4 مصاحف

حمل المصحف

مراجع في المصطلح واللغة

مراجع في المصطلح واللغة

كتاب الكبائر_لمحمد بن عثمان الذهبي/تابع الكبائر من... /حياة ابن تيمية العلمية أ. د. عبدالله بن مبارك آل... /التهاب الكلية الخلالي /الالتهاب السحائي عند الكبار والأطفال /صحيح السيرة النبوية{{ما صحّ من سيرة رسول الله صلى ... /كتاب : عيون الأخبار ابن قتيبة الدينوري أقسام ا... /كتاب :البداية والنهاية للامام الحافظ ابي الفداء ا... /أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومنها الإيدز والعدوى ... /الالتهاب الرئوي الحاد /اعراض التسمم بالمعادن الرصاص والزرنيخ /المجلد الثالث 3. والرابع 4. [ القاموس المحيط - : م... /المجلد 11 و12.لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور ال... /موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني / مجلد{1 و 2}كتاب: الفائق في غريب الحديث والأثر لأبي... /مجلد واحد كتاب: اللطائف في اللغة = معجم أسماء الأش... /مجلد {1 و 2 } كتاب: المحيط في اللغة لإسماعيل بن ... /سيرة الشيخ الألباني رحمه الله وغفر له /اللوكيميا النخاعية الحادة Acute Myeloid Leukemia.... /قائمة /مختصرات الأمراض والاضطرابات / اللقاحات وما تمنعه من أمراض /البواسير ( Hemorrhoids) /علاج الربو بالفصد /دراسة مفصلة لموسوعة أطراف الحديث النبوي للشيخ سع... / مصحف الشمرلي كله /حمل ما تريد من كتب /مكتبة التاريخ و مكتبة الحديث /مكتبة علوم القران و الادب /علاج سرطان البروستات بالاستماتة. /جهاز المناعة و الكيموكين CCL5 .. /السيتوكين" التي يجعل الجسم يهاجم نفسه /المنطقة المشفرة و{قائمة معلمات Y-STR} واختلال الص... /مشروع جينوم الشمبانزي /كتاب 1.: تاج العروس من جواهر القاموس محمّد بن محمّ... /كتاب :2. تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب تاج العروس من جواهر القاموس /كتاب : تاج العروس من جواهر القاموس

الخميس، 12 مايو 2022

كتاب القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد

 

القول المسدد في مسند أحمد -أحمد بن علي بن حجر كتاب القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد

  بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الحكيم فلا يتوجه عليه الانتقاض لأحكامه ولا الانتقاد لأقواله العليم فلا يخفى عليه مثقال الذر من الوجود ولا أخف من مثقاله العظيم فلا يدرك العالم العارف كنه جلاله لا راد لما قضى وأحكم ولا معقب لما أمضى وأبرم أحمده على جزيل بره وأستعينه وأستهديه وأشكره على احسانه الذي منه إلهام شكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلي الأعلى الكريم الأكرم وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى السبيل الأقوى الأقوم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشرف وكرم أما بعد فقد رأيت أن أذكر في هذه الأوراق ما حضرني من الكلام على الأحاديث التي زعم بعض أهل الحديث أنها موضوعة وهي في المسند الشهير للإمام الكبير أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل إمام أهل الحديث في القديم والحديث والمطلع على خفاياه المثير لخباياه حدثنا عصبية مني لا تخل بدين ولا مروءة وحمية للسنة لا تعد بحمد الله من حمية الجاهلية بل هي ذب عن هذا المصنف العظيم الذي تلقته الأمة بالقبول والتكريم وجعله إمامهم حجة يرجع إليه ويعول عند الاختلاف عليه وقد قرأت في ذلك جزءا جمعه شيخنا الإمام العلامة حافظ عصره زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي تغمده الله بالرحمة والرضوان كتبته عنه


[ 4 ]

ثم قرأته عليه وهو مشتمل على تسعة أحاديث هي في التحقيق سبعة وفاته شئ آخر على شرطه كنت علقته على ذلك الجزء فرأيت الآن جمعه هنا وقد رأيت قبل أن نخوض في حديث الأجوبة ونوجه الرد أو نتعقبه أن أذكر سياق ما أورده الشيخ على الولاء على نص ما كتبه في الجزء والمذكور ثم أذكر وجه الذب عن الأحاديث المذكورة على طريقة أهل الحديث من غير تعسف ولا تكلف أخبرني شيخنا العلامة أبو الفضل بن الحسين بقراءتي عليه بمنزلة ظاهر القاهرة قلت له رضى الله عنك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبوئ قائلها من الجنان غرفا وأشهد أن محمدا عبده المرتضى ورسوله المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وزادهم تعظيما وشرفا وبعد فقد سألني بعض أصحابنا من مقلدي مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضى الله عنه في سنة خمسين وسبعمائة أو بعدها ييسير ابن له أن أفرد ما وقع في مسند الإمام أحمد بن حنبل من الأحاديث التي قيل فيها إنها موضوعة فذكرت له أن الذي في المسند من هذا النوع أحاديث ذوات عدد ليست بالكثيرة ولم يتفق لي جمعها فلما قرأت المسند في سنة ستين وسبعمائة على الشيخ المسند علاء الدين أبي الحسن علي بن محمد بن صالح العرضي الأصل الدمشقي قدم علينا من الإسكندرية لسماع المسند عليه وقع في أثناء السماع كلام هل في المسند أحاديث ضعيفة أو كله صحيح فقلت إن فيه أحاديث ضعيفة كثيرة وإن فيه أحاديث يسيرة موضوعة فبلغني بعد ذلك أن بعض من ينتمي إلى مذهب الإمام أحمد أنكر هذا إنكارا شديدا من أن فيه شيئا موضوعا وعاب قائل هذا ونقل عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية أن الذي وقع فيه من هذا هو من زيادات القطيعي لا من رواية الإمام أحمد ولا من رواية ابنه عبد الله عنه فحرضني قوله قول هذا القائل


[ 5 ]

على أن جمعت في هذه الأوراق ما وقع في المسند من رواية الإمام أحمد ومن رواية ابنه عبد الله مما قال فيه بعض أئمة هذا الشأن إنه موضوع وبعض هذه الأحاديث مما لم يوافق من ادعى وضعها على ذلك فأبينه مع سلوك الإنصاف فليس لنا بحمد الله غرض إلا في إظهار الحق وقد أوجب الله تعالى على من علم علما وإن قل أن يبينه ولا يكتمه كما حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الربيع الدلاصي بقراءتي عليه بمصر أنا محمد بن عبد الحق القرشي أنا عبد الرحمن ابن عبد المجيد الصفراوي وعبد الصمد بن داود الغضائري قالا أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أنا القاسم بن الفضل أنا محمد بن الفضل بن نظيف أخبرنا أحمد بن الحسن الرازي ثنا بكر بن سهل الدمياطي ثنا موسى بن محمد ثنا زيد بن مسور عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما آتى الله عالما علما إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه موسى بن محمد هو البلقاوي متهم لكن له شاهد بإسناد صالح من حديث ابن مسعود رويناه في كتاب فضل العالم العفيف على الجاهل الشريف لأبي نعيم الحافظ وليعلم المنكر لقولي إن في المسند أحاديث يسيرة موضوعة أنه أنكر علي قولا واجبا على من وجهين أحدهما أنى سئلت عنه والثاني أن العلماء قالوا لا يجوز رواية الحديث الموضوع إلا مع بيان أنه موضوع فلنذكر الآن الأحاديث التي نحن بصدد إيرادها بأسانيد الإمام أحمد ليظهر موضع العلة مقدما ذكر سندي إلى الإمام أحمد أخبرني بجميع مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل مع ما فيه من زيادات ابنه عبد الله رحمها الله تعالى مسند الشام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم الأنصاري بقراءتي عليه بمنزله بدمشق في الرحلة الأولى أنا أبو الغنائم المسلم بن محمد بن علان أنا حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافي أنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين أنا الحسين بن علي


[ 6 ]

بن المذهب التميمي أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي الحديث الأول بهذا الإسناد الإمام أحمد قال حدثنا أبو المغيرة ثنا ابن عياش حدثني الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام فسموه الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم سميتموه بأسماء فراعنتكم ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو أشر على هذه الأمة من فرعون لقومه انتهى هذا الحديث أورده أبو حاتم بن حبان البستي في تاريخ الضعفاء في ترجمة إسماعيل بن عياش وقال هذا خبر باطل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ولا رواه عمر ولا حدث به سعيد ولا الزهري ولا هو من حديث الأوزاعي بهذا الإسناد وإسماعيل ابن عياش لما كبر تغير حفظه فكثر الخطأ في حديثه وهو لا يعلم وقد أورده ابن الجوزي في موضعين من كتابه الموضوعات وقال لعل هذا قد أدخل على ابن عياش لما كبر أو رواه وهو مختلط انتهى الحديث الثاني وبه إلى عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا حجاج ثنا فطر عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن الرقيم الكندي قال خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسند وترك باب علي وهذا الحديث علته عبد الله بن شريك كان من أصحاب المختار ولكن قيل إنه تاب وقال الجوزجاني إنه كذاب وعبد الله بن الرقيم جهله النسائي أيضا وقد أورد ابن لجوزي هذا الحديث أيضا في الموضوعات وقال إنه باطل لا يصح ثم قال إنه من وضع الرافضة قابلوا به الحديث المتفق على صحته في سد الأبواب غير باب أبي بكر وهو في الصحيحين قلت فإن استدل على وضعه بمخالفة هذا الحديث الصحيح وإلا فإن الإمام أحمد وثق عبد الله بن شريك وكذا وثقه ابن معين والله أعلم


[ 7 ]

الحديث الثالث وبه إلى عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن إبن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سدوا الأبواب التي في المسجد إلا باب علي أورده ابن الجوزي في الموضوعات وأعله بمخالفة الحديث الصحيح وبهشام له ابن سعد ونقل عن يحيى بن معين أنه قال ليس بشئ وعن أحمد أنه قال ليس هو بمحكم الحديث قال ابن الجوزي هذا باطل لا يصح وهو من وضع الرافضة الحديث الرابع وبه إلى أحمد ثنا يزيد ثنا أصبغ بن زيد ثنا أبو شر عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة الحضرمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله عز وجل وبرئ الله منه وأيما عرضة أصبح فيهم أمرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تبارك وتعالى وهذا الحديث رواه ابن عدى في الكامل في ترجمة أصبغ بن زيد وقال إنه ليس بمحفوظ ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أحمد وقال لا يصح ذلك قال وقال ابن حبان أصبغ لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد وكذلك أورد هذا الحديث في موضوعاته أبو حفص عمر بن بدر الموصلي قلت وفى كونه موضوعا نظر فإن أحمد وابن معين والنسائي وثقوا أصبغ وقد أورد الحاكم في المستدرك على الصحيحين هذا الحديث من طريق أصبغ الحديث الخامس وبه إلى أحمد حدثنا أنس بن عياض حدثني يوسف بن أبي ذرة عن جعفر بن عمرو بن أمية الضميري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه أنواعا من البلاء الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ خمسين سنة لين الله عليه الحساب فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إليه بما يحب فإذا بلغ سبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته فإذا بلغ تسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه


[ 8 ]

وما تأخر وسمى أسير الله في أرضه وشفع لأهل بيته ورواه أحمد أيضا موقوفا على أنس وبه إلى أحمد قال حدثنا أبو النضر ثنا الفرج تنا محمد بن عامر عن محمد بن عبد الله عن جعفر بن عمرو عن أنس بن مالك قال إذا بلغ الرجل المسلم أربعين سنة أمنه الله من أنواع من البلاء من الجنون والجذام والبرص وإذا بلغ الخمسين لين الله عز وجل عليه حسابه وإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين تقبل الله منه حسناته ومحا عنه سيئاته فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمى أسير الله في الأرض وشفع في أهله وعلة الحديث المرفوع يوسف ابن أبي ذرة وفى ترجمته أورده ابن حبان في تاريخ الضعفاء وقال يروي المناكير التي لا أصل لها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل الاحتجاج به بحال روى عن جعفر بن عمرو عن أنس ذاك الحديث وأورد ابن الجوزي في الموضوعات هذا الحديث من الطريقين المرفوع والموقوف وقال هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأعل الحديث الموقوف بالفرج بن فضالة وحكى أقوال الأئمة في تضعيفه قال وأما محمد بن عامر فقال ابن حبان يقلب الأخبار ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم وأما محمد بن عبيد الله فهو العرزمي قال أحمد ترك الناس حديثه قلت وقد خلط فيه الفرج بن فضالة فحدث به هكذا وقلب إسناده مرة أخرى فجعله من حديث ابن عمر مرفوعا أيضا رواه أحمد أيضا الحديث السادس وبه إلى أحمد حدثنا هاشم حدثنا الفرج حدثني محمد بن عبد الله العرزمي عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثل الحديث الموقوف على أنس هكذا أورده الإمام أحمد ولم يسق لفظه وإنما أورده بعد حديث أنس الموقوف وقال مثله ولم يذكر ابن الجوزي في الموضوعات حديث


[ 9 ]

ابن عمر هذا وكان ينبغي أن يذكره فإن هذا موضوع قطعا ومما يستدل به على به على وضع الحديث مخالفة الواقع وقد أخبرني من أثق به أنه رأى رجلا حصل له جذام بعد الستين فضلا عن الأربعين ومحمد بن عبد الله ابن عمرو بن عثمان إن كان هو الملقب بالديباج فهو لم يدرك ابن عمر وقال البخاري لا يكاد يتابع على حديثه وإن كان غيره فهو مجهول الحديث السابع وبه إلى الإمام أحمد أنا عبد الصمد بن حسان أنا عمارة عن ثابت عن أنس قال بينما عائشة في بيتها سمعت صوتا في المدينة فقالت ما هذا فقالوا عير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل من كل شئ قال وكانت سبعمائة بعير فارتجت المدينة من الصوت فقالت عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا فبلغ ذلك عبد الرحمن فقال إن استطعت لأدخلنها قائما فجعلها في سبيل الله عز وجل بأقتابها وأحمالها وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال قال أحمد هذا الحديث كذب منكر قال وعمارة يروي أحاديث مناكير وقال أبو حاتم الرازي عمارة بن زاذان لا يحتج به انتهى الحديث الثامن وبه إلى أحمد ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد عن أبي عقال عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عسقلان أحد العروسين يبعث منها يوم القيامة سبعون ألفا لا حساب عليهم يبعث منها خمسون ألفا شهداء وفودا إلى الله عز وجل وبها صفوف الشهداء رؤسهم مقطعة في أيديهم تثج أوداجهم دما يقولون ربنا وءاتنا ذلك ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد فيقول صدق عبادي اغسلوهم في نهر الفيضة محمد فيخرجون منه نقاة بيضا فيسرحون في الجنة حيث شاؤا وهذا الحديث أورده ابن


[ 10 ]

الجوزي في الموضوعات وقال هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميع طرقه تدور على أبي عقال واسمه هلال بن زيد بن يسار قال ابن حبان يروي عن أنس أشياء موضوعة ما حدث بها أنس قط لا يجوز الاحتجاج به بحال انتهى وفي ترجمة أبي عقال أورده ابن عدي في الكامل من رواية جماعة عنه وقال غير محفوظ وقال الذهبي في الميزان باطل الحديث التاسع وبه إلى أحمد حدثنا الحسن بن يحيى من أهل مرو ثنا أوس بن عبد الله بن بريدة أخبرني أخي سهل بن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن جده هو بريدة من الحصيب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستكون بعدي بعوث كثيرة فكونوا في بعث خراسان ثم أنزلوا بمدينة مرو بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة ولا يضير أهلها سوء وهذا الحديث أورده أبو حاتم ابن حبان في الضعفاء وقال سهل بن عبد الله منكر الحديث يروى عن أبيه ما لا أصل له لا نحب أن يشتغل بحديثه انتهى وأخوه أوس ضعيف جدا قال البخاري فيه نظر وهذه العبارة يقولها البخاري في من هو متروك وقال النسائي ليس بثقة وقال الدارقطني متروك والله أعلم انتهى كلام شيخنا وهذا حين الشروع في الأجوبة وأول شئ يتعقب فيها على شيخنا احتجاجه بحديث أبي هريرة الذي تقدم ذكره من رواية موسى البلقاوي واعترافه بأنه متهم أي أن الحفاظ اتهموه بالكذب وإذا كان كذلك فلا يصلح أن يحتج بحديثه وقد خرج أبو نعيم في الحلية هذا الحديث من وجه آخر عن أبي هريرة وفيه من لا يعرف وهو من رواية محمد بن عبده القاضي وكان يدعي سماع ما لم يسمع وهو مشهور ولو احتج بما أخرجه أبو داود من حديث


[ 11 ]

أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سئل علما فكتمه ألجمه الله بلجام من نار لكان أولى والحديث وإن لم يكن في نهاية الصحة لكنه صالح للحجة وهو على كل حال أولى من حديث البلقاوي ثم نشرع الآن في الجواب عن الأحاديث التسعة التي أوردها واقتصر عليها ونجيب عنها أولا من طريق الإجمال بأن الأحاديث التي ذكرها ليس فيها شئ من أحاديث الأحكام في الحلال والحرام والتساهل في إبرادها مع ترك البيان بحالها شائع وقد ثبت عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أنهم قالوا إذا روينا في الحلال والحرام شددنا وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا


[ 12 ]

وهكذا حال هذه الأحاديث فالأول منها يدخل في أدب التسمية وفيه إخبار عن بعض الأمور الآتية ولهذا أورده في دلائل النبوة والثاني كالثالث في الفضائل والرابع في الحث على الكرم والبر والصلة ورعاية الجار والخامس كالسادس إلى في فضل طول العمر في الإسلام والسابع يحتمل التأويل وهو أمر نسبي والثامن كالتاسع في فضائل بعض البلدان وفيها الحث على الرباط والجهاد وأما من حيث التفصيل فالحديث الأول منها حديث سعيد ابن المسيب في شأن التسمية بالوليد فيقول علته قول ابن حبان إنه باطل دعوى لا برهان عليها وأتى بدليل يشهد لها وقوله إن رسول الله صلى الله عليه لم يقله ولا عمر ولا سعيد ولا الزهري شهادة نفي صدرت عن غير استقراء تام على ما سنبنيه كان فهي مردودة وكلامه في إسماعيل بن عياش غير مقبول كله فإن رواية إسماعيل عن الشاميين عند الجمهور قوية وهذا منها وإنما ضعفوه في روايته عن غير أهل الشام نص على ذلك يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وعمرو بن علي الفلاس وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم والبخاري ويعقوب بن سفيان ويعقوب بن شيبة وأبو إسحاق الجوزجاني والنسائي والدولابي وأبو أحمد بن عدي وآخرون وقد وثقه بعضهم مطلقا والعجب أن ابن حبان موافق للجماعة على أن حديثه عن الشاميين مستقيم وهذه عبارته فيه كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين في حديثهم فلما كبر تغير حفظه فما حفظه في صباه وحداثته أتى به على وجهه وما حفظه على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه وأدخل الإسناد في الإسناد وألزق المتن بالمتن انتهى فهذا كما تراه قيد كلامه بحديث الغرباء وليس حديثه


[ 13 ]

المتقدم من حديثه عن الغرباء وإنما هو من روايته عن شامي وهو الأوزاعي وأما إشارته إلى أنه تغير حفظه واختلط فقد استوعبت كلام المتقدمين فيه في كتابي تهذيب التهذيب ولم أجد عن أحد منهم أنه نسبه إلى الاختلاط وإنما نسبوه إلى سوء الحفظ في حديثه عن غير الشاميين كأنه كان إذا رحل إلى الحجاز أو العراق اتكل على حفظه فيخطئ في أحاديثهم قال يعقوب بن سفيان تكلم ناس في إسماعيل بن عياش وإسماعيل ثقة عدل أعلم الناس بحديث الشام وأكثر ما قالوا يغرب عن ثقات المدنيين والمكيين انتهى ومع كون إسماعيل بهذا الوصف وحديثه المتقدم عن شامي فلم ينفرد به كما قال ابن حبان وابن الجوزي وإنما انفرد بذكر عمر فيه خاصة على أن الرواة عنه لم يتفقوا على ذلك فقد رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده وأبو نعيم في دلائل النبوة من طريقه قال حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن عمرو عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال ولد لأخي أم سلمة فذكر الحديث وليس فيه عمر نعم رواه سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل عن إسماعيل ابن عياش فذكر فيه عمر حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي الهاشمي ولفظه أنا أبو الحزم ابن أبي الفتح الحنبلي قال قرئ على مؤنسه بنت أبي بكر بن أيوب ونحن نسمع عن عفيفة بنت أحمد أنا عبد الواحد ابن محمد ثنا أيوب سليمان بن عبد الرحمن ثنا إسماعيل بن عياش حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن ابن شهاب الزهري عن سعيد ابن المسيب عن عمر بن الخطاب فذكر مثل حديث أبي المغيرة سواء وزاد فيه بعد قوله بأسماء فراعنتكم غيروا اسمه فسموه عبد الله فإنه سيكون والبقية سواء وأما من تابع إسماعيل عن الأوزاعي فقد رواه عن الأوزاعي أيضا الوليد بن مسلم الدمشقي وبشر ابن بكر التنيسي والهقل بن زياد كاتب الأوزاعي ومحمد بن كثير لكنهم أرسلوه فلم يذكروا فيه عمر كما وقع عند الحارث وأما رواية الوليد فأخرجها يعقوب بن سفيان في تاريخه قال حدثنا محمد بن خالد بن العباس


[ 14 ]

السكسكي حدثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو عمرو الأوزاعي فذكره وزاد في آخره قال الأوزاعي فكانوا يرون أنه الوليد بن عبد الملك ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حتى خرجوا عليه فقتلوه فانفتحت الفتنة على الأمة وكثر فيهم الهرج انتهى وأخرجه الحاكم في المستدرك قال أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد بن المسيب حدثنا نعيم ابن حماد ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه الوليد فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سميتموه بأسامى فراعنتكم ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو شر على هذه الأمة من فرعون على قومه قال الزهري إن استخلف الوليد بن يزيد فهو هو وإلا فهو الوليد بن عبد الملك قال الحاكم صحيح وأما رواية بشر بن بكر فأخرجها البيهقي في دلائل النبوة عن الحاكم عن الأصم عن سعيد بن عثمان التنوخي عن بشر بن بكر حدثني الأوزاعي حدثني الزهري حدثني سعيد ابن المسيب الحديث وفيه غيروا اسمه فسموه عبد الله فإنه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد لهو شر لأمتي من فرعون لقومه وزاد فيه أيضا إنه أخ لأم سلمة من أمها وأما رواية محمد بن كثير والهقل بن زياد فأشار إليهما الذهبي في ترجمة الوليد بن يزيد في تاريخ الإسلام ثم وجدتهما في ترجمة الوليد في تاريخ ابن عساكر أخرجهما من طريق الزهري في الزهريات ثنا الحكم بن موسى ثنا الهقل بن زياد عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد ابن المسيب قال ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه الوليد الحديث قال وحدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري قال ولد لآل أم سلمة ولد فسموه الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم تسمون الوليد بأسماء فراعنتكم فسموه عبد الله وتابع الأوزاعي على رواية له عن الزهري محمد بن الوليد الزبيدي ويحتمل أنه الذي اتهمه إسماعيل بن عياش لأنه شامي أيضا ومعمر بن راشد البصري وأما


[ 15 ]

رواية الزبيدي فظفرت بها في بعض الأجزاء ولم يحضرني الآن اسم مخرجها وأما رواية معمر فرويناها في الجزء الثاني من أمالى عبد الرزاق قال أن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب فذكره ولم يذكر عمر قال البيهقي بعد تخريجه هذا الحديث مرسل حسن قلت هو شرط على الصحيح لو صرح سعيد بن المسيب بسماعه له من أم سلمة أدركها وسمع منها ووقع لنا الحديث من روايتها من وجه آخر رواه ابن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد فقال من هذا قلت الوليد قال قد اتخذتم الوليد حنانا غيروا اسمه فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له الوليد وهذا إسناد حسن أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث له ورواه محمد بن سلام الجمحي عن حماد بن سلمة فذكره معضلا وروى الطبراني في المعجم الكبير من طريق عبد العزيز بن عمران عن إسماعيل بن أيوب المخزومي قصة موت الوليد ابن الوليد بن المغيرة وأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سلمة وهي تقول أبك الوليد بن الوليد * أبا الوليد بن المغيرة فقال إن كدتم تتخذون الوليد حنانا فهذا شاهد آخر لأصل القصة وبدون هذا يعلم بطلان شهادة ابن حبان بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله ولا سعيد بن المسيب حدث به ولا الزهري ولا الأوزاعي وفي تصريح بشر بن بكر عن الأوزاعي بأن الزهري حدثه به ما يدفع تعليل من تعلله بتدليس الوليد بن مسلم تدليس التسوية وغاية ما ظهر في طريق إسماعيل بن عياش من العلة أن ذكر عمر فيه لم يتابع عليه والظاهر أنه من رواية أم سلمة لإطباق معمر والزبيدي عن الزهري وبشر بن بكر والوليد بن مسلم عن الأوزاعي على عدم ذكر عمر فيه والله أعلم وأما رواية نعيم بن حماد له عن الوليد يذكر أبي هريرة فيه فشاذة ومن شواهده ما روى الطبراني من طريق ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن معاذ بن جبل قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر


[ 16 ]

حديثا فيه قال الوليد اسم فرعون هادم شرائع الإسلام يبوء بدمه رجل من أهل بيته الحديث الثاني والثالث حديث سدوا الأبواب إلا باب علي ذكره من رواية سعد ومن رواية ابن عمر قول ابن الجوزي إنه باطل وإنه موضوع دعوى لم يستدل عليها إلا بمخالفة الحديث الذي في الصحيحين وهذا إقدام على رد الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم ولا ينبغي الإقدام على الحكم بالوضع إلا عند عدم إمكان الجمع ولا يلزم من تعذر الجمع في الحال أن لا يمكن بعد ذلك إذ فوق كل ذي علم عليم وطريق الورع في مثل هذا أن لا يحكم على الحديث بالبطلان بل يتوقف فيه إلى أن يظهر لغيره ما لم يظهره له وهذا الحديث من هذا الباب هو حديث مشهور له طرق متعددة كل طريق منها على إنفرادها لا تقصر عن رتبة الحسن ومجموعها مما يقطع بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث وأما كونه معارضا لما في الصحيحين فغير مسلم ليس بينهما معارضة وقد ذكر البزار في مسنده أن حديث سدوا كل باب في المسجد إلا باب علي جاء من رواية أهل الكوفة وأهل المدينة يروون إلا باب أبي بكر قال فإن ثبتت روايات أهل الكوفة فالمراد بها هذا المعنى فذكر حديث أبي سعيد الذي سأذكره بعد قال على إن روايات أهل الكوفة جاءت من وجوه بأسانيد حسان انتهى وها أنا أذكر بقية طرقه ثم أبين كيفية الجمع بينه وبين الذي في الصحيحين فمن طرقه ما رواه الإمام أحمد في مسنده أيضا في مسند زيد ابن أرقم قال حدثنا محمد بن جعفر ثنا عون عن ميمون عن زيد بن أرقم قال كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد قال فقال يوما سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال فتكلم في ذلك أناس قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم


[ 17 ]

فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكن أمرت بشئ فاتبعته ورواه النسائي في السنن الكبرى عن محمد بن بشار بندار عن محمد بن جعفر وهو غندر بهذا الإسناد ورواه الحاكم في المستدرك عن أبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه وقال صحيح الإسناد وأخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين من طريق المسند أيضا وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق النسائي وأعله بميمون فأخطأ في ذلك خطأ ظاهرا وميمون وثقة غير واحد وتكلم بعضهم في حفظه وقد صحح له الترمذي حديثا غير هذا تفرد به عن زيد بن أرقم ولم يذكر شيخنا هذه الطريقة وهي على شرطه وكأنه أغفلها لأن ابن الجوزي لم يوردها من طريق المسند ومن طرقه أيضا ما رواه النسائي في السنن الكبرى عن محمد بن وهب عن مسكين بن بكير وأخرجه الكلاباذي في معاني الأخبار من وجه آخر عن مسكين ورواه الترمذي عن محمد بن حميد عن إبراهيم بن المختار كلاها عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن إبن عباس قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي وروى الإمام أحمد والنسائي أيضا من طريق أبي عوانة الوضاح عن أبي بلج يحيى عن عمرو بن ميمون قال قال ابن عباس في أثناء حديث وسد أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره وأخرجه الكلاباذي في معاني الأخبار عن حاتم بن عقيل عن يحيى بن إسماعيل وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي نعيم في الحلبة قال حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو شعيب كلاهما عن يحيى بن عبد الحميد ثنا أبو عوانه به وأعله بأبي بلج وبيحيى ابن عبد الحميد فلم يصب لأن يحيى لم ينفرد به وأخرج النسائي حديث سعد بن أبي وقاص من طريق أخرى بمعناه ورواه الطبراني في الأوسط في


[ 18 ]

ترجمة علي بن سعيد من طريق الحكم بن عتيبة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب إلا باب علي فقالوا يا رسول الله سددت أبوابنا كلها إلا باب علي فقال ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها لم يروه عن الحكم إلا معاوية بن ميسرة بن شريح قلت وهو حفيد القاضي شريح الكندي قال البخاري في تاريخه سمع الحكم بن عتيبة ولم يذكر فيه جرحا وذكره ابن حبان في الثقات وقال الطبراني في الكبير ثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا ناصح عن سماك بن حرب عن جابر بن سمره قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب كلها غير باب علي فقال العباس يا رسول الله قدر ما أدخل وحدي وأخرج قال ما أمرت بشئ من ذلك فسدها كلها غير باب علي وربما مر وهو جنب وروى النسائي أيضا حديث ابن عمر بسند آخر صحيح أورده من طريق أبي إسحاق السبيعي عن العلاء بن عرار قال قلت لعبد الله بن عمر أخبرني عن علي وعثمان فقال أما علي فلا تسأل عنه أحدا وانظر إلى منزله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه ورجاله رجال الصحيح إلا العلاء وهو ثقة وثقه يحيى بن معين وغيره وعرار أبوه بمهملات وأخرجه الكلاباذي في معاني الأخبار من طريق عبد الله بن سلمة الأفطمس أبو أحد الضعفاء عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه نحوه وفيه هذا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار إلى بيت علي إلى جنبه الحديث فهذه الطرق المتظاهرة من روايات الثقات تدل على أن الحديث صحيح دلالة قوية وهذه غاية نظر المحدث وأما كون المتن معارضا للمتن الثابت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري فليس كذلك ولا معارضة بينهما بل حديث سد الأبواب غير حديث سد الخوخ لأن بيت علي بن أبي طالب كان داخل المسجد مجاورا لبيوت النبي صلى الله عليه وسلم قال القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي في كتاب أحكام القرآن له حدثنا إبراهيم ابن حمزة ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن المطلب هو ابن عبد الله


[ 19 ]

ابن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن أذن لأحد أن يمر في المسجد ولا يجلس فيه وهو جنب إلا علي بن أبي طالب لأن بيته كان في المسجد وهذا مرسل قوي يشهد له ما أخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي لا يحل لأحد أن يطرق هذا المسجد جنبا غيري وغيرك أخرجه عن علي بن المنذر عن محمد بن فضيل عن سالم ابن أبي حفصة عن عطية عنه قال وقال علي بن المنذر قلت لضرار بن صرد ما معناه قال لا يحل لأحد أن يستطرقه جنبا غيري وغيرك فهذا ما يتعلق بسد الأبواب وأما سد الخوخ فالمراد به طاقات كانت في المسجد يستقربون الدخول منها فأمر النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته بسدها إلا خوخة أبي بكر وفي ذلك إشارة إلى استخلاف أبي بكر لأنه يحتاج إلى المسجد كثيرا دون غيره وظهر بهذا الجمع أن لا تعارض فكيف يدعي الوضع على الأحاديث الصحيحة بمجرد هذا التوهم ولو فتح هذا الباب لرد الأحاديث لأدعى في كثير من الأحاديث الصحيحة البطلان ولكن يأبى الله ذلك والمؤمنون ثم وجدت في كتاب معاني الأخبار لأبي بكر الكلاباذي قال لا تعارض بين قصة علي وقصة أبي بكر لأن باب أبي بكر كان من جملة أبواب تطلع إلى المسجد خوخات وأبواب البيوت خارجة من المسجد فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بسد كل الخوخ فلم يبق مطلع منها إلى المسجد وتركت خوخة أبي بكر فقط وأما باب علي فلأنه داخل المسجد يخرج منه ويدخل فيه كما قال ابن عمر الذي سأله حين أشار إلى بيت علي هذا بيت علي إلى جنبه بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان بيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد انتهى وبنحوه جمع بينهما الطحاوي في مشكل الآثار وهو في أوائل الثلث الثالث منه والله أعلم فهذا ما يتعلق بسد الأبواب تنبيه عبد الله بن الرقيم في حديث سعد هو بضم الراء وقيل فيه ابن أبي الرقيم تفرد عبد الله بن شريك بالرواية عنه وعمر بن أسيد في


[ 20 ]

حديث ابن عمر بفتح الألف وكسر السين وهو ثقة من رجال الصحيحين وقيل فيه عمرو بفتح العين وهشام بن سعد من رجال مسلم صدوق تكلموا في حفظه وحديثه يقوى بالشواهد وقد اختصر الشيخ متن الحديث وسياقه في مسند أحمد عن ابن عمر قال كنا نقول في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر ولقد أعطى ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته وولدت له وسد الأبواب إلا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر انتهى الحديث الرابع حديث ابن عمر في الترهيب من الاحتكار وأذية الجار قوله أورده عمر بن بدر الموصلي قلت لا اعتداد بذلك فإنه لم يكن من النقاد وإنما أخرجه من كتاب ابن الجوزي فلخصه ولم يزد من قبله شيئا قوله أخرجه الحاكم في المستدرك قلت عليه فيه درك فإنه أخرجه من رواية عمرو بن الحصين وهو متروك عن أصبغ وإسناد أحمد خير منه فإنه من رواية يزيد بن هارون الثقة عن أصبغ وكذا أخرجه أبو يعلى في مسنده عن أبي خيثمة عن يزيد بن هارون ووهم بن عدي فزعم أن يزيد تفرد بالرواية عنه وليس كذلك فقد روى عنه نحو من عشرة ولم أر لأحد من المتقدمين فيه كلاما إلا لمحمد بن سعد وأما الجمهور فوثقوه منهم غير من ذكره شيخنا أبو داود والدارقطني وغيرهما ثم إن للمتن شواهد تدل على صحته منها في الترهيب من الإحتكار حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احتكر حكرة يريد أن يغلى بها على المسلمين فهو خاطئ وقد برئت منه ذمة الله


[ 21 ]

تبارك وتعالى رواه الحاكم ومنها حديث معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخل في شئ من أسعار المسلمين ليغلى عليهم كان حقا على الله أن يقذفه في جهنم رأسه أسفله ورواه أحمد أيضا والحاكم والطبراني ومنها حديث عمر مرفوعا من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجالب مرزوق والمحتكر ملعون رواه ماجه أيضا والحاكم ومنها حديث معمر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحتكر إلا خاطئ رواه مسلم هذا ما يتعلق بالاحتكار وأما ما يتعلق بوعيد من بات بجوارهم جائع فله شواهد أيضا منها ما روى الطبراني والبزار بإسناد حسن من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم وروى الحاكم من حديث عائشة مرفوعا ليس المؤمن الذي يبيت شبعان وجاره جائع إلى جنبه وروى البخاري في تاريخه والطبراني وأبو يعلى من حديث ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع بجنبه فإن قيل إنما حكم عليه بالوضع لما في ظاهر المتن من الوعيد الموجب للبراءة ممن فعل ذلك وهو لا يكفر بفعل ذلك فالجواب إن هذا من الأحاديث الواردة في معرض الزجر والتنفير ظاهرها غير مراد وقد وردت عدة أحاديث في الصحاح تشتمل على البراءة وعلى نفي الإيمان وعلي غير ذلك من الوعيد الشديد في حق من ارتكب أمورا ليس فيها ما يخرج عن الإسلام كحديث أبي موسى الأشعري في الصحيح في البراءة


[ 22 ]

ممن حلق وسلق وحديث أبي هريرة لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن إلى غير ذلك مهما حصل من الجواب عنها كان هو الجواب عن هذا الخبر ولا يجوز الإقدام على الحكم بالوضع قبل التأمل والتدبر والله الموفق تنبيه أبو بشر هو جعفر بن أبي وحشية من رجال الشيخين وأبو الزاهرية اسمه حدير بضم الحاء المهملة بن كريب من رجال مسلم ورواية أبي بشر عنه من باب رواية الأقران لأن كلا منهما من صغار التابعين وكثير بن مرة تابعي ثقة باتفاق من رجال الأربعة ففي الإسناد ثلاثة من التابعين والله أعلم الحديث الخامس والسادس حديث ما من معمر يعمر في الإسلام من رواية أنس ومن رواية ابن عمر قوله وللد خلط فيه الفرج بن فضالة قلت لا يلزم من تخليط الفرج في إسناده أن يكون المتن موضوعا فإن له طرقا عن أنس وغيره يتعذر الحكم مع مجموعها على المتن بأنه موضوع فقد روينا من طريق أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري وزيد بن أسلم المدني وعبد الواحد بن راشد وعبيد الله بن أنس والصباح بن عاصم كلهم عن أنس ورويناه أيضا من حديث عثمان بن عفان وعبد الله بن أبي بكر الصديق وأبي هريرة وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد استوعبت طرقه في الجزء الذي سميته معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة ومن أقوى طرقه ما أخرجه البيهقي في الزهد له عن الحاكم عن الأصم عن بكر ابن سهل عن عبد الله بن محمد بن رمح عن عبد الله بن وهب عن حفص ابن ميسرة عن زيد بن أسلم عن أنس فذكر هذا الحديث ورواته من ابن وهب فصاعدا من رجال الصحيح والبيهقي والحاكم الأصم لا يسأل عنهم وابن رمح ثقة وبكر بن سهل قواه جماعة وضعفه النسائي وقال مسلم


[ 23 ]

بن قاسم ضعفه بعضهم من أجل حديثه عن سعيد بن كثير عن يحيى بن أيوب عن مجمع بن كعب عن مسلمة بن مخلد رفعه قال اعروا النساء يلزمن الحجال يعني أنه غلط فيه قلت ومع هذا فلم ينفرد به بكر بن سهل فقد رويناه في المجلس التاسع والسبعين من أمالي الحافظ أبي القاسم بن عساكر أخرجه من طريق الفوائد لأبي بكر بن المقرئ قال حدثنا أبو عروبة والحراني عن مخلد بن مالك الحراني عن الصنعاني وهو حفص ابن ميسرة فذكره وهكذا رويناه في فوائد إسماعيل بن الفضل (بن) الأخشيد حدثنا أبو طاهر بن عبد الرحيم حدثنا أبو بكر بن المقرئ به ومخلد بن مالك شيخ أبي عروبة من أعلى شيخ لأبي عروبة وقد وثقه أبو زرعة الرازي ولا أعلم لأحد فيه جرحا وباقي الإسناد أثبات فلو لم يكن لهذا الحديث سوى هذه الطريق لكان كافيا في الرد على من حكم بوضعه فضلا عن أن يكون له أسانيد أخرى منها ما أخرجه أبو جعفر أحمد بن منيع في مسنده عن عباد بن عباد المهلبي عن عبد الواحد بن راشد عن أنس نحوه وعبد الواحد لم أر فيه جرحا وعباد من الثقات وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والعجلي وآخرون وذكره ابن حبان في الثقات وخبط ابن الجوزي في الكلام على هذا الحديث فنقل عن ابن حبان أنه قال في عباد بن عباد هذا إنه غلب عليه التقشف فكان يحدث بالتوهم فيأتي المنكر فاستحق الترك وهذا الكلاك إنما قاله ابن حبان في عباد بن عباد الفارسي الخواص يكنى أبا عتبه ولا يقال إن ابن الجوزي لو لم يطلع على أنه الخوص ما نقل كلام ابن حبان فيه لأن في سياقه هو الحديث من طريق أحمد بن منيع حدثنا عباد بن عباد المهلبي وهكذا هو في مسند أحمد بن منيع فانتفى أن يكون الفارسي إذ المهلبي ثقة من رجال الصحيح بخلاف الفارسي قوله إنه موضوع قطعا ثم استدل على ذلك بأمر ظني عجيب وكيف يتأتى القطع بالحكم على أمر مستنده ظني وهو إخبار رجل يوثق به أنه رأى


[ 24 ]

من حصل له ذلك بعد الستين أفلا يجوز أن يكون ذلك حصل له قبل الأربعين وهو لا يشعر ثم دب فيه قليلا إلى أن ظهر فيه بعد الستين ومع هذا الاحتمال كيف يتأتى القطع بالوضع على أن للحديث عندي مخرجا لا يرد عليه شئ من هذا على تقدير الصحة وذلك أنه وإن كان لفظه عاما فهو مخصوص ببعض الناس دون بعض لأن عمومه يتناول الناس كلهم وهو مخصوص قطعا بالمسلمين لأن الكفار لا يحميهم الله ولا يتجاوز عن سيئاتهم ولا يغفر ذنوبهم ولا يشفعهم وإذا تعين أن لفظة العام محمول على أمر خاص فيجوز أن يكون ذلك خاصا أيضا ببعض المسلمين دون بعض فيخص مثلا بغير الفاسق ويحمل على أهل الخير والصلاح فلا مانع لمن كان بهذه الصفة أن يمن الله تعالى عليه بما ذكر في الخبر ومن ادعى خلاف ذلك فعليه البيان والله المستعان ثم وجدت في تفسير ابن مردوية بإسناد صحيح إلى ابن عباس ما يدل على التأويل الذي ذكرته وقد ذكرته في أواخر الجزء الذي جمعته في الخصال المكفرة الحديث السابع حديث أنس عن عائشة في قصة عبد الرحمن بن عوف لم ينفرد به عمارة الراوي المذكور فقد رواه البزار من طريق أغلب بن تميم عن ثابت البناني بلفظ أول من يدخل الجنة من أغنياء أمتي عبد الرحمن بن عوف والذي نفس محمد بيده لن يدخلها إلا حبوا قلت وأغلب شبيه بعمارة بن زاذان في الضعف لكن لم أر من اتهمه بالكذب وقد رواه عبد بن حميد في مسنده أتم سياقا من رواية أحمد قال عبد ابن حميد في مسنده حدثنا يحيى بن إسحاق ثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس أن عبد الرحمن بن عوف لما هاجر آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان بن عفان فقال له إن لي حائطين فاختر أيهما شئت فقال بارك الله لك في مالك ما لهذا أسلمت دلني على السوق قال فدله فكان يشتري في السمنة والأقطة والإهاب فجمع فتزوج فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له بارك


[ 25 ]

الله لك أولم ولو بشاة قال فكثر ماله حتى قدمت له سبعمائة راحلة تحمل البر وتحمل الدقيق والطعام فلما دخلت المدينة سمع لأهل المدينة رجة فقالت عائشة ما هذه الرجة فذكر الحديث وفيه من النكارة أيضا إخاء عبد الرحمن لعثمان والذي في الصحيحين أنه سعد بن الربيع وهو الصواب والذي أراه عدم التوسع في الكلام عليه فإنه يكفينا شهادة الإمام أحمد بأنه كذب وأولى مجاملة أن نقول هو من الأحاديث التي أمر الإمام أحمد أن يضرب عليها فإما أن يكون الضرب ترك سهوا وإما أن يكون بعض من كتبه عن عبد الله كتب الحديث وأخل بالضرب والله أعلم ثم رأيت بعد ذلك للحديث شاهدا قوي الإسناد وهو في مسند الشاميين للطبراني حدثنا أبو زرعة الدمشقي حدثنا خالد بن خلى الحمصي حدثنا الجراح بن مليح عن أرطأة بن المنذر عن جعفر بن ثابت الأنصاري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عمته حفصة بنت عمر قالت كان يوم من أيامها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام في بيتها فطالت نومته فهبت أن أوقظه فأهببته أو فهب من نومه محمرة عيناه فقلت يا رسول الله إني هبتك أن أوقظك فقال إني أعجبني أني رأيت أحدهم يعني صعاليك المجاهدين في سبيل الله أنه ليمر أحدهم بحجة الجنة فيرمى إليهم بسيفه ويقول دونكم لم أعط ما أحاسب عليه ثم يدخل الجنة ورأيت أبطأ الناس دخولا النساء ذوو الأموال وما قام عبد الرحمن بن عوف حتى استبطأت له القيام وله شاهد آخر من رواية إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف عن أبيه على النبي صلى الله عليه وسلم قال البزار في مسنده حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه حدثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا خالد بن يزيد ابن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن إنك من الأغنياء لا تدخل الجنة إلا زحفا فأقرض الله تعالى يطلق قدميك فقال عبد الرحمن ما الذي اقرض وخرج عبد الرحمن فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مر عبد الرحمن فليضف الضيف وليطعم المسكين وليعط السائل فإن ذلك يجزيه عن كثير مما هو فيه وفي هذا السند ضعف


[ 26 ]

وأخرج البزار أيضا والطبراني من حديث عبد الله بن أبي أوفى في حديث طويل فيه مناقب الصحابة وفيه أنه أقبل على عبد الرحمن بن عوف فقال لقد بطأ بك عنا من بين أصحر بي) حتى خشيت أن تكون هلكت وعرقت عرقا شديدا فقلت ما بطأ بك فقلت يا رسول الله من كثرة مالي ما زلت موقوفا محاسبا أسأل عن مالي من أين اكتسبته وفيما أنفقته فبكى عبد الرحمن وقال يا رسول الله هذه مائة راحلة جاءتني الليلة من تجارة مصر فإني أشهدك أنها على فقراء المدينة وأيتامهم لعل الله يخفف عني ذلك اليوم وفي سنده عمار بن سيف وهو ضعيف قال المنذري في ترغيبه ود من حديث جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عبد الرحمن يدخل الجنة حبوا لكثرة ماله ولا يسلم أجودها من مقال ولا يبلغ شئ منها بانفراده درجة الحسن وقال الإمام أحمد في مسنده أيضا حدثنا الهذيل ابن ميمون الكوفي الجعفي كان يجلس في مجلس المدينة يعني أبي جعفر عن مطرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة بين يدي فقلت ما هذه قال بلال فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين ولم أر فيها أحدا أقل من الأغنياء والنساء قيل لي أما الأغنياء فهم ها هنا بالباب يحاسبون ويمحصون وأما النساء فألهاهن الأحمران الذهب والحرير قال ثم خرجنا فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتي في كفة فرجحت بها فذكر الحديث وفيه فاستبطأت عبد الرحمن ابن عوف ثم جاء بعد اليأس فقلت عبد الرحمن ! فقال والذي بعثك بالحق ما خلصت إليك حتى ظنت أني لا أنظر إليك قلت وما ذاك قال من كثرة مالي احتبست فامحص وقال السراج في تاريخه حدثنا قتيبة عبد العزيز بن محمد عن عمرو ابن أبي عمرو عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أنه أدخل الجنة فلم ير فيها أحدا إلى فقراء المؤمنين ولم يجد فيها أحدا من الأغنياء إلا عبد الرحمن بن عوف وقال رأيت عبد الرحمن دخلها حين دخلها حبوا فأرسلت أم سلمة إلى عبد الرحمن


[ 27 ]

تبشره فقال إن لي عيرا انتظرها فهي في سبيل الله تعالى بأحمالها ورقيقها وإني لأرجو أن أدخلها غير حبو الحديث الثامن حديث أنس في فضل عسقلان هو في فضائل الأعمال والتحريض على الرباط في سبيل الله وليس فيه ما يحيله الشرع ولا العقل فالحكم عليه بالبطلان بمجرد كونه من رواية أبي عقال لا يتجه وطريقة الإمام أحمد معروفة في التسامح في رواية أحاديث الفضائل دون أحاديث الأحكام كما تقدم في أول الكلام وقد وجد له شاهد من حديث ابن عمر إسناده أصلح من طريق أبي عقال وقد أورده ابن الجوزي أيضا وليس فيه سوى بشير بن ميمون وهو ضعيف وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن بخينه عبد أورده أبو يعلى عن محمد بن بكار عن عطاف بن خالد عن أخيه المسور عن علي بن عبد الله بن بحينة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله على أهل تلك المقبرة فسألوا بعض أزواجه فسألته فقال هي مقبرة عسقلان الحديث وأورده ابن مردويه في تفسيره من هذا الوجه سمى الزوجة عائشة وله شاهد آخر أورده الدولابي في الكنى قال أبو بشر الدولابي في الكنى ثنا العباس بن الوليد الخلال ثنا آدم بن أبي إياس ثنا أبو عبد الله الهذيل بن مسعر الأنصاري ثنا أبو سنان سعد بن سنان عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث بالمقبرة في عسقلان سبعون ألف شهيد ويشفع كل رجل منهم بعدد ربيعة ومضر قال أبو بشر هذا حديث منكر جدا وله شاهد مرسل قال سعيد ابن منصور في السنن حدثنا إسماعيل بن عياش عن عطاء الخراساني بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله أهل المقبرة ثلاث


[ 28 ]

مرات فسئل عن ذلك فقال تلك مقبرة تكون بعسقلان وكان عطاء يرابط بها كل عام أربعين يوما حتى مات الحديث التاسع حديث بريدة في فضل مرو وهو حديث حسن فإن أوسا سهلا وإن كانا قد تكلما فيهما فلم ينفردا به فقد ذكر الحافظ أبو نعيم في الفصل الثامن والعشرين من دلائل النبوة أن حسام بن مصك رواه أيضا عن عبد الله بن بريدة عن أبيه وحسام وإن كان فيه أيضا مقال فقد قال ابن عدي إنه مع ضعفه حسن الحديث ولم ينفرد به كما ترى فالحديث حسن بهذا الاعتبار جواب الكلام عن الأحاديث التي حكم عليها ابن الجوزي بالوضع ولم يذكره الحافظ العراقي ولما انتهى الكلام إلى هذه الغاية وتبين لي أن غالب هذه الأحاديث مع قلتها لا يتجه الحكم عليها بالوضع فكيف القطع بذلك عثرت في كتاب الموضوعات لأبي الفرج ابن الجوزي على ما حكم عليه بالوضع أيضا مما رواه الإمام أحمد أيضا في مسنده وهو على شرط شيخنا وكأنه سها عنه فمن ذلك طرق لبعض الأحاديث التي قدمتها بينتها فيها وهي على شرط شيخنا في العد كما يلوح للناظر في كلامه الحديث الأول مما لم يذكره حديث حذيفة في عذاب القبر وغير ذلك قال الإمام أحمد ثنا موسى بن داود نا محمد بن جابر حدثنا عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا إلى القبر قعد على شفته فجعل يردد النظر فيه ثم قال يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول فيها حمائله ويملأ على الكافر نارا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بشر عباد الله الفظ المستكبر ألا أخبركم


[ 29 ]

بخير عباد الله الضعيف المستضعف ذو الطمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه قال ابن الجوزي هذا حديث لا يصح محمد بن جابر قال يحيى ليس بشئ وقال أحمد لا يحدث عنه إلا من هو شر منه قلت وأبو البختري اسمه سعيد بن فيروز لم يدرك حذيفة ولكن مجرد هذا لا يدل على أن المتن موضوع فإن له شواهد أما القصة الأولى فشاهدها في أحاديث كثيرة لا يتسع الحال لاستيعابها وأما القصة الثانية فشاهدها في الصحيحين من حديث حارثة بن وهب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأهل النار كل عقل جواظ مستكبر وفي رواية أبي داود لا يدخل الجنة الجواظ قال والجواظ الغليظ الفظ وفي المستدرك للحاكم والأوسط للطبراني بإسناد حسن عن سراقة بن مالك بن جعشم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بأهل الجنة وأهل النار قلت بلى قال أما أهل النار فكل جواظ مستكبر وأما أهل الجنة فالضعفاء المغلوبون الحديث الثاني مما لم يذكره حديث شداد بن أوس قال الإمام أحمد حدثنا يزيد بن هارون أنا قزعة بن سويد الباهلي عن عاصم بن مخلد عن أبي الأشعت الصنعاني عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة تلك الليلة أورده ابن الجوزي في الموضوعات بإسناد المسند وقال هذا حديث موضوع وعاصم في عداد المجهولين قال العقيلي لا يعرف إلا بعاصم ولا يتابع عليه وقزعة بن سويد قال أحمد بن حنبل مضطرب الحديث وقال ابن حبان كان كثير الخطاء فاحش الوهم فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج به انتهى


[ 30 ]

قلت ليس في شئ من هذا ما يقضى على هذا الحديث بالوضع إلا أن يكون استنكر عدم القبول من أجل فعل المباح لأن قرض الشعر مباح فكيف يعاقب فاعله بأن لا تقبل له صلاة فلو علل بهذا لكان أليق به من تعليله بعاصم وقزعه لأن عاصما ما هو من المجهولين كما قال بل ذكره ابن حبان في الثقات وأما كونه تفرد برواية هذا عن أبي الأشعت فليس كذلك فقد تابعه عليه عبد القدوس بن حبيب عن أبي لأشعت عليه رويناه في الجعديات عن أبي القاسم البغوي قال حدثني علي بن الجعد ثنا عبد القدوس ولكن عبد القدوس ضعيف جدا كذبه ابن المبارك فكان العقيلي لم يعتد بمتابعته وأما قزعة بن سويد فهو باهلي بصري يكنى أبا محمد روى أيضا عن جماعة من التابعين وحدث عنه جماعة من الأئمة واختلف فيه كلام يحيى بن معين فقال عباس الدوري عنه ضعيف وقال عثمان الدارمي عنه ثقة وقال أبو حاتم محله الصدق وليس بالمتين يكتب حديثه ولا يحتج به وقال ابن عدي له أحاديث مستقيمة وأرجو أنه لا بأس به وقال البزار لم يكن بالقوي وقد حدث عنه أهل العلم وقال العجلي لا بأس به وفيه ضعيف فالحاصل من كلام هؤلاء الأئمة فيه أن حديثه في مرتبة الحسن والله أعلم وقد وجدت هذا الحديث من طريق أخرى عن أبي الأشعت وذكره ابن أبي حاتم في العلل فقال سألت أبي عن حديث رواه موسى بن أيوب عن الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان عن أبي الأشعت الصنعاني عن عبد الله ابن عمرو يرفعه قال من قرض بيت شعر بعد العشاء لم تقبل له صلاة حتى يصبح فقال هذا خطأ الناس يروون هذا الحديث لا يرفعونه يقولون عن عبد الله بن عمرو فقط يعني موقوفا فقلت له الغلط ممن قال من موسى


[ 31 ]

الحديث الثالث قال الإمام أحمد حدثنا أبو عامر ثنا أفلح بن سعيد نا عبد الله بن رافع سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن طالت بك مدة أوشك أن ترى قوما يغدون في سخط الله عز وجل ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر ذكره ابن الجوزي في الموضوعات بإسناد المسند أيضا ونقل عن أبي حبان أنه قال إن هذا الخبر باطل وأفلح كان يروي عن الثقات الموضوعات انتهى وهذا الحديث أخرجه مسلم عن جماعة من مشايخه عن أبي عامر العقدي بهذا وأخرجه من وجه آخر كما سيأتي ولم أقف في كتاب الموضوعات لابن الجوزي على شئ حكم عليه بالوضع وهو في أحد الصحيحين غير هذا الحديث وإنها لغفلة شديدة منه وأفلح المذكور يعرف بالقبائي مدني من أهل قباء ثقة مشهور وثقة ابن معين وابن سعد وقال ابن معين أيضا والنسائي لا بأس به وقال أبو حاتم شيخ صالح الحديث وأخرج له مسلم في صحيحه وقد روى عنه عبد الله بن المبارك وطبقته ولم أر للمتقدمين فيه كلاما إلا أن العقيلي قال لم يرو عنه ابن مهدي قلت وليس هذا بجرح وقد غفل ابن حبان فذكره في الطبقة الرابعة من الثقات وقد أخطأ ابن الجوزي في تقليده لابن حبان في هذا الوضع خطأ شديدا وغلط ابن حبان في أفلح فضعفه بهذا الحديث وعقبه بأن قال هذا بهذا اللفظ باطل والمحفوظ عن سهيل عن أبيه عن أبي هريره بلفظ اثنان من أمتي لم أرهما رجال بأيديهم سياط مثل أذناب البقر ونساء كاسيات عاريات وتعقب الذهبي في الميزان كلام ابن حبان هذا فقال حديث أفلح حديث صحيح غريب ورواية سهيل شاهدة له وابن حبان ربما جرح الثقة حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه انتهى قلت وقد صححه من طريق أفلح أيضا الحاكم في المستدرك من طريق وصححه من طريق سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال حدثنا أبو خيثمة ثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن


[ 32 ]

كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة من طريق الحسن ابن سفيان عن محمد بن عبد الله بن نمير ثنا زيد بن الحباب حدثنا أفلح ابن سعيد فذكره ولفظه يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخطه قال البيهقي رواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير وهو كما قال ابن حبان في النوع التاسع والمائة من القسم الثاني من صحيحه أنا عبد الله بن شيرويه أنا إسحاق بن راهويه أنا جرير عن سهيل فذكره وأخرجه أحمد أيضا من وجهين عن شريك بن عبد الله القاضي عن سهيل نحوه فلقد أساء ابن الجوزي لذكره في الموضوعات حديثا من صحيح مسلم وهذا من عجائبه الحديث الرابع قال الإمام أحمد أيضا وحدثنا أبو سعيد هو مولى بني هاشم نا عبد الله ابن بجير ثنا سيار أن أبا أمامة رضي الله عنه ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون في آخر الزمان في هذه الأمة ناس معهم سياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه أورده الجوزي في الموضوعات من طريق المسند أيضا ونقل عن ابن حبان أنه قال عبد الله بن بجير يروي العجائب التي كأنها معمولة لا يحتج به انتهى قلت وهذا شاهد لحديث أبي هريرة المتقدم وقد غلط ابن الجوزي في تضعيفه لعبد الله بن بجير فإن عبد الله بن بجير المذكور بضم الموحدة بعدها جيم بصيغة التصغير يكنى أبا حمران بصري قيسي ويقال تميمي وقد وقع في رواية الطبراني أنه قيسي وثقة أحمد وابن معين وأبو داود وأبو حاتم وروى الآجري عن أبي داود أن أبا الوليد الطيالسي روى عنه ووثقه وذكره ابن حبان في الثقات وإنما قال ابن حبان ما نقله ابن الجوزي عنه في عبد الله بن بحير القاص الصنعاني الذي يكنى أبا وائل وأبوه بفتح الموحدة وكسر الحاء المهملة على أن المذكور قد وثقه غير


[ 33 ]

ابن حبان ولكن ليس هو راوي حديث أبي أمامة لأنه صنعاني يروي عن أهل اليمن وصاحب الحديث المذكور يروي عن البصريين وسيار شيخه شامي نزل البصرة فروى عنه أهلها وقد أخرج الضياء المقدسي حديث أبي أمامة من طريق المسند ومن طريق الطبراني في الأحاديث المختارة ولم ينفرد به عبد الله بن بجير المذكور فقد رويناه في المعجم الكبير للطبراني أيضا قال ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ثنا حيوة بن شريح ثنا إسماعيل بن غياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في آخر الزمان شرط يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله فاياك أن تكون منهم وهذا إسناد صحيح لأن رواية إسماعيل عياش عن الشاميين قوية وشرحبيل شامي وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال ابن أبي شيبة ثنا عبيد الله هو ابن موسى حدثنا شيبان عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال إنا لنجد في كتاب الله المنزل صنفين في النار قوم يكونون في آخر الزمان معهم سياط كأنها أذناب البقر يضربون بها الناس على غير جرم ولا يدخلون بطونهم إلا خبيثا ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها الحديث الخامس قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان ابن سعد عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لسوقا ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور من النساء والرجال إذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها وإن فيها لمجعا أبي للحور العين يرفعن أصواتها لم ير الخلائق مثلها يقلن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الراضيات فلا نسخط ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا طوبى لمن كان لنا وكنا له أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند أيضا وقال هذا حديث لا يصح والمتهم به عبد الرحمن ابن إسحاق وهو أبو شيبة الواسطي قال أحمد ليس بشئ منكر الحديث وقال يحيى متروك انتهى


[ 34 ]

قلت قد أخرجه من طريقه الترمذي وقال غريب وحسن له غيره مع قوله إنه تكلم فيه من قبل حفظ وصحح الحاكم من طريقه حديثا غير هذا وأخرج له ابن خزيمة في الصيام من صحيحه آخر لكن قال في القلب من عبد الرحمن شئ انتهى وله شاهد من حديث جابر أخرجه الطبراني في الأوسط فيما رأيته في كتاب الترغيب والترهيب للمنذري رحمه الله ولفظه إن في الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى ليس فيها إلا الصور فمن أحب صورة من رجل أو إمرأة دخل فيها لم أقف على إسناده في الأوسط ثم وقفت عليه في ترجمة محمد بن عبد الله بن مطير وفي إسناده جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف ولفظه خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين إن في الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى إلا الصور فمن أحب صورة من رجل أو إمرأة دخل فيها وأخرجه أبو نعيم في صفة الجنة عن الطبراني والمستغرب منه قوله دخل فيها والذين يظهر لي أن المراد به أن صورته تتغير فتصير شبيهه بتلك الصورة لا أنه دخل فيها حقيقة أو المراد بالصورة الشكل والهيئة والبزة وأصل ذكر السوق في الجنة من غير تعرض لذكر الصور في الصحيح مسلم من حديث أنس وفي الترمذي وابن ماجة من حديث هريرة والله أعلم الحديث السادس قال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى قال حدثنا سلام يعني ابن مسكين عن أبي ظلال عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن عبدا في جهنم لينادي ألف سنة يا حنان يا منان فيقول الله عز وجل يعني لجبرئيل إذهب فائتني بعبدي هذا فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون فيرجع إلى ربه ليخبره فيقول إذهب فائتني به فإنه في مكان كذا وكذا فيجئ به ثم يقفه على ربه فيقول له يا عبدي كيف وجدت مكانك ومنقلبك (فيقول يا رب شر مكان وشر منقلب فيقول ردوا عبدي فيقول يا رب ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تردني فيها فيقول دعوا عبدي أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق


[ 35 ]

المسند أيضا وقال هذا حديث ليس بصحيح قال ابن معين أبو ظلال ليس بشئ وقال ابن حبان كان مغفلا يروي عن أنس ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به بحال قلت قد أخرج له الترمذي وحسن له بعض حديثه وعلق له البخاري حديثا وأخرج هذا الحديث ابن خزيمة في كتاب التوحيد من صحيحه إلا أنه ساقه بطريقة له تدل على أنه ليس على شرطه في الصحة وفي الجملة ليس هو موضوعا وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات له من وجه آخر عن سلام بن مسكين وأبو ظلال قد قال فيه البخاري إنه مقارب وقال أبو بكر الآجري في أواخر طريق حديث الإفك له حدثنا عبد الله بن عبد الحميد ثنا زياد بن أيوب ثنا مروان بن معاوية ثنا مالك بن أبي الحسن عن الحسن قال يخرج رجل من النار بعد ألف عام فقال الحسن ليتني كنت ذلك الرجل انتهى فهذا شاهد لبعض حديث أنس وفي كتاب الغريبين لأبي عبيد الهروي عن ابن الأعرابي قال الحنان من صفات الله الرحيم والله أعلم الحديث السابع قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في زيادات المسند له ثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي ثنا عبد القاهر بن السري ثنا عبد الله بن كنانة بن عباس ابن مروان السلمي أن أباه حدثه عن أبيه العباس بن مرداس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ربه عشية عرفة بالمغفرة لأمته وأن الله سبحانه وتعالى أجابه بالمغفرة لأمته إلا ظلم بعضهم بعضا فإنه يأخذ للمظلوم من الظالم قال فأعاد الدعاء فقال أي رب إنك قادر على أن تثيب المظلوم خيرا من مظلمته وتغفر لهذا الظالم قال فلم يجبه تلك العشية شيئا فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجابه عز وجل إني قد فعلت قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تبسم فقال أبو بكر وعمر والله لقد ضحكت في ساعة ما كنت تضحك فيها فما أضحكك أضحك الله


[ 36 ]

سنك فقال ضحكت أن الخبيث إبليس حين علم أن الله عز وجل غفر لأمتي واستجاب دعائي أهوى يحثي التراب على رأسه ويدعو بالويل والثبور فصحكت من الخبيث من جزعه أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند أيضا ونقل عن ابن حبان أنه قال كنانه منكر الحديث جدا ولا أدري التخليط منه أو من أبيه قلت وحديث العباس بن مرداس هذا قد أخرجه أبو داود في السنن في أواخر كتاب الأدب منه في باب قول أضحك الله سنك قال حدثنا عيسى بن إبراهيم وسمعته من أبي الوليد وأنا لحديث عيسى أحفظ قالا أخبرنا عبد القاهر بن السري يعني السلمي ثنا ابن كنانة ابن عباس بن مرداس عن أبيه عن جده قال ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر وعمر أضحك الله سنك وساق الحديث انتهى كلام أبي داود ولم يذكر في الباب غيره وسكت عليه فهو صالح عنده وأخرجه ابن ماجه في كتاب الحج قال ثنا أيوب بن محمد الهاشمي حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي ثنا عبد الله بن كنانة بن عباس ابن مرداس السلمي أن أباه أخبره عن أبيه نحو سياق إبراهيم بن الحجاج وقال في آخره فاضحكني ما ما رأيت من جزعه انتهى وأخرجه أيضا الطبراني من طريق أبي الوليد وعيسى بن إبراهيم جميعا بتمامه وأخرجه أيضا من طريق أيوب بن محمد به وأما إعلال ابن الجوزي له تبعا لابن حبان بكنانة فلم يصب ابن الجوزي في تقليده لابن حبان في ذلك فإن ابن حبان تناقض كلامه فيه فقال في الضعفاء ما نقله عنه الجوزي وذكره في كتاب الثقات في التابعين وقال ابن منده في تاريخه يقال إن له رؤية وعبد الله بن كنانة أكثر ما يقع في الروايات مبهما وقد سمى في رواية


[ 37 ]

ابن ماجه وغيرها ولم أر فيه كلاما إلا أن البخاري ذكر الحديث المذكور وقال لم يصح انتهى ولا يلزم من كون الحديث لم يصح أن يكون موضوعا وقد وجدت له شاهدا قويا أخرجه أبو جعفر بن جرير في التفسير في سورة البقرة من طريق عبد العزيز ابن أبي داود عن نافع عن ابن عمر فساق حديثا فيه المعنى المقصود من حديث العباس بن مرداس وهو غفران جميع الذنوب لمن شهد الموقف وليس فيه قول أبي بكر وعمر وقد أوسعت الكلام عليه في مكان غير هذا وأورد ابن الجوزي الطريق المذكورة أيضا وأعلها ببشار بن بكير الحنفي راويها عن عبد العزيز فقال إنه مجهول قلت ولم أجد للمتقدمين فيه كلاما وقد تابعه عبد الرحيم بن هانئ الغساني فرواه عن عبد العزيز نحوه وهو عند الحسن بن سفيان في مسنده والحديث على هذا قوي لأن عبد الله بن كنانه لم يتهم بالكذب وقد روى حديثه من وجه آخر وليس ما رواه شاذا فهو على شرط الحسن عند الترمذي وقد أخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين والله الموفق ثم وجدت له طريقا أخرى من مخرج آخر بلفظ آخر وفيه المعنى المقصود وهو عموم المغفرة لمن شهد الموقف أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ومن طريقه أخرجه الطبراني في معجمه عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عنه عن معمر عمن سمع قتادة يقول حدثنا خلاس بن عمرو عن عبادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة أيها الناس إن الله عز وجل قد تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم ووهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل فادفعوا باسم الله فلما كان يجمع قال إن الله قد غفر لصالحيكم وشفع صالحيكم في طالحيكم ينزل المغفرة فيعممها لا ثم يفرق المغفرة في الأرض فتقع على كل كاتب ممن حفظ لسانه ويده وإبليس وجنوده على جبل عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم فإذا نزلت المغفرة دعا هو وجنوده بالويل يقول كيف استفز بهم حقبا من الدهر ثم جاءت المغفرة فعمتهم


[ 38 ]

يتفرقون وهم يدعون بالويل والثبور رجاله ثقات أثبات معروفون إلا الواسطة الذي بين معمر وقتادة ومعمر قد سمع من قتادة غير هذا ولكن بين هنا أنه لم يسمع إلا بواسطة لكن إذا انضمت هذه الطريق إلى حديث ابن عمر عرف أن لحديث عباس بن مرداس أصلا ثم وجدت لأصل الحديث طريقا آخرى أخرجها ابن منده في الصحابة من طريق ابن أبي فديك عن صالح بن عبد الله بن صالح عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن زيد عن أبيه عن جده زيد قال وقف النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فقال أيها الناس إن الله قد تطول عليكم في يومكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل وغفر لكم ما كان منكم وفي رواية هذا الحديث من لا يعرف حاله إلا أن كثرة الطرق إذا اختلفت المخارج نزيد المتن قوة والله أعلم الحديث الثامن قال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير بن محمد ثنا موسى بن جبير عن نافع عن ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن آدم لما أهبط إلى الأرض قالت الملائكة أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله لملائكته هلموا ملكين من الملائكة فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت قال فاهبطا إلى الأرض فتمثلت لهما الزهرة إمرأة من أحسن البشر فجاءاها فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك قالا لا والله لا نشرك بالله أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت إليهما ومعها صبي تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا لا والله لا نقتله أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت إليهما بقدح من خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تشربا هذا


[ 39 ]

الخمر فشربا فسكرا ووقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما من شئ أبيتماه علي إلا فعلتماه حين سكرتما فخيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا أورده ابن الجوزي من طريق الفرج بن فضالة عن معاوية ابن صالح عن نافع وقال لا يصح والفرج بن فضالة ضعفه يحيى وقال ابن حبان يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة قلت وبين سياق معاوية بن صالح وسياق زهير تفاوت وقد أخرجه من طريق زهير بن محمد أيضا أبو حاتم ابن حبان في صحيحه وله طرق كثيرة جمعتها في جزء مفرد يكاد الواقف عليه أن يقطع وقوع هذه القصة لكثرة الطرق الواردة فيها وقوة مخارج أكثرها والله أعلم الحديث التاسع قال الإمام أحمد حدثنا حسين وأحمد بن عبد الملك قالا حدثنا عبيد الله يعني ابن عمرو عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي القاسم البغوي عن هاشم بن الحارث عن عبد الله بن عمرو به وقال هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية البصري ثم نقل تجريحه عن جماعة قلت وأخطأ في ذلك فإن الحديث من رواية عبد الكريم الجزري الثقة المخرج له في الصحيح وقد أخرج الحديث المذكور من هذا الوجه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه وغيرهم قال أبو داود في كتاب الترجل حدثنا أبو توبة ثنا عبيد الله عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة وأخرجه النسائي في الزينة وابن حبان والحاكم في صحيحهما من هذا الوجه وقال أبو يعلى في مسنده حدثنا زهير ثنا عبد الله بن جعفر هو الرقي ثنا عبد الله بن عمرو به وأخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين من هذا الوجه أيضا


[ 40 ]

الحديث العاشر قال الإمام أحمد حدثنا يزيد ثنا همام عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابان عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة منان ولا مدمن خمر رواه أيضا غندر وحجاج عن شعبة عن منصور عن سالم عن نبيط بن شريط عن جابان به ورواه النسائي ومن طريق جرير والثوري كلاهما عن منصوى أن كراوية همام وقال لا نعلم أحدا من طريق شعبة كذلك تابع شعبة على نبيط ابن شريط وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في كتاب العلل على مجاهد وقال البخاري في التاريخ لا يعرف لجابان سماع من عبد الله بن عمرو ولا لسالم من جابان انتهى وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق سفيان الثوري تارة كراوية النسائي وتارة من روايته عن عبد الكريم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو وأخرجه أيضا من رواية عمر بن عبد الرحمن أبي حفص الأبار عن منصور عن عبد الله بن مرة عن جابان وأعلة على بما أشار إليه الدارقطني من الاضطراب وليس في شئ من ذلك ما يقتضى الحكم بالوضع والله أعلم الحديث الحادي عشر قال الإمام أحمد حدثنا إبراهيم بن مهدي ثنا صالح بن عمر عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة هي طابة أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أحمد بن إبراهيم الموصلي عن صالح بن عمر به وأعله بيزيد بن أبي زياد ولم يصب فإن يزيد وإن ضعفه بعضهم من قبل حفظه وبكونه كان يلقن فيتلقن في آخر عمره فلا يلزم من شئ من ذلك أن يكون كل ما يحدث به موضوعا وقد أورده الدارقطني في الأفراد وقال تفرد به صالح ابن عمر عن يزيد يعني بهذا الإسناد وأخرجه ابن عدي في الكامل في ترجمة يزيد بن أبي زياد وضعف يزيد وقد رواه أبو بكر بن مردوية في تفسيره من طريق أبي يوسف القاضي عن يزيد بن أبي زياد فقال عن ابن عباس بدل البراء ولفظه لا تدعوها يثرب فإنها طيبة يعني المدينة ومن قال يثرب فليستغفر الله ثلاث


[ 41 ]

مرات هي طيبة هي طيبة وشاهده ما أخرجه مالك والبخاري ومسلم والنسائي من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة الحديث الحديث الثاني عشر قال الإمام أحمد حدثنا حسين بن محمد نا جرير بن حازم عن أيوب عن ابن مليكة ع عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية أورده ابن الجوزي من طريق المسند ومن طريق أخرى وأعل طريق المسند بحسين بن محمد فقال هو المروزي قال أبو حاتم رأيته ولم أسمع منه وسئل أبو حاتم عن حديث يرويه حسين فقال خطأ فقيل له الوهم ممن قال ينبغي أن يكون من حسين قلت حسين احتج به الشيخان ولم يترك أبو حاتم السماع منه باختيار أبي حاتم فقد نقل ابنه عنه أنه قال أتيته مرات بعد فراغه من تفسير شيبان وسألته أن يعيد علي بعض المجلس فقال تكرير ولم أسمع منه شيئا وقال معاوية بن صالح قال لي أحمد بن حنبل أكتبوا عنه ووثقه العجلي وابن سعد والنسائي وابن قانع ومحمد بن مسعود العجمي وآخرون ثم لو كان كل من وهم في حديث سرى في جميع حديثه حتى يحكم على أحاديثه كلها بالوهم لم يسلم أحد ثم ولو كان ذلك كذلك لم يلزمه منه الحكم على حديثه بالوضع ولا سيما مع كونه لم ينفرد بل توبع ووجدت للحديث شواهد فقد أورده الدارقطني عن البغوي عن هاشم بن الحارث عن عبد الله بن عمرو الرقي عن ليث بن أبي سليم عن ابن أبي مليكة به وليث وإن كان ضعيفا فإنما ضعف من قبل حفظه فهو متابع قوي وشاهده حديث ابن عباس أخرجه ابن عدي من طريق علي بن الحسن بن شقيق أخبرني ليث عن مجاهد عن ابن عباس نحوه وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس في أثناء حديث وأخرجه الطبراني أيضا من طريق عطاء الخراساني عن عبد الله بن سلام مرفوعا وعطاء لم يسمع من ابن سلام وهو شاهد


[ 42 ]

قوي قال ابن الجوزي إنما يعرف هذا من كلام كعب ثم ساقه من طريق أحمد أيضا قال حدثنا وكيع ثنا سفيان عن عبد العزيز إبن رفيع عن ابن أبي مليكة عن ابن حنظلة عن كعب أنه قال لأن أزني أحب إلي من أن آكل درهما من ربا وأورده العقيلي من طريق ابن جريج حدثني ابن أبي مليكة أنه سمع عبد الله بن حنظلة بن الراهب يحدث عن كعب الأحبار فذكر مثل السياق المرفوع ونقل عن الدارقطني أن هذا أصح من المرفوع قلت ولا يلزم من كونه أصح أن يكون مقابله موضوعا فإن ابن جريج أحفظ من جرير بن حازم وأعلم بحديث ابن أبي مليكة منه لكن قد تابع جريرا ليث بن أبي سليم ولا مانع من أن يكون الحديث عن عبد الله بن حنظلة مرفوعا وموقوفا والله أعلم الحديث الثالث عشر حديث إذا أقبلت الرايات السود من خراسان فائتوها فان فيها خليفة الله المهدي أورده ابن الجوزي في الموضوعات من حديث عبيدة وهو ابن عمرو عن عبد الله وهو ابن مسعود وقد أخرجه الإمام أحمد من حديث ثوبان ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي أيضا في كتاب الأحاديث الواهية وفي طريق ثوبان علي بن زيد بن جدعان وفيه ضعف ولم يقل أحد إنه كان يتعمد الكذب حتى يحكم على حديثه بالوضع إذا انفرد وكيف وقد توبع من طريق آخر رجاله غير رجال الأول أخرجه عبد الرزاق والطبراني وأخرجه أحمد أيضا والبيهقي في الدلائل من حديث أبي هريرة يرفعه يخرج من خراسان رايات سود لا يردها شئ حتى تنصب بايلياء وفي سنده رشدين ابن سعد وهو ضعيف الحديث الرابع عشر قال الإمام أحمد في مسند النساء من مسنده حدثنا عبد الله بن وهب قال قال حبوة هو ابن شريح أخبرني أبو صخر أن يحنس أبا موسى حدثه أن أم الدرداء حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيها يوما فقال لها من أين جئت يا أم الدرداء فقالت من الحمام فقال ما من إمرأة


[ 43 ]

تنزع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله عز وجل من سترة أورده ابن الجوزي في الأحاديث الواهية من طريق المسند بهذا الإسناد وقال هذا حديث باطل لم يكن عندهم حمام في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعله بأبي صخر بن زياد وأن يحيى بن معين ضعفه وأورده من طريق المسند أيضا من وجهين عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أنه سمع أم الدرداء تقول خرجت من الحمام فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من أين يا أم الدرداء فقلت من الحمام فقال والذي نفسي بيده ما من إمرأة تضع ثيابها في غير بيت أحد من أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن عز وجل وأعله بزيان راوية عن سهل ونقل كلامهم في تضعيفه قلت والطريقة الأولى تقويه وحكمه عليه بالبطلان بما نقله من نفي وجود الحمام في زمانهم لا يقتضي الحكم بالبطلان فقد تكون أطلقت لفظ الحمام على مطلق ما يقع الاستحمام فيه لا على أنه الحمام المعروف الآن وقد ورد ذكر الحمام في عدة أحاديث غير هذه وفي الجملة فلا ينقضي تعجبي من كون يحكم عليه بأنه باطل ولا يورده في الموضوعات مع أنه أورده في الموضوعات أشياء أقوى من هذا والله المستعان الحديث الخامس عشر قال الإمام أحمد حدثنا أبو النضر ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد ابن إسحاق عن عبيد الله بن أبي رافع عن إبنه عن أمه سلمى قالت اشتكت فاطمة شكواها الذي قبضت فيه فكنت أمرضها فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها في شكواها ذلك قالت وخرج علي لبعض حاجته فقالت يا أمه اسكبي لي غسلا فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ثم قالت يا أمه أعطيني ثيابي الجدد فلبستها ثم قالت يا أمه قربي فراشي وسط البيت فاضطجعت فاستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت


[ 44 ]

خدها وقالت يا أمه إني مقبوضة وقد تطهرت فلا يكشفني أحد فقبضت مكانها قالت فجاء علي فأخبرته فقال لا والله لا يكشفها أحد فدفنها بغسلها ذلك قلت وأخرجه عبد الله بن أحمد عاليا عن محمد بن جعفر الوركاني عن إبراهيم بن سعد وأورده ابن الجوزي في الموضوعات في آخر الكتاب من طريق عاصم بن علي عن إبراهيم بن سعد وقال قد رواه نوح بن يزيد والحكم بن أسلم عن إبراهيم أيضا قال ورواه عبد الرازق عن معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل مرسلا ثم قال في الكلام عليه هذا الحديث لا يصح أما عاصم بن علي فقال يحيى بن معين ليس بشئ وأما نوح والحكم فشيعيان ثم هو من رواية ابن إسحاق وهو مجروح قلت وحمله في هذا الحديث على الثلاثة المذكورين يدل على أنه لم يره في المسند عن أبي النضر ومحمد بن جعفر وكلاهما من شيوخ الصحيح وأما حمله علي محمد بن إسحاق فلا طائل فيه فإن الأئمة قبلوا حديثه وأكثر ما عيب فيه التدليس والرواية عن المجهولين وأما هو في نفسه فصدوق وهو حجة في المغازي عند الجمهور وشيخه عبيد الله ابن علي يعرف بعبادل قال فيه أبو حاتم لا بأس به ومرسل عبد الله بن محمد بن عقيل يعضد مسند محمد بن إسحاق وقد أخرجه الطبراني في معجمه من طريق عبد الرزاق به فكيف يتأنى الحكم عليه بالوضع نعم وهو مخالف لما رواه غيرهما من أن عليا وأسماء بنت عميس غسلا فاطمة وقد تعقب ذلك أيضا وشرح ذلك يطول إلا أن الحكم بكونه موضوعا غير مسلم والله أعلم هذا آخر ما تتبعته من الأحاديث التي أوردها ابن الجوزي في الموضوعات ولم يذكرها شيخنا وهي على شرطه لكونه لم يقتصر في الحكم عليها بالوضع على النقل عن شخص مخصوص بل اعتمد في الغالب على ابن الجوزي فسلكت مسلكه في ذلك والذي أقول إنه لا يتأتى الحكم


[ 45 ]

على شئ منها بالوضع لما بينته من الأجوبة عقب كل حديث والله الهادي إلى الصواب لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه مآب هذا آخر الجزء المسمى القول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد رضى الله تعالى عنه قال مؤلفه عامله الله بلطفه فرغت منه في شهور سنة تسع عشرة وثمانمائة والحمد لله وحده وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه هذه النسخة منقولة عن النسخة التي قرأها السخاوي على شيخه الحافظ ابن حجر وقابل بأصل شيخه ثم قابلها أيضا مصححو دائرة المعارف بنسخة أخرى جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا


[ 46 ]

من منشورات مكتبة إبن تيمية متن الطحاوية المغنى لابن قدامة في 9 مجلدات مجموع فتاوى شيخ الإسلام إبن تيمية في 37 جزء مكايد الشيطان في الوسوسة وذم الموسوسين للإمام إبن قيم الجوزية


[ 47 ]

هذا ذيل القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد تأليف العالم العلامة المحدث الفهامة قاضي الملك محمد صبغة الله المدارسي الله رحمه الله


[ 48 ]

بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ الإمام والحبر الهمام بقية المحدثين والدي صبغة الله بن محمد غوث بن محمد ناصر الدين أدخلهم الله في أعلى عليين ولله الحمد أن الحافظ العراقي ذكر تسعة أحاديث واستدرك عليه الحافظ العسقلاني وزاد خمسة عشر حديثا فصار المجموع أربعة وعشرين حديثا وقد ذكر الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه النكت البديعات على الموضوعات أن في موضوعات ابن الجوزي ثمانية وثلاثين حديثا من مسند الإمام أحمد رضي الله عنه وها أنا أذكر الأحاديث التي فاتت الحافظ العسقلاني رحمه الله تعالى وهي هذه الحديث الأول قال الإمام أحمد رضي الله عنه حدثنا أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت البناتي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل قال قال هكذا يعني أنه أخرج طرف الخنصر قال أحمد أرانا معاذ قال فقال له حميد الطويل ما تريد إلى هذا يا أبا محمد قال فضرب صدره ضربة شديدة وقال من أنت يا حميد وما أنت يا حميد يحدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم فنقول أنت تريد إليه ورواه أيضا عن روح عن حماد أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابن عدي قال حدثنا علي بن أحمد بن بسطام ثنا هدية ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت البنائي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال أخرج خنصره على إبهامه فساخ الجبل ونقل عن


[ 49 ]

ابن عدي قال كان ابن أبي العرجاء ربيب حماد بن سلمة فكان يدس في كتبه هذه الأحاديث قلت قال الحافظ السيوطي في اللآلئ المصنوعة هذا الحديث صحيح رواه خلق عن حماد بن سلمة وأخرجه الأئمة من طرق عنه وصححوه ثم ذكر طريق أحمد قال وأخرجه الترمذي من طريق سليمان بن حرب عن حماد وقال حسن صحيح غريب وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة من طريق أسد بن موسى وحجاج بن المنهال كلاهما عن حماد وأخرجه ابن مردوية في التفسير من طريق مسلم بن إبراهيم عن حماد وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق عفان بن مسلم وسليمان بن حرب كلاهما عن حماد وأخرجه البيهقي في كتاب الرؤية من طريق سليمان بن حرب ومن طريق محمد بن كثير عن حماد وأخرجه الضياء المقدسي في المختارة وصححه وقد ذكر الزركشي في تخريج الرافعي أن تصحيحه أعلى مرتبة من تصحيح الحاكم وأنه قريب من تصحيح الترمذي وابن حبان وقال ابن طاهر في تذكرة الحفاظ أورد ابن عدي هذا الحديث في ترجمة حماد بن سلمة ولعله أشار إلى تفرده به وحماد إمام ثقة وقال البيهقي بعد تخريجه وقد روى عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا ثم أخرج من طريق عمرو ابن طلحة عن أسباط عن السدي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال تجلى منه مثل طرف الخنصر فجعل الجبل دكا وأخرجه الحاكم وصححه وأخرجه الطبراني في السنة من طريق عمرو بن محمد العنقزي عن أسباط ثم وجدت لحماد بن سلمة متابعا عن ثابت ابن أنس به وأخرجه ابن مردوية أيضا من طريق شعيب بن عبد الحميد الطحان عن قرة بن عيسى عن الأعمش عن رجل عن أنس رضي الله عنه به وورد أيضا من حديث ابن عمر أخرجه ابن مردوية من طريق المسيب بن شريك عن ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا به انتهى كلام السيوطي قلت ما نقل أنه درس في كتبه فلا يصح وإنما نقله محمد بن شجاع


[ 50 ]

بن الثلجي قال الذهبي في الميزان ابن الثلجي ليس بمصدق على حماد وأمثاله وقد أتهم قال الإمام أحمد حدثنا خلف بن الوليد ثنا ابن المبارك وعلي ابن إسحاق أنبأنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تمام العيادة للمريض أن يضع أحدكم يده على جبهته أو يده فيسأله كيف هو وتمام تحياتكم بينكم المصافحة أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق العقيلي ثنا أحمد بن إبراهيم القرشي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا عبد الأعلى بن محمد التاجر ثنا يحيى بن سعيد عن الزهري عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من تمام العيادة أن تضع يدك على المريض وتقول كيف أصبحت كيف أمسيت وأعله بعبد الأعلى ونقل عن العقيلي قال عبد الأعلى يروي عن يحيى بن سعيد أحاديث مناكير لا يتابع عليها ولا أصول لها منها هذا الحديث قال وقد روى عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة فذكر الحديث المذكور وقال عبيد الله ليس بشئ وكذا شيخه قلت حديث عبد الأعلى أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة وحديث علي بن يزيد أخرجه الترمذي أيضا قال حدثنا سويد بن نصر نا عبد الله يعني ابن المبارك فذكر الحديث المتقدم بتمامه وقال إسناده ليس بالقوي ونقل عن البخاري أن عبيد الله بن زحر وكذا القاسم ثقتان لكن علي بن يزيد ضعيف قلت قال ابن الجوزي قاسم متروك قال السيوطي قاسم روى له الأربعة وقال في الميزان قد وثقه ابن معين من وجوه عنده قال الجرجاني كان خيارا فاضلا أدرك أربعين من المهاجرين والأنصار وقال الترمذي ثقة وقال يعقوب بن شيبة منهم من يضعفه علي بن يزيد لم يتهم بالكذب ومن ثم قال الحافظ العسقلاني في فتح الباري حديث الترمذي سنده لين


[ 51 ]

وقال السيوطي وله شواهد قال الطبراني ثنا أحمد بن المعلى الدمشقي حدثنا هشام بن عمار ثنا معاوية بن يحيى الأطرابلسي ثنا معاوية ابن سعيد عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي رهم السمعي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من تمام عيادة المريض أن تضع يدك عليه وتسأله كيف هو وقال البيهقي في سننه أنبأنا أبو طاهر الفقيه أنبأنا أبو حامد بن بلال ثنا محمد ابن يحيى ثنا أبو المغيرة ثنا عبد الرحمن بن يزيد ثنا إسماعيل بن عبد الله عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه ورجع وأنا معه فقبض على يده ووضع يده على جبهته وكان يرى ذلك من تمام عيادة المريض وأخرجه ابن السني من طريق أبي المغيرة وقال أبو يعلى حدثنا زكريا نا هشيم عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضا يضع يده على المكان الذي يألم ثم يقول باسم الله لا بأس رجاله موثوقون وقال المروزي في الجنائز حدثنا القواريري ثنا سفيان بن حبيب ابن جريج عن عطاء قال من تمام العبادة أن تضع يدك على المريض انتهى قلت قال الحافظ العسقلاني حديث أبي يعلى عن عائشة سنده حسن انتهى ومن شواهده ما رواه البخاري في صحيحه من طريق الجعيد عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها في شكواه الذي اشتكى بمكة وأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء يعوده قال سعد ثم وضع يده على جبهته ثم مسح وجهي وبطني ثم قال اللهم أشف سعدا الحديث وأما القطعة الثانية فلها شاهد من حديث ابن مسعود رواه الترمذي قال حدثنا أحمد بن عبده الضبي ثنا يحيى بن سليم الطائفي عن سفيان عن منصور عن رجل عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه


[ 52 ]

وسلم قال من تمام التحية الأخذ باليد قال الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سليم عن سفيان الحديث الثالث قال الإمام أحمد حدثنا روح ثنا مرزوق أبو عبد الله الشامي ثنا سعيد رجل من أهل الشام ثنا ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذ أصاب أحدكم الحمى وإن الحمى قطعة من النار فليطفئها عنه بالماء البارد وليستقبل نهرا جاريا يستقبل جريه بالماء فيقول باسم الله اللهم اشف عبدك وصدق رسولك بعد صلاة الفجر قبل طلوع الشمس فيغتمس فيه ثلاث غمسات ثلاثة أيام فإن لم يبرأ في ثلاث فخمس وإن لم يبرأ في خمس فسبع فإن لم يبرأ في سبع فتسع فإنه لا يكاد يجاوز التسع بإذن الله عز وجل أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق هناد بن إبراهيم النسفي ثنا بن إبراهيم ثنا أبو الوفاء المسيب ابن محمد بن علي القضاعي ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن علي الجوهري المروزي ثنا يحيى بن ساسويه المروزي ثنا محمد بن النضر حدثنا ابن رجاء عن أبي طاهر عن مرزوق أبي عبد الله الحمصي عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النيران ثلاث نار تأكل وتشرب ونار تأكل ولا تشرب ونار تشرب ولا تأكل فأما النار التي تأكل وتشرب فجهنم وأما النار التي تأكل ولا تشرب فنار الدنيا وأما التي تشرب ولا تأكل فالحمى فإذا وجد أحدكم فليقم إلى بئر فليستق منها دلوا وليصبه قال عليه وليقل اللهم اشف عبدك وصدق رسولك يفعل ذلك ثلاث غدوات فإذا ذهبت وإلا يفعل سبع غدوات فإنها ستذهب إن شاء الله تعالى قال ابن الجوزي لا يصح فيه مجهولون وضعفاء ومنهم سلمة بن رجاء ليس بشئ انتهى قلت كذا وقع في النسخة الموجودة عندي قوله عن مرزوق أبي عبد الله الحمصي عن ثوبان ولم يذكر الواسطة بين مرزوق وثوبان


[ 53 ]

وهو سعيد بن زرعة الحمصي فأما سقط سعيد من نسخة أو رواه كذلك فلينظر وسلمة بن رجاء من رجال البخاري قال أبو حاتم ما به بأس وقال أبو زرعة صدوق ومع هذا فقد أخرجه أحمد من طريق ليس فيه سلمة وحديث أحمد رواه الترمذي عن أحمد بن سعيد الأشقر المرابطي عن روح بن عبادة به وقال حديث غريب وفي بعض نسخ الترمذي حسن غريب وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة وقد عزاه السيوطي في جمع الجوامع إلى الطبراني في الكبير والضياء المقدسي في كتاب المختارة ومرزوق أبو عبد الله الحمصي وشيخه سعيد بن زرعة قيل مجهولان وقال الحافظ العسقلاني في التقريب إن مرزوقا لا بأس به وقال في سعيد إنه مستور وقال في فتح الباري إن سعيدا مختلف فيه وقد ذكرهما ابن حبان في الثقات وقال السيوطي في النكت البديعات إن رجاله ثقات معروفون فهو على شرط الحسن قال وله شاهد من مرسل منصور بن وهب المعافري ومن مرسل مكحول أخرجه سعيد بن منصور بن وهب المعافري ومن مرسل مكحول أخرجه سعيد بن منصور في سننه الحديث الرابع قال الإمام أحمد حدثنا إسحاق بن يوسف ثنا أبو جناب عن زاذان عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع نحونا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن هذا الراكب إياكم يريد قال فانتهى إلينا الرجل فسلم فرددنا عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من أين أقبلت قال من أهلي وولدي وعشيرتي قال فأين تريد قال أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقد أصبته قال يا رسول الله علمني ما الإيمان قال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت قال أقررت قال ثم إن بعيرة دخلت يده في شبكة جرذان فهوى بعير وهوى الرجل فوقع على هامته فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بالرجل قال فوثب


[ 54 ]

إليه عمار بن ياسر وحذيفة فأقعداه فقالا يا رسول الله قبض الرجل قال فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أما رأيتما إعراضي عن الرجل فإني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الحنة فعلمت أنه مات جائعا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا والله من الذين قال الله عز وجل الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون قال فاحتملناه إلى الماء فغسلناه وحنطناه وحملناه إلى القبر قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على شفير القبر قال فقال الحدوا ولا تشقوا فإن اللحد لنا والشق لغيرنا وقال الإمام أحمد حدثنا أسود بن عامر ثنا عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء عن ثابت عن زاذان عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة فبينما نحن نسير إذ رفع لنا شخص فذكر نحوه إلا أنه قال وقعت يد بكره في بعض تلك التي تحفر الجرذان وقال فيه هذا ممن عمل قليلا وأجر كثيرا وقال حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن عمرو بن مرة عن زاذان عن بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أن رجلا جاء فدخل في الإسلام فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمه الإسلام وهو في مسيره فدخل خف بعيره في جحر يربوع فوقصه بعيره فمات فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمل قليلا وأجر كثيرا قالها حماد ثلاثا اللحد لنا والشق لغيرنا وقال حدثنا عفان ثنا عبد الواحد ثنا الحجاج بن رطأة عن ثنا عثمان البجلي عن زاذان فذكر الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الخطيب قال أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن بشار السابوري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا محمد بن الوليد الأنطاكي ثنا موسى بن داود ثنا محمد بن عبد الملك عن محمد بن المنكدر عن جابر بن


[ 55 ]

عبد الله رضي الله عنهما قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على إبل أكلت نوى فبينا نحن نسير في مسيرنا إذا نحن براكب مقبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم أخال الرجل يريدكم فوقف ووقفنا فإذا بأعرابي على قعود له فقلنا من أين أقبل الرجل فقال أقبلت من أهلي ومالي أريد محمدا فقلنا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أعرض علي الإسلام فقال نشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فقال أقررت قال ونؤمن بالجنة والنار والبعث والحساب فقال وأقررت فجعل لا يعرف شيئا من شرائع الإسلام إلا قال أقررت فبينا نحن كذلك إذا وقعت يد بعيرة في شبكة فإذا البعير لجنبه وإذا الرجل لرأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركوا صاحبكم فابتدرناه فسبق إليه عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما فإذا الرجل قد مات ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغسلوا صاحبكم فغسلناه ورسول الله صلى الله عليه وسلم معرض عنه وكفناه وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فلما فرغنا قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي تعب قليلا ونعم طويلا هذا من الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قلنا رأيناك أعرضت عنه ونحن نغسله قال إني أحسب أن صاحبكم مات جائعا إني رأيت زوجتيه من الحور العين وهما يدسان في فيه ثمار الجنة قال ابن الجوزي لا يصح والحمل فيه على محمد بن عبد الملك الأنصاري الضرير المديني كان يضع الحديث قلت جرير بن عبد الله رضي الله عنه وإن لم يتعرض له ابن الجوزي لكن حكمه على المتن بالوضع يقتضي أن يكون جميع طرقه عنده موضوعا وقد رد عليه الحافظ السيوطي وجعل حديث أحمد شاهدا له والطرق الثلاثة التي رواها أحمد وإن كان فيها مقال لكن بعضها يقوي بعضا وله شاهد عند ابن أبي حاتم في تفسيره والحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس وأخرجه ابن أبي حاتم من مرسل بكر بن سوادة وأخرجه عبد بن حميد في تفسيره من مرسل إبراهيم التي كلاهما باختصار والطريق الثلاثة عند أحمد كلها تدور على زاذان أبي عمر الكندي قال ابن معين ثقة وقال ابن عدي أحاديثه لا بأس بها وقال الحافظ


[ 56 ]

العسقلاني في التقريب إنه صدوق قلت وهو من رجال مسلم وقد روى عنه أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي قال يحيى وعثمان ابن سعيد والنسائي والدارقطني إنه ضعيف وقال يحيى بن معين مرة ليس به بأس إلا أنه كان يدلس وكذا قال أبو نعيم وقال يحيى مرة هو صدوق وقال الحافظ العسقلاني ضعفوه لكثرة تدليسه وأما الطريق الثالث فأورده من طريق الحجاج بن أرطأة من وجهين أحدهما عن عمرو بن مرة وهو ثقة والثاني عن عثمان بن عمير البجلي أبي اليقظان الكوفي الأعمى وهو ضعيف لكن لم يتهم بالوضع أما الحجاج بن أرطأة فقد اختلفوا فيه قال العسقلاني إنه صدوق لكن كثير التدليس وأما الطريق الثاني وهو طريق ثابت عن زاذان فلم أقف على حال رجاله وهذه الطرق تقوى بعضها بعضا والله أعلم الحديث الخامس قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن أبي حكيم عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدؤلي قال كان معاذ رضي الله عنه باليمن فارتفعوا إليه في يهودي مات وترك أخاه مسلما فقال معاذ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الإسلام يزيد ولا ينقص فورثه وقال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة ثنى عمرو بن أبي حكيم عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود قال أتى معاذ رضي الله عنه يهودي وارثه مسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام يزيد ولا ينقص فورثه أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الجوزقاني قال أنبأنا أبو نصر الصواف أنبأنا أبو القاسم بن محمد الوراق ثنا أبو الحسين بن عثمان ثنا محمد بن الحسين ثنا القاسم الليث محمد بن المهاجر ثنا يزيد بن هارون ثنا حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن عمرو بن كردي عن عبد الله بن بريدة عن يحيى ابن يعمر عن أبي الأسود عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان يورث المسلم من الكافر ويقول سمعت رسول الله


[ 57 ]

صلى الله عليه وسلم يقول الإسلام يزيد ولا ينقص قال ابن الجوزي إنه باطل والمتهم به محمد بن المهاجر قلت قال السيوطي في اللآلئ إن محمد بن المهاجر برئ منه فقد أخرجه الطبراني ثنا داود بن محمد بن صالح المروزي ثنا إبراهيم ابن الحجاج الشامي ثنا حماد بن سلمة به وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ثنا شعبة عن عمرو بن أبي حكيم عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدئلي عن معاذ بن جبل به وأخرجه أحمد في مسنده ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة به وأخرجه الحاكم وصححه ولم يتعقبه الذهبي انتهى وأخرجه أبو داود السجستاني في سننه من وجهين قال حدثنا مسدد ثنا عبد الوارث عن عمرو بن أبي حكيم الواسطي ثنا عبد الله بن بريدة أن أخوين اختصما إلى يحيى بن يعمر يهودي ومسلم فورث المسلم منهما وقال حدثني أبو الأسود أن رجلا حدثه أن معاذا رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الإسلام يزيد ولا ينقص فورث المسلم وقال حدثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن عمرو بن أبي حكيم عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدئلي أن معاذا رضي الله عنه أتى بميراث يهودي وأنه مسلم بمعناه انتهى قلت قد سكت أبو داود على هذا الحديث فهو عنده صالح وظهر من روايته أن أبا الأسود إنما روى عنه بواسطة ومن ثم قال الحافظ العسقلاني في فتح الباري إنه تعقب الحاكم تصحيحه بأن فيه انقطاعا بين أبي الأسود ومعاذ لكن سماعه منه ممكن قال وقد زعم الجوزقاني أنه باطل وهو مجازفة قال وقال القرطبي في المفهم هو كلام يحكى ولا يروي كذا قال وقد رواه من قدمت ذكره فكأنه ما وقف على ذلك انتهى وقال في تسديد القوس بعد ما ذكر حديث معاذ وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة انتهى قلت وله شاهد من حديث عائذ بن عمرو المزني رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال الإسلام يعلو ولا يعلى رواه الدارقطني ومحمد بن هارون الروياني في مسنده قال الحافظ العسقلاني في الفتح سنده


[ 58 ]

حسن وأورده البخاري في كتاب الجنائز من صحيحه في باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه تعليقا ورواه أبو يعلى الخليلي في فوائده وزاد في أوله قصة وهي أن عائذ بن عمرو جاء يوم الفتح مع أبا سفيان بن حرب فقالت الصحابة هذا أبو سفيان وعائذ بن عمرو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عائذ بن عمرو وأبو سفيان الإسلام أعز من ذلك الإسلام يعلو ولا يعلى وأخرج أحمد بن منيع بسند قوي عن معاذ رضي الله عنه أنه كان يورث المسلم من الكافر بغير عكس وأخرج مسدد عنه أن أخوين اختصما إليه مسلم ويهودي مات أبوهما يهوديا فخار ابنه اليهودي ماله فنازعه المسلم فورث معاذ المسلم تنبيه عمرو بن كردي الذي روى عن ابن بريدة هو عمرو بن أبي حكيم الواسطي أبو سعيد يقال مولى لآل الزبير وقال ابن حبان مولى الأزد روى عن عكرمة وابن بريدة وابن مجلز روى عنه خالد الحذاء وشعبة فأما شعبة فيقول ثنا عمرو بن أبي حكيم وأما خالد الحذاء فيقول عمرو بن كردي قال أبو حاتم صالح الحديث وقال العسقلاني في التقريب إنه ثقة ولحديث معاذ هذا طريق آخر رواه الدارقطني ثنا الحسن بن أحمد بن سعيد الرهاوي ثنا عبد المنعم ابن أحمد ثنا عمار بن مطرف ثنا حماد عن خالد الحذاء عن عمرو بن كردي عن عبد الله بن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدئلي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان يزيد وينقص أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الدارقطني وقال عمار منكر الحديث وأحاديثه بواطيل وتعقبه السيوطي في النكت بأن لا مدخل لعمار في هذا الحديث فقد أخرجه أحمد وأبو داود من وجه آخر جيد عن معاذ وسكت عليه أبو داود فهو صالح عنده وله شواهد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة وابن عباس وأبي الدرداء رضي الله عنهم مرفوعا انتهى قلت لفظ حديث معاذ رضي الله عنه عند أحمد وأبي داود الإسلام يزيد ولا ينقص بزيادة لا النافية على ينقص وكأن الراوي وهم في هذه الرواية يزيد وينقص نعم روى ابن النجار عن عبد الله بن أبي أوفى


[ 59 ]

والديلمي في مسند الفردوس عن أبي هريرة مرفوعا الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وزاد في رواية أبي هريرة فمن قال غير ذلك فهو مبتدع والحديثان ضعيفان والله أعلم الحديث السادس قال الإمام أحمد حدثنا موسى بن داود ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن حسان مخيس بن ظبيان عن رجل من جذام عن مالك بن عتاهية رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا لقيتم عاشرا فاقتلوه وقال حدثنا قتيبة بن سعيد بهذا الحديث يعني عن ابن لهيعة وقصر عن بعض الإسناد وقال يعني بذلك الصدقة يأخذها على غير حقها انتهى والمراد ببعض الإسناد أنه لم يذكر مخيسا ولا عبد الرحمن بن حسان وكذا رواه البغوي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري وغيره عن موسى بن داود وقال في آخره يعني عشار المشركين وأخرجه ابن منده من طريق مكي بن إبراهيم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن مخيس بن ظبيان عن عبد الرحمن بن حسان عن رجل من جذام عن مالك بن عتابة به فقدم مخيسا في السند على عبد الرحمن وكذا أورده ابن أبي حثمة عن محمد بن معاوية عن ابن لهيعة وأخرجه ابن شاهين من طريق ابن أبي حثمة ومن طريق أخرى عن ابن لهيعة كذلك وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق محمد بن ناصر أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده ثنا أبي أنبأنا عبد الله بن محمد بن الحارث المحاربي ثنا حمدان بن ذي النون البلخي عن مالك بن عتاهية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لقيتم عشارا فاقتلوه قال إنه موضوع فيه مجاهيل وقد رواه قتيبة عن ابن لهيعة فلم يذكر مخيسا ولا عبد الرحمن بن حسان وابن لهيعة ذاهب الحديث قلت تعقبه الجلال في النكت بأنه أخرجه احمد في مسنده والبخاري في تاريخه والطبراني بسند رجاله معروفون وفيه ابن لهيعة وهو من رجال مسلم في المتابعات وفيه كلام كثير والصواب أنه حسن الحديث انتهى


[ 60 ]

الحديث السابع قال عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن شيبة ثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال أخبرني رب هذا الدار أبو هلال قال سمعت أبا برزة رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسمع رجلين يتغنيان وأحدهما يجيب الآخر وهو يقول لا يزال حواي من تلوح عظامه روى الحر عنه أن يحن فيقبرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هما قال فقالوا فلان وفلان قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أركسهما ركسا ودعهما إلى النار دعا أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي يعلى ثنا علي بن المنذر ثنا ابن فضيل ثنا يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو ابن الأحوص عن ابن أبي برزة رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت غناء فقال انظروا ما هذا فصعدت فنظرت فإذا معاوية وعمرو بن العاص يتغنيان فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم أركسهما في الفتنة ركسا اللهم دعهما إلى النار دعا قال ابن الجوزي لا يصح يزيد بن أبي زياد كان يلقن بآخره فيتلقن قلت يزيد بن أبي زياد احتج به الأربعة وروى له مسلم مقرونا وقد مر عن الحافظ العسقلاني أنه قال يزيد وإن ضعفه بعضهم من قبل حفظه فلا يلزم أن كل ما يحدث به موضوع قال الجلال السيوطي ما قاله ابن الجوزي لا يقتضي الوضع قال وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه الطبراني في الكبير حدثنا أحمد بن علي ابن الجارود الأصبهاني ثنا عبد الله بن عباد عن سعيد الكندي حدثنا عيسى ابن الأسود النخعي عن ليث عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت رجلين وساق نحو سياق أحمد وسمى الرجلين


[ 61 ]

معاوية وعمرو بن العاص ورواه ابن قانع في معجمه حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا عبد الله ابن عمر ثنا سعيد أبو العباس التيمي ثنا سيف بن عمر ثنى أبو عمر مولى إبراهيم بن طلحة عن زيد بن أسلم عن صالح شقران رضي الله عنه قال بينما نحن ليلة في سفر إذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوتا فذكر الحديث وسمى الرجلين معاوية بن رافع وعمرو بن رفاعة وقال في آخر الحديث فمات عمرو بن رفاعة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم من السفر قال الجلال هذه الرواية أزالت الإشكال وبينت أن الوهم وقع في الحديث في لفظه واحدة وهي قوله ابن العاص وإنما هو ابن رفاعة أحد المنافقين وكذلك معاوية بن رافع أحد المنافقين انتهى الحديث الثامن قال الإمام أحمد حدثنا ابن نمير أنبأنا إسماعيل ويعلى بن عبيد قالا ثنا إسماعيل عن نفيع عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد يوم القيامة غني ولا فقير إلا ود إنما كان أوتي من الدنيا قوتا قال يعلى في الدنيا رواه ابن ماجه حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير نا أبي ويعلى عن إسماعيل بن أبي خالد عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من غني ولا فقير إلا ود يوم القيامة أنه يؤتى من الدنيا قوتا رواه أيضا عبد بن حميد وأبو نعيم في الحلبة أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابن حبان حدثنا عبد الكريم بن عمر الخطابي ثنا أحمد بن يونس بن المسيب ثنا يعلى بن عبيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد غني ولا فقير إلا يود يوم القيامة أنه أوتي في الدنيا قوتا قال نفيع يعني ابن الحارث أبو داود أعمى مترو في قلت رماه بعضهم بالوضع وبعضهم بأنه متروك وبعضهم بأنه ليس بشئ وبعضهم بأنه ضعيف وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال في كتاب الضعفاء يروي عن الثقات الموضوعات انتهى فلا يحكم على حديثه بالوضع نظرا لذلك وله شاهد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند الخطيب قال أنبأنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أنبأنا عبد الباقي بن قانع ثنا عمر بن إبراهيم الحافظ ثنا أحمد بن إبراهيم القطيعي


[ 62 ]

ثنا عباد بن العوام ثنا سفيان بن حسين عن يسار عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه كان يأكل في الدنيا قوتا وقال أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن محمد العبسي ثنا عباد بن العوام به فذكره موقوفا الحديث التاسع قال عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني يحيى بن عثمان يعني الحربي أبو زكريا حدثنا إسماعيل بن عياش عن رجل قد سماه عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبحة تمنع الرزق وقال حدثني إبراهيم الترجماني ثنا إسماعيل بن عياش عن ابن أبي فروة عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبحة تمنع الرزق وهذا الحديث أخرجه البيهقي أيضا في الشعب وقال رواه مسلمة بن علي عن ابن عياش عن رجل هو ابن أبي فروة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك مرفوعا وقال خلط ابن أبي فروة في إسناده انتهى وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابن عدي حدثنا الحسين بن أحمد ابن منصور وسجادة ثنا يحيى بن عثمان ثنا إسماعيل بن عياش عن ابن أبي فروة عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه مرفوعا به وقال ابن أبي فروة إسحاق متروك قلت ابن أبي فروة هو إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة الأموي مولاهم المدني روى له أبو داود والترمذي تكلموا فيه لكن لم يتهم بالكذب نعم له مناكير وعد ابن عدي هذا الحديث من مناكيره وكونه منكرا لا يستلزم أن يكون موضوعا وقال السيوطي والحديث له طريق أخرى


[ 63 ]

قال أبو نعيم في الحلية حدثنا عبد الله بن محمد ابن جعفر ثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي ثنا محمد بن أسلم ثنا حسين ابن الوليد ثنا سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان بن عفان رضي الله عنه مرفوعا إن الصبحة تمنع الرزق قال وله شواهد أخرج الديلمي من طريق أصبغ بن نباتة عن أنس مرفوعا لا تناموا عن طلب أرزاقكم فيما بين صلاة الفجر إلى طلوع الشمس قال فسئل أنس رضي الله عنه عن معنى هذا الحديث فقال يسبح ويكبر ويستغفر سبعين مرة فعند ذلك ينزل الرزق وروى البيهقي في الشعب من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم قالت مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجعة فحركني برجله وقال يا بنية قومي وأشهدي رزق ربك ولا تكوني من الغافلين فإن الله تعالى يقسم أرزاق الله ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس قال البيهقي سنده ضعيف ورواه من طريق أخرى عن عبد الملك بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة على أبيها وعليها الصلاة والسلام بعد أن صلى الصبح وهي نائمة فذكر معناه وذكر السيوطي آثارا تشهد لذلك تنبيه إنما أدرجنا حديث زوائد المسند من جملة أحاديث المسند تبعا للحافظ العسقلاني فإنه عده من جملة أحاديث المسند وكذا هو أورد أحاديث الزوائد في أطراف المسند الحديث لعاشر قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج عن شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت حبة العرني قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول أنا أول رجل صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا يحيى بن سلمة يعني ابن كهيل قال سمعت أبي يحدث عن حبة العرني قال رأيت عليا رضي الله عنه ضحك على المنبر فذكر قصة لأبيه ثم قال اللهم لا أعرف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار


[ 64 ]

لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق محمد بن عبد الباقي البزار أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي أنبأنا أبو محمد بن ماسي ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق ثنا إسماعيل بن إبراهيم ابن بسام سمعت شعيب بن صفوان عن أجلح عن سلمة بن كهيل عن جوين عن علي رضي الله عنه قال عبدت الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يعبده رجل من هذه الأمة خمس سنين أو سبع سنين قال الأجلح منكر الحديث وحبة واه في الحديث غال في التشيع قلت هذا لا يقتضي أن يكون حديثه موضوعا قال السيوطي الأجلح روى له الأربعة ووثقه ابن معين والعجلي وقال أبو حاتم ليس بالقوي وقال النسائي ضعيف وقال ابن عدي شيعي صدوق وحبة ضعفه الأكثر وقال العجلي تابعي ثقة وقال الطبراني يقال له رؤية وقال ابن عدي ما رأيت له منكرا قد جاوز الحد والحديث أخرجه الحاكم حدثنا أبو عمر الزاهد ثنا محمد بن هشام المروزي ثنا أبو إبراهيم الترجماني ثنا شعيب بن صفوان به قال وتعقبه الذهبي في تلخيص المستدرك بأن خديجة وأبا بكر وبلالا وزيدا رضي الله عنهم آمنوا أول ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وعبدوا الله معه قال يعني الذهبي ولعل السمع أخطأ ويكون علي رضي الله عنه قال عبدت الله مع رسوله صلى الله عليه وسلم ولي سبع سنين ولم يضبط الراوي ما سمع وقال الطبراني في الأوسط حدثنا أحمد ثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثنا عمرو بن هاشم الجنبي عن الأجلح عن سلمة بن كهيل عن حبة ابن جوين العرني عن علي رضي الله عنه أنه قال اللهم إنك تعلم أنه لم يعبدك أحد من هذه الأمة قبلي ولقد عبدتك قبل أن يعبدك أحد من هذه الأمة ست سنين انتهت عبارة السيوطي قلت ما تعقب به الذهبي إنما يتوجه على من رواه من طريق الأجلح وأما ما رواه الإمام أحمد فلا يتوجه عليه ذلك فإن قوله سبعا يمكن أن


[ 65 ]

يكون المراد به سبعة أيام ولا مانع من أن يتقدم إسلام علي رضي الله عنه على غيره بسبعة أيام عند من يقول إنه أول الناس إسلاما وعلى هذا فالحديث من قسم المعلول لا الموضوع والله أعلم الحديث الحادي عشر قال الإمام أحمد حدثنا وكيع وعبد الرحمن قالا ثنا سفيان عن مصعب بن محمد عن يعلى بن أبي يحيى عن فاطمة بنت حسين عن أبيها قال عبد الرحمن حسين بن علي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسائل حق وإن جاء على فرس ورواه أبو داود حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان به وسكت عليه أبو داود فهو عنده صالح وأخرج أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة نا وكيع نا سفيان به وأخرجه الضياء المقدسي أيضا في كتابه المختارة وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات بغير سند وقال نقلت من خط القاضي أبي يعلى قال نقلت من خط أبي حفص البرمكي قال سمعت أبا بكر أحمد بن محمد الصيدلاني يقول سمعت أبا بكر المروزي يقول سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول أربعة أحاديث تدور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسواق ليس لها أصل فذكر منها هذا الحديث قلت نقل الحافظ السيوطي في اللآلى عن الحافظ أبي الفضل العراقي في نكته علي ابن الصلاح قال لا يصح هذا الكلام عن احمد فإنه قد أخرج الحديث المذكور في مسنده عن الحسين قال وهو إسناد جيد ورجاله ثقات انتهى وكذا جزم بصحته غير واحد لكن قال ابن عبد البر إنه ليس بقوي انتهى قلت في سنده يعلى بن أبي يحيى قال أبو حاتم مجهول ووثقه ابن حبان وروى أبو داود حدثنا محمد بن رافع نا يحيى بن آدم نا زهير عن شيخ قال رأيت سفيان عنده عن فاطمة بنت حسين عن أبيها عن علي رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وفيه راو لم يسم وقد رواه إسحاق بن راهوية من طريق فاطمة عن جدتها فاطمة الكبرى على أبيها


[ 66 ]

وعليها الصلاة والسلام وقد جعل بعضهم هذا الاضطراب سبب الضعف وليس ذلك بقادح فإن الحسين رضي الله عنه من صغار الصحابة فربما يثبت الواسطة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم وربما أسقطه فيكون من مراسيل الصحابة وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه ابن عدي من رواية إبراهيم بن يزيد عن سليمان الأحول عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما به مرفوعا ومن حديث الهرماس أخرجه الطبراني من رواية عثمان بن فائد عن عكرمة بن عمار عن الهرماس بن زياد عن النبي صلى الله عليه وسلم به وعثمان ضعيف ورواه الإمام مالك في الموطأ عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطوا السائل وإن جاء على فرس وهذا شاهد قوي لحديث يعلى وقد وصله ابن عدي من طريق عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه ولكن عبد الله بن زيد ضعيف ورواه أيضا من طريق عمر بن يزيد المدائني عن عطاء عن أبي هريرة وعمر أيضا ضعيف ورواه الدارقطني في الأفراد من طريق الحسن بن علي الهاشمي عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا لا يمنعن أحدكم السائل أن يعطيه وإن كان في يده قلبا من ذهب وقال تفرد به الحسن عن الأعرج انتهى والحسن ضعيف وهو في مسند الفردوس أيضا وبالجملة لا شك في صحته نظرا إلى مجموع طرقه والله أعلم الحديث الثاني عشر حديث ثوبان رضي الله عنه في النهي عن التآمر أورد ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابن عدي حدثنا هبيل بن محمد ثنا عبد الله ابن عبد الجبار الخبائري ثنا سعيد بن سنان ثنى راشد بن سعد عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسكن الكفور فإن ساكن الكفور كساكن القبور ولا تؤمرن على عشرة فإن من تأمر على عشرة جاء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه فكه الحق أو أوبقه الظلم قال لا يصح سعيد بن سنان متروك


[ 67 ]

قلت سعيد بن سنان من رجال ابن ماجة قال أحمد ضعيف وقال يحيى ليس بثقة وقال مرة ليس بشئ وقال البخاري منكر الحديث وقال النسائي متروك لكن له طريقا أخرى فيبرأ سعيد ابن سنان من عهدته والجملة الأخيرة أخرجها الإمام أحمد قال حدثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن يزيد بن أبي مالك عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه قال ما من رجل يلى أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله عز وجل مغلولا إلى عنقه فكه بره أو أوبقه إثمه قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب رواته ثقات إلا يزيد بن أبي مالك وقال في ترجمة يزيد بن أبي مالك الدمشقي إنه ثقة وقال بعضهم لين وقال الحافظ الهيثمي يزيد بن أبي مالك وثقة ابن حبان وغيره وبقية رجاله ثقات وقد رمز السيوطي في الجامع الصغير أنه حسن قلت إسماعيل بن عياش ثقة ثبت في أهل الشام وشيخه يزيد شامي وله شواهد من رواية عدة من الصحابة قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى عن رجل عن سعد بن عبادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من أمير عشرة إلا أتى الله تعالى مغلولا يوم القيامة لا يطلقه إلا العدل وأخرج عبد الله في زوائده حدثنا خلف بن الوليد ثنا خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن قائد عن رجل عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال سمعت غير مرة ولا مرتين يقول قال رسول لله صلى الله عليه وسلم ما من أمير عشرة إلا يؤتى يوم القيامة مغلولا لا يفكه من ذلك الغل إلا العدل وقال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان قال ثنى سعيد عن أبي هريرة قال وسمعت أبي يحدث عن أبي هريرة قال أحمد وقلت ليحيى كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم قال ما من أمير عشرة إلا يؤتى يوم القيامة مغلولا لا يفكه إلا العدل أو يوبقه الجور رجاله رجال الصحيح وروى الحاكم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا


[ 68 ]

ما من أحد يؤمر على عشرة فصاعدا إلا جاء يوم القيامة في الأصفاد والأغلال حتى يفكه عدله أو يوبقه جوره صححه الحاكم وأقره الذهبي وغيره ورواه عنه البزار والطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب والخطيب في رواة مالك وأبو العباس السراج في مسنده بطرق مختلفة قال الحافظ المنذري رجال البزار رجال الصحيح ورواه الحاكم في الكنى عن كعب بن عجرة نحوه مرفوعا ورواه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس من وجهين وعن بريدة وأبي الدرداء رضي الله عنهم مرفوعا وأما الجملة الأولى وهو قوله لا تسكن الكفور فلم يروه الإمام أحمد لكن رواه البخاري في الأدب المفرد قال حدثنا أحمد بن عاصم ثنا حيوة ثنا بقية ثنى صفوان قال سمعت راشد بن سعد يقول سمعت ثوبان رضي الله عنه يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسكنو بن الكفور فإن ساكن الكفور كساكن القبور وقال قال أحمد الكفور القرى وقال حدثنا إسحاق ثنا بقية ثنى صفوان قال سمعت راشد بن سعد ثوبان رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا ثوبان لا تسكن الكفور فإن ساكن الكفور كساكن القبور قلت بقية هو ابن الوليد وصفوان هو ابن عمرو الكسكى هذه رمز السيوطي في الجامع الصغير لحسنه وتعقبه عبد الرؤف المناوي وأعله ببقية وراشد بن سعد قلت بقية من الحفاظ الأعلام ثقة عند الجمهور لكنه مدلس قال النسائي وغيره إذا قال ثنا ونا فهو ثقة وإذا قال عن فليس بحجة وقال غير واحد من الأئمة إنه ثقة إذا روى عن الثقات وقال ابن عدي إذا روى عن أهل الشام فهو ثبت انتهى وها هنا شيخه صفوان بن عمرو ثقة من أهل حمص ورواه بلفظ التحديث وأما راشد بن سعد وثقة ابن معين وأبو حاتم وابن سعد وقال أحمد لا بأس به


[ 69 ]

وقال الدارقطني يعتبر به لا بأس به قال الذهبي في الميزان وشذ ابن حزم فقال ضعيف انتهى وقد روى البيهقي في الشعب أبو نعيم في الحلية والطبراني في الأوسط حديث ثوبان رضي الله عنه بالجملتين معا بأسانيد ليس فيها سعيد بن سنان والله أعلم تنبيه قال الحافظ السيوطي في اللآلى في باب الابتداء وأعلم أنه جرت عادة الحفاظ كالحاكم وابن حبان والعقيلي وغيرهم أنهم يحكمون على حديث بالبطلان من حيثية سند مخصوص لكون راوية اختلف في ذلك السند لذلك المتن ويكون ذلك المتن معروفا من وجه آخر ويذكرون ذلك في ترجمة ذلك الراوي يجرحونه سنة به فيغتر ابن الجوزي بذلك ويحكم على المتن بالوضع مطلقا ويورده في كتاب الموضوعات وليس هذا بلائق وقد عاب عليه الناس ذلك آخرهم الحافظ ابن حجر انتهى وإنما نبهنا على ذلك لما نذكر أحاديث من هذا القبيل الحديث الثالث عشر حديث أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان فعلت كذا وكذا قال لا والله الذي لا إله إلا هو ما فعلته والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه فعله فقال النبي صلى الله عليه وسلم كفر الله ذنبك بصدقك بلا إله إلا هو أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابن عدي حدثنا علي بن القاسم ثنا طالوت ثنا الحارث أبو قدامة ثنا ثابت البناتي عن أنس رضي الله عنه به وقال أبو قدامة ليس بشئ قلت الحارث بن عبيد أبو قدامة روى له مسلم وأبو داود والترمذي ولم يتهم بالوضع قال ابن مهدي ما رأيت إلا خيرا وقال أحمد مضطرب الحديث وقال ابن معين ضعيف وقال مرة ليس بشئ وقال النسائي وغيره ليس بالقوي وقال ابن حبان كان ممن كثر وهمه وقال الحافظ العسقلاني في التقريب صدوق يخطئ انتهى وهذه الصيغ لا تقتضي أن يحكم على حديثه بالوضع وقد أخرجه عبد بن حميد في مسنده عن مسلم ابن إبراهيم عن الحارث بن عبيد به وأخرجه البيهقي في سننه وقال


[ 70 ]

ليس بالقوي وقال أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد يعني ابن سلمة نا ثابت عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل فعلت كذا وكذا قال لا والذي لا إله إلا هو ما فعلت فقال له جبرئيل عليه السلام قد فعل ولكن قد غفر له بقول لا إله إلا هو قال حماد لم يسمع هذا من ابن عمر بينهما رجل يعني ثابتا أخرجه البيهقي أيضا وقال أحمد حدثنا حسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدعي البينة فلم يكن له بينة فاستحلف المطلوب فحلف بالله الذي لا إله إلا هو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت قد فعلت ولكن غفر لك باخلاصك قول لا إله إلا هو وقال أحمد حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة فذكر مثله وقال أحمد حدثنا حسن ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله إلا أنه قال أخبرني جبرئيل عليه السلام أنك قد فعلت ولكن الله غفر لك وقال أحمد حدثنا أسود بن عامر ثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى الأعرج عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اختصم إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فوقعت اليمين على أحدهما فحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عنده شئ قال فنزل جبرئيل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه كاذب إن له عنده حقه فأمره أن يعطيه حقه وكفارة يمينه معرفته أن لا إله إلا الله أو شهادته وقال أحمد حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى الأعرج عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اختصم رجلان فدارت اليمين على أحدهما فحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عليه حق فنزل جبرئيل عليه السلام فقال مره ليعطه حقه فإن الحق قبله وهو كاذب وكفارة


[ 71 ]

يمينه معرفته بالله أنه لا إله إلا هو أو شهادته أنه لا إله إلا هو وروى أبو داود حدثنا موسى بن إسماعيل نا حماد فذكر مثل حديث حسن ابن موسى وسكت عليه فهو عنده صالح ورجال سنده ثقات قال البيهقي إن كان صحيحا فالمقصود منه البيان أن الذنب وإن عظم لم يكن موجبا للنار متى ما صحت العقيدة وكان ممن سبقت له المغفرة وقال ليس هذا التعيين لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم انتهى قلت ويحتمل أن الرجل كان كافرا أو منافقا فأخلص التوحيد فقبل ذلك منه وجب ما كان قبله من المعاصي فلما خفى التأويل على ابن الجوزي حكم بوضعه والله أعلم الحديث الرابع عشر حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية وفرش مرفوعة قال غلظ كل فراش منها ما بين السماء والأرض أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الخطيب حدثنا أحمد بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن سنان ثنا جعفر ابن جبر ثنا أبي عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه به قال لا يصح جبر وابنه متروكان والمتهم به عبد الله بن محمد بن سنان قال ابن حبان يضع الحديث ويقبله ويسرقه قلت أخرجه الإمام أحمد من وجه يصح قال حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الل عليه وسلم أنه قال وفرش مرفوعة والذي نفسي بيده أن ارتفاعها كما بين السماء والأرض وأن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام وأخرج الترمذي حدثنا أبو كريب ثنا رشدين بن سعد عن عمرو ابن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم به نحوه قال الترمذي هذا حديث


[ 72 ]

حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين قال السيوطي وقد رأيته من حديث غيره عند أحمد فلو رأى الترمذي طريق أحمد أيضا لصححه قال وقد صححه ابن حبان فأخرجه في صحيحه من طريق ابن لهيعة وصححه الضياء المقدسي فأخرجه في المختارة من طريق رشدين قال وأخرجه أيضا النسائي والبيهقي والبيهقي في البعث انتهى قلت دراج ضعفه أبو حاتم والدارقطني ووثقه يحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهما وصحح حديثه عن أبي الهيثم الترمذي واحتج به ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما والحاكم وغيرهم وأما رشدين فتكلموا فيه لكن قال أحمد ليس به بأس في الرقائق وقال أيضا أرجو أنه صالح الحديث وحسن له الترمذي الحديث الخامس عشر إن الله يبعث المتكبرين يوم القيامة في صور الذر لهوانهم على الله تطؤهم الجن والإنس والدواب بأرجلها حتى يقضي الله بين عباده فيدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ويعذبون يوم القيامة في وادي جهنم أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابن عدي حدثنا ابن أبي سويد ثنا شيبان ثنا الحسن بن دينار عن الخصيب بن جحدر عن عمران بن سليمان عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره قال ابن الجوزي الخصيب متروك وكذا الحسن انتهى قلت قد أخرجه الإمام أحمد من وجه آخر قال حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان ثنى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس يعلوهم كل شئ من الصغار حتى يدخلون سجنا في جهنم يقال له بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار وأخرج الترمذي عن سويد بن نصر عن ابن المبارك عن محمد بن عجلان به وحسنه وأخرج النسائي أيضا عن سويد به وله شاهد من حديث جابر


[ 73 ]

بن عبد الله رضي الله عنهما عند البزار وأبي هريرة رضي الله عنه عند البزار وأبي القاسم بن صصري في أماليه الحديث السادس عشر حديث أبي برزة رضي الله عنه قال لو لم يبق من أجلي إلا يوم واحد للقيت الله بزوجة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شراركم عزابكم أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابن عدي حدثنا عمر بن سنان ثنا أبو يوسف محمد بن أحمد الرقي ثنا خالد بن إسماعيل عن عبيد الله بن عمر عن صالح مولى التوأمة عن أبي برزة رضي الله عنه به قال صالح مجروح وخالد يضع قلت قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق ثنا محمد بن راشد عن مكحول عن رجل عن أبي ذر رضي الله عنه قال دخل على رسول صلى الله عليه وسلم رجل يقال له عكاف بن بسر التميمي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عكاف هل لك من زوجة قال لا الحديث وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال إن سنتنا النكاح شراركم عزابكم وأرذال عمرو موتاكم عزابكم الحديث ورجاله ثقات إلا أن فيه رجلا لم يسم وقد أخرجه عبد الرزاق فسماه غضيف بن الحارث وقال الحافظ العسقلاني في أطراف المسند الرجل المبهم هو غصيف بن الحارث سماه محمد بن أبي السرى عن عبد الرزاق وذكره ابن مندة في المعرفة عنه وللحديث طرق غير هذه انتهى وله شاهد عند الطبراني رواه في مسند الشاميين والعقيلي من طريق برد بن سيار عن مكحول عن عطية بن بسر عن عكاف بن وداعة فذكر الحديث بطوله ورواه أبو يعلى وابن مندة من طريق بقية عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن موسى عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن عطية ابن بسر المازني قال جاء عكاف بن وداعة الهلالي الحديث وفيه بقية رواه بالعنعنة ومعاوية وهو الصدفي ضعيف وهكذا رواه ابن السكن من طريق بقية بهذا الإسناد إلا أنه قال عن عطية بسر عن عكاف وهكذا رواه يوسف الغساني عن سليمان بهذا الإسناد لكن


[ 74 ]

لم يذكر غضيفا قال ابن مندة ورواه أشعت عن معاوية بن يحيى عن رجل من بجيلة عن سليمان بن موسى زاد فيه رجلا بينهما وأكثر الرواة سموا عكاف بن وداعة الهلالي وشذ محمد بن راشد فقال عكاف بن بسر قال الحافظ في الإصابة الطرق المذكورة كلها لا تخلو من ضعف واضطراب وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ورواه الديلمي بسند ضعيف بمثل حديث أبي ذر رضي الله عنه سواء والله أعلم الحديث السابع عشر أورد ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الطبراني حدثنا معاذ ابن المثنى ثنا مسدد ثنا خالد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر فجعلها في بطنه لم تقبل صلاة سبعا فإن مات فيهن مات كافرا فإذا ذهب عقله عن شئ من الفرائض لم تقبل منه صلاة أربعين يوما فإن فيها مات كافرا قال لا يصح ويزيد متروك قلت أخرجه النسائي من طريق يزيد بن أبي زياد أيضا لكن جعله من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وأورد من طريق الدارقطني حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا ثنا بن يعقوب أنبأنا عمرو بن ثابت عن الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات فيها مات كافرا ما دام في عروقه منها شئ قال تفرد به عباد عن عمرو وهما متروكان قال وقد روى نحوه عن إبراهيم بن عبد الله المصيصي من حديث ابن عمرو كان المصيصي يسرق الحديث ويسويه قال وفي حديث عطاء بن السائب من حديث ابن عمر نحوه إلا أنه لم يذكر الكفر إلا أن عطاء اختلط في آخر عمره فقال يحيى لا يحتج بحديثه قلت حديث عطاء المذكور أخرجه الإمام أحمد حدثنا عبد الرازق ثنا معمر عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عمر


[ 75 ]

رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد عاد الله له فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من نهر الخبال قيل وما نهر الخبال قال صديد أهل النار وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا همام عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تبا تاب الله عليه وكان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل يا أبا عبد الرحمن ما طينة الخبال قال صديد أهل النار وأخرجه الترمذي أخبرنا قتيبة ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال قيل يا أبا عبد الرحمن وما نهر الخبال قال نهر من صديد أهل النار قال الترمذي هذا حديث حسن وأخرجه الحاكم أيضا وصححه ولم يتعقب الحافظ المنذري على تصحيحه وأخرجه أبو يعلى عن زهير عن جرير به مثله وأخرج أيضا عن محمد بن بشار نا أبو عامر نا أيوب بن ثابت عن خالد بن كيسان قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب خمرا فسكر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات منها دخل النار رجاله ثقات وأخرجه النسائي أخبرنا أبو بكر بن علي ثنا سريج بن يونس ثنا يحيى بن عبد الملك عن العلاء عن العلاء وهو ابن المسيب عن فضيل عن مجاهد ابن عمر رضي الله عنهما قال من شرب الخمر فلم ينتش لم تقبل له صلاة من دام في جوفه أو عروقه منها شئ وإن مات مات كافرا وإن انتشى لم تقبل له صلاة أربعين


[ 76 ]

ليلة وإن مات فيها كافرا رجاله ثقات وأورد ابن الجوزي من طريق الدارقطني أنبأنا عبد الله بن محمد ثنا منصور بن مزاحم ثنا أبو شيبة عن الحكم ابن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر ظل يومه مشركا ومن سكر منها لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن مات مات كافرا قال تفرد به أبو شيبة واسمه إبراهيم بن عثمان وهو متروك قلت رواه الإمام أحمد بطريق آخر ليس فيه أبو شيبة قال ثنا معاوية بن عمرو ثنا إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري ثنا الأوزاعي ثنى ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن الديلمي قال دخلت على عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وهو في حائط له بالطائف يقال له الوهط فذكر قصة وفيه قال يعني عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر شربه لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد قال فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة رجاله ثقات وقال أحمد حدثنا أبو المغيرة ثنا محمد بن المهاجر أخبرني عروة بن رويم عن ابن الديلمي الذي كان يسكن بيت المقدس ثم سألته هل سمعت يا عبد الله بن عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شارب الخمر بشئ قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يشرب الخمر أحد من أمتي فيقبل الله منه صلاة أربعين صباحا وقال أحمد حدثنا بهز ثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن نافع بن عاصم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر فسكر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن شربها فسكر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة والثالثة والرابعة فإن شربها فسكر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب لم يتب


[ 77 ]

الله عليه وكان حقا على الله أن يسقيه من عين خبال قيل وما عين خبال قال صديد أهل النار وأخرج النسائي عن القاسم بن زكريا بن دينار ثنا معاوية بن عمر وثنا أبو إسحاق وعن عمرو بن عثمان بن سعيد بقية كلاهما عن الأوزاعي عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن الديلمي فساق نحو حديث أحمد وأخرج ابن ماجة عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به وذكر نحو حديث أحمد ولم يذكر القصة ورواه عنه ابن حبان في صحيحه ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن مات دخل النار فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد فشرب فسكر لم تقبل صلاة له أربعين صباحا فإن مات دخل النار فإن تاب عليه فإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن مات دخل النار فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار ورواه الحاكم مختصرا ببعضه قال لا يشرب الخمر رجل من أمتي فتقبل له صلاة أربعين صباحا وقال صحيح على شرطهما وسلم تصحيحه الحافظ المنذري وله شاهد من حديث أبي ذر أخرجه أحمد حدثنا مكي بن إبراهيم ثنا عبد الله ابن زياد عن شهر بن حوشب عن ابن عم لأبي ذر عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين ليلة فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد كان مثل ذلك فإن عاد كان مثل ذلك فما أدري في الثالثة أم في الرابعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن عاد كان حتما على الله عز وجل أن يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار قال الحافظ المنذري ورواه أيضا البزار والطبراني من حديثه بإسناد حسن ومن حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قال أحمد حدثنا داود بن مهران الدباغ ثنا داود يعني العطار عن ابن خثيم عن شهر بن


[ 78 ]

حوشب عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر لم يرض عنه أربعين ليلة فإن مات مات كافرا وإن تاب تاب الله عليه وإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل يا رسول الله وما طينة الخبال قال صديد أهل النار قال الحافظ المنذري سنده حسن ومن حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه أبو داود حدثنا محمد بن رافع نا إبراهيم بن عمر الصنعاني سمعت النعمان يقول عن طاؤس عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مخمر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب مسكرا نجست صلاته أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال يا رسول الله قال صديد أهل النار الحديث سكت عليه أبو داود فهو عنده صالح ورجاله ثقات وأخرج ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدمن خمر كعابد وثن قال الحافظ الجلال في النكت البديعات هذا الحديث يعني من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن مات مات كافرا صحيح قطعا أما حديث ابن عمرو رضي الله عنهما فأخرجه أحمد في مسنده من طرق أخرى كلها على شرط الصحيح والنسائي والحاكم وصححه بالجملة الأولى دون الأخيرة وأخرجه البزار من طريق آخر وفيه الجملة الأخيرة ولفظه فإن مات منها فكان كعابد وثن وأخرجه الطبراني في الأوسط والحاكم وصححه من طريق آخر وفيه الجملة الأخيرة أيضا ولفظه فإن مات وهي في بطنه مات ميتة جاهلية وأما حديث ابن عمر رضي الله عنهما فأخرجه من طريق عطاء أحمد في مسنده والترمذي وحسنه وله طريق ثان ليس فيه عطاء أخرجه النسائي وثالث أخرجه ابن منيع في مسنده وللحديث شاهد من حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أخرجه أحمد والطبراني بسند حسن بالجملتين أيضا ولفظه فإن مات مات كافرا ومن حديث عياض بن غنم أخرجه أبو يعلى والطبراني بالجملتين أيضا ولفظه فإن مات فإلى النار ومن حديث أبي ذر رضي الله عنه أخرجه أحمد والبزار والطبراني ومن حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه الطبراني من طريقين عنه ومن


[ 79 ]

حديث السائب بن يزيد أخرجه الطبراني كلهم بالجملة الأولى فقط ومن شواهد الجملة الثانية ما أخرجه البخاري في تاريخه من طريق محمد ابن عبد الله عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم مدمن الخمر كعابد الوثن وأخرجه أيضا من وجه آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وهو عند ابن ماجة وأخرجه أحمد والبخاري في تاريخه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما والطبراني في الأوسط من حديث أنس وأخرجه البخاري في تاريخه من حديث جابر رضي الله عنه بلفظ من مات مدمن خمر مات كعابد وثن ومن شواهد الجملة الأولى أيضا ما أخرجه البخاري في تاريخه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا لا يقبل الله لشارب الخمر صلاة ما دام في جسده منها شئ انتهى الحديث الثامن عشر أورده ابن الجوزي حديث ضغطه سعد بن معاذ رضي الله عنه في الموضوعات من طريق الدارقطني حدثنا علي بن عبد الله بن ميسر ثنا أحمد بن سنان القطان ثنا يعقوب بن محمد ثنا صالح بن محمد بن صالح عن أبيه عن سعد بن عامر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتز عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ ونزل الأرض لشهود سعد ابن معاذ سبعون ألف ملك ما نزلوا قبلها واستبشروا أهل السماء ولقد ضم سعد بن معاذ ضمه يعني في قبره ولو كان أحد منها معافى عوفي منها سعد بن معاذ قال ابن الجوزي تفرد به محمد بن صالح قال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج به قلت المنكر غير الموضوع وصالح مقارب الحال قال ابن معين والدارقطني إنه ضعيف وقال ابن عدي إنه ضعيف يكتب حديثه وقال أحمد ما أرى به بأسا فمن كان هكذا لا يحكم على حديثه بالوضع وأورد من طريق ابن شاهين حدثنا عبد الله بن سليمان ابن الأشعث ثنا علي بن مهران ثنا علي بن رشيد ثنا أبو عبيدة وهو مجاعة ابن الزبير عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن ابن عباس رضي الله عنهما لما أخرجت


[ 80 ]

جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون ما أخف جنازة سعد فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد من الناس إلا وله ضغطة في قبره ولو كان منفلتا منها أحد لانفلت سعد بن معاذ ثم قال والذي نفسي بيده لقد سمعت أنينه ورأيت اختلاف أضلاعه في قبره قال ابن الجوزي لا يصح والقاسم منكر الحديث قلت كونه يروي مناكير لا يستلزم أن يكون حديثه موضوعا وأورد من طريق هناد بن السرى في الزهد حدثنا ابن فضيل عن أبي سفيان عن الحسن قال أصاب سعد بن معاذ رضي الله عنه جراحه فجعله النبي صلى الله عليه وسلم عند إمرأة تداويه فمات من الليل فأتاه جبرئيل فأخبره فقال لقد مات الليلة فيكم رجل اهتز العرش لحب لقاء الله تعالى إياه فإذا هو سعد فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره فجعل يكبر ويهلل ويسبح فلما خرج قيل يا رسول الله ما رأيناك صنعت هكذا قط قال إنه ضم في القبر ضمة حتى صار مثل الشعرة فدعوت الله أن يرفع عنه وذلك أنه كان لا يستبرئ من البول قال ابن الجوزي إنه مرسل وأبو سفيان طريف بن شهاب متروك قلت الجمهور على أنه ضعيف ولم يتهم بالوضع واهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ ثابت في الصحيحين وأما ضغطته فقد جاءت من طرق صحاح أخرج الإمام أحمد في مسنده حدثنا محمد بن بشر ثنا محمد ابن عمرو ثنى يزيد بن عبد الله بن أسامة الليثي ويحيى بن سعيد عن معاذ ابن رفاعة الزرقي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش وتفتحت له أبواب السماء شدد عليه ففرج الله عنه وقال مرة فتحت وقال مرة ثم فرج الله عنه وقال مرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد يوم مات وهو يدفن وقال أحمد حدثنا يعقوب ثنا أبي عن أبي إسحاق حدثني معاذ بن رفاعة محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لما دفن سعد ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبح الناس معه طويلا ثم كبر


[ 81 ]

فكبر الناس ثم قالوا يا رسول الله مما سبحت ثم كبرت قال لقد تضايق على هذا الرجل الصالح قبره حتى فرجه الله عز وجل عنه قلت رجال الإسنادين ثقات وإبن إسحاق قد رواه بصيغة التحديث فانتفت تهمة التدليس ومعاذ بن رفاعة قد سمع من جابر بغير واسطة وقال أحمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيا منها لنجا سعد بن معاذ وعن يحيى عن شعبة به قال الحافظ العراقي إسناد جيد وقال الحافظ أبو الحسن الهيثمي رجاله رجال الصحيح ورواه أحمد أيضا عن محمد بن جعفر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع مولى ابن عمر عن إنسان عن عائشة نحوه وهذه الرواية تدل على أن نافعا لم يسمعه من عائشة رضي الله عنها وما رواه يعقوب ويحيى هو الراجح ويمكن ان يكون نافع سمعه عن إنسان عن عائشة ثم سمعه عنها أيضا فرواه بالوجهين وله شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما رواه النسائي حدثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عمرو بن محمد العنقزي ثنا ابن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه يعني سعد ابن معاذ رضي الله عنه ولو نجا رجلا من القبر لنجا سعد بن معاذ رجاله ثقات محتج بهم في الصحيح وآخر عن ابن عباس رضي الله عنهما رواه الطبراني في الكبير حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا حسان بن غالب ثنا ابن لهيعة عن أبي النضر المديني عن زياد مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم توفي سعد بن معاذ وقف على قبره ثم استرجع ثم قال لو نجا


[ 82 ]

من ضغطة القبر أحد لنجا سعد لقد ضغط ثم رخى عنه وقال في الأوسط حدثنا محمد بن جعفر ثنا خالد بن خداش ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي النضر به وأخرج الحكيم الترمذي حدثنا سفيان ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن زياد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أفلت أحد من فتنة القبر أو ضمه لنجا سعد ولقد ضم ضمة ثم رخى عنه الحديث التاسع عشر أورد ابن الجوزي في الموضوعات أحاديث فيها وجود الأبدال فأخرج من طريق الطبراني حدثنا محمد بن الحرر الطبراني ثنا سعيد بن أبي زيدان ثنا عبد الله بن هارون الصوري ثنا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيار أمتي في كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه وأدخل من الأربعين مكانهم قالوا يا رسول الله دلنا على أعمالهم قال يعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساءهم ويتواسون فيما آتاهم قال ابن الجوزي لا يصح وفيه من لا يعرف وأخرج من طريق ابن حبان حدثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الرحمن بن مرزوق ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن بهم يعافون وبهم يرزقون وبهم يمطرون قال ابن الجوزي عبد الوهاب ضعيف وابن مرزوق يضع وأخرج من طريق الطبراني حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن السرى القنطري ثنا قيس بن إبراهيم بن قيس السامري ثنا عبد الرحمن بن يحيى بن الأرمني ثنا عثمان ابن عمارة حدثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا


[ 83 ]

إن الله في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلوب آدم عليه السلام ولله في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ولله في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام ولله في الخلق خمسة قلوبهم علي قلب جبرائيل عليه السلام ولله في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرائيل عليه السلام فإذا مات الواحد أبدل الله من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة فيهم يحيي ويميت ويمطر ويدفع البلاء قيل لعبد الله ابن مسعود رضي الله عنه كيف بهم يحيي ويميت قال لأنهم يسألون الله عز وجل إكثار الأمم فيكثرون ويدعون على الجبابرة فيقصرون ويستسقون فيسقون ويسألون فتنبت لهم الأرض ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء قال فيه مجاهيل وأخرج من طريق ابن عدي حدثنا محمد بن زهير بن الفضل الأيلي ثنا بن زيد عن أنس رضي الله عنه مرفوعا البدلاء أربعون اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات واحد منهم أبدل الله مكانه آخر فإذا جاء أمر الله قبض كلهم فعند ذلك تقوم الساعة قال العلاء روى عن أنس نسخة موضوعة وأخرج من طريق الحسن بن محمد الخلال حدثنا أبو بكر بن شاذان ثنا عمر بن محمد الصابوني ثنا إبراهيم بن الوليد ثنا أبو عمر الغدائي ثنا أبو سلمة الخراساني عن عطاء عن أنس رضي الله عنه مرفوعا الأبدال أربعون رجلا وأربعون إمرأة كلما مات رجل بدل الله مكانه رجلا وكلما ماتت إمرأة بدل الله مكانها إمرأة قال فيه مجاهيل قلت ذكر الأبدال ورد في مسند أحمد قال حدثنا أبو المغيرة ثنا صفوان عن شريح بن عبيد الله قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالعراق فقالوا العنهم يا أمير المؤمنين قال لا


[ 84 ]

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الأبدال بالشام وهم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب رجاله رجال الصحيح غير شريح وهو ثقة وقال أحمد حدثنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا الحسن بن ذكوان عن عبد الوهاب بن قيس عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا رجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد وقد وثقه العجل وأبو زرغة قبل وأخرج أحمد من طريق صالح بن الخليل عن صاحب له عن أم سلمة رضي الله عنها مرفوعا قال يكون اختلاف عند موت خليفة الحديث وفيه فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق الحديث قال السيوطي في النكت خبر الأبدال صحيح فضلا عما دون ذلك وإن شئت قلت متواتر وقد أفردته بتأليف استوعبت فيه طرق الأحاديث الواردة في ذلك والحاصل أنه ورد من حديث عمر رضي الله عنه أخرجه ابن عساكر من طريقين وعلى أخرجه أحمد والطبراني والحاكم وغيرهم من طرق أكثر من عشرة بعضها على شرط الصحيح وأنس وله ست طرق منها طريق في معجم الطبراني الأوسط حسنه الهيثمي في مجمع الزوائد وعبادة ابن الصامت أخرجه أحمد بسند صحيح وابن عباس أخرجه أحمد في الزهد بسند صحيح وابن عمر وله ثلاث طرق في المعجم الكبير للطبراني وكراميات يحيى الأولياء للخلال ولأبي نعيم وابن مسعود وله طريقان في المعجم الكبير والحلية وعوف بن مالك أخرجه الطبراني بسند حسن ومعاذ بن جبل أخرجه الديلمي وأبي سعيد الخدري أخرجه البيهقي في الشعب وأبي هريرة وله طريق أخرى غير التي أوردها ابن الجوزي أخرجها الخلال في كرامات الأولياء وأم سلمة أخرجه أحمد وأبو داود في سننه والحاكم والبيهقي وغيرهم ومن مرسل الحسن أخرجه ابن أبي الدنيا في السخاء والبيهقي في الشعب ومن مرسل عطاء أخرجه أبو داود في مراسيله ومن مرسل بكر بن خنيس أخرجه ابن أبي


[ 85 ]

الدنيا في كتاب الأولياء ومن مرسل شهر بن حوشب أخرجه ابن جرير في تفسيره وأما الآثار عن الحسن البصري وقتادة وخالد بن معدان وأبي الزاهرية وابن شوذب وعطاء وغيرهم من التابعين فمن بعدهم فكثيرة جدا ومثل ذلك بالغ حد التواتر المعنوي لا محالة بحيث يقطع بصحة وجود الأبدال ضرورة انتهى الحديث العشرون أورد ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الدارقطني حدثنا أحمد بن عيسى بن علي الخواص ثنا سفيان بن زياد بن آدم أبو سهل ثنا عبد الله بن أبي علاج الموصلي ثنى أبي عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنهم قال غلا السعر بالمدينة فذهب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله غلا السعر فسعر لنا فقال إن الله عز وجل هو المعطي وهو المانع وإن لله ملكا اسمه عمارة على فرس من حجارة الياقوت طويلة مد بصره يدور في الأمصار ويقف في الأسواق فينادي ألا ليغل كذا وكذا ألا ليرخص كذا وكذا وأورد من طريق الخطيب ومن طريق أبي سعيد النقاش من وجهين آخرين عن أنس رضي الله عنه مرفوعا نزول الملك ونداؤه وقال حديث علي تفرد به إبن أبي علاج وله مناكير وفي حديث أنس من طريق الخطيب أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الله الزهري كان كذابا سرقه من ابن أبي علاج وجعل له إسناد آخر ولأن الوجهين اللذين عند النقاش حماد النصيبي وسري بن عاصم البغدادي وهما كذابان قلت الجملة الأخيرة التي وقعت في حديث علي وأنس رضي الله عنهما أعني نداء الملك اتفق الحفاظ على وضعهما وأما الجملة الأولى فهي صحيحة ثابتة فتساهل ابن الجوزي في الحكم على الجميع بالوضع قال أحمد حدثنا سريج ويونس بن محمد ثنا حماد بن سلمة عن قتادة وثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله لو سعرت فقال إن الله هو الخالق


[ 86 ]

القابض الباسط الرازق المسعر وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال وقال حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا قتادة وثابت وحميد عن أنس ابن مالك فذكره نحوه وأخرج أبو داود عن عثمان بن أبي شيبه عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن ثابت وقتادة وحميد ثلاثتهم عن أنس به وأخرج الترمذي عن بندار عن حجاج بن المنهال عن حماد به وقال حسن صحيح وأخرج ابن ماجه عن محمد بن المثنى عن حجاج بإسناده وقال أحمد ثنا سليمان أنا إسماعيل حدثني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال سعر يا رسول الله قال إنما يرفع الله ويخفض إني لأرجو أن ألقى الله عز وجل وليس لأحد عندي مظلمة قال آخر سعر فقال ادعوا الله عز وجل ورواه عن منصور سلمة بن بلال عن العلاء نحوه ورواه أبو داود عن محمد بن عثمان الدمشقي عن سليمان بن بلال عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء فقال يا رسول الله سعر فقال بل ادعوا ثم جاء رجل فقال يا رسول الله سعر فقال بل الله يخفض ويرفع وإني لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد عندي مظلمة قال الحافظ العسقلاني في تخريج الرافعي هذا الحديث رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة والدارمي والبزار وأبو يعلى من طريق حماد بن سلمة عن ثابت وغيره عن أنس وإسناده على شرط مسلم وقد صححه ابن حبان والترمذي ولأحمد وأبي داود من حديث أبي هريرة جاء رجل الحديث قال وإسناده حسن ولابن ماجه والبزار والطبراني في الأوسط من حديث أبي سعيد نحو حديث أنس وإسناده حسن أيضا وللبزار من حديث علي رضي الله عنه نحوه وعن ابن عباس في الطبراني الصغير وعن أبي جحيفة في الكبير وأغرب ابن الجوزي فأخرجه في الموضوعات من حديث علي رضي الله عنه وقال إنه حديث لا يصح انتهى قال السيوطي في اللآلى مراده أي الحافظ صدر الحديث لا آخره أي أنه موضوع


[ 87 ]

الحديث الحادي والعشرين أورد ابن الجوزي في الموضوعات من طريق العقيلي حدثنا محمد ابن أيوب أنبأنا أبو عون محمد بن عون الزبادي ثنا أشعث بن بزار عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به حدثت به أو لم أحدث به قال العقيلي ليس له إسناد يصح الأشعث هذا غير حديث منكر وقال يحيى هذا الحديث وضعته الزنادقة وقال الخطابي لا أصل له وروى من حديث يزيد بن يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث عن ثوبان ويزيد مجهول وأبو الأشعث لا يروى عن ثوبان رضي الله عنه قلت حديث أبي هريرة رواه الإمام أحمد قال حدثنا سريج ثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعرفن أحدا منكم أتاه عني حديث وهو متكئ في أريكته فيقول أتل به علي قرآنا ما جاءكم عني من خير قلته أو لم أقله فأنا أقول وما أتاكم من شر فإني لا أقول الشر وقال حدثنا خلف أي ابن الوليد ثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره نحوه وأبو معشر هو نجيح ضعيف وله طريق آخر أخرجه ابن ماجه حدثنا علي بن المنذر ثنا محمد بن الفضيل المقبري عن جده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا أعرفن ما يحدث أحدكم عني الحديث وهو متكئ على أريكته فيقول أقرأ قرآنا ما قيل من قول حسن فأنا قلته قال السيوطي رجاله ثقات سوى حفيد المقبري وهو عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري أي أنه متروك وله طريق آخر رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول حدثنا الحسين بن علي العجلي الكوفي ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه ولا تنكرونه قلته أو لم أقله فصدقوا به فإني أقول ما يعرف ولا ينكر وإذا حدثتم عني بحديث تنكرونه ولا تعرفونه فكذبوا


[ 88 ]

به فإني لا أقول ما ينكر ولا يعرف رجاله ثقات وشيخه العجلي ذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو حاتم صدوق رواه الخطيب من طريق يحيى بن آدم بمعناه وأخرجه البخاري في تاريخه من وجه آخر عن سعيد المقبري مرسلا بلفظ ما سمعتم عني من حديث تعرفون فصدقوه قال البخاري ورواه يحيى ابن آدم عن أبي هريرة وهو وهم ليس فيه أبو هريرة انتهى قلت يعلم من مجموع الطرق أن للحديث أصلا وليس بموضوع ومن شواهده حديث ثوبان الذي حكم ابن الجوزي بوضعه وقد تعقب عليه السيوطي وقال قوله إن يزيد مجهول مردود فإن له ترجمة في الميزان وقد ضعفه الأكثر وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به وقال أبو مسهر كان يزيد بن أبي ربيعة فقيها غير متهم ما ينكر عليه أنه أدرك أبا أشعث ولكن لاأخشى الرحمن عليه سوء الحفظ والوهم وقوله إن أبا الأشعث لا يروى عن ثوبان مردود فقد روى أبو النضر حدثنا يزيد بن ربيعة ثنا أبو الأشعث الصنعاني قال سمعت ثوبان يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يقبل الجبار فيثنى رجله على الجسر الحديث انتهى ومعنى الحديث كما قال الحكيم الترمذي في النوادر إن من تكلم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بشئ من الحق فالرسول صلى الله عليه وسلم سابق إلى ذلك القول وإن لم يكن تكلم بذلك اللفظ المخصوص لأنه صلى الله عليه وسلم أتى بأصله مجملا فقوله صدقوا به قلته أو لم أقله أي إن لم أقله بذلك اللفظ الذي حدث به عني والخطاب بهذا إنما هو للذين صفت قلوبهم عن كدر الشهوات ورفعت عن بصر بصائرهم حجب الظلمات ومن شواهده ما رواه الإمام أحمد ثنا حدثنا أبو عامر ثنا سليمان بن بلال عن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن سويد عن أبي حميد أو أبي أسيد رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه وقال وشك فيهما عبيد بن أبي قرة


[ 89 ]

فقال عن أبي حميد أو أبي أسيد ورواه أيضا أبو يعلى والبزار قال الحافظ أبو الحسن الهيثمي رجاله رجال الصحيح وقال السيوطي سنده على شرط الصحيح الحديث الثاني والعشرون أورد ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الحاكم حدثنا محمد ابن صالح بن هانئ ثنا إبراهيم بن محمد بن مخلد الضرير ثنا إسحاق بن إسرائيل ثنا محمد بن جابر اليمامي ثنا حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلم يرفعوا أيديهم إلا عند افتتاح الصلاة قال ابن الجوزي موضوع وآفته اليمامي قلت محمد بن جابر اليمامي قالوا فيه إنه ضعيف ولم يتهم بالكذب وقد روى الدارقطني والبيهقي هذا الحديث بهذا الطريق وقالا إنه ضعيف وأفرط ابن الجوزي في الحكم عليه بالوضع وقد روى الإمام أحمد في مسنده حدثنا وكيع ثنا سفيان عن عاصم ابن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة قال قال ابن مسعود رضي الله عنه ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصلى فلم يرفع يديه إلا مرة ورواه أحمد أيضا بهذا الطريق فقال قال عبد الله أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يديه في أول وقد رواه أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة والترمذي عن هناد والنسائي عن محمود بن غيلان ثلاثتهم عن وكيع به ورواه أبو داود أيضا عن الحسن بن علي عن معاوية بن هشام وخالد بن عمرو وأبي حذيفة ثلاثتهم عن سفيان بهذا ورواه النسائي عن سويد بن نصر عن ابن ابن المبارك عن سفيان به وقد اختلف الحفاظ في هذا الحديث فحسنه الترمذي وصححه ابن حزم وابن القطان وغيرهم وضعفه أحمد وشيخه يحيى بن آدم والبخاري وأبو داود وأبو حاتم وغيره


[ 90 ]

هذا آخر ما أردت جمعه وقد رأيت في بعض التعاليق أن الحافظ السيوطي ذيل عليه أيضا ولم أقف على ذلك الذيل فمن وقف عليه فليلحق ما فاتنا وبالله التوفيق قال الوالد وفرغت من تحريره يوم الثلاثاء الثاني من ذي القعدة الحرام سنة ألف ومائتين وتسع وسبعين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وأنا المفتقر إلى الله صبغة الله بن محمد غوث كان الله لهما آمين وفرغت أنا من تحريره يوم الثلاثاء لست خلت من شهر صفر سنة إحدى وثمانين من المائة الثالثة العشر من هجرة خاتم الأنبياء سيد البشر وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما أضاءت الشمس وأنار القمر وأنا العبد المذنب الأحقر ناصر الدين عبد القادر بن صبغة الله بن محمد بن غوث عفا الله ذنبهم ما تقدم وما تأخر سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال أبو حذيفة صاحب التعليقات المشار إليها بالحرف (ش) في خلال دراستي وكان لمصطلح روى الحديث قرأت ما قاله العلامة أحمد محمد شاكر رحمه الله في كتابه الباعث الحثيث عن كتاب الحافظ ابن حجر القول المسدد وأنه قد أصاب في نفي الحكم بالوضع على الأحاديث التي زعم الحافظ ابن الجوزي لها بالوضع في مسند إمام أهل السنة والجماعة أحمد ابن حنبل خاصة وأن عامة القراء قد يأخذه التفكير في أنه ما دام في المسند موضوعات فالإمام أحمد يروي عن كذابين ومتروكين الأمر الذي يترك في النفس عدم الاهتمام بفقه هذا الإمام فكنت دائما حريصا على نسخة من هذا الكتاب فعمدت إلى أخ حبيب يعرف أحد علماء الهند الأفاضل فأرسل له نسخة من القول المسدد ومن يومها وبعد قراءته قررنا في


[ 91 ]

المكتبة طباعته ولم وخاصة أن من أهداف مكتبة ابن تيمية نشر الكتب السلفية بين طلاب العلم وفقها الله لذلك وليعلم أن الحافظ إبن الجوزي لم يتعمد ذلك ويحسن أن ألخص ما قاله شيخ الإسلام في كتابه القيم رفع الملام عن الأئمة الأعلام قال رحمه الله وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاما يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ من سنته دقيق ولا جليل ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه فلا بد أن يكون له من عذر في تركه وقال رحمه الله فمن ذلك اعتقاد ضعف الحديث باجتهاد قد خالفه فيه غيره مع قطع النظر عن طريق آخر سواء كان الصواب معه أو مع غيره أمع معهما عند من يقول كل مجتهد مصيب ولذلك أسباب منها أن يكون المحدث بالحديث يعتقده أحدهما ضعيفا ويعتقده الآخر ثقة ومعرفة الرجال علم واسع ومنها أن يكون للمحدث حالان حال استقامة وحال اضطراب مثل أن يختلط أو تحترق كتبه فما حدث به في حال الاستقامة صحيح وما حدث به في حال الاضطراب ضعيف فلا يدري ذلك الحديث من أي النوعين وقد علم غيره أنه مما حدث به في حال الاستقامة ومنها أن يكون المحدث قد نسي ذلك الحديث فلم يذكره فيما بعد أو أنكر أن يكون حدث به معتقدا أن هذا علة توجب ترك الحديث اه كلام شيخ الإسلام رحمه الله فعلم أنه بذلك لم يتعمد الإمام ابن الجوزي الحكم بالوضع ولكن يلتمس قراءته قررنا في


[ 91 ]

المكتبة طباعته ولم وخاصة أن من أهداف مكتبة ابن تيمية نشر الكتب السلفية بين طلاب العلم وفقها الله لذلك وليعلم أن الحافظ إبن الجوزي لم يتعمد ذلك ويحسن أن ألخص ما قاله شيخ الإسلام في كتابه القيم رفع الملام عن الأئمة الأعلام قال رحمه الله وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاما يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ من سنته دقيق ولا جليل ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه فلا بد أن يكون له من عذر في تركه وقال رحمه الله فمن ذلك اعتقاد ضعف الحديث باجتهاد قد خالفه فيه غيره مع قطع النظر عن طريق آخر سواء كان الصواب معه أو مع غيره أمع معهما عند من يقول كل مجتهد مصيب ولذلك أسباب منها أن يكون المحدث بالحديث يعتقده أحدهما ضعيفا ويعتقده الآخر ثقة ومعرفة الرجال علم واسع ومنها أن يكون للمحدث حالان حال استقامة وحال اضطراب مثل أن يختلط أو تحترق كتبه فما حدث به في حال الاستقامة صحيح وما حدث به في حال الاضطراب ضعيف فلا يدري ذلك الحديث من أي النوعين وقد علم غيره أنه مما حدث به في حال الاستقامة ومنها أن يكون المحدث قد نسي ذلك الحديث فلم يذكره فيما بعد أو أنكر أن يكون حدث به معتقدا أن هذا علة توجب ترك الحديث اه كلام شيخ الإسلام رحمه الله فعلم أنه بذلك لم يتعمد الإمام ابن الجوزي الحكم بالوضع ولكن يلتمس له أي عذر مما تقدم ولا يعتقد تعمده فعلى الأقل هو إمام له شأنه في هذا العلم وأخيرا نسأل الله أن يجعل عملنا صالحا ويجعله لوجهه خالصا ولا يجعل لأحد فيه شئ ثم نسألك يا أخي أن لا تمسك علينا دعائك لنا فالنفس قد أثقلتها الذنوب والخطايا فسبحان من تفرد بعلم الخفايا والحمد لله رب العالمين 

============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعة أقوال يحي بن معين في رجال الحديث

ولا يمكن تحصيل تلك الفوائد والوقوف على تلـك العوائـد إلا بجمـع ت وبين الضعيف , َ تثب ْ أقوالهم وتتبعها وفحص رواتها, للتمييزبين الثقة الم ِّ ...