
120
66 ـ باب مَنْ تَجَمَّلَ لِلوُفُودِ
قوله : (باب من تجمل للوفود) وفيه : إنما بعثت إليك لتصيب بها مالاً ، أي : مثلاً ، والحاصل ، أي : لتنتفع بها وتصرفها في مصارفها ، والله تعالى أعلم.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 93
121
67 ـ باب الإِخَاءِ وَالحِلفِ

(4/30)


قوله : (باب الإخاء) وفيه : فقال النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، وهو عطف على مقدر ترك اختصاراً لا على آخى حتى يلزم أن يكون القول متصلاً بالإخاء.
68 ـ باب التَّبَسُّمِ وَالضَّحِكِ
قوله : (باب التبسم والضحك) وفيه : "فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب" الخ. لا يخفى أن المبادرة إلى الحجاب لازمة عند دخول الأجنبي سواء كان عمر أو لا ؟ فما وجه التعجب ، فلعل الواقعة كانت قبل آية الحجاب ، أو لعل فيهن من يجوز لها الكشف عند عمر كحفصة مثلاً ، فالتعجب بالنظر إلى قيامها ، أو لعل التعجب من إسراعهن قبل أن يعلمن أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يأذن له أم لا ؟ وهذا أقرب إلى لفظ الحديث ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
122
قوله : (أتهبنني) : بفتح الهمزة ، والفوقية ، والهاء ، وسكون الموحدة ، وفتح الأولى ، وكسر الثانية.
قوله : (أنك أفظ وأغلظ من رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ) : بالظاء المعجمة فيها ، وصيغة أفعل ليست على بابها لحديث : "أليس بفظ ولا غليظ" وحينئذ ، فلا تعارض بين الحديث.
وقوله تعالى : {ولو كنت فظاً غليظ القلب} ، ولا يشكل بقوله : وأغلظ عليهم ، فالنفي بالنسبة لما جبل عليه ، والأمر محمول على المعالجة ، أو النفي بالنسبة إلى المؤمنين ، والأمر بالنسبة إلى الكفار ، والمنافقين اهـ قسطلاني.
123
124
ـ باب قَوْلِ اللّهِ تَعَالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتّقوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}
قوله : (قول الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الخ) وفيه : أن الصدق يهدي إلى البر ، فصاحب الصدق لا يأتي من الأفعال بما يحوجه إلى الإنكار لو سئل عنه خوفاً من الوقوع في الكذب بخلاف صاحب الكذب فإنه قد يجترىء على القبائح اعتماداً على إنكاره ذلك عند السؤال ، والله تعالى أعلم.

(4/31)


ويحتمل أن الصادق يوفقه الله تعالى للخيرات ، والكاذب بالعكس ، فكأن صدق الأول هداه إلى البر ، وكذب الثاني بالعكس ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
125
126
73 ـ بابٌ مَنْ كَفَّرَ أَخاهُ بِغَيرِ تَأْوِيلٍ ، فَهْوَ كما قالَ
قوله : (فقد باء به أحدهما) : باء الموحدة ، أي : رجع لأنه إن كان القائل صادقاً في نفس الأمر فالمرميّ كافر ، وإن كان كاذباً فقد جعل الرامي الإيمان كفراً ، ومن جعل الإيمان كفراً فقد كفر كذا حمله البخاري على تحقيق الكفر على أحدهما بمقتضى الترجمة ، وحمله بعضهم على الزجر والتغليظ ، فيكون ظاهره غير مراد.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 93
127
74 ـ باب مَنْ لَمْ يَرَ إِكْفَارَ مَنْ قالَ ذلِكَ مُتَأَوِّلاً أَوْ جاهِلاً
قوله : (فقال : إنه منافق) قال : ذلك متأوّلاً ظاناً أن التارك للجماعة منافق.
قوله : (ونسقي بنواضحنا) جمع ناضح بالضاد المعجمة ، والحاء المهملة البعير الذي يسقى عليه.
قوله : (أفتان أنت ثلاثاً) أي : منفر عن الجماعة ، والهمزة للاستفهام الإنكاري اهـ قسطلاني.
128
75 ـ باب ما يَجُوزُ مِنَ الغَضَبِ وَالشِّدَّةِ لأَمْرِ اللّهِ
قوله : (ثم استنفق) : بكسر الفاء وجزم القاف ، أي : استمتع بها ، وتصرف فيها.
129

(4/32)


قوله : (حجيرة) : بضم الحاء المهملة ، وفتح الجيم ، وسكون التحتية مصغراً ، أي : موضعاً من المسجد يستره ليصلي فيه ، ولا يمر عليه أحد. قوله : (مخصفة) : بضم الميم ، وفتح المعجمة والمهملة المشددة بعدها فاء متخذة من سعف. قوله : (فتتبع الخ) : بفتح الفوقيتين والموحدة المشددة من التتبع ، وهو الطلب ، أي : طلبوا موضعه. قوله : (وحصبوا الباب) : بالحاء والصاد المهملتين ، والموحدة ، أي : رموا الباب بالحصباء ، وهي الحصا الصغيرة تنبيهاً لظنهم له أنه نسي. قوله : (مغضباً) : بفتح الضاد ، أي : لكونهم اجتمعوا بغير أمره وإشقاقاً عليهم لئلا تفرض عليهم.
130
78 ـ باب إِذَا لَم تَسْتَحِ فَاصْنَعْ ما شِئْتَ
قوله : (من كلام النبوّة الأولى) : بسكون الواو بعد الهمزة المضمومة ، أي : من شرائع
131
الأنبياء السابقين مما اتفقوا عليه ، ولم ينسخ ، ولم يبدل للعلم بصوابه ، واتفاق العقول على حسنه ، فالأولون ، والآخرون من الأنبياء على منهاج واحد في استحسانه. قوله : (إذا لم تستح) : بكسر الحاء ، أي : إذا لم يكن معك حياء يمنعك من القبيح.
قوله : (ما شئت) أي : ما تأمرك به النفس من الهوى ، والأمر للتهديد ، كقوله تعالى : {اعملوا ما شئتم} ، أو بمعنى الخبر ، أي : إذا لم يكن حياء يمنعك من القبيح صنعت ما شئت اهـ قسطلاني.
132
133
ـ بابٌ لاَ يُلدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَينِ
قوله : (باب "لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين") ولعل هذا الحديث محمول على أمور
134
الدين كما يقتضيه اسم المؤمن ، أي : ليس من شأن المؤمن على مقتضى إيمانه أن يصدق الكاذب الذي ظهر كذبه مرة ثانية ، فينخدع في المرتين جميعاف لقوله تعالى : {إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} ، وهذا هو مورد الحديث.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 93

(4/33)


وأما الانخداع في أمور الدنيا بناء على قلة التفاته إليها ، وعدم اهتمامه بها فهو ممدوح مطلوب ، وعليه يحمل حديث المؤمن غر كريم ، فلا تدافع بين الحديثين اهـ سندي.
85 ـ باب إِكْرَامِ الضَّيفِ وَخِدْمَتِهِ إِيَّاهُ بِنَفسِه
قوله : ("فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف" الخ) قد حمل الليث الحديث على
135
الوجوب عملاً بظاهر الأمر ، وأن يؤخذ ذلك منهم إن امتنعوا قهراً.
وقال أحمد : بالوجوب على أهل البادية دون القرى ، وتأوله الجمهور على المضطرين فإن ضيافتهم واجبة.
136
87 ـ باب ما يُكْرَهُ مِنَ الغَضَبِ وَالجَزَعِ عِنْدَ الضَّيفِ
قوله : (تضيف رهطاً) أي : جعلهم أضيافاً له. وقوله : فافرغ بهمزة وصل.
وقوله : من قراهم بكسر القاف ، أي : من ضيافتهم. وقوله : فقال له : يا غنثر بضم الغين المعجمة ، وسكون النون بعدها مثلثة مفتوحة ، فراء ، أي : جاهل ، أو يا لئيم ، وقوله : والله لا أطعمنه الليلة لأنه اشتد عليه تأخير عشائهم. وقوله : الأولى للشيطان ، وهي حالة غضبه وحلفه أن لا يطعم في تلك الليلة ، اهـ قسطلاني.
137
89 ـ باب إِكْرَامِ الكَبِيرِ ، وَيَبْدَأُ اْلأَكْبَرُ بِالكَلاَمِ وَالسُّؤَالِ
قوله : (ويبدأ الأكبر) : أي سناً بالكلام الخ ، أي : إذا تساويا في الفضل وإلا فيقدّم الفاضل.
138
قال في "الفتح" : أما لو كان عند الصغير ما ليس عند الكبير ، فلا يمنع من الكلام بحضرة الكبير لأن عمر تأسف حيث لم يتكلم ولده مع أنه اعتذر له بكونه بحضوره ، وحضور أبي بكر ، ومع ذلك تأسف على كونه لم يتكلم اهـ.
والحاصل أن الصغير إذا تخصص بعلم جاز له أن يتقدم به ، ولا يعدّ سوء أدب ولا تنقيصاً لحق الكبير ، ولذا قال عمر ، ولو كنت قلتها كان أحب إليّ.

(4/34)


قوله : (من قبله) : بكسر القاف ، وفتح الموحدة ، أي : من عنده ، أو من بيت المال ، ولأبي ذر عن الكشميهني من قلته بفتح القاف ، وفوقية ساكنة بدل الموحدة ، اهـ قسطلاني.
139
90 ـ باب ما يَجُوزُ مِنَ الشِّعْرِ وَالرَّجَزِ والحُدَاءِ وَما يُكْرَهُ مِنْهُ
قوله : (ألا تسمعنا من هنيهاتك) : بضم الهاء ، وفتح النون ، وسكون التحتية ، وبعد الهاء ألف ففوقية ، فكاف ، أي : من كلماتك ، أو من أراجيزك. قوله : (ذباب سيفه) أي : طرفه الأعلى أو حده.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 93
قوله : (شاحباً) بالشين المعجمة ، وبعد الألف حاء مهملة مكسورة ، فموحدة متغير اللون.
140
قوله : (فقال : ويحك يا أنجشة الخ) : بفتح الهمزة ، والجيم بينهما نون ساكنة ، وبعد الجيم شين معجمة ، فهاء تأنيث.
وكان حبشياً يكنى أبا مارية ، وأراد أن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي واشتدت فأزعجت الراكب ، ولم يؤمن على النساء السقوط ، وإذا مشت رويداً أمن على النساء ، وهذا من الاستعارة البديعة لأن القوارير من الزجاج المكنى بها عن النساء أسرع شيء تكسراً ، فأفادت الكناية من الحصّ على الرفق بالنساء في السير ما لم تفده الحقيقة لو قال : ارفق بالنساء ، اهـ قسطلاني.
141
قوله : (نشدتك بالله) في نسخة : نشدتك الله له بالنصب بدون باء ، أي : أقسمت عليك بالله.
قوله : (أيده) أي : قوّة.
وقوله : بروح القدس هو جبريل ، في ذلك إشارة إلى أن هجو الكفار من أفضل الأعمال ، ومحله إذا كان جواباً كما هنا ، وإلا فهو منهي عنه لآية : {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله}.
92 ـ باب ما يُكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الغَالِبَ عَلَى اْلإِنْسَانِ الشِّعْرُ حَتَّى يَصُدَّهُ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَالعِلمِ وَالقُرُآنِ
قوله : (حتى يصده الخ) حتى تعليلية ويصده بمعنى يمنعه.
142

(4/35)


قوله : (لأن يمتلىء الخ) محمول على ما لم يكن حقاً بخلاف ما كان حقاً كمدح الله ورسوله ، وما يشتمل على الذكر والزهد. وسائر المواعظ ، والقيح هو الصديد الذي يسيل من الدمل ، والجرح. ويقال : هي المدة التي لا يخالطها دم اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (يريه) في نسخة : حتى يريه بفتح أوله ، وهو منصوب بحتى على ثبوتها ، ومرفوع على سقوطها ، أو منصوبة بجعله بدلاً من يمتلىء ، والمعنى حتى يأكل من امتلأ جوفه شعراً القيح ، أو حتى يأكل القيح جوفه ، أي : يفسده.
قال الجوهري : ورى القيح جوفه يريه وريا : أكله. وقال الأزهري : الورى داء بداخل الجوف.
143
باب ما جاء في قول الرجل : ويلك 95 ـ
قوله : (قال : اركبها ويلك) قاله له تأديباً لمراجعته له مع عدم خفاء الحال عليه ، أو لم يرد بها الدعاء بل جرت على لسانه في المخاطبة كما في تربت يداك.
144
قوله : (كمروق السهم من الرمية) أي : من الصيد في أنه لا يعلق به شيء لسرعة مروقه.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 93
قوله : (رصافه) : بكسر الراء جمع رصف بفتحها شيء يلوى على النصل يدخل في السهم. وقوله : نضيه بفتح النون وكسر المعجمة ما بين النصل والريش. وقوله : قذذه بضم القاف وفتح المعجمة الأولى جمع قذة بتشديد المعجمة ، وهي ريش السهم.
وقوله : سبق الخ ، أي : السهم والفرث ما في الكرش ، والمراد : أنه لم يظهر أثر الفرث والدم فيه كما أن هؤلاء لا يتعلقون بشيء من الإسلام اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (على حين فرقه) أي : الفاء ، أي : على زمان افتراق ، وفي نسخة : على خير فرقة بكسر الفاء وإبدال حين بخير ، أي : على أفضل طائفة. وقوله : من الناس هم على نسخة : خير فرقة عليّبن أبي طالب وأصحابه.
145
قوله : (ففرحنا) سبب فرحهم أن كونهم مع رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} يدل على أنهم من أهل الجنة.

(4/36)


قوله : (إن أخر هذا) أي : الغلام بأن لم يمت في صغره.
قوله : (حتى تقوم الساعة) أي : ساعة الحاضرين عنده {صلى الله عليه وسلّم} .
146
96 ـ باب عَلاَمَةِ حبِّ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ
قوله : ("المرء مع من أحب") عام ، والمراد : من أحب من المؤمنين أحداً منهم لله تعالى كان معه في الجنة بحسن نيته لأنها الأصل ، والعمل تابع لها ، أو من أحب الله كان معه ، أي : مع رسوله.
97 ـ باب قَوْلِ الرَّجُلِ للِرَّجُلِ : اخْسَأْ
قوله : (اخسأ) هو في الأصل زجر للكلب وإبعاد له ثم استعمل في كل من قال ، أو فعل
147
ما لم ينبغي له مما يسخط الله تعالى.
قوله : (قد خبأت) أي : أضمرت ، وكان {صلى الله عليه وسلّم} قد أضمر له يوم تأتي السماء بدخان مبين.
قوله : (قال : الدخ) أراد أن يقول : الدخان ، فلم يستطع أن يتمها على عادة الكهان من اختطاف بعض الكلمات من أوليائهم من الجن اهـ شيخ الإسلام.
148
98 ـ باب قَوْلِ الرَّجُلِ مَرْحَباً
قوله : (بأمر فصل) أي : بأمر فيه فصل بين الحق والباطل.
قوله : ("وأعطوا خمس ما غنمتم") ذكره لأنهم كانوا أصحاب غنائم ، وترك الحج لأنه لم يكن فرض أو لعلمه أنهم لا يستطيعونه.
قوله : (في الدباء) : بتشديد الموحدة ، وبالمدّ اليقطين.
وحكي فيه القصر وهو جمع دباءة.
99 ـ باب ما يُدْعى النَّاسُ بِآبَائِهِمْ
قوله : (باب ما يدعى الناس بآبائهم) أي : بأسمائهم ، وما مصدرية.
قوله : (الغادر) أي : ناقض العهد.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 93
قوله : (يرفع له لواء) أي : ينصب له علم ليعرف به.
149
100 ـ بابٌ لاَ يَقُل : خَبُثَتْ نَفسِي

(4/37)


قوله : (لا يقولنّ أحدكم خبثت نفسي) : بضم الموحدة. وقوله : لقست بفتح اللام ، وكسر القاف بمعنى خبثت لكنهصلى الله تعالى عليه وسلم كره لفظ الخبث لبشاعته ، واختار اللفظ السالم من ذلك لأنهصلى الله تعالى عليه وسلم كان يعجبه الاسم الحسن ويتفاءل به ، ويكره القبيح ويغيره ، والنهي محمول على الأدب اهـ شيخ الإسلام.
150
105 ـ بابٌ أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ
قوله : (باب أحب الأسماء الخ) وفيه : سم ابنك عبد الرحمن ، فأشار بالترجمة إلى أنهصلى الله تعالى عليه وسلم أرشده إليه لكونه من أحب الأسماء كما يدل عليه حديث مسلم ، وكأنه ما ذكره لكونه ليس على شرطه ، فالحاصل أن الترجمة في أمثال هذا بمنزلة الشرح للحديث لأن الحديث لإثبات ما فيها أصالة ، وإن كان الغالب أن الحديث يكون لإثبات ما فيها أصالة ، والله تعالى أعلم.
151
152
109 ـ
قوله : (باب من سمي بأسماء الأنبياء) وفيه : ولو قضى أن يكون بعد محمدصلى الله تعالى عليه وسلم نبيّ عاش الخ.
يحتمل أنه بيان لسبب موته ، ومداره على أن إبراهيم قد علق نبوّته بعيشه ، وهذا مبني على أنه علم ذلك من جهته صلى الله تعالى عليه وسلم كما جاء عنه صلى الله تعالى عليه وسلم ذلك ببعض الطرق الضعيفة ، وكذلك جاء مثله عن الصحابة.
d ومعنى الحديث على هذا أنه لو قضى بالنبوة لأحد بعده صلى الله تعالى عليه وسلم لأمكن حياة إبراهيم لكن لما لم يقض لأحد تلك ، وقد قدّر لإبراهيم أنه يكون نبياً على تقدير حياته لزم أن لا يعيش ، ويحتمل أنه بيان لفضل إبراهيم.
153

(4/38)


وحاصله لو قدر نبي بعده صلى الله تعالى عليه وسلم لكان إبراهيم أحق بذلك ، فتعين أن يعيش حينئذ إلى أن يبعث نبياً لكن ما قدر نبي بعده ، فلذلك ما لزم أن يعيش ، وعلى المعنيين فليس مبنى الحديث على أن ولد النبي يلزم أن يكون نبياً حتى يقال : أنه غير لازم ، والله تعالى أعلم.
قوله : (إن له مرضعاً) ولعل هذا من باب التشريف والتكريم له صلى الله تعالى عليه وسلم ، وإلا فالظاهر أن الجنة ليست دار حاجة إلى أمثاله ، والله تعالى أعلم.
110 ـ باب تَسْمِيَةِ الوَلِيدِ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 93
قوله : (باب تسمية الوليد) هو من إضافة المصدر إلى المفعول الثاني ، أي : تسمية الرجل
154
الوليد ، والله تعالى أعلم.
112 ـ باب الكُنْيَةِ لِلصَّبِيِّ قَبْلَ أَنْ يولَدَ للِرَّجُلِ
قوله : (باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل) وفي نسخة : قبل أن يلد الرجل ، والمعنى : أي قبل أن يصير رجلاً ، فيولد له ، أو فيلد ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
113 ـ باب التَّكَنِّي بِأَبِي تُرَابٍ ، وَإِنْ كانَتْ لَهُ كُنْيَةٌ أُخْرَى
قوله : (إن كانت أحب أسماء عليّ الخ) أن مخففة من الثقيلة ، وأحبّ بالنصب اسمها ،
155
ولأبو تراب خبرها. وكانت زائدة وأنثها باعتبار الأسماء أو الكنة ، وفي ذلك إطلاق الاسم على الكنية.
قوله : (وما سماه أبا تراب) في نسخة : برفع أبو على الحكاية. وفي الحديث كرم خلق النبى {صلى الله عليه وسلّم} حيث توجه نحو علي ليترضاه ، ومسح التراب عن ظهره ليبسطه وداعبه بالكنية المذكورة ، ولم يعاتبه على مغاضبته لابنته مع رفيع منزلتها عنده.
وفيه استحباب الرفق بالأصهار ، وترك معاتبتهم إبقاء لمودتهم ، وجواز تكنية الشخص بأكثر من كنية ، فإن علياً كان كنيته أبا الحسن ، اهـ شيخ الإسلام.
115 ـ باب كُنْيَةِ المُشْرِكِ

(4/39)


قوله : (قد توجه) أي : أقبل على التمام ، وقوله : فبايعوا بكسر التحتية. قوله :
156
157
(يحوطك) : بضم المهملة ، وسكون الواو ، أي : يحفظك ، ويرعاك.
قوله : (في ضحضاح من نار) أي : في موضع قريب القعر خفيف العذاب.
قوله : (في الدرك الأسفل من النار) أي : في الطبقة التي في قعر جهنم ولها سبع دركات.
116 ـ بابٌ المَعَارِيضُ مَنْدُوحَةٌ عَنِ الكَذِبِ
قوله : (المعاريض) جمع معراض من التعريض ، وهو خلاف التصريح. وقوله : مندوحة ، أي : سعة ، يقال : انتدح فلان بكذا إذا اتسع به.
قوله : (هدأ نفسه) : بفتح النون ، والفاء ، أي : سكن وانقطع بالموت ، وفي نسخة : هدأت نفسه بسكون الفاء.
قوله : (وأرجو أن يكون قد استراح) أي : من وجعه في الظاهر ، ومن بلاء الدنيا ، وألم أمراضها في الحقيقة اهـ شيخ الإسلام.
158
159
119 ـ باب نَكْتِ العُودِ في المَاءِ وَالطِّينِ
قوله : (في حائط) أي : بستان.
قوله : (يستفتح) أي : يطلب أن يفتح له الباب. وفي الحديث علم من أعلام النبوة حيث وقع ما أشار إليه {صلى الله عليه وسلّم} .
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 93
120 ـ باب الرَّجُلِ يَنْكُتُ الشَّيءَ بِيَدِهِ في اْلأَرْضِ
قوله : (فجعل ينكت الخ) هذا الفعل يقع غالباً ممن يتفكر في شيء يريد استحضار معانيه. قوله : (أفلا نتكل) أي : نعتمد.
قوله : (ميسر) أي : لما خلق له.
121 ـ باب التَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ عِنْدَ التَّعَجُّبِ
قوله : (من الخزائن) أي : خزائن الرحمة. قوله : (من الفتن) أي : العذاب عبر عنه بها
160
لأنها أسبابه. قوله : (نفذا) بمعجمة ، أي : مضيا.
قوله : (على رسلكما) أي : هينتكما.
122 ـ باب النَّهْي عَنِ الخَذْفِ

(4/40)


قوله : (الخذف) : بفتح الخاء ، وسكون المعجمة هو رمي الحصى بالأصابع ، وقال ابن بطال هو الرمي بالسبابة ، والإبهام ، والمقصود النهي عن أذى المسلمين.
161
125 ـ
قوله : (باب ما يستحبّ من العطاس الخ) ما مصدرية والتثاؤب بفوقية فمثلثة مهموز التنفس ينفتح منه الفم من الامتلاء ، وثقل النفس ، وكدورة الحواس.
قوله : (إن الله يحبّ العطاس) أي : لأنه ينشأ من خفة البدن المقتضية للنشاط لفعل الطاعة.
قوله : (ويكره التثاؤب) لأنه ينشأ من غلبة امتلاء البدن المقتضية للكسل والتقاعد عن العبادة.
قوله : (ها) هذا اللفظ حكاية صوت التثائب ، اهـ شيخ الإسلام.
162
163
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 93
79 ـ كتاب الاستئذان
قوله : (كتاب الاستئذان) أي : طلب الإذن في الدخول على غيره.
1 ـ باب بَدْءِ السَّلاَمِ
قوله : (على صورته) أي : صورة نفسه تاماً مستوياً ، وقيل : على صورة الله ، أي : صفته من كونه حياً عالماً سميعاً بصيراً متكلماً.
164
2 ـ باب
قوله : (فأخلف بيده) أي : مدها إلى خلفه.
قوله : (إلا المجلس) : بفتح الميم مصدر ميمي ، أي : إلا الجلوس.
3 ـ بابٌ السَّلاَمُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللّهِ تَعَالَى
قوله : (السلام اسم من أسماء الله) أي : كما في قوله تعالى : {الملك القدوس السلام} وفي
165
"الأدب المفرد" للبخاري السلام من أسماء الله وصفة الله في الأرض ، فأفشوه بينكم ، ولا ينافي ذلك قول من قال : إنه مصدر نعت به ، والمعنى ذو السلامة من كل آفة اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (فإنه إذ قال الخ) اعتراض بين الصالحين ، وأشهد.
166
7 ـ باب تَسْلِيمِ الصَّغِيرِ عَلَى الكَبِيرِ
قوله : ("يسلم الصغير على الكبير" الخ) نظر فيه إلى جانب التواضع لأن حق الكبير والقاعد والكثير أعظم.

(4/41)


9 ـ باب السَّلاَمِ لِلمَعْرِفَةِ وَغَيرِ المَعْرِفَةِ
قوله : (باب السلام للمعرفة وغير المعرفة) أي : على من تعرف ومن لا تعرف فاللام بمعنى على كما في قوله : ويخرون للأذقان سجداً.
قوله : (أي الإسلام) أي : أي خصاله.
167
10 ـ باب آيَةِ اْلحِجَابِ
قوله : (باب آية الحجاب) أي : نزول أمرها في أمر نساء النبى {صلى الله عليه وسلّم} بالاحتجات من الرجال.
قوله : (يسألني عنه) أي : عن سبب نزول الحجاب ، اهـ شيخ الإسلام.
168
169
16 ـ باب تَسْلِيمِ الرِّجالِ عَلَى النِّسَاءِ ، وَالنِّسَاءِ عَلَى الرِّجالِ
قوله : (باب تسليم الرجال على النساء الخ) كأنه أراد به تسليم أحد الجنسين المتغايرين
170
على الآخر فلذلك ذكر في الباب حديث سلام جيريل على عائشة ، ويحتمل أن يقال : أنه ذكره ليؤخذ منه سلام الرجال على النساء بالدلالة لأن سلام الرجال عليهن أقرب من سلام الملائكة عليهن فحين جاز الثاني علم جواز الأولى بالأولى ، وقد ينظر فيه بأن الملائكة منزهون عن الشهوات فلا يلزم من جواز سلامهم عليهن جواز سلام الرجال ، وقيل : وجه المطابقة هو أن جبريل كان يأتي بصورة دحية ، ولا يخفى أنه بعده يتوقف على أنه أتى في هذه المرة بصورة دحية ، فتأمل اهـ سندي.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 164
18 ـ باب مَنْ رَدَّ ، فَقَالَ : عَلَيكَ السَّلاَمُ
قوله : (باب من ردّ فقال : عليك السلام) وفيه : ثم اسجد ، أي : السجدة الثانية من الركعة
171

(4/42)


الأولى حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ثم افعل ذلك في صلاتك كلها لا يخفى أن هذا الحديث صريح في الدلالة على جلسة الاستراحة بل ظاهره وجوب جلسة الاستراحة ولا أقل من كونها سنة أو ندباً فإنكار الحنفية ، والمالكية ذلك لا يخلو عن خفاء ، وكذا هذا الحديث يدل على ثبوت القراءة في الركعات كلها ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
172
21 ـ باب مَنْ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَى مَنْ اقْتَرَفَ ذَنْباً ، وَلَمْ يَرُدَّ سَلاَمَهُ ، حَتَّى تَتَبَيَّنَ تَوْبَتُهُ ، وَإِلَى مَتَى تَتَبَيَّنُ تَوْبَةُ العَاصِي
قوله : (على من اقترف ذنباً) أي : اكتسبه.
قوله : (شربة الخمر) : بفتح المعجمة ، والراء جمع شارب كفسقة وكذبة جمع فاسق وكاذب.
قوله : (وآذن) : بمد الهمزة ، وفتح المعجمة ، أي : أعلم اهـ شيخ الإسلام.
173
22 ـ بابٌ كَيفَ يُرَدُّ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ السَّلاَمُ
قوله : (كيف يرد على أهل الذمة السلام) أي : إذا سلموا علينا.
قوله : (السام عليك) ومعنى السام : الموت.
قوله : (وعليك) بإثبات الواو ، ويجوز حدفها كما قاله النووي. قال : والإثبات أجود ، ولا مفسدة فيه ، أي : من جهة التشريك لأن السام : الموت ، وهو علينا وعليهم.
23 ـ باب مَنْ نَظَرَ في كِتَابِ مَنْ يُحْذَرُ عَلَى المُسْلِمِينَ لِيَسْتَبِينَ أَمْرُهُ
قوله : (من يحذر) بالبناء للمفعول ، أي : منه. وقوله : ليستبين أمره بنصب أمره ، أي :
174
لعرف أمره ، وبرفعه ، أي : ليظهر أمره ، والغرض بيان جواز النظر فيما ذكر ليعلم الحال.
قوله : (بهلول) : بضم الموحدة. قوله : (خاخ) بمعجمتين ، موضع بين مكة والمدينة. قوله : (الجدّ مني) : بكسر الجيم ، وتشديد المهملة.
وقوله : حجزتها بضم المهملة ، وإسكان الجيم معقد إزارها وحجزة السراويل التي فيها التكة.
24 ـ بابٌ كَيفَ يُكْتَب الكِتَاب إِلَى أَهْلِ الكِتَابِ

(4/43)


قوله : (أهل الكتاب) هم اليهود والنصارى.
قوله : (تجاراً) : بضم الفوقية ، وتشديد الجيم ، وبالكسر والتخفيف.
175
25 ـ بابٌ بِمَنْ يُبْدَأُ في الكِتَابِ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 164
قوله : (بمن يبدأ في الكتاب) أي : هل يبدأ بالكاتب ، أو بالمكتوب إليه ، وكل شائغ ولكن جرت العادة في الرسائل بالابتداء بالكاتب.
26 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ"
قوله : (باب قول النبى {صلى الله عليه وسلّم} : "قوموا إلى سيدكم") أي : بيان مشروعية قيام القائم للداخل احتراماً له.
قوله : (على حكم سعد) أي : ابن معاذ ، وفيه إكرام أهل الفضلى بالقيام لهم ، وأما خبر أبي داود عن أبي أمامة خرج علينا النبى {صلى الله عليه وسلّم} متوكئاً على عصا فقمنا له ، فقال : لا تقوموا كما تقوم الأعاجم بعضهم لبعض ، فضعيف ، ولو صح حمل على ما إذا قاموا لمن لم يجب القيام له.
قوله : (بما حكم به الملك) : بكسر اللام ، أي : الله تعالى.
176
وروي بفتحها ، أي : جبريل عليه السلام. قوله : (إلى حكمك) أي : يدل على حكمك اهـ شيخ الإسلام.
29 ـ باب المعَانَقَةِ ، وَقَوْلِ الرَّجُلِ : كَيفَ أَصْبَحْتَ ؟
قوله : (باب المعانقة) لم يذكر فيها حديثاً بل ذكره في البيع في معانقته {صلى الله عليه وسلّم} للحسن ،
177
فيحتمل أنه اكتفى هنا بذلك ، أو أنه كما قيل : قصد أن يسوقه هنا ، فلم يستحضر له غير السند السابق ، وليس من عادته غالباً إعادة السند الواحد ، فأدركه الموت قبل أن يقع له ما يوافق ذلك ، فصار ما ترجم له بالمعانقة خالياً من الحديث.
قوله : (ألا تراه) أي : صائر إلى الموت.
قوله : (عبد العصا) أي : مأمور بسبب موته {صلى الله عليه وسلّم} ، وولاية غيره.

(4/44)


قوله : (فيمن يكون الأمر) أي : الخلافة بعده. قوله : (آمرناه) بمد الهمزة ، أي : شاورناه وبقصرها ، وهو المشهور ، أي : طلبنا منه الوصية بنا.
30 ـ باب مَنْ أَجابَ بِـ "لَبَّيكَ وَسَعْدَيكَ"
قوله : (بالربذة) : بذال معجمة موضع على ثلاثة مراحل من المدينة اهـ شيخ الإسلام.
178
32 ـ بابٌ {إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا في المَجَلِسِ فَافسَحُوا يَفسَحِ اللّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشِزُوا فَانْشِزُوا}
قوله : (ثم يجلس مكانه) : بضم التحتية ، وفتح اللام. وفي نسخة : بفتح الياء ، وكسر اللام. وفي "الأدب المفرد" ، وكان ابن عمر إذا قام له رجل من مجلسه لم يجلس فيه ، وهذا منه تورع لاحتمال أن يكون الذي قام لأجله استحى منه ، فقام من غير طيب قلب.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 164
179
34 ـ باب الاِحْتِبَاءِ بِاليَدِ ، وَهُوَ القُرْفُصَاءُ
قوله : (باب الاحتباء باليد) أي : باليدين بأن يجلس على أليتيه ، ويلصق فخذيه ببطنه ، ويدير يديه مثلاً على ساقيه ، ويمسك إحداهما بالأخرى.
قوله : (القرفصاء) : بالمد. قوله : (محتبياً بيده هكذا) يعني بيديه قيل : واضعاً اليمنى على رسغ اليسرى.
35 ـ باب مَنِ اتَّكَأَ بَينَ يَدَي أَصْحَابِهِ
قوله : (باب من اتكأ) الاتكاء هنا بقرينة حديث الباب الاضطجاع على الجنب. وفي
180
حديث : "لا آكل متكئاً ، والاتكاء الاستواء قاعداً متمكناً. قال ابن الأثير : المتكىء في العربية كل من استوى قاعداً على وطاء متمكناً ، والعامة لا تعرف المتكىء إلا من مال في قعود متعمداً على أحد شقيه. قال : ومعنى حديث : "لا آكل متكئاً" ، أي : إذا أكلت لم أقعد متكئاً. مثل من يريد الاستكثار منه ولكن آكل بلغة ، فيكون قعودي له متسوفزاً ، اهـ شيخ الإسلام.
181
41 ـ باب مَنْ زَارَ قَوْماً فَقَالَ عِنْدَهُمْ

(4/45)


قوله : (باب من زار قوماً فقال عندهم) أي : فقوله تعالى : {إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم
182
فانتشروا} والآية وإن كان بحسب الظاهر مطلقاً لكنه مقيد معنى بحال عدم الداعي ، ونحوه ، والله تعالى أعلم.
42 ـ باب الجُلُوسِ كَيفَمَا تَيَسَّرَ
قوله : (باب الجلوس كيفما تيسر) وفيه : نهى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم عن لبستين الخ. قيل : مطابقة الحديث لما ترجم من حيث إنه خص النهي بحالتين فيفهم منه أن ما عداهما ليس منهياً عنه ، انتهى.
وفيه : أنه صلى الله تعالى عليه وسلم نهى عن حالتي اللبس لا عن حالتي الجلوس حتى
183
يحسن الاستدلال على جواز ما عدا حالتي الجلوس وأيضاً لم يرد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم الحصر ، ولا في الحديث ما يدل عليه كيف وقد نهى عن البيعتين مع أن المنهي عنه من البيوع أكثر من أن يحصر ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
43 ـ باب مَنْ نَاجى بَينَ يَدَيِ النَّاسِ ، وَمَنْ لَمْ يُخْبِرْ بِسِرِّ صَاحِبِهِ ، فَإِذَا ماتَ أَخْبَرَ بِهِ
قوله : (عزمت) أي : أقسمت.
قوله : (لما) : بفتح اللام ، وتشديد الميم ، أي : إلا.
44 ـ باب الاسْتِلقَاءِ
قوله : (باب الاستلقاء) أي : الاضطجاع على القفا.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 164
قوله : (مستلقياً الخ) فيه : جواز ذلك ، فالنهي فيه محمول على أنه حيث يخشى أن تبدو به العورة مع أن الظاهر أن فعله ذلك كان في وقت الاستراحة لا عند مجتمع الناس لشدّة حيائه.
184
45 ـ بابٌ لاَ يَتَنَاجى اثْنَان دُونَ الثَّالِثِ
قوله : (إذا ناجيتم الرسول) أي : إذا أردتم مناجاته ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (إذا كانوا ثلاثة) برفع ثلاثة على لغة أكلوني البراغيث ، وجعل كان تامة وبالنصب على أنه خبر كان.

(4/46)


قوله : (فلا يتناجى اثنان دون الثالث) أي : لأنه ربما يتوهم أنهما يريدان به غائلة بخلاف تناجيهما بحضرة جماعة لا بأس به.
46 ـ باب حِفظِ السِّرِّ
قوله : (باب حفظ السرّ) أي : لأنه أمانة وحفظها واجب.
185
49 ـ بابٌ لاَ تُتْرَكُ النَّارُ في البَيتِ عِنْدَ النَّوْمِ
قوله : (إنما هي عدوّ) أي : إنها تؤذي أبدانكم وأموالكم كالعدوّ.
قوله : (وأجيفوا الأبواب) أي : أغلقوها.
186
51 ـ باب الخِتَانِ بَعْدَ الكِبَرِ وَنَتْفِ اْلإِبْطِ
قوله : (الفطرة خمس) أي : خصالها وكلها سنة إلا الختان ، فواجب عند الشافعية.
قوله : (بالقدوم) : بفح القاف وضم المهملة مخففة ، أو مشددة كما يأتي قيل هو آلة النجار. وقيل : اسم موضع. وقيل : بالتخفيف ، الآلة ، وبالتشديد الموضع.
ولعل إبراهيم عليه السلام أتفق له الأمران.
قوله : (وأنا ختين) أي : مختون كقتيل ومقتول ، ولم يصرح بقدر سنة حين الوفاة النبوية ، والصحيح أنه ولد بالشعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، فيكون له عند الوفاة النبوية ثلاث عشر
187
سنة ، اهـ شيخ الإسلام.
53 ـ باب ما جاءَ في البِنَاءِ
قوله : (رعاء) : بكسر الراء وبالهمز ممدواً. وقوله : البهم بفتح الموحدة جمع بهمة ، وهي ولد الضأن. وقيل : ولد الضأن المعز وبضمها جمع أبهم ، وهو ما فيه لون غير لونه. قوله : (سيد الاستغفار) أي : أفضله ، وأعظمه نفعاً.
188
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 164
80 ـ كتاب الدعوات
2 ـ باب أَفضَلِ الاسْتِغْفَارِ
قوله : (على عهدك) أي : ما عهدتك عليه.
189
وقوله : ووعدك أي : ما واعدتك من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك ، وقوله : أبواء ، أي : اعترف. وفي الحديث ذكر الله بأكمل الأوصاف ، وذكر العبد نفسه بأنقص الحالات ، وهو أقصى غاية التضرع ، ونهاية الاستكانة لمن لا يستحقها إلا هو.

(4/47)


3 ـ باب اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} في اليَوْمِ وَاللَّيلَةِ
قوله : (باب استغفار النبي {صلى الله عليه وسلّم} في اليوم والليلة) أي : بيان كمية استغفاره فيهما.
قوله : (في اليوم) سكت عن الليلة ذكرها في الترجمة للعلم بها من اليوم كما في قوله تعالى : {سرابيل تقيكم الحر} ، ولأنه أدعى للاستغفار منه في اليوم.
قوله : (أكثر من سبعين مرة) فعله إظهاراً للعبودية وافتقاراً لكرم الربوبية ، وتعليماً لأمته ، أو تواضعاً ، أو أنه لما كان دائم الترقي في معارج القرب كان كما ارتقى درجة ورأى ما قبلها دونها استغفر منها ، وذكر السبعين ، قيل على ظاهره ، وقيل : المراد منه التكثير لأن العرب تستعمله موضع الكثرة ، اهـ شيخ الإسلام.
190
6 ـ بابٌ إِذَا بَاتَ طَاهِراً
قوله : (إذا أتيت) أي : أردت أن تأتي. ومضجعك : بفتح الجيم ، وكسرها ، أي : موضع نومك.
وقوله : فتوضأ ، أي : لئلا يأتيك الموت بغتة ، فتكون على هيئة كاملة ، والأمر للندب.
191
قوله : (على شقك الأيمن) أي : لأنه أسرع للاستيقاظ ، ولأن القلب في جهة اليسار ، فلا يثقل النوم.
قوله : (أسلمت نفسي) أي : جعلت نفسي منقادة لك تابعة لأمرك.
قوله : (وألجأت ظهري إليك) أي : اعتمدت في أموري عليك.
وقوله : رهبة ، أي : خوفاً من عقابك. وقوله : رغبة إليك ، أي : طمعاً في رفدك وثوابك.
قوله : (لا ملجأ) أي : لا مهرب. وقوله : ولا منجا بلا همز. ويجوز همزة للازدواج ، أي : لا مخلص.
قوله : ("على الفطرة") أي : دين الإسلام الكامل.
192
10 ـ باب الدُّعاءِ إِذَا انْتَبَهَ بِاللَّيلِ
قوله : (وسبع في التابوت) أي : سبع من الأعضاء مكتوبة فيه ، وهو الصدر الذي هو وعاء
193
القلب شبهه بالتابوت الذي يجعل فيه المتاع ، ولم يحفظ كريب السبع حينئذ لكنه ، أو سلمة الراوي عنه. قال : فلقيت رجلاً الخ.

(4/48)


رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 189
قوله : (فحدثني بهن) أي : بالسبع.
قوله : (وذكر خصلتين) هما من السبع المراد : اللسان والنفس كما في "مسلم". وقيل : هما العظم والمخ.
قوله : (أنت قيم السموات الخ) أي : مدبر.
قوله : (ومحمد حق) من عطف الخاص على العام.
قوله : (وإليك أنبت) أي : رجعت.
وقوله : (وبك خاصمت) ، أي : بما أعطيتني من البرهان.
قوله : (أنت المقدم) أي : لي في المبعث.
وقوله : (والمؤخر) ، أي : لي فيه.
194
195
16 ـ باب ما يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ
قوله : (بعدما أماتنا) أطلق الموت على النوم كما أطلقت الوفاة عليه ، فإن الله يتوفى الأنفس لما بينهما من الشبه بجامع عدم الإدراك والانتفاع بما شرع من القربات.
قوله : (وإليه النشور) أي : الإحياء للبعث.
17 ـ باب الدُّعاءِ في الصَّلاَةِ
قوله : (فاغفر لي الخ) فيه لف ونشر مرتب إذ التقدير اغفر لي أنك أنت الغفور ،
196
وارحمني إنك أنت الرحيم ، وعين بعضهم هذا الدعاء في التشهد ، وبعضهم في السجود ، قيل : والجمع بينهما أولى ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (ثم يتخير من الثناء) أي : الدعاء.
197
قوله : (لما أعطيت) أي : لما أردت إعطاءه.
قوله : (ذا الجد منك الجدّ) : بفتح الجيم فيهما ، أي : الاجتهاد ، ومن بدلية ، أي : بذلك.
19 ـ باب قَوْلِ اللّهِ تَعَالَى : {وَصَلِّ عَلَيهِمْ}وَمَنْ خَصَّ أَخاهُ بِالدُّعَاءِ دُونَ نَفسِهِ
قوله : (من هنيهاتك) في نسخة : من هنياتك ، أي : أراجيزك.
قوله : (بصدقة) أي : زكاة.
198
قوله : (صل على آل فلان) فيه مشروعية الدعاء لذلك في الزكاة ، والجمهور على سنيته ، ولفظ آل مقحم.
قوله : (نصب) : بضم النون والصاد صنم ، أو حجر.
قوله : (فصك) : بفتح المهملة ، أي : ضرب.
قوله : (واجعله هادياً) أي : لغيره.
وقوله : مهدياً ، أي : في نفسه.
قوله : (في خمسين) أي : فارساً.

(4/49)


قوله : (في عصبة) هي ما بين عشرة إلى أربعين رجلاً.
قوله : (اللهم أكثر ماله وولده الخ) قد استحباب الله دعاءه فقد كثر ماله ، وكان له بالبصرة بستان يثمر في السنة مرتين كان فيه ريحان ريحه ريح المسك. وكان له مائة وعشرون ولداً ، وطال عمره ، فقيل : عاش تسعة وتسعين سنة. وقيل : مائة وثلاث سنين ، وقيل : مائة وسبع سنين ، وقيل : مائة وعشر سنين ، اهـ شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 189
199
22 ـ بابٌ يُسْتَجَاب لِلعَبْدِ ما لَمْ يَعْجَل
قوله : (ما لم يعجل) : بفتح التحتية والجيم حيث يقول بلفظه ، أو في نفسه دعوت الخ.
200
قوله : (دعوت فلم يستجب لي) بالبناء للمفعول ففي مسلم خبر يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم ، أو قطيعة رحم ، وما لم يستعجل. قيل : ما الاستعجال. قال : يقول : دعوت فلم أر يستجاب لي.
23 ـ باب رَفعِ اْلأَيدِي في الدُّعاء
قوله : (مما صنع خالد) أي : ابن الوليد ، أي : مما صنعه من قتل الذين قالوا : صبأنا ولم ويحسنوا أن يقولوا : أسلمنا.
قوله : (حتى رأيت بياض إبطيه) فيه سنّ رفع اليدين في الدعاء ، وأما خبر البخاري عن أنس : كان النبي {صلى الله عليه وسلّم} لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء ، فالمنفى فيه صفة خاصة ، وهي المبالغة في الرفع لا في أصل الرفع ، اهـ شيخ الإسلام.
201
202
30 ـ باب الدُّعاءِ بِالمَوْتِ وَالحَيَاةِ
قوله : (لا يتمنينّ أحدكم الخ) أي : لأنه كالتبرّي عن قضاء الله في أمر ينفعه في آخرته نعم لا يكره التمني لخوف فساد الدين.
31 ـ باب الدُّعاءِ للِصِّبْيَانِ بِالبَرَكَةِ ، وَمَسْحِ رُؤُسِهِمْ
قوله : (ودعا له النبي {صلى الله عليه وسلّم} ) عطف على محذوف هو قسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ، ودعا له
203
كما ذكره في باب العقيقة.

(4/50)


قوله : (وجع) : بفتح الواو ، وكسر الجيم ، أي : مريض.
قوله : (الحجلة) : بفتح المهملة ، والجيم بيت للعروس كالقبة يزين بالثياب والستور ، ولها أزرار كبار. وقيل : المراد بالحجلة الطائر المعروف قدر الدجاجة وزرّها بيضها.
قوله : (فأتي بصبي) أي : لم يأكل ، ولم يشرب غير اللبن للتغذي ، وهو ابن أم قيس أو الحسن ، أو الحسين كما في الطبراني.
204
33 ـ بابٌ هَل يُصَلَّى عَلَى غَيرِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم}
قوله : (باب هل يصلى على غير النبى {صلى الله عليه وسلّم} ) أي : وعلى غير سائر الأنبياء أما الصلاة على الأنبياء فسنة للأمر بها في حديث الترمذي ، والحاكم بل هي واجبة في الصلاة على نبينا {صلى الله عليه وسلّم} في التشهد الأخير وجواب الاستفهام محذوف ، أي : نعم يجوز ، وإن لم يسن في غير الأنبياء وعليه عامة أهل العلم.
قوله : (وصلّ عليهم) أي : ادع لهم.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 189
قوله : (سكن لهم) أي : يسكنون إليها وتطمئن قلوبهم بها.
قوله : (صل على آل أبي أوفى) تمسك به من جوّز الصلاة على غير الأنبياء استقلالاً ، وهو مقتضى صنيع البخاري ، وعليه عامة أهل العلم.
205
وقيل : لا يجوز استقلالاً ويجوز تبعاً ، وأجيب عن حديث أبي أوفى بأن الله ورسوله أن يخصا من شاءا بما شاءا ، اهـ شيخ الإسلام.
206
207
40 ـ باب التَّعَوُّذِ مِنَ المَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ

(4/51)


قوله : (باب التعوذ من المأثم والمغرم) وفيه : ومن شر فتنة الغنى أعلم أنه جاء في بعض الروايات هذا وأمثاله هكذا من شرّ فتنة الغنى ، ومن شر فتنة الفقر ، ومن شر فتنة المسيح بزيادة لفظ الشرّ في الكل ، وفي بعضها بسقوط لفظ الشرّ من الكل ، وفي بعضها بإثباته في البعض دون البعض ، والظاهر أن الفتنة تحمل على معنى الاختبار عند زيادة لفظ الشر والاختبار له طرفان خير ، وشرّ والتعوذ إنما وقع من شرهما لا خيرهما ، وعند عدم لفظ شرّ فالفتنة بمعنى الافتتان في الدين نعوذ بالله منه ، وهو شر كله فإذا تبث في بعض دون بعض فما ثبت فيه تحمل الفتنة على المعنى الأول ومالاً ، فتحمل على المعنى الثاني ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
208
44 ـ باب الدُّعاءِ بِرَفعِ الوَبَاءِ وَالوَجَعِ
قوله : (رثى) أي : تحزن وتوجع.
209
46 ـ باب الاسْتِعَاذَةِ مِنْ فِتْنَةِ الغِنَى
قوله : (باب الاستعاذة من فتنة الغنى) أي : شرّها.
210
49 ـ بابُ الدُّعاءِ بكثرة الولد مع البركة
قوله : (باب التعوّذ من فتنة الفقر) أي : شرها.
قوله : (باب الدعاء بكثرة المال والولد مع البركة) ساقط من نسخة مع أن حديث الباب مرّ في باب دعوة النبى {صلى الله عليه وسلّم} لخادمه بطول العمر.
قوله : (باب الدعاء بكثرة الولد مع البركة) ساقط من نسخة مع أن حديث الباب مر في الباب المذكور آنفاً اهـ شيخ الإسلام.
50 ـ باب الدَعاءِ عِنْدَ الاِسْتِخَارَةِ
قوله : (الاستخارة) أي : طلب الخيرة بوزن العنبة اسم من قولك : اختاره الله تعالى.
211
قوله : (إذا همّ أحدكم) أي : قصد الإتيان لفعل ، أو ترك ، وهو متعلق بمحذوف ، أي : كان {صلى الله عليه وسلّم} يعلمنا الاستخارة ، ويقول : إذا همّ.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 189

(4/52)


وقيلّ الوارد على القلب مراتب : الهمّ ثم اللمّ ثم الخطرة ، ثم النية ، ثم الإرادة ، ثم العزيمة ، والثلاثة الأخيرة يؤاخذ بها بخلاف الأولى.
قوله : (وأستقدرك بقدرتك) أي : أطلب منك أن تجعل لي على ذلك قدرة.
قوله : (فإنك تقدر الخ) فيه لف ونشر غير مرتب. قوله : (ويسمي حاجته) أي : ينطق بها بعد الدعاء وينويها بقلبه عنده.
52 ـ باب الدُّعاءِ إِذَا عَلاَ عَقَبَةً
قوله : (اربعوا) : بفتح الباء ، أي : ارفقوا بأنفسكم ، ولا تبالغوا في الجهر.
212
54 ـ باب الدُّعاءِ إِذَا أَرَادَ سَفَرَاً أَوْ رَجَعَ
قوله : (إذا قفل) أي : رجع.
213
57 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : {رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً}
قوله : (ربنا آتنا في الدنيا حسنة) قيل : الحسنة في الدنيا : العلم والعبادة. وقيل : العافية. وقيل : غير ذلك ، وفي الآخرة الجنة.
58 ـ باب التَّعَوُّذِ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا
قوله : (باب التعوذ من فتنة الدنيا) مر أنها فتنة الدجال.
قوله : (كما تعلم) : بضم الفوقية ، وفتح العين واللام المشددة.
وقوله : الكتابة في نسخة الكتاب ، اهـ شيخ الإسلام.
214
59 ـ باب تَكْرِيرِ الدُّعاءِ
قوله : (طب) : بضم الطاء المهملة ، أي : سحر.
قوله : (فدعا ودعا) به تحصل المطابقة.
60 ـ باب الدُّعاءِ عَلَى المُشْرِكِينَ
قوله : (باب الدعاء على المشركين) أي : الذين لا عهد لهم.
215
61 ـ باب الدُّعَاءِ لِلمُشْرِكِينَ
قوله : (باب الدعاء للمشركين) أي : بالهدى ، اهـ شيخ الإسلام.
216
62 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ"
قوله : (أنت المقدّم) أي : لمن تشاء.
قوله : (اللهم اغفر لي الخ) قاله {صلى الله عليه وسلّم} تواضعاً وشكراً لربه وتعليماً لأمته.

(4/53)


وقوله : (وخطئى) بالأفراد ، وفي نسخة : خطاياي بالجمع.
63 ـ باب الدُّعاءِ في السَّاعَةِ الَّتِي في يَوْمِ الجُمُعَةِ
قوله : (يقللها يزيدها) جمع بينهما تأكيداً. واختلف في تعيين الساعة ، فقيل : ساعة
217
الصلاة ، وقيل : آخر ساعة عند الغروب.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 189
64 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "يُسْتَجَاب لَنَا في اليَهُودِ ، وَلاَ يُسَتَجَاب لَهُمْ فِينَا"
قوله : (يستجاب لنا في اليهود الخ) أي : لأنا ندعو بالحق ، وهم يدعون بالظلم.
66 ـ باب فَضْلِ التَّهْلِيلِ
قوله : (باب فضل التهليل) أي : بيان فضل لا إله إلا الله.
218
67 ـ باب فَضْلِ التَّسْبيحِ
قوله : (باب فضل التسبيح) أي : بيان فضل سبحان الله.
قوله : (وإن كانت مثل زبد البحر) هذا ونحوه كنايات عبر بها عن الكثرة. قيل : وهذا يشعر بأن التسبيح أفضل من التهليل من حيث أن عدد زبد البحر أضعاف ما قوبل به التهليل من كتب مائة حسنة ، ومحو مائة سيئة ، وأجيب بأن ما جعل في مقابلة التهليل هو عتق الرقاب يزيد على فضل التسبيح ويكفر الخطايا إذ ورد أن : "من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه في النار" ، فحصل بهذا العتق تكفير جميع الخطايا مع زيادة كتب مائة حسنة ومحو مائة سيئة ، ويؤيده خبر الترمذي وصححه : "أفضل الذكر لا إله إلا الله" ، اهـ شيخ الإسلام.
219
220
71 ـ باب المَوْعِظَةِ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ
قوله : (باب الموعظة ساعة بعد ساعة) أي : خوف السآمة.
قوله : (عبدالله) أي : ابن مسعود.
قوله : (أما أني أخبر) بالبناء للمفعول.
وقوله : (بمكانكم) أي : بكونكم هنا. وقوله : يتخولنا ، أي : يتعهدنا ، وقوله : السآمة علينا عدّى السآمة بعلى مع أنها إنما تتعدى بمن لأنه ضمنها معنى المشقة.
221

(4/54)


رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 189
81 ـ كِتَاب الرِّقاقِ
قوله : (كتاب الرقاق) : بكسر الراء ، وفي نسخة : الرقائق ، وكلاهما جمع رقيق ، وهو الذي فيه رقة ، وهي الرحمة ، أي : كتاب الكلمات المرققة للقلوب.
1 ـ باب ما جاءَ في الرِّقاقِ وَأَنْ لاَ عَيشَ إِلاَّ عَيشُ الآخرَةِ
قوله : (مغبون فيهما الخ) خبر لقوله كثير من الناس والغبن بسكون الموحدة ، وهو النقص في البيع ، أو بفتحها ، وهو النقص في الرأي ، فكأنه قال : هذان الأمران إذا لم يستعملا
222
فيما ينبغي فقد غبن صاحبهما ، أي : باعهما ببخس لا تحمد عاقبته ، أو ليس له في ذلك رأى ألبتة ، اهـ شيخ الإسلام.
3 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "كُنْ في الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عابِرُ سَبِيلٍ"
قوله : (بمنكبي) : بكسر الكاف مجمع الضد ، والكتف.
قوله : (وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت الخ) أي : سر دائماً ، ولا تفتر عن السير ساعة فإنك إن قصرت في السير انقطعت عن المقصود هذا معنى المشبه به في قوله : كن في الدنيا الخ ، ومعنى المشبه فيه قوله : وخذ من صحتك لمرضك ، أي : خذ بعض أوقات صحتك لوقت مرضك يعني اشتغل في الصحة بالطاعة بقدر ما لو وقع في المرض تقصير يجبر بها.
وقوله : ومن حياتك ، أي : وخذ من وقت حياتك لموتك يعني : اغتنم وقت حياتك لا يمرّ عنك في سهو وغفلة ، ولأن من مات قد انقطع عمله.
223
224
7 ـ باب ما يُحْذَرُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَالتَّنَافُسِ فِيهَا
قوله : (باب ما يحذر من زهرة الدنيا) أي : بهجتها ونضارتها. وقوله : والتنافس فيها ، أي : الرغبة فيها اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (ما الفقر أخشى عليكم) بنصب الفقر بأخشى.
225
قوله : (فتنافسوها الخ) بحذف إحدى التاءين فيهما ، أي : فترغبوا فيها كما رغبوا فيها.

(4/55)


قوله : (فرطكم) أي : سابقكم إلى الحوض أهيئه لكم.
قوله : (هل يأتي الخير الخ) أي : هل تصير النعمة عقوبة لأن زهرة الدنيا نعمة من الله فهل تعود هذه النعمة نقمة.
قوله : (حين طلع ذلك) أي : جواب سؤاله منه {صلى الله عليه وسلّم} .
قوله : (الربيع) أي : الجدول ، وهو النهر الصغير.
قوله : (أو يلمّ) أي : يقرب من الهلاك. قوله : (الخضرة) : بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين ضرب من الكلأ ، تحبه الماشية ، وتستلذ به ، فتستكثر منه ، أو هو ـ والتاء للمبالغة ـ صفة لمحذوف نحو البقلة الخضرة.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 222
قوله : (فاجترت) استرجعت ما أدخلته في كرشها من العلف فمضغته ثانياً.
قوله : (وثلطت) أي : ألقت ما في بطنها من السرقين.
226
8 ـ باب قَوْلِ اللّهِ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَكُمْ بِاللّهِ الغَرُورُ إِنَّ الشَّيطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}
قوله : (فلا تغرّنكم الحياة الدنيا) أي : لا تخدعنكم بزهرتها ومنافعها عن العمل للآخرة.
227
قوله : (بطهور) أي : بما يتطهر به.
وقوله : المقاعد هو موضع بالمدينة.
9 ـ باب ذَهَابِ الصَّالِحِينَ
قوله : (باب ذهاب الصالحين) : بفتح الذال المعجمة ، أي : بالموت. وقوله : ويقال الذهاب ، أي : بكسرها.
قوله : (حفالة) : بضم المهملة وبفاء الردىء من كل شيء.
10 ـ باب ما يُتَّقَى مِنْ فِتْنَةِ المَالِ
قوله : (باب ما يتقي بالبناء للمفعول ، وقوله : من فتنة المال وهي الالتهاء به).
قوله : (تعس) أي : سقط. والمراد : هلك أو بعد عن الخير.
228

(4/56)


وقوله : عبد الدنيار ، أي : خادمه والحريص على جمعه. وقوله : والقطيفة هي دثار له حمل ، وقوله : والخميصة : هي كساء أسود مربع اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (ولا يملأ جوف ابن آدم الخ) كناية عن الموت لاستلزامه الامتلاء منه ، وكأنه قال : لا يشبع من الدنيا حتى يموت.
11 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "هذا المَالُ خَضِرَةٌ حُلوَةُ"
قوله : (خضرة حلوة) : التاء فيهما للمبالغة ، والتأنيث باعتبار أنواع المال.
229
وقوله : وقال الله تعالى : {زين للناس} الخ ، المزين هو الله تعالى للابتلاء. وقيل : الشيطان ، ولا منافاة إذ نسبه ذلك إليه تعالى باعتبار الخلق ، والتقدير ، وإلى الشيطان باعتبار الكسب الذي قدره الله عليه.
قوله : (والقناطير المقنطرة) أي : الكثيرة بعضها فوق بعض ، وفيه مبالغة كألف مؤلفة ، ودراهم مدرهمة.
13 ـ بابٌ المُكْثِرُونَ هُمُ المُقِلُّونَ
قوله : (باب المكثرون الخ) أي : الأكثرون مالاً هم الأقلون ثواباً. قوله : (فجعلت أمشي
230
في ظل القمر) أي : لاختفى عنه وإنما مشى خلفه لاحتمال أن يطرأ له صلى الله تعالى عليه وسلم حاجة ، فيكون قريباً منه.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 222
قوله : (تعاله) : بهاء السكت ، اهـ شيخ الإسلام.
14 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "ما أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً"
قوله : (هكذا الخ) زاد في رواية : وهكذا ليعم الجهات الأربع. وقوله : عن يمينه الخ
231
قياس تلك الرواية أن يقال : ومن بين يديه ، وغاير في حرف الجر حيث عبر في الأولين بعن ، وفي الزائد عليهما بمن عملا بتقارب الحروف كما في آية ثم لآتينهم من بين أيديهم الخ.
15 ـ بابٌ الغِنَى غِنَى النَّفسِ

(4/57)


قوله : (باب الغنى) : بكسر المعجمة ، والقصر ، أي : الغنى المعد لثواب الآخرة. وقوله : غنى النفس ، أي : لا غنى المال ، وأما الغناء بالفتح ، والمد ، فهو الكفاية وبالكسر ، والمد ما طرب به من الصوت.
قوله : (لا يعملوها لا بد من أن يعملوها) حاصله كتب عليهم أعمال سيئة لا بد أن يعملوها قبل موتهم ليحقّ عليهم كلمة العذاب.
232
233
قوله : (رفى) هو خشب يرفع عن الأرض في البيت ليوضع عليه ما يراد حفظه. قوله : (شطر شعير) أي : بعض شعير.
قوله : (فكلته ففنى) ظاهره ، أي : الكيل سبب عدم البركة ، ولا ينافيه خبر كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه لأن ذاك في البيع ، وهذا الاتفاق ، أو المراد بذاك أن يكيل بشرط أن يبقى الثاني مجهولاً. وفي الحديث فضل الفقر من المال ، واختلف في تفضيل الغني على الفقير ، والمختار أن الفقير الصابر أفضل من الغنى الشاكر إذا كان فقره من الزائد أمره وشأنه بذلك في ديانته ولتكون نفسه به مطمئنة راغبة فيما عند ربها راضية مرضية.
17 ـ بابٌ كَيفَ كانَ عَيشُ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} وَأَصْحَابِهِ ، وَتَخَلِّيهِمْ مِنَ الدُّنْيَا
قوله : (وتخليهم من الدنيا) أي : عن شهواتها وملاذها.
234
قوله : (كان يقول : ألله) بالجر بحذف حرف القسم وإبقاء عمله وبالنصب بنزع الخافض ، وثبت في رواية والله بواو القسم.
235
قوله : (باللحيم) بالتصغير للتقليل.
قوله : (إنا كنا للنظر إلى الهلال الخ) المراد بالهلال : الهلال الثالث ، وهو يرى عند انقضاء الشهرين ، وبرؤيته يدخل أول الشهر الثالث.
قوله : (يعيشكم) : بفتح المهملة ، وتشديد المثناة من التعييش.
18 ـ باب القَصْدِ وَالمُدَاوَمَةِ عَلَى العَمَل
قوله : (باب القصد والمداومة على العمل) أي : العمل الصالح ، اهـ شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 222
236

(4/58)


قوله : (الصارخ) أي : الديك.
قوله : (إلا أن يتغمدني الله) أي : يسترني.
قوله : (سددوا) من السداد بالمهملة ، وهو القصد من القول والعمل. وقوله : وقاربوا ، أي : لا تبلغوا النهاية في العمل بل تقرّبوا منها لئلا تملوا.
وقوله : واغدوا ، أي : سيروا أول النهار.
وقوله : وروحوا ، أي : سيروا أول النصف الثاني من النهار.
وقوله : وشيء بالجر ، أي : واستعينوا بشيء من الدلجة بضم المهملة ، وسكون اللام ، أي : من سير الليل.
قوله : (والقصد القصد) النصب على الإغراء ، أي : الزموا الطريق الأوسط المعتدل تبلغوا مقصدكم.
237
19 ـ باب الرَّجاءِ مَعَ الخَوْفِ
قوله : (باب الرجاء مع الخوف) أي : بيان استحباب ذلك ، فلا يقتصر على أحدهما إذ ربما يفضي الرجاء إلى المكر والخوف إلى القنوط ، وكل منهما مذموم ، والمقصود من الرجاء أن من وقع منه تقصير ، فليحسن ظنه بالله ، ويرج أن يمحو عنه ذنبه ، ومن الخوف أن من وقع منه طاعة فليرج قبولها ، والرجاء بالمد تعلق القلب بمحبوب من جلب نفع ، أو دفع ضرر سيحصل في المستقبل ، ويفارق التمني ، وهو طلب ما طمع من وقوعه بأن التمني يصحبه
238
الكسل ، ولا يسلك صاحبه طريق الجد في الطاعات ، والرجاء بعكسه.
قوله : (خلق الرحمة) أي : التي جعلها في عبادة. أما الرحمة التي هي صفة من صفاته تعالى فهي قديمة لا مخلوقة.
قوله : (مائة رحمة) أي : له مائة نوع ، أو مائة جزء منها.
239
23 ـ باب حِفظِ اللِّسَانِ
قوله : (جائزته) بالنصب ، أي : أعطوا الضيف جائزته ، وبالرفع ، أي : فيها جائزته.
240
قوله : (قال : يوم وليلة) أي : جائزته بمعنى زمان جائزته يوم وليلة ، والجملة مستأنفة متبينة للأولى ، أي : برّه مطلوب زيادته في اليوم والليلة الأول ، وفي اليومين الأخيرين يقدم له ما تيسر ، وحمل بعضهم اليوم والليلة على الأخير وليلته.

(4/59)


قوله : (ما يتبين فيها) أي : لا يتدبر فيما يترتب عليها.
قوله : (من رضوان الله) أي : مما يرضاه.
وقوله : بالاً ، أي : قلباً. وقوله : من سخط الله ، أي : مما لا يرضاه. وقوله : يهوى بفتح التحتية ، وكسر الواو.
24 ـ باب البُكاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ
قوله : (ففاضت عيناه) أي : سالتا وأسند الفيض إليهما مع أن الفائض هو الدمع مبالغة ، اهـ شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 222
241
242
29 ـ بابٌ "الجَنَّةُ أَقْرَب إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذلِكَ"
قوله : (باب الجنة أقرب إلى أحدكم الخ) لأن حصول كل منهما يكون منوطاً بكلمة لا يبالي بها المتكلم ، وأيّ شيء أقرب إلى الإنسان مما شأنه ذلك ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
243
244
34 ـ بابٌ العُزْلَةُ رَاحَةٌ مِنْ خُلاَّطِ السُّوءِ
قوله : (من خلاط السوء) جمع خليط ، وهو غريب ويجمع أيضاً على خلطاء وخلط بضمتين.
قوله : (في شعب) بكسر المعجمة ، وهو طريق في الجبل وما انفرج بين الجبلين ، ومسيل الماء ، ولا ينافي ما في الحديث : "خيركم من تعلم القرآن وعمله" ، و"خير الناس من طال عمره وحسن عمله" ونحوهما لأن هذا الاختلاف بحسب الأوقات والأقوام والأحوال ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (شعف الجبال) أي : رؤوسها ، وفي العزلة فوائد : التفرغ للعبادة ، وانقطاع طمع الناس عنه وعتبهم عليه ، والخلاص من مشاهدة الثقلاء.
245
35 ـ باب رَفعِ اْلأَمَانَةِ
قوله : (مثل أثر الوكت) : بفتح الواو ، وسكون الكاف ، وبفوقية ، أي : النقطة في الشيء من غير لونه.
قوله : (المجل) : بفتح الميم وسكون الجيم ، أي : التنفط الذي يحصل في اليدين من العمل بفأس ونحوه.
246
36 ـ باب الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ

(4/60)


قوله : (من سمع سمع الله به) : بتشديد الميم فيهما ، أي : من أظهر عمله للناس ليسمعوه أظهر الله نيته الفاسدة في عمله يوم القيامة ، وفضحه على رءوس الأشهاد.
قوله : (ومن يرائي يرائي الله به) أي : من أظهر عمله للناس ليروه أطلعهم على أنه فعل ذلك لهم لا لوجه الله فاستحق سخط الله عليه ، والاختلاف في التعبير بالماضي فيمن سمع ، وبالمضارع في ومن يرائي من الرواة ، وإلا فقد روى الثاني بالماضي أيضاً.
38 ـ باب التَّوَاضُعِ
قوله : (باب التواضع) أي : بيان فضل التواضع وخفض الجناح ، ولين الجانب.
247
قوله : (العضباء) هي المشقوقة الأذن لمن ناقته {صلى الله عليه وسلّم} لم تكن مشقوقة الأذن لكنه صار لقباً لها.
قوله : (آذنته الحرب) أي : أعلمته بأني محارب ، والمراد لازمه ، أي : أعمل به ما يعمله العدوّ المحارب من الإيذاء ، ونحو اهـ شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 222
248
41 ـ بابٌ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءِ اللّهِ أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ
قوله : (باب من أحب لقاء الله الخ) وفيه : وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به.
والظاهر أن هذا كان من عائشة على وجه الظن والتخمين ، وإلا فمعلوم أنهصلى الله تعالى عليه وسلم قد خير قبل ذلك بزمان حتى إنه خطب بعد خير فقال : "إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله" ، فبكى أبو بكر ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
249
250
251
45 ـ بابٌ كَيفَ الحَشْرُ

(4/61)


قوله : (باب كيف الحشر) وفيه : قام فينا النبى {صلى الله عليه وسلّم} يخطب فقال : "إنكم محشورون حفاة عراة غرلاً كما بدأنا أول خلق نعيده" الظاهر أن معنى الآية على هذا الحال الذي خلقنا كل مخلوق في أول خلقه ، وهو زمان خروجه من بطن أمه عليه نعيده ، فيكون أول خلق ظرف وكما بمعنى على ما ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
252
253
46 ـ باب قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {إِنَّ زَلزَلَةَ السَّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ}
{أَزِفَتِ الآزِفَةُ} {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}
قوله : (باب قوله عز وجل : إن زلزلة الساعة ألخ) وفيه : فإن من يأجوج ومأجوج ألف ، ومنكم رجل ، ولعل المراد بقوله : ومنكم ، أي : من هذه الأمة فقط لا من المسلمين مطلقاً ، فيكون كفرة سائرة الأمم يكون في مقابلة مؤمنيهم ، وكذا الواحد الزائد على تسعمائة وتسعة
254
وتسعين من يأجوج ومأجوج ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
قوله : (أو الرقمة في ذراع الحمار) الرقمة : بفتح القاف ، وسكونها قطعة بيضاء تكون في باطن عضد الحمار والفرس. وقيل : دائرة في ذراعهما.
47 ـ باب قَوْلِ اللّهِ تَعَالَى : {أَلاَ يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالِمَينَ}
قوله : (يوم يقوم الناس لربّ العالمين) أي : لفضل القضاء والظن هنا بمعنى اليقين.
قوله : (في رشحه) أي : عرقه. قوله : (يعرق) : بفتح الراء.
قوله : (حتى يذهب عرقهم) أي : يجري.
قوله : (ويلجمهم) من الجمة الماء إذا بلغ فاه وسبب كثرة العرق تراكم الأهوال ودنوّ الشمس من رؤوسهم ، والازدحام.

(4/62)


قوله : (حتى يبلغ آذانهم) هو لبعض الناس لتفاوتهم في الطول والقصر. فقد روى الحاكم مرفوعاً ، فمنهم من يبلغ نصف ساقه ومنهم من يبلغ عرقه عقبه ومنهم من يبلغ ركبته ، ومنهم من يبلغ فخذيه ، ومنهم من يبلغ خاصرته ، ومنهم من يبلغ فاه ، ومنهم من يغطيه عرقه ، وضرب بيده فوق رأسه واستثنى من ذلك الأنبياء والشهداء ، ومن شاء الله من المؤمنين والمؤمنات ثم أشدّ الناس عرقاً الكفار ، ثم أصحاب الكبائر ، ثم من بعدهم.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 222
255
256
50 ـ بابٌ يَدْخُلُ الجنَّةَ سَبْعُونَ أَلفاً بِغَيرِ حِسَابٍ
قوله : (باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب) أي : من هذه الامة.
257
قوله : (عرضت عليّ الأمم) أي : ليلة الإسراء. قوله : (النبي يمر معه الأمة) أي : العدد الكثير.
قوله : (سبقك بها عكاشة) قال : ذلك لأنه أوحى إليه أنه يجاب عن عكاشة ، ولم يوح إليه في غيره. وقيل : لأن الساعة التي سأل فيها عكاشة ساعة إجابة ، ثم انقضت. وقيل : لأنه أراد بذلك حسم المادة إذ لو أجاب الثاني لأوشك أن يقوم ثالث ورابع وخامس ، وهلم جراً ، وليس كل أحد يصلح لذلك ، اهـ شيخ الإسلام.
258
51 ـ باب صِفَةِ الجنَّةِ وَالنَّارِ
قوله : (باب صفة الجنة والنار) وفيه : قال بين منكبي الكافر الخ. قيل : هو من قبيل الانتفاخ لا للزيادة من خارج لئلا يلزم تعذيب الأجزاء غير العاصية ، والله تعالى أعلم.
وقد يقال : هو قادر على أن يحفظ غير العاصي من الأجزاء عن العذاب مع الزيادة تقبيحاً في الصورة ، وتشديد في العذاب ، وذلك بأن يجعل الأجزاء الزائدة طريقاً لوصول العذاب إلى الأصلية مع عدم الوصول إلى الزائدة ، فتأمل ، والله تعالى أعلم.

(4/63)


وأما قوله : يسير الراكب في ظلها إما بناء على أن النور في الجنة يكون من جانب السطح الذي هو العرش وحينئذ يظهر فيها الظل للأجسام الكثيفة ، وأما المراد به من مكان الظل لو فرض هناك ظل ، وهذا مبني على أن الجنة مضيئة بنفسها ، لا يمكن الظل فيها ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
259
260
261
قوله : (لعله تنفعه شفاعتي) قد جاء في بعض الروايات ما يفهم منه أنه ينفعه عمله وإعانته
262
للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فيحتمل أن يكون النافع مجموع الشفاعة والعمل الصالح فلا ينافي الحديث القرآن لأن النفع المنفى في القرآن هو نفع العمل ، أو الشفاعة ، ولا يلزم منه نفي نفعهما مجموعاً ، ويحتمل أن يكون المراد بالنفع المنفى في القرآن هو الخلاص من النار ، فلا ينافيه الحديث ، والله تعالى أعلم.
قوله : (إلا من حبسه القرآن) يحتمل أن المراد بحبس القرآن ما يعم ورود الخلود فيه ، أو ورود عدم قبول شفاعة عبر الله تعالى فيه ، أو في السنة من حيث أن القرآن قد جاء بوجوب التصديق بالسنة ، فما وردت به السنة بمنزلة ما ورد به القرآن فإذا جاء في السنة أن قوماً لا يقبل الله تعالى فيهم شفاعة أحد بل هو الذي يتولى إخراجهم من النار بمجرد فضله ، فيجوز أن يقال : أولئك داخلون فيمن حبسه القرآن من حيث إنه جاء بوجوب التصديق بالسنة ، وقد وردت السنة بأنهم لا يخرجون بشفاعة أحد فهم محبوسون نظر إلى الشفاعة ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 222
263
264
52 ـ بابٌ الصِّرَاطُ جَسْرُ جَهَنَّمَ
قوله : (هل تضارون) : بتشديد الراء من الضرر ، وبتخفيفها من الضير بمعنى الضرر.
قوله : (الطواغيت) جمع طاغوت بفوقية آخره ، وهو الشيطان والصنم ، ويطلق أيضاً على رؤوساء الضلال.

(4/64)


قوله : (فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون) أي : لأجل أن معهم من المنافقين الذين لا يستحقون الرؤية ، وهم عن ربهم محجوبون ، أو أن ذلك ابتلاء ، والدنيا وإن كانت هي دار الابتلاء فقد توجد آثاره في الآخرة كالذي يقع في القبر ، والموقف.
قوله : (في الصورة التي يعرفون) أي : في صفته التي هو عليها من الجلال ، والكمال والتعالي عن صفات الحوادث.
قوله : (فيقولون أنت ربنا) يعرفهم الله حينئذ بخلق علم منهم ، أو بما عرفوا من وصف الأنبياء لهم ، أو يصير يوم القيامة جميع المعلومات ضرورياً ، اهـ شيخ الإسلام.
265
266
53 ـ بابٌ في الحَوْضِ
قوله : (جربا) بالقصر ، وقد تمدّ قرية بالشأم. وقوله : وأذرح بذال معجمة ، وحاء مهملة قرية بينها وبين جربا غلوة سهم كما قاله ابن الصلاح العلائي. قيل : في الحديث حذف وقع من بعض الرواة صرح بمعناه الدارقطني ، وغيره وتقديره كما بين مقامي وبين جربا وأذرح فسقط مقامي وبين قوله : (حوضي مسيرة شهر) أي : في طوله وعرضه لخبر طوله ، وعرضه سواء ، وما ذكر لا ينافي خبر كما بين أيلة وصنعاء ، ولا خبر كما بين المدينة وصنعاء ، ولا خبر أبعد من أيلة إلى عدن لأن هذه الأماكن متقاربة لأنها نحو شهر غايته أنه خاطب كل أحد من تلك الجهات بما يعرفه منها ، اهـ شيخ الإسلام.
267
268
قوله : (هلم) أي : تعالوا.
قوله : (فلا أراه) أي : الشأن.
قوله : (يخلص) : بضم اللام.
وقوله : منهم أي : من هؤلاء الذين دنوا من الحوض ، وكانوا يريدونه. قوله : (إلا مثل همل النعم) : بفتح الهاء ، والميم ، أي : الإبل بلا راع ، أي : لا يخلص منهم من النار إلا قليل ، وهذا مشعر على أنهم صنفان كفارة وعصاة.
قوله : (روضة من رياض الجنة) أي : ينقل ذلك الموضع بعينه إلى الجنة ، فهو حقيقة ، أو أن العبارة تؤدي إلى روضة في الجنة ، فهو مجاز.

(4/65)


قوله : (ومنبري) أي : الذي في الدنيا يوضع على حوضي ، أي : الذي في الآخرة.
269
قوله : (ثم انصرف) أي : بعد صلاته فصعد على المنبر ليعظ الناس ، اهـ شيخ الإسلام.
270
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 222
82 ـ كتاب القدر
271
3 ـ بابٌ اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كانُوا عامِلِينَ
قوله : (إلا يولد على الفطرة) الظاهر أن المراد : سلامة الطبع بحيث لو عرض عليه الإسلام لمال إليه لا نفس الإسلام إذ هو لا يناسب قوله : الله أعلم بما كانوا عاملين ، فتأمل.
وقوله : كما تنتجون البهيمة ، أي : سالمة عن العيوب التي يحدثها الناس فيها ، وإلا فقد تخرج من بطن أمها معيبة ببعض العيوب ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
272
5 ـ بابٌ العَمَلُ بِالخَوَاتِيمِ
قوله : (من أهل النار) أي : لنفاقه ، أو لأنه سيرتدّ ، أو يقتل نفسه مستحلاً لذلك.
273
قوله : (بالرجل الفاجر) أي : الخبيث اهـ شيخ الإسلام.
6 ـ باب إِلقَاءِ النَّذْرِ العَبْدَ إِلَى القَدَرِ
قوله : (باب إلقاء النذر العبد إلى القدر) بنصب العبد بالمصدر المضاف إلى الفاعل ، وفي
274
نسخة : باب إلقاء العبد النذر برفع النذر بالمصدر المضاف إلى المفعول. قوله : (نهى النبي {صلى الله عليه وسلّم} عن النذر) أي : نهي تنزيه. وقوله : لا يرد شيئاً ، أي : من القدر. قوله : (وإنما يستخرج به من البخيل) يدل على وجوب الوفاء بالنذر ، واستشكل النهي عنه مع وجوب الوفاء به عند حصول المقصود.
وأجيب بأن المنهي عنه النذر الذي يعتقد أنه يغني عن القدر بنفسه كما زعموا ، وأما إذا نذر ، واعتقد أن الله هو الضار والنافع والنذر كالوسائل ، فالوفاء به طاعة ، وهو غير منهي عنه.
275
9 ـ بابٌ {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ}

(4/66)


قوله : (باللمم) هو صغار الذنوب كالنظر إلى الحرام ، والنطق به وأصله ما قل وصغر.
قوله : (كتب) أي : قدر. وقوله : حظه ، أي : نصيبه.
قوله : (فزنا العين النظر) أي : إلى ما يحرم. قوله : (تمنى) بحذف إحدى التاءين ، أي : تتمنى.
10 ـ بابٌ {وَما جَعَلنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَينَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً للِنَّاسِ}
قوله : (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك) أي : أريناكها ليلة الإسراء.
وقوله : إلا فتنة للناس ، أي : اختباراً ، وامتحاناً لهم ، والمراد بالناس أهل مكة وبفتنتهم إنكار بعض الرؤيا ، وارتداد آخرين حين أخبروا بها.
قوله : (والشجرة الملعونة) أي : الملعون آكلوها ، والمعنى : وجعلناها فتنة للناس حيث
276
قالوا : النار تحرق الشجر ، فكيف تنبته كما دل عليه قوله : تخرج في أصل الجحيم ، أي : تنبت فيه مخلوقة من جوهر لا تأكله النار كسلاسلها ، وأغلالها ، وعقاربها وحياتها.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 271
277
16 ـ بابٌ {وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللّهُ}{لَوْ أَنَّ اللّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ المُتَّقِينَ}
قوله : (وما كنا لنهتدي إلى آخر الآيتين) هاتان الآيتان وحديث الباب نص على أن الله تعالى انفرد بخلق الهدى والضلال ، وأنه أقدر العباد على اكتساب ما أراد منهم من إيمان وكفر ، وهو مذهب أهل السنة.
278
279
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 271
83 ـ كتاب الأيمان
قوله : (كتاب الأيمان) جمع يمين ، وهو تحقيق الأثر المحتمل ، أو توكيده بذكر اسم من أسماء الله تعالى ، أو صفة من صفاته والنذور جمع نذر ، وهو لغة الوعد بخير ، أو شر ، وشرعاً التزام قربة غير لازمة بأصل الشرع.

(4/67)


1 ـ بابٌ قَوْلُ اللّهِ تَعَالَى :
قوله : (لا يؤاخذكم الله باللغو في إيمانكم) هو ما يسبق إليه اللسان من غير قصد الحلف نحو : لا والله ، وبلى والله.
قوله : (فكفارته إطعام عشرة مساكين) بأن يملك كلا منهم مداً من حب غالب قوت بلده.
قوله : (لم يكن يحنث) أي : لم يكن من شأنه أن يحنث ، ولذلك ذكر الكون ، ولم يقل : لم يحنث لقصد امتناعه من ذلك.
قوله : (لا أحلف على يمين) أي : بها أو على محلوفها. قوله : (وكفرت عن يميني)
280
أي : عن حكمها ، وما يترتب عليها من الإثم.
281
2 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "وَايمُ اللّهِ"
قوله : (وأيم الله) هو من ألفاظ القسم ، وقيل : جمع يمين لكنه عند الشافعية إنما ينعقد إذا نوى به اليمين ، وهو مبتدأ خبره محذوف ، أي : قسمي ، أو يميني ، وهمزته همزة وصل. وقيل : همزة قطع. وقوله : لخليقاً ، أي : لجديراً.
3 ـ بابٌ كَيفَ كانَتْ يَمِينُ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم}
قوله : (لا ها الله إذا) لا زائدة وها الله قسم ، أي : والله ، وإذا جواب وجزاء ، أي : والله لا يكون ذا وما الأمر ذا فحذف تخفيفاً ، وألف ها ثابتة في الوصل عند قوم ومحذوفة عند آخرين. وفي نسخة ذا بدل إذا اسم إشارة ، أي : والله لا يكون هذا ، وذكر ها الله مع أنه من كلام أبي بكر لمناسبة الحلف من النبى {صلى الله عليه وسلّم} في الجملة وحسنها ذكره عند النبى {صلى الله عليه وسلّم} ، اهـ شيخ الإسلام.
282
283
قوله : (أيرى فيّ شيء) بالبناء للمفعول ، أي : أيظن أن في نفسي شيئاً يوجب الأخسرية ،
284
وفي نسخة : بالبناء للفاعل ، أي : أيعلم ذلك. وقوله : شيء قيل : مرفوع بيرى ، والوجه نصبه.
قوله : (قال : سليمان) أي : ابن داود عليهما السلام.
قوله : (سرقة) أي : قطعة.
قوله : (وأيضاً) ستزيدين من ذلك إذ يتمكن الإيمان في قلبك ، فيزيد حبك لرسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ، وأصحابه ، اهـ شيخ الإسلام.
285

(4/68)


4 ـ بابٌ لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 280
قوله : (باب لا تحلفوا بآبائكم) وذكر فيه حديث أبي موسى ، فقيل : في وجه مطابقته
286
للترجمة أنهصلى الله تعالى عليه وسلم حلف بالله مرتين فعلم أن الحلف بغير الله لا يحسن.
قلت : والأحسن من ذلك أن يقال : إن قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : "والله لا أحلف على يمين" الخ لا يدل على أن يمينه كانت منعقدة واليمين بغيره تعالى لا تنعقد ، فكان يمينه مطلقاً بالله لا بغيره تعالى ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
287
5 ـ بابٌ لاَ يُحْلَفُ بِالَّلاَتِ وَالعُزَّى وَلاَ بِالطَّوَاغِيتِ
قوله : (فليقل : لا إله إلا الله) أي : لشبهه بالكافر ، وهو على سبيل الندب إن لم يكن حلفه بذلك لكونه معبوداً وإلا فعلى سبيل الوجوب.
وقوله : فليتصدق ، أي : ندباً تكفيراً للخطيئة التي دعا إليها.
6 ـ باب مَنْ حَلَفَ عَلَى الشَّيءِ وَإِنْ لَمْ يُحَلَّفُ
قوله : (وإن لم يحلف) بالبناء للمفعول.
قوله : (اصطنع خاتماً) أي : أمر أن يصنع له. قوله : (فصه) : بفتح الفاء أشهر من كسرها.
وقوله : في باطن كفه لبسه كذلك لبيان أنه لم يكن للزينة بل للختم ، ومصالح أخر.
قوله : (والله لا ألبسه أبداً) حلف بغير تحليف تأكيداً للكراهة.
7 ـ باب مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى مِلَّةِ اْلإِسْلاَمِ
قوله : (باب من حلف بملة سوى الإسلام) كأن يقول : إن فعلت كذا فأنا يهودي ، أو نصراني.
288
قوله : (فهو كما قال) ظاهره أنه يكفر بذلك ، وهو كذلك إن قصد الرضا بما قاله ، وإلا بأن قصد إبعاد نفسه من الفعل ، أو أطلق ، فلا يكفر لكنه ارتكب مكروهاً.
قوله : (ولعن المؤمن كقتله) أي : في التحريم ، اهـ شيخ الإسلام.
289
290
12 ـ باب الحَلِفِ بِعِزَّةِ اللّهِ وَصِفَاتِهِ وَكَلِمَاتِهِ

(4/69)


قوله : (يقول : أعوذ بعزتك) وجه مطابقته للترجمة مع أنه دعاء لا قسم أنه لا يستعاذ إلا بصفة قديمة فالحلف كذلك. قوله : (لا غنى) : بكسر المعجمة ، والقصر ، أي : لا استغناء. قوله : (قدمه) قيل : هم قوم من الكفار قد حولهم الله إلى جهنم. وقيل : خلق يخلقهم الله يوم القيامة ، ويسميهم قدماً ، وقيل غير ذلك.
13 ـ باب قَوْلِ الرَّجُلِ : لَعَمْرُ اللّهِ
قوله : (باب قول الرجل : لعمر الله) أي : لأفعلن كذا ، ومعناه لحياته وبقاؤه كما ستأتي الإشارة إليه في كلام ابن عباس ، وحكمه أنه قسم لكنه عند الشافعية كناية عنه ، وهو مرفوع بالابتداء ، وخبره محذوف ، أي : قسمي أو يميني فإن حذفت اللام نصبته نصب المصادر ، وهو في الأصل بضم العين وكسرها لكن التزموا فتحها في القسم تخفيفاً لكثرة دوره على ألسنتهم.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 280
291
15 ـ بابٌ إِذَا حَنِثَ نَاسِياً في الأَيمَانِ
قوله : (زرت) أي : طفت طواف الزيارة ، اهـ شيخ الإسلام.
292
قوله : (أخراكم) أي : احذروا الذين من ورائكم واقتلوهم.
قوله : (أبي أبي) أي : لا تقتلوه.
قوله : (ما انحجزوا) أي : ما انفصلوا. وقوله : منها ، أي : من قتلة أبيه ، وقوله : بقية ، أي : من حزن ، وتحسر ، أي : من قتل أبيه بذلك الوجه.
قوله : (فلما قضى صلاته) أي : قارب الفراغ منها.
293
قوله : (وهم) أي : غلط.
قوله : (قال : قلت) حذف مقول القول ، أي : قال سعيد الخ ، وهو كما في تفسير سورة الكهف إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر الخ.
294
16 ـ باب اليَمِينِ الغَمُوسِ
قوله : (باب اليمين الغموس) سميت بذلك لأنها تغمسّ صاحبها في الإثم في الدنيا ، وفي النار في الآخرة ، اهـ شيخ الإسلام.

(4/70)


17 ـ باب قَوْلِ اللّهِ تَعَالَى : {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ في الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَليمٌ}
قوله : (على يمين صبر) بالإضافة ، أي : التي تصبر ، أي : يلزم بها الحالف ، ويحبس عليها ومنهم من نوّن يمين ، أي : يمين مصبورة على التجوز إذ المصبور في الحقيقة صاحبها ، أو المراد أن الحالف هو الذي صبر نفسه وحبسها على هذه اليمين ، فاليمين مصبورة ، أي : مصبور عليها ، وقوله : مال امرىء مسلم ، أي : أو ذمي ونحوه.
295
قوله : (بينتك) بالنصب بمقدر ، أي : أحضر ، أو أطلب وبالرفع خبر مبتدأ محذوف ، أي : مطلوب.
18 ـ باب اليَمِينِ فِيما لاَ يَمْلِكُ ، وَفي المَعْصِيَةِ وَفي الغَضَبِ
قوله : (الحملان) : بضم الحاء ، أي : يحملنا على إبل.
296
19 ـ بابٌ إِذَا قالَ : وَاللّهِ لاَ أَتَكَلَّمُ اليَوْمَ ، فَصَلَّى ، أَوْ قَرَأَ ، أَوْ سَبَّحَ ، أَوْ كَبَّرَ ،
أَوْ حَمِدَ ، أَوْ هَلَّلَ ، فَهْوَ عَلَى نِيَّتِهِ
قوله : (فهو على نيته) فإن قصد التعميم حنث ، وإلا فلا.
قوله : (وقلت : أخرى) أي : كلمة أخرى. وقوله : ندّاً ، أي : مثلاً. قوله : (أدخل الجنة)
297
أي : وإن دخل النار لذنب ، وإنما قال عبداللهبن مسعود ذلك لأنه إذا انتفى الشرك لزم دخول الجنة.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 280
20 ـ باب مَنْ حَلَفَ أَنْ لاَ يَدْخُلَ عَلَى أَهْلِهِ شَهْراً ، وَكانَ الشَّهْرُ تِسْعاً وَعِشْرِينَ
قوله : (آلى) أي : حلف.

(4/71)


قوله : (في مشربة) : بضم الراء ، وفتحها ، أي : غرفة ، ولا يخفى أن الحالف إذا حلف على شهر في أثنائه لا يبرّ إلا بمضي ثلاثين يوماً من وقت حلفه كما عليه الجمهور ، فيتعين أن يكون حلفه {صلى الله عليه وسلّم} وقع مقارناً لابتداء الشهر.
قوله : (نبيذاً) بمعجمة ما اتخذ من نحو تمر ، أو زبيب بأن وضع عليه ماء وترك حتى خرجت حلاوته.
وقوله : طلاء بالمدّ ، وهو ما طبخ من عصير العنب زاد الحنفية ، وذهب ثلثه. وقوله : سكراً : بفتحتين نبيذ يتخذ من التمر.
وقوله : عصيراً عصر من ماء العنب. وقوله : بعض الناس ، أي : الحنفية.
قوله : (في تور) : بفتح الفوقية ، أي : في إناء من صفر ، أو حجر ، اهـ شيخ الإسلام.
298
299
26 ـ باب الوَفاءِ بِالنَّذْرِ
قوله : (باب الوفاء بالنذر) وفيه : فيؤتى عليه ، أي : فيعطى لأجل النذور فيه كالشفاء.
300
وفي بعض النسخ فيؤتيني ، وهو مبني على أنه من كلام الله تعالى ، أي : فيعطيني عليه فجعل ما يعطي في سبيل الله كأنه أعطى الله ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
قوله : (نهى النبي {صلى الله عليه وسلّم} عن النذر) علل بأن الناذر لما لم يبذل القربة إلا بشرط أن يفعل له ما يريد صار كالمعاوضة التي تقدح في نية المتقرب ، وإلى ذلك أشار بقوله : أنه لا يرد شيئاً ، والنهي للتنزيه إذ لو كان التحريم لبطل النذر وسقط لزوم الوفاء به ، ولا ينافي ذلك قول أصحابنا : أن النذر قربة ولهذا لا تبطل به الصلاة ، لأن النهي محمول على من ظن أنه لا يقوم بما التزمه ، أو أن للنذر تأثيراً كما يلوّح به الحديث ، أو على المعلق بشيء ، فالقول بأنه قربة محله في غير ذلك ، وبذلك علم ضعف إطلاق قول الكرماني المكروه التزام القربة لا القربة إذ ربما لا يقدر على الوفاء.
301
302
32 ـ باب مَنْ نَذَرَ أَنْ يَصُومَ أَيَّاماً ، فَوَافَقَ النَّحْرَ أَوِ الفِطْرَ

(4/72)


قوله : (باب من نذر أن يصوم الخ) جواب من محذوف ، أي : فلا يدخل في نذره لأنه لا يقبل الصوم ، اهـ شيخ الإسلام.
303
قوله : (ولا يرى) : بتحتية ، أي : النبى {صلى الله عليه وسلّم} .
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 280
33 ـ باب هَل يَدْخُلُ في اْلأَيمَانِ وَالنُّذُورِ الأَرْضُ وَالغَنَمُ وَالزُّرُوعُ وَاْلأَمْتِعَةُ
قوله : (باب هل يدخل في الإيمان والنذور والأرض الخ) جواب الاستفهام محذوف ، أي : نعم عند الجمهور.
قوله : (أنفس منه) أي : أجود سمي نفيساً لأنه يأخذ بالنفس.
قوله : (مدعم) : بكسر الميم ، وسكون المهملة.
وقوله : فوجه بالبناء للفاعل ، أو للمفعول ، وهو الأنسب بالحديث ، وقوله : وادي القرى هو موضع بقرب المدينة.
304
قوله : (عائر) بمهملة أي : لا يدري من رماه.
305
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 280

(4/73)


84 ـ كتاب كفارات الأيمان
1 ـ باب كَفَّارَاتِ اْلأَيمَانِ
قوله : (ما كان في القرآن أو أو) أي : كقوله تعالى : {ففدية من صيام أو صدقة أو نسك}. قوله : (ادن) أي : أقرب. قوله : (هوامك) جمع هامة بتشديد الميم فيهما.
قوله : (قال : فدية) أي : أحلق ، وعليك فدية.
2 ـ باب قَوْلِهِ تَعَالَى : {قَدْ فَرضَ اللّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيمَانِكُمْ وَاللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهْوَ العَلِيمُ الحَكِيم}
قوله : (فضحك) أي : متعجباً من حال السائل.
306
قوله : (نواجذه) بمعجمة آخر الأسنان وأوّلها الثنايا ، والرباعيات ، ثم الأنياب الضواحك ، ثم الأرحاء ، ثم النواجذ ، وهي الأضراس.
ومر الحديث في الصوم ، وفيه : أن كفارة الوقاع مرتبة وتجب نيتها بأن ينوي بما فعله الكفارة.
4 ـ بابٌ يُعْطِي في الكَفَّارَةِ عَشَرَةَ مَسَاكِينَ ، قَرِيباً كانَ أَوْ بَعِيداً
قوله : (أو بعيداً) أي : ممن لا يلزمه مؤنته.
307
قوله : (ما تعتق به رقبة) أي : شيئاً تعتق به رقبة ، بأن تشتريها وتعتقها ، ويجوز أن يكون رقبة بدلاً مما تعتق. وهذا الحديث لا يناسب الترجمة ، وكأنه ذكره ليقيس عليه صرف كفارة اليمين في جواز صرفها للقريب نظراً لظاهر لفظ فأطعمه أهلك ، وإن كان الصرف للأهل في الحقيقة صدقة لا كفارة.
5 ـ باب صَاعِ المَدِينَةِ وَمُدِّ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} وَبَرَكَتِهِ ، وَما تَوَارَثَ أَهْلُ المَدِينَةِ مِنْ ذلِكَ قَرْناً بَعْدَ قَرْنٍ
قوله : (وبركته) الضمير للمد ، أو لكل منه ومن الصاع.
قوله : (أعظم) أي : بركة بسبب دعاء النبي {صلى الله عليه وسلّم} اهـ شيخ الإسلام.
308
309
11 ـ باب الكَفَّارَةِ قَبْلَ الحِنْثِ وَبَعْدَهُ

(4/74)


قوله : (باب الكفارة قبل الحث وبعده) وفيه ذكر قوله : ألا أتيت الذي هو خير وتحللتها كأنه أخذ من الواو الإطلاق لأنه المطلق الجمع ، فالأصل الجواز كيفما كان مقدماً على الحنث ، أو مؤخراً ، ومن يدعي أحدهما فعليه البيان ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
310
قوله : (وتحللتها) أي : كفرتها ، وهو ظاهر في أنه يكفر عن يمينه ، وبه صرح القرطبي في تفسيره خلافاً لقول الحسن البصري إنه لم يكفر ، وإنما نزلت كفارة اليمين تعليماً للأمة.
311
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 306
85 ـ كتاب الفرائض
1 ـ باب
قوله : (يورث) صفة لرجل ، أي : معه وكلالة خبر كان ، أو خبرها يورث ، وكلالة حال من ضمير يورث ، وهي تقال لمن لم يخلف ولداً ، ولا والداً ولورثة لا والد فيهم ولا ولد. وهي في الأصل مصدر بمعنى الكلال ، وهو ذهاب القوة.
قوله : (فأتاني) أي : النبي ، وفي نسخة : فأتياني ، أي : النبي وأبو بكر.
312
قوله : (فلم يجبني بشيء الخ) نزول آية المواريث في جابر لا ينافي ما روي أنها نزلت في سعدبن أبي وقاص لاحتمال أن بعضها نزل في هذا ، وبعضها نزل في ذلك أو أنها نزلت فيهما معاً في وقت واحد.
2 ـ باب تَعْلِيمِ الفَرَائِضِ
قوله : (باب تعليم الفرائض) أي : بيان الحث على تعليمها لخبر الترمذي ، وغيره تعلموا الفرائض وعلموها الناس فإني أمرؤ مقبوض ، وإن العلم سيقبض حتى يختلف اثنان في الفريضة ، فلا يجدان من يفصل بينهما لكن تركه البخاري لأنه ليس على شرطه ، واكتفى بأثر عقبة.
3 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "لاَ نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ"
قوله : (ولا نورث ما تركنا صدقة) ما مبتدأ وصدقة خبر ، أي : الذي تركناه صدقة ، اهـ شيخ الإسلام.
313

(4/75)


قوله : (ما احتازها) من الحيازة ، أي : ما جمعها. وقوله : أعطاكموه ، أي : المال. وفي نسخة : أعطاكموها ، أي : الخالصة.
قوله : (فأنا أكفيكماها) استشكل طلبهما الأرض بعد أخذهما لها على الشرط المذكور
314
وأجيب بأنهما اعتقدا أن قوله : لا نورث مخصوص ببعض ما يخلفه.
وأما مخاصمتهما فلم تكن في الميراث بل طلباً أن يقسم بينهما ليستقل كل منهما بالتصرف فيما يصير إليه ، فمنعهما عمر لأن القسم إنما يقع في الإملاك ، وربما يطول الزمان فيظن أنه ملكهما. قاله الكرماني.
قوله : (لا يقتسم ورثتي ديناراً) أي : ولا غيره سماهم ورثة مجازاً إذ لم يخلف ما يرثونه بقرينة قوله : "ما تركت" الخ. فالمعنى : لا يقتسم الذين تركتهم ما خلفته بطريق الإرث بل يقسم بينهم منافعه لكنه قد يشكل بمنع عمر لهما من القسمة المعللة بما مر.
5 ـ باب مِيرَاثِ الوَلَدِ مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ
قوله : (بدىء بمن شركهم) أي : الذكر والإناث ممن له فرض مسمى كالأب والزوج.
315
قوله : (فهو لأولى رجل ذكر) فائدة قوله ذكر بعد رجل في الخبر التنبيه على أن الرجل هناك للمرأة لا للصبي على سبب استحقاقه ، وهي الذكورة التي هي سبب العصوبة والترجيح في الإرث ، ولهذا جعل للذكر ضعف ما للأنثى. قال النووي : والأولى الأقرب لا الأحق وإلا لخلا عن الفائدة لأنا لا ندري من الأحق.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 312
6 ـ باب مِيرَاثِ البَنَاتِ
قوله : (آأخلف) أي : بمكة عن الهجرة ، وهو استفهام بحذف الهمزة ، اهـ شيخ الإسلام.
316
7 ـ باب مِيرَاثِ ابْنِ الابْنِ إِذَا لَمْ يَكُنِ ابْنٌ
قوله : (إذا لم يكن دونهم) أي : بينهم وبين الميت.
8 ـ باب مِيرَاثِ ابْنَةِ ابْنٍ مَعَ ابْنَةٍ
قوله : (ما دام هذا الحبر فيكم) : بفتح الحاء وحكي كسرها لغة العالم بتحبير الكلام ، وتحسينه.

(4/76)


9 ـ باب مِيرَاثِ الجَدِّ مَعَ اْلأَبِ وَالإِخْوَةِ
قوله : (باب ميراث الجدّ مع الأب والأخوة) لم يصرح في الباب بما يطابق الترجمة
317
وحكم الجدّ ، أي : من قبل الأب عند فقده كحكمه إذا لم يكن للميت أخوة ومع الأخوة الأشقاء ، وللأب أخذ الأكثر من المقاسمة ، أو ثلث الباقي ، أو سدس الجميع ، أما الأخوة للأم فلا يرثون معه.
قوله : (لاتخذته) أي : أبا بكر ، أي : لو كنت منقطعاً إلى غير الله تعالى لانقطعت إلى أبي بكر لكنه يمتنع.
قوله : (فإنه) أي : أبا بكر.
وقوله : أنزله ، أي : الجد ، وقوله : أبا أي : في استحقاق الميراث. وقوله : أو قال : قضاه أبا شك من الراوي ، أي : حكم بأنه كالأب في ذلك ، وجملة فإنه الخ جواب. أما وفي نسخة وأنه بالواو عطف على الجواب المحذوف ، وهو فورثه مثلاً.
10 ـ باب مِيرَاثِ الزَّوْجِ مَعَ الوَلَدِ وَغَيرِهِ
قوله : (كان المال) أي : المخلف عن الميت.
قوله : (وللزوج الشطر) أي : النصف عند عدم الولد وولد الولد.
وقوله : والربع ، أي : عند وجود أحدهما.
318
12 ـ بابٌ مِيرَاثُ اْلأَخَوَاتِ مَعَ البَنَاتِ عَصَبَةٌ
قوله : (باب ميراث الأخوات مع البنات) أي : الأخوات لغير أم ، وقوله : عصبة بالرفع خبر مبتدأ محذوف ، أي : هن عصبة ، أي : الأخوات ، ويجوز النصب حال منهن.
قوله : (لأقضين فيها) أي : في ابنة وابن ابنة وأخت كما مر التصريح به في باب ميراث ابنة ابن مع ابنة.
319
320
17 ـ باب مِيرَاثِ المُلاَعَنَةِ
قوله : (باب ميراث الملاعنة) : بفتح العين ، ويجوز كسرها ، والمراد بيان إلحاق الولد الذي لاعنت عليه بها حتى يتوارثا.
18 ـ بابٌ الوَلَدُ لِلفِرَاشِ ، حُرَّةً كانَتْ أَوْ أَمَةً
قوله : (الولد للفراش) أي : لصاحبه حرة كانت ذات الفراش ، أو أمة.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 312

(4/77)


قوله : (فتساوقا) أي : تماشيا وتلازما.
19 ـ بابٌ الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ ، وَمِيرَاثُ اللَّقِيطِ
قوله : (وميراث اللقيط) بالرفع معطوف على ما قبله ، واللقيط صغير ، أو مجنون منبوذ لا كافل له.
321
قوله : (وأهدي لها) أي : لبريرة.
وقوله : هو ، أي : لحم شاة.
قوله : (وقال ابن عباس : رأيته عبداً) هو أصح من كونه حراً.
20 ـ باب مِيرَاثِ السَّائِبَةِ
قوله : (باب ميراث السائبة) أي : المهملة ، كالعبد يعتق على أن لا ولاء لأحد عليه ، واللقيط. ولم يذكر حكم إرثه لكونه لم يتفق حديث على شرطه واكتفى عنه بقول عمر رضي الله عنه : هو حر ، لأنه إذا كان حراً ورث عن فرعه وزوجته وغيرهما وولاؤه لبيت المال ، فيكون للمسلمين ، وكالبعير يترك لا يركب ، ولا يحمل عليه ، ولا يمنع من الماء والكلأ والجمهور على كراهة ذلك.
قوله : (وخيرت) أي : بريرة لما عتقت بين فسخ نكاحها ، أو إمضائه.
وقوله : معه ، أي : مع زوجها ، اهـ شيخ الإسلام.
322
21 ـ باب إِثْمِ مَنْ تَبَرَّأَ مِنْ مَوَالِيهِ
قوله : (نهى النبى {صلى الله عليه وسلّم} عن بيع الولاء الخ) أي : لأن الولاء لحمة كلحمة النسب فلا يقدر على نقله إلى غيره كالنسب.
22 ـ بابٌ إِذَا أَسْلَمَ عَلَى يَدَيهِ
قوله : (باب إذا أسلم على يديه) أي : رجل.
قوله : (وكان الحسن) أي : البصري.
وقوله : (لا يرى له) أي : لمن أسلم على يديه غيره. وقوله : ولاية بكسر الواو ، وفتحها.
قوله : (واختلفوا في صحة هذا الخبر) ولهذا ذكره البخاري في "التعليق" بصيغة
323
التمريض ، ومن صححه أوله بأنه أولى به في حياته بالنصرة. وفي مماته بالغسل والصلاة عليه والدفن لا في ميراثه لأن الولاء لمن أعتق.
قوله : (الورق) : بفتح الواو وكسر الراء ، أي : الفضة. والمراد : الثمن.
23 ـ باب ما يَرِثُ النِّسَاءُ مِنَ الوَلاَءِ

(4/78)


قوله : (باب ما يرث النساء من الولاء) من بمعنى الباء إذ الولاء لا يورث وإنما يورث به.
24 ـ بابٌ مَوْلَى القَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَابْنُ اْلأُخْتِ مِنْهُمْ
قوله : (مولى القوم) أي : عتيقهم. وقوله : من أنفسهم ، أي : في النسبة إليهم وإرثهم منه.
324
وقوله : (وابن الأخت منهم) ، أي : في النسبة إليهم ، وفي توارثهم توارث ذوي الأرحام على المختار عند الشافعية.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 312
25 ـ باب مِيرَاثِ اْلأَسِيرِ
قوله : (باب ميراث الأسير) أي : المأسور في يد عدوّنا.
26 ـ بابٌ لاَ يَرِثُ المُسْلِمُ الكافِرَ ، وَلاَ الكافِرُ المُسْلِمَ
قوله : (لا يرث المسلم الكافر) وقيل : يرث لخبر "الإسلام يعلو ولا يعلى عليه" ، والجمهور على المنع وأجابوا عن الخبر بأن معناه فضل الإسلام ، ولا تعرض فيه للإرث فلا يترك النص الصريح لذلك ، وعلم منه أن الكفار يتوارثون ، وإن اختلفت ملتهم ، وهو كذلك لأن الملل في البطلان كالملة الواحدة.
325
29 ـ باب مَنِ ادَّعى إِلَى غَيرِ أَبِيهِ
قوله : (فالجنة عليه حرام) أي : إن استحل ذلك ، أو محمول على الزجر والتغليظ للتنفير عنه.
30 ـ بابٌ إِذَا ادَّعَتِ المَرْأَةُ ابْناً
قوله : (فهو كفر) في نسخة : فقد كفر ، أي : النعمة ، أو إن استحل ذلك.
326
قوله : (فقضى به للكبرى) أي : لأنه كان في يدها ولا بينة للصغرى.
قوله : (فقضى به للصغرى) أي : لجزعتها الدال على عظم شفقتها ، ولم يعمل بإقرارها أنه للكبرى لعلمه بالقرينة أنها لا تريد حقيقة الإقرار. قال النووي : ولعل الكبرى أقرت بعد ذلك به للصغرى ، واستشكل نقض سليمان حكم أبيه داود. وأجيب بأنهما حكما بالوحي ، وحكم سليمان كان ناسخاً ، أو كان الاجتهاد.
وجاز النقض لدليل أقوى.
قوله : (المدية) بتثليث الميم.

(4/79)


31 ـ باب القَائِفِ
قوله : (باب القائف) هو الذي يعرف الشبه ، ويميز الأثر.
قوله : (تبرق) تضيء. وقوله : أسارير وجهه ، أي : الخطوط التي في الجبهة وسبب سروره أن الجاهلية كانت تقدح في نسب أسامة لكونه أسود شديد السواد ، وزيد أبيض من القطن ، اهـ شيخ الإسلام.
327
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 312
86 ـ كتاب الحدود
328
5 ـ باب الضَّرْبِ بِالجَرِيدِ وَالنِّعَالِ
قوله : (وذلك أن رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} لم يسنه) ظاهره أنه لم يعين قدراً معيناً بل كان يضرب فيه ما بين أربعين إلى ثمانين ، وعلى هذا فحين شاور عمر الصحابة اتفق رأيهم على تقرير أقصى المراتب ، فاندفع توهم أنهم زادوا في حدّ من حدود الله مع عدم جواز الزيادة في الحد ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
329
9 ـ بابٌ الحدُودُ كَفَّارَةٌ
قوله : (ومن أصاب من ذلك شيئاً) يراد به غير الشرك ، فهو عام مخصوص. وقوله : فهو
330
كفارته يفيد أنه تعالى لا يعذبه مرّة ثانية في الآخرة ، ويشكل عليه ظاهر قوله تعالى : {إنما جزاء الذين يحاربون} إلى قوله تعالى : {ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم وفي الآخرة عذاب عظيم} الآية ، فإن الله أثبت في هذه الآية عذاب الدنيا والآخرة جميعاً إلا أن يقال : إثبات العذابين لا يدلّ على أنه يعذب بهما جميعاً فيمكن أن يعذب بأحدهما على البدلية ، وكلام "المصنف" فيما بعد يقتضي خصوص الآية بالكفر وأهل الردة لكن لو سلم الخصوص في شأن النزول ، فاللفظ عام والعبرة بعمومه لا بخصوص السبب ، والأئمة كلهم أخذوا بعموم لفظه ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
331
332
333
15 ـ باب تَوْبَةِ السَّارِقِ
قوله : (ولا تسرقوا) زاد في نسخة ولا تزنوا. وقوله : ببهتان ، أي : كذب.
قوله : (شيئاً) أي : غير الشرك.

(4/80)


قوله : (إذا تاب قبلت شهادته) في نسخة : إذا تاب أصحابها قبلت شهادتهم. قوله : (يحاربون الله) أي : أولياؤه.
وقوله : (ورسوله) ، أي : محمداً {صلى الله عليه وسلّم} .
334
1 ـ باب قَوْلُ اللّهِ تَعَالَى : {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ في اْلأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ اْلأَرْضِ}
قوله : (ويسعون في الأرض الخ) ساقط من نسخة : وزيد فيها قبله الآية ، وأوفى الآية للتنويع بمعنى أن يقتلوا إن قتلوا ، أو يصلبوا مع ذلك إن قتلوا وأخذوا المال ، أو تقع أرجلهم وأيديهم من خلاف إن اقتصروا على أخذ المال ، أو ينفوا في الأرض إن أرعبوا ، ولم يأخذوا.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 328
قوله : ("فاجتووا المدينة) أي : كرهوا الإقامة بها لما أصابهم من الجوى وهو داء في الجوف إذا تطاول قتل اهـ شيخ الإسلام.
335
2 ـ بابٌ لَمْ يَحْسِمِ الَّنبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} المُحَارِبِينَ مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ حَتَّى هَلَكُوا
قوله : (ولم يحسمهم حتى ماتوا) أي : لم يكو موضع القطع لينقطع الدم بل تركهم حتى ماتوا.
قوله : (رسلاً) أي : لبناً.
قوله : (فما ترجل النهار) بالجيم من الترجل ، وهو الارتفاع.
336
5 ـ باب فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الفَوَاحِشَ
قوله : (سبعة يظلهم الخ) ذكرها مثال وإلا فقد روي زيادة عليها. قوله : (توكلت له بالجنة) في نسخة : الجنة بحذف الباء.
6 ـ باب إِثْمِ الزُّنَاةُ
قوله : (وقول الله تعالى) : بالجر عطف على إثم ، اهـ شيخ الإسلام.
337
7 ـ باب رَجْمِ المُحْصَن

(4/81)


قوله : (باب رجم المحصن) فيه : قلت قبل سورة النور أم بعد قال : لا أدري. قيل : بل ثبت أنه بعد لأن سورة النور نزلت في الأفك ، وثبت أنه قبل رجم ماعز قلت : لا يلزم من ذلك أن كل آية من آيات السورة نزلت بعد الأفك فلا بد من إثبات أن حدّ الزنا من سورة النور كان قبل أو بعد ، فتأمل ، والله تعالى أعلم.
338
8 ـ بابٌ لاَ يُرْجَمُ المَجْنُونُ وَالمَجْنُونَةُ
قوله : (باب لا يرجم المجنون والمجنونة) وفيه : "رفع القلم عن المجنون" ، أي : في غير حقوق العباد والزنا منه ، ومقتضاه أنه لا يرجم بمجرد ظهور الحبل الجواز أنه وقع المباشرة حالة الجنون كما يجوز أنه حالة الإكراه ، أو أنه من حلال خفي ، ويحتمل كذلك أنه تحقق الحبل بلا دخول بأن حصل المباشرة فطار المني إلى الفرج بلا دخول ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
339
340
12 ـ باب مَنْ أَصَابَ ذَنْباً دُونَ الحَدِّ ، فَأَخْبَرَ اْلإِمامَ ، فَلاَ عُقُوبَةَ عَلَيهِ
بَعْدَ التَّوْبَةِ ، إِذَا جاءَ مُسْتَفتِياً
قوله : (ولم يعاقب الذي جامع في رمضان) أي : بل أعطاه قدر ما يكفر به. قوله : (ولم يعاقب عمر صاحب الضبي) أي : حيث صاده ، وهو محرم بل أمره بالجزاء ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (إلى النبي) متعلق بمحذوف صفة طعام ، أي : ومعه طعام أتي به إلى النبي. قوله : (قال أبو عبدالله الحديث الأول الخ) أراد به حديث أبي عثمان المذكور في باب الصلاة كفارة
341
فإنه أبين للفرض مما ذكر في هذا الباب.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 328
وقوله : (قوله : "أطعم أهلك") مبتدإ محذوف وظاهره أنه بيان للحديث الأول المغزوّ لأبي عثمان مع أنه لم يذكر فيه هذا اللفظ وإنما ذكر عن غيره في حديث آخر مر في باب من أعان المعسر في الكفارة ، وبالجملة ففي كلامه قلاقة.

(4/82)


13 ـ بابٌ إِذَا أَقَرَّ بِالحَدِّ وَلَمْ يُبَيِّنْ هَل للإِمامِ أَنْ يَسْتُرَ عَلَيهِ
قوله : (هل للإمام أن يستر عليه) جواب الاستفهام محذوف ، أي : نعم.
342
16 ـ باب الاعْتِرَافِ بِالزِّنَا
قوله : (أنشدك الله) أي : أسألك به ومعناه هنا القسم كأنه قال : أقسمت عليك بالله.
قوله : (وائذن لي) أي : في التكلم.
قوله : (أشك فيها) أي : في سماعي هذه الكلمة من الزهري.
17 ـ باب رَجْمَ الحُبْلَى مِنَ الزِّنَا إِذَا أَحْصَنَتْ
قوله : (إذا أحصنت) أي : وطئت في نكاح صحيح.
343
قوله : (كنت أقرىء) أي : أعلم.
قوله : (لو رأيت رجلاً أتى أمير المؤمنين اليوم) أي : لرأيت عجباً فالجواب محذوف ، أو كلمة لو للتمني فلا جواب لها ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (أن يغصبوهم) بمعجمة فمهملة. وفي نسخة : يغصبونهم بثبوت النون على لغة. قوله : (رعاع الناس) أي : جهلتهم وأراذلهم. قوله : (وغوغاءهم) بالمد ، أي : سفلتهم الذين يسارعون في الشرّ وأصل الغوغاء صغار الجراد حين يبدو في الطيران.
قوله : (يطيرها) : بكسر التحتية المشدّدة.
وقوله : (كل مطير) بضم الميم وكسر الطاء من الإطارة ، أي : يحملها على غير وجهها.
344
قوله : (أنزل الله آية الرجم) وهي : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة لكن نسخت تلاوتها دون حكمها.
قوله : (لا تطروني) بضم الفوقية ، أي : لا تبالغوا في مدحي بالباطل.
قوله : (كانت كذلك) أي : في فلتة.
قوله : (من تقطع الأعناق) أي : أعناق الإبل من كثرة السير. قوله : (مثل أبي بكر) أي : في الفضل والتقدم لأنه سبق كل سابق فذلك مضت بيعته على حال فجأة ، ووقى الله تعالى شرها فلا يطمعن أحد في مثل ذلك ، وإنما كانت فلتة لأنه لم يكن في أول الأمر جمع خواص الصحابة ولا عوامهم. قوله : (تغرّه) مصدر غررته إذا ألقيته في الغرر ، أي : مخافة.

(4/83)


وقوله : أن يقتلا ، أي : المبايع والمبايع له.
قوله : (يوعك) أي : محموم.
345
قوله : (رهط) أي : قليل بالنسبة إلى الأنصار. قوله : (دفّت) أي : سارت.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 328
وقوله : (دافة) ، أي رفقة قليلة من مكة ألينا من الفقر. قوله : (زوّرت) أي : هيأت وحسنت.
قوله : (أنا جذيلها) : بضم الجيم وفتح المعجمة من الجذل ، وهو أصل الشجرة ، والمراد به هنا الجذع الذي يربط إليه الإبل الجربى وتنضم إليه لتحتك به ، والتصغير للتعظيم.
وقوله : المحكك وصف به الجذيل لأنه صار بالحكّ أملس يعني أنا ممن يستشفي به كما تشتشفي الإبل الجربى بهذا الاحتكاك.
قوله : (وعذيقها) بالذال المعجمة ، والقاف مصغر عذق النخلة.
قوله : (المرجب) اسم مفعول من رجبت النخلة ترجيباً إذا دعمتها بالبناء ، أو غيره خشية عليها لكرامتها وطولها وكثرة حملها أن تقع وينكسر شيء من أغصانها.
قوله : (اللغط) أي : الصوت.
قوله : (فرقت) : بكسر الراء ، أي : خفت.
346
18 ـ بابٌ البِكْرَانِ يُجْلَدَانِ وَيُنْفَيَانِ
قوله : (البكران) أي : من الرجال والنساء ، وهما من لم يجامع في نكاح صحيح.
قوله : (جلد مائة) بالنصب بنزع الخافض ، أي : يجلد.
قوله : (وتغريب عام) أي : ولاء إلى مسافة القصر فأكثر.
19 ـ باب نَفيِ أَهْلِ المَعَاصِي وَالمُخَنَّثِينَ
قوله : (أهل المعاصي) أي : وإن كانت صغيرة. وقوله : والمخنثين بفتح النون أشهر من
347
كسرها ، وهم المشبهون بالنساء في التكسر والتعطف.
22 ـ بابٌ إِذَا زَنَتِ الأَمَةُ
قوله : (ولم تحصن) أي : الأمة جرى في ذكر هذا القيد على الغالب لأن الحكم لا
348

(4/84)


يختص بعد إحصانها بل يجري مع إحصانها كما صرّح به في قوله : {فإذا أحصن} الآية ، أو لأن الأمة المسؤول عنها كانت غير محصنة ، وقيل : الإحصان هنا بمعنى العفة عن الزنا. قوله : (ولو بضفير) أي : بشعر منسوخ ، وبحبل مفتول ، فهو بمعنى مضفور.
23 ـ بابٌ لاَ يُثَرَّب عَلَى اْلأَمَةِ إِذَا زَنَتْ وَلاَ تُنْفى
قوله : (لا يثرّب على الأمة) : بمثلثة ، أي : لا يعنفها ويوبخها.
قوله : (ولا تنفى) الجمهور على أنها تنفى كالعبد ، ولا يبالي بضرر السيد في عقوبات الجرائم بدليل أنه يقتل ، وإن تضرر السيد. قوله : (فليبعها) إنما جاز بيعها مع أنه لم يرتضها لنفسه لرجاء أنها قد تستعف عند المشتري.
349
26 ـ باب مَنْ أَدَّبَ أَهْلَهُ أَوْ غَيرَهُ دُونَ السُّلطَانِ
قوله : (يطعن) : بضم العين. قوله : (فبي الموت) أي : فالموت متلبس بي.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 328
قوله : (وقد أوجعني) أي : لكزه إياي ، وقوله : ونحوه ، أي : نحو الحديث المذكور.
350
27 ـ باب مَنْ رَأَى مَعَ امْرَأَتِهِ رَجلاً فَقَتَلَهُ
قوله : (باب من رأى مع امرأته رجلاً ، فقتله) لم يبين حكمه ، وقد اختلف فيه ، فالجمهور على أن عليه القود ، ولا يسقط عنه في ظاهر الحكم ، وإن جاز له فيما بينه وبين الله قتله إذا علم إحصانه وزناه.
قوله : (غير مصفح) : بفتح الفاء وكسرها.
قوله : (من غيرة سعد) الغيرة : بفتح الغين. قال ابن الأثير : الحمية والأنفة. وقال الكرماني المنع ، أي : المنع من التعلق بأجنبي بنظر ، أو غيره وغيرة الله منعة عن المعاصي.
قوله : (أورق) هو ما في لونه بياض إلى سواد من الورقة ، وهو اللون الرمادي.
قوله : (عرق) أي : أصل من النسب ، اهـ شيخ الإسلام.
351
352
30 ـ باب مَنْ أَظْهَرَ الفَاحِشَةَ وَاللَّطْخَ وَالتُّهَمَةَ بِغَيرِ بَيِّنَةٍ

(4/85)


قوله : (واللطخ) أي : الرمي بالشر. وقوله : والتهمة بفتح الهاء وسكونها.
قوله : (وحرة) : بفتح المهملة دويبة كسام أبرص. وقيل : دويبة حمراء تلصق بالأرض. وقيل : كالوزعة تقع في الطعام فتفسده.
قوله : (أعلنت) أي : بالسوء والفجور.
قوله : (خذلاً) بمعجمة مفتوحة ، فمهملة ساكنة ، أي : غليظ الساق.
353
31 ـ باب رَمْيِ المُحْصَنَاتِ
قوله : (السبع الموبقات) أي : المهلكات والتقييد بالسبع مثال إذ الموبقات لا تنحصر فيها إذ ورد منها : اليمين الفاجرة ، وعقوق الوالدين ، والإلحاد في الحرم ، وشرب الخمر ، وقول الزور ، والغلول ، والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله وغير ذلك.
قوله : (والتولي) أي : الأعراض والفرار.
وقوله : (يوم الزحف) ، أي : القتال ، وقوله : الغافلات ، أي : عما نسب إليهن.
33 ـ باب هَل يَأْمُرُ اْلإِمامُ رَجُلاً فَيَضْرِب الحَدَّ غائِباً عَنْهَ
قوله : (باب هل يأمر الإمام رجلاً فيضرب الخ) جواب الاستفهام محذوف ، أي : نعم ، اهـ شيخ الإسلام.
354
355
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 328
88 ـ كِتَاب الدِّيَاتِ
قوله : (كتاب الديات) جمع دية ، وهي مصدر وديت القتيل أعطيت ديته. قوله : (يلق أثاماً) أي : عقوبة. وقال مجاهد : هو وادٍ في جهنم.
1 ـ بابٌ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : {وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ}
قوله : (في فسحة) أي : في سعة.
356
قوله : (ورطات الأمور) قيل : بسكون الراء. وقال ابن مالك صوابه التحريك كثمرة ، وثمرات جمع ورطة بسكونها ، وهي ما يقع فيه الشخص ويعسر عليه نجاته.
قوله : (ثم لاذ بشجرة) أي : التجأ إليها.

(4/86)


قوله : (فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله الخ) حاصله أن الكافر مباح الدم قبل الكلمة فإذا قالها صار معصوماً كالمسلم فإن قتله المسلم بعد ذلك صار دمه مباحاً بحق القصاص كالكافر بحق الدين ، فالتشبيه في إباحة الدم لا في كونه كافراً.
357
قوله : (هشيم) أي : ابن بشر الواسطي. وقوله : حصين ، أي : ابن عبد الرحمن
358
الواسطي ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (أبو ظبيان) : بفتح المعجمة وكسرها.
قوله : (إلى الحرقة) : بضم المهملة ، وفتح الراء هي : قبيلة.
قوله : (جويرية) أي : ابن أسماء.
قوله : (من حمل علينا السلاح) أي : قاتلنا. قوله : (هذا الرجل) هو عليّبن أبي طالب في وقعة الجمل.
قوله : (بسيفيهما) في نسخة بسيفّهما بإفراد سيف.
359
3 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :
قوله : (باب قول الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الخ) في نسخة بدل في القتلى الآية ، ولم يذكر في الباب حديثاً اكتفاء بالآية أو لأنه لم يجد حديثاً على شرطه.
قوله : (رضّ) أي : دقّ.
4 ـ باب سُؤَالِ القَاتِلِ حَتَّى يُقِرَّ ، وَالاْقْرَارِ في الحدُودِ
قوله : (أفلان أو فلان) في نسخة : أفلان أفلان بالهمزة فيهما وبحذف أو.
5 ـ باب إِذَا قَتَلَ بِحَجَرٍ أَوْ بَعَصاً
قوله : (أوضاح) جمع وضع ، وهو حلي فضة.
قوله : (رمق) أي : بقية من الحياة.
360
قوله : (فقتله بين الحجرين) أي : بعد اعترافه.
6 ـ باب قُوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :
قوله : (والمارق من الدين) أي : الخارج ، وفي نسخة : والمفارق. وقوله : التارك الجماعة صفة مؤكدة للمارق.
8 ـ بابٌ مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهْوَ بِخَيرِ النَّظَرَينِ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 356
قوله : (باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين) أي : فولي القتيل مخير بين الدية والقصاص.
361

(4/87)


قوله : (أن خزاعة) هي : قبيلة مشهورة ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (اكتب لي يا رسول الله) أي : الخطبة التي سمعتها منك. قوله : (رجل من قريش) هو : العباسبن عبد المطلب.
قوله : (كانت في بني إسرائيل قصاص) أي : كانت باعتبار معنى القصاص ، وهو : المماثلة.
362
10 ـ باب العَفوِ في الخَطَإِ بَعْدَ المَوْتِ
قوله : (أبي أبي) أي : لا تقتلوه.
11 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :
قوله : (باب قول الله تعالى : وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً الخ) لم يذكر في هذا الباب حديثاً اكتفاء بالآية ، أو لأنه لم يجد حديثاً على شرطه.
363
14 ـ باب القِصَاصِ بَينَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ في الجِرَاحاتِ
قوله : (وقال أهل العلم) أي : جمهورهم.
قوله : (وجرحت أخت الربيع) صوّب بعضهم حذف بعضهم أخت ليوافق ما مر في البقرة ، وبعضهم قال : إنهما قضيتان. قوله : (لددنا النبي) أي : جعلنا في أحد شقي فمه دواء بغير اختياره.
قوله : (ما يبقى أحد منكم إلا لدّ) أي : إلا يلد قصاصاً ومكافأة لفعلهم لتركهم امتثال نهيه عن ذلك وفيه إشارة إلى مشروعية الاقتصاص من المرأة بما جنته على الرجل.
15 ـ باب مَنْ أَخَذَ حَقَّهُ ، أَوِ اقْتَصَّ دُونَ السُّلطَانِ
قوله : (دون السلطان) أي : دون إذنه.
364
قوله : (مشقصاً) : بكسر الميم ، وسكون المعجمة النصل العريض ، أو السهم الذي فيه ذلك.
16 ـ بابٌ إِذَا مَاتَ في الزِّحَامِ أَوْ قُتِلَ
قوله : (باب إذا مات في الزحام) حذف جواب إذا للخلاف فيه فقيل : تجب ديته على جميع من حضر ، وقيل : تجب في بيت المال. وقيل : دمه هدر ، وقال الشافعي : يقال : لوليه ادّع على من شئت واحلف فإن حلف استحقت الدية ، وإن نكل حلف المدعى عليه على النفي ، وسقطت المطالبة.
17 ـ بابٌ إِذَا قَتَلَ نَفسَهُ خَطَأً فَلاَ دِيَةَ لَهُ

(4/88)


قوله : (لأجرين) أي : أجر الجهد في الطاعة وأجر الجهاد في سبيل الله.
365
18 ـ بابٌ إِذَا عَضَّ رَجُلاً فَوَقَعَتْ ثَنَايَاهُ
قوله : (باب إذا عض رجلاً فوقعت ثناياه) جواب إذا محذوف ، أي : لا يلزم شيء ، وهو ما عليه الجمهور.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 356
قوله : (ثنيتاه) في نسخة : ثناياه.
قوله : (لا دية لك) في نسخة : لا دية له.
19 ـ بابٌ {السِّنَّ بِالسِّنِّ}
قوله : (باب السن بالسن) أي : يؤخذ بها.
قوله : (فكسرت ثنيتها الخ) محل القصاص في كسرها إذا انضبط الكسر.
366
21 ـ بابٌ إِذَا أَصَابَ قَوْمٌ مِنْ رَجُلٍ ، هَل يُعَاقِب أَوْ يَقْتَصُّ مِنْهُمْ كُلِّهِمْ
قوله : (باب إذا أصاب قوم من رجل) أي : أصابوه بسوء.
وقوله : (هل يعاقب) ، أي : كل منهم وجواب الاستفهام محذوف ، أي : عوقبوا إن كانت الإصابة تقتضي حداً ، أو تعزيراً ، وقوصصوا إن كانت تقتضي مماثلة.
قوله : (غيلة) : بكسر المعجمة ، أي : سراً ، أو غفلة ، أو خديعة.
22 ـ باب القَسَامَةِ
قوله : (باب القسامة) : بفتح القاف مأخوذة من القسم ، وهو اليمين.
367
قوله : (الكبر الكبر) : بضم الكاف وسكون الباء بالنصب على الإغراء ، أي : قدموا الأكبر منافي الكلام ، وكرر ذلك للمبالغة.
قوله : (ابرز سريره) أي : الذي جرت عادة الخلفاء بالجلوس عليه اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (ونصبني للناس) أي أبرزني لمناظرتهم. قوله : (رجل قتل بجريرة نفسه) بالبناء للفاعل ، أي : بالذنب والخيانة ، أي : متلبساً بما يجره لنفسه منها ، أي : قتل غير ظلماً.
وقوله : (فقتل) بالبناء للمفعول ، أي : قصاصاً. قوله : (في السرق) : بفتحتين جمع سارق أو مصدر. وقوله : وسمر بالتخفيف ، أي : كحل.
368
قوله : (هذا الشيخ) أي : أبو قلابة.
قوله : (يتشحط) بمعجمة فمهملتين ، أي : يضطرب.
قوله : (نرى) : بضم النون ، أي : نظن.

(4/89)


قوله : (نفل خمسين من اليهود) : بفتح الفاء ، وسكونها ، والإضافة ، أي : حلف خمسين يميناً ، وأصل النفل الحلف ، والنفي. يقال : نفلت الرجل فنفل ، أي : حلفته فحلف ، ونفلت الرجل عن نسبه ، أي : نفيته عنه وسميت اليمين في القسامة نفلاً لأن القصاص ينفى بها.
369
قوله : (قلت) : مقول أبي قلابة.
قوله : (من الديوان) : بفتح الدال وكسرها الدفتر الذي يثبت فيه أسماء الجيش.
وقوله : (وسيرهم) ، أي : نفاهم.
23 ـ بابٌ مَنِ اطَّلَعَ في بَيتِ قَوْمٍ فَفَقَؤُا عَينَهُ ، فَلاَ دِيَةَ لَهُ
وقوله : (يختله) أي : يأتيه من حيث لا يراه ، وقوله : ليطعنه بضم العين وفتحها. قوله : (في جحر في باب رسول الله) في نسخة : من جحر من باب رسول الله والحجر بضم الجيم الشق.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 356
قوله : (فخذفته) بمعجمتين ، أي : رميته. قوله : (باب العاقلة) أي : بيان حكمها ، وهي
370
عصبة الجاني من حواشيه سموا عاقلة لعقلهم الإبل بفناء دار المستحق ، ويقال : لتحملهم عن الجاني العقل ، أي : الدية ، ويقال : لمنعهم عنه ، والعقل المنع ، ومنه سمى العقل عقلاً لمنعه من الفواحش.
قوله : (إلا فهما) الاستثناء منقطع ، أي : لكن الفهم عندنا ، أو حرف العطف مقدر ، أي : وإلا فهما.
قوله : (يعطى رجل) بالبناء للمفعول. وقوله : في كتابه ، أي : كتاب الله تعالى.
371
27 ـ باب مَنِ اسْتَعَانَ عَبْداً أَوْ صَبِيَّاً
قوله : (من استعان) في نسخة استعار بالراء وجوب من محذوف ، أي : فهو جائز ونصب العبد والصبي على النسخة الأولى بنزع الخافض.
قوله : (ولا تبعث إليّ حراً) أي : لأن العادة لم تجر غالباً بالرضا باستخدام الأحرار
372
بخلاف العبيد.
قوله : (كيس) أي : عاقل ، ووجه مطابقة الحديث للترجمة من جهة أن الخدمة مستلزمة للاستعانة غالباً.

(4/90)


28 ـ بابٌ المَعْدِنُ جُبَارٌ وَالبِئْرُ جُبَارٌ
قوله : (باب المعدن جبار والبئر جبار) أي : التالف بكلّ منهما هدر.
29 ـ بابٌ العَجْمَاءُ جُبَارٌ
قوله : (باب العجماء) أي : الدابة سميت بذلك لأنها لا تتكلم. وقوله : جبار ، أي : التالف بها هدر عند عدم تقصير مالكها.
قوله : (من النفحة) : بفتح النون ، وسكون الفاء بعدها مهملة ، أي : الضربة الصادرة من الدابة برجلها.
قوله : (من رد العنان) : بكسر العين ، وتخفيف النون ما يوضع في فم الدابة ليصرفها الراكب لما يريد.
قوله : (إلا أن ينخس إنسان الدابة) بتثليث الخاء ، أي : يغز مؤخرها ، أو جنبها بعود ، أو
373
نحوه فالضمان على الناخس ، وإن كان هو الراكب.
32 ـ بابٌ إِذَا لَطَمَ المُسْلِمُ يَهُودِيَّاً عِنْدَ الغَضَبِ
قوله : (لا تخيروني) أي تخييراً يوجب نقصاً ، أو قال ذلك تواضعاً ، أو قبل علمه بأنه أفضل.
374
375
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 356
89 ـ كتاب استتابة المرتدين
1 ـ باب إِثْمِ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ في الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ
قوله : (ولم يلبسوا) أي : ولم يخلطوا.
قوله : (إنه ليس بذاك) أي : بالظلم مطلقاً بل المراد به ظلم عظيم بدليل التنوين ، وهو الشرك.
قوله : (حتى قلنا ليته سكت) قيل : كيف تمنوا سكوته ، وكلامه لا يمل. وأجيب بأنهم
376
إنما أرادوا استراحته. وقوله : أكبر الكبائر الإشراك بالله الخ ، لا ينافي قوله : القتل من أكبر الكبائر ونحو لأن كلا منهما ورد في مكان يناسب حال الحاضرين.
2 ـ باب حُكْمِ المُرْتَدِّ وَالمُرْتَدَّةِ
قوله : (واستتابتهم) أي : المرتد والمرتدة ، وجرى في جمعهما على القول بأن أقل الجمع اثنان ، وهو مقدم في نسخة على ما قبله ، وهو أنسب.

(4/91)


قوله : (قال الله تعالى : كيف يهدي الله قوماً) إلى آخر الآية نزلت في رهط أسلموا ، ثم ارتدوا ولحقوا بمكة ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (بزنادقة) : بفتح الزاي جمع زنديق بكسرها ، وهو المبطن للكفر المظهر للإسلام.
377
قوله : (من بدل دينه فاقتلوه) شامل للرجل والمرأة ، وهو ما عليه الجمهور خلافاً لمن قال : أن المرتدة لا تقتل للنهي عن قتل النساء. وأجيب بأن ابن عباس راوي الحديث قد قال : تقتل المرتدة بل في حديث معاذ بسند حسن كما قال شيخنا وأيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه فإن عاد ، وإلا فاضرب عنقه ، وإيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها فإن عادت ، وإلا فاضرب عنقها ، وهو صريح في ذلك.
قوله : (قضاء الله ورسوله) بالرفع خبر مبتدأ محذوف ويجوز النصب بنزع الخافض ، أي : بقضاء الله ورسوله.
378
3 ـ باب قَتْلِ مَنْ أَبى قَبُولَ الفَرَائِضِ وَمَا نُسِبُوا إِلَى الرِّدَّةِ
قوله : (ما هو إلا أن الخ) المستثنى منه محذوف ، أي : ليس الأمر شيئاً إلا علمي بأن أبا بكر محق ، اهـ شيخ الإسلام.
379
5 ـ بابٌ
قوله : (يحكي نبياً) قيل : هو نوح.
قوله : (رب اغفر لقومي) قد يقال : كيف دعا لهم مع قوله : رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ويجاب بأنه دعا لهم فيما يتعلق به لا فيما يتعلق بالدين ، أو في وقت كان يرجو فيه إسلامهم ، وذلك في وقت يئس فيه منه.
6 ـ باب قَتْلِ الخَوَارِجِ وَالمُلحِدِينَ بَعْدَ إِقامَةِ الحُجَّةِ عَلَيهِمْ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 376
قوله : (باب قتل الخوارج) أي : الذين خرجوا عن الدين وعلى عليّبن أبي طالب في قصته مع معاوية. وقوله : والملحدين ، أي : المائلين عن الحق إلى الباطل.
وقوله : بعد إقامة الحجة عليهم ، أي : بإظهار بطلان دلائلهم.

(4/92)


قوله : (فإن الحرب خدعة) : بتثليث الخاء ، أي : فيجوز فيه التورية والكناية ، والتعريض
380
بخلاف التحديث عنه {صلى الله عليه وسلّم} .
قوله : (في آخر الزمان) أي : آخر الزمان خلافة النبوّة.
381
8 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يقَتْتِلَ فِئَتَانِ ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ"
قوله : (دعوتهما واحدة) وهو : أن يدعي كل منهما أنه على الحق وصاحبه على الباطل بحسب اجتهادهما ، اهـ شيخ الإسلام.
9 ـ باب مَا جَاءَ في المتَأَوَّلِينَ
قوله : (باب ما جاء في المتأولين) أي : بيان ما جاء من الأخبار في حق المتأولين ، ولا خلاف أن المتأول معذور بتأويله إن كان تأويله سائغاً ألا ترى أنه {صلى الله عليه وسلّم} لم يعنف عمر على فعله كما سيأتي.
382
قوله : (ألا تقولوه) بحذف النون على لغة ، وفي نسخة : ألا تقولونه بإثباتها. وفي أخرى لا تقولوه بحذف الهمزة ، وهي الأوجه. والقول هنا بمعنى الظن.
قوله : (عن فلان) هو سعدبن عبيدة كما في نسخة.
قوله : (لا أبا لك) شبهوه بالمضاف ، وإلا فالقياس لا أبا لك.
383
قوله : (فعاد عمر) أي : إلى كلامه الأول في حاطب.
قوله : (فقد أوجبت لكم الجنة) المراد الغفران لهم في الآخرة ، وإلا فلو توجه على أحد منهم حد ، أو غيره أقيم عليه في الدنيا.
قوله : (فاغرورقت عيناه) أي : عينا عمر ، أي : امتلأتا بالدموع. قوله : (وهيثم) صوابه وهشيم كما في نسخة. قوله : (يقول : خاخ) أي : بمعجمتين وهو الأصح موضع بين مكة والمدينة بقرب المدينة.
384
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 376
90 ـ كتاب الإكراه
قوله : (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) فيه جواز الكفر عند الإكراه بشرط الطمأنينة بالإيمان ، وإن كان الأفضل الثبات على الإيمان ، وإن أفضى إلى القتل.

(4/93)


قوله : (التقية إلى يوم القيامة) أي : ثابتة إلى يومها لا تختصّ بعهده {صلى الله عليه وسلّم} .
قوله : (ليس بشيء) أي : لا يقع طلاقه.
قوله : (وطأتك) أي : عقوبتك ، اهـ شيخ الإسلام.
385
386
4 ـ بابٌ إِذَا أُكْرِهَ حَتَّى وَهَبَ عَبْداً أَوْ بَاعَهُ لَمْ يَجُزْ
قوله : (وقال بعض الناس فإن نذر المشتري الخ) حاصل كلام الحنفية أن بيع المكره منعقد إلا أنه بيع فاسد لتعلق حق العبد به ، فيجب توقفه إلى إرضائه إلا إذا تصرف فيه المشتري وتصرفاً لا يقبل الفسخ ، فحينئذ قد تعارض فيه حقان كل منهما للعبد حق المشتري وحق البائع يمكن استدراكه مع لزوم البيع بإلزامه القيمة على المشتري بخلاف حق المشتري ، فلا يمكن استدراكه مع فسخ البيع مع أنه حق لا يقبل الفسخ فصار اعتباره أرجح بخلاف ما إذا كان تصرفاً يقبل الفسخ فيجب مراعاة حق البائع عندهم وهذا الفرق منهم مبني على أن بيع المكره منعقد مع الفساد ، وهم يقولون به ، فالنزاع معهم في هذا الأصل ، وبعد تمامه ، أو تسليمه فالفرق مقارب غير بعيد نظراً إلى القواعد ، والله تعالى أعلم.
387
388
7 ـ باب يَمِينِ الرَّجُلِ لِصَاحِبهِ : إِنَّهُ أَخُوهُ ، إِذَا خَافَ عَلَيهِ القَتْلَ أَوْ نَحْوَهُ

(4/94)


قوله : (ثم ناقض فقال) مبني كلامهم أن الإكراه في كل شيء على حسبه ، وهذا شيء يشهد به بداهة العقل فتخليص القاتل عن المعصية والمقتول عن القتل لا يكون إكراهاً لغيرهما على المعصية ، فإذا قال قائل : اعص الله ، وإلا فأعصيه أنا ، فلا ينبغي له أن يعصيه ، ولا يعدّ ذلك إكراهاً له على المعصية نعم يكون إكراهاً على نحو البيع ، والهبة إذا كان المقتول أباً ونحوه مثلاً. والحاصل أنه لا ينبغي اعتبار كل أذى إكراهاً في كل شيء فمثل الكفر لا يباح لخوف لطمة بيد وترك الأولى يعذر فيه بذلك ، وحيث اعتبرنا الفرق يتضح كلام الحنفية ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
قوله : (وقال بعض الناس) قيل : هم الحنفية. وقوله : أهلكها ، أي : كأن ذبحها.
389
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 385
91 ـ كتاب الحيل
390
3 ـ بابٌ في الزَّكَاةِ ، وَأَنْ لاَ يُفَرَّقَ بَينَ مُجْتَمِعٍ ، وَلاَ يُجْمَعَ بَينَ مُتَفَرِّقٍ ، خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ
قوله : (فيلقمها فاه) أي : يلقم صاحب المال يده فم الشجاع.
قوله : (فلا بأس عليه الخ) في نسخة : فلا شيء عليه يعني أن بعض الناس ناقض نفسه في ذلك حيث قال : أولاً أنه لا شيء عليه فيما أزاله عن ملكه قبل الحول. ثم قال ثانياً إن زكى
391
إبله قبل أن يحول الحول بيوم ، أو بسنة جازت عنه ، أي : فإذا جازت عنه قبل الحول ، فكيف يسقط عنه قبله ورد التناقض بأن الحنفي لا يوجب الزكاة إلا بتمام الحول ، ويجعل من قدمها كمن قدم ديناً مؤجلاً اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (وقال بعض الناس) قيل : هم الحنفية. وقوله : إن احتال الخ ، أي : لكن النكاح يصح بمهر المثل عندهم ، والجمهور على أن النكاح أيضاً باطل لظاهر الحديث.
392

(4/95)


8 ـ باب مَا يُنْهَى مِنَ الاِحْتِيَالِ لِلوَلِيِّ في اليَتِيمَةِ المَرْغُوبَةِ ، وَأَنْ لاَ يُكَمِّلَ صَدَاقَهَا
قوله : (بأدنى من سنة نسائها) أي : بأقل من مهر مثل أقاربها.
9 ـ بابٌ إِذَا غَصَبَ جَارِيَةً فَزَعَمَ أَنَّهَا مَاتَتْ ، فَقُضِيَ بِقِيمَةِ الجَارِيَةِ المَيِّتَةِ ، ثُمَّ وَجَدَهَا صَاحِبُهَا فَهْيَ لَهُ ، وَيَرُدُّ القِيمَةَ وَلاَ تَكُونُ القِيمَةُ ثَمَناً
قوله : (ويرد القيمة) أي : إلى الغاصب.
قوله : (فيطيب للغاصب الخ) أي : فتحل. والجمهور على خلاف ما ذكر فهو باطل ، واستدل البخاري له بقوله : قال النبى {صلى الله عليه وسلّم} الخ. وقوله : وأموالكم عليكم حرام ، أي : أموال
393
بعضكم على بعض.
قوله : (لكل غادر لواء يوم القيامة) أي : والغاصب غادر.
10 ـ بابٌ
قوله : (إنما أنا بشر) الحصر فيه حصر بعض الصفات في الموصوف ، فهو حصر في البشرية بالنسبة إلى الاطلاع على البواطن ، فهو قصر قلب رداً على من زعم أن من كان رسولاً يعلم الغيب.
قوله : (ألحن بحجته) أي : أفصح وأبين كلاماً.
قوله : (قطعة من النار) هو من المبالغة في التشبيه حيث جعل ما يتناوله المحكوم له بغير حق قطعة من النار ، وفيه أن حكم الحاكم لا يحلّ ما حرّم الله ورسوله ، ولا يحرمه ، اهـ شيخ الإسلام.
394
12 ـ باب مَا يُكْرَهُ مِنِ احْتِيَالِ المَرْأَةِ مَعَ الزَّوْجِ وَالضَّرَائِرِ ، وَمَا نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} في ذلِكَ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 390
قوله : (يحب الحلواء) : بالمد والقصر.
قوله : (ويحبّ العسل) أفرده مع دخوله فيما قبله لشرفه.
قوله : (أجاز على نسائه) أي : دخل عليهن. قوله : (فسقت) قيل : أي حفصة ، ويحتمل
395

(4/96)


أن تكون المرأة المذكورة لكن قال الكرماني تقدم في باب الطلاق أنها زينب ثم قال : لعله شرب في بيتها أيضاً فهما قضيتان.
قوله : (لنحتالن) قيل : كيف جاز لأزواجه {صلى الله عليه وسلّم} الاحتيال. وأجيب بأن ذلك من مقتضيات الطبيعة للنساء ، وقد عفى عن ذلك.
قوله : (مغافير) هو صمغ كالعسل له رائحة كريهة.
قوله : (جرست) : بفتح الجيم ، أي : رعت. وقوله : نحلة ، أي : نحل العسل. وقوله : العرفط : هو شجر صمغه المغافير.
قوله : (فرقاً) : بفتحتين ، أي : خوفاً.
13 ـ باب مَا يُكْرَهُ مِنَ الاِحْتِيَالِ في الفِرَارِ مِنَ الطَّاعُونِ
قوله : (الطاعون) هو وخز أعدائنا من الجنّ وقيل : مرض مؤلم جداً يخرج من الآباط مع لهيب وخفقان وقيء ونحوه.
قوله : (بسرغ) : بسين مهملة وغين معجمة مصروفاً ، وغير مصروف قرية بطرف الشام
396
مما يلي الحجاز.
قوله : (فلا تقدموا) : بفتح أوله وثالثه ، وحكمه النهي عدم الافتتان فيظن القادم أن هلاكه من أجل قدومه ، وإلا فالأجل لا يتقدم ، ولا يتأخر ، ولا يصيب الشخص إلا ما كتب الله عليه ، اهـ شيخ الإسلام.
397
15 ـ باب احْتِيَالِ العَامِلِ لِيُهْدَى لَهُ
قوله : (اللتبية) : بضم اللام وفتح الفوقية ، وسكونها ، وكسر الموحدة ، وتشديد التحتية. وقيل : بهمزة مضمومة بدل اللام ، واسمه عبدالله واللتبية اسم أمة.
قوله : (هدية) أي : لي.
398
قوله : (رغاء) أي : صوت.
وقوله : (تيعر) ، أي : تصوّت.
قوله : (بصر عيني وسمع أذني) : بفتح الموحدة وضم الصاد ، وفتح السين ، وكسر الميم بلفظ الماضي فيهما ، أي : أبصرت عيناي رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ناطقاً رافعاً يديه ، وسمعت كلامه فيكون من قول أبي حميد ، وصرح به في خبر.

(4/97)


قوله : (حدثنا أبو نعيم الخ) قال شيخنا كذا وقع للأكثر هذا الحديث وما بعده متصلاً بباب احتيال العامل ، وأظنه وقع هنا تقديم وتأخير ، فإن الحديث ، وما بعده يتعلق بباب الهبة والشفعة ، فلما جعل الترجمة مشتركة جمع بين مسائلها. وقال الكرماني : إنه من تصرف النقلة ، وقد وقع عند ابن بطال هذا باب بلا ترجمة ، ثم ذكر الحديث وما بعده ، وعلى هذا فلا إشكال.
399
400
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 390
92 ـ كتاب التعبير
قوله : (باب التعبير) هو تعبير الرؤيا بما يؤول إليه أمرها يقال : عبرت الرؤيا بالتخفيف إذا فسرتها وعبرتها بالتشديد للمبالغة في ذلك.
1 ـ باب أَوَّلُ مَا بُدِىءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ {صلى الله عليه وسلّم} مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ
قوله : (الرؤيا الصالحة) أي : الحسنة الصادقة ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (ما أنا بقارىء) أي : ما أحسن القراءة.
قوله : (ترجف بوادره) جمع بادرة ، وهي اللحمة بين العنق والمنكبين. قوله : (غدا) أي : ذهب.
401
وقوله : منه ، أي : من الحزن. وقوله : كي يتردى ، أي : يسقط. وقوله : شواهق الجبال ، أي : أعاليها. قوله : (جأشه) : بالهمز ، أي : اضطراب قلبه.
قوله : (فالق الأصباح) في نسخة : فالق الصبح.
2 ـ باب رُؤْيَا الصَّالِحِينَ
قوله : (باب رؤيا الصالحين) هم القائمون بحقوق الله وحقوق العباد ، والمراد هنا الذين يغلب عليهم الصدق.
402
قوله : (جزء من ستة وأربعين جزاءاً من النبوة). قال الكرماني : أي في حق الأنبياء دون غيرهم. وقيل : معناه أن الرؤيا تأتي على موافقة النبوة لا أنها جزءاً باق من النبوة.
3 ـ باب الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ

(4/98)


قوله : (إذا رأى أحدكم رؤيا الخ) يؤخذ منه مع ما يأتي في الباب الآتي أن آداب الرؤيا الصالحة ثلاثة حمد الله عليها والاستبشار بها وإن يحدث بها ، أي : من يحبه وآداب الحلم أربعة التعوّذ بالله من شره ومن شر الشيطان ، وأن يتفل عن شماله حتى يستيقظ ، وأن لا يحدّث بها أحداً.
4 ـ بابٌ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْأً مِنَ النُّبُوَّةِ
قوله : (فإذا حلم) : بفتح اللام.
قوله : (فليتعوّذ منه) أي : من الحلم ، أو من الشيطان أو من كل منهما.
403
قوله : (فإنها) أي : الرؤيا المفهومة من حلم. قال شيخنا وجه دخول هذا الحديث في هذا الباب الإشارة إلى أن الرؤيا إنما كانت جزءاً من أجزاء النبوة لكونها من الله تعالى بخلاف التي من الشيطان فإنها ليست من أجزاء النبوة. قوله : (أحد عشر كوكباً) هو عدد أخوة يوسف.
6 ـ باب رُؤْيَا يُوسُفَ
قوله : (والشمس والقمر) هما : أبواه أو أبوه ، وخالته.
404
قوله : (على أبويك) أراد بهما الجد وأبا الجد.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 401
9 ـ باب رُؤْيَا أَهْلِ السُّجُونِ وَالفَسَادِ وَالشِّرْكِ
قوله : (باب رؤيا أهل السجون) جمع سجن بالكسر ، وهو الحبس.
قوله : (ودخل معه السجن فتيان) هما غلامان للملك أحدهما خبازه والآخر ساقيه. واستدل به من قال : الرؤيا الصادقة تكون للكافر أيضاً لكن على معنى أن ما يبشر به يكون عن
405
رضا الشيطان فينقص لذلك حظه ، اهـ شيخ الإسلام.
10 ـ باب مَنْ رَأَى النَّبِيَّ {صلى الله عليه وسلّم} في المَنَامِ
قوله : (فسيراني) أي : يوم القيامة في اليقظة : بفتح القاف ، أو المعنى من رآني في
406
المنام ، ولم يهاجر يوفقه الله للهجرة إلى المدينة فسيراني في اليقظة.
قوله : (ولا يتمثل الشيطان بي) هو كالتعليل لما قبله.

(4/99)


قوله : (إذا رآه في صورته) أي : قال إنما تعتبر رؤيته {صلى الله عليه وسلّم} إذا رآه الرائي في صورته التي كان عليها في حياته وقضيته أنه إذا رآه على غير صورته لم تكن رؤيا حقيقة والمشهور أنها حقيقة لكن إن رآه على صورته كان إدراكه لذاته أو على غيرها كان إدراكه لمثاله وتغير الهيئة إنما هو من جهة الرائي.
قوله : (رأى الحق) أي : فقد رآى رؤية صحيحة حقية لا رؤية أضغاث أحلام.
قوله : (لا يتكونني) أي : لا يتكون كوناً مثل كوني.
407
11 ـ باب رُؤْيَا اللَّيلِ
قوله : (رواه سمرة) أي : حديث رؤيا الليل.
قوله : (البارحة) اسم الليلة الماضية.
قوله : (ونصرت بالرعب) أي : بالفزع يقذف في قلوب أعدائي.
قوله : (آدم) بالمد ، أي : أسمر.
قوله : (من أدم الرجال) : بضم الهمزة ، أي : من سمرهم.
قوله : (لمّة) : بكسر اللام شعر يجاوز شحمة الأذن.
قوله : (رجلها) أي : سرحها.
قوله : (قطط) أي : شديد جعودة الشعر. قوله : (طافية) بتحتية ، أي : ذاهبة النور.
قوله : (فقيل : المسيح الدجال) لا يرد على هذا أن الدجال لا يدخل مكة لأن المراد لا يدخلها وقت خروجه ، وظهور شوكته.
408
12 ـ باب الرُّؤْيَا بِالنَّهَارِ
قوله : (ثبج هذا البحر)أي : وسطه ، وهوله.
13 ـ باب رُؤْيَا النِّسَاءِ
قوله : (اليقين) أي : الموت. قوله : (ما يفعل بي) قاله قبل نزول آية ليغفر لك الله ما
409
تقدّم من ذنبك وما تأخر.
قوله : (ذلك) : بكسر الكاف ، أي : العين عمله ، أي : فكما أن الماء الجاري غير منقطع لا ينقطع ثواب عمله.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 401
14 ـ بابٌ الحُلمُ مِنَ الشَّيطَانِ ، فَإِذَا حَلَمَ فَليَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ، وَليَسْتَعِذْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
قوله : (الحلم) : بضم اللام وسكونها وهو ما يراه النائم من الأمر الفظيع المهول.

(4/100)


وقوله : (من الشيطان) ، أي : لكونه على هواه ، ومراده ولأنه الذي يخيل فيه ولا حقيقة له في نفس الأمر.
قوله : (فإذا حلم) : بفتح اللام.
قوله : (فليبصق عن يساره) أي : طرداً للشيطان الذي حضر رؤياه المكروهة وتحقيراً له.
قوله : (وليستعذ بالله) أي : من الحلم أو من الشيطان أو منهما.
410
15 ـ باب اللَّبَنِ
قوله : (الريّ) : بكسر الراء وتشديد الياء الاسم وبفتحها المصدر.
17 ـ باب القَمِيصِ في المَنَامِ
قوله : (قال : العلم) عبر عن اللبن بالعلم باشتراكهما في كثرة النفع بهما ، وكونهما سببي الصلاح ، ولأن اللبن أول ما يتناوله المولود من طعام الدنيا وبه تقوم حاجته ، والعلم أول كل عبادة ، وبه حياة القلوب.
411
19 ـ باب الخُضَرِ في المَنَامِ ، وَالرَّوْضَةِ الخَضْرَاءِ
قوله : (منصف) : بكسر الميم ، وقوله : الوصيف ، أي : الخادم.
قوله : (فرقيت) : بكسر القاف على الأصح.
قوله : (وهو آخذ بالعروة الوثقى) أي : عاقد لنفسه من الدين عقداً وثيقاً لا تحله شبهة.
20 ـ باب كَشْفِ المَرْأَةِ في المَنَامِ
قوله : (إذاً رجل) هو جبريل جاء في صورة رجل.
412
قوله : (يمضه) أي : ينفذه.
21 ـ بَاب ثِيَابِ الحَرِيرِ في المَنَامِ
قوله : (فقلت له : اكشف) قضيته أن الكاشف هو الملك ، ولا ينافيه ما مرّ في الباب السابق أن الكاشف هو النبى {صلى الله عليه وسلّم} لأن نسبة الكشف إلى النبي ثم مباشرة والي الملك سببية أو لأن كلاً منهما كشف شيئاً.
22 ـ باب المَفَاتِيحِ في اليَدِ
قوله : (باب المفاتيح في اليد) أي : بيان رؤيتها في المنام ، وتعبر بالمال والعز والسلطان ، والصلاح ، والعلم ، والحكمة ، اهـ شيخ الإسلام.
413
24 ـ باب عَمُودِ الفُسْطَاطِ تَحْتَ وِسَادَتِهِ

(4/101)


قوله : (باب عمود الفسطاط) : بضم الفاء وكسرها ، وبطاءين بينهما ألف وقد تبدل الثانية سيناً مهملة ، وقد تبدلان بفوقيتين وهو الخيمة العظيمة. وقيل : هو السرادق وفسر علماء التعبير العمود بالدين ، ولم يذكر للباب حديثاً.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 401
414
27 ـ باب العَينِ الجَارِيَةِ في المَنَامِ
قوله : (من نسائهم) أي : نساء الأنصار.
قوله : (والله ما أدري الخ) قاله قبل نزول آية : {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}.
28 ـ باب نَزْعِ المَاءِ مِنَ البِئْرِ حَتَّى يَرْوَى النَّاسُ
قوله : (حتى يروى الناس) : بفتح الواو. قوله : (فاستحالت) أي : تحولت. وقوله :
415
غرباً ، أي : دلواً عظيماً.
وقوله : (عبقرياً) ، أي : كاملاً حاذفاً في عمله. وقوله : يفري فرية ، أي : يعمل عملاً جيداً عجيباً. قوله : (حتى ضرب الناس بعطن) ، أي : رويت إبلهم حتى بركت ، وأقامت في أماكنها ، فالعطن بفتح الطاء ما يعد للشرب حول البئر من مبارك الإبل.
29 ـ باب نَزْعِ الذُّنُوبِ وَالذَّنُوْبَينِ مِنَ البِئْرِ بِضَعْفٍ
قوله : (وفي نزعة ضعف) يريد ما ناله المسلمون في خلافة أبي بكر من أموال المشركين.
وقيل : قصر مدته فلم يتفرغ لافتتاح الأمصار وجباية الأموال.
قوله : (والله يغفر له) ذكره لا لنقص فيه ، وإنما هو كلام يدغم لكلام آخر ، اهـ شيخ الإسلام.
416
31 ـ بَاب القَصْرِ في المَنَامِ
قوله : (تتوضأ) أي لتزداد حنساً ونوراً لا لتزيل قذراً لتنزيه الجنة عنه.
قوله : (بأبي أنت وأمي) أي : مفدى بهما.
417
34 ـ بابٌ إِذَا أَعْطَى فَضْلَهُ غَيرَهُ في النَّوْمِ

(4/102)


قوله : (لأرى الري) : بكسر الراء وتشديد الياء ، ما يروى به. وقيل : هو اللبن ، وهو المراد هنا. قوله : (باب الأمن وذهاب الروع) : بفتح الراء والخوف وبضمها النفس. والمراد هنا الأول ، فالعطف في الترجمة عطف تفسير.
35 ـ باب الأَمْنِ وَذَهَابِ الرَّوْعِ في المَنَامِ
قوله : (مقمعة) : بكسر أوله ، أي : سوط.
418
قوله : (لو تكثر الصلاة) جواب لو محذوف ، أي : لكنت أزيد صلاحاً ، أو هي للتمني فلا جواب لها ، اهـ شيخ الإسلام.
419
38 ـ بابٌ إِذَا طَارَ الشَّيءُ في المَنَامِ
قوله : (باب إذا طار الشيء في المنام) جواب إذاً محذوف ، أي : بعير بحسب ما يليق به.
قوله : (التي ذكر) أي : التي ذكرها ابن عباس عن النبي {صلى الله عليه وسلّم} .
قوله : (ذكر لي) بالبناء للمفعول ، ولا يضر جهله لأنه صحابي والصحابة كلهم عدول.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 401
قوله : (سواران) : بضم أوّله وكسره.
قوله : (ففظعتهما) : بكسر المعجمة ، أي : استعظمت أمرهما.
قوله : (فأذن لي) أي أن أنفخهما.
39 ـ باب إِذَا رَأَى بَقَراً تُنْحَرُ
قوله : (باب إذا رأى بقراً تنحر) جواب إذا محذوف ، أي يعبر بحسب ما يليق بها ، فإن
320
كانت سمينة ، فهي سنين رخاء ، أو هزيلة ، فهي سنين قحط.
قوله : (وهلي) : بفتح الهاء ، وسكونها ، أي : وهمي. قوله : (أو هجر) : بفتحتين قاعدة أرض البحرين ، وقيل : بلد باليمن.
قوله : (فإذا هم) أي : البقر ، وذكر الضمير باعتبار الخبر ، وهم المؤمنون الذين قتلوا يوم أحد.
قوله : (يوم بدر) أي : الذي حصل به تثبيت قلوب المؤمنين.
40 ـ باب النَّفخِ في المَنَامِ
قوله : (فكبرا عليّ) بضم الموحدة ، أي : عظم أمرهما وشق علي.
41 ـ بابٌ إِذَا رَأَى أَنَّهُ أَخْرَجَ الشَّيءَ مِنْ كُورَةٍ ، فَأَسْكَنَهُ مَوْضِعاً آخَرَ

(4/103)


قوله : (ثائرة الرأس) : بمثلثة ، أي : منتفش شعر رأسها.
421
قوله : (حتى قامت) أي : أقامت ، اهـ شيخ الإسلام.
45 ـ باب مَنْ كَذَبَ في حُلُمِهِ
قوله : (في حلمه) : بضم اللام ، وسكونها ، أي : فيما يراه في منامه.
422
قوله : (ولن يفعل) أي : ولم يقدر على فعل ذلك ، وتكليفه بذلك كناية عن استمرار تعذيبه ، ولا حجة فيه لمن جوّز تكليف ما لا يطاق لأن من ذكر ليس بدار تكليف.
قوله : (الآنك) بهمزة ممدودة مفتوحة ، ونون مضمومة ، الرصاص المذاب.
قوله : (من أفرى الفري) : بفتح الهمزة في الأول ، وكسر الفاء ، والقصر في الثاني جمع فرية ، وهي الكذبة العظيمة.
46 ـ بابٌ إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ ، فَلاَ يُخْبِرْ بِهَا وَلاَ يَذْكُرْهَا
قوله : (وليتفل) : بضم الفاء وكسرها ، أي : وليبصق.
423
قوله : (ظلة) أي : سحابة ، وهو بضم المعجمة.
47 ـ باب مَنْ لَمْ يَرَ الرُّؤْيَا لأَوَّلِ عَابِرٍ إِذَا لَمْ يُصِبْ
وقوله : (تنظف) بضم المهملة ، وكسرها ، أي : تقطن. وقوله : يتكففون ، أي : يأخذون بأكفهم.
قوله : (سبب) أي : حبل. قوله : (ثم يأخذ به رجل الخ) الرجل الأول : أبو بكر ، والثاني عمر ، والثالث : عثمان. قوله : (ثم يوصل له فيعلو به) يعني أن عثمان كاد ينقطع عن اللحاق بصاحبيه بسبب ما وقع له من تلك القضايا التي أنكروها فعبر عنها بانقطاع الحبل ثم وقعت له الشهادة فاتصل ، فالتحق بهما.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 401
قوله : (وأخطأت بعضاً) قيل : خطؤه في التعبير لكونه بحضوره {صلى الله عليه وسلّم} ، ولم يكل الأمر إليه.
قوله : (قال : لا تقسم) أي : قسماً آخر قال النووي : وإنما لم يبر النبي {صلى الله عليه وسلّم} قسم أبي بكر لأن إبرار القسم مخصوص بما إذا لم يكن هناك مفسدة ، ولا مشقة ظاهرة ، قال : ولعل
424

(4/104)


المفسدة في ذلك ما علمه من انقطاع السبب بعثمان ، وهو قتله وتلك الحروب والفتن المرتبة عليه فكره ذكرها خوف شيوعها.
48 ـ باب تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ
قوله : (باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح) أي : بيان تعبيرها حينئذ لحفظ صاحبها لها لقرب عهده بها ولحضور ذهب المعبر فيما يقوله : فهو أولى من تعبيره لها في بقية الأوقات ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (وأنت داخلة) أي : في الآخرة.
قوله : (يثلغ رأسه) أي : يشرخ. قوله : (فيرفضه) أي : يتركه.
425
قوله : (يشرشر) أي : يقطع. قوله : (الكريه المرآة) : بفتح الميم ، أي : المنظر.
قوله : (يحشها) : بمهملة فمعجمة مشدّدة ، أي : يحركها ، ويوقدها.
قوله : (كانوا شطر منهم حسناً) في تالي كانوا ثلاث نسخ رفع شطر بدل من الضمير قبله ،
426
وتصب حسناً لخبر كان ، وأفردوا نظراً إلى البدل ورفعهما بالابتداء والخبر بجعل كان تامة. والجملة حال وإن كانت بلا واو كقوله تعالى : {اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ} ونصب شطراً بدل بعض من خبر كانوا المحذوف ورفع حسناً خبر مبتدأ محذوف ، أي : كانوا شطرين شطراً منهم هو أحسن.
427
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 401
93 ـ كتاب الفتن
1 ـ باب مَا جَاءَ في قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} وَمَا كَانَ النَّبِيَّ {صلى الله عليه وسلّم} يُحَذِّرُ مِنَ الفِتَنِ
قوله : (فيقول) أي : الله.
وقوله : (لا تدري) ، أي : ما أحدثوا بعدك.
قوله : (مشوا على القهقرى) أي : رجعوا رجوع القهقرى ، وهو الرجوع إلى خلف ، أي :
428
ارتدّوا عما كانوا عليه ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (اختلجوا) بالبناء للمفعول ، أي : اقتطعوا.
قوله : (سحقاً سحقاً) أي : بعداً بعداً.

(4/105)


2 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "سَتَرَوْنَ بَعْدِي أُمُوراً تُنْكِرُونَهَا"
قوله : (شبرا) أي قدر شبر ، وهو كناية عن خروجه على السلطان ، ولو بأدنى شيء.
429
قوله : (أصلحك الله) أي : في جسمك.
قوله : (وأثره علينا) عطف على السمع ، أي : بايعنا على استئثار الأمراء بحظوظهم ، واختصاصهم إياها.
قوله : (بواحاً) بفتح الموحدة ، والواو المخففة ، أي : ظاهراً بادياً.
قوله : (تلقوني) أي : على الحوض.
3 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "هَلاَكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَي أُغَيلِمَةٍ سُفَهَاءَ"
قوله : (أغيلمة) تصغير غلمة جمع غلام وواحد أغيلمة غليم بالتشديد.
قوله : (هلكة) : بفتحتين الهلاك.
قوله : (على يديّ) بالتثنية ، وفي نسخة : أيدي بالجمع.
430
قوله : (لعنة الله عليهم غلمة) بالنصب على الاختصاص.
قوله : (لفعلت) كأنه كان يعرف أسماءهم ، وكان ذلك من الجراب الذي لم يبثه.
قوله : (فكنت أخرج مع جدي) قائلة : عمروبن يحيى.
4 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "وَيلٌ لِلعَرَبِ مِنْ شَرّ قَدِ اقَتَرَبَ"
قوله : (ويل للعرب من شر قد اقترب) ويل كلمة عذاب ، أو وادٍ في جهنم ، وهي تقال لمن وقع في هلكة قال شيخنا : وخص العرب بالذكر لأنهم أول من دخل في الإسلام وللإنذار بأن الفتن إذا وقعت كانوا في الهلاك أسرع ، اهـ شيخ الإسلام.
5 ـ باب ظُهُورِ الفِتَنِ
قوله : (والهرج القتل بلسان الحبشة) قال القاضي عياض هذا وهم من بعض الرواة ، فإنها عربية صحيحة.
431
قوله : (من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء) قيل : هم الكفار والمنافقون ،
432

(4/106)


ومن تبعيضية ، أو زائدة ، وهو الأوجه لخبر مسلم : "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس" ، ولا ينافيه خبر : "لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى تقوم الساعة لأن الغاية فيه كما قال شيخنا محمولة على وقت هبوب الريح الطيبة التي تقبض روح كلّ مؤمن ، ومسلم ، فلا يبقى إلا الشرار فتهجم الساعة عليهم بغتة.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 428
6 ـ بابٌ لاَ يَأْتِي زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ
قوله : (من الحجاج) أي : ابن يوسف الثقفي.
قوله : (حتى تلقوا ربكم) أي : حتى تموتوا ، والحديث محمول على الغالب إذ بعض الأزمنة قد يكون في الشر أقل من سابقة كزمن عمربن عبد العزيز بعد زمن الحجاج ، أو المراد بالفضيل تفضيل مجموع العصر على مجموع العصر فإن عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحابة الأحياء ، وانقرضوا في عصر عمر والزمان الذي فيه الصحابة خبر من الزمان الذي خلوا منه لخبر : "خير القرون قرني".
433
8 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً ، يَضْرِب بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ"
قوله : (وأبشاركم) : بفتح الهمزة جمع بشر ، وهو ظاهر الجلد ، اهـ شيخ الإسلام.
434
قوله : (أوعى) أي : أحفظ.
قوله : (ما بهشت بقصبة) : بفتح الموحدة والهاء ، وسكون المعجمة. وفي نسخة : بكسر الهاء ، أي : ما مددت يدي إليها وتناولتها لأدفع بها عني لأني لا أرى قتال المسلمين ، فكيف أقاتلهم بسلاح من بهش القوم بعضهم بعضاً إذا توافوا للقتال.
435
9 ـ بابٌ تَكونُ فِتْنَةٌ القَاعِدُ فِيهَا خَيرٌ مِنَ القَائِمِ

(4/107)


قوله : (ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم الخ) المراد بالأفضلية في الخيرية أن يكون المفضل أقل شراً من المفضل عليه إذ القاعد عن الفتنة أقل شراً من القائم والقائم لها أقل شراً من الماشي لها ، والماشي لها أقل شراً من الساعي في إثارتها. قوله : (من تشرف لها) أي : تعرض.
وقوله : (تستشرفه) ، أي : تهلكه.
10 ـ بابٌ إِذَا التَقى المُسْلِمَانِ بِسَيفَيهِمَا
قوله : (ملجأ) أي : موضعاً يلتجىء إليه. قوله : (أو معاذاً) أي : موضع العوذ ، وهو بمعنى ملجأ.
436
قوله : (باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما) أي : فكلاهما في النار.
11 ـ بابٌ كَيفَ الأَمْرُ إِذَا لَمْ تَكُنْ جَمَاعَةٌ
قوله : (باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة) أي : يجتمعون على خليفة ، والمعنى إذا وقع اختلاف ، ولم يكن خليفة ، فكيف يفعل المسلمون.
قوله : (دخن) : بفتح المهملة ، والمعجمة الدخان ، أي : ليس خبراً خالصاً بل فيه كدورة بمنزلة الدخان من النار. والمراد منه أن لا تصفو القلوب بعضها لبعض كما كانت عليه من الصفا.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 428
قوله : (بغير هديي) أي : سنتي.
قوله : (تعرف منهم وتنكر) أي : الخير والشر.
قوله : (من جلدتنا) أي : من أنفسنا وعشيرتنا.
قوله : (ويتكلمون بألسنتنا) أي : هم من العرب. وقيل : من بني آدم ، والمعنى أنهم في الظاهر على ملتنا ، وفي الباطن مخالفونا وجلدة الشيء ظاهره ، وهي في الأصل غشاء البدن.
437
قوله : (فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة) أن تمسك بما صبرك وتقوى به على اعتزالهم ، ولو بما لا يكاد يصح أن يكون متمسكاً وعض أصل الشجرة كناية عن مكابدة المشقة.
438
15 ـ باب التَّعَوُّذِ مِنَ الفِتَنِ
قوله : (حتى أحفوه بالمسئلة) أي : ألحوا عليه في السؤال وبالغوا.

(4/108)


قوله : (رأسه في ثوبه) في نسخة : لاث رأسه من اللوث ، وهو الطي والجمع ، ومنه لثت العمامة.
قوله : (فأنشأ رجل) أي : بدأ بالكلام. وقوله : لاحى ، أي : خاصم.
قوله : (دون الحائط) أي : عنده. قوله : (كل رجل) مبتدأ. وقوله : لافا بالنصب حال ، وبالرفع صفة لكل ، ويجوز الجرّ صفة لرجل ، ويبكي خبر المبتدأ.
439
قوله : (عائذاً بالله من سوء الفتن) بالنصب حال ، أو مصدر بمعنى عياذاً ، ومقول القول محذوف ، أي : قال ذلك عائذاً الخ.
16 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "الفِتْنَةُ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ"
قوله : (الفتنة من قبل المشرق) أي : تأتي من جهته لأن أهله يومئذ أهل كفر.
قوله : (يطلع) : بضم اللام.
440
قوله : (هناك الزلازل والفتن) أشار بهناك إلى نجد ونجد إلى المشرق ، اهـ شيخ الإسلام.
17 ـ باب الفِتْنَةِ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ البَحْرِ
قوله : (الحرب أول ما تكون فتية) قال الكرماني : يجوز في أول وفتية نصبهما ورفعهما ، ونصب الأول ورفع الثاني ، والعكس وكان إما ناقصة أو تامة اهـ ، والمراد أن الحرب تعرض لمن لم يجرّ بها حتى يدخل فيها فتهلكه.
قوله : (التي تموج كموج البحر) أي : تضطرب كاضطرابه عند هيجانه ، وهو كناية عن
441
شدة المخاصمة ، وما ينشأ ن ذلك من المشاتمة والمقاتلة.
قوله : (ليس بالأغاليط) جمع أغلوطة ما يغالط به ، أي : حدثته حديثاً صدقاً من حديثه {صلى الله عليه وسلّم} لا عن رأي ، واجتهاد.
قوله : (إلى حائط) أي : بستان أريس.
قوله : (قفّ البئر) أي : حافتها.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 428
قوله : (معها بلاء يصيبه) وهو قتله في الدار وإنما خص عثمان بذكر البلاء مع أن عمر قتل أيضاً لأن عمر لم يمتحن مثل ما امتحن به عثمان بتسلط القوم الذين أرادوا منه أن يخلع من
443

(4/109)


الإمامة بسبب ما نسبوه إليه من الجور مع تنصله من ذلك ، واعتذاره من كل ما نسبوه إليه ، ثم هجمهم عليه داره وهتكهم ستر أهله ، فكان ذلك زيادة على قتله.
قوله : (ألا تكلم هذا) أي : عثمان فيما أنكر الناس عليه من توليه أقاربه وغير ذلك مما اشتهر.
قوله : (قد كلمته ما) وما موصوفة ، أو موصولة.
وقوله : (دون أن أفتح باباً أكون أول من يفتحه) ، أي : بل كلمته على سبيل المصلحة ، والأدب إذ الإعلان بالإنكار على الأئمة بما أدى إلى افتراق الكلمة.
19 ـ بابُ
قوله : (أكره عندي من إبطائكما الخ) أي : لما في الإبطاء من مخالفة الإمام وترك امتثال أمره. قوله : (وكساهما) أي : كسا أبو مسعود أبا موسى وعماراً لتصريحه في الرواية الآتية بذلك وإن كان ظاهر ما هنا أن عماراً كسا الآخرين.
قوله : (روحاً فيه) أي : ليرح كل منكما فيما أعطيته له.
20 ـ بابٌ إِذَا أَنْزَل اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَاباً
قوله : (من كان فيهم) أي : ممن ليس هو على منهاجهم ، وإن كان صالحاً.
444
21 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍ : "إِنَّ ابْنِي هذا لَسَيِّدٌ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أُنْ يُصْلِحَ بِهِ بَينَ فِئَتَينِ مِنَ المُسْلِمِينَ"
قوله : (بين فئتين من المسلمين) هما فئة الحسن وفئة معاوية رضي الله عنهما.
قوله : (على عيسى) أي : ابن موسىبن محمد وكان أمير على الكوفة.
قوله : (بالكتائب) : بفوقية جمع كتيبة بمعنى مكتوبة ، وهي طائفة من الجيش ، وسميت بذلك لأن أمير الجيش إذا رتبهم ، وجعل كل طائفة على حدة كتبهم في ديوانه.
قوله : (نلقاه) أي : معاوية ، أي : نجده.
قوله : (فنقول له الصلح) أي : نحن نطلب الصلح.
قوله : (ما خلف صاحبك) أي : ما السبب في تخلفه عن مساعدتي.
قوله : (لأحببت أن أكون معك فيه) هذا كناية عن موافقته له في حالتي الحياة والموت.

(4/110)


قوله : (ولكن هذا) أي : قتال المسلمين.
445
22 ـ بابٌ إِذَا قَالَ عِنْدَ قَوْمٍ شَيئاً ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ بِخِلاَفِهِ
قوله : (في ظل علية) : بضم العين ، وكسرها ، وتشديد اللام مكسورة ، أي : غرفة.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 428
قوله : (يستطعمه الحديث) أي : يطلبه منه. قوله : (إن ذاك الذي بالشأم) يعني مروانبن الحكم.
قوله : (ذاك الذي بمكة يعني) عبداللهبن الزبير ، ومطابقة الحديث للترجمة من جهة الذين عاتبهم أبو برزة كانوا يظهرون أنهم يقاتلون لأجل القيام بأمر الدين ، ونصر الحق ، وكانوا في الباطن إنما يقاتلون لأجل الدنيا.
قوله : (يسرون) أي : الكفر.
446
وقوله : (واليوم يجهرون) ، أي : به ، ومطابقة الحديث للترجمة من حيث أن جهرهم بالنفاق ، وشهر السلاح على الناس يخالف ما بذلوه من الطاعة حين بايعوا أولاً من خرجوا عليه آخراً.
23 ـ بابٌ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُغْبَطَ أَهْلُ القُبُورِ
قوله : (يغبط أهل القبور) بالبناء للمفعول.
قوله : (بقبر الرجل) ذكر الرجال جرى على الغالب ، وإلا فغيره كذلك.
قوله : (يا ليتني مكانه) تمنى ذلك لما يصيبه من البلاء والشدة حتى يكون الموت الذي هو أعظم المصائب أهون على المؤمن فيتمنى أهون المصيبتين في اعتقاده.
24 ـ باب تَغْيِيرِ الزَّمانِ حَتَّى يَعْبُدُوا الأَوْثَانَ
قوله : (أليات) : بفتح الهمزة واللام جمع ألية ، وهي العجيزة ، اهـ شيخ الإسلام.
447
26 ـ بابٌ
قوله : (كلهم يزعم أنه رسول الله) أي : بخلاف الدجال الأكبر فإنه يزعم أنه إله.
قوله : (حتى يهم) : بضم التحتية ، وكسر الهاء ، أي : يحزن ، ويفتح التحتية ، وضم الهاء ، أي : يقصد ورب المال مفعول على الأول وفاعله من يقبل صدقته ، وعكس ذلك على الثاني. قوله : (لا أرب) أي : لا حاجة.
448

(4/111)


قوله : (يليط) أي : يصلحه ، ويلصقه بالطين.
27 ـ باب ذِكْرِ الدَّجَّالِ
قوله : (باب ذكر الدجال) أي : الكذاب الذي يظهر آخر الزمان ، ويدعي الإلهية ابتلى الله به عباده ، وأقدره الى أشياء من مخلوقاته ثم يعجزه الله تعالى ثم يقتله عيسى عليه السلام.
قوله : (هو أهون على الله من ذلك) أي : من أن يجعله آية على إضلال المؤمنين.
449
قوله : (رعب المسيح الدجال) : بضم الراء والعين وسكونها ، أي : فزعه.
قوله : (يستعيذ في صلاته الخ) أي : تعليماً لأمته.
450
قوله : (مكتوب كافر) برفع مكتوب مبتدأ خبره بين عينيه ، والجملة خبر إن واسمها ضمير الشأن ، أو ضمير الدجال ، وكافر خبر مبتدإ محذوف ، وفي نسخة مكتوباً بالنصب اسم إن ، وبين عينيه متعلق به وكافر خبر إن.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 428
28 ـ بابٌ لاَ يَدْخُلُ الدَّجَّالُ المَدِينَةَ
قوله : (نقاب المدينة) : بكسر النون ، جمع نقب بفتحها ، وهو طريق بين الجبلين ، أو بقعة بعينها. قوله : (رجل هو خير الناس) قيل : هو الخضر.
451
29 ـ باب يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
قوله : (يأجوج ومأجوج) هما قبيلتان من ولد يافثبن نوح ، اهـ شيخ الإسلام.
452
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 428
94 ـ كتاب الأحكام
1 ـ بابٌ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}
قوله : (كتاب الأحكام) جمع حكم ، وهو خطاب الله المتعلق بفعل المكلف اقتضاء أو تخييراً. قوله : (وأولي الأمر منكم) أي : الولاة ، اهـ شيخ الإسلام.
2 ـ باب الأُمَرَاءُ مِنْ قُرَيشٍ
قوله : (باب الأمراء من قريش) وفيه : أنه بلغ معاوية وهو عنده الخ.
453

(4/112)


هذا إنكار من معاوية بلا تأمل وتفتيش وإلا فقد جاء حديث القحطاني مرفوعاً وما ذكر في المعارضة ، فهو حجة لما فيه من التقييد بقوله ما أقاموا الدين.
3 ـ باب أَجْرِ مَنْ قَضَى بِالحِكْمَةِ
قوله : (باب أجر من قضى بالحكمة لقوله تعالى : ومن لم يحكم الآية) يحتمل أن اللام متعلقة بقوله : قضى ، أي : يحمله على القضاء المذكور قوله تعالى : {ومن لم يحكم} ، والمراد أنه يقضي لله ولأمره ونحو ذلك ، ويحتمل أنه دليل على ثبوت الأجر نطراً إلى أنه يدل على ثبوت الوزر لمن ترك القضاء بالحكمة ويلزم منه أن القاضي بالحكمة تارك لسبب الوزر ، ويلزمه الأجر كما جاء في حديث من يقضي شهوته من حلال ففيه أنه كان عليه وزر وضع في حرام فله أجر إذا وضع في حلال ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
454
455
8 ـ باب مَنِ اسْتُرْعِيَ رَعِيَّةً فَلَمْ يَنْصَحْ
قوله : (باب من استرعى رعية) وفيه إلا لم يجد رائحة الجنة. ولعل المراد به ، وبقوله إلا حرم الله عليه الجنة ، وأمثاله هو أن جزاءه أن لا يدخل الجنة مع الأولين ثم فضل الله واسع إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء والله تعالى أعلم.
456
12 ـ باب الحَاكِمِ يَحْكُمُ بِالقَتْلِ عَلَى مَنْ وَجَبَ عَلَيهِ ، دُونَ الإِمَامِ الَّذِي فَوْقَهُ
قوله : (باب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام الذي فوقه) ذكر فيه
457
ثلاثة أحاديث ، فالأول والثاني إما لمجرد نصب الإمام الحاكم لأن ترجمة الباب تتوقف عليه ، والثالث لإفادة حكم ذلك الحاكم بالقتل ، أو الأولان لإفادة الترجمة أيضاً نظراً إلى العادة حيث أن نصب الحاكم عادة لا يخلو عن حكمه بالقتل ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
458

(4/113)


15 ـ باب الشَّهَادَةِ عَلَى الخَطِّ المَخْتُومِ ، وَمَا يَجُوزُ مِنْ ذلِكَ وَمَا يَضِيقُ عَلَيهِمْ ، وَكِتابِ الحَاكِمِ إِلَى عَامِلِهِ وَالقَاضِي إِلَى القَاضِي
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 453
قوله : (وبيصه) أي : لمعانه وبريقه.
459
16 ـ بابٌ مَتَى يَسْتَوْجِب الرَّجُلُ القَضَاءَ
قوله : (باب متى يستوجب الرجل القضاء) أي : متى يستحقه والكلام عليه مستوفى في كتب الفقه وسيأتي هنا بعضه ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (وصمة) أي : عيب.
460
17 ـ باب رِزْقِ الحُكَّامِ وَالعَامِلِينَ عَلَيَهَا
قوله : (والعاملين عليها) أي : على الحكومات أو الصدقات.
قوله : (وكان شريح القاضي يأخذ على القضاء أجراً) أي : من بيت المال ، وعليه الجمهور فله إن لم يتعين للقضاء أن يأخذ منه وإن وجد كفايته ، وكفاية عياله ما يليق بحالهم ليتفرغ للقضاء فإن تعين له ووجد كفايته وكفاية عياله لم يجز له أخذ شيء لأنه يؤدي فرضاً تعين عليه وهو واجد للكفاية. قوله : (بقدر عمالته) : بضم العين ، أي : بقدرة أجرة عمله.
461
462
21 ـ باب الشَّهَادَةِ تكُونُ عِنْدَ الحَاكِمِ ، في وِلاَيَتِهِ القَضَاءَ أَوْ قَبْلَ ذلِكَ ، لِلخَصْمِ

(4/114)


قوله : (باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته القضاء ، أو قبل ذلك للخصم) وذكر لولا أن يقول الناس : زاد عمر الخ ، أي : لولا خوف أن الخ أي لولا خوف أن يقول الناس. وظاهره أنه كان يعتقد أنه قرآن غير منسوخ التلاوة فحقه أن يكتب في المصحف إلا أنه ما تواتر فخاف طعن الناس فيه الزيادة في القرآن فتركه ، وهذا يقتضي أن القرآن الثابت التلاوة لم يتواتر كله بل منه ما لم يتواتر وهو مشكل ، فالوجه أن يجعل قوله : لولا أن يقول الخ كناية عن ثبوت نسخ تلاوته وتقرّره وشهرته بين الناس ، أي : لولا أنه منسوخ تلاوته متقرر نسخه بين الناس بحيث لو كتبته طعنوا في الزيادة في القرآن بسبب ما تقرر لديهم من النسخ لكتبت لما عندي من العلم بأنه كان قرآناً ويحتمل أن يجعل كناية عن حرمة كتابة منسوخ التلاوة في المصحف ، وعدم جواز الزيادة فيه ، فإنه سبب لقولهم ذلك ومبادرتهم إلى الطعن ، أي : لولا الزيادة غير جائزة في المصحف لكتبتها في المصحف للعلم بأنها حق ثابت قطعاً.
والحاصل أنه لا شك عندي في ثبوت الرجم من الله وأنه حق ، وإنما المانع منه أنه منسوخ التلاوة ، ولا يجوز كتابة مثله ، والله تعالى أعلم.
وعلى هذا المعنى لم يكن هذا الأثر موافقاً لهذا الباب ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
463
464
26 ـ باب العُرَفاءِ لِلنَّاسِ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 453
قوله : (باب العرفاء للناس) جمع عريف ، وهو الذي يتولى أمر سياسة الناس ، وحفظ أمورهم وسمي بذلك لأنه يقوم بأمورهم حتى يعرّف بها من فوقه عند الحاجة لذلك.
465
27 ـ باب مَا يُكْرَهُ مِنْ ثَنَاءِ السُّلطَانِ ، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ غَيرَ ذَلِكَ
قوله : (باب ما يكره من ثناء السلطان) أي : من ثناء أحد عليه بحضرته.
قوله : (وإذا خرج قال غير ذلك) أي : من المساوىء.

(4/115)


قوله : (إن شرّ الناس ذو الوجهين) أي : لأن حاله حال المنافق لتملقه بالباطل.
28 ـ باب القَضَاءِ عَلَى الغَائِبِ
قوله : (باب القضاء على الغائب) أي : في غير عقوبة لله تعالى لا فيها لأن حقه تعالى مبني على المسامحة بخلاف حق الآدمي.
466
29 ـ باب مَنْ قُضِيَ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ فَلاَ يَأْخُذْهُ ، فَإِنَّ قَضَاءَ الحَاكِمِ لاَ يُحِلُّ
حَرَاماً وَلاَ يُحَرِّمُ حَلاَلاً
قوله : (باب من قضى له بحق أخيه) أي : وعرف بطلانه وعبر بالأخ ، أي : في الدين لأنه الغالب ، وإلا فغيره مثله ، أو المراد الأخ في نبوّة آدم فلا حاجة إلى التأويل.
قوله : (فإنما هي) أي : القضية.
قوله : (فليأخذها أو ليتركها) قال شيخنا : كغيره الأمر فيه للتهديد لا للتخيير بل هو كقوله تعالى : {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}.
467
31 ـ باب القَضَاءِ في كَثِيرِ المَالِ وَقَلِيلِهِ
قوله : (جلبة خصام) : بفتح الجيم واللام والموحدة ، أي : اختلاط الأصوات.
32 ـ باب بَيعِ الإِمَامِ عَلَى النَّاسِ أَمْوَالَهُمْ وَضِيَاعَهُمْ
قوله : (وضياعهم) جمع ضيعة ، وهي العقار من عطف الخاص على العام ، اهـ شيخ الإسلام.
468
قوله : (عن دبر) : بضم الدال والموحدة ، أي : علق عتقه بعد موته.
33 ـ باب مَنْ لَمْ يَكْتَرِثْ بِطَعْنِ مَنْ لاَ يَعْلَمُ في الأُمَرَاءِ حَدِيثاً
قوله : (باب من لم يكترث) أي : لم يبال ولم يعتدّ.
قوله : (من لا يعلم في الأمراء حديثاً) أي : كلاماً يعابون به فلو طعن بعلم اعتد به ، أو بأمر يحتمل به رجع إلى رأي الإمام.
قوله : (بعثاً) أي : جيشاً له.
قوله : (لخليقاً للإمرة) وفي نسخة للإمارة ، أي : لجديراً مستحقاً لها.
34 ـ باب الأَلَدِّ الخَصِمِ ، وَهْوَ الدَّائِمُ في الخصُومَةِ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 453

(4/116)


قوله : (الألد الخصم) : بفتح المعجمة ، وكسر المهملة.
قوله : (وهو الدائم في الخصومة) أي : أو الشديد فيها.
469
35 ـ بابٌ إِذَا قَضَى الحَاكِمُ بِجَوْرٍ ، أَوْ خِلاَفِ أَهْلِ العِلمِ فَهْوَ رَدٌّ
قوله : (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالدبن الوليد) أي : من قتله الذين قالوا صبأنا من قبل أن يستفسرهم عن مرادهم ، وإنما لم يعاقبه لأنه حكم باجتهاده.
36 ـ باب الإِمَامِ يَأْتِي قَوْماً فَيُصْلِحُ بَينَهُمْ
قوله : (التصفيح) أي : التصفيق.
قوله : (أن امضه) أي : امض في صلاتك.
قوله : (يحمد الله) في نسخة فحمد الله بفاء بدل الياء.
470
37 ـ بابٌ يُسْتَحَبُّ لِلكاتِبِ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً عاقِلاً
قوله : (أن يكون أميناً) في كتابته بعيداً عن الطمع. وقوله : عاقلاً ، أي : غير مغفل لئلا يخدع.
قوله : (قد استحر) أي : اشتد وكثر. قوله : (وإنك رجل شاب الخ) ذكر له أربع صفات مقتضية لخصوصيته بذلك كونه شاباً لكونه أنشط لذلك ، وكونه عاقلاً لكونه أوعى له ، وكونه لا يتهم لركون النفس إليه ، وكونه كان يكتب الوحي لكونه أكثر ممارسة له. قوله : (هو والله خير) استشكل بأنه كيف يكون خيراً مما كان في زمن رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} .
وأجيب بأن خيراً ليس بأفعل تفضيل هنا ولو سلم ، فيكون ذلك خيراً من تركه في زمنهم. قوله : (من العسب) : بضم المهملتين جمع عسيب وهو جريد للنخل العريض المكشوط عنه الخوص. قوله : (والرقاع) جمع رقعة من جلد ، أو ورق. قوله : (واللخاف) بلام مشددة مكسورة وخاء معجمة جمع لخفة ، وهي الحجر الأبيض ، أو الخزف الحجر.
471
39 ـ بابٌ هَل يَجُوزُ لِلحَاكِمِ أَنْ يَبْعَثَ رَجُلاً وَحْدَهُ لِلنَّظَرِ في الأُمُورِ
قوله : (عسيفاً) أي : أجيراً.
472
40 ـ باب تَرْجَمَةِ الحُكَّامِ ، وَهَل يَجُوزُ تُرْجُمَانٌ وَاحِدٌ

(4/117)


قوله : (وهل يجوز ترجمان واحد) : بفتح الفوقية ، وضمها ، وجواب الاستفهام محذوف ، أي : يجوز عند البخاري وغيره مطلقاً وعند الشافعي وغيره إن عرف الحاكم لسان الخصم ، وإلا فلا بدّ من اثنين. قوله : (كتاب اليهود) أي : كتابتهم. وفي نسخة : كتاب اليهودية. قوله : (وأقرأته) أي : وقرأت له. قوله : (لا بد للحاكم من مترجمين) : بكسر الميم ، وفي نسخة : بفتحها ، وهو المعتمد كما قال شيخنا لكن محله عند الشافعية إذا لم يعرف الحاكم لسان الخصم كما مر.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 453
قوله : (أن هرقل أرسل إليه الخ) ليس المراد منه الاستدلال بفعله مع كونه كافراً بل إن قول الترجمان كل يجري عند الأمم مجرى الخبر أو أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخ.
473
42 ـ باب بِطَانَةِ الإِمَامِ وَأَهْلِ مَشُورَتِهِ
قوله : (البطانة) وهم : المطلعون على السرائر ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (فالمعصوم من عصم الله تعالى) في نسخة : من عصمه الله تعالى ، أي : من نزعات الشيطان ، فلا يقبل بطانة الشرّ أبداً.
43 ـ بابٌ كَيفَ يُبَايِعُ الإِمَامُ النَّاسَ
قوله : (باب كيف يبايع الإمام الناس) يرفع الإمام ، ونصب الناس. وفي نسخة : بالعكس. قوله : (في المنشط والمكره) : بفتح ميميهما ، وكلاهما مصدر ميمي بمعنى المفعول ،
474
والمعنى بايعنا على المحبوب والمكروه.
قوله : (فيما استطعت) في نسخة : ما استطعتم.
475
قوله : (أنافسكم) أي : أنازعكم. وقوله : على هذا الأمر في نسخة من هذا الأمر ، أي : من أجله. قوله : (بعد هجع من الليل) أي : بعد طائفة منه. قوله : (هذه الليلة) في نسخة : هذه الثلاث ، أي : الليالي ، والاكتحال مجاز عن النوم. قوله : (يخشى من عليّ شيئاً) أي : من المخالفة الموجبة للفتنة.
44 ـ باب مَنْ بَايَعَ مَرَّتَينِ

(4/118)


قوله : (باب من بايع مرتين) أي : للتأكيد.قوله : (في الأول) في نسخة في الأولى ، أي : الساعة الأولى.
476
45 ـ باب بَيعَةِ الأَعْرَابِ
قوله : (باب بيعة الأعراب) أي : على الإسلام ، أو الجهاد ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (خبثها) أي : رديئها. قوله : (وتنصع) بالتاء مبنياً للفاعل ، أو بالياء مبنياً للمفعول من النصع ، وهو إظهار ما في النفس. وقوله : طيبها بكسر الطاء منصوب على الأول مرفوع على الثاني.
477
49 ـ بَاب بَيعَةِ النِّسَاءِ
قوله : (تفترونه) أي : تختلقونه.
478
قوله : (فما وفت امرأة الخ) مرّ في الجنائز لكن بلفظ فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة أم سليم ، وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ وامرأتان أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى ، وسكوته {صلى الله عليه وسلّم} عن نهي من قالت له ، وهي أم عطية أنا أريد أن أجزيها إما لأنه عرف أن ما عنته ليس من جنس النياحة المحومة أو لأن ذلك كان من خصائصها.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 453
50 ـ باب مَنْ نَكَثَ بَيعَةً
قوله : (باب من نكث بيعة) أي : نقضها.
51 ـ باب الاسْتِخْلاَفِ
قوله : (باب الاستخلاف) أي : تعيين الخليفة عند موته خليفة بعده.
قوله : (ذاك) أي : موتك. قوله : (واثكلياه) : بضم المثلثة ، وسكون الكاف ، وكسر اللام.
479
قوله : (بل أنا وارأساه) إضراب عن كلامها ، أي : بل أضرب أنا حكاية وجع رأسك ، وأشتغل بوجع رأسي إذ لا بأس بك فأنت تعيشين بعدي عرفة بالوحي.
قوله : (أن يقول القائلون) أي : كراهة أن يقول أحد الخلافة لي ، أو لفلان ، اهـ شيخ الإسلام.
480
52 ـ بابٌ

(4/119)


قوله : (يكون اثنا عشر أميراً الخ) إيضاحه ما رواه أبو داود عن جابربن سمرة بلفظ : "لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة" ، قال : فبكى الناس ، وضجوا ، فلعل هذا هو سبب خفاء الكلمة المذكورة على جابر ذكره شيخنا.
53 ـ باب إِخْرَاجِ الخُصُومِ وَأَهْلِ الرِّيَبِ مِنَ البُيُوتِ بَعْدَ المَعْرِفَةِ
قوله : (بعد المعرفة) أي : بعد شهرتهم بذلك. قوله : (يحتطب) في نسخة : يحطب بسكون الحاء ، وفتح الطاء ، وفي أخرى : يحطب ، بفتح الحاء وتشديد الطاء. قوله : (ثم أخالف إلى رجال) أي : آتيهم من خلفهم. قوله : (أو مرماتين) تثنية مرماة بكسر الميم ، وهي ما بين ظلف الشاة من اللحم.
54 ـ بابٌ هَل للإِمَامِ أَنْ يَمْنَعَ المُجْرِمِينَ وَأَهْلَ المَعْصِيَةِ مِنَ الكَلاَمِ مَعَهُ وَالزِّيَارَةِ وَنَحْوِهِ
قوله : (باب هل للإمام أن يمنع المجرمين الخ) جواب الاستفهام محذوف ، أي : نعم.
481
قوله : (وآذن رسول الله) أي : أعلم.
482
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 453
95 ـ كتاب التمني
قوله : (كتاب التمني) هو أعم من الترجي لأنه من الممكن وغيره والترجي في الممكن فقط ولفظ كتاب ساقط من نسخة ، اهـ شيخ الإسلام.
483
3 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "لَوِ اسْتَقَبَلتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ"
قوله : (يقطر) أي : منياً.
قوله : (ما استدبرت) أي : ما استدبرته.
قوله : (ما أهديت) يعني ما قرنت ، أو ما أفردت.
4 ـ باب قَوْلِهِ {صلى الله عليه وسلّم} : لَيتَ كَذَا وَكَذَا
قوله : (أرق النبي) أي : سهر.
484
قوله : (فقال : ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة) قاله قبل نزول قوله تعالى : {والله يعصمك من الناس}. قوله : (غطيطة) أي : صوته ونفخه.

(4/120)


قوله : (اذخر) أي : حشيش طيب الرائحة. قوله : (وجليل) هو الثمام بمثلثة مضمومة وهو نبت ضعيف قصير لا يطول قاله ابن الأثير.
5 ـ باب تَمَنِّي القُرْآنِ وَالعِلمِ
قوله : (باب تمني القرآن والعلم) أي : قراءة القرآن ، وتحصيل العلم.
قوله : (في اثنتين) أي : خصلتين. قوله : (آناء الليل والنهار) أي : ساعاتهما.
6 ـ باب مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّمَنِّي
قوله : (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) أي : من جهة الدنيا ، أو الدين لأن ذلك يؤدي إلى التحاسد ، والتباغض ، وذلك بأن يقول : ليت لي مال فلان أو علمه ، اهـ شيخ الإسلام.
485
8 ـ باب كَرَاهِيَةِ التَّمَنِّي لِقَاءَ العَدُوِّ
قوله : (وسلوا الله العافية) أي : من المكاره.
486
9 ـ باب مَا يَجُوزُ مِنَ اللَّوْ
قوله : (باب ما يجوز من اللو) بسكون الواو ومخففة ، ويروى تشديدها.
قوله : (ولو كنت راجماً امرأة الخ) أي : لرجمتها. قوله : (أعلنت) أي : أظهرت السوء في الإسلام ، وفي الحديث جواز استعمال لو ، وهو محمول كما قال النووي على من قال ذلك تأسفاً على ما فاته من طاعة الله تعالى ، أو ما هو متعذر عليه منها ، وأن النهي في خبر النسائي ، وغيره : "فإن غلبك أمر فقل قدّر الله وما شاء الله وأياك واللو فإن اللو يفتح عمل الشيطان" ، فمحمول على ما لا فائدة فيه مع أن النهي عن ذلك للتنزيه.
487
قوله : (يطعمني ربي ويسقيني) أي : طعاماً وشراباً من الجنة ، أو هو مجاز عن لازم الطعام والشراب ، وهو قوة الآكل والشارب ، وعلى الأول إنما كان مواصلاً لأن المحضر من الجنة لا يجري عليه أحكام المكلفين. قوله : (عن الجدر) : بفتح الجيم ، وسكون المهملة ، ويقال له : الحطيم. قوله : (ولولا أن قومك الخ) جواب لولا محذوف ، أي : لفعلت ، اهـ شيخ الإسلام.
488
489
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 483

(4/121)


96 ـ كتاب الآحاد
1 ـ باب مَا جَاءَ في إِجَازَةِ خَبَرِ الوَاحِدِ الصَّدُوقِ في الأَذَانِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ وَالفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ
قوله : (باب ما جاء في إجازة خبر الواحد) فإن قلت : كيف يصح الاستدلال بما ذكر في هذا الباب من الأحاديث على حجية خبر الآحاد مع أن كلها أخبار آحاد والاحتجاج بها يتوقف على كون خبر الواحد حجة ، فهو دور ، فالواجب أنه أشار بإكثار الأخبار في هذا الباب إلى أن القدر المشترك متواتر ، ولهذا أكثر وإلا فدأبه في الأبواب الاقتصار على حديث ، أو حديثين ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
490
491
492
2 ـ باب بَعْثَ النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} الزُّبَيرَ طَلِيعَةً وَحْدَهُ
قوله : (باب بعث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الزبير) وفيه : كذا حفظته منه كما أنك جالس يوم الخندق فقوله كما أنك جالس تشبيه لحفظه ذلك اللفظ بكونه جالساً في كونهما يقينيين لا إمكان للشك فيه.
وقوله : (يوم الخندق) وبدل من كذا ، أي : حفظت منه يوم الخندق ثم بين أن يوم الخندق ، وقريضة واحد ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
قوله : (يقول : يوم قريظة) أي : بدل قوله : يوم الخندق.
493
3 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ}
قوله : (دخل حائطاً) أي : بستان أريس.
قوله : (وأمرني بحفظ الباب) لا ينافيه ما مرّ في المناقب من قوله : ولم يأمرني بحفظه ، لأنه لم يأمره أولاً وأمره آخراً.
494
4 ـ باب مَا كَانَ يَبْعَثُ النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} مِنَ الأُمَرَاءِ وَالرُّسُلِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ
قوله : (فأمره) أي : أمر النبي حامل الكتاب وهو عبداللهبن حذافة ، وبهذا مع ما نقله عن ابن عباس قبل علم أن المبعوث لعظيم بصرى ، هو دحية الكلبي ، ولعظيم البحرين عبداللهبن حذافة.

(4/122)


5 ـ بَاب وَصَاةِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} وُفُودَ العَرَبِ أَنْ يُبَلِّغُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ
قوله : (باب وصاة النبي {صلى الله عليه وسلّم} ) : بفتح الواو ، وكسرها ، وبالقصر الوصية.
قوله : (مرحباً) : بفتح الميم من الرحب وهو السعة ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (وتؤتوا من المغانم الخمس) عدل به عن أسلوب أخواته للاشعار بأنه متجدد بخلاف تلك فإنها كانت ثابتة ، اهـ شيخ الإسلام.
495
496
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 490
97 ـ كِتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
497
1 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ"
قوله : (ونصرت بالرعب) أي : على خلاف المعتاد من الرعب بسبب المال والمتاع ، والعبيد والأفراس كما عليه الأمراء إذ معلوم أنهصلى الله تعالى عليه وسلم ربما يمضي شهران ، ولم يوقد النار في بيتهصلى الله تعالى عليه وسلم ، والرعب مسيرة شهر على هذه الحال من خواصهصلى الله تعالى عليه وسلم. نعم كان منه نصيب لمن كان على حاله من خلفائهصلى الله تعالى عليه وسلم.
2 ـ باب الاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ {صلى الله عليه وسلّم}
قوله : (أو آمن عليه البشر) أي : ما يكفي في إيمان الناس ، أي : لم يكن في معجزاتهم
498
نقص لكفاية الكل فيما هو المطلوب من إيمان البشر بسببها لكن معجزتي كلام رب العالمين ، فهي أفخر المعجزات وأعلاها قدراً ، وأعظمها رتبة إذ لا يساوي غير كلامه تعالى لكلامه تعالى قطعاً في الفضائل ، والبركات ، فلذلك قال : فأرجو أني أكثرهم تابعاً الخ ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
قوله : (كل أمتي) لعل المراد بالأمة أمة الدعوة والمراد بمن أبى من أبى الإيمان به ، وهو المراد بالعصيان لا مطلق العصيان ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
499

(4/123)


قوله : (وهو أصح) أي : من رواية عقالاً ومر الحديث في الزكاة. قوله : (الجزل) : بفتح الجيم ، وسكون الزاي ، أي : الكثير.
500
قوله : (وما تحكم) في نسخة ، ولا تحكم ، ومر الحديث في تفسير سورة الأعراف ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (تفتنون) أي : تمتحنون.
قوله : (أو المرتاب) أي : الشاك ومرّ الحديث في كتاب العلم والكسوة وغيرهما.
501
قوله : (ما تركتكم) أي : مدة تركي إياكم.
قوله : (إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم الخ) في نسخة : إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم الخ.
3 ـ باب مَا يُكْرَهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ وَتَكَلُّفِ مَا لاَ يَعْنِيهِ
قوله : (ما لا يعنيه) : بفتح التحتية ، وضمها ، أي : يهمه.
قوله : (جرماً) : بضم الجيم وسكون الراء ، أي : إثماً.
قوله : (حجرة) : بضم المهملة ، وسكون الجيم ، وبراء وفي نسخة بزاي بدل الراء.
502
قوله : (من الغضب) أي : من أثره.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 497
قوله : (ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ) : بفتح الجيم فيهما ، أي : الحظ وأبو الأب وبكسرها الاجتهاد ، أي : لا ينفعه ذلك وإنما ينفعه عمله الصالح من حيث إنه علامة ، أو رحمة الله ، وفضله من حيث الأصالة ، والحقيقة ، ومنك بمعنى عنك.
قوله : (وكتب إليه) أي : إلى معاوية.
قوله : (وكثرة السؤال) : بفتح الكاف وكسرها لغة رديئة.
قوله : (ووأد البنات) أي : دفنهن أحياء كفعل الجاهلية.
قوله : (ومنع) أي : منع الحقوق الواجبة.
قوله : (وهات) بكسر التاء ، أي : الطلب بلا حاجة ، اهـ شيخ الإسلام.
503
قوله : (فمن خلق الله) زاد في بدء الوحي فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ، أي : عن التفكر في هذا الخاطر. وفي مسلم : فليقل آمنت بالله.
قوله : (في حرث) أي زرع.
قوله : (لا يسمعكم) بالرفع والجزم.
قوله : (حتى صعد الوحي) أي : حامله.
504

(4/124)


5 ـ باب مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّعَمُّقِ وَالتَّنَازُعِ في العِلمِ ، وَالغُلُوِّ في الدِّينِ وَالبِدَعِ
قوله : (كالمنكل لهم) بتشديد الكاف ، أي : كالمعذب لهم.
قوله : (من آجرّ) : بمدّ الهمزة ، أي : طوب مشوي.
قوله : (المدينة حرم) أي : محرمة.
وقوله : (من عير) بفتح المهملة جبل بالمدينة.
وقوله : (إلى كذا) ، أي : إلى ثور كما في مسلم.
قوله : (صرفاً) أي : فرضاً.
505
وقوله : (ولا عدلاً) ، أي : نفلاً ، أو بالعكس.
قوله : (وإذا فيه) أي : في المكتوب في الصحيفة. وفي نسخة : فيها ، أي : في الصحيفة.
قوله : (ذمة المسلمين الخ) أي : أمانهم واحد.
قوله : (فمن أخفر مسلماً) أي : نقض عهده.
قوله : (ترخص فيه) أي : سهل كالإفطار في بعض الأيام والصوم في بعضها في غير رمضان والتزوج.
قوله : (وتنزه عنه قوم) بأن سردوا الصوم ، واختاروا العزوبة.
قوله : (إني أعلمهم) أشار به إلى القوة العلمية.
وقوله : (وأشدهم له خشية) أشار به إلى القوة العملية عما فعلته أفضل لهم عند الله تعالى ، وليس كذلك إذ أنا أعلمهم بالأفضل ، وأولاهم بالعمل به ، اهـ شيخ الإسلام.
506
قوله : (خلف عاصم) أي : بعد رجوعه ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (وحرة) بفتحات دويبة فوق العرس حمراء ، وقيل : دويبة حمراء تلزق بالأرض كالوزغة تقع في الطعام. فتفسده.
507
قوله : (أسحم) أي : أسود.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 497
وقوله : أي : واسع العين.
قوله : (يرفأ) : بالهمز وبدونه.
قوله : (الظالم) إنما ساغ للعباس يقول ذلك لعليّ لأنه كالوالد له وللوالد ما ليس لغيره ، أو هي كلمة لا يراد بها حقيقتها.
قوله : (استبا) استئناف لبيان المخاصمة ، أي : تخاشنا في الكلام بغليظ القول كالمستبين.

(4/125)


قوله : (وأنتما) مبتدأ خبره تزعمان أن أبا بكر فيها كذا ، أي : ليس محقاً ، ولا قاعداً بالحق ، قيل : كيف جاز لهما في حقه ذلك ، وأجيب بأنهما زعما ذلك باجتهادهما قبل وصول خبر : لا نورث إليهما بعد ذلك رجعا عنه ، واعتقد أنه محق.
قوله : (والله يعلم الخ) مقول : قال ، أي : عمر رضي الله عنه ، وما بين المبتدأ والخبر اعتراض.
508
7 ـ باب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ وَتَكَلُّفِ القِيَاسِ
قوله : (باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس) وفيه : فأخبرتها فعجبت ، فقالت : والله لقد حفظ عبداللهبن عمر ، وكأنها أخذت من موافقته في المرة الثانية لما ذكر في المرة الأولى مع ما بينهما من بعد المدّة أن الحديث محفوظ عنده إذ مع النسيان لا تتأتى الموافقة ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
509
9 ـ باب تَعْلِيمِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} أُمَّتَهُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مِمَّا عَلَّمَّهُ اللَّهُ ، لَيسَ بِرَأْيٍ وَلاَ تَمْثِيلٍ
قوله : (باب تعليم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أمته من الرّجال والنساء مما علمه الله
510
ليس برأي ، ولا تمثيل) أي : ولا رد للمثل إلى مثله ، وهو حقيقة القياس ولهذا اشتهر هذا الاسم بين المناطقة في القياس ، والله تعالى أعلم.
511
12 ـ باب مَنْ شَبَّهَ أَصْلاً مَعْلُوماً بِأَصْلٍ مُبَيَّنٍ ، قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ حُكْمَهُمَا ، لِيُفهمَ السَّائِلُ
قوله : (باب من شبه أصلاً معلوماً) أي : مطلوباً بالعلم والبيان للمخاطب.

(4/126)


وقوله : بأصل مبين ، أي : قد بين للمخاطب من قبل ، أو المراد بالعلوم المعلوم للمتكلم المجيب ، وكذا المبين والمطلوب بشبيه المجهول على المخاطب بالمعلوم عنده مع أن كلا منها معلوم عند المتكلم بدون هذا التشبيه ، وإنما يشبه لتفهيم السائل المخاطب ، والتوضيح عنده لا لإثبات الحكم كما يقول به أهل القياس ، فهذا جواب عن أدلة مثبتي القياس بأن ما جاء من القياس بأن ما جاء من القياس كان للإيضاح والتفهيم بعد أن كان الحكم ثابتاً في كل من الأصلين ، ولم يكن لإثبات الحكم ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 497
512
14 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ"
قوله : (سنن من كان قبلكم) أي : طريقتهم.
قوله : (قال : فمن) أي : فمن هم غير أولئك.
513
15 ـ باب إِثْمِ مَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ ، أَوْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً
قوله : (كفل) أي : نصيب.
16 ـ باب مَا ذَكَرَ النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} وَحَضَّ عَلَى اتِّفَاقِ أَهْلِ العِلمِ ، وَمَا أَجْمَعَ عَلَيهِ الحَرَمَانِ مَكَّةُ وَالمَدِينَةُ ، وَمَا كَانَ بِهَا مِنْ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، وَمُصَلَّى النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} وَالمِنْبَرِ وَالقَبْرِ
قوله : (وحض) أي : حرض.
قوله : (الحرمان مكة والمدينة) أي : أهلهما.
قوله : (وعك) : بفتح الواو والعين وسكونها ، أي : حمى.
قوله : (لو شهدت أمير المؤمنين) جواب لو محذوف ، أي : لرأيت عجباً ، أو هي للتمني فلا جواب لها.
قوله : (أتاه رجل) حال ، أي : وقد أتاه رجل ، أو متعلق بمحذوف ، أي : حين أتاه
514

(4/127)


رجل. قوله : (ممشقان) : بضم أوله ، وفتح ثانيه وثالثه المعجم مشدداً ، أي : مصبوغان بالمشق بكسر الميم ، وفتحها ، أي : الطين الأحمر.
قوله : (فتمخط) أي : استنثر.
قوله : (بخ بخ) : بفتح الموحدة أكثر من ضمها ، أو بمعجمة ساكنة مخففة ومشددة وبتنوينها كذلك كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء.
قوله : (وأني لأخرّ فيما بين منبر رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} إلى حجرة عائشة) هذا هو الغرض من الحديث هنا ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (يشرن) أي : يهوين.
515
قوله : (لا أوثرهم) أي : النبي وأبا بكر وجمع الضمير بناء على أن أقل الجمع اثنان.
516
قوله : (مدّاً وثلثاً بمدكم اليوم) أي : المد العراقي. وفي نسخة مدّاً وثلث وكأنه كتب على لغة ربيعة في الوقف.
قوله : (وقد زيد فيه) أي : في الصاع في زمن عمربن عبد العزيز حتى صار مدّاً وثلث مدّ من الأمداد العمرية والجملة حالية.
قال شيخنا : ومناسبة الحديث للترجمة أن الصاع مما أجمع عليه أهل الحرمين بعد العهد النبوي ، واستمر ، فلما زاد بنو أمية فيه لم يتركوا اعتبار الصاع النبوي فيما ورد فيه التقدير بالصاع من زكاة الفطر ، وغيرها ، بل استمروا على اعتباره في ذلك وإن استعملوا الصاع الزائد في شيء غير ما وقع فيه التقدير بالصاع.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 497
قوله : (طلع له أحد) أي : بدا.
قوله : (ممرّ الشاة) أي : موضع مرورها.
قوله : (الحفياء) بمهملة موضع بينه وبين المدينة خمسة أميال أو ستة.
517
قوله : (بالعقيق) هو : وادٍ بظاهر المدينة ، اهـ شيخ الإسلام.
518
قوله : (عمرة في حجة) أي : مدرجة فيها.
قوله : (وذكر العراق) بالبناء للمفعول. قوله : (فقال : لم يكن عراق يومئذٍ) أي : لم يكن أهل العراق في ذلك الوقت مسلمين حين يوقت لهم.

(4/128)


قوله : (معرّسة) : بضم الميم ، وتشديد الراء المفتوحة ، أي : منزله الذي كان فيه آخر الليل.
17 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ}
قوله : (باب قول الله تعالى : ليس لك من الأمر شيء) أي : من الخلق ، وإنما أمرهم بيدي.
519
قوله : (في الأخيرة) أي : في الركعة الأخيرة. وهذا من كلام ابن عمر.
قوله : (وهو مدبر) أي : مولّ ظهره.
19 ـ باب قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَكَذلِكَ جَعَلنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} وَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم}
بِلُزُومِ الجَمَاعَةِ ، وَهُمْ أَهْلُ العِلمِ
قوله : (أمة وسطاً) أي : خياراً.
520
قوله : (وما أمر النبى {صلى الله عليه وسلّم} بلزوم الجماعة الخ) عطف على قول الله تعالى.
20 ـ بابٌ إِذَا اجْتَهَدَ العَامِلُ أَوِ الحَاكِمُ ، فَأَخْطَأَ خِلاَفَ الرَّسُولِ مِنْ غَيرِ عِلمٍ ، فَحُكْمُهُ مَرْدُودٌ
قوله : (باب إذا اجتهد العامل) أي : عامل الزكاة ونحوها. وفي نسخة : إذا اجتهد العالم. قوله : (فأخطأ خلاف الرسول) أي : مخالفاً.
وقوله : من غير علم ، أي : من غير تعمد المخالفة ، وقوله : فحكمه مردود ، أي : لا يعمل به.
قوله : (بتمر جنيب) أي : أجود الثمار.
قوله : (وكذلك الميزان) يعني : وكذلك كل ما يوزن يباع وزناً بوزن بلا تفاضل.
21 ـ باب أَجْرِ الحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ
قوله : (باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ) ومر حديث الباب في أواخر البيوع ،
521
وفيه دلالة على أن الحق عند الله واحد أن المجتهد يخطىء ، ويصيب ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (كانت ظاهرة) أي : للناس غالباً.

(4/129)


22 ـ باب الحُجَّةِ عَلَى مَنْ قَالَ : إِنَّ أَحْكَامَ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} كَانَتْ ظَاهِرَةً ، وَمَا كَانَ يَغِيب بَعْضُهُمْ مِنْ مَشَاهِدِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} وَأُمُورِ الاْسْلاَمِ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 497
قوله : (ما كان) ما موصولة إن عطف على الحجة ونافية إن عطفت على جملة إن أحكام النبي {صلى الله عليه وسلّم} .
قوله : (بعضهم) أي : بعض الصحابة.
522
وقوله : (من مشاهد) متعلق بيغيب. وفي نسخة : عن مشاهدة.
23 ـ باب مَنْ رَأَى تَرْكَ النَّكِيرِ مِنَ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} حُجَّةً ، لاَ مِنْ غَيرِ الرَّسُولِ
قوله : (ابن الصائد) في نسخة : ابن الصياد.
قوله : (سمعت عمر يحلف على ذلك) أي : إما لسماعه من النبى {صلى الله عليه وسلّم} أو لعلامات وقرائن واستشكل ذلك بما مر في الجنائز أن عمر قال للنبي {صلى الله عليه وسلّم} في قصة ابن صياد : دعني أضرب عنقه فقال : "إن يكن هو فلن تسلط عليه" ، وهو صريح في أنه تردد في أمره فلا يدل سكوته عن إنكاره عند حلف عمر على أنه هو ، وأجيب بأن التردد كان قبل أن يعلمه الله تعالى بأنه هو الدجال فلما أعلمه لم ينكر على عمر حلفه وبأن العرب قد تجري الكلام مجرى الشك ، وإن لم يكن في الخبر شك ، فيكون ذلك من تلطف النبى {صلى الله عليه وسلّم} بعمر في صرفه عن قتله.
24 ـ باب الأَحْكَامِ الَّتِي تُعْرَفُ بِالدَّلاَئِلِ ، وَكَيفَ مَعْنَى الدِّلاَلَةِ وَتَفسِيِرُهَا
قوله : (وكيف معنى الدلالة) : بفتح الدال أشهر من ضمها وكسرها.
قوله : (وتفسيرها) بالرفع عطف على معنى الدلالة.24 ـ
523
قوله : (أمر الخيل) أي : بأمر الخيل.
قوله : (في مرج) : بفتح الميم ، وسكون الراء ، أي : موضع كلأ ، اهـ شيخ الإسلام.
524

(4/130)


25 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "لاَ تَسْأَلُوا أَهْلَ الكِتَابِ عَنْ شَيء"
قوله : (لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء) أي : مما يتعلق بالشريعة.
قوله : (وذكر) بالبناء للمفعول.
قوله : (إن كان) : إن مخففة من الثقيلة ، أي : إن كعباً كان.
قوله : (وإن كنا) أي : وإنا كنا فإن مخففة أيضاً.
قوله : (لنبلو) أي : لنختبر.
وقوله : عليه ، أي : على كعب يعني كان يخطىء في بعض الأحيان ، ولم يرد أنه كذاب.
525
قوله : (كان أهل الكتاب) أي : اليهود.
قوله : (أحدث) أقرب نزولاً.
قوله : (لم يشب) أي : لم يخلط بغيره بخلاف التوراة.
26 ـ باب كَرَاهِيَةِ الخِلاَفِ
قوله : (لما حضر النبي) بالبناء للمفعول ، أي : حضره الموت.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 497
526
27 ـ باب نَهْى النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} عَنِ التَّحْرِيمِ إِلاَّ مَا تُعْرَفُ إِبَاحَتُهُ ، وَكَذلِكَ أَمْرُهُ
قوله : (إلا ما تعرف إباحته) أي : بقرينة الحال ، أو بدلالة السياق.
قوله : (وكذلك أمره) أي : حكم أمره كحكم المنهي عنه ، فتحرم مخالفته.
قوله : (أصيبوا من النساء) أي : جامعوهن.
وقوله : (ولم يعزم) ، أي : لم يوجب ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (إلا خمس) أي : من الليالي.
قوله : (وحركها) أي : أمالها إشارة إلى كيفية تقطر المذي.
527
قوله : (فحلوا) : بكسر الحاء.
قوله : (كراهية أن يتخذها الناس سنة) أي : طريقة لازمة أو سنة راتبة مؤكدة.
28 ـ بابُ
قوله : (وأمرهم شورى بينهم) أي : ذو شورى ، أي : مشورة. قوله : (والتبين) هو وضوح المقصود.
528
قوله : (لأمته بالهمز وتركه) أي : درعه.
قوله : (استلبث الوحي) أي : أبطأ.
قوله : (تصدقك) بالجزم جواب الأمر.
قوله : (الداجن) أي : الشاة التي تألف البيوت.

(4/131)


قوله : (من يعذرني من رجل الخ) : بكسر المعجمة ، أي : من يقوم بعذري إن كافأته على قبيح فعله ، ولم يلمني.
قوله : (سبحانك الخ) سبح تعجباً ممن يقول ذلك.
529
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 497
كتاب التوحيد
قوله : (كتاب التوحيد) وهو مصدر وحدته ، أي : اعتقدته منفرداً بذاته وصفاته لا نظير له ولا شبيه ومن ثم قال الجنيد : التوحيد إفراد القديم من المحدث بفتح الدال ، وهو مشتق من الحدوث الصادق بالحدوث الذاتي ، وهو كون الشيء مسبوقاً بغيره والزماني ، وهو كونه مسبوقاً بالعدم والإضافي ، وهو ما يكون وجوده آخر فيما مضى ، وهو تعالى منزه عنه بالمعاني الثلاثة ، اهـ شيخ الإسلام.
1 ـ باب مَا جَاءَ في دُعَاءِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} أُمَّتَهُ إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
قوله : (كرائم أموال الناس) أي : خيار مواشيهم.
530
قوله : (أتدري ما حقهم عليه) أي : تفضلاً لا وجوباً.
قوله : (يتقالها) أي : يعدها قليلة.
2 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {قُلُ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيَّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى}
قوله : (أياماً تدعوا فله الأسماء الحسنى) أي : بتشديد الياء هنا شرطية والتنوين فيها
531
عوض من المضاف إليه ، وما زائدة لتأكيد ما في ، أي : من الإبهام.
قوله : (إحدى بناته) هي : زينب.
3 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {أَنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ}
قوله : (إن الله هو الرزاق ذو القوّة المتين) برفع المتين صفة لذو.
قوله : (ويرزقهم) أي : مما ينتفعون به من الأقوات فيقابل السيئات بالحسنات ، اهـ شيخ الإسلام.
4 ـ بَابٌ
قوله : (فقد كذب) قالته عائشة رضي الله عنها اجتهاداً.
532

(4/132)


5 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {السَّلاَمُ المُؤْمِنُ}
قوله : (باب قول الله تعالى السلام) هو اسم من أسمائه تعالى كما سيأتي في الحديث ، أي : ذو السلامة من النقائض ، وقوله : المؤمن أي المصدق رسله بخلق المعجزة لهم.
6 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {مَالِكِ النَّاسِ}
قوله : (ويطوي السماء بيمينه) أي : بقدرته.
533
7 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {وَهْوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}
قوله : (ولله العزّة) المنعة والقوة.
قوله : (قط قط) : بكسر الطاء مع التنوين ، وتركه ، وسكونها ، أي : حسبي حسبي. وهذا طرف من حديث مر في تفسير سورة ق.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
قوله : (يلقى في النار) أي : أهلها ، وتقول : هل من مزيد الخ كما يأتي في الحديث الآتي.
قوله : (قد قد) أي : بدل قط قط وفيهما ما مر في تينك.
534
8 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ والأَرْضَ بِالحَقِّ}
قوله : (وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق) أي : بكلمته ، وهي كن أو متلبساً به لا بالباطل.
9 ـ باب {وكَان اللَّه سميعاً بصيراً}
قوله : (باب وكان الله سميعاً بصيراً) غرضه الردّ على المعتزلة في قولهم : أنه يقال :
535
سميع بلا سمع بصير بلا بصر لاستحالة سميع وبصير بلا سمع وبصر كاستحالتهما بلا مسموع ومبصر.
قوله : (وسع سمعه الأصوات) أي : أدركها.
قوله : (فأنزل الله تعالى على النبي الخ) كذا اختصر الحديث ، وتمامه بعد الأصوات كما في مسند أحمد لقد جاءت المجادلة إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} بكلمة في جانب البيت لا أسمع ما تقول فأنزل الله الآية.
قوله : (اربعوا) : بفتح الموحدة وكسرها.
10 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى : {قُل هُوَ القَادِرُ}

(4/133)


قوله : (باب قول الله تعالى : قل هو القادر) أي : بالذات ، وأما غيره فإنما هو قادر في بعض الأحوال بإقدار الله تعالى له.
536
11 ـ باب مُقَلِّبِ القُلُوبِ
قوله : (لا ومقلب القلوب) أي : لا أفعل كذا أو لا أقوله وحق مقلب القلوب.
12 ـ باب إِنَّ لِلَّهِ مئةَ اسْمٍ إِلاَّ وَاحِداً
قوله : (العظمة) أي : ذو العظمة.
قوله : (البر اللطيف). وقال : غيره ، أي : المحسن.
قوله : (مائة إلا واحداً) فائدة ذلك التوكيد ودفع توهم أن ما قبله تسعة وسبعون مثلاً.
13 ـ باب السُّؤَالِ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَالاِسْتِعَاذَةِ بِهَا
قوله : (باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها) غرضه تصحيح القول بأن الاسم هو
537
المسمى في الله فلذلك صح السؤال والاستعاذة باسمه تعالى كما صحا بذاته.
قوله : (بصنفة ثوبه) : بمهملة ، فنون مكسورة ، أي : بطرف ثوبه ، ومصابقة الحديث للترجمة : "باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه".
538
قوله : (بالمعراض) هو خشبة في رأسها زج ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (مصرعي) أي : مطرحي على الأرض.
14 ـ باب مَا يُذْكَرُ في الذَّاتِ وَالنُّعُوتِ وَأَسَامِي اللَّهِ
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
قوله : (شلو) : بكسر المعجمة ، أي : جسد. وقوله : ممزع ، أي : مقطع.
539
15 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفسَهُ}
قوله : (ويحذركم الله نفسه) أي : ذاته فالإضافة بيانية ، وفيه تقدير مضاف ، أي : يحذركم عقابه.
وقيل : إطلاق النفس عليه تعالى ممنوع ، وإنما ذكرت في الآية الثانية في كلامه للمشاكلة ، وعليه فالمراد بالنفس في الأولى نفس عباد الله كما قيل به.

(4/134)


قوله : (ما من أحد أغير من الله) المراد بغيرته لازم لازمها وهي العقوبة إذ هي لازمة الغضب ، وهو لازم الغيرة. قوله : (كتب في كتابه) أي : أمر الملك ، أو القلم أن يكتب.
قوله : (وهو) أي : علم ما يكتب. وقوله : وضع ، أي : موضوع.
قوله : (إن رحمتي الخ) تنازع فيه كتب ويكتب.
540
قوله : (أنا عند ظن الخ) أي : إن ظن المؤمن أني أعفو عنه عفوت عنه وإن ظن أني أعاقبه عاقبته.
قوله : (وأنا معه) أي : بالعلم حينئذٍ.
قوله : (فإن ذكرني) أي : بالتنزيه والتقديس.
وقوله : في نفسه ، أي : سراً.
541
19 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}
قوله : (لما خلقت بيديّ) بتثنية يد بمعنى القدرة أراد بما ذكره قوله تعالى لإبليس لما أبى أن يسجد لآدم : {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ}.
قوله : (يجمع الله المؤمنين) أي : من الأمم الماضية.
قوله : (يوم القيامة كذلك) : بكاف في أوله ، أي : كالجمع الذي نحن عليه. قال شيخنا وأظن أنه باللام ، والإشارة إلى يوم القيامة ، أو إلى ما بعدها.
قوله : (لست هناك) المراد هناكم بميم الجمع ليناسب ما بعده.
قوله : (ويذكر لهم خطيئته التي أصاب) هي أكله من الشجرة ، وأما خطيئته غيره ، فهي
542
من نوح سؤاله نجاة ولده من الغرق ، ومن إبراهيم قوله : إني سقيم ، بل فعله كبيرهم هذا ، وأنها أختي ومن موسى قتل النفس بغير حق ، وفي ذلك دلالة على وقوع الصغائر منهم نقله ابن بطال عن أهل السنة.
قوله : (فيحد لي حداً) أي : يعين لي قوماً.
قوله : (سحاء) بالمدّ ، أي : دائمة السح ، أي : الصب والسيلان ، اهـ شيخ الإسلام.
543
544
22 ـ باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ}

(4/135)


قوله : (باب وكان عرشه على الماء) وفيه : كان الله ، ولم يكن شيء قبله هو كناية عن كونه موجوداً بذاته ، وليس وجوده من غيره يكون قبله ، فلا يتوهم إثبات القبلية بالنظر إلى وجوده ، وهو يوهم الحدوث تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، اهـ سندي.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
545
قوله : (الفيض) : بفاء ومعجمة ، أي : فيض الإحسان بالعطاء.
قوله : (أو القبض) : بقاف ومعجمة وأو للتنويع لا للشك.
قوله : (يشكو) أي : من أخلاق زوجته زينب بنت جحش.
قوله : (وتخشى الناس) أي : قولهم : أنه نكح امرأة ابنه.
قوله : (وأطعم عليها) أي : على وليمتها.
546
قوله : (لما قضى الخلق) أي : أتم خلقهم وأنفذه.
قوله : (فوق عرشه) صفة لمحذوف ، أي : كتاباً فوق عرشه. وقيل : فوق هنا بمعنى دون كما في قوله تعالى : {بعوضة فما فوقها}.
قوله : (ننبىء) أي : نخبر. قوله : (وأعلى الجنة) أراد بالأوسط الأعلى فالعطف للتفسير.
قوله : (لم أجدها مع أحد غيره) أي : مكتوبة عند غيره ، وإلا فهي موجودة عند غيره إذ
547
القرآن متواتر.
قوله : (حتى خاتمة براءة) هي رب العرش العظيم ، اهـ شيخ الإسلام.
23 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {تَعْرُجُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيهِ}
قوله : (تعرج الملائكة والروح إليه) أي : إلى عرشه والروح ، قيل : هو جبريل ، وقيل : هو خلق كخلق بني آدم.
548
وقال غير ابن عباس أنه ملك له أحد عشر ألف جناح وألف وجه يشبح الله إلى يوم القيامة.
قوله : (بعدل تمرة) : بكسر العين وفتحها ، أي : ما يعادلها في قيمتها.
قوله : (يتقبلها) وفي نسخة : يقبلها.
قوله : (لصاحبه) أي : صاحب العدل ، وفي نسخة : لصاحبها ، أي : التمرة.
قوله : (فلوه) : بفتح الفاء وضمها ، وتشديد الواو الجحش ، والمهر إذا فطما.
قوله : (حتى تكون) أي : الصدقة.
549

(4/136)


قوله : (من ضئضىء هذا) أي : من نسله ، اهـ شيخ الإسلام.
24 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
قوله : (باب قول الله تعالى : وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة) وفيه قولهم : كنا نعبد عزيراً ابن الله ، فيقال : كذبتم ، الكذب راجع إلى النسبة الخبرية الضمنية التي تتضمنها النسبة التوصيفية في قوله : عزيراً ابن الله كما قرروا أن النسب التوصيفية تتضمن النسب الإخبارية. ويمكن رجوعها إلى كون مفعوله ابن الله ، والله تعالى أعلم.
550
وفيه : فيقولون : أنت ربنا بتقدير همزة الاستفهام للإنكار ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
551
قوله : (انفهقت) أي : انفتحت واتسعت.
قوله : (من الحبرة) : بفتح المهملة ، وسكون الموحدة ، أي : سعة العيش.
قوله : (حتى يضحك الله منه) أي : يرضى عنه.
552
قوله : (ليذهب) بالجزم على الأمر.
قوله : (وغبرات) : بضم المعجمة ، وفتح الموحدة المشدّدة ، أي : بقايا ، وهو جمع غير جمع غابر ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (كأنها سراب) هو ما يتراءى في وسط النهار في الحر الشديد يلمع كالماء. قوله : (ونحن أحوج منا إليه اليوم) أي : إلى كل منهم ، وكان القياس إليهم ، فكل واحد منهم مفضل ومفضل عليه ، لكن باعتبار زمانين ، أي : نحن فارقنا أقاربنا وأصحابنا ممن كانوا يحتاج إليهم في المعاش لزوماً لطاعتك ومقاطعة لأعداء الدين وغرضهم منه التضرع إلى الله تعالى في كشف هذه الشدة خوفاً من المصاحبة معهم في النار : أي كما لم يكونوا مصاحبين لهم في الدنيا لا يكونون مصاحبين لهم في الآخرة.
قوله : (فيقولون الساق) فسر بالشدّة ، أي : يكشف عن شدة ذلك اليوم ، وعن الأمر المهول فيه ، وهو مثل تضربه العرب لشدة الأمر كما يقال : قامت الحرب على ساق.
553

(4/137)


قوله : (بأفواه الجنة) جمع فوهة بضم الفاء وفتح الواو المشددة على غير قياس ، أي : بأوائلها.
قوله : (حتى يهموا) : بضم التحتية ، أي : يحزنوا.
قوله : (سؤاله ربه) أي : نجاة ولده من الغرق.
554
قوله : (ثلاث كلمات) وهي : إني سقيم ، وبل فعله كبيرهم ، وإنها أختي.
قوله : (في داره) أي : في جنته التي اتخذها لأوليائه.
قوله : (ارفع محمد) أي : يا محمد.
قوله : (فيحد لي حداً) أي : يعين لي قوماً ، اهـ شيخ الإسلام.
555
قوله : (وكلاهما) أي : القيوم ، والقيام.
وقوله : (مدح) ، أي : بمبالغة لأنهما من صيغ المبالغة ، ولا يستعملان في غير المدح بخلاف القيم فإنه يستعمل في الذم أيضاً.
قوله : (ترجمان) : بفتح الفوقية ، وضمها مع ضم الجيم فيهما.
قوله : (ولا حجاب) في نسخة : ولا حاجب.
556
قوله : (في جنة عدن) هذا ظرف للقوم لا لله تعالى.
لا يقال : الحديث مناف للترجمة لإشعاره بأن رؤية الله تعالى غير واقعة لأنا نقول الغرض حاصل لأن المعنى ما بين القوم وبين النظر إليه تعالى إلا رداء الكبر ، فمفهومه بيان قرب النظر ، إذ المعنى إلا رداء الكبر فإنه تعالى يمن عليهم برفعه فيرونه ، أو رداء الكبر لا يكون مانعاً من الرؤية لأن الرداء استعارة كني بها عن العظمة كما في الخبر "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري" لا الثياب المحسوسة ، اهـ شيخ الإسلام.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
557
25 ـ باب مَا جَاءَ في قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ المْحْسِنِينَ}

(4/138)


قوله : (باب ما جاء في قول الله تعالى : إن رحمة الله قريب من المحسنين) وفيه : فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحد أو أنه ينشىء للنار الخ. الأقرب أنه مقلوب وإن كان يمكن توجيهه أيضاً بأن يراد بقوله : ينشىء للنار ، أي : ينشيء في الدنيا للنار ، ويوجد لها فيها من ينشأ من الكفرة ، وليس فيه ما يدل على أنه تعالى يوجدهم يومئذٍ للنار ، وعلى هذا فالفاء في قوله : فيلقون ليست للتعقيب بلا مهلة بل للسببية ، ولعل هذا أولى مما ذكره الشراح في توجيه الحديث ، والله تعالى أعلم اهـ سندي.
558
559
27 ـ باب مَا جَاءَ في تَخْلِيقِ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ وَغَيرِهَا مِنَ الخَلاَئِقِ
قوله : (واستنّ) أي : استاك.
28 ـ باب {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِينَ}
قوله : (ولقد سبقت كلمتنا) الكلمة قوله : "أنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون" ، اهـ شيخ الإسلام.
560
قوله : (هذا كان الجواب لمحمد) في نسخة : كان هذا الجواب لمحمد.
قوله : (في حرث) بمهملة وراء ساكنة ومثلثة ، أي : زرع ، وفي نسخة : في خرب بفتح المعجمة ، وكسر الراء بموحدة.
قوله : (قل الروح من أمر ربي) أي : مما استأثر بعلمه ، وعجزت الأوائل عن إدراك ماهيته بعد نفاذ الأعمار الطويلة. وأشار بذلك إلى تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له ليدل على أنه عن إدراك خالقه أعجز.
قوله : (تكفل الله) أي : أوجب على نفسه تفضلاً منه فهو شبيه بالكفيل الذي يلتزم بالشيء
561
والمعنى كأنه تعالى التزم بملابسة الشهادة إدخال الجنة وبملابسة السلامة الرجع بالأجر والغنيمة ، فبالشهادة يدخل الجنة حالاً أو مع السابقين بغير حساب ، وبالرجع يرجع بالأجر وحده أو به مع الغنيمة ، فهو قضية مانعة خلوّ لا مانعة جمع.

(4/139)


قوله : (وما أوتوا الخ) في نسخة {وما أوتيتم} وهي القراءة المشهورة. والخطاب لليهود لأنهم قالوا : قد أوتينا التوراة وفيها الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.
562
30 ـ بابُ
قوله : (باب في المشيئة والإرادة) غرضه إثبات المشيئة والإرادة لله تعالى ، وأنهما مترادفان.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
31 ـ بابُ
قوله : (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) احتجت به المعتزلة على أنه تعالى لا يريد بالمعصية وأجيب بأن معنى إرادة اليسر التخيير بين الصوم في السفر ، ومع المرض ، والإفطار بشرطه وإرادة العسر المنفية الإلزام بالصوم في السفر والمرض في جميع الحالات.
قوله : (لا مستكره له) أي : فإن قوله إن شئت يوهم إمكان إعطائه على غير المشيئة ،
563
وليس بعد المشيئة إلا الإكراه والله تعالى لا مكره له.
قوله : (فقال لهم) جمع ضمير الاثنين بناء على أن أقل الجمع اثنان ، أو إرادتهما ، ومن معهما.
قوله : (تكفئها) : بضم الفوقية ، أي : تقلبها وتميلها.
قوله : (الأرزة) : بفتح الهمزة ، وسكون الراء شجر الصنوبر ، وقيل : بفتح الراء الشجر الصلب.
قوله : (صماء) أي : معتدلة.
قال الكرماني الصماء الصلبة ليست مجوّفة ولا رخوة.
قوله : (إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم الخ) أي : نسبة زمانكم إلى زمانهم كنسبة وقت العصر إلى تمام النهار.
قوله : (حتى انتصف النهار) حتى في المواضع الثلاثة بمعنى إلى.
564
قوله : (فأخذ به) بالبناء للمفعول ، أي : عوقب.
قوله : (كان له ستون امرأة) لا ينافي ما مضى من سبعين وتسعين ونحوه ، إذ مفهوم العدد لا اعتبار له عند قوم.
قوله : (لا بأس عليك طهور) أي : هذا المرض مطهر لك من الذنوب.
565
قوله : (حين ناموا عن الصلاة) أي : صلاة الصبح.
قوله : (استب رجل) هو أبو بكر ، اهـ شيخ الإسلام.
566
567

(4/140)


32 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :
قوله : (باب قول الله تعالى : ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له) وفيه : ولم يقل ماذا خلق ربكم ، أي : فليس معنى تكلمه تعالى هو إيجاده الكلام في محل آخر كما زعمه نافي الكلام القديم ، بل معناه قيام الكلام به وإلا لقيل : ماذا خلق ربكم لا ماذا قال ربكم إذ الموجد للكلام في محل آخر خالق لا قائل به ، فإذا لم يقل ماذا خلق ، بل قيل : ماذا قال علم أن الكلام قائم به لا أنه موجد له في محل آخر ، وهو قائم بذلك المحل الآخر. والله تعالى أعلم اهـ سندي.
قوله : (حتى إذا فزع عن قلوبهم) أي : كشف الفزع عن قلوب الشافعين والمشفوع لهم.
قوله : (وهو العلي الكبير) أي : ذو العلو والكبرياء ، وغرضه من ذكر الآية إثبات كلام الله تعالى القائم بذاته بدليل أنه قال : ماذا قال ربكم ولم يقل ماذا خلق ربكم ، وفيه ردّ لقول المعتزلة أنه متكلم بمعنى خالق الكلام في اللوح المحفوظ مثلاً.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
568
قوله : (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) من استفهامية لفظاً نافية معنى ولذا دخل في خبرها إلا.
قوله : (بصوت) أي : مخلوق غير قائم بذاته أو يأمر تعالى من ينادي.
قوله : (أنا الملك) أي : لا ملك إلا أنا.
قوله : (أنا الديان) أي : لا مجازي إلا أنا ، واستفادة الحصر من تعريف الخبر.
قوله : (خضعاناً) قيل : هو مصدر والأكثر على أنه جمع خاضع ونصبه على الحال ، أي : خاضعين طائعين.
قوله : (على صفوان) أي : حجر أملس.
569
570
34 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {أَنْزَلَهُ بِعِلمِهِ وَالمَلاَئِكَةُ يَشْهَدُونَ}
قوله : (والملائكة يشهدون) أي : لك بالنبوة.
قوله : (في ليلتك) في نسخة : من ليلتك.
قوله : (ولا تخافت) أي : لا تخفض.
571
قوله : (وأنا الدهر) أي : خالقه.

(4/141)


قوله : (ولخلوف فم الصائم) أي : رائحته ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (رجل جراد) أي : جماعة كثيرة منه.
قوله : (يتنزل ربنا) أي : ينزل ملك بأمره.
قوله : (من أجلي) أي : خوفاً مني.
572
573
قوله : (حدثنا سفيان) أي : ابن عيينة ومرّ حديثه في الاستسقاء.
قوله : (إذا أحب عبدي لقائي) أي : الموت ، ومر الحديث في كتاب الرقاق.
574
قوله : (عن أبي الزناد) هو عبداللهبن ذكوان ، ومر حديثه في كتاب التوحيد.
قوله : (إن عبداً) أي : فيمن سلف ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (أعلم) : بهمزة الاستفهام ، وفتح العين فعل ماض.
قوله : (فليعمل ما شاء) أي : ثم يستغفر الله منه نائباً.
قوله : (لم يبتئر) براءة في آخره ، أي : لم يقدم.
وقوله : أو لم يبتئز. بزاي بدل الراء.
575
قوله : (فأذروني) بمعجمة يقال : ذرا الريح الشيء وأذراه أطاره.
قوله : (أو فرق) : بفتح الراء ، أي : خوف.
قوله : (فما تلافاه) بالفاء ، أي : فما تداركه.
قوله : (أن رحمه) أي : بأن رحمه.
قوله : (عندها) أي : عند مقالته.
36 ـ باب كَلاَمِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ مَعَ الأَنْبِيَاءِ وَغَيرِهِمْ
قوله : (شفعت) بالبناء للمفعول مع التشفيع ، وهو تفويض الشفاعة إليه.
قوله : (أدخل) : بفتح الهمزة ، وكسر الخاء من الإدخال.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
576
قوله : (كأني أنظر إلى أصابع رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ) أي : حيث يقلل عند قوله أدنى شيء.
قوله : (فيقال : يا محمد) في نسخة : بدل قوله ، فيقال في المواضع الثلاثة ، فيقول : يا محمد ولفظ الخردلة والذرة والشعير تمثيل ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (هيه) : بكسر الهاءين من غير تنوين ، وقد تنوّن كلمة استزادة ، أي : زد وامض في الحديث.
قوله : (وهو جميع) أي : مجتمع ، أي : حين كان شاباً مجتمع العقل.
577

(4/142)


قوله : (من قال : إلا إله إلا الله) أي : مع محمد رسول الله. ومرّ الحديث في فضل السجود والزكاة وغيرهما في بعضها تام وبعضها مختصر.
قوله : (حبوا) ، أي : زحفاً.
قوله : (فكل ذلك) في نسخة : كل ذلك بدون فاء.
قوله : (عشر مرار) في نسخة : عشر مرات ومر الحديث في الرقاق لا في الزكاة كما وفع لبعضهم.
قوله : (والثرى) بمثلثة التراب.
578
قوله : (كنفه) أي : ستره. ومرّ الحديث في كتاب المظالم.
37 ـ باب قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}
قوله : (باب قوله : وكلم الله موسى تكليماً) غرضه من الآية أنها تدل على أنه متكلم.
قوله : (فحج آدم موسى) أي : غلبة بالحجة.
قوله : (يجمع المؤمنون الخ) هو قطعة من حديث الشفاعة ، ومر تاماً في مواضع. قوله :
579
(وهو نائم في المسجد الحرام) أي : وعنده اثنان : حمزةبن عبد المطلب ، وجعفربن أبي طالب.
قوله : (أيهم هو) أي : رسول الله.
قوله : (فكانت تلك الليلة) بالنصب ، أي : فكانت تلك القصة ، أو الرؤيا الواقعة تلك الليلة ما ذكر هنا. قوله : (إلى لبته) : بفتح اللام ، أي : إلى موضع القلادة من صدره.
قوله : (فيه تور من ذهب) : بمثناة ، أي : إناء آخر.
قوله : (فحشا به) أي : بما في التور ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (عنصرهما) : بضم العين ، والصاد وفتحهما ، أي : أصلهما.
580
قوله : (فأمتك أضعف أجساداً وقلوباً وأبداناً) البدن يفارق الجسم بأنه ما دون الرأس ، والأطراف ، والجسم ذلك كله.
قوله : (ارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضاً) قيل : هذا بعد قوله تعالى : {إنه لا يبدل القول لديّ} لا يثبت التواطؤ الروايات على خلافه ولأنه كيف يسوغ لموسى عليه السلام أن يأمره بالرجوع بعد أن يقول الله تعالى له ذلك.
5814
قوله : (قال : فاهبط) قائله جبريل ، وإن كان ظاهر السياق أنه موسى.

(4/143)


رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
قوله : (واستيقظ) في نسخة : فاستيقظت ففيه التفات ، والمعنى أنه استيقظ من نومة نامها بعد الإسراء ، أو أنه أفاق مما كان فيه مما خامر باطنه من مشاهدة الملأ الأعلى.
38 ـ باب كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الجَنَّةِ
قوله : (والخير في يديك) الشر أيضاً ، وإن كان بيده ، أي : بتقديره ، وإرادته لكن اقتصر على الخير تأدباً.
قوله : (أولست فيما شئت) الهمزة للاستفهام ، أي : أما ترضى بما أنت فيه من النعم.
قوله : (فبادر الطرف) بالنصب.
وقوله : نباته بالرفع.
قوله : (وتكويره) أي : جمعه في البيدر.
582
قوله : (لا يشبعك شيء) أي : لما طبعت عليه من طلبك الزيادة ، اهـ شيخ الإسلام.
39 ـ باب ذِكْرِ اللَّهِ بِالأَمْرِ ، وَذِكْرِ العِبَادِ بِالدُّعَاءِ ، وَالتَّضَرُّعِ وَالرِّسَالَةِ وَالإِبْلاَغِ
قوله : (افرق اقض) الثاني تفسير للأول أشار به إلى تفسير فافرق في قوله تعالى في سورة المائدة : {فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين} وإنما ذكر ههنا لمناسبة قوله هنا ، ثم اقضوا.
قوله : (إنسان) تفسير لأحد في قوله : وإن أحد.
وقوله : (يأتيه) ، أي : النبى {صلى الله عليه وسلّم} .
قوله : (القرآن) تفسير للنبأ أشار به إلى تفسير النبأ العظيم في سورة النبأ ، وإنما ذكره هنا لمناسبة نبأ في قوله : {واتل عليهم نبأ نوح}.
قوله : (حقاً في الدنيا) تفسير لصواباً ، أشار به إلى تفسير قوله في سورة النبأ : {إلا من أذن له الرحمن}.
H وقال : صواباً ، وإنما ذكر هنا لمناسبته للجزء الثاني من الترجمة لأن تفسير الصواب بالحق يشمل ذكر العباد لله تعالى باللسان ، والقلب كما نبه عليه شيخنا.
قوله : (وعمل به) فعل عطف على أذن ، المعنى إلا من أذن له الرحمن. وقال : حقاً وعمل به فإنه يؤذن له في القيامة بالتكلم ، اهـ شيخ الإسلام.
583

(4/144)


584
585
586
46 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغَ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفعَل فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالاَتِهِ}
قوله : (باب قول الله تعالى : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك الخ) أي : باب إثبات النبوّة فإن مباحث النبوّات من جملة مسائل علم التوحيد إلا أنه ترجم لغالب مسائل علم التوحيد بآية من الكتاب ، ثم ذكر الحديث الموافق لها ليعلم ثبوتها بالكتاب والسنة ، وموافقة الكتاب والسنة عليها ، إذ هذه المسائل هي مدار الدين والمطلوب فيها اليقين فللَّه دره ما أدق نظره.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
ثم ذكر في الباب من الآيات والأحاديث بعض ما فيه لفظ الرسالة والرسول أو نحوه ، وهذا اللفظ هو مدار الترجمة ، والله تعالى أعلم.
وأما ذكره قوله تعالى : {ذلك الكتاب} فلتحقيق الكتاب الذي يتوسل به إلى تحقيق النبوّة. ثم أشار بقوله : {هذا الكتاب} إلى أن ذلك واقع موقع هذا وأيده بقوله تعالى : {وجرين بهم} فجيء بقوله : بهم موضع بكم مع أن الأول للغائب البعيد عن الحس ، والثاني للحاضر القريب. والله تعالى أعلم اهـ سندي.
587
588
47 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {قُل فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا}
قوله : (باب قول الله تعالى : قل فأتوا بالتوراة) وفيه : يتلونه حق تلاوته يتبعونه الخ الظاهر أنه فسر يتلون بيتبعون على أنه من التلوّ بمعنى التبع لا من التلاوة بمعنى القراءة ، ويحتمل أنه أخذ العمل من قوله : حق تلاوته إذ لا يكون الإنسان مؤدياً للتلاوة حقها إلا إذا عمل بالمتلو كما ينبغي العمل به. والله تعالى أعلم.

(4/145)


48 ـ بابٌ وَسَمَّى النَّبِيُّ {صلى الله عليه وسلّم} الصَّلاَةَ عَمَلاً ، وَقَالَ : "لاَ صَلاَةَ لَمِنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ"
قوله : (باب وسمى النبى {صلى الله عليه وسلّم} ) يدل على أن الصلاة عمل أيضاً ، اهـ سندي.
589
50 ـ باب ذِكْرِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} وَرِوَايَتِهِ عَنْ رَبِّهِ
قوله : (باب ذكر النبى {صلى الله عليه وسلّم} وروايته عن ربه) أي : بدون واسطة جبريل.
قوله : (هرولة) أي : مسرعاً.
590
قوله : (ولخلوف فم الصائم) : بضم الخاء ، أي : تغير رائحته.
قوله : (أطيب عند الله من ريح المسك) نسبة الأطيبية إلى الله تعالى مع أنه منزه عنها إنما هي على سبيل الفرض ومرّ الحديث في الصوم ، اهـ شيخ الإسلام.
قوله : (لا ينبغي لأحد الخ) أي : لا ينبغي لأحد أن يفضل نفسه على يونس أو يفضلني عليه تفضيلاً يؤدي إلى تنقيصه.
قوله : (فرجع فيها) بالتشديد ، أي : ردّد بها صوته ءا ءا ءا بهمزة مفتوحة بعدها ألف ، وهو محمول على إشباع المد في محله ومرّ الحديث في فضائل القرآن.
51 ـ باب مَا يَجُوزُ مِنْ تَفسِيرِ التَّوْرَاةِ وَغَيرِهَا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ ، بِالعَرَبِيَّةِ وَغَيرِهَا
قوله : (وغيرها) أي : من اللغات ولفظة وغيرها الأولى ساقطة من نسخة : وقوله بالعربية
591
في نسخة : بدله بالعبرانية.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
قوله : (نسخم وجوههما) : بتشديد الخاء ، أي : نسوّد.
قوله : (ونخزيهما) أي : نفضحهما بأن نركبهما على الحمار معكوسين وندورهما في الأسواق.
قوله : (يجانىء عليها) أي : يدرأ عنها.
52 ـ باب قَوْلِ النَّبِيِّ {صلى الله عليه وسلّم} : "المَاهِرُ بِالقُرْآنِ مَعَ الكِرَامِ البَرَرَةِ"
قوله : (وزينوا القرآن بأصواتكم) أي : بتحسينها.
592

(4/146)


قوله : (العشر الآيات) آخرها رءوف رحيم. ومرّ الحديث في تفسير سورة النور. قوله : (باب قول الله تعالى : فاقرءوا ما تيسر من القرآن) في نسخة : ما تيسر منه ، اهـ شيخ الإسلام.
593
53 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {فَاقْرَؤُا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القَرْآنِ}
قوله : (باب قول الله تعالى : ولقد يسرنا القرآن للذكر) وفيه : قلت : يا رسول الله فيما يعمل العاملون ، أي : في تحصيل أي شيء يعمل العاملون ، وأيّ شيء يترتب على عملهم بعد أن تقرر كل شيء ، وقدر فأجاب بما حاصله أنه كما قدر لكل منزلاً كذلك قدر له من الأعمال ما يوصله إليه فكل موفق لتحصيل منزله بأعمال توصله إليه فالتكليف وسيلة إلى ذلك التوفيق والتيسير ، والله تعالى أعلم.
594
56 ـ باب قَوْلِ اللَّهَ تَعَالَى :
قوله : (باب قول الله تعالى : والله خلقكم وما تعملون) وجاء فيه : فأمر لنا بخمس ذود هو بإضافة خمس إلى ذود وذود جمع ناقة يعني وإضافة اسم العدد إليه تفيد أن آحادها خمس كل واحد من تلك آحاد ناقة لا ذود كما أن إضافة خمسة في قولك عندي خمسة رجال إلى رجال
595
لإفادة أن العدد لآحاد الرجال لا لنفس الجمع وكل واحد من الآحاد رجل لا رجال.
ومثل خمس ذود قوله تعالى : {وكان في المدينة رهط} لإفادة أن آحاد الرهط كانوا تسعة وكل واحد من تلك الآحاد رجل لا رهط.
والحاصل : أن اسم العدد من ثلاثة إلى عشرة يضاف إلى الجمع لفظاً ، أو معنى لإفادة عدد آحاد ذلك الجمع لا تعدد نفس الجمع. والعجب من أبي البقاء مع كماله في علم العربية. قال : الصواب تنوين خمس فإنه لو كان بغير تنوين لتغير المعنى لأن العدد المضاف إليه فيلزم أن تكون خمس خمسة عشر بعيراً لأن أقل الذود ثلاثة.
ثم العجب من القسطلاني أنه قررها على ذلك فسبحان من لا يذهل ولا ينسى. والله تعالى أعلم اهـ سندي.

(4/147)


قوله : (بين الله الخلق من الأمر) أي : فرق بينهما.
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
قوله : (ودّ) أي : محبة. وقوله : وإخاء ، أي : مؤاخاة.
قوله : (فقذرته) بكسر المعجمة ، أي : كرهته.
قوله : (فلأحدثك) في نسخة : فلأحدثنك بنون التوكيد ، اهـ شيخ الإسلام.
596
قوله : (بخمس ذود) : بمعجمة ومهملة من الإبل ما بين الثنتين والتسعة. وقيل : ما بين الثلاثة والعشرة.
قوله : (غرّ) : بضم المعجمة ، وتشديد الراء.
وقوله : (الذرى) : بضم المعجمة جمع ذروة وذروة كل شيء أعلاه ، والإضافة فيه من إضافة الصفة للموصوف ، أي : ذرى الأسنمة : الغرّ البيض.
قوله : (تغفلنا رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} ) أي : طلبنا غفلته ، وكنا سبب ذهوله.
قوله : (أحيوا ما خلقتم) الأمر فيه للتعجيز.
597
57 ـ باب قِرَاءَةِ الفَاجِرِ وَالمُنَافِقِ ، وَأَصْوَاتُهُمْ وَتِلاَوَتُهُمْ لاَ تجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ
قوله : (ممن ذهب) أي : قصد.
قوله : (أو شعيرة) هو من عطف الخاص على العام ، أو شك من الراوي.
قوله : (باب قراءة الفاجر والمنافق) ، العطف فيه للتفسير إذ الفاجر هنا هو المنافق بقرينة جعله في حديث الباب قسيماً للمؤمن.
قوله : (حناجرهم) جمع حنجرة ، وهو الحلقوم ، اهـ شيخ الإسلام.
598
58 ـ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ} وَأَنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ وَقَوْلَهُمْ يُوزَنُ

(4/148)


قوله : (باب قول الله تعالى : ونضع الموازين القسط الخ) أي : باب إن الوزن حق ، وهذا من مسائل التوحيد وبه ختم "صحيحه" لأن الأعمال وزنها وثقلها وخفتها على حسب نية العامل لحديث : "إنما الأعمال بالنيات" ، ففي هذه المسائل إرشاد إلى حسن النية في الأعمال كما في أول الكتاب إشارة إلى ذلك بإيراد حديث : "إنما الأعمال بالنيات" فصار من ذلك حسن الختام لما فيه من موافقة "البداية والنهاية" ، وفيه إشارة إلى المداومة على حسن نية بداية ونهاية ، وأيضاً أول العمل هو النية وآخره هو الوزن ، وليس بعده إلا الجزاء فأتى في موضع الكتاب الموضوع للعمل على ما عليه العمل في بدايته ونهايته فأتى ببدايته ، وهي النية في بداية الكتاب ، ونهايته ، وهو الوزن في نهاية الكتاب ، فما أحسن نظره ، وأدق وأدرج فيه حديث التسبيح ، وختم فيه حديث التسبيح وختم به "الصحيح" ، ففيه مع مراعاة المشاكلة والتنبيه بواسطة اشتراكهما في بعض الحروف ، والوزن لفظاً على اشتراكهما في الأجر لمن يشتغل بهما مراعاة لحديث : "من كان آخر كلامه الا إله إلا الله" ، وذلك لأن حقيقة التسبيح هو التنزيه عما لا يليق بجلاله وكبريائه من الشريك ، والولد وغيرهما كلية فصار التسبيح مؤدياً للتوحيد بأتم وجه وآكده ، ففيه تنبيه على أن المراد بحديث : "من كان آخر كلامه : لا إله إلا الله" هو أن يكون آخر كلامه ما يدل على التوحيد بأي عبادة كان لا "أن يكون آخر كلامه : لا إله إلا الله" بعينه لأن المرعى في هذا الباب المعاني لا الألفاظ ، ويؤيده في الجملة : أن آخر كلام رسول الله {صلى الله عليه وسلّم} المعلوم كان غير هذه الكلمة. وهو قوله : الرفيق الأعلى لكن لكونه من ثمرات كمال التوحيد كان دالاً على التوحيد بأتم وجه وآكده ففي هذا الختم المبارك تفاؤل بالختم لمن يعتني بهذا الكتاب على التوحيد إن شاء الله تعالى.

(4/149)


رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530
599
اللهم ارزقنا ذلك مع الأحياء لا إله إلا الله.
وبهذا تمت الفوائد المتعلقة بـ"صحيح البخاري" ، والحمد لله الذي بنعمته تتمْ الصالحات اهـ سندي.
600
رقم الجزء : 4 رقم الصفحة : 530 .

=

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعة أقوال يحي بن معين في رجال الحديث

ولا يمكن تحصيل تلك الفوائد والوقوف على تلـك العوائـد إلا بجمـع ت وبين الضعيف , َ تثب ْ أقوالهم وتتبعها وفحص رواتها, للتمييزبين الثقة الم ِّ ...